دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة
|
الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة
لو قرأت وصفه لمحة من طفولته حين يعتلي ظهر بَغلٍ ، و يُمسِك شقيقه محجوب بخاصرته رديفاً عند غدُوهما والرواح إلى المدرسة الأولية من قريتهما ( سرة شرق ) في شمال السودان القصي ، لعلمت كيف تستنبِت البوادي والأرياف عندنا من نُطفة تكورت في رحم أنثى ، حين تنمو وتُفرد لنا من بعد شجرة باذخة الظلال . حُلو ثمرها ، تتخطى أقواس العُمر برشاقة عبقرية أديب يكتُب بإزميل نحّات و يرسم لُغة مُتجددة الإبداع و مُتفردة الهوى . لن نُغالي أبدا إن حسبنا قلمه مدرسة في ترفيع العربية وتغذية شرايينها من الآداب المُعاصرة .
اقرأ معي كيف استفتح مقالة له دعاها ( مشاهد من هارفارد ) حين استكتبه الأديب الراحل ( علي المك ) لمجلة الدوحة القطرية في السبعينات عندما كان مراسلا من الخرطوم : 1ـ { في الشقة رقم 34 من الطابق الثالث والأخير من عمارة تُمسِك باثنتين أخريين عن يمين ويَسار . تُطل كلها على بستانها الخاص وأشجارها الطوال حولها ، قضيت فترتي الدراسية في هارفارد بدءاً بأول الشتاء ختماً بأوائل الصيف ...}
حين يُمسِك الأديب الراحل بيدك ويُدخلك مسكنه كضيف وقارئ ، تتخطى معه العتبات . يُلبِسكَ جُلبابه وتتجول أنت معه كأنك سيد الدار ، بضَمير لُغة يتغمص فيها القارئ روحه كرفيق عُمر ! . كرمٌ لُغوي لا تُدانيه ضيافة ، حين يكتب : ـ
2ـ { تدخُل تجِدَكَ توّاً فيه . قُبالَتك خِزانة المعاطِف ، للبرد وللحر ، ومشاجِب للطواقي صُنِعت لتحمي الرأس والأذنين ، وقُبعات خفيف بعضها للرذاذ ثقيل بعضها لحمأة الشمس ، ...وفراغاً لغير هذه من واقيات الحر والبرد ، .. خزانة الصيف والشتاء هذه داخل الحائط في الصالون ، حيث مجلِس أضيافك ومجلسك . خطوات قليلة عبر هذا الصالون يسار مدخلك فتحة لدهليز عرضه متر طوله أمتار معدودة } أو حين يكتُب :
3ـ { ..خطوات من بعد قبالتكَ ، باب آخر يقود لمطبخك أعدّ ليخدُم من يخدُم نفسه.. على اليسار فتحة أخرى كفتحة المدخل على دهليز تقود للمكتبة ، أفسح غرف البيت ، اقتعدت فيها طاولة الكتابة والقراءة مكاناً وسطاً ...} أو حين يكتب :
4ـ { إن اضطررت ليوم تقضيه داخل البيت لن توحَش . النافذتان على يسارك عيناك لهذه الرئة الخضراء للطوابق الثلاث هُنا وأخواتها هناك عبر الطريق . تخضر الأشجار ويخضر العُشب في الربيع ، وتُزهر الشجيرات فتؤنس ، أول الصيف يذوي الورق تسمعه يتساقط ..} 5ـ أو حين يكتُب :
{ في الذي رأيت حولي من كُتب ومن متاع . هذه فئة من الناس كبُرت على الطموح نفسه ، سكونها كان داخلها عُلواً على صخب حروب المذهب والسلطان ، يستحيل لغير كبير على السلطان والجاه والمال والرفاه ، أن يغني كما فعل ( أوفيد ) في أيكولوجي أغانيه التي جمعها عشاق الحياة ، ما كان يدرِك وهو يُغني بأنّا نهتز لها نحن اليوم ألفا سنة من بعد ،..} تتمهل أنتَ حين تقرأ للأديب (جمال محمد أحمد ) ، تحس ألفة ومحبة تشعّ من أحرُفه التي بها يكتُب . يتخطى التُراث في الكتابة العربية بخطو العارِف ، الناهِل من حلاوة الإيجاز البليغ والسينمائية التي تأتيك بالدهشة من حيث تدري و لا تدري . تتلمس حليات القص وفخامته وأنت تقرأ . يتبدى لك الدفين الذي هضَمته ثقافته الباذخة ، واطلاعه العميق على آداب الدُنيا . يُزاوج فيها حُراً كما يشاء ، خاتماً لنا بَصمَته عند كل مُنعطف برقة وسلاسة . عسير على من أراد تقليده أن يمتطي فرساً لُغوياً نافراً ،وهو عند صاحبه الخلُوق رفيق درب لا مُستعبداً يُركَبُ ظهره ! .
ساقتني قدماي ذات صُدفة مطلع الثمانينات . حضرت لزيارة بعض الصحاب الدارسين بمعهد الدراسات الأفريقية والأسيوية بجامعة الخرطوم . تحت ظل شجرة في فُسحة مُمكنة جلست في مقعد مع آخرين جواري في الهواء الطلق . كُنا بضعاً وعشرين فردا لسماع مُحاضرة يُلقيها هو علينا عن القرار ( 242 ) الذي أصدره مجلس الأمن قبيل وقف إطلاق النار أيام حرب السادس من يونيو 1967م . جلست مستَمِعاً تُدهشني اللغة والبلاغة والمنطق والتحليل والدقة والسرد الباهر . ينهمر سلسبيل المعرفة بمائه الثقيل من أثر الموسوعة الثقافية والأدبية والسياسية المٌترَفة لسيدنا . تسمع حفيف حركات الأغصان بأوراقها مع الريح كموسيقى تُصور لك الأحداث الجِسام التي تخطت العقلية الدُبلوماسية العربية ، وهي تُقبِل على موافقتها لنص تلك الوثيقة الماكرة . تبدو النصوص كجرَّة تنضح ندىً يحسبها الظمآن مورداً يُطفئ عطشه .. ولكن !؟
لا أعرف كيف أصف لكم مشهداً لن يُنسى من صفحة العُمر كأن بيني وبينه يوم وليلة ! . صوت الأديب ( جمال ) يُبعثر اللُغة بين كنوزها الأدبية و خطوط القانون الصارمة التي خطتها أصابع ماهرة من الطرف الأقوى ، وغفلة تاريخية من الطرف الغض من المُعادلة المُجحِفة ،لم تزل تأخذ بدُنيا المُستضعفين حيثما حلُّوا ! .
أفقت من الذهول عند الخاتِمة وأسئلة الحضور تتقاطر ، فأعماق الردود وخُلق سيدنا ، وتواضعه الجّم حين يُمسك بطِفل السؤال و براءته ، ليُجلسه معه في مقعد الدبلوماسية الفخيم . تجد نفسكَ أمام خيارات أمة وقفت عارية و تداعت مصائرها في جملة لُغوية ، ارتضاها من لا يُدرك أبعادها أو أجبرته حوامض الدهر أن يرضى ، فأضحت نصاً يشخص له طلاب الدبلوماسية في كل زمان عند مفاصل التَعلُم : كيف تُفسِح للنص أن يُرضي المُتنازعَين ، كل يُفسِر وفق هواه ، ويُفلِت المُحتل من سيف العدل !.
لن تفِ الأديب الدُبلوماسي الراحل (جمال محمد أحمد ) صفحة مقال أو نثر كتاب ، فالسماوات تضيق على سعتها بالحديث عن سيرة ذاك الطود الشامِخ الذي سرقته منّا دُنيا الثمانينات من القرن الماضي . أسفاره الروائية و دراساته في الأدب الأفريقي وأسفاره المكتوبة والمُمارسة في الدبلوماسية و الترجمة والتدريس الجامعي ، أو حين الجلوس لمآدب التفاوض المُضني أو من وراء كواليس صياغة وثائق المُنظمات الإقليمية ، عندما كان أصحاب القرار من وراء قيادات الأمم الأفريقية والعربية الناهضة من أطواق الاستعمار القديم لا تُميِّز الأثداء التي تأخذ منها وجبات حليب التغذية ! . لم يزل الوطن يتسربل بالخسائر الفادحة ، إلا إن الأعمار ومصائر الأجساد لها السُقوف ، وهي سُنة الحياة . لم يتركنا الراحل فقراء على أبواب التسول ، بل ترك لنا الثراء المكتُوب .
رحمه المولى ورَطب مرقده وأفسح له في أفنان الرياض الموعودة .
سنكتُب عنه حين تأذن سانِحة أخرى .
عبد الله الشقليني 23/02/2006 م
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: عبدالله الشقليني)
|
عزيزنا الأديب الفيا . تحية لك وأنت توقفت بُرهة هُنا .
وانظر معي كيف كثَف في كُليمات هذه الجواهر النثرية حين كتب وهو يتحدث عن ( أوفيد ) :
{ كان يشدو به في زمان غير شاعر ، زمان ضجيج الفتوح ، بسالات الدماء ، سمو الغدر ، صراخ الساسة ، جدل الفقهاء حول شرعة الإمبراطورية ، عرق الناس تحت صخور الطرق يبنونها لسكارى الجُند ، و عباقرة الحرب من القادة . شأنه شأن الأولين ( هومر ) و (هيرودوتس )ممن اختاروا مجد الكلمة و جلسوا ، طوفوا ، يرقبون يكتبون خالد الشِعر و يسجلون دقائق أفعال الرجال والنساء . قُرب هؤلاء يجلس و ينام ( فتزجرالد ) يستريح لأصواتهم الناعمة تصف أقسى القلوب بأنعم النغم ، يستنيم لها ، تجيئه من وراء القرون ، أصلحت صوتها السنون ، تلامست في حنان جدك الكبير الرحيم ، على ظهرك و صدرك و ساقيك ، تخدر يلذها منامها تنام }
هذا قطف من لُغة سيدنا الأديب جمال . فادح هو في رقته اللُغوية ، يُشرِع جناحيه كعُقاب يُظللك من قصص الخُرافة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: عبدالله الشقليني)
|
استاذعبدالله ..لك شكري . انا نوبي من مستعربة اهل السودان لغة ولي لساني النوبي ولكن اموت عشقا في لغة عربية سلسلة غير مقعرة ولا من بعض من ارادوها معقدة.. تعلمت في زمن كانت اللغة الانجليزية هي لكل العلوم في المدرسة الثانوية عدا اللغة العربية والدين...واعشق سلسل اللغة الانجليزية كذلك ولكني اموت عشقا في كل ما كتبه شيخي المرحوم جمال محمد احمد .. تقرا له سالي باللغتيين فتحسب انهماواحدة وفي وجدان افريقيا تجد واقعا حكيما لعلاقة عربية افريقية لو عمل بها او بشئ منها اهل افريقيا شمال وجنوب الصحراء لما كانت عرضة لما هي فيه الان وبالامس .. ويتراي لي ان .د. عبد الحميد يونس وهو يترجم " حكايات من النوبة " لشيخي الراحل كانه ينسخ رسما لا يحتاج الي ترجمة فحتي المفردات النوبية فيها لم يجد عناء في تصويرها كما هي ....
وهاك بعض نسج شيخي نقلته لمجموعة من الاصدقاءتتراسل اليكترونيا و في مناسبات مختلفة
_______________________________________________________________________________ وذكري استقلال السودان الخمسيني علي الابواب تذكرت فارلماس وهاكم بعض مما قيل عنه*
كان "فارلماس" أخر ملرك نبتا . خربت البلاد بعده يارفاق وعلتهم الحسرة التى رأوها على وجهه . فقد صحبوا فارلماس ليالى وألفواصحبته . وكرهوا أن يموت فقد كان حيآ في وجدانهم فحلا قويآ .كمن لايقدر عليه الموت. قال "ود االحصول": إنتهت بإنتهاء أيامه امجا د بلادنا وكانت كثيرة . كانت أيامه خير أيامنا . ملأ " فارلماس " كل أسماعنا وأبصارنا ، و كان ملكا ذكيا لايبت فى أمر دوننا . يشير علينا ونشير عليه فاتستعت التجارة على ايامه وإمتدت الأرض المزروعة لكل بقعة تستطيع يدنا أن تصل إليها . وكثر الذهب والتبغ والنحاس عندنا هنا . نرسله كل وجهة . فوق النياق والإبل وسمع الملوك عنهفكانوا ا يأتون بلادنا . يسالون النصح والإرشاد ونأخذ منهم النصح أيضآ والحكمة . . كان " فارلماس " يقول لزواره " كل نجاح أصبتته أنا ، هو نجاح هذاا الشعب . نهو فوق كل ناب " وكان الأمر كذلك . وكنا نطيعه حتي وإن كرهنا امره وملا الحسد قلوب الملوك والامراء .كما ملاها ا لخوف من هذا الرجل الذى جعل من الشعب حاكما يسمح له ويممشى خلفه ، وهو واحد منهم .يدلي برايه مع رايهم لانجرؤعليه ، ولايجرؤعلينا . خاف هؤلاء من شعوبهم ان تقول لهم اعملوا ببلادنا كما يعمل الناب ببلاده في نبتا ، واتفقوا فيما بينهم وجمعوا جموعهم وهجموا علي نبتا في مكر مدبر وخداع لئيم وكان واحد منهم من جهة فتذهب الجيوش لتلقاه وهكذا تفرقت جيوشنا وهرعنا نحن لعونها ولكن بقيةمن الذين تركهم الكهان خلفهم يؤمنون ايمانهم غرروا بالنساء والاطفال وقليلي العقل والذمة فمنعوا عنا الابل والخيل حين ذبحوها كي لتنتفع بها وخربت بلادنا مرتين ضاع زرعها وحيوانها ومات رجالنا ومات قائدنا "فارلماس" وسيفه في يده يحارب اعداء الخارج مرة والكائدين في الداخل مرة وكان هؤلاء امر مذاقا في لسانه وماتت بعده حزنا عليه "سالي" خوفا من العيش دونه واختفت بعدها وبعده مملكتنا الزاهرة وتولي الامر فينا اجانب تسندهم بقية من الكهان ولو كنا قد عرفنا امرهم جيدا لذبحناهم قبل ان يذبحونا لكنهم خادعون استعاروا في ظل الغزاة والفاتحين قليلا من الارض التي اخذناها منهم علي عهد "سالي فو حمر " . ونسي الناس عندنا مع الوقت مناجم الذهب وحفرة النحاس ولم يبق لعاصمتنا ذكر الا في القصص والاساطير التي يتداولها الناس عن حكمة "فارلماس" وفنه القديم , فن القصص . وعن فتنة "سالي" وذكائها رحم الله تلك الايام . وهنا صاح السامعون لا اعاد الله تلك الايام فهز "ود الحصول " رأسه يوافقهم ومشط لحيته بيده اليمني وافاق السامعون من احلام نبتا وانغام "فارلماس" وجمال "سالي فو حمر " ان هذا الرجل الذي سكت اسبوعا لايتكلم كان قصاصا عظيما , جاء سوق الابيض بعد ان هزها اسلافه بعد" فارلماس" و "سالي " وكلما جاء ذكره هذه الايام قال التجار والناس : " آه ذلك الرجل الذي قص علينا قصة " سالي فوحمر " شهر زاد بلادنا " من رائعة جمال محمد احمد " سالي فوحمر dec. 05 ____________________
وهذا بعض من حكايات من النوبة ترجمة {زعبدالحميد يونس وفيه وصف لواقع عاشه ويعيشه السودانيين اليوم :
" وقالوا ان الله يابي الصراخ باسمه. انطلق هؤلاء بيننا فعلمونا ، طالت صلاتنا الان طولا مسيخا وانفضت حلقاتنا لنستمع اليهم يتلون كلاما لا نعيه ولانفهمه وان كنا نهز له الرؤوس خوف اعلان الجهل ونضيق بهم احيانا فنقول لهم ان دعوا لنا افراحنا كما كانت فيقولون " لا ا لتبرج حرام والغناء مدعاة للاختلاط بين الذكور والاناث " وما اقدرهم علي الاقتباس من القران ايات مقطوعة الاوصال يستشهدون بها علي صدق ما يقولون . انهم يريدون بنا الخير في الاخرة ولكنهم احالوا قريتنا معسكر من الحزم القاتل . لا بقينا علي حالنا التي وصف ولا فهمنا ما يقولون ولكنهم انصار السنة واني لامثالنا ان يناكفوا تلك اللحي والسبح . كنا يابني قبل هذه اللحي والسبح نصلي صلاتنا ونخشع دونما حاجة الي هذا العلم الغزير : كان جار لنا فاني العمر ، يفتتح صلاته ان" بسم الله الرحمن مالك يوم الدين " وسعيت اياما لاعلمه فاتحة الكتاب ، فقال لي وقد اعياه ان يحفظ "دعني وحالي ياابني ، لقد قضيت العمر اصلي بالرطانة ولم يمنعني هذا من ان اكون من انفع الناس في زماني ومن اهل الحجي والراي بين اهلي " وعجبت من صلاته بالرطانة فاجاب باسما لقد كنا جميعا اهل هذا الحي فبل ان يهبط علينا الشيخ احمد الا زهري من مصر نقف للصلاة فنقول " بسم الله الرحمن الرحيم . اقدنمل فقر نمل فرقكنقون تله قجي الله اكبر " اي " يا رب انا دابة نعمتك بين يديك فافعل بي ما تري الله اكبر " ... دهتنا المدينة فيما دهتنا بقوم كثاف اللحي موطئي الرءوس صفر الوجوه . انقضوا علينا كنار حارقة فقالوأ لنا ان الذكر شرك الا تسمعون " اان كنت في هم وكرب فنادني انا المرغني انجيك من كل شدة "} _____________________________________________________ وهذه من وجدان افريقيا :*
"كائنا من كان هذا الذي نقل عنه الجاحظ انا زعيم لك بانه كان يعرف ان الافريقيين اتخذوا مع الزمان مكانا في مقدمة القادة في كل حقل وبعيد الا تكون اصداء قولة عامر بن الطفيل قد بقيت في الاذهان وهو يتحدث عن حراس الهة قريش والاسلام **غض يحبوعلى مهل يحاذريدعوللإله الواحد، عوض اللات والعزى ومناة وأساف ونائلة الأخرى. رأى عامر حراس مذه الآلهة في وجه الإسلام القادم فاطمأن قلبه على دمن قريش من هذا البدع ، وقال قولته الشهيرة عن : «ولد عبد المطلب العشرة السادة يطوفون حول اللات والعزى وغيرهما من الأرباب ، كأنهم جمال جون _« وكانت أسرة أبي طالب في الذي يروي الجاحظ "سود وأدم ودلم » وابو طالب حامي النبي الذي نكد عيشه حين إضطرليختاربين كبريائه والحق الذي كان يدعوله محمد وهوفي حماه . كان اهله سود _وأدم ودلم وكانت عين محمد على عشيرته هذه السود والدلم وعلى الذي يلقي غيرهم من لأي وعنت ، لايحرسهم بيت كبير كبيت ابي طالب ، قال حين ضاق : «لافضل لإبن بيضاء على إبن سو داء، لا فضل لمتحدث بالعربية على غيره مما لايتحدث . الفضل بالتقوى...» ولن نضيع وقتنا إن نقلنا هنا عن الأقدمين بعض مظاهر هذا المبدا في اعمال كثيرة صدرت عن محمد وحمل عبرتها المسلمون الأولون حيث راحوا،فيسر لهم أن ينتشر الدين ، كما سترى حين تنتقل بالحديث لغرب القارة بعد حين . ماكان يصدر عن هوى حين افصح محمد عن ذاته يقول : «جعلناكم شعوبأ وقبائل » أية أريد بها عمل لإعادة خلق المجتمع . لنقف إذن قليلأ عند رجال ومواقف وازمان تفسر لنا سر الذي يقول الباحثون الأوربيون عن القربى بين الثقافتين والحضارتين الإسلاميتين والإفريقيتين . ماكانت الفوضي ولاكانت الإباحية كما وهم القس ستير. قامت المثل الإسلامية والتارمخ الإسلامي، في مجتمع عرف الإفريقيين وألامهم في وسط عربي كان مزهوا بنفسه يختال ، يحول دونه وتوقير الآخرمن ، ثراء عريض ولسان مبين ثم ادرك .* *كان عتبة بن حذيقة عبدأ لآل عتبة ، وحين فك اسره بعد الإسلام ، لم يجد العاتقون ابأ له يعرفونه ويعرفه ، فأضفوا عليه إسمهم ، وتزوج من بعد فاطمة بنت الوليد بن عتبة ابن اخ سيده قبل عتقه ، وعاش عمره عالمأ، اثار يده على علوم عدة يعرفها القارئون سير الصحابة والتابعين ، وبلغ من علمه ومكانه في قلوب الناس مبلفا قال معه عمر: «لوكان سالم حيا لاخترته خليفة للمسلمين من بعدي» وماكان عمر ممن يلغون يهذرون . كان يعرف للعالمين مكانهم الآنبل .كان رجل دولة . هو الذي إختار صهيبأ بن سنان ليؤم الناس في الصلاة حتى يختار القادة خليفته وهوعلى فراش موته . وما كان يجهل عجمة صهيب في الحديث ولكنه كان يقصد لأشياء لوعاش لحمل الناس عليها. اشياء تعرفها حين تقف عند وصيته للستة الأخيار الذين عهد إليهم ان يختاروا الخليفة بعده .... نصح عليا الأ يؤثربني هاشم على غيرهم إن اختيرهوللإمامة والقيادة . ورجا سعدأ ألا يكون اهله موضع الرعاية بين الناس وغيرهم موضع الرقابة ، اوصاهم جميعا ألأ يؤثروا اهلهم على غيرهم من الناس «إنهضوا حثيثا وليقع إختياركم على الأوفق ،وليقم الصلاة صهيب »."* :
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: abubakr)
|
عزيزنا أبوبكر تحية لك ، وأنت تُرفدنا من نثر جمال محمد أحمد .
فادح هو في رقته اللُغوية ، يُشرِع جناحيه كعُقاب يُظللك من قصص الخُرافة . أهديك نص بعنوان ( حول الراحل "جمال " وثنائيات الإبداع .. ) : في أبريل 2004 م كتب السفير / جمال محمد إبراهيم عن الراحل : جمال محمد أحمد في معرض الرد على صديقه ( همت ) في سودانايل :
حول الراحل "جمال" و ثنائيات الإبداع. . بقلم السفير : جمال محمد إبراهيم/لندن [email protected] :
تسألني ، أخي همت ، إن كنت أنا أمارس كتابة القصة القصيرة . ذلك عن لك بعد أن قرأت لي على صفحات سودانايل الإلكترونية ، ما ترجمته عن السوداني العظيم "تعبان لو ليونج" . نعم ، فأنا تلميذ غير نجيب من تلاميذ جمال محمد أحمد ، فلا لغتي الكسيحة تقارب سمو لغته العربية الصقيلة ، وهي بعد ، لغته الثانية و تلي النوبية ، لسان أمه على قول الفرنجة ، كما أن خربشاتنا الدبلوماسية هذه الأيام لا تدنو من خطوط فرشاته الدبلوماسية و بديع إنسيابها على لوحة القارة الأفريقية ، فكان سهمه و إسهامه بينا في خلق المنظمة الأفريقية التي سمت الآن إلى إتحاد افريقي كامل الملامح . ما لي من جمال ، إلا إسمه . . أفرح به وأمضي مزهوا أكتبه على صفحات الصحف السيارة و الإلكترونية . غير أني ، كما ترى يا صديق ، ما ترجمت عن " لو ليونج" ، إلا و في بالي إلتفاتة جمال الحقة ، إلى " جذورنا" في القارة الأفريقية . هي احتفائه بمكونات الهوية من قبل ومن بعد . جنح جمال إلى الفكر والتاريخ و جنح "هيلي" إلى الرواية ، يمزج التاريخ بالحكاية . . و كلاهما أبدع في التناول و العرض و التخير . المكرمات تبدأ عند عتبة بيتك ، لا بعد تجاوزها . . و لهذا كانت ترجمة جمال لسفر بازل دايفيدسن : " أفريقيا تحت أضواء جديدة " ثم الإبحار في أدب القارة و سياساتها : " دراسات أفريقية". . ثم كانت " سالي فوحمر" . . صدقت يا صديق ، لولا أن همة الرجل لابتناء صروح سياسية للقارة الأفريقية ، سبقت همته لابتناء صروح إبداعه الأدبي ، لكان عندنا في السودان من يقف دون هامته " أشيبي" أو " سنغور" أو "سوينكا " أو "إنقوقي" ، عظيم إسمه جمال محمد أحمد . تلتهم عذابات المهنة ، فوق واجباتها ، الوقت كله ، الجهد كله ، و لا يبقى منه إلا الفتات الذي يربك الإبداع ، فيخرج متقطعا ، أيسره يخرج بعد عسر . و ليس السودان ، في إجتماعياته و تشابك علاقات البشر فيه بالقدر الذي لا تستبين معه فروقات بين أواصر الدم و أواصر الصداقة و بما جبلنا عليه من تكافل و سعة في الإهتمام بالآخر ، شبيها ببلدان مثل كينيا او نيجيريا أو يوغندا . . في تكوينه الفريد ، في تنوعه الثر . دعني أقلب معك بعض ما في صفحات التاريخ القريب لإقليمنا هذا ، لأدهشك كيف كان السودان ملاذا لزعامات القارة الأفريقية التي دفعت بها مستحقات النضال والنهوض ببلدانها إلى الخروج من بلدانها الأصلية . في بالي ، إمبراطور إثيوبيا . . في شبابه ، طريدا سنوات الحرب العالمية الثانية . أسد يهوذا في أعقابه " الدوتشي" ، لكنه يستظل ببري " الشريف" ومنها إلى أديس بعد أن وضعت الحرب أوزارها . فتأمل كيف كنا و كيف نحن الآن ، يتهددنا الحجر السياسي و تتكالب علينا صقور و كواسر ، و السودان - قبل غناه بنفطه - غني بكبرياء و خلق و تاريخ . . ثم ألا ترى " ميلتون أوبوتي" ينقلب عليه الجيش في كمبالا ، فيلوذ بالخرطوم ؟ أما كابيلا ، الذي أزهق دمه حين رأس الكونغو لسنين ، فقد كنا نعلم أين يقيم في الخرطوم قبل ذلك . . ثم "أسياس" و رهطه . . وقصة الجريف . . يكفي أن قد خرجت من خاصرة السودان ، أو قل من ضلعه الأيسر ، دولة بكامل هيئتها ، إسمها إريتريا ، مثلما جاءت حواء من ضلع آدم . هذا هو السودان الذي نعرف و تعرف . ما كان جمال بعيدا عن إحتضان هذا الإرث ، و ما تقاعس عن سدانته و رعايته بثاقب بصره و بصيرته . لكنه كما تعلم ، قد امتهن الدبلوماسية حتى استوزرته. و ما كان الإستوزار شبيها بذلك الذي قرأناه في تاريخ الدولة العباسية ، مثلا : الوزير ، وزير يبرع في الإستشارة كما هو يبرع في الأدب و الفن و الكتابة . لكن مهام بناء الأمم ، كما ذكرت لك ، تلتهم همة الإبداع إلتهاما . غير أن جمال ، صمد أوان إستوزاره ، فكان ممسكا قلمه بيد و سيفه الدبلوماسي باليد الأخرى و يكتب به أيضا ! كان يكتب لنا "سالي فوحمر" بقلم ، و بقلم آخر كان يدبج خطبه الرسمية ، مثل الخطاب الذي يلقيه وزير الخارجية في محفل الأمم المتحدة . لا يتركه للدبلوماسيين ، و هم من حوله مدججين لا تنقصهم أسلحة الفصاحة و اللغة ، و لا تعوزهم همة في السياسة و دقائق الدبلوماسية . . لكنه جمال ، يؤثر أن يعطي ، حتى خطاباته الراتبة ، نفسا من روحه المبدعة ، و دفقا من اسلوبه الحاني في الكتابة ، يتخير من قاموسه ، الودود من الكلام ، فيهب خطابه الدبلوماسي قدرا من الرصانة والدقة و الإحكام ، و لكنه ينأى عن الفظاظة ورتابة إكليشيهات خطب الممثلين و دهماء السياسيين ، و فيهم ، هذه الأيام ممن إرتفعت به الأقدار إلى المكاتب البيضاوية ، فتأمل ! ليتني أيها الصديق أقترب إلى حواف حسن ظنك بي ، وآمل إن كان في العمر فسحة ، أن أعود و أبحر عميقا وأنظر في أدب القارة الأفريقية ، فنحن منه و إليه و ظني أن الأدب الأفريقي المكتوب باللغة العربية ، ترعرع خجولا عند الفيتوري و أهمله بعد ذلك ، ليخترق الساحات العربية التي كانت ستوصد أبوابها دونه إن هو مضى في غلوه الأفريقي ذاك . ثم تناول جمال شيئا كثيرا فيه و أبدع . آمل أن أجد أنا فرصة لنشر بعض الذي كتبت - و ليس الذي ترجمت فحسب- عن إفريقيا ، على تواضع كتابتي و كساحها . . نعم ، كان جمال نوبي الهوى ، عربي اللسان ، كما قلت أنت . هذا وصف حقيق . و أراك تأسى إذ لم نر في ساحة الإبداع السوداني ، ثنائية مثل تلك التي أمتعنا بها علي المك و صلاح أحمد إبراهيم . ثم دلفت ، يا صديق ، تورد لي ثنائيات أدبية و إبداعية . . أضفت لك إليها ثنائية " المحجوب" و" دكتور حليم" في الكتاب الممتع : "موت دنيا" . ليس في الأدب وحده نجد تلك الثنائيات . أراك تحيلني أيضا إلى دنيا الغناء . عرفنا ميرغني المأمون و أحمد حسن جمعة ، ثم أولاد شمبات و أولاد الموردة ، و صولا إلى ثنائي العاصمة ، أولهما أخي الأكبر و صديقي السني الضوي و رفيقه أبو ايديه . . ثم تدلف معي إلى الرياضة : الثنائيات التي لمع نجمها في السبعينات : قاقارين ( صديقي و رفيق دربي الدبلوماسي ، حيدر حسن حاج الصديق) و عز الدين الدحيش ، ثم شوقي و فوزي الأسد ، ود حلتنا ، وهما في الهلال . . وصولا إلى حمد و الديبة ، في زماننا ذاك . . و لعلك إن أمعنت النظر في مسيرة فن الغناء ، ستجد فيها من الفنانين و الشعراء ممن جمعتهم - ليس فقط ثنائية ، بل توأمة في أكمل تمامها . ذكرت لي أنت فيمن ذكرت ، عبدالرحمن الريح و إبراهيم عوض . . ثم عثمان حسين و بازرعة . . الرائع وردي و إسماعيل حسن، سيد خليفة و جماع . مصطفى ، الراحل المقيم و صديقنا الودود اللدود ، المهدي عبدالوهاب . . ثم مصطفى ، نفسه و مدني النخلي . . نعم ، أيها الصديق . . إن للثنائية في الساحة السودانية ، وجهها الإيجابي ، و لثمارها مذاق طيب . . هي ثنائية تميزت بالحميمية ، لا التنافر ، بالإتساق لا بالتضاد . و ظني أنك تدرك كيف كان تأثير الحركة الأدبية في مصر ، طاغيا قويا على مسار الأدب النامي في السودان ، منذ بدايات القرن العشرين . لكن لا يخفى على النظر الفطن ، كيف تنافرت التيارات الأدبية في مصر و لم تنجو من تغولات السيلسة و لا من تقلبات الأمزجة الشخصية . فقد كانت الثنائيات المصرية على تنافر و تضاد ، بينما نجدها في السودان وقد غلبت عليها الحميمية ، فصارت توأمة صريحة . أنظر ، كيف وقع التضاد و التنافر بين قمتين في مصر أوائل القرن العشرين ، بحجم أحمد شوقي و حافظ إبراهيم ، ثم تتكرر الثنائية المتنافرة ، بين طه حسين و عباس العقاد ، ثم على مستوى أقل ، تلك التي بين إحسان عبد القدوس و السباعي . و لكن هل ينكر أي منا كيف أفرز هذا التنافس إبداعا ساميا شديد الرسوخ . .؟ إني أرى لهويتنا المميزة ، وميضا في كل هذا الذي تحاورنا حوله ، و لو أتيح لدارس متأن ، يملك مفاتيح الصبر الأكاديمي و بصرا سديدا ، أن ينظر في هذه الثنائيات و المقارنات الإبداعية ، لأمكن أن نقف على هذا الإرث الذي نقف على أرضه . أشكر لك أيها الصديق ، حسن حديثك ، و تلوينه ثنائيا و قزحيا ، فما من مبدع قبلك رأيته يجمع بين الدحيش و مصطفى سيد أحمد و جماع و علي قاقارين و طه حسين و حمد و الديبة و العقاد ، في مقال واحد . أمسك فرشاتك التي حدثتني عنها بيد ، ولكن لا تدع القلم يسقط من اليد الأخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: { كان يشدو به في زمان غير شاعر ، زمان ضجيج الفتوح ، بسالات الدماء ، سمو الغدر ، صراخ الساسة ، جدل الفقهاء حول شرعة الإمبراطورية ، عرق الناس تحت صخور الطرق يبنونها لسكارى الجُند ، و عباقرة الحرب من القادة . شأنه شأن الأولين ( هومر ) و (هيرودوتس )ممن اختاروا مجد الكلمة و جلسوا ، طوفوا ، يرقبون يكتبون خالد الشِعر و يسجلون دقائق أفعال الرجال والنساء . قُرب هؤلاء يجلس و ينام ( فتزجرالد ) يستريح لأصواتهم الناعمة تصف أقسى القلوب بأنعم النغم ، يستنيم لها ، تجيئه من وراء القرون ، أصلحت صوتها السنون ، تلامست في حنان جدك الكبير الرحيم ، على ظهرك و صدرك و ساقيك ، تخدر يلذها منامها تنام } |
أحسب ان جمال محمد احمد كان ينظر الى رفوف مكتبته حين كتب هذا الكلام. إلياذة هوميروس ترقد بجانب مؤلفات اوفيد وتواريخ هيرودوتس ترقد على كتب اسكوت فتزجيرالد، القاص الامريكى الحديث. له مكتبة ضخمة، جمال، ومتنوعة. كان قارئآ موسوعيآ. وكان كاتبآ محيطآ. ليس له غور. يقرأ بالعربية والانقليزية. ويكتب بهما، ويترجم بينهما. ويتحدث النوبية ويغنى بها ولها. ما من شك ان وظيفته الدبلوماسية قد يسرت له وقتآ، ومزاجآ ويسر حال معيشى، مكّنه من التأمل والقراءة الحرة الطليقة. ثم الكتابة الحرة الطليقة. رحمه الله..
شكرآ يا عبد الله الشقلينى على ذوقك مرتين. مرة فى الاعجاب بكتابات جمال محمد احمد. ومرّة فى اشراكنا نحن جمهرة القراء فى متعة قراء هذه الشذرات. هل من مزيد؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: عشة بت فاطنة)
|
الشقليني أو بكاسو
المحترم
قرأت هذه التحفة في سودان نايل وجأء قلمي هنا ليقول لكم
شكرا ً علي هذا الوفاء, فجمال كما قال استاذنا الفيا ثالث
ثلاثة ممن يحسنون النثر والفكر معا ً.
ثم أني لا أدري أخي الشقليني علاقتك بشقليناب بانت, حيث مسجد عمنا الشقليني جوار مستوصف الضو حجوج فاتح علي شارع الاربعين ..وكان المرحوم يعرفني حق المعرقة,
وحيث كانت معنا في بانت غرب الاخت الفاضلة فتحية الشقليني وكذا الرجل الصوفي عبدالباسط
الشقليني ..كان ذلك في بدايات الثمانينات وكنا نلعب الكرة غرب استاد الموردة وشرق
منزل ناس احمد ابوكدوك وكان معنا حاج شيكو وكباكا ورحال وتوفيق الضابط في البوليس
وجقاوا وهكذا..
عموما ً لدي احساس يابكاسو انك من رهط الشقليناب والذين هم اهل علم ودين وصلاح
واخلاق. ودمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: صلاح شعيب)
|
عزيزنا صلاح شعيب لك شكري وجزيل التقدير ،
نعم هؤلاء الذين ذكرت هم من أبناء عُمومتي ، وقرب المكان الذي ذكرت هو مسكن الأسرة الكبيرة . شكراً لك سيدي ، فأنا أقرأ بكثير امتنان لما تكتُب . من حظنا أن جمال محمد أحمد لم يكن كأنداده ( مُقِلْ ) كتب ما تيسر ، ولم نعد معه في يُتم من حفظوا الكنوز في الصدور . شكراً لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: Adil Osman)
|
عزيزنا عادل تحية لك وكثير احترامي
وانظر معي كيف كثَف في كُليمات هذه الجواهر النثرية حين كتب وهو يتحدث عن ( أوفيد ) : { كان يشدو به في زمان غير شاعر ، زمان ضجيج الفتوح ، بسالات الدماء ، سمو الغدر ، صراخ الساسة ، جدل الفقهاء حول شرعة الإمبراطورية ، عرق الناس تحت صخور الطرق يبنونها لسكارى الجُند ، و عباقرة الحرب من القادة . شأنه شأن الأولين ( هومر ) و (هيرودوتس )ممن اختاروا مجد الكلمة و جلسوا ، طوفوا ، يرقبون يكتبون خالد الشِعر و يسجلون دقائق أفعال الرجال والنساء . قُرب هؤلاء يجلس و ينام ( فتزجرالد ) يستريح لأصواتهم الناعمة تصف أقسى القلوب بأنعم النغم ، يستنيم لها ، تجيئه من وراء القرون ، أصلحت صوتها السنون ، تلامست في حنان جدك الكبير الرحيم ، على ظهرك و صدرك و ساقيك ، تخدر يلذها منامها تنام }
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: Adil Osman)
|
عزيزنا عادل تحية لك وأنت تقرأ معنا عن جمال محمد أحمد ، موسوعي هو كما تفضلت ، شهد عن قُرب كيف تُدار شؤون الدول ، وكيف تصطرع القمم في المحافل بعيداً عن مسمع العامة . قرأ حين شغلته الدبلوماسية . كتب مُبكراً عن كُتاب أفريقيا في زمان لم تكن عين المستعربة تعرف ، أو تُدرك ! نحن من قبل ومن بعد ننعُم بما تفضل به علينا من قلمه في الوقت الذي هجر أنداده الكتابة إلا القليل . شكراً لك مُجدداً ، ونأمل أن يكون البوست صفحة مورقة بحق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: عبد الله عقيد)
|
عزيزي الشقليني شكرا على هذه المبادرة للحديث عن الكاتب الكبير جمال محمد أحمد فقط اسمح لي ان اكرر اختلافي معك حول وصف جمال محمد احمد بالاديب وارى انه كاتب وسيرته الذاتية تقول بذلك فقد كان اول رئيس لاول اتحاد للكتاب في التاريخ الثقافي السوداني المعاصر وقد كان ذلك الاتحاد يمثل فهما كوبرنيكيا لمسالة الكتاب هذا لا ينفي ان هنالك ادباء لكن في المقابل فان هنالك تحولا كبيرا في الانتقال من الادب الى الكتابة وقد ترافق ذلك الانتقال مع هجرة المقاربات النقدية الحديثة الى السودان وهو انتقال يوجب على الحركة الثقافية والمؤسسات الاكاديمية السودانية تخصيص اقسام بحثية عن الكتاب السودانيين هذه مجرد ملاحظات اتمنى ان اعود اليها حينما يسمح لي وقتي بذلك شكرا لك مرة اخرى وارقد عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: osama elkhawad)
|
عزيزي الشقليني اسمح لي بالكلام موضحا عن الفقرة التالية:
Quote: وقد ترافق ذلك الانتقال مع هجرة المقاربات النقدية الحديثة الى السودان |
نعني بذلك التأسيس التنظيمي المؤسسي للكاتب فكل التنظيمات السابقة لا تحاد الكتاب السودانيين كانت تتحدث عن : الأدباء او\و الفنانين كما في حالة : أبادماك
محبتي مرة اخرى المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: osama elkhawad)
|
كان "الكاتب" حمزة الملك طمبل يذيل مقالاته التي كتبهاالى "الحضارة" باسم : اديب وهي المقالات التي صدرت تحت عنوان:
Quote: الادب السوداني وما يجب ان يكون عليه و ديوان الطبيعة |
وهي المقالات التي كان لها تاثير كبير في تاسيس ابداع سوداني توج ب: الغابة والصحراء عبورا بجنوبيات المجذوب ومحاولته الشعرية لتاسيس شعر سوداني يرتكز على الحياة السودانية والتراث السوداني ومن الملاحظ ان طمبل قد اورد كلمة: كتاب في رده الآتي على رئيس تحرير الحضارة:
Quote: قد أجبت رئيس التحرير الى ما طلب ووضحت له اسمي بجواب خصوصي مشترطا عليه أن ينبهني خصوصيا الى أي مقال لا يرى نشره أو يتكرم برده لي،وآسف لأن ما نشرته الحضارة بعددها 602 لا يتفق مع هذا الشرط ولا مع دعوتها الصادقة للكتّاب بأن يتحفوها بنفثات أقلامهم خدمة للعلم والأدب |
نلاحظ ان استخدامه لكلمة "الكتّاب" لا يتفق مع مفهومنا للكاتب,وانما يندرج تحت مفهوم ان تكتب بالقلم,وهذا واضح من انه لم يشر الى الكتابة في نهاية رده على رئيس التحرير, وأشار فقط الى : العلم والأدب
*حمزة الملك طمبل،الأدب السوداني وما يجب ان يكون عليه و ديوان الطبيعة,المجلس القومي للآداب والفنون,الخرطوم,الطبعة الثانية،1972,ص 15 قدم للكتاب دكتور محمد ابراهيم الشوش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: osama elkhawad)
|
عزيزنا الأستاذ أسامة الخواض لك شكري والتقدير
تحية لك ، وأنت تُدقق ، وهو الشأن الذي نحمد في الكتابة التفاعلية في الأسافير . منها ينتبه المرء ، ومنها نعبُر الجسور إلى الرؤى . نعم أتفق معك في كثير مما ذهبت ، وسنفيض من تلك المقاربة مستقبلاً ونوفيها قدرها . فجمال كاتب كما تفضلت ، و بقدر ما يتيسر للكتابة بروحها المُتلألئة عبر العصور . وهو لغوي أيضاً بقدر كبير ، راقب معي : 1/ تعبير ضيف وضيوف وكيف غيرها هو : ضيف وأضياف . 2/ راقبه عند السرد كيف يطوق القارئ بيده الحانية عند تخيره الألفاظ الدافئة لمن يقرأ . يحول المكان الذي يصف من دار أحد أساتذته إلى دارٍ لك أنت حين تقرأ : قُبالتك ، خطوك ، يُمناكَ ويُسراك .. والكثير من كرم الرفقة لمن يقرأ ، هو أقرب لجسور محبة . يُخالف الكثير ممن كتبوا من الذين يُميزون أنفسهم ،و يتركون القارئ كسائح يتفرس المكان بلا روح انتماء ، ولا دفء مملكة يراها هو مُستباحة لمن يتفضل بالقراءة . ذلك تكريم للقارئ أرى ما بعده من تكريم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: عبدالله الشقليني)
|
الشقلينى سلام انا وصلاح شعيب اولاد كار واحد فانا من مواليد نفس المكان واعرف الشقليناب واظن صلاح الشقلينى قريبك وهم سكان ابوكدوك خلف منزل عابدين عوض وبعضهم جنوب خور ابوعنجة. واشكرك طويلا على هذه النفحات فى زمن الغث الاسفيرى هذا وجمال واحد من خرائد السودان المدخورة وكنز من كنوزه ولكن قليلون هم الذين يعرفون جمال اديبا ومفكرا واه من السودان ووجعاته الكثر اللهم اقل عثراته..تامل ياصديقى عندما كتب لعلى ابوسن يحدثه عن حال السودان وقد ساله على عن مارب قضاها الشباب هناك،وكان على قد ساله عن بعض صديقاتهم ومنهن حبشية تسمى دهب وكان الناس يصفونها بالعاهرة وجمال لايحسب غير ان ويلات العوز والفقر والحرب هو ما قد قادها لممارسة البغاء فى السودان،كتب جمال لعلى: والله ان شعر عانة دهب لاشرف بكثير من بعض الدقون التى نراها فى هذه الايام. تآمل رعاك الله حسن استعارة جمال فهو يكتب الكتابات الصعبة العذبة..رحم الله جمالا اديبا ومفكرا وانسانا بقدر ما قدم لامته،والشكر لك ايها الرائع،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: صديق الموج)
|
عزيزنا صديق تحية لك . شكراً لك فأنا كما ذكرت من الشقليناب الذين تعرف ، ولدي زمان وأنا بعيد في المهاجر المؤقتة . ليت المرء يبقى دوماً مع من يُحب .
شكراً عزيزي يتعين علينا دوماً أن نُكرم من كرمونا في حيواتهم ، لم تزل كتاباته تُعلمنا ، ذهب الجسد وبقي بريق الذهن مُتوهجاً بيننا ، نقطُف ما شئنا من أزهاره . هذا طيف من كرمه الفواح ، ليتنا ننهل من عميق لغته ، واسراف بيانه شكراً لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأحباء: أبوبكر عادل عثمان عشة بت فاطنة صلاح شعيب عبد الله عقيد أسامة الخواض فارس موسى صديق الموج
لا تكفي كلمات الاعتذار، أو كل حُجج أصحاب الدار في صياغة اعتذار لا يرقى لعِظم الفقد وصليل البُرهــة. صدق شاعرنا: حسين بازرعة حين أشعر: **** جفَّ في كأسنا الرجاء وبكت فرحة السنين آه يا شاطئ الغدِ أين في الليل موعدي ؟ **** شديدة هي حسرة الغياب عنكُم، اكتملت الموائد ، ثم حضر الأضياف من أقاصي الأرض ، وأُفرغَت الصحف مما بها، ولم يزل صاحب الدار غائباً !! لإصبع الندم أن يُشمِّر فقد جاء اليوم الذي ينتظر: مرحبا بكم مُجدداً فأنا طاهٍ بلا مهارة، أترُك الطواجن وقتاً أكثر من زمن الطهي ! ثم نعود إليكم فُرادى لنشُد على الأيادي التي تُقدِر أن في موطننا ذات يوم عبقري قلمٍ هجرناقسراً ذات يوم في ثمانينات القرن الذي مضى ، ولم تزل كلماته الشاعرة في رثاء شقيقه محجوب محمد أحمد ترِن أجراسها كلما مَددت يوماً يدي لأتصفَّح كيف كان يصف البغل يحمله، ومحجوب الرديف بُغية الوصول لدار بعيدة عن الأهل طلباً للعلم. من يقرأ التاريخ جيداً، يعرف أن الأمم عريقة الحضارة لها ذواكر، رُغم غلو سيوف الجبارين وهي تطلب محو اللغة والحضارة عن أمة النوبة ، التي استقبلت العهد الحديدي، ولم تزل مصرَ في البرونزي ، فوقت الحساب ينتظر. لست مُتحسراً على ماضٍ أفل، أو حفاوة بتاريخ نقف على آثاره، ومعنا الكثيرون من المُختصين يبحثون عن كنوز ماضينا من جديد. هُنا حفاوة بجمال محمد أحمد، فمثل تلك الأمم يحق لها أن تطرب أن في تاريخها نهض من ينتمي لها، يجلس للعربية وهي غريبة على نُطق الأم، ويستنطقها عصيّ الكتاب المُتحضِر، يُمسك بفروها المُخشوشن، لدِباغة المِلح لتصير لُغة صاعِدة مرنة تخطو للتحضر . أخذ من فنون الفن السابع عند الكّر والفَر، والفلاش باك، وسيناريو القص البديع المُطرب، في وقت يحسب أنداده دور السينما من ملاهي الصغار ! هنا كان موعدنا لنتتبَّع ذلك الخيط المُبدع، كأننا نمشي على روضة من الجنان الساحرة عند انكسار وهج الشمس، وتسري فرحة السنين من مرأى الخُضرة عند انطباعيي التشكيل منذ قرن ونيف. نحن نستحِق أن ننهل من كنوز الرجل، ويتعين علينا أن نتفرَّس في وهج الحِلي، وأن نعرف أن الوهج من الماس والزمُرُّد الذي كتب. عصي على العاربة أن يعترفوا بغلبة المُستعربين. شكراً لكم جميعاً، ونخُص تذكره همس بها لنا الكاتب :
أسامة الخواض،
وفعل فينا الأفاعيل. وسأعود أحبتي لكم، وسأوقظ كل طُهاة الزمن القديم وأدفع أجورهم مُضاعفة لإعادة الأطباق لما كانت عليه من رونق. تقبلوا محبتي وإعسار لُغة الاعتذار .
عبد الله الشقليني 22/04/2006 م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: abubakr)
|
عزيزنا من الزمن الجميل
المهندس الرائع : أبوبكر .
لك التحية ومعزة خاصة لك إن الشقليني هو اسم العائلة الذي لا يظهر إلا في الشهادة الرسمية ، فهو الحقيقي .
من يقرأ عنك يتذكر دكتور بدري وأنت في مشروع إسكان الشرطة ، مسَّ الجميع الخير ، ففي منتصف السبعينات كيف لمائة وثمانين ونيف من الأمتار المربعة أن تصنع مسكناً يُكلف أقل من ألف جنيه ، وسقفه يتسع لطابق آخر !
تلك تجربة تستحق الكتابة عنها . فكيف يتسع الصدر لتجريب حاذق ، لصناعة المساكن ، مُتحضرة التكوين ، قليلة التكلفة ، ياه اشتقت للأيام الجميلة معكم . سوف أتصل على التلفنة لك محبتي وكثير تقديري كان جمال محمد أحمد واسطة خير في دُنياه وغيابه الأبدي . لتُزهر الجنان بمقدمه باذن مولاه ، وتتغمده الطيوب حيث حلَّ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: عبدالله الشقليني)
|
عزيزي بيكاسو واهل الدار
و عندما مضي جمال قالو :- ____________
قالوا لنا – لانهم لم يعرفوا الردي ولا الحياة (يرحمه الله .مضي)-لانهم لم يعرفوا الاله فكيف قد بدا لي الليلة اني اسمعك ؟ انت معي هنا . مع النجوم والطير . انا معك انت معي هنا . مع النجوم والطير. وانا معك في باطن الارض مع الجذور والنبع . فلن اودعك
محمد عبدالحي في رثاء جمال محمد احمد.. هل كان خاطر الموت يجول بمخيلة عبد الحي حينئذ فاثر ان لا يودع جمال فهو معه لاحقه بعد حين:- " انت معي هنا . مع النجوم والطير. وانا معك في باطن الارض مع الجذور والنبع . فلن اودعك " **************************************************************************************** "قلت نلتقي غدا نحو منتصف النهار – جاء غد الفجيعة , ما علمت, انتظرته احتشد للقاء , ما اطل في مكتبي عميق الشروخ وجهه, جاء من ابلغني بموته ... تلمست كل شئ حولي , اول الاشياء الهواء .. كل شئ صار الي حجارة علي المك *****************************************************************************************
ليلي الحر كتب عارف ينعي لي والده: جمال محمد احمد عزيزتي ليلي "انعي لك , ولابد قد وصلتك اطراف الكذب الذي لم يدفع عنا بعد موت جمال للبارئ الكريم , موعد مع كل نفس وفي صباح 4 اكتوبر ليريحه من كل عذاب جسدي وليطلق لروحه عنان الحرية التي لم يجدها في الارض"
صرخت ليلي " وكما اشتعلت اوردتي بغضب جامح لم يجف حريقه الا بعد سنوات طوال " روت ما كان من عظمة جمال و سردت ليلي بعض من سيرة جمال ثم قالت " ومع ذلك ومع كل هذا الرصيد الضخم من الانتاج والعلاقات والصداقات وصلني نعي "جمال" من ولده "عارف" فقط! وبعد اربعين يما علي وفاته !!! فبئس الامة التي لا تضج الا بالتافهيين !!! وبئس العصر العربي – الشعوبي الذي يغفل عن العظماء من بنيه !!! وهنيئا لك جمال , برقدتك الابدية , لانك لو كنت لسامحت فظاظة هذا الاهمال من كتاب " في سيرة جمال كاتب سرة شرق – علي عثمان محمد صالح والبشير سهل جمعة سهل
وعند سرة شرق اقف عند كلمات صديقي عارف وهو يرسل لي قبل اعوام صفحات من سرة شرق قائلا "عزيزي سيداحمد – محاولة اخري – ان كان جمال بيننا { اظنه كذلك} لارسل لك هذا بنفسه – ما علي غير تنفيذ امر- كتاب قيم لما لنا من حضارة تحت وابل هجوم " عارف مايو 1998 ************************************************************************
ابوبكر سيداحمد http://thenubian.net
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: عبدالله الشقليني)
|
عزيزي بيكاسو....شاكر لكم اهتمامكم ... ها انا اجدك كما عرفتك منذ اكتر من ثلاث عقود فنانا رقبقا ومازال بداخلك الوطن ... ...من العسيير تورييث فوالب من تجربة جيل الي اجيال اخري ... كانت تلك تجربة لبعض من جيلنا والذي دوننا عمرا ولكنه ناضج من مهندسيين وعمال وطلاب... نحن كنا كلنا العامة وكانت قئة الخاصة في ركن من اركان عالمها ربما تنظر الي دورها بغير ما كانت العامة وهذا شان الحياة ...شظف الحياة وقسوتها يراها البعض تحديا يواجه بعمل مخلص قوي وبعض بالقفز فوقها وفوق الجماجم وثوابت المجتمعات وما نراه اليوم قي ديارنا الا من ذاك القبيل ..كثر المختصروون لطريق التحدي واستهلو القفز ولكن بقيت العامة تجاهد ولكنها سلبت الكثير من اسلحتها من علم جيد كان في مؤسساتنا التعليمية وصحة عافية تعينهم علي المواجهة بفعل تردي مقصود في خدمات الصحة الاساسية والتعليم ....ربما لهذه الاجيال الحاضرة معاول غير معاولنا للبناء .. كان من اجمل ما في تجربتي تلك بعض ما كنت اسمع من العامة المستفيديين من تلك البيوت .. لا زال في خاطري ذلك الشاب امام احد المنازل - في امدرمان شمال -وهي تسلم لاهله وانا في معية ركب من الخاصة ياتون في مثل تلك المناسبات .. قال الشاب بعد ان نوه الي سوء حال الاشلاقات التي كانو يعيشون فيها " الان يمكنني ان ادعو اصدقائي وزملائي لزيارتنا كما ازورهم انا " .. رايت عينيه تلمعان وهو يقول ذلك ربما من قساوة ما كان فيه وهو يزور اصدقاءه ولا يقدر ان يدعوهم لزيارته او فرحا بما صار لاسرته.. كان يكفيني مثل ذلك فاواصل رغم مماحكة من كثير من المنتقعيين الذين وجدو مدخلا للاستقادة من المشروع بحكم وظائفهم فاخذوا الكثير من مواردي المحدودة من مواد كنت اشقي لاجدها بسعر معقول يوافق ميزانيتي تلك الصغيرة وعمال وحتي تصميمات اجبرت عليها ليبنو لانقسهم بيوتا وغيرهم كثير ولكن تستوعب الذاكرة كثير من خصال "اسمر جميل فتان " اصحاب المغالق في السجانة وبحري وكمائن الطوب في الجريف وشمبات واهل سوق الخشب في الخرطوم وامدرمان الذين كانو لا يردو لي طلبا لمواد مستدينا بعد ان استوالت البرقراطية علي امر حساباتي تمنعها عني شهورا وتصرفها في غير مكان ... كانت العراقييل تتوالي ولكن لم اتوقعها من اهل المهنة .. ناداني الوزير الشم المرحوم مصطفي جيش يوما ووجدت معه شابا يبدو اكبر مني .. قال هذا اخوك دكتور قلان عائد لتوه من الخارج خذه معك ليستفيد من التجربة وتستفيد منه... فرحت ...ذهب معي في سيارتي .. كانت السوءة الاولي من اللحظة الاولي انه لا يسمح بان ينادي باسمه حاف من غير دكتور .. تلك مقدور عليها .. اما الذي آلمني كثيرا وانا ادعوه الي فطور في مطعم وزارة الاشغال ومعي حينئذ مهندس من المعهد الفني يعمل ملاحظا مع الدكتور حين خاطب الدكتور في ساعة صفاء بما هو من لفظ السودانيين " يازول ".. انتفض الدكتور وازبد وقال ما قال " انت حته ملاحظ وانا دكتور ورئسك وتقولي يازول و ...الخ " .. وعندما مرضت لايام وعدت استغرب الوكيل وكبار ضباط الداخلية حين وجدوني في احتفال تسليم بعض من بيوت في الحاج يوسف " فلان قال لينا انت هربت من السودان وهو الان يدير المشروع !!! " ... سكت لم يدير المشروع ولكن سجل كل تجربتي في كتاب واوراق باسمه اعانته في تلمييع اسمه وترقيته ...!!!
عودة الي فارسنا وشيخي المرحوم جمال نحمد احمد : في رسالة وهو في لندن الي احد ابناءه : " والسفراء العرب لا يسلون كثيرا , يحبون ليدعوا انهم يمثلون بلادا متحدة الراي والهدف وماهم كذلك .. ان كانو لما كانت هذه الحال التي يحيونها هنا وفي بلادهم . موضع العطف والحنان , وكل مقهور محقور , كما اكرر دائما "
حلفاوي دبي 27 ابريل 2006
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: عبدالله الشقليني)
|
عزيزي بيكاسو....اقرا لك في سودان فوور اول وسودانيز فازداد عشقا لكلماتك ...بيكاسو قبيلة المعمار.. لم تنفعني نوبيتي حيث لم استغلها للاقتراب من شيخي جمال ....كنت معجبا به وفي اواخر ايامي في السودان كنت انتظر برنامجا لا اذكر اسمه الان يتحدث فيه فاظل اسبوعا مندهشا حتي ياتي مرة اخري....نادم انا الم احاول حينئذ ان اقترب منه وفينا النوبيين بساطة وسعة اجتماعية ولكن عنادا لا معني له- رغم وشائج قربي ونسب ودم- تجعل من كل واحد منا كيان احادي .. ولا سودانيتنا كذلك اسعفتنا وكنا نستضيف شعراء وكتاب عرب كل عام في نادي طلاب جامعة الخرطوم ولم نحاول مرة ان يكون شيخي جمال من ندعوه .. لا الزمن سيعود بنا ولا الاقدار ستعيد الذي ذهب وها انا قانع بان ابحث عما كتب وقال وكان يمكنني ان اسمع منه واختزن في ما حبانا الله قبيلة المعمار من سعة في الذاكرة تصور وتخزن ....
كان جمال ادبا وخلقا وانسانية وتعبيرا وتواضعا ولطفا ابداع الخالق وصنيعته ... تقرا له في شتي المواضيع التي كتب عنها فتجد كلماته هي التي تاتي اليك تباعا ..يبدو لك احيانا انه موجود تسمعه وهو يقرا لك انت لوحدك ..كلمات حيه فيها من روحه....كان جمال افريقيا و العرب و كل مبدعي العالم كان كل العالم ساحته من سرة الي اينما سافر ...
واتركك مع بعض من صنيع مبدعنا من وجدان افريقيا :
ماكان كمارا غير واع إلا بذاته المليئة بالرؤى والأشباح والدهاليز والحصاد والعمالقة السود والبرادمن يبردون . كان يرى رؤى داود ديوب ، لكن بأسلوبه هو، حساسيته مو، عل بعد مابين الروحين في المكان ،هذا من السنفال وذاك من قيني، وعلى بعد مصادر الإلهام عند هذا وذاك : ديوب منتوج معاهد العلم ومنظمات الثقافة ، وكمارا ما كان قد عدا مدارس قيني يوم امسك بالقلم تغرافجي اما كان سيدنا صالح عبد القادرواحدأ؟ اتحتاج لكساوي الجامعات لتكون ذلك الشاعر الرجل ؟ دعني اقدمك على مهل لهذا الذي إنتهى إليه ديوب من «مرارة مذاق الحرية ». دعني امسخ لك بالتعريب اشطارأ من قصيدة دإفريقيا» اعدها معلما من معالم الشعر الإفريقي الملتصق بترابه . قراتها بالإنجليزية بادىء الأمر، وطمعت . اردت قربى اكثر منها، فرحت للاصل الفرنسى ، احمل معجما يعينني, وعدت للترجمة الإنجليزية اسلم نفسي لفتنة الأثر الجممع تتركه في نفسك القصيدة كلها، لااتملى كلمة ، اوبيتأ. اقرا لااقف . سترى الذي اعني ولاأجيد ان اقول ، حين تتملى احزانها الحزينة . والآن وقد مضت سنون على كك التجربة ، اراها في هدوء اضعها مكانها في الإبداع الإفريقي، اجدها _ كما وجدتها من قبل _ غير بعيدة مما يترك في نفسك كمارا. لااستحي ان اعيد لذهنك ان الرجلين يصدران عن ثقافة واحدة ، وتاريخ شبيه ، لاعجب ان يلتقيا في مقرن ، جاء كل واحد منهما من درب إختاره إختيارأ، يتفق وما في دمه من قدرة عل الخلق ، اغفر لي ، اطلت ، وانت ترقب ديوب هاهو استمع إليه : حدثيني إفريقيا، تكلمي اهذه انت ؟ ظهرك إنحنى وإنحنى ثم تصدع احمال الذل على عنقك . أذاك ظهرك ؟ اراه من بعيد. إنه يتململ . أسواط ودم قان وتصيحين نعم ، عند الظهر لجلادك يجلد في الرمضاء يختار زمانه يحب لك الرمضاء، عذابان صوت خشن يسعى أن يهدر لايهدر لكني أسمعه يقول : إبني أيها الهلوع ياملول تلك الشجرة . اتراها؟ إنها خضراء فتية . تلك الشجرة فخمةعزيزة في عزلتها. قريبة من شمس الظهيرة نعم ، انا معك . زهورما صفراء. قل باهتة . اقول إنها كذلك تملك إفريقياك . إفريقياك تزمر ثانية وتنعش . لكن في اناة . جلدوها ضحى وفي الظهيرة . لكنها «سردبت » تعانى وتعانى. النتيجة ؟ ثمارما مع الصمود توجتها مرارة مذاق الحرية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: عبدالله الشقليني)
|
للأحـــباء
و لعزيزنا النضِير أبوبكر
ما أجمل الإرث .
تذكرني دوماً الرائع أبداً : سيد القلوب محمد وردي . كانت له مقُولة مشهورة عن اللغة العربية إذ يقول ضاحِكاً :
ـ ( نِحنَا اتعَلَمنَاها بى قُروشنَا )
نوبية الأم ، وعربية المَدرسة و إنجليزية ، وفرنسية لا أعلم كيف جاء بها المُبدع جمال لمجمع اللغة العربية وقد ازدهي بشخصه . فارساً يركب خيل اللُغة العربية يُمسِك بأعرافها وينطلق في صهوة الريح إلى السحاب . كانت تعصف به محبة راسِخة ، يُمسك بالأحرُف ، يبتني كلماتها. يُصرِّفها بمحبة حتى تحسبه قد تجاوز أطواق اللُغة وقيود الوصف والرصف . تأخذ به اللحظة المُدهشة ، يُجسمها لكَ على طبق ساخن ، يصعَد عنه بُخار الطهي حتى تحسب أنه قد تخَيركَ عن سائر القراء ليبُثكَ الشجون .
شكراً لك عزيزنا الرائع أبوبكر . ما أصغرنا ونحن نمسح على وديع ورده الفوَّاح .
وما أكبر جمال ، كلما مضى الزمان بذكره إلاّ وتراهُ مُتلألئاً كنجم ثاقب .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: عبدالله الشقليني)
|
بيكاسو فلتكن كل ايامك نضرة .... اللغة النوبيه هي لغة شدو Chanting كما عرفها لي في رسالة قي مطلع التسعينات الراحل بروفيسور جيرالد بروان - رحل قبل شهور واقام له النوبيون في نادييهم بالخرطوم حفل تابين حضره مسؤولي الثقافة بالقنصلية الامريكية وكتاب من خارجها- و كان براون اهم من كتب عن اللغة النوبية اطلاقا ... لغة حنينة ليس فيها من مفردات الذم والقساوة شيئا ... واللغة العربية فيها كاريزما لا توجد في اللغات الاخري.. ذات شخصية وعمق وبلاغة ان عرف الناس استعمالها جيدا كما يفعل شعراء العربية ملائتهم عشقا كاهلنا الشايقية لا حربا وتهديدا .. والانجليزية كذلك فيها من الحنان وعمق المعني الكثير ... وكلا اللغتيين العربية والانجليزية مكتسبتان عند التوبي فتعلم العربية عند معظم النوبيين من جيل شيخي جمال وجيلي كانت عنوة فلا المدارس تسمح بالتحدث بالنوبية ولا هنالك وظيفة او عمل لمن لا يتحدث بها وحتي ,الغناء بها من الاذاعة كان ممنوعا وعندما اتي غريدنا وردي في العام 57 الي الاذاعة ليتغني بها رقض مسعاه حتي توسط له بعض من وجهاء القوم ولذا اشار الي انه تعلمها " بقروشه "!! اما الانجليزية فكانت لغة التعليم الاساسية بعد المدرسة الاوسطي : اي بعد " The man and the pan"وتميزت الانجليزية عند النوبي بان ليس فيها من خاء وحاء ما يتعب اللسان ويكشف الحال فاجادها من تعلمها او تحدث بها .. ومن اراد اجادة للعربية فكان لابد ان يخوض بحورها ويغوص اعماقها والنوبيون سباحون ماهرون .. وهذا ما فعل شيخي جمال تميز في كلي اللغتيين وكتب بالانجليزية والعربية بلحن واحد شجي استقاه من لغة الشدو النوبية .. تقرا له باي منها فيطربك..
ودمتم ابوبكر 30 ابريل 2006
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: عبدالله الشقليني)
|
قال " ما كنت مفتونا بشقيقي محجوب اخريات عمرنا معا. توقع مني اذن ان اصدق كلام عنه قد رحل . حديث القريب عن القريب البعيد عبرة وثمرة. فيه حديث العاطفة لا تنمو كالعقل , تخضر برفقة او زمان . تجئ دنياك معك. ما حيلتك في بعضك؟ وفيه حديث الرؤية, ذوو البصيرة لا تخفي عليهم صفات رجل كمحجوب, مكوناته, ومقوماته. اولي تلك الصفات كان يأبي ان يكون الثاني . ما قنع ان يكون الاول , كان يعرف مرماه في حياته وعاش لذلك المرمي حتي بلغه, استنفذ العمر قبل أوانه , استغفر الله , لكنه راح راضيا , اكبر الظن "
_ونتابع ان اذن المولي جل وعلا -
(عدل بواسطة abubakr on 05-15-2006, 09:46 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: عبدالله الشقليني)
|
عزيزي الفنان عبدالله ..ها اذن المولي جل وعلا فانقل باصبع واحدة اضرب بها الحروف ضربا كانني اؤكد ان ما قاله جمال في شقيقه يجب ان يسمعه كل العالم ... وانا اكتب بلغة عصيه علي من كان لسانه رطانا واخشي ان يعوج حرف مما اكتب .. جميل هذا الفيض من الحب الاخوي ..كل كلمة تكاد ان تموت عشقا .. يالله الواهب العطاء كم انت جميل يا الله تمنح عبيدك هذا الاشراق من الحب الذي لا ينضب معينه ..ارحمنا يالله واملأ قلوبنا ولها وعشقا لتموت في دواخلنا كل بذرة حقد دفيين جعلت من بلادنا ساحات حرب وكراهية :-
قال جمال في محبوبه محجوب :
عرففت الخرطوم قراجات من قبل وعرفت اسطوات من قبل , لكنها لم تعرف احدا يعلن وثوقه من نفسه اعلانا علي يافطة مرفوعة " قراج محجوب " انه محجوب ما اسماه شيئا اخر , قراج النهضة وقراج الخرطوم اسماه باسمه هذا القادم للبلد عزيمة في صدره ومفك في يده وغاية من الغايات في عقله اعلن بيافطته تلك انه في الطريق . قادم وانجز الذي وعد. نقف اخواتي اخوة محجوب علي عتبات المرحلة الوسطي من مساره رايناه في مرحلته الاولي صبيا في سرة ينازع اخاه ليكون الاول ونراه في هذه الوسطي بشورته وارجله القوية ويديه الفعاليتيين يحتوي بين ذراعيه وحشة البطانة في الهجير وفي الليل البهيم ونراه يحتوي بين هذين الذراعيين زحام التل الكبير لحظة ساشرح . رايناه في البطانة علي قندناره يطوي الهجير حينا والليل حينا آخر ولا يحتاج زملاءه قطع غيار للواريهم زمانا طويلا يغيب فيه يزاحم اثرياء مصر يشتري قطع غ الغيار اكواما هناك يعود بها للسودان , وقد دخل مرحل من مراحل تقدمه, يملك مواصلاته علي يد اهلية , بدأ سوداننا الجديد . وارجع بذكراي آه عجب معجب! محجوب ذكري ؟ تلك الرياح الذارية ذكري؟ عجب معجب! بكل الذي يقول اصفائي ويكتي احبائي عن تجارب وعلمي , ما حسبت ان اعصارا وان قسا يطفئ ذلك المصباح في قمة القمم . انسيت في غفوتي { اذ يغشيكم النعاس آمنة } صدق الله العظيم يغشاك ذاك النعاس الطويل وانت كثير الامن غافل. ما ذكرت حديث ربنا لصفيه آثر خلقه الا حين غشاه النعاس وهو آمن { ما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفان مت فهم الخالدون } , وكلا, {كل نفس ذائقة الموت }. ذكري وان هممت انسي تأبي , يشركنا امتحان ربنا زميله في هجير البطانة وظلماتها الصديق الشقيق ابراهيم م.جوهر , واثق انه سيذكر تلك الليالي البهم , هو ومحجوب كانا يتعاشران كنفس واحدة , معهما وقد شقا الطريق في صناعة المواصلات المعقال احمد عبدالله واحد من سادة هذه الصناعة منشئها والكريم سيد الكرماء . آنف من عرفت تلكم الايام , في خلقه الرضي ولباسه الجميل والدليل الزبير.... _____________________
ونتابع حين ياذن لنا المولي جل وعلا ابوبكر - 15مايو 2006 ( يوم وافق ميلادي قبل ما يقارب الست عقود من الزمن في ناحية من السودان ولد فيها جمال )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأديب الراحل ( جمال محمد أحمد ) و لُغته المُورقــة (Re: abubakr)
|
واذن المولي عزيزي بيكاسو وهذه الاتية ادناه اخر ما في رثاء جمال لمحجوب وكأنه حينئذ يحادثه ولا يرثيه.. حبا اخويا ابويا نادرا اشقاه واشقاني وانا انقله لك .. ذذهب يوم اربعيين محجوب ولحق بهم ثالثهم اصغرهم سيد بعد حين ولكن الاغربة السود كانت ما تزال تحوم حولهم ومحاكم الجور عادت بلباس شيطاني لم ترحم بريئاغضا فخنقته شنقا وكان من رحمة الله وعطفه علي جمال انه كان قد سبق مجدي ..يا لظلم البشر للبشر وهم كلهم لا محالة هالكون ذاهبون ولكل اجل كتاب وكل نفس بما كسبت رهينة واهل محاكم الجور والاغربة السوداء باذن الله عند ربهم لاقون جزاء سوئتهم وجورهم :_
وقال جمال يرتي محجوب
"تلك سنون أرست فيها هذه الجماعة القليلة ، وأخوتهم في مدن الاقاليم امثال عبد المجيد حتتيلة ، وكانوا بجنب طليات وكرشيسي ويونان بروكوبيوسيذكر أياديم وعوارفهم على الصاعات الصغيرة في المدن , من سميؤرخون للتقدم الاقتصادي في السودان ، كانوا أعمدة ، سوء حظ إن واحوا عن السودان ، والمتكتل قدراته ، ونفتقدهم حتى يومنا هذا لولاحماقات لا مكان لها في خلقنا لظلوا معا ولشينا أطول في الطربق . ورأت هذه المرخلةالوسطى من حياة محجوب ميلادشركة التأمينات الأهلية : وكانت واحدة من الأوليات ، عشق محجوب القديم قام هو وأخوة له من صناع المواصلات بإنشاثها ، فكانت الأم لشركة التأمينات العامة ، التي دخلت بالمودان صناعة التأمينات ، وهي تاج أمجاده الاقتصادية ءجزت أمحاده الأخرى، صناعة البلامتيك وتجميع سيارات مازدا ووكالة انترناشنال هارفشتر أن تنافسها وكان يرجو ذلك محجوب ، أقعد،ته عن طموحه مايو0 وأكره أن أزيد كم أحزان على حزنكم عليه ، كانت شقية ماايو ، تعيسة ، نقص شراار فيسفينته لا يسارأ عرفوا ولا يمينأ به آمنوا على اقتصاد اابلاد ، وكانمحجوب من أعلامها أخذوه أيامأ طوالأ لواحدة من محاكم الجور ، لكنه غلب الجند وما جندوا من هيلمان . ادعو هنا واحد من رجالات أهلنا يحدئكم عن محجوب في محكمة الجور الرجل توفيق أحد يوسف ، والد الزبير محمد، ما عرفته معرفتي إياه عصر ذلك اليوم كنت أسمع عن عناده وجسارته وعن قصة لنسن بملكانه و هو الشيخ الجليل دهب جسنين والد عبده ، وكنت أممع عن تعليقات له تجاور تووأم مصر منذ خرج منها كموسى عليه السلام ه خائفأ يترقب ه . الإلحاد حبن بدور الحديث كما كانوا بسمون نلكم الأبام "قرية ارقين " "قرية اشكيت " وهكذا . جاءني وأنا جنبي شاي على مصطبة داري حولي نسوة الأسرة حزال وادعي أنا احتمال ما لا يحتمل ، يرثرن وبعيي بصيرتي أرق ب الغد لتقع عيناي ,ءلعجوب وانبهمحمد, ، تأتي بها تايوتا مكشرفة يجلسان على حفاتيها جلسة الموجع تخقرهما عصبة من الجند, تقف لدى باب البرلمان القديم حيث كانت جلسات محكمة الجور، أولمن يلقاهما وهما ينزلان من جلسة السكين علي التايوتا احوه بلسم .اته هبة السماء لمحجوب لمحمد خسن السليمابي منذ جاء ارضه دخل سيدي توفيق متهللا بنادي أسمي, عليه وثاه السفر مئ القرية , عمامته المحكمة عى رأسه شاله الجثم على عنقه , عصاته الغليظةعلي مرفقه ، بدأ بصوته الأجش , هش على نسوة الأسرة , دخلن فهئ يعرفن ما يحب وما يكرد وجلس قربي ما أحوجني أسأل عن سر أساريره البهجة في مناخحوانا يشبه مأتم بادر قاثلآ أنه جاء .خصيصأ ليقول لي لا تحزن محجوب عل الهوا قذاف ثم أفاض يذكر ثباته اأمام محكمة الجور, مر بعربيته الملحونة كان سعيدأ عمنا توفيق قال إنه يرى في محجوب شجاعة أهله الأولين عاشوا ساعة هول في فترة من فترات تاريخنا في بأس شديد نافحوا عن العرض والأرض ، وقال ممسكا بكتفي يعود أبناثي , وماذا يعنيك يا ولدي من شرار كل الذي يستطيعون هو أنى ينهبوا ما لمحجوب ثق انهم سيفعلون , العقل الذي صنع العقار والمال الذي سينقضون عليه سيبقى، وربك غير بعيد ، إنه قريب يلحظ هذه الأغربة السود سيبقى عقل محجوب وتذهب عقولهم ، إن شاء الله قالها رافعأ ذراعيه للساء وعصاته تحت أبطه ء ومشي. ما كان نبيأ عمنا توفيق ، وما كان من يتخرصون ، لكنشهورا قليلة بعد أن جرحته الأغربة السود ، أحزنته ، آلمته تركته عدما إلا من ذكاثه كما قال الرجل الجسور ، بدأ محجوب المرحلة الأخيرة حيث انتهت المرحلة الوسطي .علي النحو اللئيم الذي رايتم ،شرع في اسلفح حيث بدأ ،صعد القمم ثانية دامي القدميين مهشم الاظافر ، وصل من هناك حيث الف واعتاد من القمم شرع في اخر أولياته وكأن لم تكن محكمة جور ولا أغربة سود . أشرف علي البنك الاهلي مع اخوة له اخرين وعلي شركة الامن والذي كان قد بقي من فتات قديم هذه ابداعات عقل كان يحلق حتي ساعة خذله جسده الذي ارهقه , ونحن من آثارها اقرب ما تكون تعرفون دقائقها اخوته , سيد ايها العزيز : انتهت مراحل محجوب وهي مراحل كما ترون تكاد تكون مراحل وطننا العزيز في مسار اقتصاده , تاريخ محجوب بضع من تاريخ بلاده بل هي ذلك التاريخ بعينه لكن ياشقيقي الباقي.
وليت عشيات اللوي برواجع لنا ابدا ما اورق السلم النضر
نعم عائد ذاك الزمان ما عا د في يدك القادم في يدك وعاتقك مقدار هذا الجاني من تراث اسرتك انا اعرفه آدابك تحول دون رؤية الناس لها ومسيرته بعد حين ويروون خلالا ما اتيحت لمحجوب ما كان عنده وقت يمضيه في ضروب من خلال انت تملكها فامض علي بركة الله حارسنا انا جنبهم بحبي الطي عهدته منذ كنت عضدك المعنوي.
يحرسك قلبك الكبير ناصحا خلفاء محجوب من ابنائه وبناته كدأبك انا جنبك خادم لهم كما قلت لهم وطوع طكائك لا يسائلناك يصرعان بامرك ابنائك عاصم المقدام وسامي الحكيم " ______________
ابوبكر 16 مايو2006
| |
|
|
|
|
|
|
|