إن العمر معقود على أرجل الحمام الزاجل . يرقبنا منذ صراخ الجنين أول الخروج من دفء الرحِم وإلى الوداع حيث ابتسام المُغادرة عند الغيبة الكُبرى . فاجعة أخرى ، يصفعنا الدهر برحيلك يا "عثمان " ... يا من ثبَّتَ القلوب على لمعان الوجد وبريق المحبة . مرَّت رياح السمومِ على بساتين المُبدعين التي كانت تُسامر الفراش والنسمات التي تُفرح الأرواح و تُجلي القلوب . نضبت الجداول التي كانت تُسقينا ماء الحياة .
عندما جلستَ "للحن "محراب النيل "التي صاغها الشاعر " التجاني يوسف بشير" من بعد عقودٍ مرت على رحيله في ريعان صباه ، دار في ذهني حديث الكاتب القاص : "عثمان حامد سليمان "حين ذكر أن من وراء حُجب الغمام التي ظللت رحيل الكثيرين من مُبدعينا وقت إزهار شبابهم شُبهة أيادٍ آثمة أسهمت في اغتيالهم وقت النشُوق وتوق الثمار إلى النهوض . منهم "معاوية محمد نور" و"مصطفى بطران" و"خليل فرح " و " كرومة "
من يُحلل عُقدةً من لساني ؟
من يقدر على تجرُع كأس الوطنية حتى الثُمالة مثلك يا " عثمان " ؟ ،يا جليس ملائكة النغم ، تتجول أنتَ معها في بَهو خيالك الوثاب . تقفز أنتَ بين الرُبا وفي ذهنك مسبحٌ يملأ الأفق هو "سليل الفراديس"يزحف على صدره بطول الوطن من أقصاه إلى أدناه ، باسطاً الخضرة والعُشب والشجيرات والأشجار ، وأرضاً للفلاحة وماء من السماء يُحيي به أهلنا جنة دُنياهم إن رغِبوا ويُفسحوا للنِعَم وهي تلتفُّ من حولنا لعلنا ننتبه أن الكون أكثر رحمة مما كُنا نَحسب.
جلست أنتَ يا "عثمان " في قممك العالية ونسجتَ سجادة العُمر الغنائي : ـ
أنت يا نيل يا سلسل الفراديس -- نبيل موفق في انسيابك حضنتك الأملاك في جنة الخلد -- ورفت على وضئ عبابك وأمدت عليك أجنحة خضرا -- وأضفت ثيابها في رحابك فتحدَّرت في الزمان وأفرغت -- على الشرق جنة من رضابك
عرَّجتَ بنا السلالم الموسيقية لأقصى رُدهات الرقة ثم هبطتَ بنا إلى أدنى عتبات الغلظة تصطفي النقائض وتستنفر التآلُف بين الأشتات . قرَّبت لنا قصة النيل العظيم المختبئة في بطن الأساطير القديمة والديانات الأوَل وهي تُراوح مكاناً بين الخوف والرهبة والرزق الممدود والفيضان الغضوب ساعة ائتمار الجداول عليه في الخريف فيخرج بعنفوانه ، يضرب بأجنحته الأُفق.
جلست سيدنا أنتَ للدنِّ وشربتَ من رياحين الشوق والوجد والمحبة للنيل الذي تدفق من بعد أن تحركت صفائح الكرة الأرضية ذات زمان قديم وانزلق النهر لَدِناً من بين التضاريس .شق التلال والهضاب و صنع الأحراش والغابات والآكام من الصحارى الجرداء . داس على الطين والرمل والحجارة ليكتُب لمن تجمعوا على شواطئه :
" هنا الرزق الوفير المَطير"
من أي الأكوان الإبداعية هبط شهابك يا " عثمان " علينا ؟ تخيرتَ أنتَ من بطن التاريخ قصيدةً تمتدح مَنْ يستحق المديح . حفرت في المناطق الرخوة مكاناً لحرير الوجدان .جئتَ تُآخي شاعرنا " التجاني " وتُقاسمه محبته للسلسبيل الفضي البهيج . وَقَفْتَ غيمة في كبد السماء وبدأت الهطول دواما. سيدنا "عثمان" في مقامك الرحيب :
" أوفيت وما قصَّرت "
نذكرك منذ أيامك الأولى ، ترقبُ الأوتار وصنيع سحرها من يد الصدوق الراحل عمنا : كامل السيد حمدون وأنتَ تُنصِتْ للنغمات تتلوى على جسد الإسماع . جرَّبتَ أنت ثم تدربت ، ثم تفككت تُربة الإبداع لتُنبِت سُنبلةً ثم شجرة باسقة بأغصان النغم الشجي .
جمَّلتَ أنتَ وُجداننا . فرشت دَواخِلنا لمراقد الهناء وتوسدتَ وسادة العِشق الرومانسي . التقيت بدُرر الشاعر" التجاني " التي "حفها النيل واحتواها البرُ " ، " صحى الدُجى من غِمده وتَغَشاكَ في الأسرّة فَجرُ ". ذاك بشعره الأخاذ وأنتَ تنحت التماثيل من الموج المُتلاطِم ! .
ألف سلام عليك في مراقد الهناء ، يرزقك مولاك بإذنه ظلاً ظليلا وثمراً وفيراً في الجنان التي خصَّ بها أحبائه الذين اصطفى، وترى أنتَ ما لا عين رأت ولا أذنٌ سمِعتْ ولا خطر على قلوبنا جميعاً .
هو عثمان حسين ملك الرومانسية المتوج فى قلوب العذارى والكهول معا مولده كان العام 1928 بدا مسيره الفنى فى الاربعينات ضمن كوكبة ظلت راسخة فى قلوبنا جاء من اقصى الشمال ليلقى بعصى الترحال اولا فى ديم التعايشة ثم الى اماكن اخرى فى الوجدان والخاطر الترزى كنت تلك بداياته مع حركة النغم حركة ماكينة الخياطة وهو يفصل (التيبان الافرنجية ) ثم انداحت تلك الاصوات من ماكينة الخياطة الى اوتار العود الذى كان فى البيت كان طه حسين شقيقه يغنى وكان هو يتمنى ان يفعل (يسارق) الى الغرفة فى غياب الاخ الكبير ويعبث بالاوتار حتى قوى عود العزف لدنه فبات يغزو اماكن الكبار عبر الفنان عبد الحميد يوسف ولما اشتد ساعده رمى الى الساحة بنبال صوته والتقى شاعر الفراش الحائر قرشى محمد حسن وتلك كانت اولى اغنياته وقدمه هذا الى بازرعة فانبت ذلك التلاقى ما ظلت تتغنى به الاجيال جيلا بعد جيل كسرمد طاف بالقلب ودار حول الروح الى الابد ولم تنتهى رحلته لان السر دوليب كان ايضا حاضرا وكان محمد يوسف موسى وعثمان خالد وقبل كل اولئك كان سلسل الشعر ينساب حين تغنى لسليل الفراديس صاحب الاشراقة وشاعر النيل التجانى يوسف بشير هل اوفيناك سيدى ؟ لكنى ما توانيت ان كنت قد حملتك بين جوانحى وكتبت عنك قبل سنين طويلة كتبت صفحة كاملة فى جريدة الاتحادى العام 1994 وحين طالعها صديقى الراحل الكد كاد يبكى لكنى حزينة لانى فقدت تلك الوثيقة التى حاولت فيها الى رد جميلك علينا لكم احبتتك واحببت اغنياتك والحانك وصوتك العبقرى يغسل جواناياتنا لك كل الرحمة مولاى لانك تستحقها ولك الفردوس مقاما
06-08-2008, 03:40 PM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
إلى سيدة القص والنسج والرواية : الأستاذة سلمى بنت الشيخ
مثلكِ حملنا موج الشوق حيناً من الدهر ، وتسلقنا رُبى بازرعة ، وكتبنا كيف أحال ثماره الحلوة بين أيدينا في زهو الشباب ونضار العُُمر
وفي ذكرى نجمنا السامق : عثمان حسين لم يتسع لنا الحزن أن نُفرغ من هم الرحيل وزرافات المبدعين ترحل كأن حالنا قد أغضبها . كتبنا عن بازرعة منذ زمان ورفيق أغانيه عثمان حسين : حسين بازرعة بمنظار أشعاره
لن تمنع جيشاً جراراً من الأحاسيس فرادى وجماعات ، أن يتسلَقنَّ رُبى ( بازرعة ) . خيل شعره أروع صهيلاً ، وحوافرها على الأرض أكثر نعومة . قُطوف أزهاره ومُخيِّلته الجامحة تُعطرنا ، عندما يروي الحِكايات مُخصبة بالدموع الفرِحة وهي تبكي ، تُذكي تراثنا الفني بفيض شجي . تتقلب نيران الهوى قرباً وبعداً ، الجفاء يتقَفَّى أثر الحنين . الفراق ينفث نيرانه و الأحزان السود تُطبق على الأنفس . القرب وحلاوة اللقاء ، ونضارة المُحبين وهم ينهلون من واحة العِشق ، ويشربون ولم تزل أرواحهم عطشى .
من يسبح في بُحيرة الشاعر ( بازرعة ) ، يدخل معبداً فخماً ، أعمدته تتعملَق إلى السماء فارهة . ترى الحمائم في ردهات معبده ، تقف مكان خِراف معابد الدنيا وقد طوَّفها التاريخ من حولنا . لقد تسنى للأصول المهاجرة من حضرموت منذ القِدم أن تنهل من أرض السودان عبر شواطئه ، وترفده تلاقحاً و محبة وإبداعاً يتفرَّد .
)بازرعة ( هو سيف العِشق الجمعي حين يتلألأ ، وأقاصيص عِشقه من دفئ محبة جثمت على مواضينا وطرحت ثماراً يانعة في الوجدان . كتبتْ الشِعر يدٌ عَفرها غُبار التربة البِكر ، وخضبها نسيج اجتماعي فاره ، حتى نهضت من الثنايا بعض أساطير الهوى . ينمو طفل النفس غنياً بالرؤى كأن عِفريتاً من الجِّن جَلس في مؤخرة رأسه قبل أن يشب عن الطوق . يثري ) بازرعة ( وجداننا من فيض يطفح ، يتلفَّح هو بُردَة العِشق ، يحتمي بها من لظى ظُلم المحبين . نكرانهم يلتهب وتتوهج نيرانه تقدح الذهن متألقةً ، ويكتُب الفؤاد ماذا جَرى . نقلت مشاعره أشعاره ، وعلى رُبى الإبداع جلس مع ( عثمان حسين ) ، وابتنيا معاً هرماً من أهراماتنا الغنائية ، التي مسَّت الوجدان منذ منتصف القرن الماضي . لكل أغنية أقصوصة ، تقف أنت في محرابها تتفكر ، شِعراً ولحناً وغناءً ، لا يعرف فك طلاسمها إلا من عرف الأبجدية التي تتحدث بها أغنياتنا السودانية ، دروب الأحبة وهم يركضون بين أزقتها الضَيقة ، وسرقة اللحظة الملائكية من بين مخالب نُسور المجتمع المحافِظ . إنه إنجاز شعب كتبته أيدٍ مُبدعة ، يتوهج هو على الدوام ، تعبق رياحينه وأنت تزيح أغطية كُنوزه كل مرة . ومن تحت السراديب تُنقِب أنت فلا تروي ظمأً ، لكنك حين تقرأ شعر ( بازرعة ) ، كأنك تَسري ليلاً وتلبس عباءة ألف ليلة وليلة . الهجران والشكوى والوشاية والبكاء والنجوى تتناثر أشلاؤها هُنا وهناك ، فنار الذكريات تبُث حرارتها من تحت الرماد ، ولا تجد من رفيق سوى البُلبل الصداح . تفرَّست وجهه وأنا أشاهده مع الإعلامي المرموق ( الجُزَّلي ) في لقاء على التلفاز منذ زمان ، تأملت العينان يبرقان بما يُشبه الدمع كأن الماضي قد نهض بكل أوجاعه . كم هو رائع سيد القلوب الرحيمة ، وقد لون بهاء الحُزن القديم وجهه وأنت تنظر .
يحق لنا أن نتجول ونتطوَّف الآن بعض مقاطع ِشعر ( بازرعة ) الذي تغنى به المبدع ( عثمان حسين ) . لن نرضي مُحبيهما ، إذ لن نُصيب إلا النذر اليسير . ملامح من قبس إبداع ( بازرعة ) وهي تتقصى أثر قلوب تنزف مما فعلت بها الدنيا . نشتَّم ملامح شَخصه النبيل يتنفس كالصبح من بعد فجرٍ فاقع الاحمرار . كتب ( بازرعة ) في ( أنا والنجم والمساء ) : ـ
أنا والنجم والمساء ... ضَمّنا الوجد والحنين جَّف في كأسنا الرّجاء ... وبكت فرحة السنين آه يا شاطئ الغَد ... أين في الليل مقعدي
من أي الأكوان الإبداعية هبط شهابك يا " عثمان " علينا ؟ تخيرتَ أنتَ من بطن التاريخ قصيدةً تمتدح مَنْ يستحق المديح . حفرت في المناطق الرخوة مكاناً لحرير الوجدان .جئتَ تُآخي شاعرنا " التجاني " وتُقاسمه محبته للسلسبيل الفضي البهيج . وَقَفْتَ غيمة في كبد السماء وبدأت الهطول دواما. سيدنا "عثمان" في مقامك الرحيب :
" أوفيت وما قصَّرت "
أستاذنا الأديب المرهف عبدالله الشقلينى
(أوفيت وما قصرت) ، أعزيك وكل قرائك فى الفقد العظيم
عثمان حسين و بازرعة زرعا فى دواخلنا كلماتٍ وأنغاماً خوالد
نسأل الله الرحمه والمغفرة لعثمان حسبن
مع تقديرى
06-13-2008, 01:01 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
الدكتور عز الدين هلالي...علمٌ في المسرح والشعر الغنائي . وهو من الذين جملوا وجداننا بأثواب الشعر الغنائي الرخيم .
خصنا الدكتور بنشر قصيدة رثاء في حق الراحل الفنان عثمان حسين . ونأمل ألا نُخطئ الإملاء . أرسلها لعناية مدونة " سودانيزأونلاين " رسالة من هاتفه النقال . ويبعث بالشكر الجزيل لكل من أسهم في غسل مآقينا .
النص :
يا أيها الظل الوريف ...إلى روح الفنان عثمان حسين .
شرفٌ لكَ ، ألا يُجيدَ مُنافقٌ ما نعيَكَ ، يا أنتَ يا لا لمْ تُغنِ بغير للوطن الجميلْ ، يا أنتَ يا لا لمْ تُغنِ بغير للنيل الأصيلْ، يا أنتَ يا لا لمْ تُغنِ بغير للحبِ النبيلْ ، شرفٌ لكَ . هذا زمان الإفك والتدليس والشَرَف النـزيفْ . هذا زمان البائعين نفوسَهُم كذِباً و زيفْ . شرفٌ لكَ ، أن لم تُغنِ بغير للوطن النظيفْ . أن لمْ تُبايع غير للدين الحنيفْ. شرفٌ لكَ ، ياأيها الظلُ الوريفْ
Quote: الدكتور عز الدين هلالي...علمٌ في المسرح والشعر الغنائي . وهو من الذين جملوا وجداننا بأثواب الشعر الغنائي الرخيم .
خصنا الدكتور بنشر قصيدة رثاء في حق الراحل الفنان عثمان حسين . ونأمل ألا نُخطئ الإملاء . أرسلها لعناية مدونة " سودانيزأونلاين " رسالة من هاتفه النقال . ويبعث بالشكر الجزيل لكل من أسهم في غسل مآقينا .
Quote: لا و حبك و لن تكون ابدآ نهايه................
عبد المجيد قرشي تحيات زاكيات
نعم لن تكون أبداً نهاية ، فقد سجل الراحل اسمه في سجادة المبدعين التي لا تبلى . قيثارة المحبة وكمان الشجن و ظل العاشقين ومُسدار الشعر الفَرِح .. من بستان مُخيلته انداح ل هذا الفرح . شكراً لك معنا بوجودك تغتسل مآقينا
06-10-2008, 03:37 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
لن تُغير حُبنا السامي وِشايَة ـ بازرعة ـ لعصمت والأحباء
عزيزنا عصمت العالم والأحباء جميعاً ( بالمَعزَّة البينَّا بى أحلى الصِلات ) أكتُب لكم : ـ
من يقسِم بالحُب من شُعرائنا ؟ بازرعة هو الباذخ ..عيناه أصدق ساهِرة . (لا وَ حُبَكْ ..لن تكون أبداً نهاية ) لقد سقت سيوف عِشقه سُموم اللوعة . العُيون هي من رأت الفتنة ، ترنو إلى الحُسن في القسمات . يأسره العِتاب ويُغري شاعِرنا الحنان الدافق . ذاق شاعرنا المُرّ بين بساتين العذاب . من يُسامر معشوقته ويتودد إليها ، وقد نهلت من طيب الوطن ، وتزينت بزينته ؟. فاردٌ هذا العِشق ، كصيد أعجبه الطِراد في الأحراش بأعشابها الناعِمة ، تجوّلت عيناه الساحِرتين ، تتبع المكيدة المُختبئة : ( حُبنا أكبر من الدنيا.. وأطول من سنينا ) أمام المُحَلفين توشح بازرعة إزار العاشق . بصوته الخصيب رونقاً ، قدم دفُوعه : ( فيه من وطني المُسالِم أحلى طيبة وأحلى زينة ) . وحده في الساحة ، ونظرات العُشاق تلاحقه تقول : ـ قِف يا سليل الزمن العُذري . أنت قائدنا ، لن تُكذب في وجه الحُزن . جاء (عِطر البنفسَج )شاهِداً ، تردد وتلعثم . نظر بازرعة على يمينه في القفص الموشى بالحُزن ، ونظر العاشِقة التي سقته المُر على اليسار ، ثم تماسَك وقال : ـ أشهد إن العاشق ناصِعٌ كبرق الشرق الموعود . جاءني ذات مرة ، جلس وعيناه تلمعان . قدَّمت له النَدى الصباحي فغسل وجهه . إنه بريء كحمل البريَّة ، لمَ تريدون صلبه ؟
جاء ( العَنبر ) وأقسم بقسم بُقراط المحبة وقال : ـ
ــ هذا النقي هو الضحية . شرب قلبه كؤوس المرارة والعذاب ، وتلك الفاتنة ، الساحرة هي من خلب لُبه .
أطرق القضاة ، تهامسوا ثم طرق كبيرهم بمطرقته : ــ رُفعت الجلسة . وقفنا جميعاً .
وقبل الوداع اقتربت سيدة مُلثمة بثوب عفافها ، روائحها تُغازل النسيم . أمسكت بشِباَكْ القفص . نظرت بازرعة وهَمست : ـ لن يتوقف الشلال عن الهُطول من الهضاب العالية . يتبعه الرزاز الآسِر ، وكريَّات الماء المُتلألئة الصفاء . عذبة ، طفولية النضار . سأُحضر ( الأقحُوان) و (القَرنفُل ) و (الأزاليا ) و ( ذنبق الوادي ) .. سيشهدون إن عِطرك قادِم من زمان ( كُثيِّر عزّة ) ، ( وجميل) الذي صرعه العِشق . لا تبتئس ، كُلنا معك .
جاء الميعاد مُسرِع الخُطى . احتشد الجمع ، وغصَّت الساحة بالمُعذبين . همس رجل وقور في أذن كبير القُضاة ، ثم هزَّ الأخير رأسه موافقاً . اعتدل الجميع ،هنالك مًهلة أخيرة قبل النُطق بالحُكم .
على رُسلِك يا ( عثمان حسين ) . الدُنيا كلها ستسمعك . ( مَحمَديَّة ) بأصابعه على القوس ، وبدأت الدُنيا المُشرِقة : قدِم الدعاش وانفرجت السماوات تَسمَع :
لو خلاص أنكرت حبي في النهاية لا وحُبَّكْ ولن تكون أبداً نِهاية إنتَ عارِف نَظرَتَكْ هي البداية وما بتغيِّر حُبنا السامي وِشاية . . . . . . . . كنتَ وحدك يا حبيبي اخترت قلبي وكنت حَابك كُنتَ من أيام بتسأل عني خِلاني و صِحابَكْ كنت تتمنى أصف حبك واستجلي شبابك رُحت تغريني بحنانك مرة تهجرني بعتابك كل يوم تزرع حياتي بالأمل ويهون عذابك . . . . . . . . . فجأة في قمة شُعوري قلتَ فيك أجمل غُناي فجأة إتبدل مصيري ألقى أحلامي وسباي . . . . . . . . لا وحبك يا وحيدي مستحيل تبقى النهاية حُبنا أكبر من الدنيا وأطول من سنينا فيه من وطني المسالم كل طيبة وأغلى زينة فيه من عاطفتي معنى الإلفة و العُشرة العميقة يسعِد العُشاق صداها وتفرَح الدُنيا الحَزينة برضو يحصل تَنسى عُشك في النهاية لا وحُبَّكْ ولن تكون أبداً نِهاية إنتَ عارف نظرتك كانت بداية وما بتغير حبنا السامي وشاية
Quote: لا وحبك يا وحيدي مستحيل تبقى النهاية حُبنا أكبر من الدنيا وأطول من سنينا فيه من وطني المسالم كل طيبة وأغلى زينة فيه من عاطفتي معنى الإلفة و العُشرة العميقة يسعِد العُشاق صداها وتفرَح الدُنيا الحَزينة برضو يحصل تَنسى عُشك في النهاية لا وحُبَّكْ ولن تكون أبداً نِهاية إنتَ عارف نظرتك كانت بداية وما بتغير حبنا السامي وشاية
thank you Abdullah thank you
06-27-2008, 08:53 AM
محمد سنى دفع الله
محمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 11025
يا ايها الظل الوريف الى الفنان عثمان حسين شرف لك الا يجيد منافق ما نعيك انت يا لا..لم .. تغن بغير الوطن الجميل.. انت يا لا.لم تغن بغير ، للحب النبيل شرف لك .. هنا زمان الأفك والتدليس .. والشرف النزيف . هذا زمان البائعين نفوسهم كذبا ،، وزيف .. شرف لك .. ان لم تغن بغيرللوطن النظيف.. ان لم تبايع .. غير ، للدين الحنيف .. ان لم تناد بغير للحب الغفيف ان لم تصاحب غير ذي الحرف الشريف شرف لك ،،، يا ايها الظل الوريف د. عزالدين هلالي
07-04-2008, 05:32 AM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
كذلك أنتم يا أهل الإبداع المسرحي ، نفاذون إلى البواطن .
كان عثمان كذلك ، من بعد كنس الوجدان ومحاولة محو الذاكرة العاشقة ، انتظر الوجدان الصحو من الظلام ، وجاء موعد تكريم عثمان وتقاطر الذين نزعوا فنه من أرشيف الفن والحق العام يتبارون في مقام رحيله !
06-27-2008, 03:14 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
تنوع عثمان حسين بين شعرائه كما تنوعت موسيقاه ، نذكر بعضها ونرجو من يذكرني إن أخطأت نسبة الأغنية للشاعر : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ الأغنية : الشاعر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حارم وصلي مالك : محمد بشير عتيق الفراش الحائر : حسين بازرعه الوكر المهجور : حسين بازرعه من أجل حبي : حسين بازرعه بعد الصبر : حسين بازرعه لا و حبك : حسين بازرعه أجمل أيامي : حسين بازرعه أنا والنجم والمساء : حسين بازرعه عاهدتني : حسين بازرعه القبلة السكرى : حسين بازرعه قصتنا : حسين بازرعه حبي : حسين بازرعه شجن : حسين بازرعه لا تسلني : حسين بازرعه حبيب الروح : حسين بازرعه محراب النيل : التجاني يوسف بشير عشرة الأيام : عوض أحمد خليفة خاطرك الغالي : عوض أحمد خليفة ربيع الدنيا : عوض أحمد خليفة
شتات الماضي : عوض أحمد خليفة
خلي قلبك معاي شوية : عوض أحمد خليفة
يا ناس لا لا : عبد المنعم عبد الحي اللقاء الأول : قرشي محمد حسن غرد الفجر : عبد الرحمن حجازي خاتم المنى : عثمان خالد قلبي فاكرك : السر دوليب عارفنو حبيبي : إسماعيل حسن أحبك : محمود سراج مات الهوى : صلاح أحمد محمد صالح أوعديني : الزين عباس عمارة
*
07-04-2008, 04:37 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة