|
فى حياتنا شيبا
|
المعجب الحقيقى هو ايضا ما يقذف صخره فى مياه الوعى الراكده هذا الوعى تنباه به المرحوم الفنان مصطفى سيد احمد حيث انه المح فى اختياراته النصيه بحداثه اتيه وان كان لنا ان نحاكم نصوص الحداثه او نسال عن ماهيه موسيقاها او الحانها فاليسمح لنا النقد بمقاضاه النتاج اللحنى لهذا النص الحديث .فسنصل الى ان هذا النتاج الفنى قد يصيب مره فى حين انه يخطى مرات الاخ شيبا حاله حال الفنان مصطفى سيد احمد فى طرح قضايا نقديه تسهم فى اثراء النقاش وهو يشبه فى صوفيته وصدقه اغنيات قدمت فى ظروف حياه قاسيه فهذا الانسان نادرا ما يكون وما يقدمه الان من ابداع نقدى هنا فى البورديمثل مواصله لى ابداع مصطفى سيد احمد ولعل النقد والنقاد يتبعون تجرده فيما يراد ايصاله وياريت هذا الكم الهائل من الالق النقدى الشيبى ان يتبعه شيبا الى مغنيين اخرين حتى نستفيد من فكريته النقديه المتجرده لك منى الحب اخى الحبيب شيبا فكل ما تبذله من توثيق ونقد لى تجربه مصطفى سيد احمد تشعرنا بى الارتياح وربنا يجعلك زخرا نقديا تستفيد به الاغنيات حمزة سليمان
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فى حياتنا شيبا (Re: HAMZA SULIMAN)
|
العزيز حمزة لك هميم الود .. زى ما بقول استاذنا يحى فضل الله
عزيزى دعنا نقيم الدنيا ولا نقعدها ونقول اننا كنا شهود ذلك العصر ..عصر مصطفى الذى لن تغرب شمسه انشاء الله ..دعنا نحى ايامه ولياليه بالاغنيات والمواقف ونفرح به ساعة أن يشتهى القلب وجه الرجولى الملئ بحزننا . لقد أحببنا مصطفى بعنف ثم ارتحل !! لماذا نخذله الان ونتنازل عن حقنا فى الكلام عنه. حسنا لقد مات مصطفى وسكت فلماذا سكوتنا نحن ؟؟و..
"الحزن لا يتخير الدمع ثيابا كى يسمى بالقواميس بكاء" .. كم هى رائعة ومدهشة هذى العبارة وكم هم رائعون عشاق مصطفى نعلم أن مصطفى كان في أخلاق ونبل عظيمين ..كان مترفعاً عن الصغائر ، كان يحب السودان ، لم يكن يغني بل كان يبني أجيالاً تحمي السودان لذا وجب علينا ان نوثق له ندافع عن تجربته العريضة فهذا اقل ما نستطيع ان نقدمه له . بعد ان قتلناه مع سبق الاصرار والترصد فقد كان يعانى ولم يجد من يقف بجانبه وهو يرهن جواز سفره السودانى ثمنا لغسيل الكلى ..بل كنا نطالبه بالمزيد والمزيد نمتصه الف مرة بدراكولية عجيبة ولا نرتوى ابدا .. نعم كلنا قتلناه ..لا اظنه مرض الكلى
نعرف كم نحن حساسون تجاه اشياءنا الجميلة ، نعرف اننا تربينا على أغنيات مصطفى باحاسيسها الموغلة فى الرهافة ونعرف انا سوف (تقتلنا الرهافة) ولكن أيضا لنا القدرة فى الدفاع عن هذه الاحاسيس حتى الرمق ولا نلين ، بأغنية نسمعها فى لحظة صفاء فنعرف كم كنا قساة كم كنا قساة ! وهكذا حالنا ..وهكذا نحن دائما لا نقدر قيمة بعضنا البعض الا حين يتوارى احدنا بعيدا عن الاخر ..
ورحلت يا مصطفى
رحلت ايها الفنان ولكنك ذهبت عظيما كما اتيت ... كما قدمت ..ذهبت منتصب القامة مرفوع الراس رغم الداء رغم انك لم تعرف سوى سيجارة البرنجى والتى كنت تعتبرها خروجا سافراً على تعاليم القرية وقيمها واخلاقها ..لقد عشت رجلا عاديا ياكل الطعام ويمشى فى الاسواق ويحن الى ود سلفاب.. كنت فلاحاً عاديا يعشق الماء والتراب واشجار الخروع التى تحيط بمزرعة الحاج( سيد احمد) ولكنك كنت تتحول الى شى غير عادى عندما تمسك عودك لتدندن بلحن قديم أو ترسى دعائم لحن جديد أو تعالج فى صبر ذلك النص الشعرى ليحى فضل الله حتى يستسلم لك اخيراً .
ورحلت يا مصطفى
كلهم بدون إستثناء تغنوا للحبيبة المشتهاة ذات الخصر المياس والنهد المدردم والبرتكان والتفاح وكبرتى وليك 19 سنة وحتى بدور القلعة التى ما تركت فى جسد الحبيبة شبراً الا وغزته .. الا انت كنت تغنى لـ وضاحة ولـ وجيدة ولـ مريم اخرى تعرفها انت .. كنت تسال الحبيبة قائلا : (نفسى فى داخلك اعاين اروى روحى واشوف منابعك) كنت تريد الدواخل ولا يهمك المظهر ولا البرتكان ولا التفاح. كنت تسال الحبيبة ( ابداكى من وين ...من ياتو منفذ بدخلك ..
ورحلت يا مصطفى
كنت اعلم ذلك .. واخرون .. لم تكن مريم الاخرى مسئولة عن ابداً عن بلورتك قطارا وحقيبة ..ولكنك انت .. انت وحدك مصابا بالداء .. كانت جرثومة الرحيل تفتك باحشائك .. ما الذى قد صب فى عينيك شيئا من تراجيديا الرحيل وراء المدن .
ورحلت يا مصطفى
من كان مثلك ..لا احد ..من جاء مثلك ... لا احد .. من جاء بعدك ... لا احد ..ايها الراحل المضمخ بالاحزان والوجع الرمادى .. ورحلت يا عصفورنا الاحلى .. رحلت تماما كطائر غريب ابتعثتك السماء لنا عوضا عن الهنات من حولنا .. بدات تضمد جراجنا ..قدمت كرخ خرافى جاء ليمنحنا العزاء كنت مبعوث العناية الالهية .. كنت غريبا عن ديارنا ورحلت ..
ورحلت يا مصطفى
رحلت ككل الاشياء الجميلة والنادرة رحلت كنسمة قادمة من زمن لم تالفه هذه البقاع الاثيمة ..رحلت كحلم رائع فى ليلة صيف ماطرة اختفيت في تجاويف الغيب لانك وليس سواك كان الرحيل يؤرقك وكان لابد ان تفعلها وتذهب مع سبق الاصرار ..كانت جرثومة السفر قد تشرنقت فى دواخلك المرهفة.. كنت قد اسرجت راحلتك وفعلتها بعد ان منحتنا كل ما لا يمكن ان يتكرر
رحلت يا مصطفى
تماماً كعلى المك والعميرى والتجانى يوسف بشير وحتى صاحب الطير المهاجر ( صلاح ) نفسه لم يعد من سفرته ابدا .. لكنك طويت المسافة بين الدوحة وودسلفاب وعدت محمولا على الاعناق داخل صندوق خشبى وزرت معهد الموسيقى والمسرح فى الطريق الى الحاجة ست الجيل لتعانقها هناك ... وكان برفقتك ابوعركى البخيت ..ليتك كنت تراه يبكى فى صمت ..وحنان النيل تبكيك فى اسى وخطاب حسن احمد ينظرالى الارض ولا يستطيع رفع عينيه ..
ورحلت يا مصطفى
ارح يا ليل .. ارح يا ليل تعال جيب كل جراحات الزمن .. والويل تعال يا ليل .. وقول ياحليل تعال يا غم .. هات جبل الهموم والويل وهد الحيل .. ارح يا ليل ..
اريتك يا حزن تكبر .. تعرش جوة فى الاعماق وتصبح صوت.. اقول.. واقول آه يا ليل.. وآه يا نيل اريتك يا وجع تزداد .. تطول وتطول تتمد حزن نديان وتصحى تقول : رجع فاضى الكلام مليان دموع الناس تسيل يا ليل دموعنا تسيل ..تسد كل الدروب يا ليل دموع الغابة والصحرة دموع النيل دموع الناس دموع الحاجة ست الجيل تفرتق كبدة الخرطوم رحل سيد الغنى با زول رحل سيد الكلام يا زول رحل بشرا سمح بالحيل
(عدل بواسطة sheba on 09-12-2003, 05:09 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى حياتنا شيبا (Re: HAMZA SULIMAN)
|
الأستاذ حمزة لك الود .. وأنت تطلق هذا المارد من القمقم
الأستاذ شيبا قال الصادق الرضي .. ليس أكبر من حزنك الآن شيئاً تموت وتبعث في الصمت وحدك
أشد غربة عشناها هي التي خلفها مصطفى .. الذي أطعمنا الأمل بيوم البكرة الجميل .. شفيت من غليلي على الكلمات التي لم تستطع الدلالة على مقدار فقدنا .. لا تدري كم طبطت على أرواحنا .. نعم فقدنا ما لا نستطيع تخيله.. ودعت أحرف لم تكن تتخيلك ساكت تجي ..
أودعك هذي الحروف من قصيدة نحن والردى .. لصلاح .. عساها أن تعزي .. والرحمة لأبو قرجة
يا منايا حوّمي حول الحمى واستعرضينا ... واصطفي كل سمح النفس .. بسام العشيات .. الوفي الحليم العف كالأنسام .. روحا وسجايا أريحي الوجه والكف افترارا وعطايا فإذا لاقاك بالباب بشوشا وحفي بضمير ككتاب الله طاهر انشبي الأظفار في أكتافه واختطفي وأمان الله منا يا منايا كلما اشتقت لميمون المحيا .. ذى البشائر شرفي .. تجدينا مثلا في الناس سائر نقهر الموت حياة ومصائر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى حياتنا شيبا (Re: HAMZA SULIMAN)
|
حقيقى اخى حمزة شيبا رجل أرخ ورجل حقيقى مبدع ووفى ومتأصل وانا حقيقى ويمكن معظم البورداب متابعون لى بوستات شيبا وجد لفته منك رائعةياحمزة يافنان ياجميل الحس ومصطفى لايمكن ان يتنسى لانه فى دواخلنا وصعب ات ينتزع لك وله التبجيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى حياتنا شيبا (Re: cola)
|
كولا يا اصيل سيظل مصطفى سيد احمد اسما لا يمكن تجاوزه
هاله يعجبنى جدا شعارك الزير تحت الشجره واغنيه لى مصطفى واتخيلى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى حياتنا شيبا (Re: HAMZA SULIMAN)
|
يقول الشاعر الكبير السر عثمان الطيب، كنت كثير الاتصال بالراحل مصطفي سيد احمد في ايامه الاخيرة بدافع الاطمئنان على صحته، ويكاد الاتصال يكون يومي، وفي احد المرات اتصلت عليه وبسأله عن احواله بيقول لي والله يا السر أهو الحال ماشي لكن الصحة اتدهورت خالص وآثار الغسيل بدت تظهر علي ، وقبل أن اختم الاتصال قلت ليه يمكن بكرة ما اقدر اتصل عليك لأنه ناوي أعمل عمرة وكدة وتوادعنا وقفلت السكة، ولكن ما ان وضعت السماعة حتى رن الجرس ،
ولدهشتي كان المتحدث مصطفى وقال لي معليش يا السر في زحمة الحديث نسيت اقول ليك عليك الله وانت بتعمل " عمرة "ادعو معاك للوطن ربنا يقيل عسرته ،
ويقول السر ما ان وضعت السماعة حتى انخطرت في بكاء مر، اي كأئن هذا المصطفى؟ في احلك ظروفه واحواله تراه لا يفكر الا في الوطن، ونحن مهمومين وغارقين في همومنا الخاصة00 انتهى
كل الاعزاء الرائعون
شكرا على كلماتكم الرقيقة
وكم خالص الود
(عدل بواسطة sheba on 05-15-2003, 09:59 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى حياتنا شيبا (Re: HAMZA SULIMAN)
|
الاستاذ حمزة لك كل الود والتقدير تمنيت ان اكتب عن شيبة فوجدتك قد فعلتها فلك الشكر وانت تقدم لنا شيبة كاتبا جميل الحرف واللغة.عشقه اللامحدود للراحل مصطفي عمق قدرته علي العطاء دون حدود فازدهي البورد بكل ابداع مصطفي سيداحمد وبصورة مذهلة لك ولشيبا كل التقدير والاحترام
عبدالله جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
|