دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
09/07/2005 م ـ يوم ليس له شبيه في تاريخ أُمـــــة
|
09/07/2005 م ـ يوم لا شبيه له في تاريخ أُمة
تقاطرت سحنات الفُقراء مُستبشرة ، تسير في الطرقات حافية أو شبه عارية . تعلوها الفرحة و تُداعبها الأحلام . قائد كاريزمي أحبته ، و لم تعرف عنه كثير شيء غير رؤية فلسفية عميقة بلُغة إفهام العامة . لم يشهد الوطن منذ تاريخه الطويل أن وقف عدة ملايين للقاء قائد ، أياً كان قدره فالقادمون بشر من لحمٍ ودم . أهو الحجم العائلي لعصير الاستقبال أم هو مُنعطف أمة تجسد لها حُلماً بأن الخير قادم، والعدالة قادمة لاستواء الجميع على خيط المُواطنة لا غير. رباط يعصُب الأمة قبل أن يتفجر الوطن حِمماً.
من يا تُرى يعيد التعليم والاستشفاء لمجانيته ، ورغيف الخُبز لمن يدعمه ، والمحروقات بما يُناسب الدخل ؟
لقد بصمت أرض السودان قدم غليظة :
ـ إن الأرض سلعةٌ مُشتهاة كما قال الراحل جعفر محمد علي بخيت عندما أنشأ مزاداً علنياً لبيع الأرض ، في بلد ما أوسعه !
ـ العلم للمُقتدر !
ـ الماء بثمن العِطر !
ـ وجبة واحدة وجبة واحدة من الفتات تكفي !
ـ الشفاء أو الزواج لمن استطاع السبيل !.
من يمحو تلك الوصمة الغليظة عن بصيرة العامة غير حُلم تجسد في رجل . واحد وعشرون عاماً شاهراً سيفاً ومعه من ارتضى، أو فارق ثم عاد ثم فارق ثم عاد مرة أخرى . الحرب امتداد للسياسة ثم بعد النصر، سيكمل الحُلم النصوص ويُتمم معانيها !
أيُكمل الحُلم حقاً ما لم تكتبه النصوص ؟
من يختبر الدلفين غير الماء !
تقول أسطورة قديمة لدى الدينكا :
ـ موحد القبائل والجموع سيموت بعد أن يُوحدها .
ذكرت هي تلك الأسطورة ، فضحك ( جوزيف قرنق ) قائلاً :
ـ راجِل كبير وإندُو سلا أ !
قالت :
ـ أنا لا أمزح. لدي إحساس بأنك راحل . الأسطورة تأخذ مني ما تأخذ ، وأعلم بأنك ربما تسخر ، فهل نقضي معاً أجمل أيامنا قبل الفراق . ضحك ( جوزيف قرنق ) من الخُرافة ومن الأساطير . فمصير الإنسان لديه يصنعه هو . نشأ فقيراً ثم ترقى ، وأحب الفقراء . صعدت صورته مُتضخمة ، مُتعملقة . أكثر حُلماً ممن أحبوه ثم فُجعوا في موته .
نقطُف ما كتبنا عن رحيله :
كيف يا تُرى تَشتَعل قناديل البطولة ؟
وكيف يسبِقنا أبطالنا إلى الموت ؟ . بيدهم المشاعل لإنارة كهوف أيامنا القادمة . بيدٍ تُمسِك بالأمل ، تأخذ أحلامنا فُتـوَّتها ، ويزدهي شبابُها . يقولون على دروب المراعي والأحراش تمشي الآمال العظيمة راجِلة .. حَافية الأقدام . رعدٌ و بروقٌ ومطرٌ و وحلٌ .. وطين الوطنِ الأسود يصطفي الأعْواد ، وتَتخلَّق الأجسادُ أقواها مَكْسَرا ، وتَتَنقى القلوبُ مما بها . ثياب النفسِ البيضاء التي تُحب الفقراء قالت :
ـ إنه البطل . ركِب فراشةً ذات يومٍ ، صعد بها الأشجار السَامِقة . تَـثاقل الجسدُ الكثيف ، ورَحلت الرُوح إلى نجمٍ بعيدٍ يتوهج دوماً عند مَقدمِ أطفال الفقراء ينظرون :
ـ ذاك ( جون ) ، وتلك روحـه تقول لكم : ذَهبتُ أنا وتركتُ لكم سوداناً نأمل جميعاً أن يكون جديدا . نتكئ على صدره ونبكي أيامنا الماضية وأحزاننا الماضيات ، ومن ثم نستشرف عالماً جديداً . ننهض من اليُتم ونبدأ من جديد . في رحيله قالتْ ( الكُوماندر ) ربييكا :
ـ ذهب القائد و الحُلم باقٍ .
دوماً يرحل العُظماء والأبطالُ من أرضِنا وتضاريسها إلى الأحلامِ و نضارهـا . إن هبطت ضيفاً على أُسرته يوماً ، بيديها تطحن ( الكوماندر ) الحبوب وتطبُخ طعام الضيوف . تقول لكم عند المَقيل : ـ إلى النهر أنتم و ( جون ) لتستحِموا ، وتتذوقوا ماء سليل الفراديس ، ذاك مغطس الملوك . لن يقف فقيرٌ واحدٌ ليقولَ :
ـ ها هو سَـيِّد أحلامنا يسكُن قصرا ، أو أن الحَرس المُدجَّج مَنعني أن ألقى الحبيب ! .
لن يستريح سيد الأحراشِ إلا في نُجيمةٍ متلألئة . لأطفالكم الكثير الذي ينتظر . عندما ينظرون النُجيمةِ في سمائها البعيدة ، ويَبنون الأعشاش من الطينِ بأيديهم ، سيسمعون صوت فقيد الوَطنِ من الحُجُبِ يقول :
ـ سيمتد العُمرُ في مُستَقبل أيامِكم من الطفولة إلى النُضجِ ، وقد تدربت أيديَكُم كيف تُبنى الأوطان . لا تسأل بُنيَّ ماذا قدم لي وطني ، بل قُل ماذا يا تُرى أُقدم أنا لموطني : وردة دمٍ حمراء .. ، أم ساعداً يهبُط بالأحــلام إلى الواقع ؟.
عبد الله الشقليني 09/07/2006 م
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: 09/07/2005 م ـ يوم ليس له شبيه في تاريخ أُمـــــة (Re: عبدالله الشقليني)
|
"ايها الرحالة أينبغي أن ترحل ؟ .الليل ساج ،والظلمة تمحي فوق الغابة المصابيح تشع في شرفتنا والزهر يترقرق ريان غضا والعيون الفتية تستيقظ هادئة هل ان وقت الظعن؟ ايها الرحالة اينبغي ان ترحل؟ لم نحط بايدينا الضارعة قدميك ان ابوابك مشرعة وجوادك المسرج قائم امام الباب لئن حاولنا ان نعيق مرورك لم نعمد الي ذلك بغير اغنايتنا لئن حاولنا ان نثنيك عن الرحيل ، لقد توسلنا الي ذلك بعيوننا فحسب"
من قصيدة ل "رابندرانات طاغور "
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 09/07/2005 م ـ يوم ليس له شبيه في تاريخ أُمـــــة (Re: rani)
|
صديقنا الشقليني هذا مقال جاء في وقته ,خاصة انه معجون بماء قلمك المترع بالادهاش و الايراق، وهو رد على كثير من الهراء الذي اندلق حبره في بعض البوستات التي تسخر من جون قرنق ،المناضل والاكاديمي والمفكر،والقيادي والوحدوي العظيم محبتي بلا حدود المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 09/07/2005 م ـ يوم ليس له شبيه في تاريخ أُمـــــة (Re: osama elkhawad)
|
صباح الخير يا عبدالله .. ولهذا البلد أن يكون أحلى ..
لهذا الوطن ( و ليته يكون موطنناً لنا ) صباحات ناعمة ، وحديث حلو : شاي باللبن ، فواتح مرفوعة على روح من نحبهم ، شوارع مظلمة ( نضيؤها بطريقتنا الخاصة ) ، ألوان محبيها ، ودروب ، السجع وغناء الحقيبة ، حر الليالي المقطوعة الكهرباء، حزن المغنيين والكتابة ليلاً هنا !
أهذه بلادنا ؟ أم أننا ضللنا السبيل ؟
نسأل الله حسن الظن ..
( وما أدراك ما الظنون ) ..
... طلال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 09/07/2005 م ـ يوم ليس له شبيه في تاريخ أُمـــــة (Re: طلال عفيفي)
|
سيرة جون قرنق
* ولد جون قرنق دي مابيور، في منطقة «بور» احدى مناطق قبيلة الدينكا بجنوب السودان. * درس المراحل الاولية في منطقته، وكأترابه عمل راعيا للمواشي التي تملكها الاسرة، وانتقل للخرطوم وعمل خفيرا في الهيئة القومية للكهرباء ومنها ذهب للعمل في منطقة الدمازين بالنيل الازرق.
* درس المرحلة الثانوية في منطقة رومبيك وهي من اعرق المدارس الثانوية في السودان، اغلقت المدرسة بسبب الثورة التي كانت قد اندلعت في الجنوب عام 1955. * التحق قرنق بحركة «أنانيا» ومعناها (الثعبان السام) عام 1963، وهي الثورة التي قادها نائب الرئيس السوداني الاسبق جوزيف لاقو وكانت تسمى حركة تحرير جنوب السودان، وقتها كان قرنق يبلغ من العمر 18 عاما.
* اكمل قرنق تعليمه الثانوي بالمدارس العليا في جمهورية تنزانيا، وعاد الى كينيا وعمل في التدريس عام 1965 بمدرسة «كانتوناقا» الثانوية والآن تسمى مدرسة «ماونت كينيا العليا». * اتجه الى الولايات المتحدة للدراسة الجامعية، ثم عاد الجنوب لخوض حربه اوائل السبعينات. * بعد اتفاق اديس ابابا 1972 بين جوزيف لاقو والرئيس السابق جعفر النميري تم استيعاب قرنق في القوات المسلحة السودانية برتبة «نقيب» الدفعة الثامنة عشرة، وهي ذات الدفعة التي التحق بها الرئيس السوداني الحالي عمر البشير.
* نال الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي عام 1981 من جامعة أيوا بالولايات المتحدة الأميركية.
* عمل في مركز البحوث العسكرية بالجيش السوداني، والتدريس بجامعة الخرطوم كلية الزراعة.
* التحق الدكتور جون قرنق بالجيش الشعبي لتحرير السودان الذي تأسس في 16 مايو (ايار) 1983 وانتخب رئيسا له بعد التحاقه بفترة وجيزة وما زال.
* سكن قرنق ابان وجوده في الخرطوم بمدينة الحاج يوسف شمال الخرطوم، وهو متزوج من السيدة ربيكا قرنق احدى القائدات في الجيش الشعبي ومحاربة فيه.
* لديه اربع بنات يدرسن في المراحل الثانوية وابنان يدرسان بالولايات المتحدة
هنا بعض مقتطفات من سيرة قرنق كما ورد في الانسيكلوبيديا الانترنتية"ويكيبيديا":
Quote: A member of the Dinka ethnic group, Garang was born into a poor family in Wagkulei village, near Bor in the upper Nile region of Sudan. An orphan by the age of ten, he had his fees for school paid by a relative, going to schools in Wau and then Rumbek. In 1962 he joined the first Sudanese civil war, but because he was so young, the leaders encouraged him and others his age to seek an education. Because of the ongoing fighting, Garang was forced to attend his secondary education in Tanzania. After winning a scholarship, he went on to earn a B.A. in economics in 1969 from Grinnell College. He was known there for his bookishness. He was offered another scholarship to pursue graduate studies at the University of California at Berkeley, but chose to return to Tanzania and study East African agricultural economics as a Thomas J. Watson Fellow at the University of Dar es Salaam. As a member of the University Students' African Revolutionary Front, a student group at the university, he made the acquaintance of Yoweri Museveni, who would go on to become president of Uganda and a close ally. However, Garang soon decided to return to Sudan and join the rebels. The civil war ended with the Addis Ababa agreement of 1972 and Garang, like many rebels, was absorbed into the Sudanese military. For eleven years, he was a career soldier and rose from the rank of captain to colonel after taking the Infantry Officers' Advanced Course at Fort Benning, Georgia. During this period he took four years academic leave and received a master's degree in agricultural economics and a Ph.D. in economics at Iowa State University, after writing a thesis on the agricultural development of Southern Sudan. By 1983, Col. Garang was the head of the Staff College in Omdurmanedit |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 09/07/2005 م ـ يوم ليس له شبيه في تاريخ أُمـــــة (Re: osama elkhawad)
|
عزيزنا الكاتب أسامة الخواض أهلاً بك بهذا الحضور البهي
تدلق علينا محبة ، وود وثراء . ذاك اليوم كان يوم عصير وطني :
شعب وقائد
وجدٌ مُعاند
من يُزلزل أركان الحُزن ويشرح الصدور وقد ضمُرت مما بها ؟
شكراً لك أن نكون بين يديك وأنت تفتح صفحة التاريخ والسير الذاتية .
من يتوسد سجادة الفقر ويبكي بحُرقــــة ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 09/07/2005 م ـ يوم ليس له شبيه في تاريخ أُمـــــة (Re: sari_alail)
|
سيمتد العُمرُ في مُستَقبل أيامِكم من الطفولة إلى النُضجِ ، وقد تدربت أيديَكُم كيف تُبنى الأوطان . لا تسأل بُنيَّ ماذا قدم لي وطني ، بل قُل ماذا يا تُرى أُقدم أنا لموطني : وردة دمٍ حمراء .. ، أم ساعداً يهبُط بالأحــلام إلى الواقع ؟.
Thanks Abdalla for your amazing words
Adil
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 09/07/2005 م ـ يوم ليس له شبيه في تاريخ أُمـــــة (Re: Adil Isaac)
|
العزيز عادل : كانت الأحلام تتشكل ، تلتف حول ساعد أزرق ، شجرة أبنوس مورقة ، متوهجة قدمت ضاحكة ، وعلى أرض المطار ، سجد السجاد الأحمر وهبط الحُلم ... واحد وعشرون يوماً أخرى وصعدت الروح ! إنها لخسارة فادحة .. أعلم أن للكون عيون مُتلصصة يهُمها كثيراً أن ترحل عنا الأحلام ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 09/07/2005 م ـ يوم ليس له شبيه في تاريخ أُمـــــة (Re: ahmed haneen)
|
سيد العرفان الاستاذ شقليني
يا صاحب اللغة المونقة..والافكار العميقة كل مفردة هي لك تهندمت بعناية لا مبتذلة وانت تفتح فضاء الابنوس هكذا جرعة من مجاجة اللفظ وشهد الكلمات ..وتضغط علي كل وريد في القلب ...الارض التي انجبتك أديمها خصب كحروفك ...وكلماتك متجددة كطينة الجروف..تنبت فوقها المعرفة ..وينمو الصدق..وانحيازك هو هذا اللون المؤكد للبسطاء ...للرموز التي نستمد منها معني الانتماء الي وطن يتحسر علي رحيلهم الشامخ ...كانوا في غاية الموضوعية حين اشتبه البقر علي ساستنا "الخوازيق" هؤلاء الذين قطعوا رأس العجل ومن ثم كسروا الجرة ..فاصبحوا يتصارعون علي الماء المدلوق...ويرمون شباكهم علي بحيرة السراب ...ويتوهمون بان سمكة السلطة عالقة بها ... وعلينا الانتظار الي آخر العمر.
لك التحية ياشفيف
ـــــــــــــــــــ
احمد حنين سلامات
ـــــــــــــــــــ
الخواض اذا مررت علي هذا البوست
تقبل تحياتنا ...
والف مبروك ...علمنا في وقت بائت
وقريبا ربما نلتقي ...بيننا سويعات
أرقد عافية
منعم ابراهيم
| |
|
|
|
|
|
|
|