محمود محمد طه في رؤى الأحلام .

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 05:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله الشقليني(عبدالله الشقليني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-20-2007, 08:52 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمود محمد طه في رؤى الأحلام .




    محمود محمد طه في رؤى الأحلام.

    تدلى الجَسد مُعلقاً ، قُرطٌ تدلى سبحان من أبدعه .
    نَهضت سحابة طيفٍ لأبي الطيب ، مدَّ يُمناه وأنشد :

    نَفَذَ القَضاء بما أرَدتَ كأنهُ
    لكَ كُلما أزمَعتَ أمراً أزمَعَا
    أكَلَت مَفَاخِرُكَ المفاخرَ وانْثَنَتْ
    عن شأوِهنّ مَطيُّ وَصفي ظُلَّعا
    وجَرَينَ جَريَ الشمسِ في أفلاكِها
    فقَطَعنَ مَغرِبَها وجُزْنَ المَطلِعا
    وحَلَلتَ من شَرَفِ الفَعالِ مَواضعاً
    لم يَحْلُلِ الثَقَلانِ مِنها مَوضِعا

    من يشبهك يامن خرجت علينا منذ ألفي عام ؟

    كُنتَ أعزباً والعُمر نيِّف وثلاثين عاماً . في حياتك السابقة ، كأنك جلست في صُحبة حوارييِّك الى العَشاء الأخير . خُبز جاف أنت ، ودمك المراق هو النبيذ الأحمر . من خوف عيد السبت ، سادتي... لا تقتلوا حَمَلاً أو لِصَّين . تعجَّلت روحك الا تأتلق هناك . يا دنيانا تعالي فقد فرغت من قراءة حظي ، هذه هي البداية وتلك كانت الخاتمة . وكُتب للحَمَل الوديع أن يهبط إلى العُلا مذبوحاً يفتدي أمة ، ففي دروب المراعي سار الأنبياء والرسل والحكماء والبسطاء . الآن تنهض الجمعة العظيمة مرة أخرى . فسدنة بيلاطس يجلسون من فوق سرج مهر أبيض من الرخام ، وَسِعهم جميعاً . قالوا لسيدَّهم :

    ـ الدنيا أظلمت ، والسماء أحجمت عن البوح ، والنيل منذ مولده نسي أن يَنعم على أهله ولا يَسال اليوم عروساً ، يحملها ويتفجر ويزدهي من أعلى فَراديسه والى مَرج البَحرين عند المتوسِط .

    إنهم يطلبون منْ كان اسمه على ( محمود ) السماء ، فساعته قد أزفت . جاؤا به إلى دار الولاية ، دخلوها فتنجسوا ، فكيف ياتُرى يأكلون الفصح ؟
    خَرَج بيلاطس إليهم وقال :

    ـ أية شِكاية تُقدمون على هذا الإنسان ؟
    قالوا له :

    ـ لو لم يكن فاعِل شر لما كُنا قد أسلمناه إليك .
    قال لهم :

    ـ خذوه أنتم ، وأحكموا عليه فلكم ناموسكم ، وأنتم أهل العِلم .
    قالوا له :

    ـ لا يجوز أن نقتل أحداً ...، نحن نريد الشريعة أن تحُده .

    قال لهم :

    ـ وما ترون .

    قالوا : الحُكم ُ هو الموت .
    دخل بيلاطس مجلسه ، وقلَّب الأمر وحدَّث نفسه :

    ـ هو يقول مملكتي ليست من هذا العالم . أقديس هو أم زنديق ؟
    إنه زنديق ليس في ذلك شك .

    جاؤا اليه بالأوراق ، وخَتَم بخاتم الدولة ، صباح الجمعة هو الميعاد .


    مضى الليل أظلم مما ينبغي ، والصبح الآن في رونقه البهي فاتر النظرات كأنه يَحلم مِثلي . أمطرت الطرقات وجرت سيلاً ، من كل أمة فوج . وحدها الأرض المخضرَّة قالت لا ، لن أشهد مصرعه . قلبه نما أخضراً من بين أشواك عرفت حنينه ، طهره ونقاءه . كانت الأرض تخاف أن تلفحه نسمة قادمة من وطن ناء يستجدي أطفاله الأثداء أن تنعَم عليهم بقطرة حليب . سيُدمي سيدنا البكاء إن علم أن الموت يرغب ضُمهم إلى صدره .

    خَفَت ضجيج المدينة ، ورقصت الناقلات في الطريق الى الهيكل ، وتوقفت من وعورة الطريق والزحام . السير على الأقدام أسرع ، فموعد الزفاف برهة لا تفوتك . نُصبت السرادق برأس حافٍ ، وسماء ترقب . أطَّل الزمان الغابر الكالح بأوجه كهنة نفضوا غُبار السنين ، قفزوا من قبورهم ، ومن تحت طبقات التراب نهضوا ليعيدوا الحَدث التاريخي من جديد . تَمدد عمرك سيدي ، ستة وسبعين عاماً ، استَويت على غصنك قنديلاً يتلألأ .

    كتبتَ أنتَ سِفرك الأعظم قبل موعدهم معك اليوم بسنين عددا . إتَزَرت الآن أبيضاً ناصعاً بمحبة أن تَرى خالِقك ، والعيون تَشرب من ضوء نُورك وأنت تصعد عتبات العُلا . أرخت الشمس جفنيها عن المشهد البديع ، فالسماء تُفسح ويتمدد الزمن بين الضُحى و صلاة الجمعة .

    تلى رئيس الكهنة الحيثيات :

    ـ الحُكم عليك قديم ، قد خَرجت أنتَ عن ملتنا زنديقاً منذ زمان . إنك ملعون ...ملعون ... ملعون .
    فقال الحَمَل في سِره :

    ـ أنت تقول إني زنديق !. فقد ولدت أنا لأشهد للحق .

    قالوا لِحَمَل الذبح :

    ـ ألك أمنية ؟

    قال : أمنيتي واحدة .

    قالوا :

    ـ أتشرب كأساً من مُخدر ، فبين فينة الحضور والمغادرة لن تقدر على ألم الفراق ؟
    تبسَّم وقال :

    ـ أمنيتى ، أكشفوا وجهي لأرى أُمة مُحمد ، قد صدق المولى وعده . أما أنت يا حبيبنا ( عبد اللطيف ) فستنكِرني قبل صياح الديك ثلاثاً . اللهم اغفر لهم جميعاً . من يَتزود ويرشُف رحيق الحقيقة العِرفاني ، فإنه كادح إلى ربه فملاقيه .

    هَتفت في حضرته :

    ـ سيدي ... أنت الآن قد ورَّثتنا كلماتك ، أنت حي معنا .

    غمامٌ أبيض كثيف أغشى عيناي . مدينة السلام أراها هابطة من السماء . لكل بوابة نسيج يتفرَّد ، ومن كل حجركريم قلادة ، وضفائر مجدولة . نَمْت عليها زخارف من يَشْبٌ ، ياقوتٌ أزرق وأصفر ، عقيق أبيض وأخضر وأحمر ، زُمرُّد ذُبابي وسِلِقيٌ .

    يقول الحَمَل الوديع في الخِتام :

    ـ الله ربي ... إني اليك قادم .

    تدلى الجَسد مُعلقاً ، قُرطٌ تدلى سبحان من أبدعه . تتكسر الأضواء فيه والعُيون تحلِّق . من صفو الينابيع أَدمُع المحبين تَنهل وتَهمي ، علا الهُتاف . الروح تحلِّق ترفرف أجنحتها أقواساً من قُزح تحملها الريح ، والعطر يملأ السماوات . إنه لذبح لو تعلمون عظيم . اليوم لا صوت للضاربين بالقيثار والمغنيين ، والمزمَّرين ، لن يَسمع اليوم أحد . تتوهج الفردوس سَكرَى ، بمقدم فارس قد استضاء من نور مشكاة ، ومن نور كوكبها الدُري تألَق مُشرِقا .

    عبد الله الشقليني
    22/10/2004

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 08-25-2007, 08:39 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-13-2007, 07:44 PM)

                  

01-20-2007, 09:19 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    رحمك الله رحمةً واسعة يا محمود...

    وأسكنك الفردوس الأعلى مع الأبرار...

    صادق تحياتي لك أُستاذي الشقليني...


    أبو الحســـــــين...
                  

01-20-2007, 11:32 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    سلامات يا عزيزي عبد الله الشقليني..

    Quote: كتبتَ أنتَ سِفرك الأعظم قبل موعدهم معك اليوم بسنين عددا . إتَزَرت الآن أبيضاً ناصعاً بمحبة أن تَرى خالِقك ، والعيون تَشرب من ضوء نُورك وأنت تصعد عتبات العُلا . أرخت الشمس جفنيها عن المشهد البديع ، فالسماء تُفسح ويتمدد الزمن بين الضُحى و صلاة الجمعة .


                  

01-20-2007, 02:16 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    الحبيب أبو الحسين

    جعل الاستشهاد الباذخ لرحيله طعماً . غشت الدُنيا حوله ما غشت .
    . كان الجسد المُسجى من بعد رحيله أسداً يُخيف الفرائس .
    في بسمة صاحبه وقد غادر الدُنيا وقد صالح دُنياه ،
    في حين كان الرُعب قد أكل أجساد القتلة ،
    ترتجف العقول النخرة والأبدان النجسة من هول ما فعلوا .

    نَعُم الثرى بمرقده ، وطربت الجنان بمقدمه بإذن مولاه .

                  

01-20-2007, 02:19 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    حبيبناالأستاذ ياسر الشريف .
    تحية واحتراما

    يوم لن يُنسى . صحوت من النوم عصرا .
    نداء من الحُلم لست أدري من أين .
    من فراغات في الذاكرة نهض الحُلم جلياً ناصعاً . التبستني روح بهية .
    هبطت إلى ذاكرتي تطلُبني أن أكتُب حُلمي .
    لم أُدر نقاشاً أو أقرأ كتاباً أو أُفرد صحيفة تتحدث عنه .
    كأن روائح هبطت تُعطرني . وجدتُ نفسي كمن هبط عليه روح قُدس .
    نفسي غير التي عهدتها . جسدي غير الذي عهدت .
    كأن غُبار الذاكرة ينجلي ، وظهرت صورته البهية ناطقة .
    تراها العينُ ويُعشيها الضوء . الجمعة العظيمة هي الجُمعة العظيمة ،
    بين الأولى والثانية ما يقارب الألفي عام .
    النُبل والمحبة بادية في مُحياه . كل ما قال أو كتب :

    ـ خيرتُك وهذا قولي وتلك أسفاري .
    انظُر فيها فإن النظرة العميقة من الفِكر ومن التفكر ومن العقل .
    كان المُعلمُ رحيماً بمن يُجادله ، فنال كبش الفداء حقه من المَثوبة .

    تفرق الذين جلسوا أمام رُخام المُحاكمة . فرقتهم اللعنة ،
    وجلدت نفوسهم روح نتنة تُلازمهم أنا حلوا .

                  

05-28-2007, 07:57 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    سيدى عبدالله..
    فى مقام الاستاذ..
    محبة وعرفان
    ياااا عـصام عبدالحـفـيظ ...أحــوال الصــوفـيين مــواهـب !!!

    يااا عصااام...

    في أمريكا، بلد الغرائب والمصيبات العجيبة، انتبذ فيلسوف معاصر مكاناً بعيداً في الجنوب الأقصى واتخذ له ضيعة وارفة الظلال، وموحية ليغرق في تأملات عميقة يغيب عن نفسه والأغيار... ثم بعد مكابدة لافحة يعود إلى الحياة لينتقر من بين تلاميذه أشدهم ذكاءً وأوفرهم عزيمة؛ ذكوراً وإناثاً، ويجئ بهم إلى معتكفه النائي ويطلب إليهم أن يعيشوا الطلاقة الجامحة...ويستكثروا من الملذات ويصلوا بها حدها.. ثم بعد فترة، وهؤلاء المنتخبون من الجنسين على شئ من الاستشفاف وخفة الروح، بعد فترة وجيزة تكشّف لهم أن ثمة أمراً هو أبعد من غلظة الحس وربقة اللذائذ.. ثم يعودون والفيلسوف يرقب تحولاتهم... يعودون في لطافة من الحس والعرفان يذهل لها بعض أفراد المجتمع الأمريكي.
    وفي إذاعة البيت السوداني أسرني صوت المذيعة النابهة ريهام وهي تقدم حلقة من فضاءات الكتابة حول رواية (مريود) التي أشار كاتبها الكبير الطيب صالح إلى أن كتابته لها كانت عمداً أقرب إلى (واردات الأوقات) عند العارفين... تهبط عليه بعض فصولها وعباراتها دون وعي منه في ليل أو نهار... الطيب صالح يأخذ (الصوفي) في أعماله مكانة كبيرة... ثم هو في مجلة (المجلة) يكتب ذات يوم عن جماعة (الأكبريون) في أسبانيا... وهم مجموعة من المفكرين ضمهم الشيخ الاكبرمحى الدين ابن عربي، وقد عثروا على بعض مخطوطاته، وهم لا علاقة لهم به من ذي قبل وليسوا بمسلمين.
    في أم درمان...في مستوصف النيل الأزرق (حضر) الشيخ أحمد عبد الباقي، ابن الشيخ دفع الله الصايم ديمة وخليفته ووريثه في الهدي المحمدي، حضر الصايم ديمة لعيادة أحد مريديه، التف الناس حول مقدمه... من يعرفه من قبل ومن يراه للوهلة الأولى، من بين الحاضرين أسرة هندية، قام ربها بتحية الشيخ كأنما يعرفه من قديم.. الرجل أحد أعمدة الجالية الهندية وأحد أهم المستوردين ورجال الأعمال في أم درمان... ثم الأيام تمضي والصايم ديمة ماكث في مسيده بين مريديه فإذا بالرجل يدخل عليه بتحية ندية، شفيفة، ويستأذن الشيخ بأن يقبل هديته إلى طلاب القرآن في المسيد، كمية كبيرة من الأغطية تقيهم لفح البرد، ثم يمضي إلى غايته.
    في مطار الخرطوم... عند السحر.. كنت في تغطية واستقبال وفد المسرحيين العرب القادمين من دول شتى، حركة واسعة في المطار وزحمة تضيق بها الصالات.. يحضر إلى الوطن الشيخ سيف الدين أبو العزايم من مصر المؤمنة، يزدحم الناس عنده، وزميلنا المصور التلفزيوني البارع جد المية زيادة دون أن يشعر يصوب عدسة الكاميرا نحوي، والفنانون العرب يحسون بخصوصية الرجل ويسألونني عنه أسئلة كثيرة، عميقة، وفي إجاباتي:
    كنا نلقاه بظهر السوق عطاشاً فيروينا من ماء الكلمات..
    جوعى...فيُطاعمنا من أثمار الحكمة
    وينادمنا بكؤوس الشوق إلى العرس النوراني.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    منشور فى مجلة(اوراق)جديدة
                  

05-29-2007, 02:45 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: محمد عكاشة)

    الأستاذ محمد عكاشة :

    نرفع محبتنا لما تكتُب .
    أنتَ الآن في مقام يحتفي بما تكتُب ،
    ونحتفي جميعنا وننهل من مورد عذب
    نظنه مُرتجى من يُحب ومن يعشق .

    سنعود عليك من بعد أن نتجول برفق
    بين بساتين النص .
    لك الشكر الجزيل
                  

01-20-2007, 03:28 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    أستاذنا الأديب عبد الله الشقليني
    ما أروع تصويرك وما أعمق تناولك
    لقد استوقفني المقطع التالي فحفظته لأنزله كنص مختار ففوجئت بأن د. ياسر قد اختاره أيضا:
    Quote: كتبتَ أنتَ سِفرك الأعظم قبل موعدهم معك اليوم بسنين عددا . إتَزَرت الآن أبيضاً ناصعاً بمحبة أن تَرى خالِقك ، والعيون تَشرب من ضوء نُورك وأنت تصعد عتبات العُلا . أرخت الشمس جفنيها عن المشهد البديع ، فالسماء تُفسح ويتمدد الزمن بين الضُحى و صلاة الجمعة .
    فالقلوب شواهد ..
    دعني أهديك وقرائك الكرام هذه الأبيات ..

    هذه العذراء حبلى باشتداد الطلق تبلى
    الثرى يغدو ثريا والذرى تمتد نخلا
    ثلث ليل من مخاض فجر ميلاد تجلى
    لا تخافى بعدُ وهنا إن وهن الحمل ولى
    لا تخافى سوف يأتى مالئا مثواك عدلا
    مشرقا بالأمن وجها ماحقا بالحب غلا
    حين يأتى ذا محال يستحيل القول فعلا
    حين يأتى سوف يحى كل من قد مات جهلا
    سيد الأكوان حل فيك للأكوان يجلى
    إذ هو القرآن حيا من طوايا النفس يتلى
    اعظم الأسماء فيك الآن طيبى طاب حملا
    ان أمر الله آت لا تكونى الآن عجلى
    لا تخافى فاستواء الشمس يمحو فيك ظلا
    ملتقى بحريك مرقى كل نفس فيك سفلى
    لا تنامى فهو مسك الليل غب الفجر يجلى
    يالها دار علتها أدمة الأصل المعلى
    ياله عرس يلاقى كل مثل فيه مثلا
    أوقدى المصباح ليلا وارقبى بدرا تدلى
    جمـلى الدار انتظارا فهو بالترحاب أولى
    ولتضميه اشتياقا وليقم بالدار أهلا

    عمر

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 01-20-2007, 03:32 PM)

                  

01-20-2007, 04:44 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Omer Abdalla)

    Quote: نَفَذَ القَضاء بما أرَدتَ كأنهُ
    لكَ كُلما أزمَعتَ أمراً أزمَعَا
    أكَلَت مَفَاخِرُكَ المفاخرَ وانْثَنَتْ
    عن شأوِهنّ مَطيُّ وَصفي ظُلَّعا
    وجَرَينَ جَريَ الشمسِ في أفلاكِها
    فقَطَعنَ مَغرِبَها وجُزْنَ المَطلِعا
    وحَلَلتَ من شَرَفِ الفَعالِ مَواضعاً
    لم يَحْلُلِ الثَقَلانِ مِنها مَوضِعا


    أستاذنا عبد الله الشقليني،

    شكراً على الوفاء!! ولايكون وفياً للأحرار، إلإ حر، يفهم في سر الأسرار!!

    هنيئاً لك بمحبة الأستاذ محمود محمد طه!!

    ثق في قولي هذا، فإن غربتك لن تطول، وأنت المثقف الحر، الذي لم يرتض أن يكون من مدعي الثقافة الخنع، من أخناث الرجال!!!

    هنيئاً لك يوم بكيت على الأستاذ بأفراح القلب الصداح، في كل مساء وصباح!!!

    هنيئاً لنا بك، وهنيئاً لك به، وهل في الناس، إلا هو، وهو الحي، الشهيد، القيوم!!!!
                  

01-20-2007, 05:14 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    عزيزنا عمر
    في بستان المعرفة ضاحية مُورقة تحكي كيف كانت سيرته .
    في الجبال شجر ، و في السفوح عُشب وخُضرة .
    الورق يلثُم الندى .
    سعى لربه كدحاً .. فملاقيه بإذن مولى تُطربه كلمات عبد سجد فكره من بعد جوارحه وأزهر .


                  

01-20-2007, 05:19 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)







    إلى صاحب المحبة الصقيلة :
    الأستاذ حيدر

    عندما تمشي الأقدام في بهو حضوره ،
    تُشرق الدُنيا بأنوارها ،
    ويرخي القلب جَفناً ، وتُرفرِف أجنحة الأطياف .
    في ذكراه يتكسر الموج على صفحة بركة معرفة ....
    تبدأ هي ثم لا تنتهي .
    من كأس شرابها ساعة صفاء ... تسكر الأرواح .
    يرنُ على مسمعي صوت الأقداح تنطحُ بعضها ،
    نخب الحضور جُرعة من فِكَر .



                  

01-20-2007, 06:31 PM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الاستاذ عبد الله،

    شكرا لهذا البوست،
    والتحية لروح الشهيد محمود محمد طه.
                  

01-20-2007, 10:42 PM

Moneim Elhoweris
<aMoneim Elhoweris
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Khalid Kodi)


    الأستاذ عبدالله, أعزائى تلاميذ الأستاذ,
    حكى لى عمى المرحوم عثمان الحويرص عن الأستاذ محمود محمد طه والذى زامله بكلية غردون وقد سبق الأستاذ الشهيد عمى فى الدراسة. قال لى لم ار فى حياتى شخصا بذكاء وسماحة وجمال محمود. ولو كان محمودا يريد أن يكون وزيرا أو يصير رأسماليا لفتحت الأبواب له على مصراعيها, لعلمه ومقدراته ونضجه.
    لكنه ذهب مذهبا وركب مركبا صعبا, وأتى للناس بفكر لم يقدروا على فهمه واستيعابه فى زمان الغلو والتطرف والا معقول.
    وواصل عمى بأن محمود الذى يعرف لو خير بين الحياة والتنازل عن ما يعتقد ويؤمن أو الموت, لضحى بالحياة دون تردد.
    هذا السرد كان فى بداية العام 1985 والهوس الدينى فى قمته والقطع والجلد والتشهير ديدن محاكم العدالة الناجزة!!!! بقيادة فؤاد الأمين, والمكاشفى طه الكباشى, والمهلاوى وغيرهم من قضاة السلطان. ومحاكمة الأستاذ المهزلة قائمة, يزكيها ويصفق لها أناس لم يقدروا على مجادلته فكرا فقرروا أن يهزموه قتلا. لكن ما دروا أنه باق بفكره ومواقفه وثباته, وانهم صاروا الى نسيان.
    رحمك الله استاذ محمود يا من سبقت الناس بثاقب فكرك, ووهبت حياتك فى سبيل ما آمنت به, وعزاء موصولا أحبائى تلاميذ الأستاذ محمود.
    عبدالمنعم الحويرص
                  

01-21-2007, 05:23 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Khalid Kodi)




    عزيزنا الأستاذ خالد
    لك التحيات الطيبات وأنت بيننا
    في ذكرى رجل وفكر و موقف .
    التحية له في مثواه ،

    والطيبون للطيبات .. نهجاً ومآلاً
    كما صدَّق الذكر الحكيم
                  

01-23-2007, 03:55 PM

د.محمد حسن
<aد.محمد حسن
تاريخ التسجيل: 09-05-2006
مجموع المشاركات: 15194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    رحم الله الرجل

    فقد كان صديق شخصيا لوالدي

    عليهما رحمة الله جميعا
                  

01-23-2007, 04:37 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: د.محمد حسن)



    عزيزنا دكتور محمد حسن
    تحية لك

    اللهُم ازهر قبريهما بماء يندلق
    من الجنان الموعودة ، يُرطب مرقدهما .
                  

01-21-2007, 05:36 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    عزيزنا الأستاذ مُنعم
    تحية لك

    عزيزنا الأستاذ مُنعم
    نعم الفضل ما تفضلت به

    كأن الشهيد قد تمثل قول أبو المُغيث الحسين بن منصور :

    مَا زِلتُ أطفُو في بِحارِ الهَوَى ... يرفَعنِي المَوجُ و أَنْحَطُّ
    فَتَارةً يَرفعُني مَوجُهــا ... وَ تَارةً أَهْوِي وأَنْغَطُّ
    حَتى إذا صَيَّرني في الهَوَى ... إلى مَكانٍ ما لَهُ شَطُّ
    نَادَيتُ : يا مَنْ لَمْ أَبُحْ باسمِهِ... و لَم أَخُنهُ في الهَوَى قَطُّ

                  

01-21-2007, 06:06 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5443

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ الأستاذ
    عبدالله الشقليني

    التحيّه لكْ و
    لشهيّد الفِكر والكِلمه
    الأستاذ محمود محمد طه.
                  

01-21-2007, 06:25 AM

معتز القريش
<aمعتز القريش
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 11343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Mohamed Adam)

    Quote: الحي، الشهيد، القيوم!!!!


    أستغفر الله العظيم وأتوب إليه...........
                  

01-21-2007, 07:37 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Mohamed Adam)


    العزيز محمد آدم
    تحية لك ،
    وأن تكُن بيننا فهي نعمة

                  

01-21-2007, 07:41 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    بسم الله :

    في اللغة وفي التأويل

    اللغة بحر والتأويل أبحُرا

    منه ما يلي :


    الحي : الحي بفِكره من بعد رحيل جسده
    الشهيد : من فَعيل ، اسم لكل مَن شَهِد أو شَاهد أو استشهَدَ
    القيوم : المُبالِغ في القيام طاعة لمولاه


                  

01-21-2007, 08:52 AM

نادر

تاريخ التسجيل: 11-27-2002
مجموع المشاركات: 3427

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: بسم الله :

    في اللغة وفي التأويل

    اللغة بحر والتأويل أبحُرا

    منه ما يلي :


    الحي : الحي بفِكره من بعد رحيل جسده
    الشهيد : من فَعيل ، اسم لكل مَن شَهِد أو شَاهد أو استشهَدَ
    القيوم : المُبالِغ في القيام طاعة لمولاه
    لمن تشرح يا أستاذ عبد الله ... للعقول الصغيرة المغلقة؟؟ للقلوب والوجوه المظلمة؟؟الأستاذ محمود محمد طه رحل قبل أكثر من إثنان وعشرون عاماً وما يزال فكره حي يؤرق مضجع خصومه، قتلوه ولم يقتلوا فكره الخيّر النيّر، وما زال يهزمهم كل يوم وهاهم يحاولون قتل فكره وإنسانيته ولا يستطيعون ... شكراً جميلاً على هذا البوست الملهم المُريح.
                  

01-21-2007, 09:18 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    العزيز الأستاذ نادر
    تحية طيبة وكثير من الاحترام .

    كتب شاعرٌ :

    بأنْكَ ربيعٌ وغيث مُريع
    وأنْكَ هُناكَ تكُون الثمالا
                  

01-21-2007, 11:05 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    أذكر الآن كما قال الشاعر : جميع الشهداء
    كل من خط اسمه بالدماء

    تذكرت فارس الفكر وتذكرت يوم الجمعة العظيمة في عام خمسة وثمانين وتسعمائة وألف كنت أحلم أن أكتب عن الرجل ، وما كان حينها قلمي سلساً كما هو الآن . كانت نفسي تعتمل الكثير ، ورغبت أن أكتب عن صاحب الإرث الطيب والبشارات . غشتني أمواج من كل جنس ولون ، ومضى الزمان بحاله .
    الآن رفرف طائرٌ خُرافيٌ بأجنحته ، ومن تحت غبار الذاكرة هبط الخاطر مُثقلاً بالحنين . توهج البريق والنور في المشكاة يتخطف الأبصار .

    إنني أحسب مؤسس الفكر ، وقد احترقت روحه منذ القدم بمحبة عظيمة ملكت جوانحه ، وتسامى فكره حتى أنجز ما أنجز . اختلفت الرؤى حول الفكر وصاحبه . سمعت أحد غلاة أعدائه من أهل الظاهر ، وهو يقول أنه عندما يراه ،يرى بصحبته أسداً و يرتعِد خوفاً ، لم يفارقه الخوف إلا بعد أن تبسمل . لقد أراد أن يورد لنا أن الشيطان رصيفه ، وما أفلح . العِصي أيضاً كنا نشهدها لغة العاجزين في ذلك الزمان ، ولم تُفلِح أيضاً .

    رأى أحد قادة أهل الظاهر في السودان أن الرجل قد بدأ سحب البُساط من الحركة ، إذ شرع سيف فكره وراء أهل الظاهر يترصدهم عند كل منعطف ، فقال قائلهم :
    السيف على الحَسم أقدر .

    أيقدر السيف على المنهاج والفِكَر ؟

                  

01-21-2007, 11:12 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    أشعر ابن الفارض :

    آنَسْتُ بالحيِّ ناراً ... ليلاً فبشّرتُ أهلي
    قلت امكثوا فلعلِّي... أجد هداي لعلي
    دنوتُ منها فكانتْ... نار المُكَلَّمِ قبلي
    نوديتُ منها كِفاحاً... ردّوا ليالي وَصلِي
    حتى إذا ما تدانى الميقاتُ... في جمع شملي
    صارت جِبالي دكّا... من هيبة المتجلي

                  

01-21-2007, 12:01 PM

مريم بنت الحسين
<aمريم بنت الحسين
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 7727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ عبدالله الشقليني...
    هكذا نحتفل بالأستاذ محمود.. هكذا نتذكره وان كنا لا ننساه.. شكرا لك على هذه الكتابة الراقية..

    بنت الحسين
                  

01-21-2007, 03:44 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    الأخت مريم بنت الحسين

    شكراً لكِ أن كنتِ معنا هُنا
    إن رسالة كل فكرٍ حُر أن يمشي في أذهان الناس .
    من يحترم الذهن البشري يبُثه الفِكر .
    من لا يعرف لغة الفِكر يصُم آذانه ، ويحرم ذهنه من
    نعمة التفكير ، ثم يذهب ليقتص من الجسد ! .


                  

01-21-2007, 04:44 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي عبد الله الشقليني،

    لك مني المودة والإحترام والسلام..

    بوستك هذا واحة من واحات المنبر.. وأنا لما وجدته فيه لا أريد أن أعيد إليك "كوريتك" فاضية كما يقول أهلنا السودانيون الطيبون.. فأرجو أن تسمح لي بأن أهديك وأهدي زوار بوستك حديث الأستاذ محمود للجمهوريين في يوم 6 فبراير 1983، يعني قبل أربعة أشهر من اعتقاله.. وكان الجمهوريون قد عادوا من مؤتمر للحركة في جامعة الجزيرة وفي بداية الجلسة التي تحدث فيها الأستاذ هنا كان الجمهوريون قد نقلوا انطباعاتهم عن ذلك المؤتمر.. الحديث يستحث فيه الأستاذ الجمهوريين على ضرورة التحلي بالأدب.. الحديث اشتهر "بحديث الأدب".. وقيمته في بوستك هذا تنبع من تعليم السيد المسيح بأن يخرج أحدنا العود من عينه أولا ثم يقول لأخيه أن في عينه قذى.. وهو أحد أوجه الشبه العظيمة بين تعليم الدين الإسلامي فيما قدمه الأستاذ محمود وتعليم السيد المسيح.. هذا التسجيل لم يسبق أن نشر على الناس خارج نطاق الجمهوريين، وأرجو أن يجيء الوقت الذي يتمكن الجمهوريون فيه من التركيز على التعريف بالأستاذ محمود وبأحاديثه ونشرها بين الناس.. [ملحوظة: جبريل المذكور في حديث الأستاذ محمود هو الأخ جبريل محمد الحسن وهو على ما أظن دفعتك في كلية الهندسة..]



    بالضغط هنا:
    http://assaloon.org/audio/aladab.mp3

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 01-30-2007, 00:23 AM)

                  

01-21-2007, 05:35 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)

    اللهم انزل عليه
    ابواب رحمتك وشآبيب مغفرتك
    والسلامة من كل إثم
    والفوز بالجنة والنجاة من النار
    آمين يا إله العالمين
                  

01-22-2007, 03:05 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    عزيزنا الأستاذ ياسر الشريف
    تحية طيبة وسلام .

    نِعم الحديث ما أوردتَ ، فما حاجتنا اليوم لتُراث آداب الشهيد في الحديث .
    سابق عصره وسبقه . أفشى السلام وآدابه ، متتبعاً سنة النبي الكريم .
    انظر معي كيف كانت لُغة الحوار في وجه لغة الاقتصاص من جسد من يُفكر .
    أنظر التاريخ ألف عام ، تجد أدب المتصوفة في وجه آداب الذين يسبحون على سطح المعرفة،
    لهم اليد الطولى ، والمُقلدون كذلك . أما المبدعون فيغطسون مكان النفائس في البحار .


                  

01-22-2007, 03:21 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    عزيزنا عثمان
    سلام عليك

    وأنت بيننا

    يقول الذكر الحكيم :

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ
    وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
    فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ
    إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء94
                  

01-22-2007, 07:41 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    صديقنا الكاتب الشقليني في مقامه السماوي الكاتب:
    قلت:
    [QUOTE]أما أنت يا حبيبنا ( عبد اللطيف ) فستنكِرني قبل صياح الديك ثلاثاً . اللهم اغفر لهم جميعاً . من يَتزود ويرشُف رحيق الحقيقة العِرفاني ، فإنه كادح إلى ربه فملاقيه .


سأعود للتعقيب و قد اعجبني المقطع أعلاه الذي تربط فيه بين سيرة المسيح وسيرة الاستاذ محمود محمد طه.
فعبد اللطيف في سيرة الاستاذ هو بطرس في سيرة المسيح عليه السلام،
والذي أنكر المسيح عليه السلام ثلاث مرات قبل صياح الديك.
محبتي بلا حدود
وما عيدنا عليك،
كل عام ورسمك وحرفك في كامل الابداع والتألق .
ارقد عافية
المشاء
                  

01-22-2007, 07:59 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)

    لم تظهر مداخلتي بالشكل الذي أريده.
    قال حبيبنا الشقليني،في سماء الكتابة:

    أما أنت يا حبيبنا ( عبد اللطيف ) فستنكِرني قبل صياح الديك ثلاثاً . اللهم اغفر لهم جميعاً . من يَتزود ويرشُف رحيق الحقيقة العِرفاني ، فإنه كادح إلى ربه فملاقيه .

    ولي أن أسألك هل من علاقة بين "عبد اللطيف"،
    وبين بطرس الذي خان المسيح قبل صياح الديك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    محبتي

    المشاء
                  

01-22-2007, 10:38 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)

    لا أدري...

    في عالم يضج بالثورات، عقول تشرئب إلى البارسايكولوجي، وتفجير القوى الخفية، في عالم صارت تدرس فيه الاستحالة، وطاقات الخيال، في عالم صارت الافكار المجردة تسجد في العمارة، وفي الأفلام وفي القصص، في عام تشرق شمسه على اختراع، وتقرب عى معجزة...

    في عالم نسخ الماضي والمستقبل، وصارت الجينات تحمل الملامح من جيل لجيل...

    في عالم صارت قوة الفكر تجاري وتبز سرعة الضوء


    في عالم صارت الاحلام جزء من الحياة، وهي الطرف الجميل من الواقع، حيث يتطلع لها...

    في عالم صارت العقول تدرس الشك والحجة

    في عالم.... عظيم، جميل، ينشد حل عبقري، مطلق لاشكالياته

    في عالم تداخلت فيه الفيزياء مع الكمياء مع علم الاجتماع مع علم النفس

    في عالم الغت الحياة فيه الزمان والمكان

    وبالامس رأى الاولياء الحياة كلها، تلكم النبي مع الموتى، واحيا المسيح عاذر، ونفخ الروح في العصافير التي تغرد اليوم حولنا


    في عالم صارت المستقبل جزء من الحاضر، والماضي يستدعى بالتنويم المغناطسي، وبالتداعي الحر، وبالتأمل العميق، القوي الصادق، وبومض من التماعة العقل الباطن القوي

    وصار المستقبل، (هذه الايام المقبلة) ترى بحصافة التحليل، والاستقراء، ومعرفة قوى الدفع التي تسير الكون

    في عالم يفتح قلبه لمشاعر كبرى
    ويفتح ذهنه لأفاق كبرى...

    ومع هذا
    هناك عقول صم بكم عمى،

    شكري استاذي اعتراني هذا الاحساس وانا اقرا لك هذا البوست الجميل، وأنا ارى الاستاذ في هذا الشريط الجميل الغريب


    (مجتمع جديد او الكارثة)...

    إطلاقوا عنان الخافية، والعقل الباطني، ثوروا من جهالة القيود الحسية والمعنية

    الإنسان معجزة

    قالها ابن العربي (وتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر)


    انظر لنفسي، فأجد من الرعونات، ما يكفي لذم الناس، وارى داخلها قوى معطلة،

    يارب اشغلني بعيوبي، وجهلي، واضاعتي لقدرات بداخلي، كبرى، كبرى..

    اللهم اشغلني بعيبي، عن عيوب الناس...
                  

01-22-2007, 09:54 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    حبيبنا في السماء الدُنيا :
    الكاتب : أسامة الخواض


    تحية واحتراماً . نِعم المُلاحظة مُلاحظة الكُتاب ، لا تفوتهم الشوارد .
    قلت لي سيدي :

    ( ولي أن أسألك هل من علاقة بين "عبد اللطيف"،
    وبين بطرس الذي خان المسيح قبل صياح الديك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    محبتي . )

    نعم إن محبتكَ هي السابقة .
    نعود لمن من تلامذة السيد المسيح قد خانه وسلمه ،
    فنجد بناء على نص إنجيل يوحنا (13) أنه هو
    (يهوذا سِمعان الإسخريوطي ) ،وليس(سمعان بُطرس )
    أما سمعان بطرس الذي استعرناه موقفاً وشبهاً وقد أخذ النص
    ( عبد اللطيف ) أن يتمثله في وجه من الوجوه ، بقدر مقاربة النص
    من القص المُقدس في لمحة من اللمحات ، وليس تطابقاً ، ومعلوم لك في تحرُر النصوص من التماثُل أو المُحاكاة .

    نرجع للنص الذي اقتبسنا منه النص :

    من إنجيل يوحنا (13) ـ 21ـ 28 :

    [ لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح و شهد وقال الحقُ الحق أقول لكم إن واحداً منكم سيسلمني . فكان التلاميذ ينظرون بعضهم إلى بعض وهُم محتارون في مَنْ قالَ عنه . وكان مًتكئاً في حِضن يسوع واحدٌ من تلاميذه كان يسوع يُحبه . فأومأ إليه سمعان بُطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذي قال عنه. فاتكأ ذاكَ على صدر يسوع وقال له يا سيد من هُو . أجاب يسوع هُو ذاكَ الذي أغمس أنا اللُقمةَ وأُعطيه. فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطي . فبعد اللقمة دخله الشيطان . فقال له يسوع ما أنتَ تعمله فاعمله بأكثر سرعة . ]

    ونقطف من نفس الإنجيل (13) و (14) ـ 36 ـ 38 :

    [ قال له سمعان بُطرس يا سيد إلى أين تذهب . أجابه يسوع حيثُ أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني ولكنكَ ستتبعني أخيراً . قال له بُطرس يا سيد لماذا لا أقدر أن أتبعك الآن . إني أضع نفسي عَنكَ . أجابه يسوع أتضع نَفسكَ عني . الحقُ الحقُ أقولُ لكِ لا يصيح الديك حتى تُنكرني ثلاث مَرات ]


    أما إن أردنا دراسة مقارنة بين عبد اللطيف وسمعان بُطرس ، فتلك دراسة سنُفرد لها باباً إن حق لنا أن نتناول الاسمين ونُجردهما من الخاص وعلائقه المُتشابكة ، ولا نحرم رؤى الكتُاب إن لم يكن في ذلك تعدٍ على الخصوصية . وسنُحاول أن نؤسس منهاجاً ليدُلف القص من ثُقرات الحياة والقص المُقدس .


                  

01-22-2007, 10:09 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: بسم الله :

    في اللغة وفي التأويل

    اللغة بحر والتأويل أبحُرا

    منه ما يلي :


    الحي : الحي بفِكره من بعد رحيل جسده
    الشهيد : من فَعيل ، اسم لكل مَن شَهِد أو شَاهد أو استشهَدَ
    القيوم : المُبالِغ في القيام طاعة لمولاه



    الشكر لك على انصافنا، يا أستاذ عبد الله.
    أتابع بمحبة واهتمام بالغين.
                  

01-22-2007, 10:01 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    عزيزنا الأستاذ عبدالغني
    تحية واحتراماً

    سنعود لك وقد أطربت أنتَ من يقرأ بالنفائس ،
    تخرُج من بنانك دُرراً . ليتنا بقدر ثقل حديثكَ بيننا .
    لك الشكر الجزيل ..

    وسنعود لك بمحبتنا


    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 01-22-2007, 10:06 PM)

                  

01-22-2007, 10:40 PM

Abu Eltayeb

تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 2200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    عبدالله الشقلينى ,
    ألف تحيه ليك ...
    UP
    مامون
                  

01-23-2007, 03:25 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    عزيزنا أبو الطيب

    نشكُر أن يكون الأحباء معنا هُنا .

    ألف سلام عليكَ وألف تحية .

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 01-23-2007, 03:33 AM)

                  

01-23-2007, 04:36 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي الشقليني كاتبا في سماء الرؤى
    لقدأخطأت في ذكر بطرس،
    و ربما سمعت ذلك من أحد الأخوان،
    لكنني اتحمل مسؤولية الخطأ
    لكن تبقت نقطة مهمة جدا

    ان نصك ينفتح على ما يقول به معظم الجمهوريين اليوم،
    في المقارنة بين صلب المسيح وصلب الاستاذ،
    وما يترتب بعد ذلك على مستقبل الخطاب الجمهوري.
    فقطاع كبير من الجمهوريين ،
    هم في انتظار عودة محمود محمدطه،
    باعتباره المسيح.
    فها نحن نشهد فصلا آخرا من انتظار الغائب.
    وهذا ما يجعل خطاب الاستاذ محمود غير مطور،
    إلا اذا جاء من يطور فكر الاستاذ،
    من خارج الفئة المنتظرة لعودة الاستاذ.ت
    أما المنتظرون لعودة الاستاذ،
    فلن ننتظر منهم تطويرا لهذا الخطاب المهم،
    و الذي ينبع مأزقه في ان الاستاذ محمود ،
    رهن كل خطابه بنهاية التاريخ ،
    أي القرن العشرين،
    كما رهن ذلك بشخصه باعتباره رسول الرسالة الثانيةالأخيرة حسب خطابه.
    سأعود لذلك ،
    وسأواصل عرض مشاهد من فيلم غيبسن عن المسيح
    محبتي لك بلا حدود
    المشاء

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 01-23-2007, 04:48 AM)

                  

01-23-2007, 07:04 AM

أبوبكر حسن خليفة حسن

تاريخ التسجيل: 09-30-2005
مجموع المشاركات: 198

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأستاذ الأديب المهندس الطيب الرقيق عبد الله الشقليني
    صبحك الله بالأنوار ومساك بكمال الصفات ...

    الحقيقة لا تموت وكل ما هو كائن مدفوع إلى كشفها وتجليها في كل حين
    وان بدت اليوم في خفا فهي تكشف سر المحجوبين
    وقد شاءت المشيئة أن تتجلى للعارفين
    ليس لنا غير الإنصات ..والصمت ..والسكون
    عسى أن نكون من المهتدين .
    فإن كلام الحق أشد إضلالا لأقوام وهدى ورحمة للموقنين ..
    وحقا كلماتك يا أستاذي جسدت المشهد في وضوح مبين ..
    فلا مجال للغضب , وليس المقام إلا للرضا وولوج جنة المحبين ..

    رؤياك رؤياي فمن يكون بين قلبينا سوى الله !!

    شوقي إليك بلا حدود......
    أبوبكر
                  

01-23-2007, 10:56 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    عزيزنا الكاتب : أسامة الخواض
    تحية واحتراماً لتناولك النص من زوايا عدة .

    (1) نخُص حديثنا هُنا استفراعكَ موضوع المقاربة بين السيد المسيح في النص المُقدس والأستاذ محمود وبين النص الذي دمج الحَمَلين وما بينهما فيما يُقارب العشرين قرناً بين استشهاد الأول والثاني ، فتقاربت الصور بما يُدهش ، فيثور الذهن من عجائبية ذلك اللقاء بين رجلين بينهما ألفي عام. فالنص هَمسٌ في ذكرى الاستشهاد مُترع بوهج ثقيل على النفس وتلاق لأحداث ساهمت في صناعة ما يشبه التماثُل في الأحداث . راقب معي :
    1. سرعة المُحاكمة في الحدثين .
    2. السوق للقتل في منصة العلن والعامة شهود .
    3. الجمعة العظيمة في الحدثين .
    4. منهج الدعوة المُسالم في الدعوتين .
    5. القتل بدعوى مُخالفة الشريعة .
    6. الفهم المُبدع للعقيدة في وجه الفهم الصمدي للنقل بلا فِكر.
    7. الخُطط الماكرة بليل في تدبير الاغتيال في القص المُقدس وفي قصة محمود وتقاربهما .

    تلك سيدي ملامح تجعل من تتبُع السيرة في الخيال الروائي و استبطان الحدث القديم في القص المُقدس والحدث الجديد الذي شهدنا ميلاده في ثمانينات القرن الماضي أمر لا فكاك منه .
    إن دراما تسلسُل الأحداث من بعد تستدعي الذهن أن يبحث في سرد القص المُقارن الذي ينهل من الدين وتتبُع المفاصل وقراءة الأحداث بوهج كوني ، غير الذي اعتدنا من مُقارنات .

    (2)

    إن المفاهيم في أدب العقائد ونصوصه و ما يتفرَّع من تفاصيل ، وما تترُك من أثر على المُتَّبعين ، حيث يبدأ الأمر من عقلانية الجدل و رصف الفكرة بالأسانيد والرؤى والمنطق ، ثم ما يُحدثه من أثر في نفس المُتلقي إذ أن الممارسة والطقوس والأذكار لها ما لها من قوة التأثير،واستنهاض ( الكاريزما ) من سُباتها ومن ثم تنمو : من قبول الفكر ومبادئ التَفكُر .. إلى أثر المُعلم وطرائقه في الخطاب المقروء أو المسموع . أما نقاء السريرة وارتقاء المُعلم سلُم التعفف من رغائب الحياة التي نحيا ، فتنشأ منها صور ملائكية في أذهان المتتبعين الأثر والسيرة والمنهج وتغشاهُم ما يغشى المُريدين من إزهار المحبة في قلوبهم : من الفكرة أولاً ثم من قائلها ومُبدِع النص المُطوَر في دُنيا الإفهام ، ثم تنفتح أبواب المحبة الكُبرى للإله ومن ثم تندلق جِرار العشق في الدروب التي يَسلُكها المُعلم حتى تصعد شخصه وجسده .

    إن المحبة هُنا سحابة تُظلل النص والأحداث والسيرة وبطلها. ففخامة الرحيل والاستشهاد أمام العلن والوجه البُطولي الشامخ في استقبال الموت والقضية الماكرة التي تم تلفيقها وما لها من دلالات أكثر مما يراه من ينظُر للحدث بلا قلب ينبُض ، فالمحبة جزء أصيل وجزع في شجرة القص . فالخيال يسبح ويُراقب الأحداث مُراقبة الكون بأفلاكه .
    لربما تعجب إن علمت أن الشهيد قد أسرَّ للخاصة من تلامذته قبل اعتقاله الأخير أن استشهاده أمر لا شك فيه !! .وسوف نُراجع نحن الأسانيد التي تدعم ما نقول من تلامذته الأقرب إن تيسر لنا ذلك لمدنا بتفاصيل عجائب الرجل ، واستنارة ذهنه واتقاد بصيرته وبهاء الفكرة التي بها ينطق .

    لقد سبق الشهيد عصره في كل شيء ، أما من كانوا في مثل عُمره فقد جرفهم سيلُ الإتباع و كسل التقليد ، وحفظوا خامة أذهانهم بعيداً عن الفعل الفكري الخلاق .

    ثم نواصل .
    عبد الله الشقليني
    23/01/2007 م

                  

04-18-2007, 09:12 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: لربما تعجب إن علمت أن الشهيد قد أسرَّ للخاصة من تلامذته قبل اعتقاله الأخير أن استشهاده أمر لا شك فيه !! .وسوف نُراجع نحن الأسانيد التي تدعم ما نقول من تلامذته الأقرب إن تيسر لنا ذلك لمدنا بتفاصيل عجائب الرجل ، واستنارة ذهنه واتقاد بصيرته وبهاء الفكرة التي بها ينطق .

    لقد سبق الشهيد عصره في كل شيء ، أما من كانوا في مثل عُمره فقد جرفهم سيلُ الإتباع و كسل التقليد ، وحفظوا خامة أذهانهم بعيداً عن الفعل الفكري الخلاق .

    الاديب الاريب
    عبدالله الشقلينى
    تحياتى فى مقام(الاستاذ) العظيم
    اقرأ مسرورا..
    مودتى وتقديرى
                  

01-23-2007, 11:17 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزنا أبوبكر

    لكَ تحية بعُذوبة الدُنيا عندما تفتح قلبها ، وتُندي أوراق زهرها .
    لقد أعطيتنا من محبتك فوق ما نستحق .
    فقدر المُحب أن يرمي بثقل القول على من توسم فيه الخير .
    نأمل أن نكون كما أحببتنا في مواضع نُحب جميعاً أن نسكُنها .
    ألبستنا حُللاً زاهية بحريرها ، وأطعمتنا خيراً من الفوم والعدس ،
    واستأنست بصُحبتنا ، فكُنا برفقتك إلى دروب الخير نهوي ونَهوى .

    شكراً لكَ بيننا نتسابق على القول اللين المطواع .
                  

01-23-2007, 03:25 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    في ذكرى رحيل الأستاذ / محمود محمد طه

    نقتبس مماقال به الشاعر محمود الوّراق ،
    كأنه قُرط تلألأ ناصعاً :

    إنـي رأيت الصبر خير معوّل .. في النائبات لمن أراد معولا
    ورأيت أسباب القناعة أكدت .. بعُرى الغنى فجعلتها لي معقلا
    فإذا نبا بي منـزل جاوزته .. وجعلت منه غيره لي منــزلا
    وإذا غلا شيء عليَّ تركتــه .. فيكون أرخص ما يكون إذا غلا


                  

01-23-2007, 03:50 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    عزيزنا الأستاذ عبد الغني كرم الله .

    أنتَ تدري من الدُنيا بحوراً من غمام العِلم ، قد عقدتَ على بنانكَ
    كل غور عميق .

    أهلاً بكَ وبمصباح رؤاكَ ، وضوؤك أبلج ،
    وريح المعارف تكاثفت في كلماتك أنهراً في كأس على قبضة يد :

    صدق ابن عربي ، يحسب الإنسان أنه جُرم صغير ، فيه انطوى كونٌ وكونُ .
    لن تسع العُجالة أن نقول إن الكون في مسيرة كواكبه
    وأنجمه رحلة تُراقب فيها الأكوان أحوالنا ، تؤثر وتتأثر .
    فعوالم الأنفس كعوالم الموج عندما ينقاد صريحاً مع محبة القمر ،
    وهو لُجة تمور أكبادها بطحنٍ وطحين لا نعرف إلا بعضه ،
    فما بال أنفُسنا حين تتأمل الكون ، وهي شفافة التوق والمعاني !
    من تأمل .. أمسكَ بالخطوة الأولى من السباحة لمعرفة النفس ،
    أمواجها وبحورها ، وعوالمها . فدُنيا الصفاء دُنيا خيوطها من نور ،
    وأرديتها نورانية مُشرقة .

    صدق من قال تأمل ، فإن المعرفة تلج من لحظة صفاء ،
    تجتمع فيها العجائب . من الأبيض تتشقق الألوان قُزحية نضاحة بالهوى ،
    فالضوء في إشراقه يهل ،
    والنفس في إشراقها تهل وتُبدع .

    شكراً لنفائسكَ .. دُرر تُرصّع اللغة .

                  

01-24-2007, 03:20 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    للتاريخ :

    في الثامن عشر من يناير 1985 م رحل
    الشهيد محمود محمد طه

    وفي الثامن عشر من نوفمبر 1986 م أصدرت المحكمة العليا السودانية حكمها ببطلان أحكام محكمة
    ( الطوارئ ) ! ، ثم محكمة الاستئناف وفق الزعم ، بحق الشهيد ،
    وأعلنت منظمة حقوق الإنسان فيما بعد يوم 18 يناير يوماً لحقوق الإنسان العربي .

                  

01-24-2007, 04:41 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    عزيزي الأستاذ عبد الله
    وجدت هذه القصيدة في أضابير هذا المنبر فشعرت أنها تستحق أن تكون هنا في هذا الخيط المضيء

    الي العارف بالله الأستاذ محمود محمد طه

    د. معتصم محمد سيد أحمد (القاضي)

    يا صاحب الطوفان هذا شرعهم** من لم يكن منهم يكن زنديقا
    مصوا دماء الشعب فهى قصورهم** طالت علوا شاهقا و سحيقا
    آتاك ربي العلم فكرا صادقا ** فبخلق أهل الحق كنت خليقا
    لم يسمعوك و لم يعوا ما قلته ** بل زوروه و كذبوا تلفيقا
    جعلوا أكفهم على آذآنهم ** و أتوا بران بالقلوب لصيقا
    لبسوا لباس الدين للدنيا هوى** ورأوا بصدقك عا ئقا ومعيقا
    فتدبروا أمرا فنضح اناؤهم ** وأتوا عليك بحكمهم تطويقا
    ودوا لو أنك ساجدا مستشفعا ** فيباد جمعك كله تفريقا
    فجهرت قول الحق في قاعاتهم ** بهت القضاة مشيرهم و فريقا
    لا خوف لا طمع بقلبك سيدا ** متعبدا حرا فصرت طليقا
    فكشفت عن حوض المعارف حجبها ** و سلكت درب العارفين طريقا
    ترجو الاله وسالك في دربه ** فدنوت من قوسين كنت مطيقا
    حسبوك من حبل المشانق جازعا ** فشددته لله أنت وثيقا
    حشروا فنادوا تلك أبشع موتة ** وكذا سيذهب فاسقا هرطيقا
    سترون نعلا طائشا من محدث ** عاض لسانا بارزا و مريقا
    ناداك ربك عندها من تحتهم ** أن الق حبلك غالبا صديقا
    فوقفت بالوادي المقدس في تقى ** رجلا نقيا طاهرا و أنيقا
    و خلعت نعلك للاله تأدبا ** و مشيت نحو الله أنت رفيقا
    ما زاغ بصرك في المنصة ما طغى ** هي سدرة للمنتهى تصديقا
    جاء التجلي عندها في نوره ** وكساك ثغرا باسما ورقيقا
    فصعدت في المعراج لطفا رائعا ** وذهبت اسراء له تحليقا
    وأتاك كوثرا عابقا في مسكه ** وسقاك مختوما صفا و رحيقا
    و الروح كانت في المقام بقربه ** و مقام محمود كفى تشويقا


    عمر
                  

01-24-2007, 04:13 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)





    عزيزنا عمر عبدالله
    تحية وسلاما .
    نعمَ لُغة الشِعر ... والشاعر

    و نُهديك نحنُ :

    كأنني أُبصره يدنو في خلوة التذكار من ذكرى بعيدة الملامح .
    كان الطيف يُداعبه كالحُلم وهو يُناجي ربه خاشع ، مملوء بخِشية الرحمن .
    قال خاطرٌ :

    ـ أتذكُر مولاكَ ؟

    استحضر ( الحبيب ) الحي قبل رحيله أبياتٍ قالها أبو الحسين قبل أكثر من ألف عام
    فقال في هَمسٍ :

    ـ أ يا ربي إني لكَ مُبصرٌ بقلبي ، وجسدي إليك يتوق ..

    ثم ذكر الأبيات ( من البسيط ) :

    ما إن ذَكرتُكَ إلا هَمَّ يَقتُلُني .. ذكرِي ، وَ سَّري و قَلبي عندَ ذِكرَاكا
    حَتي كأنَّ رَقيباً مِنكَ يَهتُفُ بي .. إياكَ ، إياكَ والتَّذكارَ إيَّاكا
    ما تَرى الحَقَّ قَد لا حت شَوَاهِدُهُ .. وَ وَاصَلَ الكُلُّ مِنْ مَعنَاهُ مَعنَاكا
    و حقٌ ما منكَ يُضنيني ويُنعِشني .. لأبكِينَكَ أو أحظى بلُقياكا




    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 01-24-2007, 04:16 PM)

                  

01-25-2007, 03:36 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    قلتُ لنفسي :

    (1)

    أكان هُو صوفياً ، ولج دُنياها من مدخل أكرم المولى به الفِكر ، فتَفَكر ؟
    سأل نفسه :
    ـ ألهذا الكون الذي نحيا ، ألهذا الكتاب الذي نقرأ وجه آخر لم نرَ ؟

    كانت الدُنيا مُكابدة على الصبر ، ونعيماً لمن وهب روحه في لحظة صفاء لربه .
    كثيرون منا يُطيعون الأوامر ... ولا يدخلون العقيدة من مدخل محبة وعِشق .
    بدءً من التفكر ثم بدأت المحبة ناهضة في القلب كزهرة تزدهي بجمالها ،
    وتلبس رياش الجمال وتتبختر ...

                  

01-25-2007, 04:29 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي الكاتب:
    الشقليني
    عندما أوردت مثال "عبداللطيف"،
    كنت أرمي الى أن أقول انك تنساق الى ما يقول به الجمهوريون حول ان المسيح هو محمود محمد طه،
    وأنهم الآن في انتظار عودته،
    لهم ان يقولوا بذلك ،
    لكن أحببت ان أقول أنك بكلامك حول عبد
    Quote: اللطيف الجمهوري،

    تؤكد ما توافق عليه الجمهوريون من المؤمنين بأن الاستاذ هو المسيح
    و الأن يتحدثون عن عودة الاستاذ،
    باعتباره المسيح،
    وهي صورة من صور الخطاب الشيعي في انتظار الامام الغائب
    في حالة الشيعة فان الامام قد اختفى ،
    وفي حالة بعض من الجمهوريين،
    فان الاستاذ سيعود في مقام المسيح ،
    في نهاية الحياة الأولى
    وهذا تأويل لم يقل به الاستاذ أبدا في خطابه،
    و انما هذا تأويل التأويل
    وسأعود
    المشاء
                  

01-25-2007, 11:10 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    عزيزنا الكاتب : أسامة الخواض

    ( في أمر رؤى النص )
    نعود مجدداً لرؤى النص ونقرأه قراءة متوازنة بعد أن تم إيضاح كيف تقابل الحَملَين الأول منذ ألفي عام والثاني في ثمانينات القرن الماضي :

    (1)

    إن نص ( محمود محمد طه في رؤى الأحلام ) قد قطف من أوجه الشبه بين الرجُلين ، وأكمل قُرص الحدث في الرؤى واكتملت استدارته . فأمر التناظر والتقابل في خواطر الكتابة مشروع فالخيال قبةٌ مفتوحة بلا حدود . وإنه لمن المُنصف أن تكن سيرة السيد المسيح وطرائق التشبيه ومُلامسته لأحداث استشهاد محمود وجه من وجوه القراءة الأخرى لمؤسسي الحياة الدينية : كيف يقرأ الجميع الكون بأحداثه وكيف يربط المرء ذلك الماضي بسلسلة من حلقات تبقى جواهراً في تاريخ الشخوص الذين ارتبطوا بالأديان ، وبثوا النهج وامتثلوا لقيادة الآخرين نهجاً ومسلكا .

    (2)

    يمكننا إن تركنا النص الذي كتبناه ، وقرأنا شخص السيد المسيح من خلال سيرة النصوص الدينية المسيحية لوجدناه يقول :

    ـ ما لقيصر لقيصر وما لله لله .

    أما الأستاذ محمود فقد ذكر أمام الحكمة الغريبة التي أقيمت له ، أنه شكر القضاء الواقف وقال أنه ليس في حاجة لدفاع . وذكر أنه لن يتعامل مع المحكمة أو قضاتها لأنهم ضَعُفوا أخلاقياً واستعملتهم السلطة التنفيذية رغبة في إذلال الشعب و رغبة أن تسوقه للاستكانة .

    سيدي أسامة
    سترى عندها كم اختلفت رؤى السيد المسيح عن رؤى الأستاذ محمود ، وكيف أن الأخير قد حمل في تجديد النظر في الدين إلى كشف ألاعيب السلطة التنفيذية ، وأغراضها الماكرة . بل تعدى ذلك حين أبان الأستاذ رأيه شمساً مُشرقة حين تدخل في شأن القيصر ، و حين استعمل القيصر سلاح أهل الإتباع في العقائد للنيل من خصومه و المُعارضين السياسيين ، وأشرع الجميع سيوف الاستئصال في وجه الفكر والرأي الحُر و أصحاب الاحتجاج المُسالم .
    نهض الراحل مُتألقاً وكسر كبرياء القتلة الذين تخفوا من وراء القرون وظهروا ساعة غفوة ، ومرغ أنوفهم في التُراب. كان محمود ولم يزل غريباً على مُجتمعه ومُتفرداً سابقاً عصره في المُجاهرة بالخلاف الفكري و قراءة الدين بعين العقل والمنطق ، وإعمال الفكر بنظرته المُتأنية الفاحصة للأثر . بل أضاف نصراً جديداً على مكر السياسة بفضحها في عقر دارها ، وإجبار الضِعاف من أهل الإتباع الذين ترصدوا نحر الجسد رغبة في إماتة الفكرة .

    لقد استنجد قضاة ( الطوارئ ) بفتوى قديمة منذ أواخر الستينات وردت من غُلاة أهل الإتباع في تكفير الأستاذ واستعملوها ليُبينوا للسلطة التنفيذية أن زمان استتابة ( الثلاثة أيام ) قد نفدت منذ سنين ، وعلى سلطة التوقيع الختم على أمرهم ، وظنوا ظنون الخيبة أن الرجل سيستأنِف قرار المحكمة ويتسول روحه عند الأذلاء وهم يرتدون لباس القضاء أو ينتظر عطفاً من ذي سلطان ، فارتد الكيد عليهم خُسرانا مبينا.
    صفعهم البطل منذ بدء المُحاكمة المزعومة ، وقفل القضية ببيان ناصع ، وحديث قاطع بقوةٍ حفرت صورتها الذاكرة وتم توثيقها صوتاً وصورة ، و نفس تصالحت مع العقيدة والنهج والمسلك والناس . ارتفع الرجل برحيله نجماً ساطعاً وهبط الماكرين بالخيبة أسفل سافلين ،ترصدهم الذلة والمسكنة عند كل منعطف .
    ما أسهل التكفير عند من لا يُجاهد فكره .

    أما حديثك عن الغيبة والعودة وتأويل التأويل فسنعود من بعد ونواصل .

    عبدا لله الشقليني
    25/01/2007 م

                  

01-26-2007, 00:22 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    فوق...
                  

01-27-2007, 07:14 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)


    حبيبنا الأستاذ ياسر .

    يسُرنامتابعتك لما نكتُب ،
    ونأمل إضافة الجديد .
                  

01-27-2007, 06:37 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    عزيزنا الكاتب : أسامة الخواض .

    في أنموذج الحلاج و مصير يُشابه مصير السيد المسيح :
    إن المُتتبع لسيرة السيد المسيح في كُتب الرسل ( الحواريين ) يجدها بؤرة إلهام للسابحين في أعماق العقائد ، وما تُحدثه من فتوحات واستقرار ومُصالحة مع الأنفس للمُجددين في النظر إلى لُب الدين لا قشوره .
    وقد نهض أصحاب الظاهر ونَقَلة النصوص بسيوفهم منذ تاريخ بعيد لاستئصال
    الأجساد ظناً أنها تُقضي على الفكرة ! .
    عندما قدم أبو المغيث الحسين بن منصور الحلاج من رحلتيه إلى الهند والصين ، وما اكتسب فيهما من معارف في تمارين الصفاء وتدجين الجسد والصبر على علوم التصوف في الشرق ، وأعمل فيها ذهنه الخلاق في نقل روح وآليات ومناهج المتصوفة من ديانات الشرق إلى الديانة الإسلامية ، وكان يرى أن نهج الإصلاح يبدأ بالنفس . ولا يتم ذلك إلا وفق لُغته كما أورد :

    ( لا يتم الإصلاح إلا باستهلاك ناسوتية الإنسان في لاهوتيّة الله )

    لقد كانت لمناهج الحلاج وكتبه وأسفاره وخطابه المُعلن الكثير الذي يُنبه للعلاقة بين قصة السيد المسيح وإلهامها و قصة ( الحلاج ) ، كان يقول مثلاً :

    ( أيها الناس إن الله يُحدَّثُ الخلق تلطُفاً فيتجلى لهم ، ثم يستتر عنهم تربيةً لهم ، فلولا تجليه لكفروا جملة ، ولولا سِتره لفُتِنُوا جميعاً . )

    لقد أورد الدكتور سعدي ضناوي في سفره ( ديوان الحلاج ) أن كان الحلاج ثائراً على ثوابت النَقَلة من أهل الظاهر ، وقد رأى فقيه بغداد في عهد الخليفة المُقتدر العباسي ( محمد بن داود قاضي بغداد ) أن الحب الإلهي هرطقة ، رغم أن القاضي الشافعي
    ( أبا العباس بن سريج ) الذي كان مُطلعاً على فكر المتصوفة رفض إدانته وقال عنه ( إنه رجل خفيت عني حاله وما أقول فيه شيئاً )
    لقد تلاقت نظرته للاستشهاد من وحي قصة السيد المسيح حين أشعَر :

    ( على دين الصليب يكون موتي .. ولا البطحا أُريد ولا المدينة )

    لقد كتب الحلاج أسفاره التي فاقت نيف وأربعين ، إضافة لطواسينه وديوان شعره ، وعند نهوض حركة الزنج والقرامطة وتوافقت مع ميول الحلاج الثورية ، وتلاقت مع توجهات العلويين وسعيهم إلى استلام السلطة . خشي العباسيون جانب الحلاج وقرروا التخلص منه . ساقوه إلى الصلب وضُرب ألف سوط ثم قطعت يديه ورجليه ثم ضُرب عنقه وأحرقت جثته ، ولما صار رماداً أُلقي في دجلة . كان ذلك عام 922 م ،
    وتلك القصة أنموذجاً صارخاً يوضح العلاقة بين الشهيدين ، ويمكننا سوق أسس الدعوة السلمية ، والتجديد ، والبطولة والاستشهاد والصلب والقتل في ساحة العلن للمقارنة .

    إن الصراع بين النَقَلة للنصوص وبين المجددين لم يزل منذ سالف العصور وإلى تاريخ اليوم : القتلة من أهل الظاهر ومن الذين يدعمون السلطان ، والضحايا من المُعارضين بفكرهم .

                  

01-27-2007, 07:08 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    كاتبنا في سماء الرؤى:
    الشقليني
    أبدأ بالقول :
    Quote: شكّار نفسو ابليس

    وهي مقدمة مهمة في ثقافة مثل ثقافتنا،
    و التي -للاسف غير الشديد،
    لا تحترم الانجاز الفردي ،
    وصوت الفرد،
    وهو ما حاول الاستاذ محمود ان يدعو اليه ويؤسسه عبر حديثه عن الانسان الكامل،
    وعن الشرائع الفردية،
    وعن الحرية في المجتمع بشكل عام.
    قلت بتلك المقدمة لكي أرجح ان كليماتي ،
    ان كان لها من فائدة،
    فانها جعلتك تستطرد استطرادات،
    تكشف البنية المعرفية العميقة التي رفدت نصك الابداعي عن الاستاذ محمود.
    و طبعا نحن نطمع في المزيد من تلك الاستطرادات النافعة لنا جميعا في صحراء وجودناالفردي و الجمعي معا.
    لنا أن نشير إلى تراوح خطاب الاستاذ محمود بين العقلي و اللاعقلاني،
    في حدود فهم كل منا .
    ولذلك نقول ان العودة ،
    و غيرها من المقولات،
    هي تجميد لخطاب الاستاذ الذي حاول ان يجسر الفجوة بين الاسلام وحداثة عصر التنوير،
    وفيها اشارة واضحة لنهاية العالم قريبا.
    و من ثم يبقى خطاب الاستاذ في علاقته بالعالم المعاصر متاحا للجميع الذين يحاولون نهج طريقه في تجسير الهوة بين الاسلام و العالم المعاصر في تجلياته المعقدة المركبة.
    محبتي يا شقليني،
    بلا "قيف".
    المشاء
                  

01-27-2007, 02:37 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    عزيزنا الكاتب : أسامة الخواض
    تحية واحتراماً ،

    لقد توسمت إبداعاً فيما نكتُب ، وغسلت رأيك بمحبة نأمل أن نكونَ بقَدر ثِقل أحمالها .

    للأحباء القُراء والمشاركين الحوار تحية واحتراماً .

    نورد إضاءة تمنحنا قدراً من الأمل في تتبُع هذا الخيط والمأزق التاريخي
    الذي لم تزل مُجتمعاتنا تراوح مكانها فيه ، من ثِقل ما وُضع على أظهُرها
    من ممنوعات . نقدم القُطوف كما هي :

    (1)

    نعود لما تفضل به الكاتب الخواض دون تعليق :

    [ ( شكار نفسه إبليس )
    وهي مقدمة مهمة في ثقافة مثل ثقافتنا،
    و التي -للأسف غير الشديد،
    لا تحترم الإنجاز الفردي ،
    وصوت الفرد،
    وهو ما حاول الأستاذ محمود أن يدعو إليه ويؤسسه عبر حديثه عن الإنسان الكامل،
    وعن الشرائع الفردية،وعن الحرية في المجتمع بشكل عام.
    قلت بتلك المقدمة لكي أرجح ان كليماتي ،
    ان كان لها من فائدة،
    فانها جعلتك تستطرد استطرادات،
    تكشف البنية المعرفية العميقة التي رفدت نصك الابداعي عن الاستاذ محمود.
    و طبعا نحن نطمع في المزيد من تلك الاستطرادات النافعة لنا جميعا في صحراء وجودناالفردي و الجمعي معا.
    لنا أن نشير إلى تراوح خطاب الاستاذ محمود بين العقلي و اللاعقلاني،
    في حدود فهم كل منا .
    ولذلك نقول ان العودة ،
    و غيرها من المقولات،
    هي تجميد لخطاب الاستاذ الذي حاول ان يجسر الفجوة بين الاسلام وحداثة عصر التنوير،
    وفيها اشارة واضحة لنهاية العالم قريبا.
    و من ثم يبقى خطاب الاستاذ في علاقته بالعالم المعاصر متاحا للجميع الذين يحاولون نهج طريقه في تجسير الهوة بين الاسلام و العالم المعاصر في تجلياته المعقدة المركبة.
    ]

    (2)

    ونورد نصاً منقولاً من ملخص لمحاضرة ألقاها الشاعر السوري أدونيس في الجامعة الأمريكية في القاهرة قبل أكثر من عام ، وقد لخصتها صحيفة البيان الإماراتية بتاريخ 5/12/2005 م .
    نقطُف من المُلخص رؤى أدونيس حول محاور تصب فيما أثاره الكاتب أسامة الخواض أعلاه ، وما وصف به أدونيس ما نقول عنهم نحنُ : ( النَقَلة وحاملي سيوف النفي ) ، وهي إضاءة تُثري الحوار ، وتفضح الأزمة التي نُعانيها ولم نزل حتى تاريخه .

    أليكُم القطف :

    [ وأوضح أنه لا ينظر إلى النص الديني في ذاته بل في تأويله وأن مصطلح النص الديني يعني التأويل الساكن والممارسة القائمة على هذا التأويل ولا أعني النص الديني في ذاته . قائلاً أن النص الديني تم تأويله تأويلاً سياسياً سلطوياً نتجت عنه ثقافة النفي والإلغاء والتكفير بصورة تؤدي إلى انفصال العرب عن العالم وعن أنفسهم وعن الحياة ، فعندما أنفي إنساناً فهذا يعني أنني أنفي نفسي .
    وقال أنه باسم النص الديني يتم تدمير العقل والذين يكفرون غيرهم يكفرون بإرادة الله ، فهم يعطون أنفسهم حقوقاً لم يعطها الله لأنبيائه :

    ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )

    وأشار إلى أن ما وصفه بثقافة التكفير أدت تاريخياً إلى ثقافة الامتناع عن التفكير . ثقافة الاجتناب . المفارقة في النص الديني أنه منخرط في الحياة ويرفض قوانينها .. يقود الحياة فيما يعرقلها … حامل الحقيقة هو الإنسان لا النص . ]

    [ يُعلمنا الموروث الديني وبخاصة الإسلامي أن القائل برأيه مخطئ وإن أصاب ، لا معرفة في الدين إلا بالنقل .. النقل آلة حاضرة بلا حضور .
    وأشار إلى انعدام الذاتية في المجتمع العربي ـ الإسلامي يكمن في النص واللغة ويؤدي إلى الاتباعية التي لا تعرف عذاب الأسئلة . ليس أمامها ( الاتباعية ) غير طمأنينة اليقين . لا نجد في هذه الثقافة الدينية مجالاً للذاتية الفردية ذائبة في الجماعة ـ الأمة . ]

    انتهى القطف من ملخص محاضرة أدونيس

    (3)

    ليتقبل صديقنا الكاتب : أسامة الخواض الكثير من الشُكر والامتنان لما تفضل به من أسئلة ومحاور تُثري الكتابة هُنا والشكر للجميع .


    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 01-27-2007, 02:44 PM)

                  

01-27-2007, 03:58 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    ويضيف المُلخص الذي أوردته البيان الإماراتية عن محاضرة أدونيس قوله :



    [ ( التأويل الوحداني والتأويل السلفي للنص الديني …هذا يؤدي إلى انمحاء الذاتية في الجماعة ـ الأمة ) ، مشيراً إلى أن التاريخ العربي شهد محاولات لاختراق هذين المحبسين على أيدي بعض الشعراء والمتصوفة حيث يرى أن التصوف أعمق ثورة فكرية في تاريخ الإسلام . ]




                  

01-27-2007, 06:23 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    فوق!
                  

01-27-2007, 09:09 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزنا الأستاذ حيدر بدوي

    تتقصى خُطانا على الدروب ،
    تقرأ وترفع ما نكتُب إلى الأبصار القارئة .

    شكراَ لك ..
    ودُم معنا
                  

01-28-2007, 01:33 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأحباء هنا
    سنعود على مَهل .
                  

01-28-2007, 04:54 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)




    عندما تم تحويل الحكم على الشهيد محمود في يناير 1985
    من معارضة السلطة وإثارة الكراهية إلى اتهام بالردة ،طفحت
    الأجندة الدموية للخصوم التقليديين ، الذين استغلوا وجودهم
    تحت مظلة السلطان للاقتصاص من فكر ظل يؤرقهم منذ زمان .

    * * *

    بين كلمتي :
    التفكير

    والتكفير : ـ


    نعود للعلاقة اللغوية بين ( التفكير ) و( التكفير ) في اللغة والمعاجم
    ونقتطف ما يفيد الدراسة .

    في الفكر : ـ

    تفكَّر في الأمر : افتكر .
    التفكير : إعمال العقل في مشكلة للتوصل لحلها .
    الفِكَرُ : إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة مجهول .
    وليس لي في الأمر فِكَر : نظر ورويَّة .
    الفِكرَة : الصورة الذهنية .

    أما في الكفر : ـ

    الكُفْر : الجحود

    كَفَرَ الرجل : لم يؤمن بالوحدانية .
    أو النبوءة أو الشريعة أو بثلاثتها .
    الكفارة : ما يستغفر به الآثم من صدقة وصوم ونحوه .
    كَفَّرَ لسيده : انحنى ووضع يده على صدره وطأطأ رأسه
    كالركوع تعظيماً له .
    الكَفْرُ : ظلمة الليل وشدة اسوداده .

    الفَكَرُ : يقال ليس لي في الأمر فَكَر .
                  

01-28-2007, 06:28 PM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    استاذ الشقليني وضيوفه الكرام تحيه طيبه
    شكرا لهذا الزخم اللغوي والمعرفي في ذكري شهيد الفكر العارف بربه محمود محمد طه
                  

01-28-2007, 10:15 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ عبد الله.. تحية طيبة

    أرجو أن تسمح لي بإضافة هذا الرابط..

    الفكرة الجمهورية انتصرت في يوم الاستشهاد.. وسيظهر نورها في يوم ما..

    واسمح لي أن أضع هذه الرؤيا المنامية لشابة سودانية ليست جمهورية طبعا وسأحجب إسمها لأنها لم تكتب في منبر عام وإنما في البريد الداخلي لموقع الفكرة ولن أغير من كلماتها شيئا سوى تصحيح بعض الأخطاء الطباعية:


    Quote: التاريخ: 04/12/2006
    من: م. ع.
    الموضوع: مجرد حلم جميل اود ان اشرككم فيه
    أمعنت النظر لاتاكد من أنه هو .. نعم هو....يجلس على (العنقريب) يرتدى (جلابية دمورية )وينتعل (مركوب) ويلف العمة
    لم اصدق وركضت نحو باب الغرفة كان جالسا يتأمل في المكتبة القديمة ناديته: محمود ثم استدركت الباشمهندس محمود .نظر الى بوجهه الودود الباسم (حبابك) أمسكت بيده مصافحة (سعيدة إنا بلقائك ) ابتسم ولم يجب
    تشبثت باللحظة العمر.. هذا الذي امامى بزهده وبساطته هو القائد والمفكر الذى تخرج من جامعة الخرطوم فى وقت كانت فيه حلم مستحيل عاش عمرا حافلا بالنضال والعطاء كان بيته المتواضع قبلة لكل محتاج أو مريد اما اكله هو وشربه فكان مما يتبقى.
    قال لى جدى مرة ان النميرى (الله يلعنه )قتل محمود حينما كان عمرة 72عام وبعد 72 يوم خرج من الحكم ....ٍ
    سبحان الله اردف قائلا بعد صمت
    الالاف الكلمات وسيل من الاسئلة داهمنى لم استطع ترتيب جملة واحدة فوقفت صامتة انظر اليه انظر الى رجل يبهرنى اسلوبه وفكره المتحرر وحتى موته ...........
    موته؟
    هل انا حية ام ميتة ؟
    يقول ابيقور (انه ليس للموت وجود بالقياس الينا لانه طالما كنا احياء فليس ثمة موت وبمجرد مايوجد الموت فاننا لن نكون احياء)
    ان محاولة تفسير مالايفسر ارهقتنى ,امرنى ابى ان احضر كوبا من الماء للباشمهندس فركضت هاربة من خوفى( لكن لماذا نخشى الموت ؟اليست حياتنا ملئية بتجارب الموت ؟ نختبره حين نودع شبابنا ,وحين نغادر بعض الامكنة الى ما غير رجعة ,وحينما نصطدم بالغياب والخسارة والفقدان وحياتنا نفسها اليست دفن مستمر لاجزاء من ماض وتجارب عشناها)
    امى تتحدث لصافى (الموت من الحياة مامعروفة احسن تتعلموا غسل الميت )عدت احمل كوب الماء وضعته دون ان اتكلم قال لابى (ياع. ماتجيب ليك ولد لى كبرك)...... الاولادعزوة يردف
    كان صوته يأتينى من اغوار سحيقة دافئا عميقا يشبة الحياة ,هذا الرجل خالد رغم موته وانا ميتة رغم حياتى
    يبتسم ابى ويقول( بعد العمر ده كلو )
    نبهنى صوتة وهو يكررها بصوت غاضب ومزعج انها العاشرة صباحا
    تسللت يدى تحت وسادتى اخرجت الرسالة الثانية من الاسلام للاستاذ كانت صورتة تزين آخر صفحات الكتاب كما رايته تماما باسما ودودا يرتدى جلابية دمورية وينتعل مركوب ويلف العمة
    م. ع. ل.ِ
                  

01-29-2007, 09:56 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)

    عزيزنا الأستاذ ياسر الشريف
    تحية طيبة واحتراماً

    تجلُب لنا أنتَ النفائس ، وترفد خيط المعرفة وطريق الأستاذ
    ومعرفة نهجه في تتبُع ما كتبَ و ما كُتِبَ عنه .
    وإن الرؤى التي نقلتها لنا بيضاء نقية من أثر المحبة .
    شكراً لكَ وللتي كتبت ، فالمحبة تأتي أيضاً كفاحاً .
                  

01-29-2007, 05:12 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    شكرا صديقنا الشقليني على كلماتك.
    و سأحاول أن أعود بمداخلة مختصرة حول تاريخ المسيح السوداني.

    من الواضح ان مداخلتي لن تستند على الاحلام والروئ،
    و انما على الدروب المتشعبة التي يفتحها خطاب الاستاذ للقارئ.
    و ارجو ان يتواصل هذا الفيض الابداعي.
    المشاء
                  

01-29-2007, 07:47 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأعزاء والعزيزات
    يحاول الشقليني ان يقرأ الاستاذ محمود من منظوره،
    وهو ما يحيلنا الى سؤال أساس ،
    بعيدا عن الاحتفالية،
    ما ذا تبقى من خطاب الاستاذ محمود؟
    و أرى ان الاجابة ستكون اجابات.
    علينا ان نحفر قدر استطاعتنا في الظروف التي شكلت خطاب الاستاذ.
    وفي الحوار التالي مع الاستاذ محمود ،
    نكتشف ان هنالك انبياء كثر في تلك الفترة الخمسينية.
    وفي الحوار نجد أن الاستاذ محمود بنى فكرته منذ تلك الفترة ،
    باعتباره نبيا و أنه المسيح.
    نحيلكم الى حوار مع الاستاذ محمود ،
    نقلا عن الفكرة دوت اورق:
    *****************
    ساعة مع الأستاذ محمود محمد طه
    رئيس الحزب الجمهوري سابقا

    أجرى الحوار - صالح بان النقا - 29-3-1951
    (س): يعتقد العم خاطر أنه نبي ورسول ، وأن الآيات القرآنية لا تؤكد عدم وجود الأنبياء بعد محمد كما أنه يعتقد أنك نبي ، وفي كلا الاعتقادين لدينا شك وشكوك.
    (ج): لا نبي بعد محمد من لدن بعثه إلى قيام الساعة. ليس في هذا إشكال ولا خلاف لأن النص في القرآن صريح ولكن الإشكال في أمر الساعة ، وذلك بأن الساعة ساعتان: ساعة يبدأ بها "يوم الله في الأرض" وساعة يبدأ بها "يوم الله في السماء".
    أما يوم الله في الأرض فذلك حين تبلغ الإنسانية الكمال وهي في إطارها الأرضي من اللحم والدم فتملأ الأرض عدلا وحرية ومحبة بين الناس وقد أرسل الله جميع الرسل من لدن آدم والي محمد ليعدوا حياة الأحياء لهذا اليوم العظيم بتعليم الناس الأخلاق التي تستقيم مع معاني العدل والحرية والمحبة، وحين قال الصادق الأمين "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" إنما أشار إلى هذا الإعداد الخاص الذي اشترك فيه جميع الرسل وحين قال "كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا" إنما أشار إلى هذا اليوم "يوم الله في الأرض" واليه الإشارة أيضا في القرآن الكريم حين قال عن لسان المصطفين فيه "وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين" تلك (جنة الله في الأرض) في "يوم الله في الأرض" فإذا ابتدأ هذا اليوم فقد ابتدأت الساعة التي بها نهاية توقيت ختم النبوة بمحمد وجاء وقت المبعوث الذي بشر به محمد والرسل من قبله وهو عيسي ومع عيسي يبعث جميع الأنبياء والصديقين والأولياء كأصحاب له .. في هذا اليوم يصح أن تكون هناك نبوة لا بمعني وحي محسوس يجيء به الملك كما كان الشأن بين محمد وجبريل فإن ذلك قد إنقطع باستقرار القرآن بالأرض ولكن بمعني إلقاء رحماني علي قلوب عباد تطهرت من شوائب الشرك ولهذا اليوم علامات لا تعرف إلا بأنوار البصائر فمن كانت له بصيرة يبصر ويعرف أن الوقت قد حان ومن كان لا يري إلا بعيني رأسه كما تري الدواب لا يبصر شيئا ويظن أن الوقت هو الوقت منذ الأزل ، لأن الشمس مازالت تشرق من المشرق وتغرب في المغرب كما فعلت دائما .. إن هذا اليوم قد أظلنا الآن والناس عنه في عماية عمياء وقد مد لهم في عمايتهم عنه إلتباس صورته في أذهانهم باليوم الآخر الذي أسميته أعلاه بيوم الله في السماء فأن ذلك لا يجيء إلا حين تنتصر الحياة علي الموت بتجربته واجتيازه وهو امتداد ليوم الله في الأرض و ليس مغايرا له والي ذلك الإشارة بقوله تعالي: "من كان في هذه أعمى فهو فى الآخرة أعمى وأضل سبيلا"
    أما الجزء الأخير من السؤال فانه الإجابة من الناحية الموضوعية وهي المهمة قد سلفت أعلاه ومن الناحية الشخصية "فإني أزعم لنفسي ذلك وأرجو أن أكون محقا".
    (س): حتى هذه الآونة لم تحل البراهين الدالة علي نزول المسيح عيسي بن مريم حسب ما لدينا من نصوص الفقه والحديث ، وقد تطرق أن سمعنا أن هناك دعوة مثل هذا الحديث العيسوى تقومون بها. فماذا تقرر وماذا تقول ؟؟
    (ج): إن القرآن من أوله إلى آخره في معانيه التي لا تدركها إلا أنوار البصائر بشارة بمجيء عيسي ، جهل المسلمون معاني القرآن المكنونة، فكيف يجهلون الأقوال الصريحة في البخاري وغيره المأثورة عن الصادق المصدوق وقد أوردت لك منها حديثا في ج1 واليك غيره " لو بقي من الدنيا قدر يوم واحد لمد الله فيه حتى يبعث رجلا من بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا". الذين يعرفون القرآن يعلمون أن محمدا ليس نبيا وإنما هو النبي وخاتم الأنبياء وأن عيسي ليس رسولا وإنما هو الرسول وخاتم الرسل.
    "أما عن الجزء الأخير من السؤال فأنه قد ألقى إلى ذلك وتواتر الإلقاء وإنما يحقق الله الحق ويبطل الباطل بكلماته وليس المهم عندي من أكون وإنما المهم عندي أن أعرف كيف أدعو الناس إلى الله دعوة يكون بها صلاح الدين والدنيا".
    (س): أن العم خاطر يعتقد أن ملك مصر ورؤيته وتعبير يوسف يدل علي أن ملك مصر نبي ولكنه كافر ، هكذا تعبيره ، فهل هناك نبي كافر ؟؟ وماهية ملك مصر ؟
    (ج): لو كان ملك مصر نبيا لعرف تأويل رؤياه بنفسه كأن العبرة بالتأويل وليس بالرؤية، لأن في التأويل حظا من العلم بالحقوق المستكنة وراء الظواهر ومن عرف شيئا من هذه الحقوق فقد عرف الله بقدر ما تأتى له منها فأن لكل حق حقيقة : هذه الحقيقة هي الله وإنما بمعرفة الله نبيء النبي.
    وليس هناك نبي كافر علي التحقيق لأن الكفر رأس الجهل والنبوة علم فكيف يجتمعان ؟! ولكن هناك نبي لا يتقيد بما يتقيد به أتباع الرسل من قيود شريعتهم وذلك لأن الشريعة قشور .. لبابها الحقيقة .. والنبي يعرف الحقيقة وبها يتقيد ولا ينتظر منه أن يترك قيدها ليتقيد بما هو دونها والشريعة ليست غاية في ذاتها وإنما هي وسيلة فرضت علي الناس لتوصلهم إلى الحقيقة وهي معرفة أسرار الألوهية .. معرفة سر فعل الله .. والنبي غير المتقيد بشريعة الرسول لا ينكر هذا الرسول وإنما يعرفه ويعرف مكانه عند الله ويعرف صدقه فيما يدعو الناس إليه ولكنه (؟؟؟) يزالون في ظلمات الجهل مجرد هذه المعرفة من النبي تجعل وصفه بالكفر عملا غير لائق وفي قصة الخضر مع موسي في سورة الكهف الكفاية. وأما ماهية ملك مصر فأنه عبد قد ولاه الله أمور معاش الناس وشئون دنياهم وقد آتاه بذلك بصرا. والحذق في تدبير أمور الدنيا شيء يذكر في حسنات الرجال ولا ريب ولكنه في المنزلة الثانية للمعرفة بأمور الآخرة والكمال في الجمع بينهما وقد كان ملك مصر حسن السيرة عدلا محبا للخير لرعيته التي ولاه الله أمرها فله بذلك عند الله اجر من أحسن عملا ولكنه ليس بنبي.
    (س): يعتقد العم خاطر أن الغراب الذي بعثه الله إلى قابيل ليريه كيف يواري سوءة أخيه هابيل رسولا .. رسولا بمعني الرسالة ..
    (ج): وليس الغراب المبعوث لقابيل نبيا إلا مع تجوز كبير يخرج بالتعبير عن معناه الذي تواضع الناس عليه وهذا التجوز يأتي من المعرفة بأن كل ما في الوجود من حجر ومدر خاضع لإرادة الله العلي وقد عبر الله تعالي عن هذا الخضوع بالتسبيح فقال :"وان من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم". والمتعارف بين الناس في المسيح أنه عارف والعارف نبي فهل رأيت إلى هذا التجاوز الذي يشرك الجماد والنبات والحيوان والإنسان في معني؟ ولن يصح في الأذهان شيء إذا جاز أن تقول أن محمدا نبي وفي نفس اللحظة نفكر في أن الكرسي الذي نجلس عليه نبي أيضا ولكى نفهم ونفهم لابد لنا من تحديد معاني الألفاظ ، بأفرادها للمعاني السامية وإسقاط المعاني الدنيا عنها وتخصيص كلمات أخري للتعبير عن المعاني الدنيا وهذا هو الحاصل بالفعل وباعتبار هذا الحاصل ليس الغراب نبيا وليس هو رسولا لأن ملاك النبوة والرسالة التكليف ومدار التكليف العقل وليس لغير البشر عقل مكلف.
    (س): ما هي خلاصة ما تعتقده عن العم خاطر بعد أن تبينت جانبا من دعوته في خطاباته إليك؟ وبعد ما ستري نقاطا من تلك النقاط المبينة بهذه الأسئلة الموجهة إليك.
    (ج): وخلاصة ما أعتقده أن الأخ أبا بكر خاطر كسائر العباد عبد مسير لا يملك من أمر نفسه شيئا وقد أراد الله تعالي به فأقامه في ما أرجوه له وهو عند نفسه صادق لأنه لا يقول إلا ما يري ولكنه ليس عند الله بصادق لأن الذي يراه مزيج من الحق والباطل والله أعلم
    http://www.alfikra.org/talk_page_view_a.php?talk_id=6&page_id=1[/B]
    وسأعود لتكملةمداخلتي
    المشاء
                  

01-29-2007, 07:36 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)

    عزيزي أسامة،
    تحيتي ومحبتي، وشكري مجدداً على مشاركتك القيمة لنا في ذكرى احنفالنا بالأستاذ في مونتري.
    لم يأت الأستاذ محمود بفكرة "المسيح،" فهي متجذرة في الخطاب الديني منذ عرفت الأديان. وهو لم يفعل غير أنه أكدها، ووضعا في سياق علمي -في تقديري- قابل للتحاور. وهذا قفزة في تناول هذا المفهوم لم يتيسر لي الإطلاع على مقابل لها في كافة الأطروحات الدينية التي اطلعت عليها.

    وهنا يجدر بي أن أقول بأن الأستاذ لم يدعٍ مطلقاً بأنه المسيح. ولكنه تحدث عن أن المسيح هو الإنسان الكامل، وعن أن وجهة كل الناس، وسعيهم، دروا أو لم يدروا، هو أن يكونوا ذلك الإنسان الكامل، لأنهم كانوه -أي الإنسان الكامل- في المكلوت، قبل أن يتنزلوا إلى الملك. هذا المستوى من الحوار يتطلب قدراً من الإيمان قد لا يتيسر للعلمانيين، على الرغم من علميته!! ذلك لأن كافة العلوم تقوم على قدر من الإيمان، أو الافتراض المسبق، الذي قد يصدقه أو لا يصدقه البحث المخبري.

    في الفكرة الجمهورية هناك ما نسميه بالعلم التجريبي الروحي، وهو العلم لأنه يستهدي بالعلم التجريبي المادي، ثم لا يتوقف عنده، لأن الأشياء ليست كما تبدو، كما يقول العلم المادي التجريبي المادي نفسه.

    هذه بحر عميق، يا خواض، وأنت بخوضه قمين!

    ولتعذرني، يا صديقي، حيث لا أجد من الوقت ما يسمج لي بالاسترسال.
                  

01-29-2007, 10:22 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    عزيزنا في السماء : الكاتب : أسامة الخواض

    عطفاً على ما تفضلت به ، عن الشهيد الأستاذ محمود محمد طه ،
    وعن الشيعة الإثني عشرية فهم يقولون عن الإمام الغائب :

    اسمه : محمد
    الولادة : 15 شعبان 255 هـ
    اللقب : المهدي
    الكُنية : أبو القاسم
    مدة الإمامة : حي غائب
    بدء الغيبة الصغرى : 260 هـ
    بدء الغيبة الكُبرى : 329 هـ
    اسم الأب : الحسن بن علي العسكري
    اسم الأم : نرجس

    ويقولون تسلم الإمام المهدي الإمامة الفعلية سنة 260 هـ بعد وفاة والده الإمام الحسن بن علي العسكري ، وكان محاطاً بسرية كاملة أيام عسف السلطة العباسية . ونتيجة إلحاح السلطة الحاكمة على تعقب الإمام المهدي ، توارى عن الأنظار في غيبة سُموها الغيبة الصغرى وامتدت من عام 260 هـ إلى العام 329 هـ ، وبعد أن تحققت أهدافها بدأت الغيبة الكبرى التي ستمتد حسب مُعتقدهم حتى يأذن الله تعالى .
    هذا ما ورد وفق سفر الشيخ خليل رزق ( سبيل المعرفة ) ص 372 ـ 376

    وتلك الغيبة لا تُماثل الإستشهاد البطولي الذي شهده الجميع في يناير 1985 م ، فلا تُشابه الغيبة الشيعية
    غيبة الشهيد محمود .

    ونواصل :


    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 01-29-2007, 10:27 PM)

                  

01-29-2007, 10:32 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    عزيزنا الكاتب : الخواض
    تحية واحتراماً

    إن تحدثنا عما ذكر الأستاذ محمود في المقابلة التي أوردتها، ننبه أنها وردت في العام 1951 م ، ولم يذكر ما ذكرت ، ربما رأيته من قبيل تأويل التأويل حين ذكرت لنا أنتَ الآتي :

    [ وفي الحوار نجد أن الأستاذ محمود بنى فكرته منذ تلك الفترة ،
    باعتباره نبيا و أنه المسيح. ]

    نرجو أن تسمح لنا بالتذكير أن السفر الأهم وتاج أسفاره :
    ( الرسالة الثانية من الإسلام ) قد كتبه وظهرت طبعته الأولى في العام 1967 م ، وفيها قضية النبوءة والرسالة واضحة .
    نقطُف هنا قطف من سفره يوضح ما أشرنا إليه :

    الرسالة الثانية من الإسلام

    الإسلام دين واحد.. وهو دين الله الذي لا يرضى غيره.. قال تعالى فيه: (( أفغير دين الله يبغون، وله أسلم من في السموات، والأرض، طوعا وكرها، وإليه يرجعون؟؟ )) وهو، بهذا المعنى إنما هو الاستسلام الراضي بالله رباً.. وبالإسلام جاء جميع الأنبياء من لدن آدم وإلى محمد.. قال تعالى في ذلك: (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا، والذي أوحينا إليك، وما وصينا به إبراهيم، وموسى، وعيسى، أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه.. كبر على المشركين ما تدعوهم إليه.. الله يجتبي إليه من يشاء، ويهدي إليه من ينيب..)).. (( شرع لكم من الدين )) هنا لا تعني الشرائع وإنما تعني (( لا إله إلا الله)).. ذلك بأن شرائع الأمم ليست واحدة، وإنما هي مختلفة اختلاف مقدار، وذلك لاختلاف مستوياتها.. وإنما (( لا إله إلا الله)) هي الثابتة، وإن كان ثباتها في مبناها فقط، وليس في معناها.. وإنما يختلف معناها باختلاف مستويات الرسل.. وهو اختلاف مقدار أيضا.. قال المعصوم في ثبات مبنى (( لا إله إلا الله)).. (( خير ما جئت به أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله..)) واختلاف شرائع الأنبياء الناتج عن اختلاف مستويات أممهم لا يحتاج إلى طويل نظر.. ويكفي أن نذكر باختلاف شريعة التزويج بين آدم ومحمد.. فقد كان تزويج الأخ من أخته شريعة إسلامية لدى آدم.. وعندما جاء محمد أصبح الحلال في هذه الشريعة حراماً.. أكثر من ذلك أصبح التحريم ينسحب على دوائر أبعد من دائرة الأخت.. قال تعالى في ذلك: (( حرمت عليكم أمهاتكم، وبناتكم، وأخواتكم، وعماتكم، وخالاتكم، وبنات الأخ، وبنات الأخت، وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم، وأخواتكم من الرضاعة، وأمهات نسائكم، وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن، فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم.. وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم.. وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف.. إن الله كان غفورا رحيما )) فإذا كان هذا الاختلاف الشاسع بين الشريعتين سببه اختلاف مستويات الأمم، وهو من غير أدنى ريب كذلك، فإنه من الخطأ الشنيع أن يظن إنسان أن الشريعة الإسلامية في القرن السابع تصلح، بكل تفاصيلها، للتطبيق في القرن العشرين، ذلك بأن اختلاف مستوى مجتمع القرن السابع، عن مستوى مجتمع القرن العشرين، أمر لا يقبل المقارنة، ولا يحتاج العارف ليفصل فيه تفصيلا، وإنما هو يتحدث عن نفسه.. فيصبح الأمر عندنا أمام إحدى خصلتين: إما أن يكون الإسلام، كما جاء به المعصوم بين دفتي المصحف، قادرا على استيعاب طاقات مجتمع القرن العشرين فيتولى توجيهه في مضمار التشريع، وفي مضمار الأخلاق، وإما أن تكون قدرته قد نفدت، وتوقفت عند حد تنظيم مجتمع القرن السابع، والمجتمعات التي تلته مما هي مثله، فيكون على بشرية القرن العشرين أن تخرج عنه، وأن تلتمس حل مشاكلها في فلسفات أخريات، وهذا ما لا يقول به مسلم.. وهم يظنون أن مشاكل القرن العشرين يمكن أن يستوعبها، وينهض بحلها، نفس التشريع الذي استوعب، ونهض بحل مشاكل القرن السابع، وذلك جهل مفضوح..

    ( ونواصل ) :

                  

01-29-2007, 10:34 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    ( يتبع 1 ) :

    المسلمون يقولون أن الشريعة الإسلامية شريعة كاملة.. وهذا صحيح.. ولكن كمالها إنما هو في مقدرتها على التطور، وعلى استيعاب طاقات الحياة الفردية، والاجتماعية، وعلى توجيه تلك الحياة في مدارج الرقي المستمر، بالغة ما بلغت تلك الحياة الاجتماعية، والفردية من النشاط، والحيوية، والتجديد.. هم يقولون، عندما يسمعوننا نتحدث عن تطوير الشريعة، يقولون: الشريعة الإسلامية كاملة، فهي ليست في حاجة إلى التطوير، فإنما يتطور الناقص.. وهذا قول بعكس الحق تماما، فإنه إنما يتطور الكامل.. فالكمل من العارفين مثلهم الأعلى أن يتخلقوا بما وصف الله تعالى به نفسه حين قال عز من قائل: (( كل يوم هو في شأن)).. فهم يجددون حياة فكرهم ، وحياة شعورهم، كل يوم.. واليوم عندهم هو يوم الله.. وليس هو هنا أربعاً وعشرين ساعة، وإنما هو وحدة (( زمنية)) التجلي، وتلك (( زمنية)) أصغر من الدقيقة، بل أصغر من الثانية، بل أصغر من الثالثة.. إنها (( زمنية)) قد تنقسم فيها الثانية إلى بليون جزء، حتى أنها لتكاد أن تخرج عن الزمن، في المفهوم الذي يتصوره العقل للزمن.. فهم قد ينطلقون، أو قد يحاولون أن ينطلقوا، مع الله في إبداء مظاهره لخلقه، يجددون حياة فكرهم، وحياة شعورهم بهذه الصورة المستمرة.. هذا هو الكمال.. وليس الكمال التزام صورة واحدة.. فالعشبة الضئيلة التي تنبت في سفح الجبل، فتخضر، وتورق، وتزهر، وتثمر، ثم تلقي ببذرتها في تربتها، ثم تصير غثاء تذروه الرياح، أكمل من الجبل الذي يقف فوقها عاليا متشامخا، يتحدى هوج العواصف.. ذلك بأن تلك العشبة الضئيلة قد دخلت في مرحلة متقدمة من مراحل التطور - مرحلة الحياة والموت - مما لم يتشرف الجبل بدخولها، وإنما هو يطمع فيها، ويطمح إليها..

                  

01-29-2007, 10:39 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    ( يتبع 2 ) :

    وبالمثل، فإن كمال الشريعة الإسلامية إنما هو في كونها جسما حيا، ناميا، متطورا، يواكب تطور الحياة الحية، النامية، المتطورة، ويوجه خطاها، ويرسم خط سيرها في منازل القرب من الله، منزلة، منزلة.. ولن تنفك الحياة سائرة إلى الله في طريق رجعاها، فما من ذلك بد.. (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه)).. وإنما تتم الملاقاة بفضل الله، ثم بفضل إرشاد الشريعة الإسلامية في مستوياتها الثلاث: الشريعة، والطريقة، والحقيقة.. وتطور الشريعة، كما أسلفنا القول، إنما هو انتقال من نص إلى نص.. من نص كان هو صاحب الوقت في القرن السابع فأحكم إلى نص اعتبر يومئذ أكبر من الوقت فنسخ.. قال تعالى: (( ما ننسخ من آية، أو ننسئها نأت بخير منها، أو مثلها.. ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير؟)).. قوله: (( ما ننسخ من آية)) يعني: ما نلغي، ونرفع من حكم آية.. قوله: (( أو ننسئها)) يعني نؤجل من فعل حكمها.. (( نأت بخير منها)) يعني أقرب لفهم الناس، وأدخل في حكم وقتهم من المنسأة.. (( أو مثلها)) يعني نعيدها، هي نفسها، إلى الحكم حين يحين وقتها.. فكأن الآيات التي نسخت إنما نسخت لحكم الوقت، فهي مرجأة إلى أن يحين حينها.. فإذا حان حينها فقد أصبحت هي صاحبة الوقت، ويكون لها الحكم، وتصبح، بذلك هي الآية المحكمة، وتصير الآية التي كانت محكمة، في القرن السابع، منسوخة الآن.. هذا هو معنى حكم الوقت.. للقرن السابع آيات الفروع، وللقرن العشرين آيات الأصول.. وهذه هي الحكمة وراء النسخ.. فليس النسخ، إذن، إلغاء تاما، وإنما هو إرجاء يتحين الحين، ويتوقت الوقت.. ونحن في تطويرنا هذا إنما ننظر إلى الحكمة من وراء النص.. فإذا خدمت آية الفرع التي كانت ناسخة في القرن السابع لآية الأصل غرضها حتى استنفدته، وأصبحت غير كافية للوقت الجديد - القرن العشرين - فقد حان الحين لنسخها هي، وبعث آية الأصل، التي كانت منسوخة في القرن السابع لتكون هي صاحبة الحكم في القرن العشرين، وعليها يقوم التشريع الجديد.. هذا هو معنى تطوير التشريع.. فإنما هو انتقال من نص خدم غرضه.. خدمه حتى استنفده إلى نص كان مدخرا يومئذ إلى أن يحين حينه.. فالتطوير، إذن، ليس قفزاً عبر الفضاء، ولا هو قول بالرأي الفج، وإنما هو انتقال من نص إلى نص..

    من المأذون؟

    ولكن رسول الله قد التحق بالرفيق الأعلى وترك ما هو منسوخ منسوخا، وما هو محكم محكما.. فهل هناك أحد مأذون له في أن يغير هذا التغيير الأساسي، الجوهري، فيبعث ما كان منسوخا، وينسخ ما كان محكما؟؟ هذا سؤال يقوم ببال القارئ لما سلف من القول.. والحق أن كثيراً ممن يعترضون على دعوتنا إلى الرسالة الثانية من الإسلام لا يعترضون على محتوى هذه الدعوة، بل إنهم قد لا يعيرون محتوى الدعوة كبير اعتبار.. وإنما هم يعترضون على الشكل.. هم يعترضون على أن تكون هناك رسالة، تقتضي رسولا، يقتضي نبوة، وقد ختمت النبوة، بصريح نص، لا مرية فيه.. وإنه لحق أن النبوة قد ختمت، ولكنه ليس حقا أن الرسالة قد ختمت: (( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم، ولكن رسول الله، وخاتم النبيين.. وكان الله بكل شئ عليما)).. ومعلوم أن كل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا.. ولكن النبوة ما هي؟؟ النبوة هي أن يكون الرجل منبأ عن الله، ومنبئاً عن الله.. أي متلقياً المعارف عن الله بواسطة الوحي، وملقيا المعارف عن الله إلى الناس، على وفق ما تلقى، وبحسب ما يطيق الناس.. فبمرتبة التلقي عن الله يكون الرجل نبياً، وبوظيفة الإلقاء إلى الناس يكون رسولا.. هذا هو مألوف ما عليه علم الناس.. ولكن هناك شيئا قد جد في الأمر كله، ذلك هو معرفة الحكمة وراء ختم النبوة بمعناها المألوف.. لماذا ختمت النبوة؟؟

    أول ما تجب الإشارة إليه هو أن النبوة لم تختم حتى استقر، في الأرض، كل ما أرادت السماء أن توحيه، إلى أهل الأرض، من الأمر.. وقد ظل هذا الأمر يتنزل على أقساط، بحسب حكم الوقت، من لدن آدم وإلى محمد.. ذلك الأمر هو القرآن.. واستقراره في الأرض هو السبب في ختم النبوة.. وأما الحكمة في ختم النبوة فهي أن يتلقى الناس من الله من غير واسطة الملك، جبريل - أن يتلقوا عن الله كفاحا - ذلك أمر يبدو غريبا، للوهلة الأولى، ولكنه الحق الذي تعطيه بدائه العقول، ذلك بأن القرآن هو كلام الله، ونحن كلما نقرؤه إنما يكلمنا الله كفاحا، ولكنا لا نعقل عنه.. السبب؟ أننا عنه مشغولون.. قال تعالى في ذلك: (( كلا‍‍!! بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا!! إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)).. وإنما جاء القرآن بمنهاج شريعته، ومنهاج طريقته، وبأدبه في كليهما، ليرفع ذلك الرين، حتى نستطيع أن نعقل عن الله ما يحدثنا في القرآن، فإذا وقع هذا الفهم لرجل فقد أصبح مأذوناً له في الحديث عن أسرار القرآن، بالقدر الذي وعى عن الله..

    من رسول الرسالة الثانية؟؟

    هو رجل آتاه الله الفهم عنه من القرآن، وأذن له في الكلام..
    كيف نعرفه؟؟
    حسنا!! قالوا أن المسيح قد قال يوما لتلاميذه: (( احذروا الأنبياء الكذبة!!)) قالوا: (( كيف نعرفهم؟؟)).. قال: (( بثمارهم تعرفونهم))..

    انتهى القطف من سفر الرسالة الثانية

                  

01-30-2007, 04:42 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    عزيزنا الأستاذ حيدر
    تحية طيبة ،

    والتحية للكاتب : أسامة الخواض
    ونشكر لكما المُشاركةالثرية .

    وسنعود
                  

01-31-2007, 06:07 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي حيدر
    شكرا على كلماتك الرقيقة حول مداخلتي في الاحتفال بذكرى اغتيال الاستاذ.
    بخصوص ان الاستاذ لم يقل انه المسيح،
    فهذه المسالة يمكن النظر اليها في كلامه في ذلك الحوار الذي اوردناه،
    واظنها واضحة في الكتب التي اصدرها الاخوان الجمهوريون حول المسيح،
    والتي للاسف حذفت من الموقع،
    ولا أدري ما هو السبب في ذلك.
    و يمكن للمتابع لما كان يقول به الجمهوريون في المنابر ،حول الخرطوم،
    و ما قال به الاستاذ حول ان السودان مركز دائرة الوجود.
    و أتمنى ان أعود قريبا بداخلتي التي وعدت بها.
    كن بخير.
    وتحياتي لصاحب البوست.
    ارقدوا عافية
    المشاء
                  

01-31-2007, 05:12 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأحباء هُنا تحية طيبة .

    ( خلوة الصفاء و تخيُل حول مسلك الشهيد محمود قبل نضوج الفكرة )

    مقدمة :

    أبدأ بقول قد يبدو غريباً بعض الشيء ، ولستُ بصدد التفصيل فيه الآن ، وقد ابتدرت الحديث عنه بصورة عمل فني ، وقد تخفيت وراء كثير من عجائب ورؤى علوم النفس البشرية . و في منتدى سودانيات ابتدرت عمل فني لم يكتمل بعد وسميته ( دنيا العقل الباطن ) ، ربما هو خيط لما ننوي الكتابة عنه .

    سوف أهجر المقدمة لأبدأ خطوة مُتخيلة في تصور مفاتيح الحياة التي يعيشها المُتصوفة بمُختلِف مشاربهم ، وللقارئ أن يقرأ النص الذي أكتبه باسم
    النص الأول ، ويقرأ النص الثاني المنقول من منتدى الفكرة الجمهورية ، بُغية النظر بين مسلك عام للمتصوفة ، ومسلك خاص تحدثت عنه ( الفكرة الجمهورية ) بعمومية لم تمس البواطن .

    نبدأ بالنص الذي يخُصني :



    النص الأول :
    ( خَلوة الصفاء )
    لم نبتدع نحن ( خلوة الصفاء ) ، فنهج المتصوفة عامة في الخلود إلى النفس والهجرة للداخل مسلك معروف . من يقرأ سيرة مؤسسي الأديان من أقصى أركان الدُنيا والتاريخ ، أو من يقرأ سيرة الناظرين إلى العقائد بنظر جديد ، أو للمُنتهجين مسلك الجلوس لخلوة الصفاء ، يجدهم جميعاً يسلكون ذات المسلك وينتهجون ذات النهج . من مفاتيحه على سبيل المثال :

    ـ هجرة النفس من شواغل الدُنيا بعض الوقت .
    ـ قراءة النصوص ، واستبطان المعاني بالتكرار مع الترديد .
    ـ التقسيط في تناول الطعام والتقتير في المطالب الجسدية عامة ، أو القيام
    بالصوم .
    ـ التأمُل والتفكُر .
    ـ التنفس العميق ، وممارسة بعض التمارين الروحية .

    الداخل لخلوة الصفاء يتعين عليه أولاً محبة هذه التجربة النفسية الفريدة ، فبدون خيط المحبة وإطلاق النفس من غبش الشك ، ومُناجاة النفس المُتخَيلة في الذهن ، لن يتخطى الجالس للخلوة الحواجز قبل الإشراق ، فيبقى أسير المنهج المُمِل وتكرار الروتين دون الولوج لعوالم ترقية المسلك الروحي لدى الفرد .

    من يدخل أبواب التنويم الإيحائي الذاتي درجة ثم درجات ، يمكنه أن يُدرك كيف يبدأ المرء تجربة الولوج لمجاهل الذهن والمساس بقُدراته العميقة . ومن يُمارس تمارين التنفس العميق والبطيء وتغذية النفس بكمٍ هائل من القوى الكهرومغناطيسية ، وهي ميسورة التنفيذ يتمكن من إعادة صياغة النفس والجسد بما يكسب المرء من قوة عظيمة في التأثير على الآخرين ، ويمنح المُتمَرِن مساحة أكبر في المَحبة المُمكِن مد جسورها بين الأشخاص والتقاط نفوسهم الحيرى. وللممارسة مع الإرادة مع التصميم دور كبير في صُنع الكاريزما ، ووهج الجذب للشخوص .
    انتهى النص الأول .

    نعود للنص الثاني المنقول من منتدى ( الفكرة الجمهورية ) حول فترة من حياة مُجدد النظر للدين ( الأستاذ محمود محمد طه ) :

    النص الثاني :
    السجن والخلوة والمذهبية الجديدة :
    ـ في السجن الثاني للأستاذ محمود بدأت تتضح له تفاصيل المذهبية الإسلامية التي وقف حياته للدعوة إليها ، حيث أخذ نفسه بالعبادة ، وبخاصة الصيام الصمدي ، والصلاة ، فتهيأ لأداء المهمة التي أدرك أن الله إنما يعده لها .
    ـ بعد إتمامه سجنه في العام 1948 م خرج الأستاذ محمود إلى مدينة رفاعة حيث اعتكف لمدة ثلاث سنوات في خلوة عن الناس ، حيث أتم ما كان قد بدأه في سجنه من تهيؤ لدعوته الإسلامية . كانت أيام خلوته واعتكافه عامرة بالإشراقات الروحية ، والسمو النفسي ، وقد بدأ واضحاً أن الأستاذ محمود قد أقبل على موضوع كبير وخطير ، وكان الحزب الجمهوري طوال فترة اعتكافه قد توقف نشاطه ، في حين كان أفراده ينتظرون خروج قائدهم من اعتكافه .
    انتهى النص المنقول .



    ملاحظة :

    النص الأول أنا كاتبه ، أما النص الثاني ، فكما أسلفنا منقول من منتدى ( الفكرة الجمهورية ) من لمحات من فكر وحياة الأستاذ محمود محمد طه ، وهو نص وفق ما يبدو سجل لمراحل تاريخية كُتبت بيد الأتباع ، ولهم أسانيدهم التي تقبل التحقيق التاريخي إن كان للمجال أن ينفتح على السعي والتقصي .


    نترك للقراء المقارنة في الوقت الراهن بين النص المُتصور من جانبنا حول منهج السلوك المُتعارف عليه عند المُتصوفة وفق ما نرى ، و المسلك المُجمل حول السرد الذي أوردناه من المنتدى السابق ذكره والذي كان الأستاذ يمارسه.

    بالنسبة لي فإن الأمر يتعدى التحقيق في فِكر الأستاذ ونصوصه التي حملتها الأسفار ، بل تتبُع المنهج الذي اتبعه الأستاذ في استبطان النصوص كحالة إبداعية عاشها الشهيد الراحل قبل وضوح الفكرة في ذهنه وتشكُلها .

    ربما يتطلب الأمر الذي كتبناه الآن مساحة أكبر ، وزماناً أوسع للنهوض من التصور إلى التقصي ومن ثم التحقيق .

    هذه بداية لما ننوي .

    ليت الزمان يُسعفني .. فتلك بداية .
    شكراً لكل من يقرأ .


    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 01-31-2007, 05:23 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-01-2007, 09:51 AM)

                  

02-01-2007, 03:28 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    الأحباء هُنا

    نعود لتجديد الخطاب الخاص بـ ( أن يتلقوا عن الله كفاحاً ) ورأينا بأنه وجه عميق من وجوه الغرق في المناجاة في مسلك المتصوفة .

    نقطف مُجدداً من سفر الرسالة الثانية للأستاذ محمود محمد طه :

    [ أول ما تجب الإشارة إليه هو أن النبوة لم تختم حتى استقر، في الأرض، كل ما أرادت السماء أن توحيه، إلى أهل الأرض، من الأمر.. وقد ظل هذا الأمر يتنزل على أقساط، بحسب حكم الوقت، من لدن آدم وإلى محمد.. ذلك الأمر هو القرآن.. واستقراره في الأرض هو السبب في ختم النبوة.. وأما الحكمة في ختم النبوة فهي أن يتلقى الناس من الله من غير واسطة الملك، جبريل - أن يتلقوا عن الله كفاحا - ذلك أمر يبدو غريبا، للوهلة الأولى، ولكنه الحق الذي تعطيه بدائه العقول، ذلك بأن القرآن هو كلام الله، ونحن كلما نقرؤه إنما يكلمنا الله كفاحا، ولكنا لا نعقل عنه.. السبب؟ أننا عنه مشغولون.. قال تعالى في ذلك: (( كلا‍‍!! بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا!! إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)).. وإنما جاء القرآن بمنهاج شريعته، ومنهاج طريقته، وبأدبه في كليهما، ليرفع ذلك الرين، حتى نستطيع أن نعقل عن الله ما يحدثنا في القرآن، فإذا وقع هذا الفهم لرجل فقد أصبح مأذوناً له في الحديث عن أسرار القرآن، بالقدر الذي وعى عن الله.. ]
    نعود لاحقاً في التفصيل حول رؤانا عن مسلك المتصوفة وطرائق المناجاة .
    لكم محبتي .

                  

02-01-2007, 10:00 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    في صفاء الينابيع يتوقف الكون برهة ،
    حلمت أنه قال :

    ـ أيا ربي إني لكَ طائع خاضع ، نصرت بصيرتي وأحييت
    وهجي . من داخلي نهضت محبتكَ ومعرفتك .
    هذا هو النص الذي علمناه . قرأت وتفكرت وهديتني وها أنذا
    مُدركٌ أن روحك مُتلألئة تطوي الكون كقطرة في ملكوت بحارك .
    نفسي بين جناحي طير يُرفرف .
                  

02-01-2007, 11:11 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)
                  

02-02-2007, 00:58 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)

    عزيزي ياسر
    شكرا على التوضيح في ما يتعلق بسحب كتب الاخوان الجمهوريين
    ارجو ان تبعثها لي مشكورا على ايميلي التالي:
    [email protected]
    و خاصة الكتب المتعلقة بالمسيح.
    ولي سؤال ،بناء على نفي الصديق حيدر إلى أن محمود لم يقل بانه المسيح.
    لقد سمعت كلاما عن احد الاخوان مفاده أن الجمهوريين يؤمنون أن محمودا هو المسيح،وانه اي الاستاذ محمود له عودة.
    وأنه حينما سئل حول هل أنه المسيح،
    قال أنه في شك لكن دعا الأخوان الى ألا يشكوا.
    في انتظار الكتب على الايميل ،وكذلك شهادتك حول ما قيل عن علاقة الاستاذ بالمسيح.
    محبتي
    وارقد عافية
    المشاء
                  

02-02-2007, 09:27 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
طلبت مقاما بذل نفسك شرطه!!!! (Re: osama elkhawad)

    الأخ العزيز أسامة،
    تحية وسلاما
    لقد أرسلت لك كتاب "المسيح" على الإيميل.. وفيه الكثير مما يمكن أن يثري الحوار.. ويعينك في دراسة منهجية..


    Quote: ولي سؤال ،بناء على نفي الصديق حيدر إلى أن محمود لم يقل بانه المسيح.
    لقد سمعت كلاما عن احد الاخوان مفاده أن الجمهوريين يؤمنون أن محمودا هو المسيح،وانه اي الاستاذ محمود له عودة.

    إذا أردت دراسة الفكرة الجمهورية من وثائقها فتستطيع أن تجد كل ما تحتاجه للدراسة، ولكن إذا أردت تسجيل ما يقوله الجمهوريون عن إيمانهم بأن الأستاذ هو المسيح أو أنه سيعود فلن تكون قد قمت بدراسة الفكرة الجمهورية وإنما آراء الجمهوريين وهذا يختلف عن الفكرة الجمهورية.. أما قاله الأستاذ محمود فهو مسجل.. وحتى لقاء الصحفي إبن البان الموجود في صفحة الفكرة ليس من وثائق الفكرة الجمهورية وإنما هو ما تم نشره عن الفكرة الجمهورية..
    نصوص الدين اليهودي تتحدث عن المسيح ولكن اليهود عندما جاء المسيح أنكروه واعتبروه كاذبا وساحرا وقتلوه وهم لا يزالون ينتظرون المسيح بحسب التصور الذي رسخ في أذهانهم.. بينما المسيحيون يؤكدون أن المسيح قد جاء تصديقا لتلك النبوءات وأنه قد قتل وقام من الأموات وسيعود مرة أخرى في يوم الدينونة.. وكثير من المسلمين ينتظرون ظهور المسيح الذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا.. التصور لهذا المجيء يختلف اختلافا كبيرا بين الفرق الإسلامية فمنهم من يقول بأنه يأتي محاربا منتصرا، مثل تصور كثير من اليهود، ومنهم من يقول بأنه يأتي بالسلام، مثل تصور كثير من المسيحيين.. المهم أن أقول لك رأيي أنا وهو أن المسيح الذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا لم يظهر بعد.. الاستاذ محمود حدثت له أشياء مشابهة لما حدث للمسيح الإسرائيلي بصورة تدعو إلى الدهشة مثل الإنكار والمحاكمة والقتل.. أظن أن هذا ما أراده الأخ عبد الله الشقليني في موضوع "محمود محمد طه في رؤى الأحلام"، فكرة الفادي الذي يضحي بحياته من أجل مبادئه ومن أجل أن يثبت تمسكه بها..
    الأستاذ محمود قال في كتاب مشكلة الشرق الأوسط في هذه الوصلة عن المسيح ما يستحق التأمل:
    http://alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=12&chapter_id=13
    ..


    Quote: وفهم اليهود الخاطئ لعبارة ((شعب الله المختار)) هو الذي جر ولا يزال يجر عليهم المصائب، ويمنعهم من الاستجابة لنداء الحياة الملح بالتطور، وبالاندماج في ركب البشرية السائر بوسائل العلوم، وبوسائل ديانات التوحيد الى الوحدة، وكما بدا آنفا فقد كان اليهود طليعة دين التوحيد بهذه الصورة الجماعية، ولكنهم عندما ظنوا ان دين التوحيد يخصهم وحدهم أخطأوا، وانعزلوا، واستكبروا، فرفضوا المسيح عندما جاءهم بما لا تهوى أنفسهم، ورفضوا محمدا. وما كان ينبغى لهم ان يفعلوا ذلك لو تفطنوا، ذلك بان أتجاه التطور حتى في تعاليم أنبيائهم كان يستهدف أعدادهم لقبول دعوات التوحيد المتجددة، حين تظهر، وكلما ظهرت، وعلى يدى من تظهر على يديه. فرسالة ارميا التي وردت الاشارة اليها، وقول اشعياء في الاصحاح الثالث والاربعين الذي أوردناه آنفا يقومان دليلا على الا عذر لهم حين رفضوا المسيح ومحمدا. اللهم الا عذرا يقوم على العجز عن دقة الفهم عن النصوص المرنة، التي تحمل عديد الوجوه، يمد في هذا العجز، ويمهد له، تعصب عنصري لا يرى ان الخير يمكن ان يجئ من غير عنصر الاسرائليين.. ففى أشعياء الاصحاح الحادى عشر يرد قوله ((ويخرج قضيب من جزع يسى وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب. روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقضى بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع أذنيه بل يقضى بالعدل للمساكين ويحكم بالانصاف ولبائسى الارض ويضرب الارض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ويكون البر منطقة متنيه والامانة منطقة حقويه.
    ((فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدى والعجل والشبل والمسمن معا وصبى صغير يسوقها والبقرة والدبة ترعيان. تربض أولادهما معا والاسد كالبقر يأكل تبنا ويلعب الرضيع مع سرب الصل ويمد الفطيم يده على جحر الافعوان لا يسوءوه. ولا يفسدون في كل جبل قدسى لان الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطى المياه البحر ويكون في ذلك اليوم ان أصل يسى القائم راية للشعوب أياه تطلب الامم ويكون محله مجدا)).
    ومثل هذا القول يمهد الطريق لقبول المسيح، ولقبول محمد، اذا وقع على اذن واعية، هذا مع ان كل الموعود به لم يتم على يدى المسيح، ولم يتم على يدى محمد، وانما يبقى منه ما يتم على يدى المسيح الاخير، الذي بمجيئه تتحقق الخلافة البشرية على الارض، كما تحققت يوم خلق الله آدم قبل ان يخطئ، فيزل، فيطرد. ولكن اليهود لم يفهموا فانتظروا المجئ الاخير (ولا يزالون ينتظرونه) ورفضوا الخطوات المؤدية اليه. ومن ههنا جاء انعزالهم، وجاء بعض ما يلقون من عنت، برفضهم المسيح، وبرفضهم محمد.


    قولك:
    وأنه حينما سئل حول هل أنه المسيح،
    قال أنه في شك لكن دعا الأخوان الى ألا يشكوا.

    الكلام لم يجيء عندما سئل هل أنه المسيح.. الكلام جاء في عام 1982 بعد لغط وجدال كثير خاصة في الجامعة.. فالحديث كان عن الأصالة والشريعة الفردية وأن الأصيل في الحقيقة واحد وهو لم يأت بعد.. والأصيل المعرف بالألف واللام هو المسيح المحمدي وهو المسلم بمعنى الإسلام النهائي بحسب ما جاء في الفكرة الجمهورية.. فالأستاذ طلب من الجمهوريين، خاصة الذين يتحدثون في المنابر، ألا يقولوا عنه أنه الأصيل أو أنه المسيح، وأنه برغم ما لديه من علم وما عليه من أصالة وشريعة فردية، فهو لم يتخذ عند الله عهدا أن يجعله "الأصيل" بمعنى المخلص الذي يملأ الأرض عدلا، وهو لم يَّطلع الغيب، لذلك يبقى الأمر طرف منه في الغيب.. وقال أن شكه هو من هذا الباب وليس من باب الشك في اصالته وفرديته.. وكان معنى عبارته للجمهوريين كالآتي: "شكي أنتم لا تعرفونه مثلما أعرفه أنا، ولكن من مصلحتكم ألا تشكوا في أنني أصيل وعلى شريعة فردية لأن هذا الشك يضركم".. المهم أن حدث الثامن عشر من يناير 1985 أوضح للناس أن الأستاذ محمود لا يتزعزع فيما عنده حتى في مواجهة القتل.. وقد اتضح لي شخصيا أنه كان يشك في ألا يتم له ذلك الموقف على تمامه كما حدث..
    "طلبت مقاما بذل نفسك شرطه"
    ولو رجعت حتى لمقابلة إبن البان فستجد ما فهمه إبن البان من الأستاذ وقد عبر عنه هو بطريقته فقال ناقلا عن الأستاذ محمود:

    Quote: فأن ذلك لا يجيء إلا حين تنتصر الحياة علي الموت بتجربته واجتيازه


    ورد الأستاذ محمود التالي عن مسألة شخصنة الموضوع في الأستاذ نقله إبن البان في إيجاز بليغ:

    Quote: "أما عن الجزء الأخير من السؤال فأنه قد ألقى إلى ذلك وتواتر الإلقاء وإنما يحقق الله الحق ويبطل الباطل بكلماته وليس المهم عندي من أكون وإنما المهم عندي أن أعرف كيف أدعو الناس إلى الله دعوة يكون بها صلاح الدين والدنيا".


    وأنا أقول لك الآن أن تواتر الإلقاء على الأستاذ محمود قد كان محوره الموت بتلك الطريقة.. والدليل على ذلك سماعي من أحد الناس في رفاعة قال للجمهوريين بعد التنفيذ أن الأستاذ محمود قد أخبره في بداية دعوته في الخمسينات أنه سيموت مقتولا "مشنوقا" وقد قرأت هذه الإفادة في كتابة للأخ الأستاذ خالد الحاج وهو جمهوري من أبناء رفاعة ويعرف ذلك الرجل بالإسم.. الدليل الثاني هو وصية الأستاذ التي كتبها في بداية خروجه للدعوة وهي أنه أوصى بدفع ديونه التي كتبها كلها، وأوصى بأن تقوم زوجته بتجهيزه للدفن في حالة موته وألا يُصلى عليه وأن يدفن في ثيابه وألا يقام على قبره أية علامة.. الغريب أن كل ما أراده الأستاذ في تلك الوصية قد تحقق ما عدا أن زوجته لم تقم بتجهيزه.. فتأمل!!

    ولن يكتمل هذا الحديث من غير أن أدلك على بعض ما قاله الأستاذ في كتبه عن الموت والإبتلاء والمحبة، وليس ما كتبه الآخرون عنه حتى لو كانوا صحفيين بقامة الأستاذ إبن البان:
    جاء في كتاب "أسئلة وأجوبة الأول"
    http://alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=19&chapter_id=5

    Quote:
    بســـم الله الرحمن الرحيم

    حضرة الإبن المبارك توفيق السنوسي،
    تحية طيبة..
    وبعد فيسرني أن أجد الفرصة للرد على أسئلتك الطريفة، وفي نفس الوقت لا بد من الإعتذار عن الإيجاز الشديد، وذلك لاستعجالك أنت من جهة، ولضيق الوقت الذي لدي من جهة أخرى.

    هل صحيح أن الله إذا أحب عبداً إبتلاه


    نعم !! فإن معنى محبة الرب للعبد تقريبه منه، وهي إنما تكون في مقابلة بروز محبة العبد للرب.
    والإبتلاء إنما هو امتحان صدق العبد في ادعائه محبة الرب.. والغرض منه تفريغ قلب العبد عن حب ما سوى الله، حتى يجيء الحب صادقاً، وصافياً.. ولذلك يقول تعالى ((ألا لله الدين الخالص))..

    هل يؤمن الإسلام ب (نبل الحزن) ؟ وهل الحزن أعمق من الفرح ؟


    (نبل الحزن) في المعنى الذي يريده الإسلام يعني إدامة الفكر فيما يجب للرب على العبد من حقوق، وفي مبلغ تقصير العبد عن الوفاء، بتلك الحقوق، وهذا تفكير يورث تواضعاً، وإنكساراً، ويبعد البطر، والرضاء عن النفس، والتكبر، وفيه قال تعالى ((أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي)) ولذلك يحكي عن النبي أنه قال ((يا أمة محمد !! والله ما أحد أغير من الله أن يزني عبده، أو تزني أمته، يا أمة محمد !! والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً، ولضحتكم قليلاً)) وقد كان صلى الله عليه وسلم ((متواصل الأحزان))
    فالحزن فكرمتصل، يورث التواضع، والسكينة إلى جانب الله. وهو بذلك أعمق من الفرح، إلا أن يكون فرحاً بالله.. فإن هذا وحده يكون أعمق من الحزن، وهو أندر من الكبريت الأحمر.. وهذا يسوقنا إلى أن الفرح على درجتين : فرح بنعم الله، وفرح بذات الله.. فالفرح بنعم الله الحزن أعمق منه، والفرح بذات الله أعمق، وأنبل من الحزن النبيل، وهو كما قلنا أندر من الكبريت الأحمر، لأنه يقوم على محض العلم بالله..

    يتحدث الأستاذ محمود محمد طه في مؤلفاته عن الأخلاق الإلهية. هل يعني هذا، من قريب، أو بعيد، أنه، يمكننا ـ بتشبهنا بأخلاق الله ـ أن نكون جزءاً من الله، أو نذوب في الذات الإلهية، ونتحد معها؟


    نحن نشارك الله في أخلاقه، فقد خلقنا، تبارك وتعالى علي شاكلته ولكن أخلاقنا في طرف النقص، وأخلاقه، تبارك وتعالى في طرف الكمال.. ثم ندبنا إلى أن نتخلق بأخلاقه، في معنى ما كتب علينا أن نعبده.. فتخلقنا بأخلاقه في بادئ أمرنا تكلف منا للترفع، والترقي، والتسامي، إلى أن يصبح هذا التكلف طبعا، فنكون قد سمونا، وتجافينا عن طرف النقص، نزوعا منا إلي طرف الكمال. والذات الإلهية مثلنا الأعلى في هذا التطور، ولكننا لن نكون جزءً منها، لأنها لا تتجزأ. ولن نذوب فيها ، إلا في معنى أننا نذيب نقائصنا في كمالاتها. ولن نتحد معها، لأنها مطلقة، ونحن محدودون.. وإنما أمرنا معها أمر المتطور من بداية الكمال إلي نهاية الكمال، ولكن هذه النهاية مطلقة، فيصبح حظنا من التطور سرمدياً، مستمراً... فليس لكمال البشر نهاية، لأن نهايتهم الله، وليس لله نهاية..((وأن إلى ربك المنتهى)) ولا منتهى.. بإيجاز؟ كمال الإنسان أن يكون ((الله)).. ولن يكون! لأنه ليس لله نهاية فيبلغها ولا صورة فيكونها، وإنما كمال الإنسان، في هذا الباب، أن يكون مستمر التكوين ـ مستمر التطور، من النقص إلى الكمال ـ مستزيد كل حين من حياة الفكر وحياة الشعور.. وذلك بتجديد فكره، وتجديد شعوره، فهو منطلق لا يقف، إلى غاية لن يبلغها، لأنها ليست لها نهاية فتبلغ ـ لأنها مطلقة.. ولكن نهاية العبد كمال الرب.

    هل المسكنة HUMILITY فضيلة يحضنا عليها الأسلام ؟


    نعم !! وهى تعني عنده التواضع الفكرى... تعني معرفة العقل لصغر شأنه بإزاء الكمال الإلهى الذي يتعالى، ويتعاظم عن أن يحاط به. والمسكنة عندهم تعني العجز عن الإدراك المحيط بالله، ومن أجل ذلك قالوا : ((العجز عن الإدراك إدراك))، يعنون إن شعر العقل بقصوره عن الإحاطة بالمعرفة الإلهية فقد أدرك... وما ذاك إلا لأن الإسلام يعني الإستسلام الواعي للإرادة المحيطة بالأكوان. ولا يتم الإستسلام وفي النفس بقية إدعاء قدرة... فالمسكنة شعور بقصور الإرادة البشرية بإزاء الإرادة الإلهية.. وهذا أيضاً هو معنى الفقر عندهم.. ولقد قال محيي الدين بن عربي :
    دخلوا فقراء على الدنيا * وكما دخلوا منها خرجوا
    دخلوا بلا إرادة، وخرجوا بلا إرادة. وشاهدوا، بين دخولهم على الدنيا وخروجهم منها، أن الإرادة للواحد المريد.. وبهذا المعنى الإسلام يطلب المسكنة، ويحض عليها. قال تعالى في حديث قدسى للنبي داؤد : ((يا داؤد! إنك تريد، وأريد، وإنما يكون ما أريد.. فإن سلمت لما أريد، كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لما أريد، أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد.))

    هل يحضنا الإسلام على مقابلة الكراهية بالحب، والتسامح، على طريقة ((أدر له خدك الأيسر ؟))


    نعم !! ولكنه لا يجعل ذلك حظ العوام... وإنما يطالب به العارفين.. فشريعة العارف معرفته، والمعرفة تقول ((أن أعدى أعدائك نفسك التى بين جنبيك)) ولذلك فإن من لطمك إنما لطم عدوك الداخلي، فلا تظنن أنه هو عدوك، فتهب إلى مصاولته، وإنما هو صديق في ثياب عدو، وإنما فعله هذا بك نصرة منه لك على عدو في ثياب صد يق ـ هو نفسك الجاهلة ـ وهم يعنون أن نفسك الجاهلة، لسوء أدبها مع الله، لطف بها، فقيض لها من يؤدبها، فجاءتها اللطمة ممن لطمها، فلا تدافع عنها، وأطلب لها من التأديب المزيد ـ أدر له خدك الأيسر، ذلك لأنها، إن أحسنت الأدب مع الله، فلن يكون لأحد عليها من سبيل، لأنها تكون، حينئذ، قد إنتصرت على كل شئ.. وأما العوام فشريعة الإسلام لهم (من إعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)..
    (وهم درجات عند الله)..
    إن الإسلام (يهودي ـ مسيحي) فهو يطالب العوام بما طالب به موسى اليهود، على تطوير له في ذلك.. ويطالب الخواص بما طالب به المسيح النصارى، على تطوير له في ذلك أيضاً.. ((وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا، وأصلح، فأجره على الله، إن الله لا يحب الظالمين..))
    وبداية الخواص هي بداية العوام، ولكنهم أقدر من العوام على التطور والإرتفاع في سلم الكمال، فحيث يظل العوام في أول السلم، يرقى الخواص المراقي..



    آسف جدا للإطالة وقد تكون لي عودة لنقل بعض ما كتبه الأستاذ فهو يفيد الدارسين كثيرا..

    المخلص
    ياسر

    التعديل تم بعد تصحيح أخطاء طباعية في النص المنقول من كتاب "أسئلة وأجوبة الأول" وإضافة الجزء الأول من الخطاب..


    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-03-2007, 07:52 AM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-03-2007, 07:57 AM)

                  

02-02-2007, 06:39 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    ( خلوة الصفاء _2 _ )
    وقال كونفوشيوس :
    ( عندما يتم اندماجك مع الكون العظيم لن يكون لك وجود لوحدكَ ، فأنتَ جزء من هذا الكون وأنت جدير بالتقدير . )

    * * *

    ( خلوة الصفاء ) في الأثر :

    كما ذكرنا من قبل تقول كُتب التاريخ وكتب الدين على اختلاف مشاربه أن مسلك الجلوس في خلوة والتأمل كان ديدن مؤسسي الديانات جميعاً .
    تذكر كُتب الأثر التي تتبع السيرة المُحمدية العطرة ، عاداتها ومسلكها ، كيف كان النبي الكريم وأثناء التهيُئة لتقبل الرسالة يقيم وقتاً من اليوم ليس بالقليل في غار حراء ، والسيرة النبوية بمُختلِف رواتها بأسانيدهم كانت تدعم أن الجلوس لخلوة الصفاء كانت للنبي مسلكاً داوم عليه كثيراً . لن نُعيد التفاصيل المروية في كُتب الأثر ، إذ كان النبي يجلس وحده ، وكل ما قيل بشهادته هو أو شهادة زوجه خديجة أكرم المولى سيرتهما . كانت تحكي وتوصف حاله ، وتنقل له الطعام كما ورد في بعض الروايات ، إلا أن الأسفار لم تستبطن شكل ذلك المسلك ونهجه الذي اتبعه في تأمل الكون ولم تكن هنالك تفاصيل إلا من تصور مُتخَيل . سنعود إلى ذلك إن تيسر ، فمن يتتبع الوثائق المُتوفرة والرصد التاريخي وطرائق التحقيق يمكن للمرء صناعة قص من الخيال أقرب للواقع من أثر ما نعلم وتطور من بين أيدينامن علوم النفس البشرية ، وطرائق التأمل .

    هذا عمل يحتاج هو نفسه الجلوس لمجلس صفاء وجمع المواد وتحليلها ، ليتنا نجد الوقت ...

    نحن جميعاً نعلم كيف هبط الوحي و تسلسل من واقع القص المُقدس من بعد جلسات التأمل
    التي كان يجلسها النبي الكريم :

    (1)

    {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }العلق1

    - (اقرأ) أوجد القراءة مبتدأ (باسم ربك الذي خلق) الخلائق .

    (2)

    سورة المدثر 1

    - (يا أيها المدثر) النبي صلى الله عليه وسلم وأصله المتدثر أدغمت التاء في الدال أي المتلفف بثيابه عند نزول الوحي عليه .

    (3)

    {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ }المزمل1

    سورة المزمل 1 - (يا أيها المزمل) النبي وأصله المتزمل أدغمت التاء في الزاي أي المتلفف بثيابه حين مجيء الوحي خوفا منه لهيبته .

    والتفاصيل في السير النبوية كثيرة ، فمعظم الروايات قد وردتنا مُتدثرة بإيمان الرواة ، وهنالك كتب وأسفار نحتاجها من مصادر أخرى كي نحصر صورة الأحداث كاملة بعد أن نُجمِع شتاتها .

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-02-2007, 06:46 AM)

                  

02-02-2007, 10:08 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    حبيبنا عبد الله الشقليني،

    تحية عطرة..

    كتابتك عن "الحبيب محمد" عليه الصلاة والسلام تثير الشجون، وهو قد قال عن نفسه "ما عرفني غير ربي"، وقد قال عنه سيدنا أويس القرني المدفون في اليمن ومقامه لا يخفى عليك "ما رأيتموه إلا كالسيف في غمده"..
    قال الشيخ عبد الغني النابلسي:
    نحن إخوان النبي المصطفى * ودَّ لو كان رآنا وكفى
    وهم الأصحاب كانوا قبلنا * جاء هذا في حديث يُقتفى
    شرطوا الرؤية بالعين فمن * نالها منه فبالجسم اكتفى
    وشرطنا الذات للذات ترى * رؤية التحقيق من غير خفا

    لقد قرأت اليوم ما أريد أن أضعه هنا في بوستك هذا وأستميحك عذرا على هذا التغول، وأنا أنقله كما جاء، وإذا حدث أي تصحيح في أي كلمة من صاحب القصيدة فسأقوم به فيما بعد.. كتب الأخ الدكتور مصطفى الجيلي من مونتيري في كاليفورنيا حيث أقيمت الذكرى الثانية والعشرين للأستاذ محمود محمد طه قبل أيام.. ربما أتمكن من وضع بعض الصور لو سمحت لي:


    Quote: الأستاذ عدنان صدوق كنت قد ذكرت عنه، تحت خيط "مفاجأة من الموصلي"، تعريفا مقتضبا وبعضا من تعليقاته على سي دي الإنشاد للأخت الأستاذة محاسن محمد خير.. هو فلسطيني، صحفي سابق ودبلوماسي سابق كان سفير الأردن باليمن وهو شاعر لديه عدد من القصائد المنشورة في الصحف..

    يركب معنا للمعهد كل يوم وهو رجل عجيب حقا في إحساسه بالأشياء وتفاعله، وفي سرعة بكائه.. كان قد سألني عنه عمر القراي مرة وأجبته بانه "مجذوب" وهو فعلا رجل لحظة وعجيب في كل شيء.. يقول أنه مسلم وأسرته مسلمة، ولكن كلامه معظمه عن المسيح..

    حينما سمع سي دي محاسن لأول مرة، وضع أشياء كان يمسك بها على أرضية العربية وصار يبكي.. بصوت وبدموع.. وكلما يركب معنا ويدور هذا السي دي خاصة قصيدة الأخ عصام البوشي "هذه بلادك يا عزيز" يتملكه البكاء ويهتز بقوة، وكثيرا يقول: "هدول يا أخي ألاويين".."هدول ربانيين" ... قال "كلهم أصواتهم مليانه".. "طبقات صوتها مش طبيعية".. وطبعا تظهر في الخلفية أصوات الأخوان وأظهرها صوت بدرالدين وصوت حنان الأمين... "هدول يا أخي مش من الأرض".. حينما دخل معي شقتي لأول مرة ورأى صورة الأستاذ الكبيرة ، وضع أشياءه على الطربيزة وقال لي: "تسمح لي.. تسمح لي.." ثم انفجر باكيا بالصوت وبالدموع


    [align=center]إلى روح الغائب، الحاضر: ألوليّ، القدّيس، الأستاذ
    محمود محمد طه"

    كَلِـمَاتُـكَ تَجْري أنْـهـارا..

    شعر: عدنان صدقي صدّوق


    كَلِـماتُـكَ تـجـري أنـهـــارا.. **** في قـلــبـي.. لـيـلاً ونهـارا..
    وتصــبُّ حــيــاةً أبــديـــَّـة! **** مطـرًا قــدســيّاً.. مــدرارا..
    يتدفــق في نـســـغ كـيـانـي **** مــــاءً هــــدّاراً.. مـــوّارا..
    يـغمـرني.. يجـتـاح فـؤادي! **** يـتـــفـجّـــر نبعــاً فــوّارا!!
    كَلِـماتُـكَ يا ربــي نـــــــورٌ! **** نــارًا تـشـتـعــل وأنــوارا..
    تهديـني.. ترسـم لي دربــي! **** تتلألأ شــمــســاً.. أقـمـارا..
    وتـخـطّ بأعـمــق أعـمــاقـي **** ســـوراً.. آياتٍ.. أســرارا..
    تكتب "توراةً".."إنـجـيـلاً"..**** "قرآناً"..صُحفاً.. أسفــارا..
    أتــزوّد مـنـهـا فـي يـومــي **** أتـعــلم عــلـْـمـاً.. أفــكـارا..
    لم تـُعـلـَنْ فـي مـتـن كتـابٍ! **** بـشريٍ.. ســرّاً وجهــارا..
    كَلِـماتُـكَ خُـبْـزِي ونَـبِـيْــذِي **** تطعـمني لـحـماً.. وثمارا..
    ولـروحـي رَوْحٌ.. ريحــانٌ! **** كَلِمـاتُـكَ.. مُـذ طيفُك زارا!
    كَلِـمــــاتُـكَ يــا ربـّي روحٌ! **** أزليٌّ.. وسـِــع الأقـطــارا..
    وَسـِـعَ العَلـيَاءَ.. الأكــوانــا! **** لا يعرف حــدّاً.. أسـوارا..
    كَلِـمَـاتُـكَ يـا ربّ، حـيــَــاةٌ! **** وحيٌ.. يلهـمني الأشعـارا!
    نجـماتٌ.. تسطع في لـيلي! **** وتنـير بعـيني الإبـصــارا!
    مُــذ نـورُك نـوّر في قـلـبـي **** قلبي قــد أصـبـح قـيـثـارا..
    يـمـلأ دنــيــاي ترانــيـــمـاً! **** صبحاً.. ومساءً.. أسحارا!
    أنـشـدْتُ.. وغـنــيـْتُ أغــانٍ **** ونذرت لحـمـدك مزمـارا..
    طنبوراً.. عـوداً.. وصنوجاً! **** نـاياً.. ودُفــوفاً.. أوتـــارا..
    مُــرّاً.. ولـبــانـاً.. كـافــوراً..**** نــدّاً.. وبخوراً.. أزهـارا..
    كَلِـماتُــكَ يا ربي خَـلـَـقـَــت **** إنـســاً.. وبهائمَ.. أطيــارا..
    ومــلائـكـة.ً. وســـمــاواتٍ! **** أنبـتت الزرْعَ الأشـجــارا!
    أنشـأتِ الأرْضَ.. رواسيها! **** أطلعــت الشمْسَ الأبـكارا!
    كَلِـماتُـكَ يا ربـــي تُحــيــــي **** وتُميـتُ.. تُثيرُ الإعـصارا!
    وتـضــجّ بـُـروقاً.. ورعـوداً! **** وتنـزّل ودْقـــاً.. أمـطــارا!
    والـبـحــر الهائــجُ مطــواعٌ! **** قُــدّامَ كـلامـكَ.. إن مــارا!
    يا سـيـّـدُ! يا ربّ! إلــهــــي! **** يا مـن بِـحـجـابك تتوارى..
    يـا ظاهـرُ! إنــي هــيْـمـــانٌ! **** بهــواكَ، حبيبي، قـنطـارا!
    بـل عــشــقــي هـذا أبــــديٌ! **** وســواكَ هوىً لن أختــارا!
    فحـياتي أنـتَ.. طريقي أنت! **** وإلـيكَ عـزَمتُ التـســفـارا!
    معبودي أنتَ..حبيبُ الروح! **** وأعــدُّ سِـواكـُـم أصفــارا!!
    من يـوم "الــفــادي" عمّدني **** أحـسـستك قربي أمـتــارا!!
    أحسـسـتـك حولي..فيّ معي! **** إذ صرْتَ..وصرنا زُوّارا!!
    بل صــرنـا روحاً واحــــدةً! **** وكــلانا قــد تـَخِـــذا دارا!!
    نـتـحـاور فـيـها أصــبــاحـاً! **** نــتـجـاذب فيها أسـمــارا!!
    لــغـةٌ واحـدةٌ تـجـمـعــنـــــا! **** وهـــوانا قــد شـــبَّ أوارا!
    كَلِـماتُـكَ يــا ربــــّي تجـري **** في القلب.. جداولَ..أنهارا..
    تـســقـيـنـي شـهْـداً.. وفـراتاً **** لا يـنـضبُ.. يسـري تيَّارا..
    في روحي.. يغمرها غـمراً! **** يـسـبر في ذاتي الأغــوارا!
    وعـطـاؤك يـا ربي فـيـضٌ! **** لا يعرف كــيـْـلاً.. معـيـارا!
    أحـبـبـتـك يـا ربـي حُـــــبـَّـاً **** قد أشعلَ فــي قلبي النــارا!
    حُبّاً قـد رانَ عـلـى عـقـلـي! **** وشغافِ فــــؤادي.. قـهّـارا!
    أهـلي.. أحبابي.. قد أضحـَوْا **** عـنـدي أغــــراباً.. آثــارا!!
    حــبـُّكَ يــا ربــي خـــلانـي **** أنـسـى خـــلاني.. الأدوارا!
    مـن يـوم هواك سـبى لـبّي! **** ومـشـى في بــدني هــدّارا..
    ما عُـــدت أسـيـْراً يا ربــي! **** مـا طـقـتُ قـيوداً.. وإسـارا!
    إذ روحك صيّرني حــُـــرّا! **** يا حـقُّ ! أراني الأحْـرَارَا..
    برؤىً زارتـنـي في نـوْمـي **** في الصَّحْو مراراً..تكرارا..
    رُسُلاً أبصـرتُ.. وأطهـــاراً **** أخـيــاراً غُــرّاً.. أبــــرارا..
    مـن وجهك قد قـبسـوا نوراً! **** نـُــــْوراً لألاءً.. نــــــوَّارا!
    مـولايَ.. ولـِـيِّي.. وإلـهــي! **** وجَّـهْـتُ إلـيـكَ الأنـظــارا..
    ورفعت يـديَّ ضراعـــاتٍ.. **** ولـسـانـي يـلـهـجُ.. ذكــّارا..
    سـبَّحـت بحـمدكَ.. وسـأبـقى **** دومــاً يـا ربـّي شــكـــّـارا!
    كَلِمَاتُكَ بُـشـرى.. لا تـفـنـى! **** تطوي الأزمانَ..الأمصارا؟
    وتـظـلُّ.. تـظـلُّ مهـيـمـنــةًٍ! **** تعبرُ وديــاناً.. وبـحــــارا..
    تـقـطـع شــطآنـاً.. وجـبـالاً..**** غـاباتٍ.. بيـداً.. أغـــــوارا..
    وتنشـِّرُ حـُبـَّا.. وســلامـــــاً **** وتذيـع كلامــاً.. أخــبـــارا..
    عـن سر الملكوتِ الأعـلى! **** وعـطــاءِ الله لـمن ســــارا..
    بَطـريق التـوبـة.. مطـَّرحاً..**** أرْجَـاز الدنـيـــا.. الأوزارا..
    كَلِـمَاتُــكَ يا ربـــّي بــَـــرَدٌ! **** وثـلوجٌ تغسل لي العــــارا..
    تـبـقـى لحـيـاتي أطـيــابــا.. **** وأريـجـاً.. ملحـاً.. وبهــارا..
    ورحيقاً أرشف منه ضـحىً **** وليالي إن جـسدي خـــارا..
    كَلِـمَـاتُـكَ يـا ربـــّي عــبـَـرٌ! **** تُجــري عَبَراتي اسـتغـفارا!
    تـُلـهِـبُني.. تسـفـعُ وجْدانـي! **** تـشـبه بركــَـاناً قــد ثــــارا!
    وزئـيـرَ أســودٍ.. إذ تـَــدْوي **** ودويَّ رُعـُـــودٍ جـــبــَّـارا!
    كَلِـمَاتُـكَ يا ربــّي حـِصْـني **** ومـلاذي إن زمــنٌ جــَـارا..
    تحميني من مـكـر الأعــداءِ **** وتــدرأ عــني الأشـْـــرَارَا!
    تكلأني.. تحفـظ لي، ربــّي! **** زَوْجي..وَحَيَاتي..وصِغَـارا..
    "مَـاريّا" "ساندرا".."وعـلاءً" **** و"بهـاءً"..أُختهمو "سارا"!
    أودعـتـك ربـّـي، أبــنــائـي **** وبناتي..زوْجي..الأطهـارا..
    كَلمَاتُكَ، يا ربّ، رصيـدي! **** لا أعـرف غَيْرَك أنصـارا!
    لا أعــرف، ربّــي، إلاكــا! **** ربـّـاً تـــوابـاً.. غــفـَّــــارا!
    كَلِـمَاتُـكَ تَحـرُسُــهُـم دَومـاً! **** وتــفِـيـْــضُ عليهم أنهـارا!
    !أنـْـهـَارَ حـَـيـــاةٍ أبــديــَّــــة! **** مــطـراً قُدْسِــيَّـاً.. مـدرارا[/align]
                  

02-02-2007, 10:32 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    الحبيب ياسر الشريف

    بفضلك وبفضل الكثيرون ، قُيضَ لنا أن نُفيض في سيرة ذاك الذي يقتدي بنهج النبي ، وقد فتح التأمل بصيرته واستبطن الذهن الذاكر : كيف كان يتعبد النبي ، فما السيرة وحدها لتدُل ، ولا القص المقدس وحده الدليل . فجُرعة الصفاء عرفتها البشرية منذ زمان بعيد ، لكن الأستاذ جلس لها وفتح مغاليقها ونظر .

    وسنعود للتفصيل وفق ما يتيسر لنا من استطراد
                  

02-02-2007, 10:38 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    برفع شكرنا والتقدير للعزيز الأستاذ ياسر ،
    والشكر والتقدير للعزيز أسامة والعزيز حيدر ،
    فقدغني النص بالمُداخلات المُثمرة ،
    و نواصل

                  

02-02-2007, 10:41 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    ( في خلوة الصفاء ـ 3ـ )

    ورد في سفر تفسير القرآن العظيم لابن كثير ( 531 ) :



    [ قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : أول ما بداء به رسول الله (صلعم ) من الوحي الرؤية الصادقة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث ـ وهو يتعبد ـ الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى فاجأه الوحي وهو في غار حراء فجاء الملك فيه فقال اقرأ . قال رسول الله (صلعم ) : ( فقلت ما أنا بقارئ ـ قال فأخذني وغطني حتى بلغ مني الجُهد ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت ما أنا بقارئ ، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت ما أنا بقارئ ، فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ـ حتى بلغ ـ ما لم يعلم ) . قال : " يا خديجة ما لي ؟ " وأخبرها وقال : " قد خشيت على نفسي .فقالت له :
    ـ كلا أبشر فو الله لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث و تحمل الكل وتقري الضيف وتُعين على نوائب الحق . ]

    انتهى النص المنقول .

    نعود أدراجنا الآن إلى مفاتيح الخلوة والصفاء . كان النبي الكريم إذن يتعبد وفق الرواية المنقولة ، بل كان يقضي الليالي الطوال في ذلك التعبد في الخلاء وفي غار حراء .

    ـ أي تعبد كان يا تُرى ؟

    ـ أهو الإسلام الحنيفي المنسوب لديانة سيدنا إبراهيم كما تقول بذلك الروايات
    أم هو تعبُد بمعنى التأمُل ؟

    لقد ذكرت السيدة الفضلى أم المؤمنين أن الله لن يُخزيه ، أي أنها كانت تؤمن بالله قبل الوحي ، و توضح حسب النص أن النبي كان يتعبد لله وفق الرواية .
    من هُنا مدخلنا لخلوة الصفاء فيما نتخيل .

    نعود لخلوة الأستاذ محمود محمد طه ، وهو في لُب حديثه من بعد فُتوحاته المعرفية ونظرته المُتجددة للدين ، والتي يذكر في كل دروبه أن النبي قُدوته ، وهو مدرسة التعبُد الأولى التي يتتبع طريقها وينتهج نهجها . هو مُعتقد في مرحلته قبل القفزة و قبل خلوة السجن وخلوة رفاعة التي انقطع فيهما للتأمل ، وقراءة النص وتفسيره واللغة العربية ونهل من كنوزها ، واستطعم رحيقها بحلاوة المُحب إذ دنا .

    كان الطريق مُحمدي الرصف ممهد فجلس هو للصفاء جلسة عابد مُحب ، مُنقطع عن الناس ، وعن شواغل الدُنيا . تأمل النصوص القرآنية وتأمل معانيها تأمل المُحب ، كأنه يتتبع قول شاعر في الزمان :


    يا من خزائن رزقه في قول كُن أمنن فإن الخير عندك أجمع
    مالي سوى قرعي لبابك حيلة فلئن رددت فأي باب أقرع
                  

02-03-2007, 01:35 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الصديق ياسر
    شكرا على ردك الواضح القيم .
    اعجبني كلامك الأتي:
    Quote: إذا أردت دراسة الفكرة الجمهورية من وثائقها فتستطيع أن تجد كل ما تحتاجه للدراسة، ولكن إذا أردت تسجيل ما يقوله الجمهوريون عن إيمانهم بأن الأستاذ هو المسيح أو أنه سيعود فلن تكون قد قمت بدراسة الفكرة الجمهورية وإنما آراء الجمهوريين وهذا يختلف عن الفكرة الجمهورية

    اتفق معك في جوهر كلامك،لكن كلامي حول تأويل الجمهوريين انفسهم لخطاب الاستاذ مهم،لانه يكشف لنا بعضا من مآلات الفكرة وتطورها .
    بالتأكيد ان الذي ينتظر عودة الاستاذ لن يطور فكره ،ويساهم في رفده.
    كما اشكرك جزيل الشكر على ارسال الكتاب،
    ويا حبذا لو ارسلت لي "عودة المسيح "لو كان بحوزتك.
    خالص شكري وجزيل امتناني.
    محبتي بلا قيف
    المشاء
                  

02-03-2007, 08:47 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الواقع يتطور نحو الفكرة الجمهورية، ويطبق ما يحتاجه الناس.. (Re: osama elkhawad)

    الأخ العزيز أسامة الخواض،
    سلامات
    نعم كتاب "عودة المسيح" موجود لدي وسأرسله لك حالما أعود إلى الكمبيوتر الذي أرسل منه رسائلي الخاصة ويوجد به فوائلي أيضا..

    قولك:


    Quote: اتفق معك في جوهر كلامك،لكن كلامي حول تأويل الجمهوريين انفسهم لخطاب الاستاذ مهم،لانه يكشف لنا بعضا من مآلات الفكرة وتطورها .
    بالتأكيد ان الذي ينتظر عودة الاستاذ لن يطور فكره ،ويساهم في رفده.


    أولا: عندما يقوم إنسان بزيادة في الفكرة الجمهورية أو نقصان فلن تكون هي الفكرة الجمهورية التي أبانها الأستاذ محمود ودفع حياته كي يبرهن أنه على يقين بأنها صحيحة.. الشاهد أن الفكرة الجمهورية كان ينقصها التطبيق وليس التطوير في تلك المرحلة..

    ثانيا: الأستاذ محمود أنهى حركته بإنذار "هذا.. أو الطوفان" ومعناه إما أن تتم الإستجابة إلى المطالب الثلاثة التي جاءت في المنشور، وأهمها إلغاء قوانين سبتمبر وعقوبات الجلد والصلب والقتل، أو أن يحدث "طوفان" بمعنى انهيار وفوضى وتطبيق أشياء أخرى تكون مفروضة داخليا وخارجيا.. اتضح فيما بعد أن الطوفان قد تداعى حتى جاء بنظام الجبهة الإسلامية إلى الحكم وحدث تصعيد غير مسبوق للحرب في جنوب السودان [لاحظ أن اللجوء إلى الحل السلمي كان المطلب رقم إثنين في المنشور]..

    ثالثا: الواقع الذي يحدث في السودان وفي العالم ككل هو الذي يفرض مواجهة الفكر السلفي المتخلف وهذا الواقع يستفيد من الكثير مما طرحته الفكرة الجمهورية، ويطبق ما يراه، من غير الإدعاء أو المطالبة بضرورة تطوير الفكرة!!!!!! فأنا اليوم مثلا لا أنادي بتطوير التشريع في السودان في هذه المرحلة كما نادت به الحركة الجمهورية سابقا، فهذا نفسه الآن قد تجاوزه الواقع الجديد.. بل أطالب بإلغاء قوانين حكومة الجبهة وأقامة الدولة المحايدة دينيا والتي فيها الدين منفصل عن السياسة، وإن لم يكن منفصلا عن المجتمع الذي تتعايش فيه جميع الأديان والمعتقدات بحسب قانون عادل مأخوذ من القوانين العالمية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان..
    باختصار قولي هو ما وضعته في العنوان:
    الواقع يتطور نحو الفكرة الجمهورية، ويطبق ما يحتاجه الناس حتى لو لم يكن مما قالت به حركة الجمهوريين..
    ولك شكري وكثير المودة..
    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-03-2007, 10:53 AM)

                  

02-03-2007, 10:59 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المقاساة في المسيحية، والصبر في الإسلام.. (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ عبد الله الشقليني..
    تحية
    أرجو أن تسمح لي بإضافة هذه المادة كاملة ولكن أهم ما يعنيني منها هو مسألة المقاساة في المسيحية وما يقابلها في الإسلام..
    ولك شكري..


    Quote: <

    هل التفكير الغائي في أصل الدين؟ وهل صحيح أن الله لم يخلق هذا العالم إلا ليعبده هذا العالم؟ وإلا فما الغاية وراء الخلق الإلهي؟


    الغائية أصل الدين.. بل هي أصل الأصول فيه ـ فلا مكان للصدفة، لا في كبيرة، ولا صغيرة.. ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) تحكي هذه الغائية، أفضل حكاية.. وهذا يجيب على الشطر الثاني من سؤالك، ولكن يبقى، بعد ذلك، شيء، هو : ما معنى العبادة؟ وهل الله محتاج للعبادة؟
    من الوهلة الأولى نقرر أن الله غني عن العبادة ـ ((يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد)) فالناس هم المحتاجون إلى العبادة، لا الله.. والعبادة، ما هي؟ أجملها المعصوم حين قال ((تخلقوا بأخلاق الله. إن ربي على سراط مستقيم.))
    وأعلى أخلاق الله الإطلاق ـ الحرية الفردية المطلقة.. ولذلك فإن أعلى مراتب العبادة حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة.. وهذه تقتضي قوة الفكر، ودقته، ومضاءه في مراتب القول والعمل، حتى يتحقق العابد، الموحد، بمرتبة توحيد ذاته بتوحيد فكره وقوله وعمله.. قال تعالى في ذلك ((يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)) فإذن الغاية التي من أجلها خلقنا أن نحقق كمال ذواتنا، عن طريق العبادة. وذلك بفضل ما تورثنا إياه العبادة من قوة الفكر وحدته ومضائه ـ قال تعالى ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم. ولعلهم يتفكرون)) فكأن الحكمة وراء شريعتنا أن نفكر، والفكر ليس غاية في ذاته، وإنما هو وسيلة إلى تحقيق الحياة الكاملة، وهي الحياة التي تستمتع بالحرية الفردية المطلقة، وتحسن التصرف فيها ـ فالحياة الكاملة هي الغاية من خلقنا ـ خلقنا لنكون كاملين كمال الله. وهيهات!!

    ثمة آيات في القرآن تبخس الدنيا، وتصفها بالفناء.. هل يقول الإسلام بالإنكار المطلق لقيمة الحياة؟ ما تفسير الأستاذ محمود للآية القائلة بألا نسأل عن أشياء إن تبد لنا تسؤنا؟


    الإسلام يقسم الحياة إلى درجتين، بينهما اختلاف مقدار، لا اختلاف نوع: الحياة الدنيا، والحياة العليا.. فأما الحياة الدنيا فهي حيوانية، وأما الحياة العليا فهي إنسانية.. فالإنسان، ما دامت مسيطرة عليه صفات الحيوان، خضع لها، أو قاومها، فهو في الحياة الدنيا.. فإذا تخلص من صفات الحيوان، بفضل الله، ثم بفضل المجاهدة المستمرة لدواعي هذه الصفات، فقد أصبح في الحياة الأخرى، أو الدار الآخرة، كما يرد عنها التعبير في بعض الأحيان. وقد جعل الموت الحسي فاصلاً بين الحياتين. فكأنه، ليدخل الإنسان المجاهد لدواعي صفات الحيوان فيه، في الحياة العليا، لا بد له من تجربة الموت الحسي. ولكن الموت المعنوي يحقق طرفاً من هذا الدخول، والموت المعنوي يعني أن تسكن دواعي صفات الحيوان في الإنسان تحت قهر العلم في مستوى علم (حق اليقين) ولذلك فقد قال المعصوم ((موتوا قبل أن تموتوا)) يشير إلى هذا الموت المعنوي.. فالحياة الدنيا، أو حياة الحيوان هذه، هي التي يشدد القرآن عليها النكير، ويصفها بالفناء، والزوال، ويندب الناس ليزهدوا فيها، ليرتفعوا إلى إنسانيتهم في الحياة العليا ـ الحياة الإنسانية ـ.
    فالإسلام لا يقول بالإنكار المطلق لقيمةالحياة، وإنما يميز بين قيم الحياة، ويجعل وكده تسيير الناس إلى الحياة الإنسانية بتزهيدهم، وإزعاجهم عن الحياة الحيوانية. ومعنى فناء الحياة الدنيا إفضاؤها، رضي الإنسان أم لم يرض، إلى الحياة العليا ـ ((يأيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقيه.))
    وأما تفسير الآية ((يأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم. وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم. عفا الله عنها، والله غفور حليم * قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين)) فإنها تعني نهي الأصحاب عن أن يكثروا من الأسئلة عن الحرام والحلال، وعن أمور في الدين سكت عنها النبي، وذلك لأن ما سكت عن تحريمه فالأصل فيه الحل. وفي الحل سعة، وفي التحريم تضييق. وكذلك الأمر في مسائل التكليف، فإن الإلحاح في الأسئلة عما سكت عنه قد ينزل القرآن بتجديد تكليف يزيد في ثقلها. وكذلك الأمر في مسألة العقيدة. وأنت سألت عن الأية الأولى فقط، ولكنني أوردت لك الآية الثانية لأن فيها بياناً للأولى، فكأنه قال لا تسألوا النبي عن أمور في العقيدة، أو في التكليف، سكت عنها النبي. وإن تسألوا عنها فإن الله يبديها لكم في القرآن، فتسؤكم لأنها تجيء بتكليف زايد، فتدخلوا به في الحرج، بعد أن كنتم قبلها في السعة، وقد كان النبي يقول لأصحابه ((يأيها الناس أتركوني ما تركتكم)).

    كيف يتواجد الله في كل مكان وفي لا مكان؟


    وجود الله لا يوصف بالمكان، لأن المكان مخلوق، ومحدود، فلا يحوي المطلق.. ولا يوصف باللا مكان، لأن اللا مكان متصور، والله مطلق لا يدرك وجوده التصور ((فكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك)) فإذا قلنا أن وجود الله يتنزه عن المكان، والزمان، فليس معنى ذلك أنه يوجد في اللا مكان، ولا اللا زمان، وإنما هو أيضاً يتنزه عن هذا التصور، فوجوده مطلق لا يتعلق به الوهم، ولا التصور، ولا الإدراك.. إنما الإدراك يدرك ضرورة وجوده.. فليس للكيف ههنا مكان.

    كيف يتسنى لنا فهم الله، أو حتى التوصل إلى وجوده إذا كان الله لا يشبهنا في شيء، من قريب أو بعيد، وليس كمثله شيء؟


    ليس معنى قوله تعالى ((ليس كمثله شيء)) أننا لا نشبهه.. لا من قريب ولا من بعيد.. بل الحق إننا نشبهه تعالى. وقد قال المعصوم ((إن الله خلق آدم على صورته)).. وقرينة الشبه قائمة بيننا وبينه تعالى، فإنه تعالى عالم، ومريد، وقادر، وكذلك الإنسان، خلقه الله عالماً، ومريداً، وقادراً، ومن أجل هذه القرينة فإنا نعرف الله، ولولاها ما أمكن أن نعرفه.. راجع الإجابة على السؤال نمرة 3.

    المقاساة ((Suffering)) تشكل ركناً هاماً من أركان المسيحية.. ما قول الإسلام في المقاساة؟


    المقاساة جاءت للمسيحية عن طريق إعتقادهم موت المسيح على الصليب، من أجل تفدية البشرية من الخطيئة الأساسية التي كسبها أبوها آدم.. وهذه القاعدة هي أصل الأصول في المسيحية.. ولكن ليس لها في الإسلام مكان.
    الصبر هو ما يقابلها في الإسلام.. فالقرآن مليء بالحض على الصبر، وبوعد الصابرين بعظيم الثواب.. ((يأيها الذين آمنوا اصبروا، وصابروا، ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون)).. ((فأصبروا)) حض على الصبر. ((وصابروا)) زيادة في الصبر، حتى تصبح مغالبة للأعداء على الصبر. ((ورابطوا)) ألزموا الصبر، والمصابرة، على النهوض للأعداء الخارجيين والداخليين.. في الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر، وليكن صبركم إتقاء لله، لا تشوفاً، ولا سمعة، ولا رياء. فإن فعلتم، فإنه يرجى لكم أن تفلحوا في نيل ما عند الله من لطائف القرب.. هذا في الحض على الصبر. وفي الوعد بأجر الصابرين يقول تعالى : ((يأيها الذين آمنوا إستعينوا بالصبر، والصلاة. إن الله مع الصابرين)) وقوله ((إن الله مع الصابرين)) هو قمة الموعود بالأجر الجزيل.. فكأن العاملين حين يكون أجرهم على عملهم الجنة، يكون أجر الصابرين على صبرهم الله نفسه، وما فوق ذلك مبتغى لمبتغ.
    والفرق الأساسي في النظرتين: المسيحية والإسلامية، إلى المقاساة والصبر أن المقاسي قد يتصيد المقاساة، ويرى في ذلك فضيلة، ولكن الصابر لا يتصيد الصبر، وإنما يسأل الله العافية، فإذا أصابه مكروه صبر عليه، ثقة بالله، وتوكلاً عليه، لأنه أولى بنا منا، وأعرف بمصالحنا منا، وأرحم بنا منا، وأقدر على توصيل الخير إلينا منا.. قال تعالى ((كتب عليكم القتال وهو كره لكم، وعسى أن تكرهوا شيئاً وخير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم، والله يعلم، وأنتم لا تعلمون.))
    ((وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا : إنا لله، وإنا إليه راجعون)) هذا هو رأي الإسلام في المقاساة ـ صبر على البلاء حين يقع، واحتساب في سبيل الله، ولكن العافية خير منه، وأحب إلى النفوس. وليس من الإسلام تصيد المصائب ـ قال أحد الأصحاب ((اللهم! أسألك الصبر)) فقال النبي: ((سألتم الله البلاء. سلوه العافية)) فكأن الصبر لا يكون إلا على البلاء فمن سأل الصبر فكأنما سأل البلاء، وسؤال العافية خير عند الناس، وعند الله.


    من كتاب: "أسئلة وأجوبة الأول"

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-03-2007, 11:04 AM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-03-2007, 11:21 AM)

                  

02-03-2007, 04:33 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    الأحباء :
    الكاتب : أسامة
    الكاتب : ياسر

    تحية طيبة ولكم منا الشكر الجزيل

    لم نزل نحن في ثراء القراءة التي اندلقت بعطرها من كتابتكم السماوية ،
    وفضل الحوار . نقرأ ونتجمَّل ثم نُشارك .

    محبتنا لكما ولكل من يقرأ .

                  

02-03-2007, 11:05 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي ياسر
    شكرا على مداخلتك وفي انتظار الكتاب "عودة المسيح".
    لكن الاحظ تناقضا واضحا في كلامك ،
    فلقد قلت ان الفكرة الجمهورية لا تقبل الاضافةاو الحذف ،بل ان الواقع هو الذي ينبغي ان يرتفع الى مستواها،حين قلت:
    Quote:
    Quote: أولا: عندما يقوم إنسان بزيادة في الفكرة الجمهورية أو نقصان فلن تكون هي الفكرة الجمهورية التي أبانها الأستاذ محمود ودفع حياته كي يبرهن أنه على يقين بأنها صحيحة.. الشاهد أن الفكرة الجمهورية كان ينقصها التطبيق وليس التطوير في تلك المرحلة
    ..

    لكنك سرعان ما تعود الى إعادة النظر في ما طرحته الفكرة الجمهورية حول الحدود،وهي فكرة متخلفة كثيرة عن القرن العشرين الذي تحتفي به الفكرة باعتباره قرن النضج،وباعتباره "نهاية التاريخ".
    فها أنت تقول ،ناقدا موضعا من مواضع الفكرة الجمهورية اي الحدود:
    تقول في ذلك عزيزي :

    Quote: ثالثا: الواقع الذي يحدث في السودان وفي العالم ككل هو الذي يفرض مواجهة الفكر السلفي المتخلف وهذا الواقع يستفيد من الكثير مما طرحته الفكرة الجمهورية، ويطبق ما يراه، من غير الإدعاء أو المطالبة بضرورة تطوير الفكرة!!!!!! فأنا اليوم مثلا لا أنادي بتطوير التشريع في السودان في هذه المرحلة كما نادت به الحركة الجمهورية سابقا، فهذا نفسه الآن قد تجاوزه الواقع الجديد.. بل أطالب بإلغاء قوانين حكومة الجبهة وأقامة الدولة المحايدة دينيا والتي فيها الدين منفصل عن السياسة، وإن لم يكن منفصلا عن المجتمع الذي تتعايش فيه جميع الأديان والمعتقدات بحسب قانون عادل مأخوذ من القوانين العالمية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان..

    اذن انت تقول بصريح العبارة ان مفهوم الفكرة الجمهورية غير صحيح،وقد تجاوزه الواقع،
    باعتبار ان الفكرة نفسها تتحدث عن تطور الواقع،لكنها ترى في الواقع بداية ونهاية،
    وترى القرن
    العشرين مقدمة مهمة لنهاية العالم والتاريخ معا.
    المشاء
                  

02-04-2007, 02:40 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)

    عزيزي أسامة،
    لقد أرسلت لك كتاب "عودة المسيح"..


    ليس هناك تناقض أبدا.. فأنا عندما قلت أن
    Quote: "الشاهد أن الفكرة الجمهورية كان ينقصها التطبيق وليس التطوير في تلك المرحلة"
    كنت أيضا أقصد أن تطبيق الفكرة الجمهورية للحدود لم يكن ليتم قبل أن تملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا.. لو رجعت إلى منشور "هذا.. أو الطوفان" ستجد القول "ثم إن تشاريع الحدود و القصاص لا تقوم إلا على أرضية من التربية الفردية ومن العدالة الاجتماعية ، وهي أرضية غير محققة اليوم .." .. المهم أن الحركة الجمهورية لم تتح لها الفرصة لتطبق رؤيتها التي كانت ستبدأ بتحقيق الديمقراطية والإشتراكية والمساواة الإجتماعية.. أما قولك:


    Quote: لكنك سرعان ما تعود الى إعادة النظر في ما طرحته الفكرة الجمهورية حول الحدود،وهي فكرة متخلفة كثيرة عن القرن العشرين الذي تحتفي به الفكرة باعتباره قرن النضج،وباعتباره "نهاية التاريخ".


    ليس هو بالضبط إعادة نظر في الفكرة الجمهورية.. [أرجو ملاحظة أنني لا أعني الفكرة الجمهورية عندما اقول الحركة الجمهورية].. الحركة الجمهورية وصلت إلى طريق مقفول، وقد قلت ما اقتبسته أنت عني ووضعت تحته خطاً ولكنك ذهلت عن أنني أقصد الحركة الجمهورية وليس الفكرة الجمهورية.. تأمل قولي مرة أخرى وسأحاول توضيحه:
    Quote: فأنا اليوم مثلا لا أنادي بتطوير التشريع في السودان في هذه المرحلة كما نادت به الحركة الجمهورية سابقا، فهذا نفسه الآن قد تجاوزه الواقع الجديد.. بل أطالب بإلغاء قوانين حكومة الجبهة وإقامة الدولة المحايدة دينيا والتي فيها الدين منفصل عن السياسة، وإن لم يكن منفصلا عن المجتمع الذي تتعايش فيه جميع الأديان والمعتقدات بحسب قانون عادل مأخوذ من القوانين العالمية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان..

    فبالرغم من كل العمل والمجهود الذي أقوم به في التعريف بالفكرة الجمهورية وبسيرة الأستاذ محمود محمد طه وتاريخ الحركة الجمهورية، إلا أنني أن الجمهوريين لا يحتاجون إلى إقامة تنظيم تكون مرجعيته الفكرة الجمهورية، والحكمة تقتضي أن يفهموا أن تطور الحركة [إذا جاز لي التعبير بكلمة"الحركة"] الذي فرضه حدث الثامن عشر من يناير 1985، وأحداث أخرى كثيرة، تتطلب منهم المناداة بالدولة المحايدة دينيا..
    الحركة الجمهورية احتفت كثيرا بالقرن العشرين لأنه القرن الذي ظهرت فيه الفكرة الجمهورية منذ ميلادها وإلى أن توجت بموقف الأستاذ محمود، ولكنها لم تقل أن ذلك القرن هو نهاية التاريخ، بل تركت الأمر مفتوحا..
    ولك مني خالص المودة..
    ياسر
                  

02-04-2007, 05:23 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)

    عزيزي عبد الله،
    تحيتي ومحبتي،
    حسبتك ستستظرف مساهمتي التالية، فأتيتك بها من خيط للأخت هنادي يوسف. أرجو أن تجد فيها ما يفيد.

    Quote:
    العزيزة هنادي،

    تحية، طيبة، مباركة،
    ربما لا يعرف كثيرون بأن الشخص يمكن أن يكون شيوعياً، ويختلف مع ماركس في جزءية إنكاره للأديان وفضلها على البشرية. وحتى هذه نقطة إنكار ماركس لدور الأديان في التاريخ لم يكن ملطلقا. كما تعلمين، فإن ماركس عرف قدر نبينا الكريم معرفة تقاصرت عنها معرفة الكثير من المفكرين. ذلك حين قال بأن نبينا العظيم، محمد بن عبد الله، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، من أعظم القادة الإشتراكيين في العالم -وأظنه قال أنه أعظمهم. ذلك لأن النبي الكريم، العادل، الرؤوف، الرحيم، أذاب الطبقات حين اختار حياة الفقراء، وقد خير أن يكون نبياً ملكاً(فاختار أن يكون نبياً عبداً). ودعا للتساوي في الماء والنار والكلأ. ولنقرأها هكذا: تساوى نبينا مع الناس، ثم دعاهم للمساواة في الإنسانية وفي الموارد الطبيعية. وهنا رأي ماركس، بعقله الجبار، بأن التجربة الإسلامية حقيقة بالاحترام، وجديرة بالتأسي. وربما استنتج من دراسته لها مفاهيمه القائلة بأن العنف والقوة هما الوسيلاتان الوحيدتان للتغيير في المجتمع. وفي هذا الأمر تحدث الأستاذ محمود محمد طه باستفاضة في نقده للفكر الماركسي.

    أرجو مخلصاً أن تبحثي لنا عن أراء ماركس في التجربة الإسلامية، وأن تفيدنا بها ههنا، لكي يتحول الخيط إلى مجال رحب للحوار المتمدن، الراقي، الذي يجعلنا نطلب الحكمة ولو في الصين. وحين طلب منا النبي، عليه الصلاة والسلام، أن نطلبها في الصين لم يكن هناك إسلام، بالمعني التشريعي، ولا مسلمين. ولكن كانت هناك حكمة، وإلا لما طلب منا النبي، وهو لا ينطق بالهوي، أن نطلبها من الشرق القصي! كانت هناك البوذية، وهي أقدم من الإسلام. وفيها كثير من أوجه الحكمة والمعرفة.

    هناك الكثير مما يمكن أن يقال. ولكني أريد، باختصار، أن أساعد في توجيه الحوار إلى وجهة تناى بنا عن التنابذ والتراشق بالألفاظ. معتز رجل يقول ما يراه الحق. وليس من اللائق أن نحقر من شأنه. وليس من اللائق من جانبه أن يحقر من شأنك. التحقير من شأنه أن يحط من أقدارنا جميعاً. ولا فائدة تجنى منه غير التمرغ في نار الشعور بالذنب والتجافي عن أكرم الخصال السودانية الأصيلة التي تربينا عليها، في احترام الرجل للمرأة، واحترام المرأة للرجل، وقيم التسامح والتصالح مع الله، ومع النفس، ومع الآخرين.

    أرجو ألا تأخذك العزة بالنفس فتقولي أنك لا تحتاجين لمودة معتز. من منا لا يحتاج لمثقال ذرة إضافية من المودة؟ والمودة غير العطف الساذج. المودة الحقة لا تكون إلا بالاحترام الحق. والاحترام الحق لا يكون إذا كان أحدنا، رجلاً كان أو إمراة، ينظر إلى الآخرين من علٍ.

    أرجو مخلصاً أن يفكر الأخ معتز، تفكيراً عميقاً، في علاقته بمفهوم تطوير التشريع الإسلامي. ذلك لأن المسالة بسيطة، غاية في البساطة، الإسلام فيه مستويين من التشريع. تشريع يأمر بالجهاد، وتشريع يأمر بالاسماح والحرية الفردية المطلقة، حيث يترك الفرد حر يؤمن أو يكفر. والآيات الكريمة في ذلك مستفيضة، فلتراجع حيث نتحدث عنها بالتفصيل في كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام."

    عزيزي معتز،
    تحيتي ومحتبي،
    تلاحظ أنني ختمت رسالتي بطلبي للقراء لمراجعة كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام"
    ومرة أخرى أؤكد، كما فعلت في موضع آخر، هي الرسالة الثانية من الإسلام وليست "بعد الإسلام." والمعنى هو أن الرسالة الثانية، إنما هي مستقة من القرآن المكي، وهو الأصل، والرسالة الأولى مشتقة من القرآن المدني، الذي نسخ التشريع المكي بتحكيمه لآية السيف وآيات قوامة الرجال على الناس وغير ذلك من تشاريع حكم ذلك الوقت. أرجو مخلصاً أن تجد سعة من الوقت لمراجعة الفكرة الجمهورية في أصولها. وأؤكد لك بأنك ستجد فيها خلاصك من التناقضات الظاهرة للعيان في حياتك. أنت فنان، ومرهف، وأصيل في سودانيتك، مثلك مثل كثيرين من أبناء بلدي العظيم الذين غرر بهم وحش الهوس الديني، فشوه كيانه الأصيل.

    الرسالة الثانية من الإسلام تدعوك لتقليد النبي عليه الصلاة والسلام، حتى تبلغ مقامات التأسي به في الفكر والقول والعمل، فلا يصدر منك غير الخير، والدعوة للخير، ولو كان ذلك بأناملك الداعية للفضيلة والخير عن طريق الأكورديون. نعم، عن طريق الأكورديون! كان الأستاذ مصطفى سيد أحمد، الذي تحبه وتحترمه وتجله، إشتراكياً في حله وترحاله. وكان رجلاً صامداً في المظهر والمخبر. وكان منحازاً لأهلي وأهلك الفقراء والمساكين. وكان في كل ذلك، يترجم عن ميراثنا السوداني الأصيل في حب نبينا العظيم بالتأسي بقيم المساواة والعدل والحرية. وكنت أنت تترجم كلماته إلى لحن منساب.

    في تقديري المتواضع، فإن أناملك في فعلها ذلك، كانت تسبح بحمد الله، لأنها تغني للمساواة وللعدل والحرية. نعم، كانت تسبح باسم الله، العادل! وليس تسبيح اليوم مثل تسبيح الأمس، إلا في المعنى. أما الشكل، فيتغير، بتغير الأزمان. ذلك، ببساطة، لأن الأكوان، أحياء وأشياء، لم تتوقف عن التسبيح مطلقاً، ولا لثانية، بل ولا لمليون جزء من الثانية. ألم يقل جل شأنه أننا نسبح بحمده ولكنا لا نفقه أننا نفعل!

    ونحن هنا في هذا الخيط لا نملك فكاكاً من ذلك التسبيح، لأننا نخضع لإرادة الله القاهرة فيما نقول وما ندع. فليكن تسبيحنا من تسبيح المأجورين، لا تسبيح المأثومين! وليس في نهاية المطاف مأثوم أو مأجور. وفي هذا يطول الحديث. ولا أملك من الوقت ما يمكني من التطويل.


    الأخ الكريم الطيب،
    تحيتي وتقديري،

    تتسآل بتهذيب بالغ، ينبؤني عن من تكون:

    Quote: أين الفكرة الجمهورية الآن فى واقع الحياة السودانية ؟؟

    ما هى إسهاماتهم الآن فى مسيرة الحركة السياسية السودانية ، إن كانت هى حركة سياسية ؟ و ماهى إسهامات الفكرة الجمهورية فى الفكر السودانى ؟؟؟

    فأقول، في هذه العجالة:
    لولم تكن الفكرة ولا الجمهوريون موجودون لما كان سؤالك. ذلك لأنك تتفاعل مع كائن حي موجود إسمه الفكرة الجمهورية وكائنات حية إسمها جمهوريين حين تسأل السؤال نفسه، لأنك لا تسأل في فراغ، وإنما تسأل لأن هناك الكثير مما يتغشاك، من غبار الملحمة الجمهورية! أما إذا كان سؤالك عن أين الجمهوريون في الواقع السياسي اليوم، فاطمئن، نحن موجودون. وسترون، قريباً، سترون! ولا أجد وقتاً للتفصيل!!!!!!!
    ولنكتفي الآن نقاش الفكرة الجمهورية هل هي الحق، أم هي باطل. وللتذكر بأن سيدنا موسى عليه السلام لم يدخل الأرض المقدسة مع بني إسرائيل، على الرغم من ظنه أنه سيبلغها. ولتتذكر بأن السيد المسيح مات مقتولاً على الصليب، ولم تجد دعوته القبول إلا بعد مئات السنين من صلبه. وللتذكر بأن الدولة الإسلامية لم تبلغ أوجها إلا بعد رحيل نبينا العظيم إلى الرفيق الأعلى!
    لا تغرنكم ظواهر الأشياء! فإن الأشياء ليست دوماً كما تبدوَ!!!

    وسترون!!!!!!!

    أما سؤالك عن إسهامتنا في الحركة السياسية السودانية، فهي كثيرة لا يمكن أن أحصيها هنا. ولكوني شاركت في بعضها، فإني سأذكر بعضاً من ذلك البعض. ساهمت، وغيري من الجمهوريين، في تأسيس حركة القوى الجديدة-الحديثة، كما أساهم باستمرار في ترسيخ مشروع السودان الجديد من داخل منابر الحركة الشعبية وخارجها، وأساهم بفاعلية في كشف مخاطر مشروع الهوس الديني، كما أساهم في تقويمه وإعادة تقويمه باستمرار، دون تحامل أو مجاملة. هذا بالاضافة للكثير مما لا أشعر بضرورة الحديث عنه في الوقت الراهن.

    هذه مساهمة فرد جمهوري واحد، ضعيف، تكاد تهده الأحزان والأسى، فلا يجد في نفسه غير نموذج الأستاذ محمود محمد طه ليتشبث به، ليخرجه من الظلمات إلى النور. وحين أفعل تتدفق الحياة من كل أقطاري، لأن كل "أقطاري" هي السودان، ترجمه الأستاذ محمود محمد طه، في اللحم والدم، كما لم يترجمه سوداني من قبل.

    وكفى!!!!!!!

    قرائي الكرام،

    أرجو أن تقرأوا للجمهوريين قبل أن ترمهوم بما ليس فيهم. ويوم تفعلون ستعرفون من أين تأتي الخمرة التي تسكرنا، وتذيينا في أبينا الأستاذ محمود محمد طه، الذي ترجم عن الصوفية حين قالوا:

    نحن في لذة لو علمها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف

    نحن ملتزون، سكاري بدون خمر، إلا خمر المعاني التي توصلنا بالله العظيم. لذاتنا من القرآن، ومن خمر معانيه السامقات. ومن هذه الخمر نهل نبينا العظيم، محمد بن عبد الله، الذي ظنه قومه مسحوراً، مجنوناً. وما علموا أنه كان من خمر المعاني الإلهية يشرب. ومن يشرب من تلك الخمر يوصم بالجنون، نبياً كان أم لم يكن، لأنها خمر شديدة الإسكار، لا يكون الفاني فيها إلا باقياً بالحكمة وفصل الخطاب. وما الشارب من تلك الخمر بنعمة ربه مجنون، ولا سكران.

    وكما بدأنا هذه المداخلة بنبينا العظيم نختم بالخاتم العظيم: بالأستاذ محمود محمد طه، ودعوته لسلوك طريق خاتم الأنبياء، نبينا محمد بن عبد الله، أعظم الخلق أجمعين. وما الأستاذ محمود إلا دعوة محمدية أحمدية، مجسدة، تتقلب في جلالها ومن خلالها الذات المحمدية في أرضنا المحزونة هذه تقلباً ما برحت تتقلبه منذ بدء الخيلقة، ولا بدء ولا انتهاء، في قوانين الخلق، ولا في الكمياء، والفزياء والأحياء!!!
                  

02-06-2007, 00:26 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Haydar Badawi Sadig)

    عزيزي ياسر
    شكرا على ارسال كتاب عودة المسيح،
    وهو كتاب مهم ،
    وفيه نجد تلميح واضحا حول المسيح السوداني.
    وسأعود الى ذلك .
    بالنبسة لمفهوم القرن العشرين في الخطاب الجمهوري ،
    سأعود الى ذلك بمقارنة مهمة،
    ذلك ان العرن العشرين في الخطاب الاسلامي المعاصر "عير مشكور".
    وسنعود لذلك .
    المشاء
                  

02-07-2007, 03:08 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)



    الشكر موصول لجميع المتداخلين
    الأعزاء:
    ياسر
    حيدر
    أسامة

    ونرفع الشكر والتقدير للحوار الثري ،
    وسوف نعود بمداخلة

                  

02-08-2007, 01:29 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    ونرفع شكرنا لله، ولك يا عزيزي عبد الله، محبين، مقدرين، حامدين!
    لبيك من محب ولبيك من حبيب، في هذه الحضرة المباركـــــــــة
                  

02-08-2007, 03:39 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    الأحباء الكتاب :
    ياسر الشريف
    أسامة الخواض
    حيدر بدوي
    تحية واحتراماً

    من يقرأ لكم هُنا ، يكتشف أن الخلاف الهادئ ، وسوق الحيثيات بالدليل ، والخلاف بمودة هو عيِّنة لكيف يمكننا أن نحيل الخلاف في الرؤى ، والنظر في المادة المكتوبة والمادة الشفهية المنقولة من كثير من تلامذة الأستاذ ثم من بعد أصدقائه وأحبابه والمُقربين منه ، والذين يحضرون مجالسه إلى مادة ثرية.

    لقد تم نقل الكثير من مسلك مراجعة ما يقدم شفهياً في الندوات والمحاضرات العامة ، و التفاكُر والتصحيح كان ديدن الأستاذ بين تلامذته ، يُراجع ويتفاكر بدرجة عالية من المحبة للرأي المُخالف ولتقدير حسن النوايا من خلال الاجتهاد .
    إن هذا المسلك أرى أنه مسلك من حيث المُحتوى ومن من حيث طرائق نقاشه ومُراجعته ، هو مسلك كان سائداً بين الأخوة الجمهوريين منذ أكثر من رُبع قرن ،
    في حين أننا في بعض الحوار الذي يدور هُنا أو في معظم المنتديات السودانية ، على قدر كبير من الضيق بالرأي الآخر ، ولم يفِد كثير منا من هذا التُراث في التسامُح مع الرأي الآخر ، وتقديم الدفوع عن الرأي بتسلسل مرِن ، خالٍ من الغلظة .
    من هُنا لم يكن الإشادة بما تفضلتُم به إلا القليل مما يتعين على القارئ أن يحمده وللناقد أن ينهل ، ويختار من مُحصلة القراءة .

    ونرفع الكثير من الشكر والتقدير للمسلك ، ولمنهج الخلاف الذي تقدمونه بكثير من الأريحية وعذوبة النفس .

    شغلتني المشاغل إلا أنني سوف أعود من بعد أن تتيسر إلى :

    1/

    قصة الأيام الأخيرة للأستاذ بين تلامذته المُقربين ، ومعرفة استشهاده مُسبقاً قبل اعتقاله الأخير ، وسنعقد مُقارنة بينها وبين النص المنقول من الأناجيل حول العشاء الأخير للسيد المسيح بين حوارييه أو (الرُسل ) وكيف قدم لهم النبيذ والخُبز الجاف ، ونضع المُقارنة ليس من قبيل تأكيد الزعم حول صحة المقولة من أن هنالك من كان يعتقد بأن السيد المسيح سيعود في شخصه أم لا ، بل من قبيل المقابلة بين الشخصيتين من واقع ما هو متوفر لدينا ، وكلي أمل أن أحصل على كتاب السيد المسيح للأستاذ علني أُثري بقدر ما أستطع ، وأن أكون بمقام الكتابة على ضفاف ( القص ) على مسافة مُفترضة من ( النقد ) ، وأحسب أنني بذلك أنثر الكثير من الرؤى التي تُقدم الجديد .
    والشكر لكم ونواصل .




    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-08-2007, 05:35 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-08-2007, 05:32 PM)

                  

02-08-2007, 04:08 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي عبد الله،
    محبة لا ينضب معينها،
    أقترح على الأخوين الكريمين ياسر وأسامة أن يرسل أحدهما لك الكتاب فقد أرسله ياسر قبل أيام لاسامة. ثم أقترح أن ينشر الكتاب هنا، فهو ليس طويلاً بالصورة التي تشكل عبئاً بصرياً، بخاصة إذما أنزل منجماً. وهذه صنعة يتقنها عزيزي د.ياسر.
    لكم جميعاً وافر تقديري واحترامي، وشكري على إثراء حياتي بهذا الحوار المتدمن، الرفيع، الذي وجب أن تخلع عند الجلوس إليه النعلان وأن تواصل التلبية.
                  

02-08-2007, 06:45 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بالصوت.. حديث الأستاذ محمود عن أن الأصيل الواحد هو الحقيقة المحمدية.. (Re: Haydar Badawi Sadig)

    الأعزاء حيدر وعبد الله وأسامة وكل من يتابع هنا..
    الأخ عبد الله، أعطني بريدك الإلكتروني وسأرسل إليك الكتابين وأي كتاب آخر تطلبه..

    دار الحديث مؤخرا حول أن الأستاذ تشكك في أنه الاصيل.. أريد الآن أن أنقل لكم الحديث الذي دار في أبريل عام 1982 في جلسة للأخوان الجمهوريين عقدت خارج منزل الاستاذ في الساحة الغربية للمنزل.. وهي بالتالي لم تكن جلسة سرية وإنما علنية وكلام الأستاذ الذي دار فيها يمكنكم سماعه بالضغط على زر التشغيل.. وآسف إذا كان الصوت غير واضح.. الحديث يستمر حوالي 40 دقيقة إلا قليلا..

    عزيزي حيدر،
    اقتراحك بنشر الكتابين هنا اقتراح جيد فأرجو أن يوافق عليه الأخ عبد الله..
    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-11-2007, 12:03 PM)

                  

02-08-2007, 05:25 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزنا وحبيبا الكاتب ياسر

    أثنيت علينا ، من فيوض محبتك ... ولا رد لقضاءٍ فصل تُفاحة
    الرأس ، وقذف بها إلى فضاء سحيق .
    وقف مَعلوم في ظلمة حوله وفضاء فسيح من فوقه .
    جثا على ركبتيه ورفع كفيه وقال :
    إلهي ، امنحني القوة لأغير الأشياء التي لا أستطيع تبديلها .

    من فوق الروؤس والسماوات تحلِّق أجنحة الفراديس تطلبك ، تُخاطرُكَ ...
    وها أنت تستجيب .
    تعال سيدي نرمي النرد وننظر بَختنا :
    مع أي الزخارف اقترن قمرك ؟ ، والتّف من حول كويكبات لا تعرفها كُتب العرافين .

    لك المحبة مجددأ ، ولحوار بعضنا أن يتصل ، ففيه
    خيرنا وخير من يقرأ . وفيه نعمتي حين ينكفئ قِدْرَكَ بما فيه من عِطر ،
    فتغمرني رياحينك أنا ذهبت .
    لك اليد فأنت بما أثريت رب الدار . قدور الطيوب تندلق على صفحات السماء
    بكثير من النِعم ، ونحن من بعد نتعجل الفرح .

    لك ما شئت ، فتستحق ذكرى الأستاذ محمود أن نقطُف من كرزها ،
    وتستحق رياحينه أن نتجول بساتينها النضرة . ذكرى ليست لمآل رجل ،
    بل لمآل رؤيا تفتحت في تاريخ بلادي ذات بُرهة من بُرهات الكون .
    شكراً لك وابقي دوماً بالبيت .

    مع الكاتب أسامة ينعم المرء وهو يرى نور العقل المُفكر يرفرف في السماء ،
    والحبيب حيدر ينثر وده بيننا ويجلب لنا القطوف دانية .

    لم تعُُد النافذة التي فتحناها إلا بيت ينعم برحيق الأذهان المُفكرة ،
    وننعم جميعاً بزاد الفكر متلألئاً بقناديله .

    لكم جميعاً المحبة قبل الشكر .

    بريدي الإلكتروني :

    [email protected]
                  

02-08-2007, 10:25 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخوان الجمهوريون
    عودة المسيح

    الطبعة الأولى الخميس 25 ديسمبر 1980
    17 صفر الخير 1401

    الإهــداء:
    إلى الإنسانية !!
    لقد أظلنا عهد الرسالة الخاتمة !!
    الرسالة الثانية من الإسلام ..
    في مستوى الرسالة الثانية الإسلام ليس دينا بالمعنى المألوف في الأديان !!
    وإنما هو دين الفطرة – فطرة الله التي فطر الناس عليها –
    الناس – كل الناس – من حيث أنهم ناس !!
    وفطرة الله في الناس إنما هي العقل الصافي، والقلب السليم !!
    الإسلام في هذا المستوى هو نقطة التقاء جميع الأديان !!
    هو دين التوحيد – توحيد الفرد البشري في داخل كيانه !!
    وتوحيد المجتمع البشري بمختلف أقطاره وألوانه !!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (( ونفخ في الصور فصعق من في السموات، ومن في الأرض، إلا من شاء الله، ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون  وأشرقت الأرض بنور ربها، ووضع الكتاب، وجيء بالنبيين، والشهداء، وقضي بينهم بالحق، وهو لا يظلمون.))
    صدق الله العظيم..
    المقدمة:
    هذا الكتاب مبشر بقرب مجيء المسيح الأخير.. وذلك في مناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.. وبشارتنا بهذا المجيء ليست تهويما وراء الأخيلة، أو تعزيا بالأماني، مما يؤدي إليه العجز عن مواجهة مشاكل الواقع.. كما هي ليست نظرية فلسفية، أو مجرد نبوءة دينية.. وإنما مجيء المسيح ضرورة يمليها الواقع البشري المعاصر، وتؤدي إليها التطورات التاريخية تأدية طبيعية.. ثم تجيء النصوص الدينية، في سائر الكتب السماوية، لتؤكد هذه الضرورة الحياتية الماثلة.. ثم إن بشارتنا بمجيء المسيح ليست قفزا في الفراغ، وإنما هي تقوم على منهاج عملي يجعل ذلك المجيء ممكنا، ومحتوما..
    فالبشرية اليوم إنما تواجه تحديا مباشرا لبقائها لم تشهده من قبل.. تحديا يواجهها كفصيلة من الخلائق عليها أن تتواءم مع بيئتها الجديدة وإلا كان مصيرها الانقراض، كما جرت بذلك سنة الله في الأولين.. أما بيئتها هذه الجديدة فهي تتمثل في الوحدة المكانية التي تمت للبشر بتطور وسائل الاتصال، والمواصلات، مما يقتضي أن يقيم البشر علائقهم على الإسماح، والمحبة، اللذين يليقان بالجيران.. كما تتمثل هذه البيئة الجديدة فيما برهن عليه العلم المادي، بعد فلق الذرة، من أن المادة طاقة مجهولة الكنه، وأن البيئة الطبيعية بيئة غير مادية، وإن كانت مادية المظهر- هي في حقيقتها بيئة ( روحية)، أو قل ( فكرية).. مما يقتضي أن تقام حياة البشر على وحدة ( فكرية) تتواءم مع هذه البيئة ( الفكرية)..
    ولقد قطعت البشرية شوطا بعيدا نحو الوحدة، وذلك من حيث لا تشعر.. وحاجتها اليوم إنما هي إلى الفكر المسدد، المستقيم، ليوجه هذا التطور المسدد نحو الوحدة، فيسرع بخطاه.. فإن الصراع الدولي قد تمخض أخيرا عن انقسام هذا العالم إلى معسكرين: المعسكر الشيوعي، والمعسكر الرأسمالي، مما لم يتفق للبشرية من قبل بهذه الصورة الشاملة.. وهذه الثنائية إنما هي أقرب المنازل إلى الوحدة.. كما أن البشرية قد توصلت، عبر الصراعات الطويلة من أجل الحقوق الأساسية للإنسان، إلى مؤسسة دولية واحدة تتجه إلى جمع كافة الأمم كأعضاء فيها، ليلتزموا بميثاق واحد، وليحتكموا إلى قانون دولي واحد، وليخدموا المصالح الدولية المشتركة في السلام والرفاهية.. وهي منظمة الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية الدائرة في فلكها، كمحكمة العدل الدولية، وهيئة اليونسكو وأخواتها.. وهذه المنظمة الدولية، وعلى قصورها المتمثل في عدم مقدرتها على تنفيذ قراراتها، والمتمثل، أيضا، في خضوعها، بصورة أو بأخرى، لدى اتخاذ القرارات الكبيرة للقوى الكبرى التي تشكل مجلس الأمن، إنما هي خطوة جليلة تعبر عن حاجة البشرية الماثلة إلى الحكومة العالمية التي توحد إدارة الكوكب، وتقيم علائق أممه على القانون الدستوري الذي يلقى التنفيذ والاحترام من سائر الأمم..
    إن مشكلة العالم اليوم هي مشكلة السلام.. وهي هي المشكلة الناجمة من عجز الفلسفات، والأنظمة العالمية في حل المعادلة الصعبة، وهي التوفيق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة، بحيث يصبح الفرد هو الغاية من كل سعي جماعي، وبحيث تصبح الجماعة أبلغ وسيلة لإنجاب ذلك الفرد الحر. ومشكلة السلام العالمي هي، في الحقيقة، مشكلة السلام الداخلي في نفس كل فرد بشري.. هذه المشكلة التي تتمثل في ظاهرة القلق التي استشرت فغزت كل المجتمعات، حتى صح أن يسمى هذا العصر عصر القلق.. وهذا القلق إنما هو تعبير عن يأس الفرد المعاصر من الفلسفات، والأنظمة، في حل مشاكله المعيشية، وفي التجاوب مع تطلعاته إلى الحرية، وفي الإجابة المقنعة على لغز مصيره المجهول في هذا الوجود، وهو يتطلع إلى التواؤم مع بيئته الاجتماعية، والطبيعية، والحضارية الجديدة.. كما أن هذا القلق، من جهة أخرى، إنما هو بمثابة أوجاع المخاض التي يعقبها الميلاد الجديد للحياة البشرية، وهي تنعم بالسلام والرفاهية، بعد ركام هائل من العذابات عبر القرون..
    فالحاجة اليوم إلى السلام تكاد تبلغ الحاجة إلى الماء والهواء.. لا سيما وقد انقسم العالم إلى معسكرين لا يملكان سبيلا لفض الصراع بينهما إلا سبيل الحرب، فبلغا في سباق التسلح بينهما مبلغا أهدرت معه الإمكانيات الاقتصادية العالمية، مما شكل أزمة اقتصادية عالمية لم تشهدها البشرية من قبل، وأهدرت معه، أيضا، سيادة وحرية الدول الصغيرة التي صارت مسرحا للصراع على مناطق النفوذ بين المعسكرين، فصارت كل دولة صغيرة منها إنما هي بالضرورة، أرادت أو لم ترد، دائرة في فلك أحد المعسكرين لحماية نفسها من خطر المعسكر الآخر.. وحتى صار الحد من الأسلحة الاستراتيجية، ناهيك عن نزع السلاح أمرا مستحيلا.. وصارت الحرب العالمية الثالثة خطرا ماثلا.. وهي إنما ستعني نهاية الحضارة البشرية، وانقراض النوع البشري نفسه!!
    ومن الجانب الآخر، صار الدين، من حيث هو دين، يواجه نفس التحدي المصيري الحاسم!! فصار عليه إما أن يستوعب هذه المتغيرات الجديدة المذهلة، فيجد الحلول للمشاكل الفردية والجماعية التي تختلف، من جميع الوجوه، عن المشاكل التي توفر الدين في الماضي على حلها، وإما أن يخلي السبيل لتنفلت القافلة البشرية إلى العلمانية وإلى الإلحاد!! التحدي الذي يواجه الدين هو بهذا الحسم.. وبذلك صار العالم مهيئا ومحتاجا ومستجيبا لكل عوامل التغيير.. وهو تغيير لا بد أن يكون جديدا لم يسبق له مثيل حتى يكافئ هذا الواقع الجديد الذي لم يسبق له مثيل أيضا..
    العالم يحتاج إلى رجل هو من صفاء الفكر، وسداده، وشموله، بحيث يوحد هذه الأمم، فكريا، في مذهبية واحدة، هي تتويج لكل الديانات، ولكل الفلسفات التي قطعت بالبشرية كل الشوط الماضي الطويل.. رجل يوحد هذه البشرية في حكومة عالمية واحدة تتألف من حكومات قومية تقوم كل منها على دستور إنساني يتوفر على حل التعارض البادي بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة اللتين أشرنا إليهما آنفا.. وبذلك، وبذلك وحده، يحل النظام، ويحل السلام في الأرض..
    البشرية تحتاج إلى رجل يقدم من نفسه، نموذجا للكمالات الإنسانية التي يشير، إلى حتميتها وإمكانيتها، رأس سهم التطور البشري منذ الأزل.. وهي الكمالات المتمثلة في كمال الحرية الداخلية من الخوف والجهل، وهما مصدر كل نقائص الحياة البشرية.. البشرية محتاجة إلى رجل استطاع أن يتواءم مع البيئة البشرية، والطبيعية، والحضارية الجديدة، فيتحدث بلغة العصر، وهي السلام، ويملك المفتاح لحل معضلات المشاكل العالمية المستعصية، بالمنهاج العلمي..
    البشرية تحتاج إلى رجل يقيم المدنية الجديدة التي تؤلف بين القيم الروحية ومظاهر الوجود المادي، بحيث تضع القيمة المادية في مكانها الطبيعي كوسيلة، فحسب، ولكنها لا غنى عنها، للقيمة الأخلاقية.. كما قال محمد: (( الدنيا مطية الآخرة)).. وكما قال المسيح: (( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان))..
    البشرية محتاجة لرجل يبرهن بكمال فكره، وكمال شعوره، على جدوى ممارسة المنهاج الديني، في العبادة، والمعاملة، وعلى مقدرة الدين التي لا تنفد على استيعاب تطور الحياة مهما تشعب، فيقدم الدين في المستوى العلمي الذي ينفخ الروح في هيكل الحضارة المادية، ويوحد بين الأديان، فيجمع البشرية على دين واحد– وعلى فكرة واحدة.. فينفتح، بذلك، دورة جديدة للحياة البشرية لم تشهدها البشرية من قبل..
    البشرية محتاجة إلى رجل يطبق قوانين العدالة الاجتماعية الشاملة، في الرسالة الثانية من الإسلام، والتي تعين كل فرد على تحقيق فرديته، ويبرز منهاج ( الفردية) عند النبي محمد، بحيث يرتفق به كل فرد ليبلغ به فرديته الخاصة.. البشرية تحتاج إلى الإنسان الكامل.. المسيح.. المخلِّص، في هذا المستوى العلمي الرفيع..
    وأول الدلائل على هذه الحاجة الماثلة إلى المسيح ( المخلِّص) هو مشكلة الشرق الأوسط التي تهدد مشكلة السلام العالمي كله.. فمشكلة الشرق الأوسط، في حقيقتها، إنما هي صراع عقيدي بين أهل الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، على الأرض التي نشأت عليها هذه الديانات.. أليست مدينة القدس اليوم هي محور هذا الصراع العقيدي؟؟ وهو، في الحقيقة، صراع بين أبناء عمومة واحدة جدّها الأكبر إبراهيم عليه السلام.. وهذا الصراع إنما يعبر عن بلوغ التعصب العقيدي مبلغا صار لا بد للبشرية أن تتجاوزه لمستوى أكبر منه في الدين، حفاظا على بقائها وسلامها.. فالتعصب العقيدي، إلى جانب أنه لا يحل مشكلة، إنما هو مهدد للسلام العالمي بصورة محتومة..
    إن مشكلة الشرق الأوسط لا يحلها إلا المسيح، وهو يجيء بالسلام، فيوحد الأديان الثلاثة بعد أن يرى أهل هذه الأديان الحقيقة الواحدة!! فعلى أهل هذه الأديان أن يتفطنوا لدورهم الأساسي في قيادة البشرية بدين السلام، وعليهم أن يمهدوا أرضهم التي يقتتلون اليوم عليها لتكون عرش المملكة السماوية وهي تنزل اليوم إلى الأرض.. طوبى لمن عمل لها، وحلم بها، ولم يهدأ له بال حتى يراها ماثلة.. طوبى له وحسن مآب!!
    توحيد الأديان الثلاثة
    يقوم توحيد الأديان الثلاثة، عندنا، على الفهم الدقيق لطبيعة كل دين منها.. فلقد بعث موسى إلى مجتمع قريب عهد بقانون الغابة، ولذلك دعته التوراة إلى مجرد العدل ( النفس بالنفس، والعين بالعين)، وكادت أن تقتصر عليه، وهو أقرب إلى طبيعة النفس البشرية البدائية.. فجاءت تشاريع التوراة في طرف البداية، مما يقابل الغلو في المادية.. ثم جاء المسيح بتشريع يشد الناس إلى طرف النهاية، كرد فعل مقابل لما كانت عليه الحياة من الغلو في المادية، فقام الإنجيل على الغلو في الروحانية، بصورة أقرب إلى الوصايا الخلقية الرفيعة، المعلقة فوق ذلك الواقع البدائي.. ولذلك قال المسيح لتلاميذه: ( سمعتم أنه قيل عين بعين، وسن بسن، وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا).. ثم جاء الإسلام، على عهد محمد، وسطا بين طرفي الغلو في المادية، والغلو في الروحانية ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا، لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدا).. وكذلك جاء الإسلام جامعا للخصائص التي يلتقي عندها أهل التوراة، وأهل الإنجيل.. فجمع القرآن، في سياق واحد، بين خصائص اليهودية، وخصائص النصرانية، وذلك حين يقول: ( وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا، وأصلح، فأجره على الله، إنه لا يحب الظالمين).. فقوله ( جزاء سيئة سيئة مثلها) يقابل قول التوراة الذي حكاه المسيح حين قال ( عين بعين وسن بسن) وقوله ( فمن عفا، وأصلح، فأجره على الله، إنه لا يحب الظالمين) إنما يقابل عبارة الإنجيل في التسامح: ( وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا) كما تقابل، وبصورة أتم، عبارته الأخرى: ( أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردنوكم). فالإسلام، بذلك، إنما يتدرج بالنفس البشرية، فيضع لها قاعدة العدل، التي تقابل بدائيتها، ثم يربيها بمنهاجه في العبادة، والمعاملة، حتى تصير قادرة على العمل في قمة العفو، مما هو أقرب إلى الطبيعة البشرية الأصلية.. فالإسلام بذلك إنما يتجافى عن مستوى البدائية التي وجدت عليه اليهودية الناس، ثم، هو، في نفس الوقت، يضع المنهاج الذي يجعل وصايا المسيح الأخلاقية ممكنة التطبيق.. وعلى ذلك يتم توحيد الثالوث الإسلامي: اليهودية، والمسيحية، والإسلام..
    ولذلك فقد جاء الإسلام برسالتين: رسالة أولى في طرف البداية، هي مما يلي اليهودية، ورسالة ثانية في طرف النهاية، هي مما يلي المسيحية.. والرسالتان مضمنتان في القرآن، وقد جاء بهما، معا، محمد، خاتم الأنبياء.. وتقوم الرسالة الأولى على الشريعة الإسلامية التي تنزلت إلى واقع الناس البدائي في القرن السابع الميلادي، ولذلك قامت على الوصاية- وصاية المسلم على غير المسلم، ووصاية الحاكم على الرعية، ووصاية الرجل على المرأة- ومتعلقها القرآن المدني الذي جاءت أحكامه ناسخة لأحكام القرآن المكي، في حين تقوم الرسالة الثانية على السنة النبوية، وهي مستوى عمل النبي في خاصة نفسه، ولذلك قامت على الحرية، ومتعلقها القرآن المكي المنسوخ بشريعة الأمة، المحكم في حق النبي.. ولذلك فقد جاءت الرسالة الأولى مفصلة، في القرآن، وظلت الرسالة الثانية مجملة، فيه، لم يقع عليها التفصيل إلا في معنى ما عاشها النبي.. وسيجيء المسيح الأخير ليفصلها، ويطبقها، على مجتمع القرن العشرين الذي أعدته المسيحية واليهودية والإسلام، في رسالته الأولى، إلى هذا المستوى الرفيع.. وظاهرة الرسالتين، بين القرآن المكي والقرآن المدني، إنما تلاحظ بجلاء في نصوص القرآن.. مثل ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين لله، فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) من القرآن المدني الذي يمثل مستوى الرسالة الأولى، ومثل ( وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر) من القرآن المكي الذي يمثل مستوى الرسالة الثانية..
    ومجيء المسيح الأخير إنما هو مرتبط ببعث آيات القرآن التي كانت منسوخة في القرن السابع لتكون هي صاحبة الوقت اليوم، وبنسخ آياته التي كانت محكمة، وكانت صاحبة الوقت في القرن السابع، وعليها قامت الشريعة.. فإذا انبعثت هذه الآيات المنسوخة فقد ارتفعنا بالإسلام من المستوى العقيدي إلى المستوى العلمي، وفي هذا المستوى لا يتفاضل الناس بالعقيدة، أو الجنس ( من ذكر وأنثى)، وإنما هم يتفاضلون بالعقل، والخلق.. فلا يسأل الإنسان عن عقيدته، أو جنسه، وإنما يسأل عن صفاء الفكر، وإحسان العمل.. وفي شريعة الرسالة الثانية هذه- وهي الشريعة الدستورية المستمدة من الدستور الإسلامي- لا يقع تمييز ضد مواطن بسبب دينه، أو بسبب جنسه.. وهذا الدستور لا يسمى، في الحقيقة، إسلاميا، لأنه لا يسعى لإقامة حكومة دينية، وإنما يسعى لإقامة حكومة إنسانية يلتقي عندها، ويستظل بظلها كل البشر على قدم المساواة في الحقوق والواجبات.. ومصدر هذا الدستور القرآن لأنه موظف لجلاء الفطرة البشرية، من حيث هي بشرية.. جلائها من رواسب الجهل والخوف، حتى تبرز فطرة العقل الصافي، والقلب السليم.. الإسلام في هذا المستوى هو دين الفطرة، كما جاء في القرآن: ( فطرة الله التي فطر الناس عليها.. لا تبديل لخلق الله، ذلك الدين القيم).. وهو الدين الذي تلتقي عنده كل الأديان، فإن البشرية- من لدن آدم حتى مبعث محمد- لم تعرف الدين إلا في مستواه العقيدي.. وفي هذا المستوى ( كل حزب بما لديهم فرحون).. والرسالة الثانية من الإسلام التي يجيء المسيح الأخير لتطبيقها، والتي نبشر نحن بها اليوم، لنجعل مجيئه ممكنا، إنما هي القمة التي تتوج مرحلة العقيدة من كل الأديان، كما تتوج كل التراث البشري، وهي تقدم الدين في مستواه العلمي لأول مرة في التاريخ.. وهو ما عنينا بتوحيد الأديان..
    البشارة بمجيء المسيح في التوراة
    لقد بشرت الأديان الثلاثة بمجيء المسيح، وبصورة تكاد تكون واحدة.. فأهل هذه الديانات إنما هم ينتظرونه، ويترقبون ظهوره.. وهذا ( التوحد) بينهم، في الانتظار والترقب، إنما هو، في حد ذاته، دلالة على أصل الوحدة في هذا الثالوث الإسلامي، كما هو إشارة بتحقيق الوحدة بينهم في المستقبل الموعود..
    أما في التوراة فقد جاء في أشعياء الإصحاح الحادي عشر: ( ويخرج قضيب من جذع يسي، وينبت غصن من أصوله، ويحل عليه روح الرب.. روح الحكمة والفهم.. روح المشورة والقوة.. روح المعرفة ومخافة الرب.. ولذته تكون في مخافة الرب، فلا يقضي بحسب نظر عينيه، ولا يحكم بحسب سمع أذنيه، بل يقضي بالعدل للمساكين، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض، ويضرب الأرض بقضيب فمه، ويميت المنافق بنفخة شفتيه، ويكون البر منطقة متنيه، والأمانة منطقة حقويه)
    ( فيسكن الذئب مع الخروف، ويربض النمر مع الجدي، والعجل والشبل والمسمن معا، وصبي صغير يسوقها، والبقرة والدبة ترعيان.. تربض أولادهما معا، والأسد كالبقر يأكل تبنا، ويلعب الصغير مع سرب الصل، ويمد الفطيم يده على جحر الأفعوان لا يسوؤه.. ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر، ويكون في ذاك اليوم أن أصل يسي القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله مجدا) انتهى.
    هذه البشارة في التوراة بمجيء المسيح الأخير الذي ينتظره اليهود إنما تستوجب الإيمان بالمسيح الأول، وبمحمد، حتى يكتمل الثالوث، من هذه الأديان الثلاثة، فيجيء توحيد الثالوث على يدي المسيح، في أخريات الأيام، فتتحقق الخلافة البشرية على الأرض، كما تحققت يوم خلق الله آدم قبل أن يهبط إلى الأرض.. هذه الخلافة هي ملكوت السماء وهو يتحقق على الأرض.. وهذا الخليفة هو ( الملك) الموعود، وهو، في الحقيقة، آدم الثاني.. ورد في القرآن: ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون!!)
    البشارة بمجيء المسيح في الإنجيل
    والإنجيل يفيض بالبشارات بمجيء المسيح الأخير.. حتى لا يكاد المسيح الأول يبشر بأمر غير هذا المجيء العظيم.. وصلاة المسيحيين الأساسية كما علمها إياهم المسيح، إنما هي دعاء من أجل هذا المجيء.. وفيها: ( أبانا الذي في السموات: ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض) انتهى.. فإن مجيء ملكوت الرب إنما هو تمام الخلافة البشرية على الأرض، كما أن تطابق المشيئة الإلهية في السماء مع المشيئة الإلهية في الأرض إنما يعني دخول البشر في الأرض كافة في دين واحد يمثل المشيئة الإلهية الواحدة، كما يدخل أهل السماء في هذه المشيئة أو الدين..
    وفي الإشارة إلى وراثة البشر في الأرض لملكوت السماء- وهي التخلق بالصفات الإلهية- جاء قول الإنجيل ( متى الإصحاح الخامس والعشرون) هكذا: ( ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة والقديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده، ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء، فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم) انتهى.. وعن مجيء المسيح المنتظر بعيد حالة الحيرة والاضطراب التي تسود العالم، والتي إنما نجد علاماتها في عالم اليوم، يقول الإنجيل: ( لوقا الإصحاح الحادي والعشرون): ( وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم.. وعلى الأرض كرب أمم بحيرة.. البحر والأمواج تضج، والناس تخشى من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة لأن قوات السموات تتزعزع. وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحابة بقوة ومجد كبير..) انتهى.. بيد أن المسيح الأخير هو الإنسان.. وكماله هو في ( إنسانيته) التي تتسامى إلى الأخلاق الإلهية، فتعيشها، وتجسدها، وذلك هو نزول ملكوت السماء إلى الأرض.. وهذا التجسيد هو المشار إليه بمجيء المسيح ( في سحابة) أي في جسد من أصل الماء.. و ( القوة) التي يجيء بها إنما هي قوة الفكر المسدد، المستقيم.. القوة الفكرية والخلقية..
    البشارة بمجيء المسيح في القرآن
    وعن مجيء المسيح الأخير، مجسدا للأخلاق الإلهية، في قمة ما أوصى به النبي محمد: ( تخلقوا بأخلاق الله إن ربي على سراط مستقيم)، يقول القرآن: ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة، وقضي الأمر، وإلى الله ترجع الأمور).. لاحظ التطابق بين تعبير ( السحابة) في الإنجيل وتعبير ( الغمام) في القرآن..
    وعن مجيء المسيح الأخير جاءت البشارات النبوية تترى، وهي عميقة الدلالات على مجيئه بالرسالة الثانية من الإسلام- وبشريعتها هي- لا بشريعة الرسالة الأولى.. فعن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها) رواه البخاري ومسلم والترمزي وابن ماجة وابن أبي شعبة وابن مردويه وغيرهم.. وفي رواية أخرى: ( ثم تقع الأمنة على الأرض حتى يرتع الأسد مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، وتلعب الصبيان مع الحيات) وفي رواية أخرى كذلك: ( يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا) انتهى.. لاحظ روح السلام التي تعم الأرض بمجيء المسيح الأخير في كلا بشارتي المسيح الأول، ومحمد، به، والتي ستنتهي بها جميع صور العداوات على الأرض.. وملء الأرض عدلا إنما هو، في القاعدة، بتحقيق العدالة الاجتماعية الشاملة ( الاشتراكية والديمقراطية والمساواة الاجتماعية التي ينمحي بها التمييز بسبب العقيدة أو الجنس).. وفي عبارة ( ويفيض المال حتى لا يقبله أحد) إشارة إلى ما ستفضي إليه الاشتراكية، بزيادة الإنتاج وعدالة التوزيع، من شيوع خيرات الأرض حتى لا تضيق بأحد.. كما أن عبارة ( ويضع الجزية) إنما تعني وضع الجزية عن الناس، أي رفعها عنهم، وفي ذلك إشارة إلى نسخ آيات السيف، وسائر آيات الوصاية في القرآن المدني، التي هي ظل لآية السيف، ومنها آية الجزية، وذلك ببعث، وإحكام آيات الاسماح في القرآن المكي.. وكل أولئك إشارات واضحة إلى أن مجيء المسيح إنما هو بالرسالة الثانية من الإسلام يطبقها على سائر الناس كشريعة عامة بعد أن كانت شريعة فردية خاصة بالنبي الكريم.. وهي المعنى المقصود بإحياء السنة في أخريات الأيام.. فإن السنة هي شريعته الفردية كنبي، بينما كانت الشريعة هي الشريعة العامة التي طبقها على الناس كرسول..
    ولذلك فإن المسيح الأخير إنما هو المسيح المحمدي في معنى أنه يجيء بالرسالة الثانية من الإسلام التي عاشها محمد، وظلت مدخرة، في القرآن، وفي سيرته، لتعيشها بشرية القرن العشرين.. وفي ذلك يقول القرآن عن محمد: ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد).. وعن ذلك جاءت عبارة ابن عباس ( عجبت لمن ينتظر عودة المسيح، ولا ينتظر عودة محمد).. فمحمد عائد في معنى ما ستحيي البشرية من سنته- وهي الرسالة الثانية من الإسلام التي هي نقطة التقاء الأديان جميعا.. المسيح القادم هو الحقيقة المحمدية تتجسد على الأرض، فتضع البناء الفوقي على صرح الدين الذي بنى منه كل نبي ورسول من اللّبنات بقدر حكم وقته..
    خاتمــة
    نحب في هذه الخاتمة أن نتوجه إلى المسلمين بما نعني بالإسلام في مستواه العلمي، حتى يتفطنوا إلى حقيقة دينهم، فيقبلوا عليه بفهم جديد، في هذا العصر الذي اتسم بالانجازات العلمية المادية الهائلة، حتى صار يعرف بعصر العلم.. فلا بد للدين، في عصر العلم المادي، أن يكشف عن مكنونه من العلم الروحي.. فتتم المزاوجة بين العلم المادي، والعلم الروحي، بعد جفوة مفتعلة طويلة سببها جهل الناس بحقيقة الدين، وحقيقة العلم المادي..
    الإسلام في مستواه العلمي هو ما عبر عنه النبي الكريم حين قال ( الإسلام دين الفطرة) أخذا من الآية الكريمة ( فأقم وجهك للدين حنيفا، فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله، ذلك الدين القيم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون).. ثم قال في تفسير الفطرة ( كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه) وهو يعني هنا كل مولود بشري، فالناس كلهم، كفصيلة، يختلفون عن فصائل الحيوانات الأخرى، ولكنهم يتفقون فيما بينهم في الفطرة، وهي العقل، والمقدرة على التفكير.. ( وكل مولود يولد على الفطرة) أي يولد بقلب سليم وعقل صاف.. ولا عبرة بالفطرة في هذه الصورة لأنها لا تقوم على التجربة.. فإذا عايش الطفل المجتمع، بدءاً بأسرته تبدأ تجربته، فيأخذ دين أبويه.. حتى إذا درج في مدارج التطور أخذ يزداد خبرة، في المجتمع الكبير، وأخذ يدخل في صراع الحياة اليومي من أجل تأمين نفسه، بدافع الخوف والطمع، فأخذت تلك الفطرة تنطمس، وتنمحي، بما يرين ( يغطي) عليها من معايب السلوك مما عبر عنه القرآن بقوله: ( كلا!! بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).. وبقدر ما يفقد القلب من سلامته، بقدر ما يفقد العقل من صفائه، فينشل عن التفكير السليم، ويلتوي مع الهوى.. ومن ههنا مشكلة السلام الداخلي في نفس الفرد البشري والتي تنشأ منها وتتسع مشكلة السلام العالمي بأسره.. ووظيفة الإسلام، في مستواه العلمي، بما هو دين الفطرة، أن يرد الناس، كل الناس، إلى سلامة القلب، وصفاء العقل، ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).. والذي حقق السلام مع نفسه، بذلك، إنما هو قد حقق السلام مع البيئة التي يعيش فيها- كل البيئة، في شتى صورها.. وهو ما نعني بتواؤم الفرد البشري مع البيئة..
    الإسلام في هذا المستوى إنما هو علم نفس.. وظيفته تحرير النفس من رواسب الخوف والجهل التي طمست فطرتها.. وهو بهذا إنما يطب للظاهرة العالمية من القلق، والحيرة، والاضطراب، والعقد النفسية، مما صار يعرف ( بمرض المدنية)، والذي تفشى في سائر المجتمعات، مما تدل عليه الإحصاءات في عيادات الأمراض النفسية والعصبية في كل العالم.. الإسلام، بهذا المستوى العلمي، كعلم نفس، إنما يرد البشرية إلى طلبتها الأساسية، وهي تستكنه مجاهيل الفضاء، والبحار، والأرض، بوسائل العلم الحديث والتكنولوجيا، وهي لا تشعر أنها إنما تبحث، في الحقيقة عن النفس البشرية.. وبالعلم بالنفس يتم الموعود القرآني ( سنريهم آياتنا في الآفاق، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق.. أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد؟؟).. الإسلام بهذا المعنى إنما يخاطب الفطرة البشرية، من حيث هي بشرية، بغض النظر عن فوارق واختلافات العقيدة، والجنس، والعنصر، واللون، واللسان، والموطن.. وهو بهذا المستوى يمكن أن يجمع كل أهل الديانات، وأهل الفلسفات، حيث لا تجد البشرية حلا لمشاكلها الفردية والجماعية إلا فيه..
    الدين في هذا المستوى هو محتوى الرسالة الثانية من الإسلام.. وهي مراد الدين الحقيقي في حين أن الرسالة الأولى لم تكن إلا مرحلة نحوه.. لقد جاء محمد، في العهد المكي، ( بنبوة أحمدية)، و ( رسالة أحمدية)، فدعا إلى الإسلام في مستواه العلمي، فلم يستجب له، وذلك لقصور المجتمع يومئذ، فأمر بالهجرة، وجاء عهد المدينة، ونسخت ( الرسالة الأحمدية)، وأحكمت ( الرسالة المحمدية)، فأصبح محمد ذا ( نبوة أحمدية) و ( رسالة محمدية)، فدعا إلى الإسلام، في مستواه العقيدي، فاستجيب له..
    وسيجيء المسيح الأخير ( بالنبوة الأحمدية)، وهي سنة أحمد خاتم النبيين، و ( بالرسالة الأحمدية)، فيدعو إلى الإسلام، في مستواه العلمي، كما دعا إليه النبي في أول أمره في العهد المكي، وسيستجاب له، هذه المرة، وذلك لنضج المجتمع، وطاقته، الفكرية، والمادية، الهائلة.. هذا الفرق بين ( الأحمدية) و ( المحمدية) هو ما يشير إليه قول المسيح الأول فيما يحكيه القرآن: ( وإذ قال عيسى بن مريم: يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم، مصدقا لما بين يدي من التوراة، ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد.. فلما جاءهم بالبينات قالوا: هذا سحر مبين).. فالنبوة هنا، في الحقيقة، إنما هي بمجيء ( الرسالة الأحمدية) التي سيطبقها المسيح المحمدي على الناس بعد أن طبق عليهم محمد ( الرسالة المحمدية).. ذلك بأن ( الرسالة المحمدية) تنزُّل من ( الرسالة الأحمدية) اقتضاه حكم الوقت الماضي، ونحن لا نرى إلا أن البشرية قد استعدت اليوم ( للرسالة الأحمدية) وهي التي بها يجيء المسيح رسولا!!
    لقد ختمت النبوة بمحمد، ولم تختم الرسالة، بمعنى أنه قد جاء بالرسالة الأولى ( الرسالة المحمدية) وبالرسالة الثانية ( الرسالة الأحمدية)، كليهما، موحى إليه بهما في القرآن، فعاش، في نفسه، الرسالة الثانية ( كنبوة أحمدية)، ولم يطبق على مجتمعه إلا الرسالة الأولى ( الرسالة المحمدية)، وذلك بعد ظهور قصور ذلك المجتمع عن شأو ( الرسالة الأحمدية) مما أوجب الهجرة من مكة إلى المدينة بعد ثلاثة عشر عاما من الدعوة ( بالرسالة الأحمدية)- الرسالة الثانية من الإسلام.. وسيجيء المسيح المحمدي ليطبق الرسالة الثانية ( الرسالة الأحمدية) على المجتمع المعاصر.. ولذلك فإن الرسالة لم تختم.. ختمت النبوة، ولم تختم الرسالة.. وأدل الدلائل على عدم ختم الرسالة هو بشارة النبي الكريم نفسه بمجيء المسيح ليطبق شريعة الرسالة الثانية، وينظم الحياة البشرية وفقها، فيختم هو الرسالة!!
    إننا لا نقدم الدين اليوم إلا في هذا المستوى العلمي الذي يخاطب العقل، ويسعى لإقناعه بالحقائق المستمدة من الواقع البشري، ومن التطلعات البشرية، ومن مجرى التطور في الحياة البشرية.. فنحن لا نتوكأ على النصوص، ولا نستثير العقائد، ولا نطالب بمجرد الإيمان، ولكننا إنما نرى ضرورة، وحتمية، مجيء المسيح، من ضرورة، وحتمية، الحل الذي تتطلع إليه البشرية المعاصرة لجميع مشاكلها، الفردية، والجماعية.. والإنسان الكامل ( المسيح) إنما ظل هو متعلق أحلام الفلاسفة، والأدباء، والفنانين، منذ أقدم العصور، كما هو متعلق نبوءات الأنبياء، والقديسين، والصوفية في سائر الأديان.. ففكرة ( الرجل الخارق) التي هي، اليوم، مادة فنية مشوقة للإنسان المعاصر إنما تدل، أعمق الدلالة، على ما ينطوي عليه هذا الإنسان من الأشواق إلى مجيء الإنسان المستطيع، الكامل الاستطاعة، الذي تملي مجيئه الضرورة الحياتية الماثلة.. وليست الجماعات التي أخذت تبشر ( بالمسيح) في أوربا، وأمريكا، وآسيا، تحت شتى المسميات، إلا، كذلك دلالة على تلك الأشواق المستمدة من ضرورة وحتمية مجيئه..
    إن على المسلمين لأن يتفطنوا إلى هذه الحقائق الجليلة التي ينطوي عليها دينهم، والتي أخذت اليوم تظهر، بظهور الحاجة إليها، والطاقة بها، فيتهيئوا لتوقع التغيير، الغريب، الموعود، بذهن مفتوح، وصدر متسع، ونفس سمحة.. إنهم يملكون مفتاح الكنز بأيديهم، فحري بهم أن يكتشفوه، هم، فينشروه، هم، على العالمين، وإلا فإن الوعيد بالإبعاد لهم بالمرصاد: ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم)!!



    هذا الكتاب
     إن مشكلة العالم اليوم هي مشكلة السلام!!
     توحيد الأديان الثلاثة.
     البشارة بمجيء المسيح في التوراة.
     البشارة بمجيء المسيح في الإنجيل.
     البشارة بمجيء المسيح في القرآن.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 8:   <<  1 2 3 4 5 6 7 8  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de