دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
( الخَرَز نغمٌ يُطرب الذاكرة
|
ْ[ BIG /]
( الخرَز ) نغمٌ يطرب الذاكرة
من يتقن العزف على أوتار الحبال الصوتية غير الموهوب المبدع ؟ . أغمض عينيك و تخيّل أنك تجلس في مقعد . والمقعد في قاعة هيئت نفسها بالتقنيات الصوتية على أحدث الطرز . أمامك في الواجهة يجلس على البيانو الكلاسيكي موسيقي محترف ، جاء ليعرف من أين تبدأ الحكاية و أين تنتهي . ( الخرَز ) تقف قُبالته و تبدأ الصولفيج الغنائي . الصوت الملائكي ينسكب على أذنيك . تلُفك سجادة الصفاء وأنت ترقب تأرجح التكوين الصوتي البديع يبتعد برفق عن ( السوبرانو ) الحاد ، و يقترب من ( الألطو ) النسائي الغليظ . امرأة في العشرينات ، قدِمت من أواسط الستينات لتقف أمام القرن الجديد الذي نحن في سنواته البواكر . حينها يتخفف جسدك الكثيف ، ويصبح روحاً هائمة . كأنك تستريح في جنة من الجنان الموعودة .
سمعت صوتها منذ الستينات . الزمان يموج عندنا بريح الديمقراطية على الطِراز السوداني . ترهل و دعة و بساطة مسرفة . قشرة الاختلاف لا تقتلعك من جذور دفئ العلاقات الاجتماعية . أنت تختلف مع الجميع ، و تشترك معهم أفراحهم و أتراحهم . النفوس تغطس في حليب صافٍ ، نشربه في موسم ( الدعاش ) الرطب . الجدال بُهار الأسمار في المساء . تختلف الانتماءات ، لكن الود بين الجميع . كانت الخصومة محببة قبل أن يرتدي المكر السياسي عندنا رداء الإستئصال , و قبل المنعطفات التي جدت من بعد حين لعبت الريح بالموج ، وتأرجحت القوارب و أنشغل الجميع بأنفسهم الى أن أشرق عليهم الفجر الكذوب .
إن ريش المدنية في ذلك الزمان غطاء هش ، ينتزعه (النسام العليل ) ، ويعود به إلي رحاب البداوة من جديد . ما تسمى بالمدينة اصطلاحاً ، هي القرية جسداً و روحاً . لن أنسى إيقاع السَيرة المميّز . ( الدلّوكة ) بيدَّي ( الخرَز ) ، و الأصوات النسائية المصاحبة وسط الزغاريد . طرقات العصي تعلو غُبار معارك الطرب الجسور مع أغنيات الحماسة في ذلك الزمان : ـ
وينو ...وينو سمير قلبك يا هلال ****** يا رجال أمرقوا برة و نادوا لي أخوي عبد الله وينو ... وينو سمير قلبك يا هلال ****** يا رُجال شوفوا السوسة و نادوا لي أخويا موسى وينو ... وينو سمير قلبك يا هلال ******
قيل أن الأغنية من تأليف ( بنات الفتيح ) تمجيداً لابن العشيرة ( موسى المبارك ) . ابن ( الفتيحاب ) و ممثل الدائرة الانتخابية للحزب الوطني الإتحادي في الستينات ، أيام الديمقراطية الثانية في السودان .
للارتجال طرائقه في صناعة الأغنية . كانت الساحة تمتلك الموهبة والزاد والثراء الفني . المجتمع بألوانه المتعددة و منعطفاته الحادة يفرش أرضاً خصبة للأغاني . الذاكرة وحدها لا تكفي لحفظ ذلك الكم الهائل من التراث المبعثر . عند الأفراح يتخفف المجتمع من بعض الغلو و التزمّت . وجدت طريقي لمجلس ( الخرَز ) صدفة ، تجلس بجوارها طفلة في السادسة . سألتها عن الأغنية التي غنتها البارحة . عندها نهضت شخصيتها الآسرة بجاذبيتها ، فبدأ صوتها الخفيض يتموج بالغناء ، وسبحت أنا في عالم يتلألأ: ـ
ـ حقوا لي قُولي ولداً غير عُمر أنا ما بِهز فوقي . نَسيبة البِجري . يا أخوان البنات الجري دة ما حقي . حقي المشنقة و المدفع أب ثكلي .....
اكتملت الأغنية ، و أفقت من غيبوبة سحرها وهي تقول : ـ
ـ يا ( عبدالله ) ، ( عُمر ) دة كان فارس من ( قوز الخرطوم ) ، ليهو حكاية طويلة و غريبة . ولمن سجنوهو قامت أختو قطعت ليهو القصيدة دي .
ـ للغنية شاعرة حقيقية ؟
ـ لو سمعتها حتجِن ! .
قاطعتنا زائرة قبل اكتمال الحكاية ، ثم ضجّ المكان بالحضور ، و أصبحنا وسط الجمهرة . فقدنا الإحساس بالخصوصية ، فالمكان لن يسع الجميع . توقف السرد ولم تكتمل الحكاية .
تمتلك ( الخرَز ) صوتاً عميقاً و قوياً . تستمتع بالتطريب الشجي وأنت تبعد أكثر من مائتي متر . الصوت و قد مرنته الفطرة و التجريب ، كانت لها ملكة فنية رائعة . الصوت بلا وسائط يشق عنان السماء ، يزينها بألوانه المتعددة . ناعماً يلمس طرقات القلب ، أو صاخباً بالإيقاع يهزك وأنت تستمتع حتى يمتلئ صدرك ببُخار كثيف يتصاعد يطلب الانطلاق ، و ينتهي بك الأمر الى الساحة الراقصة لاعباً ضمن النسيج المتحرك طرباً في أغنية الحماسة .
الأفراح و أهازيجها :
( المداعي ) ...(سدّ المال والشيلة )... ( دق الريحة ) ...(التعليمة )... ( القيدومة )...( العزومة ) ...( الدُخلة ) ...( الصُبحية ) ... ( الجرتق ) ... ( قطع الرحط ) ...( السبوع ) ... ( حق البنات )...، سلسلة من الحكايات و القصص و الأسمار ( الأمدرمانية ) . لا نهاية للطقوس المتلاحقة بزخارفها المتنوعة التي تميّز ( أمدرمان ) عن غيرها من أشباه المدن . الزمن يمتد و يترهل ليتقبل كل تلك التفاصيل الفولكلورية المو######## منذ القدم . كانت ( الخَرز ) هي الرباط الخفي الذي يخلق من لفائف تلك الطقوس روحاًً و أفراحاً حقيقية تلمس الوجدان . أغنياتها تُزهر الدواخل ، و تحيل التراتيل الرتيبة إلي تسلية تشدك و ترفيه يُمتعك . ترغِّب النفوس و تحبب لها الزخرف و النقش ، و تنفخ فيها نسمة الحياة و طيبها الفوّاح .
إن رغبت أن تعرف كيف تولد الأغنية أو كيف تُصنع خميرتها . فانك تتبع نهج القُداسة : ( في البدء كانت الكلمة ) . ثم تجذب اليها كلمة أخرى . تنبت في دواخلها حروف المّد التى تمنح الموسيقى الداخلية للنص مساحة لتتكون . أصابع ( الخرَز ) تهمس بإيقاع ناعم على صفحة ( الدلّوكة ) الموشاة بالحناء . إيقاع ( التُّم تُّم ) و إيقاع ( السَيرة ) لهما السيادة على غيرهما في ذلك الزمان . القدرة المبدعة عند تخيّر الكلمات مع التجريب . التعبير يستهوي ( الخَرز ) . تبني عليه مطلعاً ، ثم تغزله بخيوطها الدقيقة و تفاضِل بين الألفاظ . تشور صويحباتها حتى يكتمل الإرتجال . اللحن يطغى على لغة الشعر ، فهو السيّد هنا ، الجميع طوع إمرته .
الغزَّل العفيف ، يطفح ببراءته ينسج أعشاشه من خيوط الأغاني و مغازلها المترفة . إن زمن الستينات لم يكن بائساً أبدا ، رغم السياج الاجتماعي الحصين . فورق المخطوط القديم بلونه المصفّر ، تتكسر أوراقه من القِدم ، إلا أنه أثمن من كتاب العصر .
أحبت ( الخرَز ) الشاب ( أحمد ) ، مثل كل العاشقين في صفحة ذلك الزمان المتغيرة . تكتب تاريخها على الرمل و تستمتع بالوشوشة ودفئ الحكاوي حتى أضحى الكون من حولها ، رغم بساطة تكوينه جميلاً ومشرقاً . الإبتسام و النظرات هي لغة العاشقين ، و لها أبجديتها و مفرداتها الخاصة : ـ
{ الجاذبية الإنسانية ، ثم يبدأ التعارف . وهج النظرة الأولى و الرسائل المُبهمة و المتبادلة بالعيون . تلك من ميراث الإنسانية منذ الآف السنين . بالتدريب و الإنتباه من الطرفين تنمو تلك الموهبة . السياج وقد نهض والتفريق بين ( البيضة و الحجر ) هي اللغة آنذاك . يتلاشى الضجيج من حولك فأنت أسير القيود التي تشدك الى الآخر وأنت عنه بعيد . تغيب الصور و الأصوات من حولك شيئاً فشيئا . يبعد عنك المحبوب بقدر ما تفسح ساحة الرقص . لا يبقى أمامك الاّ أنت و قرص القمر المنير متوهجاً ، إنه وجه من تُحب . إن سحر العيون ، و قوة تعبيرها أبلغ من كل حديث . غيبوبة ممتعة تذهب بك بعيداً الى العوالم الحالمة . تأتيك الإجابة الشافية عند كل سؤال وهو في طي الخاطر . أنت على البُعد تختبر المشاعر و صدقها أو زيفها . الحذر من الوقوع في شراك من يبحث عن رفيق عمرٍ تتصيده الصدفة . أنت تمتحن مشاعرك و مشاعر من تهوى في لُجة المنافسة بين الأقران . فرياح العشق تعصف بالجميع من حولك . مَن يختار ؟ و أين ترسو مراكب المستقبل ؟ }
جاء ( أحمد ) يخطبها ، و كان سؤال والدها التقليدي له في ذلك الزمان :ـ
ـ كيف عرفت اسمها ، من دون أخواتها ؟.
تردد أحمد و أرتبك . و كان الرد في ذلك الزمان قاسٍ و هين : ـ
ـ البِت لي أولاد عمها ، و ما بندي الغريب .
الضرب المبرّح هو العقاب للتي اعترفت لوالدها بأن الغريب قد ( جاء من خشم الباب ، فلِم ترفضونه ؟ ) . انكسر الصوت الشجي ، وأُفرغت الحفلات الصغيرة في الحي عندنا من روح الفرح . أيام من بعد ، ثم تزوجت من أحد أقربائها من( الفتيح ) ، و غادرت الحي إلى غير رجعة . فقدت الزيجات اللاحقة رنين صوتها الملائكي وهو يصدح بأغنيات العهد الصقيل . بدأ ( أحمد) يبحث عن محبوبته في أزاهير ( الحقيبة) ، بعد أن فقدها رفيقة لعمره . تتبع أثارها في روائع فن الغناء عله يلثم روائحها العطرة . وجد في المطرب الفنان ( أبيض ) من بعد خير رفيق . يتتبعه عند كل منعطف ، وفي ليالي الأنس ينهل من تطريبه الشجي و هو يتغنى بدرر أغنيات العهد القديم : ـ
{أسمعني واشجيني من ذكرة الأحباب ...بالله ناجيني ... } . تلك هي أبلغ رسالة تذّكره بليلاه ، صار هائماً يفتتنه الغناء أينما وجد . أحب الشعر الغنائي وألحان الثلاثينات و الأربعينات ، و نهل من رومانسيتها كثيراً ، و من أوصافها الحسية أيضاً حين يرتفع عنده مؤشر الحرمان . تجرع من كأس( الحقيبة ) كل عذابات العشق ودمه المهدر .
الغناء عنده متنفساً لنهر المحبة الجارف ، إذ يلوِّن دواخله بعطر الحياة الدافق . وهو عاطفة إنسانية تبحث عن الإتحاد مع الآخر البعيد باحساس متوهج ، لكن (درب العِشق ساهل و درب الوصال صعبان ) . لقد عرفنا من التاريخ القديم حكايات من وقعوا صرعى العشق و هاموا في البوادي لا يلوون على شيء . اختلطت عقولهم ولم يصدر عنهم من قول أو فعل إلا ما أتصل بعواطفهم الجارفة . إنه العشق الذي ينتهي بهلاك أصحابه إن بلغ المدى . انها الثمار التي لا بد من قطفها ، تتأرجح بين عرف قبلي سابق و نظام اجتماعي لاحق .
تتبع ( أحمد ) كل حكاوي ( المحبين اليتامى ) . فدخل محراب الهوى العُذري ، تعطر برياحينه و نهل من أسقامه كما تروي القصص القديمة : ( نُحول الجسم و اصفرار اللون و قلة النوم و خشوع النظر و إدمان الفكر وكثرة الأنين و انسكاب العبرات و تتابع الزفرات . و لن يخفى الحب و إن تستر . و لا ينكتم الهوى و إن تصبر . هذا هو الطريق الى صناعة الأعشاش في أغصان الأحلام و ركوب السفائن المُهلكة . )
قال لي ( أحمد ) ذات مساء : ـ
{ لقد كُتب علينا الشقاء . يبدو أن أهلنا لا يعرفون المحبة الإنسانية . حجبت أعينهم غشاوة سميكة . أصبح العشق عندهم كالداء ، يستقصدونه بالبتر . لا يقبله مجتمعنا إلا من خلال أطر و قوالب صارمة . تتحول العلاقة بين الرجل و المرأة عندهم الى تعوّد و عُشرة ، و لا تبدأ الا بعد الزواج الذي يتم وفق رغبات الأهل . هؤلاء يبدلون ناموس الحياة و الفطرة ، يجففون نبع الإنسانية من وهجه و بريقه . إنني أحسب أن معظم أهلنا لم يتعرفوا على العشق و لم يتذوقوا حلاوته طوال حيواتهم ، و تلك فاجعة أكبر من فاجعتي . لقد أحببت و هزمتني التقاليد ، لكنني لمست حلاوة الحُب العُذري و نهلت من نبعه . تفتحت روحي ، رغم الهزيمة القاسية . لم يراودني العبث بالقيّم أو الإلتفاف عليها. ربما استسلمت ( الخرَز ) و انشغلت بالأسرة من البنين و البنات ، و انطفأ وهج المحبة في قلبها ولفّتها علائق المجتمع المتشابكة . ربما جرت عليها سُنن العُشرة ، و تحولت الى دُمية اجتماعية تركض في طريق ممتد لا نهاية له ، و لن تجد في الختام الا المُتعه الآسنة . لقد قتلوها شرّ قِتلة . أهالوا عليها التراب وهي تنظرني بعين دامعة . لن يندمل جرحي يا ( عبد الله ) طيلة عُمري .}
عبد الله الشقليني 03/05/2004م
[ BIG ]
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ( الخَرَز نغمٌ يُطرب الذاكرة (Re: عبدالله الشقليني)
|
الاستاذ عبدالله الشقلينى
لك التحية والاعجاب بنظمك لروائع الكلم لتقص علينا حكايات مضت وانقضت واصبحت من الماضى ولكن - لاننا من ناس زمان كما يقول ابناءنا - يظل فى وجداننا شىء من حتى من ذلكم الجمال وتلكم الابداعات من أزمنة النقاء والطهر والعفاف ... لك التحية وانت تنحت فى اعماقنا صورة عصية على فهم ابناء هذه الايام لنوعيات الشجن والغناء الجميل وللاصوات النسائية والتى كانت ملكة الساحة والتى ما زوال الطرب يعنيها والفؤاد يميل اليها كلما سنحت سانحة فكانت المغنيات فى أصقاع السودان كانما يخضعن للجان نصوص موحدة فاصواتهن ملائكية تبعث الطرب مع بدء دقة الدلوكة أو نقر الشتم ... فى قرى الشمال حينما يبدأ الشتم فى الصليل ينتقل صوته بين القرى وهنا لا تحتاج الى دعوة بل تسرج دابتك وتيمم وجهك شطر صوت الشتم ويقينا ستقضى ليلة طروب ليست مثل ليالى هذه الايام ولكنها ستبقى فى أعماقك ذكراها ما حييت ويبقى صوت المطربة يتردد صداه جواك ... الشكر لك وانت تبحر بنا الى الماضى الجميل الرقيق الرائع .... ولكن
أراك اخى اخيرا تحاملك على اهلنا فى تلكم الأيام كثيرا ونعتهم بابشع النعوت حينما قلت :
Quote: يبدو أن أهلنا لا يعرفون المحبة الإنسانية . حجبت أعينهم غشاوة سميكة . أصبح العشق عندهم كالداء ، يستقصدونه بالبتر . لا يقبله مجتمعنا إلا من خلال أطر و قوالب صارمة . تتحول العلاقة بين الرجل و المرأة عندهم الى تعوّد و عُشرة ، و لا تبدأ الا بعد الزواج الذي يتم وفق رغبات الأهل . هؤلاء يبدلون ناموس الحياة و الفطرة ، يجففون نبع الإنسانية من وهجه و بريقه . إنني أحسب أن معظم أهلنا لم يتعرفوا على العشق و لم يتذوقوا حلاوته طوال حيواتهم |
وكأنك نسيت عزيزتى أن تلك الايام كان جُل الغناء للشرف والشجاعة والشهامة والكرم وكانت البيوت مفتوحة للغريب وعابر السبيل وكان [بوصيكم على السيف السنين اشروه] لا سيما وان احداثاً جسام مرت على وطننا منذ المهدية والاستعمار جعلت الناس يتخذون المواقف الأصعب لحماية بناتهم وابناءهم ورغم ذلك كانت قصص الحب أكثر من أن تقال ولنا فى صدر المقال والاستشهاد بغناء الثلاثيات خير دليل على أن الحب كان متفشيا ومنتشرا والكل يحب ولكنه يغلب التقاليد على قلبه انهم يتبعون العقول فى حماية الاسرة مضحين بقلوبهم الغضة الندية المحبة للجمال .. هل نسيت عزيزى اغنية بيت الخياته ؟؟؟؟ كيف لا يحبون سيدى وهم الحب كله ...
أشكرك واشكر وجودك فى المنبر وبحق مثل مقالاتك تعطى للمنبر معنى ومن يقرأك مرة يجد نفسه تشتاق ليراعك الندي ولملكتك الساحرة فى نظم الحروف المخضرة التى تبعث الجمال فى النفوس .. انك لفخر لمنبرنا هذا ولذا ارجو ان اقرأك دوما عزيزى كلما سنحت لك الفرصة لتمتعنا بهذا الجمال..
ولك الحب والوداد ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( الخَرَز نغمٌ يُطرب الذاكرة (Re: عبدالله الشقليني)
|
أخانا في السماء الدُنيا قرشو طربنا ولم نزل في بحر وجدِكَ نشربُ كثير ودنا من دفء وجودك بيننا ، فالقص حكاوي من الزمن الغابر ، مخلوطة بطمي القص وبهرجة الندى . شكراً لقلمك الذي تنحني له القامات . فبيننا أنت عقيق من الزمن الجميل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( الخَرَز نغمٌ يُطرب الذاكرة (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: كانت ( الخَرز ) هي الرباط الخفي الذي يخلق من لفائف تلك الطقوس روحاًً و أفراحاً حقيقية تلمس الوجدان . أغنياتها تُزهر الدواخل ، و تحيل التراتيل الرتيبة إلي تسلية تشدك و ترفيه يُمتعك . ترغِّب النفوس و تحبب لها الزخرف و النقش ، و تنفخ فيها نسمة الحياة و طيبها الفوّاح
|
عبدالله
قومي يتلهون بالمعارك ودوامة ساس يسوس لذلك لم ينتبهوا لروعة هذا النص ذلك الشجن الغامر الذي يتكاثف هنا
Quote: الزمان يموج عندنا بريح الديمقراطية على الطِراز السوداني . ترهل و دعة و بساطة مسرفة . قشرة الاختلاف لا تقتلعك من جذور دفئ العلاقات الاجتماعية . أنت تختلف مع الجميع ، و تشترك معهم أفراحهم و أتراحهم . النفوس تغطس في حليب صافٍ ، نشربه في موسم ( الدعاش ) الرطب . الجدال بُهار الأسمار في المساء . تختلف الانتماءات ، لكن الود بين الجميع . كانت الخصومة محببة قبل أن يرتدي المكر السياسي عندنا رداء الإستئصال , و قبل المنعطفات التي جدت من بعد حين لعبت الريح بالموج ، وتأرجحت القوارب و أنشغل الجميع بأنفسهم الى أن أشرق عليهم الفجر الكذوب |
انا متكيف منك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( الخَرَز نغمٌ يُطرب الذاكرة (Re: محمد خالد ابونورة)
|
عزيزي الشقليني
هذا نص ينفتح على مشروع روائي يلقي الضوء على الحقبة الستينية، وهي حقبة مشكورة في الخطاب السائد،لكن نصك يكشف هشاشتها وتناقضاتها
هل "أحمد" الذي تكرر حتى الان مرتين في كتاباتك،هو نفس الشخصية ا لواردة في هذا النص،ونص آخر كتبته في تعليق لك على حوار مع د.كدودة؟
ارقد عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( الخَرَز نغمٌ يُطرب الذاكرة (Re: osama elkhawad)
|
أدناه بعض من الاقتباسات من نص الشقليني الجميل
هو نص –كما قلنا- عن ستينيات القرن الماضي: يقول:
Quote: سمعت صوتها منذ الستينات . الزمان يموج عندنا بريح الديمقراطية على الطِراز السوداني . |
ثم يقول متحدثا وشارحا عن ذلك النمط السوداني للديمقراطية،في ام درمان:
Quote: قشرة الاختلاف لا تقتلعك من جذور دفئ العلاقات الاجتماعية . أنت تختلف مع الجميع ، و تشترك معهم أفراحهم و أتراحهم . النفوس تغطس في حليب صافٍ ، نشربه في موسم ( الدعاش ) الرطب . الجدال بُهار الأسمار في المساء . تختلف الانتماءات ، لكن الود بين الجميع . |
يتحدث نص الشقليني عن العوامل التي أدت لانهيار النموذج السوداني الستيني للديمقراطية، قائلا:
Quote: كانت الخصومة محببة قبل أن يرتدي المكر السياسي عندنا رداء الإستئصال , و قبل المنعطفات التي جدت من بعد حين لعبت الريح بالموج ، وتأرجحت القوارب و أنشغل الجميع بأنفسهم الى أن أشرق عليهم الفجر الكذوب . |
وما ارى أنه جدير بالتنبيه اليه،هو حديثه عن هشاشة المدينة السودانية،ويبدو انه من الاسباب التي أدت لانهيار النموذج السوداني للديمقراطية.
يقول في هشاشة المدينة السودانية:
Quote: إن ريش المدنية في ذلك الزمان غطاء هش ، ينتزعه (النسام العليل ) ، ويعود به إلي رحاب البداوة من جديد . ما تسمى بالمدينة اصطلاحاً ، هي القرية جسداً و روحاً . |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( الخَرَز نغمٌ يُطرب الذاكرة (Re: عبدالله الشقليني)
|
شكرا صديقنا المبدع على الرد الشافي والكافي معا
أحببت أن اشير الى النهاية التراجيدية للمغنية الشعبية الخرز.وكنت اعتقد في البداية انها تنتمي الى ما كان يسمى بالخدم، لكن مراجعتي للنص،نفت ذلك الاعتقاد.
وهنا تصوير موح،لنهايتها الحزينة:
Quote: الضرب المبرّح هو العقاب للتي اعترفت لوالدها بأن الغريب قد ( جاء من خشم الباب ، فلِم ترفضونه ؟ ) . انكسر الصوت الشجي ، وأُفرغت الحفلات الصغيرة في الحي عندنا من روح الفرح . أيام من بعد ، ثم تزوجت من أحد أقربائها من( الفتيح ) ، و غادرت الحي إلى غير رجعة . فقدت الزيجات اللاحقة رنين صوتها الملائكي وهو يصدح بأغنيات العهد الصقيل . |
| |
|
|
|
|
|
|
|