|
بُردة النبي و ثقافة التسامُح : ضد ثقافة القتل
|
بُردة النبي وثقافة التسامُح : ضد ثقافة القتل
(1)
لن نتحدث عن فتاوى القتل ضد الرأي أياً كان الرأي : من أطلقها ومن نفذها ، ومن مثَّل بالضحايا . لن نتحدث عن ماكينة القتل من مفتاح التحريض في المُبتدأ ، وإلى الذي يأخذ القانون أياً كان بيده وينفذ . لن نُقلِب صفحة الماضي القريب أو السحيق ، سنختار خياراً يستحِق .
اليوم نبدأ بأنموذج من ثقافة التسامُح ، أنموذج لم يأتِ من إبداع النَقلة أو اجتهاد صفوة لبسوا لباس التقديس ، وأطلقوا رائحة الدم للأنوف الجائعة ، أو من مهدوا لمكر السياسة أن يستحم في دماء المغدورين . جاء الأنموذج على يد كريم أخذ الكرم من سجاياه وتجَمَّل . أخذت المحبة من حضنه الكريم فتعطرت . أخذت النفس البشرية من ملامح وسامته فتنضدت . هو من مدحه عبد الله بن رواحة رضي المولى عنه وأرضاه حين قال :
ـ ولما حججت وزرته صلى الله عليه وسلم ، تطفلت على جنابه المُعظم ، وامتدحته بأبيات أنشدتها بين يديه بالحجرة الشريفة ، تجاه الصندوق الشريف ، وأنا مكشوف الرأس ..أبكي :
يا سيد السادات جئتك قاصداً ... أرجو رضاك واحتمي بحماكَ والله يا خير الخلائق إن لي ... قلباً مشوقاً لا يروم سواكا و وحق جاهك إنني بكَ مُغرم ... والله يعلم أنني أهواكَ أنت الذي لولاك ما خُلق امرؤ... كلا ولا خلق الورى لولاكا أنت الذي من نورك البدر اكتسى ... والشمس مشرقة بنور بهاكَ أنت الذي لما رُفعت إلى السما... بك قد سمتْ ونزينت لسُراكا
(2)
كعب بن زهير : شاعر عالي الطبقة والمكانة ، من أهل نجد . أخوه بجير ، وابنه عقبة ، و حفيده العّوام ، كلهم شعراء . أبوه الشاعر زهير بن أبي سلمة ، صاحب المُعلقة ذائعة الصيت ، ونذكر هنا بعض أبياتها الشعرية :
أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ ... بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا ... مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً ... وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً ... فَـلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـمِ
(3)
قال كعب بن زهير :
ـ كانت الدُنيا أفقاً مفتوحاً ، وكان الشعر فضاء رحيباً ، وكانت اللغة عجيناً طيعاً . تلك حسناوات كواعب يوجِعنَّ القلب . يستيقِظ الخاطر بجنونه يطُرق أركان اللُغة ، ويستحلب الندي . قلت فيمن رأيت من الحسان ما قلت . قالوا لي بعث الله رسولاً وصدَّقت رسالته أمةٌ من الناس . يستقوي به الضعفاء و يأمر بمكارم الأخلاق . عرفت الخبر ولم أعرف الرسالة و لا النبوءة . غضب هو من تشبيبي بنساء المسلمين . أخذتني لوثة الطيش ، وما عرفت قدر مكانته وهجوته . في ظلمة البطحاء أعلمني من يُحبني أن أنجو بنفسي ، فقد أُهدر دمي من سوء ما فعلت . أزللت البعير وقهرتها على البوادي هارباً من المصير . ضاقت بي الدُنيا على رحابتها . حفرت في ذاكرتي واستللت سيوف أبي الشِعرية من مخابئ الرمَد ، وتجلت ناظريَّ . هبطت الخواطر زرافات عليَّ وكان الشِعر صديقي فقلت أتحصن أو أتسلى ببعض شعري :
نَفَى شَعَرَ الرَّأْسِ القَدِيمَ حَوَالِقُهْ .. ولاحَ بشيبٍ في السَّوادِ مفارقهْ وأفنى شبابي صبحُ يومٍ وليلة .. وما الدهرُ إلاّ مسيُه ومشارقهْ وأدركتُ ما قد قالَ قبلي لدهرهِ .. زُهَيْرٌ وإنْ يَهْلِكْ تُخَلَّدْ نَوَاطِقُهُ تبصَّرْ خليلي هل ترى من ظعائنٍ .. كَنَخْلِ القُرَى أَوْ كالسَّفِينِ حَزَائقُهْ
عبرتُ الفيافي ورياح سمُوم الصحارى مُتلثِماً ، لا تعرفني المضارب . تشتمّ الذئاب ريحي فتعوي ، وأنا في غرق إلهامي أفقتُ مُستبشراً عند مجلس العُلا . هُناك مجلس النبي وأصحابه .
طرقت وأُذن لي ودخلت بلثامي أطلب الأمان ، فأمِنت . استقبلتني الطلعة النورانية ، لو كنت رأيتها من قبل لنعُمت بالإسلام دينا ، وبمحمد بهي المراتب خير صحُبة في الدُنا ، وبإشراق محبته نوراً هادياً . بدأتُ أنشد :
بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ .. مُتَيّمٌ إثْرَهَا لَمْ يُفْدَ مَكْبُولُ وَمَا سُعَادُ غَدَاةَ الْبَيْنِ إذْ رَحَلُوا .. إلّا أَغَنّ غَضِيضُ الطّرْفِ مَكْحُولُ هَيْفَاءُ مُقْبِلَةٌ عَجْزَاءُ مُدْبِـرَةٌ .. لَا يُشْتَكَى قِصَرٌ مِنْهَا وَلَا طُولُ تَجْلُو عَوَارِضَ ذِي ظَلْمٍ إذَا ابْتَسَمَتْ .. كَأَنّهُ مَنْهَلٌ بِالرّوْحِ مَعْلُولُ شُجّتْ بِذِي شَيَمٍ مِنْ مَاءِ مَحْنِيَةٍ .. صَافٍ بِأَبْطَحَ أَضْحَى وَهُوَ مَشْمُولُ تَنْفِي الرّيَاحُ الْقَذَى عَنْهُ وَأَفْرَطَهُ .. مِنْ صَوْبِ غَادِيَةٍ بِيضٌ يَعَالِيلُ فَيَا لَهَا حُلّةٌ لَوْ أَنّهَا صَدَقَتْ .. بِوَعْدِهَا أَوْ لَوْ إنّ النّصْحَ مَقْبُولُ لَكِنّهَا خُلّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهَا .. فَجَعٌ وَوَلَعٌ وَإِخْلَافٌ وَتَبْدِيلُ فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ تَكُونُ بِهَا .. كَمَا تَلَوّنَ فِي أَثْوَابِهَا الْغُولُ وَمَا تَمَسّكَ بِالْعَهْدِ الّذِي زَعَمَتْ .. إلّا كَمَا يُمْسِكُ الْمَاءَ الْغَرَابِيلُ فَلَا يَغُرّنّكَ مَا مَنّتْ وَمَا وَعَدَتْ .. إنّ الْأَمَانِيّ وَالْأَحْلَامَ تَضْلِيلُ كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا .. وَمَا مَوَاعِيدُهَا إلّا الْأَبَاطِيلُ أَرْجُو وَآمُلُ أَنْ تَدْنُو مَوَدّتُهَا .. وَمَا إخَالُ لَدَيْنَا مِنْك تَنْوِيلُ أَمْسَتْ سُعَادُ بِأَرْضٍ لَا يُبَلّغُهَا .. إلّا الْعِتَاقُ النّجِيبَاتُ الْمَرَاسِيلُ وَلَنْ يُبَلّغَهَا إلّا عُذَافِرَةٌ .. لَهَا عَلَى الْأَيْنِ إرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ مِنْ كُلّ نَضّاخَةِ الذّفْرَى إذَا عَرِقَتْ .. عُرْضَتُهَا طَامِسُ الْأَعْلَامِ مَجْهُولُ تَرْمِي الْغُيُوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرِدٍ لَهَقٍ .. إذَا تَوَقّدَتْ الْحِزّانُ وَالْمِيلُ ضَخْمٌ مُقَلّدُهَا فَعْمٌ مُقَيّدُهَا .. فِي خَلْقِهَا عَنْ بَنَاتِ الْفَحْلِ تَفْضِيلُ غَلْبَاءُ وَجْنَاءُ عُلْكُومٌ مُذّكّرَةٌ .. فِي دَفّهَا سَعَةٌ قُدّامُهَا مِيلُ وَجِلْدُهَا مِنْ أُطُومٍ مَا يُؤَيّسُهُ .. طِلْحٌ بِضَاحِيَةِ الْمَتْنَيْنِ مَهْزُولُ حَرْفٌ أَخُوهَا أَبُوهَا مِنْ مُهَجّنَةٍ .. وَعَمّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شِمْلِيلُ يَمْشِي الْقُرَادُ عَلَيْهَا ثُمّ يُزْلِقُهُ .. مِنْهَا لَبَانٌ وَأَقْرَابٌ زَهَالِيلُ عَيْرَانَةٌ قُذِفَتْ بِالنّحْضِ عَنْ عُرُضٍ .. مِرْفَقُهَا عَنْ بَنَاتِ الزّوْرِ مَفْتُولُ كَأَنّمَا فَاتَ عَيْنَيْهَا وَمَذْبَحُهَا .. مِنْ خَطْمِهَا وَمِنْ اللّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ تَمُرّ مِثْلَ عَسِيبِ النّخْلِ ذَا خُصَلٍ .. فِي غَارِزٍ لَمْ تَخَوّنُهُ الْأَحَالِيلُ قَنْوَاءُ فِي حُرّتَيْهَا لِلْبَصِيرِ بِهَا .. عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الْخَدّيْنِ تَسْهِيلُ تَخْدِي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهِيَ لَاحِقَةٌ .. ذَوَابِلٌ مَسّهُنّ الْأَرْضَ تَحْلِيلُ ذَوَابِلٌ مَسّهُنّ الْأَرْضَ تَحْلِيلُ .. ذَوَابِلٌ مَسّهُنّ الْأَرْضَ تَحْلِيلُ سُمْرُ الْعُجَايَاتِ يَتْرُكْنَ الْحَصَى زِيَمًا .. لَمْ يَقِهِنّ رُءُوسُ الْأُكْمِ تَنْعِيلُ كَأَنّ أَوْبَ ذِرَاعَيْهَا وَقَدْ عَرِقَتْ .. وَقَدْ تَلَفّعَ بِالْقُورِ الْعَسَاقِيلُ يَوْمًا يَظَلّ بِهِ الْحِرْبَاءُ مُصْطَخِدًا .. كَأَنّ ضَاحِيَهُ بِالشّمْسِ مَمْلُولُ وَقَالَ لِلْقَوْمِ حَادِيهِمْ وَقَدْ جُعِلَتْ .. وُرْقُ الْجَنَادِبِ يَرْكُضْنَ الْحَصَا قِيلُوا شَدّ النّهَارُ ذِرَاعًا عَيْطَلٍ نَصَفٌ .. قَامَتْ فَجَاوَبَهَا نُكْدٌ مَثَاكِيلُ نَوّاحَةٌ رَخْوَةُ الضّبَعَيْنِ لَيْسَ لَهَا.. لَمّا نَعَى بِكْرَهَا النّاعُونَ مَعْقُولُ تَفْرِي اللّبَانَ بِكَفّيْهَا وَمِدْرَعِهَا.. مُشَقّقٌ عَنْ تَرَاقِيهَا رَعَابِيلُ تَسْعَى الْغُوَاةُ جَنَابَيْهَا وَقَوْلُهُمْ .. إنّك يَا ابْنَ أَبِي سُلْمَى لَمَقْتُولُ وَقَالَ كُلّ صَدِيقٍ كُنْت آمُلُهُ .. لَا أُلْهِيَنّكَ إنّي عَنْك مَشْغُولُ فَقُلْت خَلّوا سَبِيلِي لَا أَبَا لَكُمْ .. فَكُلّ مَا قَدّرَ الرّحْمَنُ مَفْعُولُ كُلّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ .. يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ نُبّئْت أَنّ رَسُولَ اللّهِ أَوْعَدَنِي .. وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ مَأْمُولُ مَهْلًا هَدَاك الّذِي أَعْطَاك نَافِلَةَ الْ .. قُرْآنِ فِيهَا مَوَاعِيظٌ وَتَفْصِيلُ لَا تَأْخُذَنّي بِأَقْوَالِ الْوُشَاةِ وَلَمْ .. أُذْنِبْ وَلَوْ كَثُرَتْ فِيّ الْأَقَاوِيلُ لَقَدْ أَقُومُ مَقَامًا لَوْ يَقُومُ بِهِ .. أَرَى وَأَسْمَعُ مَا لَوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ لَظَلّ يَرْعَدُ إلّا أَنْ يَكُونَ لَهُ .. مِنْ الرّسُولِ بِإِذْنِ اللّهِ تَنْوِيلُ حَتّى وَضَعْت يَمِينِي مَا أُنَازِعُهُ .. فِي كَفّ ذِي نَقَمَاتٍ قِيلُهُ الْقِيلُ فَلَهُوَ أَخَوْفُ عِنْدِي إذْ أُكَلّمُهُ.. وَقِيلَ إنّك مَنْسُوبٌ وَمَسْئُولُ مِنْ ضَيْغَمٍ بِضَرّاءِ الْأَرْضِ مُخْدَرُهُ.. فِي بَطْنِ عَثّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ يَغْدُو فَيَلْحَمُ ضِرْغَامَيْنِ عَيْشُهُمَا .. لَحْمٌ مِنْ النّاسِ مَعْفُورٌ خَرَادِيلُ إذَا يُسَاوِرُ قِرْنًا لَا يَحِلّ لَهُ .. أَنْ يَتْرُكَ الْقِرْنَ إلّا وَهُوَ مَفْلُولُ مِنْهُ تَظَلّ سِبَاعُ الْجَوّ نَافِرَةً .. وَلَا تَمْشِي بِوَادِيهِ الْأَرَاجِيلُ وَلَا يَزَالُ بِوَادِيهِ أَخُو ثِقَةٍ .. مُضَرّجُ الْبِزّ وَالدّرْسَانِ مَأْكُولُ إنّ الرّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ .. مُهَنّدٌ مِنْ سُيُوفِ اللّهِ مَسْلُولُ فِي عُصْبَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ .. بِبَطْنِ مَكّةَ لَمّا أَسْلَمُوا زُولُوا زَالُوا فَمَا زَالَ أَنْكَاسٌ وَلَا كُشَفٌ .. عِنْدَ اللّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ شُمّ الْعَرَانِينِ أَبْطَالٌ لَبُوسُهُمْ .. مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فِي الْهَيْجَا سَرَابِيلُ بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكّتْ لَهَا حَلَقٌ .. كَأَنّهَا حَلَقُ الْقَفْعَاءِ مَجْدُولُ ليْسُوا مَفَارِيحَ إنْ نَالَتْ رِمَاحُهُمْ .. قَوْمًا وَلَيْسُوا مَجَازِيعًا إذَا نِيلُوا يَمْشُونَ مَشْيَ الْجِمَالِ الزّهْرِ يَعْصِمُهُمْ .. ضَرْبٌ إذَا عَرّدَ السّودُ التّنَابِيلُ لاَ يَقَعُ الطّعْنُ إلّا فِي نُحُورِهِمْ .. وَمَا لَهُمْ عَنْ حِيَاضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ
نهضتْ النفس الباهرة من مجلسها ، وخلع النبيُ الأكرم عليَّ بُردته وألبسنيها عفوا وسماحاً . سُميتْ قصيدتي من ساعتها بالبُردة ، تيمُنا بمَكرُمته ألف صلاة وألف سلام عليه .
(4)
في أفق الخير الممدود ، هنالك وجه للعفو وللصفح وللتسامح . أنموذج صدح مُتدثراً بعباءة الرضا . غمر السَّماح قصائد الغزل كلها ، فعلى مسمع منه حملت سيرته الرُكبان ، و ملأ ت الصدور رئتيه بهواء الصحارى ومهابط الحضر القديمة ، وجبال الجلوس للصفاء . سمع النبي الكريم شعر المدح ، وسمع مداخِله الثرية في الغزل فتهللت أساريره ، فما بال الذين يكرهون شِعر الغزل ، كأنه يُجافي العقيدة . لقد نُثر الشاعر البوح كله أمام الوجه الكريم ، صاحب السيرة العطرة ، فاستحسن الشعر بمَكرُمته .
(5)
على نهج السماح والصفح ، أحب الإمام البصيري سيرة المدح ونهج بُردة كعب بن زهير ، ونقطُف مما كتب :
راعت قلوب العدا أنباء بعثته .. كنبأة أجفلت غفلا من الغنمِ ما زال يلقاهمُ في كل معتركٍ .. حتى حكوا بالقنا لحماً على وضمِ ودوا الفرار فكادوا يغبطون به .. أشلاءَ شالت مع العقبان والرخمِ تمضي الليالي ولا يدرون عدتها .. ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُمِ كأنما الدين ضيفٌ حل ساحتهم .. بكل قرمٍ إلى لحم العدا قـرمِ
لم تَزل البُردة تتدثر في قلوب قصائد المدح ، تتسلل من قلوب المُحبين لساعات الصفاء . نقطُف مما كتب الشاعر أحمد شوقي في نهج البردة :
يا رب صل و سلم ما أردت على .. نزيل عرشك خيـر الرسل كلهم محيي الليالي صلاةً ، لا يقـطعُها .. إلا بدمع من الإشفاق مُنسجـم مسبحاً لك جُنحَ الليل ، محتملاً .. ضُرًّا من السُّهد ، أو ضُّرًا من الورم رضيةُ نفسُه ، لا تشتكي سأماً .. وما مع الحــبِّ إن أخلصت من سأم وصل رب على آلٍ لهُ نُخبٍ .. جعلتَ فيهم لواء البـيت والحــرم
إنها بُردة السماح و كِسوة العفو . خيار لو قرأناه بمحبة ، لصفت أنفسنا مما بها ، وغسلنا قلوبنا من طحين القُبح .
عبد الله الشقليني 8/09/2006 م
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بُردة النبي و ثقافة التسامُح : ضد ثقافة القتل (Re: إسماعيل التاج)
|
مولانا و عزيزنا الكاتب : إسماعيل التاج تحية واحتراماً
كانت دُنيا الماضي جميلة مُتسامحة ، كان المُختلفين في البيت الواحد ، يستطعمون الطعام ، وهُم أحزاب مُتفرقة ، تفرقت الآراء ، ولمتهُم لُحمة الود .
من يشيع ثقافة القتل و فتاويه ؟
لم يكن للمُرتد نص قرآني بقتله ،
ولم يكن في القرآن نص للرجم .
شكراً لك وأنت بيننا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بُردة النبي و ثقافة التسامُح : ضد ثقافة القتل (Re: عبدالله الشقليني)
|
يا سلام عليك يا شقلينى يا رائع والله فى الصميم ..رغم الادعاء بالتاصيل من جماعة الاخوان فانهم يغفلون عن مثل هذه المواقف الانسانية لرسولنا الكريم ولهذا التراث الانسانى النبيل . وقد الجمتهم اخى الشقلينى وافحمتهم لعلهم يقراون ولعلهم يعون ولعلهم يدركون .. ثقافة التسامح تحتاج من ينثرها وينشرها ويبشر بها ثقافة السلام ..هى الدرع الواقى من الحروب.... ثقافة السلام يفترض ان تكون هى خط الدولة الرسمى فى الاعلام لا لثقافة العصابة الحمراء وثقافة جهاد القتل وسفك الداء اعود واشكرك اخى الشقلينى.. اصبت
كبد الحقيقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بُردة النبي و ثقافة التسامُح : ضد ثقافة القتل (Re: الكيك)
|
عزيزنا الكيك تلك محبة منك لما نكتُب ، وفأل لنا ..
نتمنى دوماً أن نكون كما يود الأحباء هُنا وفي كل مكان :
عصافير تبني أعشاشها على الأشجار الباسقة الظليلة ، نُكمل معاً دورة الحياة التي نرغب أن تكون . من السهل بناء محبة الدواخل ، ومن الصعب على ثقافة الكُره التراجُع في مُنحدراتها . وراء كل غلو يدٌ تبتني الجفاء والغِلظة ، تكنُس المحبة ، وتفتح أبواب الجحيم الدُنيوي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بُردة النبي و ثقافة التسامُح : ضد ثقافة القتل (Re: أبوذر بابكر)
|
عزيزنا الكاتب أسامة الخواض : تحية لك بيننا .
يقولون للتاريخ أكثر من صورة وأكثر من وجه ، وللمؤثرين في هذاالتاريخ أكثر من صورة وأكثر من لون . من فُسيفساء كل الخيارات منثور في الدُنيا ، كما يقول الشعراء : يد في بيت السيف ، ويد تحمل وردة . أي اليد تختار مصائرنا ؟ وأي حديقة هي مزرعة الدم .
شكراً لك بيننا هُنا
| |
|
|
|
|
|
|
|