الحُزنُ في مَوضِع الفَرَح

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 04:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله الشقليني(عبدالله الشقليني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-03-2006, 01:26 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحُزنُ في مَوضِع الفَرَح



    الأحباء هُنا
    تحية واحتراماً

    قبل قراءة النص :


    خير من أراد استبطان ما في هذا النص من عجائب الصور و غرائب التراكيب ،
    وهي تخلط الحسي بالمعنوي ، أن يقوم القارئ بإطفاء
    أدوات السماع والرؤيا والحركة من حوله .
    أن يقرأ النص بعد أن يُفرغ البدن والعقل من الشواغل ، ويدلُف إلى النص ،
    ويصعد مراتبه :
    مرتبةً .. مرتبة .
    لن أدير ظهري للقُراء ، إن رغبوا السير على عجل .
    فهذا النص لا يَصلُح
    فيه السير على عجل . يحتاج المرء منّا إلى درجة من استدرار عطف الصفاء ،
    وينقل الواحد منا ذهنه صافياً إلى حضرة مُعقدة الرؤى ،
    لا تشبه ما تعودنا عليه .
    لن أنس أنني واحد من الذين يتعين عليهم قراءة هذا النص ، كمن يقول :

    ( وضرب لنا مثلاً ونسي أنه كاتب النص )

    فللذهن البشري ثغرات تنفذ منه أحابيل الكون وعجائبه .

    لكم شُكري جميعاً

    إلى النص : ـ









    الحُزن في موضِع الفَرح

    (1)

    قال أبو الطيب المتنبي :

    وَ إني لنَجمٌ تَهْتَـــدي صُحبَتي بِهِ .. إذا حالَ مِنْ دونِ النّجومِ سَحَابُ
    غَنيٌّ عَـنِ الأوطان لا يَــستَخِفَّني .. إلى بلـدٍ سَافَرْتُ عنهُ إيَــابُ
    وَ للسرّ مــني مَــوضعٌ لا ينالُهُ .. نَديمٌ وَ لا يُفضــي إليهِ شَرَابُ

    (2)

    لا طيب المكان ولا طعم الصحاب يُغني ، فَنَدى الدَّمع أضاء مُهجتي ، وتَقلَدتْ الفتنة ثوب وُجداني ، وهَامت تتقافز رياحينها هُنا وهُناك.

    قالت الفتنة :

    ـ كيف تكون الدُنيا حين تُجالسكَ الأفراح ، وكيف يندلق مبسَمي بلآلئه تُمسك أقمشة الوجدان ، وأنتَ تحزن ؟ .

    قلت :

    ـ ما تعودتُ الفرح . يأتيني يتيماً بلا صُحبة ، كثمرة سقطت من نخلٍ باسق، والجوع يضُمني إلى صدره فلن تُفرحني ثمرةٌ واحدة .

    قيل لي :

    ـ لا تشبهكَ الأفراح ، وجراح نفسك لا يشفيها إلاّ الزّمان . فمن تَعوَّد الأحزان تَوهَّم الفرح وجهاً آخر من وُجوهها المُتعددة . ومن يتذوق النعيم أول مرة تأخذه الدهشة فيقف في منطقة الرماد لا يدري أغرُبت الشمس أم لم تزلْ .

    قلت لنفسي :

    ـ سأنتظر اليوم ثم غداً ، لعل النفس مِن ريبتها تَطيب .

    (3)

    ذهبتُ للفراش فالنوم نزَّاع للراحة و للنسيان . من تحت الغطاء استرخيت وَحدي راغباً وأسلمت نفسي للباب الذي يُفضي للغياب.أعلم أن نصف العقل يسترح ، ونصفه الآخر يجمع شتات الأشياء التي لم تزل عالقة في دُنيتي . تبسمتُ لعلّ الفرح يرِق قلبه ويأخذني وديعة عندهُ وأختبئ .
    تذكرت من ينصحني حين قال :

    ـ عد إلى مئة ولا تحسب حساب الوقت ، لعلك تنام .

    (4)

    لا أدري كم مضى من الوقت قبل أن يبدأ الحُلم :
    دلف الحُلم منطقة البساتين حيثُ الشجيرات وأحواض الورود الموسمية و عِطرها . أوقدتُ شمعةً في ظُلمة نفسي ، وجلستُ كزهرة لوتسٍ : اليدان على الفخذان ، والساقان مُنعقدان على الأُلفة والجزع عند الصدر مُنتَصِباً. استقر الجسد وتنفستُ عميقاً ، وفي ضوء اللهب الأصفر حدّقتُ و قلت :
    ـ هذا الضوء يُنبئني بقُرب حلول روحها ، فيا مالِكَ الكونِ اسمع الرجاء و ترفق بي ، واخرُج لي ضوء وجهها لأفرَح ، فأنا عاشق منذ نهض الإنسان على قدمين وسار . هَوى العِشق من سماء تاريخي القديم نيزكاً فاقد الوعي ، أمسكت به وأطعمته الطعام وشرب هو من عاطفتي فعادت حياته سيرتها الأولى .

    (5)

    في لهب شمعتي أطلَّ باسماً وجهها واختنقتُ من عبرةٍ في الحلق . هطل الدمع زخاً و زيَّن الملح المآقي . حان الآن موعد أحزاني لترحل . و قبل أن يودعني عُقاب الحُزن ، نظر إليَّ نظرة مسافرٍ عزيز عليه الرَّحيل، و يرغب العودة إن تَيسرت . رفرف الحُزن جناحيه فتحركت الريح من حولي ، ثم طار إلى الكون الفسيح .

    (6)

    اقتربت الصورة من الصوت وتحسستْ ملامحه . هبطت الدُنيا ورقصت في سينمائية مُذهلة. نثرت حبيبتي ألوانها القُزحية تملأ المكان .رَقَقتْ الشفاه نفسها وهي مرسومة على وجهها الذي أرى ، وابتسمت أسارير الصباح في زينتها وانطلق بخور العطر من تاريخنا القديم وغطَّتنا غيمةٌ وَلود. بدأ نجم سيدتي في إيوانه زاهياً يتدلى كأرجوحةٍ من قُبة السماء. لفحتني ريحٌ من الفخامة لن تكون إلا كما لا عين رأت ، وتخطُر دوماً على قلبي .

    تسلقت بعينيَّ قامتها ، من الأصابع التي رصَعت قدميها، ثم صعدتُ عبر صلصال الجسد وهو يلتف لولبياً ويقول لي :

    ـ ألا ترى كيف تكون الأنثى ساحرة !.

    (7)

    نفخت الهواء عن رئتيَّ ونثرت الغُبار عن نفسي ، وخرجتُ من جسدي شهرياراً بعد أن غَسلتْ المحبة سواد قلبه التاريخي. التففتُ حول مدار من أُحب مُحلقاً، وتجولت في كونها : خيطٌ أنا يربط لآلئ ناصعٌة في الأثير.
    كم جميل أن ترى ملامح الكون صادقة كملامح وجهها ، و عُذرياً في سنوات شبابه الأولى عند النُضج . رأيت الدُنيا بضجيجها الصاخب تتكور لفافةً كاذبة ، تدور حول من أُحب ، تحترق وتتفتتْ . جاء الصدق في موضع الحُلُم ، فأين حقيقتي من كذِب دُنيتي ، حين قال لي من يَسكُنها يوماً : إن الأفراح لا تشبهُكْ ؟

    رقص القلب رقص الفرح ، وحلق نسر الحُزن من فوقنا دامِعاً .

    عبد الله الشقليني
    01/11/2006 م


    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-04-2006, 01:53 PM)

                  

11-04-2006, 01:56 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحُزنُ في مَوضِع الفَرَح (Re: عبدالله الشقليني)

    من يقف في وجه الخواطر
                  

11-05-2006, 09:37 PM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحُزنُ في مَوضِع الفَرَح (Re: عبدالله الشقليني)

    تحياتي
                  

11-09-2006, 05:09 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحُزنُ في مَوضِع الفَرَح (Re: عبدالله الشقليني)

    إلى القلب النابض
    تحية واحتراماً
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de