السير في مزرعة الألفة ـ في ضيافة الروائية ( ليلى أبو العلا ) ( 1)
استعداداً لمهرجان الاثنين 26 / 02 م 2007 م:
تلفن على الهاتف المُتحرك صديق رفقتنا الدكتور فتحي خليل :
ـ يوم الاثنين القادم موعدنا مع الكاتبة ( ليلى أبو العلا ) .
قلت وأنا أحاول التماسُك :
ـ لقد اتفقنا من قبل أن تكون الحفاوة بالروائية من بعد شهر ، نستريح نحن ونُرتب أمر من لهم علاقة ود مع الكتابة .
قال لي : ـ حدثتها .. ودنت الدُنيا أسرع مما ينبغي ، ( ما في مَشكِلة ) .
لساعة الإطلاق أن تبدأ . قلقنا جميعاً من حلول ساعة الصفر مُبكرة أكثر مما ينبغي ونحن على حالنا من الإرباك .
اليوم هو الاثنين الموافق 19 /02/2007 م ، كان يوم الرائع ( خالد الصحافة ) بحق . إنه الموعد الأسبوعي لمنتدى الفكر السوداني بالنادي السوداني بأبو ظبي وكان هو ضيف المنتدى . استطعمت آذاننا و عشقنا غناء ( خالد الصحافة ) ، قَدِم علينا بوجده وأفاء من محبته ومتعنا والأُسر التي تجمعت تنهل من دفء الوطن ، وبنوه يشيدون وطناً جميلاً آخر كأننا في حُلم لا يُناسب العصر . أفاض علينا ليس من سيرته وتاريخ أيامه منذ النشأة الأولى بعطرها ، بل بصوت غنائي رائع يصعد رُبى ذكرياتنا الجميلة وينـزل السفوح التي لم نرَ إلا في بساتين( جبل مرة ) أو ( كَتري ) على هضاب الجنوب . صداح ٌ هو بحُنجور من معدن نفيس .
قدِم إلينا يوم أنس دافئ : مسيرته الفنية وأغنيات من زمن جميل لا يُثقل عليك بالممنوعات :
من الحقيبة فاكهة ومن الطنبور دفء الأرياف ومن مديح حاج الماحي لون جديد :
( بصمات جديدة بطعم صوته والتطريب ) وختمها لنا بأغنية لحَّنها وتغنى بها الكاشف للوطنية :
أنا إفريقي أنا سوداني ..
. يتغنى ويعزف على كمبيوتر اصطلحنا نحن أن نُسميه الأورغ . مسرح غنائي هو مسرح الرجل الواحد .يوم بحق لا يشبه أيامنا . عُدنا أدراجنا لسنين الطرب الجميل ، كما قال أحد الأصدقاء بما فيه من لمحة صادقة طَروب وحسٍ فَكِه :
ـ والله يا خالد إنتَ مسكتَ أغاني الطنبور نَجَضتها ، ومسكت المديح ونَجضتو ومَسَكت الحقيبة ونَجَضتها ، ومسكت ( الغُنا الحديث ) ونَجَضتو ومسكتنا نحنا ذاتنا ونَجَضتنا نَجَاض .
من ثقل الطرب والنشوة تسللنا عينٌ هنا وعينٌ هناك ، وقالوا ( العين ما بملاهَا إلا التُراب ) ! ،
وجلسنا برهة على طاولة في باحة الدار نتفاكر : دكتور أحمد نميري والأديب محمد حسن محيسي والمهندس عمر الدقير والمهندس مختار عثمان وشخصي وفي الذهن كيف نُسابق العيد ونقتني لَباسه الذي يليق . أعرف جرثومة المجتمع الرعوي التي لا تتوافق مع التنظيم والترتيب والبرمجة . من هنا كان القلق صاحبنا يتوسط مجلسنا ، لكن بدد توجسنا إسراف الأديب محمد حسن محيسي بالسرد عن الكاتبة و تاريخها والسجال بينه وبين الدكتور أحمد نميري حول الرؤى بين الكاتبة وكُتبها ثم موت المؤلف أين هو منها ؟...
كل ذلك لن يقف حِصناً لنا من القلق والخوف ألا يكون البرنامج مثل ما نُحب أن يكون . كنتُ أشد الجميع قلقاً ، تزاحمت أشياء كُثر لتُمزق النفس وهي مثل كل أشياء أهلنا : همَّ المصير وتقلبات الدُنيا .
موعد الكاتبة المُبدعة على الأبواب ولا مفر ، وحريٌ بنا أن نتجنب مأزق المثل الذي يقول :
( الفضيحة والسُترة مُتبارياتْ )
كثيرون لم يقرءوا للروائية ( ليلى أبو العلا ) إلا النزر اليسير . اطلع البعض على ترجمة الخاتم عدلان رواية :
( المترجِمة )
وأطلعت البقية على نص من القصة القصيرة :
( الأيام تدور )
التي ترجمها السفير :
جمال محمد إبراهيم ( سفير السودان الحالي في لبنان ) عندما كان في سفارة السودان في المملكة المتحدة .
كل هذا الاستطراد لا يعفينا مما نحن فيه من سباق مع الزمن لعله يُفسح لنا نلتقط أنفاسنا ، فبيننا قطيع من الكائنات البشرية المُثقلة بالحس و المُبصرة للكلم المكتوب ، الساجدة دوماً عند ورد الحديث ونرد الكتابة لنرى نحن البخت من منظور جديد . ندخل لأكوان الرواية والروائيين الساحر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة