منْ يمُد ذراعاً من قصر واشنطون ، إلى مطار بغداد ؟ ( مقدونيا ) الجديدة مرة أخرى . واستشارية الخِصيان تنهض من ركام تاريخ قديم . تقف على عتبات حضارة... و تدُك حصونها .خمسمائة ألفٍ من كنوز ممالِك العهد التليد ، تبعثرت . نامت على صدور السابلة المُترفين . يا مُستباحة الزمن الفاجرِ في كُل حين ، مدِّي خيوط أنوار النيون ، تُضيء وهجاً في ذاكرة الثكالى . هنا عناقيدٌ من الحَلمات ، تُرضِع الدمَ لصغار حيتان تَيتَموا ،وأنا الباكي . يا نادِّلة ... أعينيني ، واسكُبي سطلاً من الحُزن على رأسي . و دعِ الحِجارة تُفرِج عن مسامها للجذور لتُحيي نباتاً يابِساً ، يشرب من سُمٍ زعاف . منْ يقف على أمشاط رجليه ، وينظر الأفق العالي ليستريح ؟. منْ يُلبِس حياتي سيرتها الجديدة ؟ تضحك في المرآة أدمُعي مطراً ، قطراته من الفُكاهة والضَّيمَ . منْ يَفُضّ غِلاف الديك الرومي ساخِناً لعيد الشُكر ؟ تقول الرواية إنها شِرَاعيةٌ هبطت إلى شواطئ الأرض الجديدة . في بطِنها أجساد ٌ جائعة . وعلى دوارة الشِواء القديمة أعدَّ الهُنود الحُمر للضيوف طعاماً ، فصار الديك الرومي وليمة عيد الشُّكر من كل عام . العيد اليوم يدُق أجراساً ، ويدعُ الزبانية . أزِفت ساعة الحضور البهيج . الرئيس يشتمُّ رائحة الشواء ، ويفُض عُذرية القاعة جائعا . الآن يعلو صراخ الدهشة . يجلس هو بين جنوده . زادت الأحذية حِذاء من ذهب ، و ورداً من ذهب ، وقُبعة من عِظام اليتامى ، تُئن من فوق خُصلات ( اسكندر ) القرن الجديد . قولوا للساحر المُتكلِم النَقّال : ـ اصمُتْ ساعتين بلا حِراك ، عليك حِراسة مُشدّدة . اصمُتْ ... فأمن رئاستنا أهَمْ . بلد الضحية ...لا عيد لهم ليَشكُروا ! . هنا سجادة حمراء للموتى ، لينـزفوا ، وألوان مزخرفة من جحيمٍ مُنضَّدٍ لتلفاز العيون السود . أمشاط الرُصاص ساهرة ، و وسائدها تنام بعين واحِدة . لِمَّ هذا الرُعب ؟ منْ يُنصِب من البَشرِ فخاخاً ؟ منْ يُقاتِل أشباحاً من دفتر السِحر القديم ؟ . يتفتت الشَبحُ تُراباً أسوداً ، أو يستحيل دُخاناً يَخطف الأرواح من قلب المُجنـزرة . بغداد .... لا تبكِ . لقد بَنتْ دفاتِرك القديمة جسراً ، لخيول الغزاة منذ ألف عام . لن يُضيرك آلاف بلا مُعين ، يشربون من كؤوس برد الردى جُرعات . تعالوا نقرأ من ديمقراطية النعيم المُترَف : ـ ( عِند الإنتِخاب تفرد التلفزة الساحِرة مفاتنها وترمي النَرد للاعِبَين . من يُنفق أكثر يسرق حُلم الفقراء ، ويستحِم الجميع في نبعِه . أتريد كسباً فادِحاً ينسي الخسارة ؟ . خمسة مليارات ثمن السِباق إلى العرش الإمبراطوري ، وتسود الكون من أقصاه إلى أقصاه . يقولون السياسة تخطو وراء الفن السابِع ، والغِنى يصعد سماء الأحلام السابِعة و يعبث بالعقول . ) قال الإسكندر الجَديد : ـ دولتين في أرضٍ واحِدة أو امرأة بفخذين . أحدهما لحم حي ، والآخر عَظم للكلاب . من يقف في مُنتصف الطريق ، يحترق . ومن يقف ضِد الإمبراطور يهلك ، ومن يقف معه تدوُسه النِعال . تعال معي نمشي ،
فالطريق إلى ( مقدونيا ) أن تبيع الحياء وتهرول عارياً تجِد الفتات . هذه تسوية للتسلية ، وهنالِكَ فرق بين الحَول وبين البُرهة . منْ يقرأ ؟ و منْ يتدبر ؟
إضاءة للموضوع : اعتادت الرئاسة في واشنطون حضور عيد الشُّكر من كل عام بين كوكبة من الجنود الذين يرابطون في بقاع الإمبراطورية الكونية الأحادية الجديدة . يرسم القائد الأعلى للجيوش صورة من صور التقدير لمن اختارتهم الدولة ليكونوا بعيداً عن عيون وأفراح الأسرة . اختلفت التجربة عند حلول عيد الشُّكر 2004 م . اختارت الرئاسة أن تزور المنتظرين من فوق لهيب جمرٍ غير معتاد . النار تأتي بلا إحداثيات ، الزمان و المكان هو قرار عدو أشبه بالشبح ، وهُنا مكمن الخطر . تم استخراج سيف أمني على غير المُعتاد . تحرك بُساط ريح من واشنطون مباشرة لبغداد . كاشفاته المُضيئة دائماً تغدو مُطفأة . الحراسة الآن كونية الملامح . صعد مع الرئيس كوكبة من الصحافيين لا يعرفون أين المآل . تم إظلام كامل لمركزية التلفنة في منطقة بغداد لفترة زمنية مُحددة ، وتم التشويش على النقال الذي يعمل بالأقمار .وبمدخل سينمائي هبط الرئيس على جنوده في القاعة المُعدة للاحتفال بعيد الشُّكر . هذا ما أوردت بعضه الصحافة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة