دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
في وداع هاشم : ( أبكي يا عيني دمعة ما تخليها فيكِ )
|
في وداع هاشم: ( أبكي يا عيني دمعة ما تخليها فيكِ )
تأجل الزفاف .. ، ولم تكتَمل فرحة العاشقَين الجُدُد يوم غيابك الأبدي . انطفأت الثُريات واندلقت قِنان الطيوب ، فالأجساد لمَنْ تتعَطر ؟ تعوي كل كلاب الدًُنيا ، فهاشِمٌ ميرغني قد رحل . ترمَّلت الأغنية العاشقة ، لبست السواد وقالت :
( يا ريت هَواك لَي ما انقسم ) .
يا سيد العُذوبة والنضار .
يا قِبلة العاشقين الذين تخضبت مشاعرهم بنقشك الفخيم . خففتَ أنت علينا حِمل أن نتحدث فصيحاً في العِشق . شَققت صدورنا وغرزت زنبق الماء بحُمرته ، والشقائق بأرجوانية ألوانها ونثرت عِطر البنَفسج .
علمتنا كيف نتخفى من وراء إفصاحك الثري ، فنُهدي غناءك لمن نُحب . ألجمتنا سكون الرهبة ومُتعة أن نستمِع وأنت تشدو إنابة عَنَّا.
عَلِق غَيمُكَ في سماوات الجفاف ، وأمطرتَ لؤلؤياً جمَّل أيامنا .
أنتَ تعرف أننا لا نُتقِن أن نُزين المحبة بالكلام المعسول ، ففَرو البداوة لم يزل مستوطِناً فينا ، لم تهُزه أعاصير الزمان ولم تُزحزحهُ حجارتها الثقيلة . كنتَ سيدي وَجهنا عندما نقرأ أوراد التمنِّي ، وسلطاننا عندما يخفُق القلب من وهج اللحظة .
لديَّ قَريبةٌ من أهلي ، لا أعرف ما الذي يكون قد حلَّ بها عند سماعِها نبأ رحيلَك ، فأنا الآن بعيد عن الجميع أتخفى بين أحراش المهاجر و أعتصر الألم وحدي . قبل عقد من الزمان وأكثر كنتُ بجوارها و وزوجها وهما على مسير ساعة زمان من بوابة العسل . بينهما وبين العُشرة الحميمة أن أوصلتهما إلى دارٍ للصفاء بسكنها من بعد زحام الأهل والمهنئين . كنت أنت سيدي سامر ليلنا ، بغنائكَ كنتَ دوحةً تُكسر غرابة عالمهما الجديد. ينظُران لبعضهما صامتين وأنت تُسرِف في التفاصيل الحنينة ، مالكاً أنتَ السَّمع والفؤاد . أغشت الأبصار ما أغَشت و الدُنيا حولنا طيِّعة ترقُص ، صنعتها أنتَ لنا من حفرِكَ في زُخرُف أشجاننا بألحانك الواجِدَة . تصنع من الحُزن بُكائية فارهة تُغسل أنفُسنا مما بها . تغوص ماهراً في عميقِ بحارنا ، حتى هبطت علينا الصواعق ، تبكيكَ :
يا زمن ما بتنسى أصلَك حالتي قايلَكْ إنتَ نَاسي لا بتَجِيب الفَرحة عُمرَك لا مرَّة هَوّنتَ القواسي
أو حين تتدفق ألحانك تحنُو ، وتغدق عليها من فيحاء جِنانك ، فنلبس نحن ثياب العاشقين اليتامى نبكي لبُكائهم ، عندما كتب الشاعر :
لمَّا نِحنا بَدينا ريدنا أصلوا ما قَايلِين بِنَشقَى كُنا قَايلين قدر نِيتُو كل زول في الدُنيا بِلقى تاري لمَّا دُروبنَا لمَّتْ لينا كانت خَاتَة فُرقَة وأصلوا ما قايلين حَنانَكْ يا زمن بِتشيلُو حُرقَة أبكي يا عيني فُراقَا دَمعة ما تخليِّها فيكِ والزمان الشَالة مِِنِكْ تَاني شِن خَلاهُو ليكِ
ألف سلام عليك في مراقد الجنان الوارفة بإذن مولاكَ . تأتيك ما تشتهي الأنفُس ، و تُغرد من حولك عصافير الأفنان تُذكِّرك بفعلِكَ فينا . فلتهنأ الأرواح هائمة بسامرها الطروب .
عبدالله الشقليني 08/06/2006 م
|
|
|
|
|
|
|
|
|