نقل لشعبنا الجنوبى .. عيد سعيد وأستقلال مجيد .. والسودان يتقدم ببطأ ممل نحو نقطة اللاعودة مللت الأنتظار .. وكما قيل أن الأنسان لا يستطيع الصبر لا على حار ولا بارد .. قلت فى نفسى لماذا لو تنازل الشمال حتى من حق تقرير المصير للجنوبين ودعوناهم مسبقاً أن أرادوا أن ينفصلوا دون أستفاء وأن نعلن ذلك بالتراضى من داخل البرلمان السودانى ..
قلت ذلك وفى خاصرة ذهنى أن أهل الغرب هنا حينما يريدون الطلاق يحتفلون بيوم طلاقهم كأحتفالهم بيوم زواجهم .. وأخيراً ساقتنى الظروف أن أتعرف على أثنين قد نويا الطلاق وكانا هادئين كما إن لم تكن بينهما نقطة لا عودة .. طلاق بائن بينونة تامة .. ظللت أراقبهما كل يوم وبفضول لا عادى لكى أكشف أن أحدهم قد يضجر من الأخر أو يمل الذهاب معه إلى "اللنش" .. لم يحصل أبداً أى شيئ يدل أنهما يكرهان بعضهما ..
وقتلنى الفضول أكثر لدرجة أصبحت أتحين الفرص لكى أجد المرأة لوحدها حتى أسألها ما الأشاعة التى أسمع بها أنهما ينويان الطلاق! وقد وجدتها فى الأسانصير .. سلمت عليها "هالو ميرى" ردت بكل هدوء ورزانه "ألو أدم، هاى يو دونق" رددت والأبتسامة الصفراء فى وجهى "دونق كرييت" عظيم. ثم سألتها ولدينا فى البرمجة مقولة تسمى "حديث الأسانصير" وأنت تريد منه أن تحصل على المعلومة دون أن يتمدد الحديث .. لأن فترة الأسانصير قصيرة ... سألتها "وت ذى نيوس آيام حيرنق ذيس دييس"، ما الأخبار التى أسمعها هذه الأيام .. ردت بتسامه عريضة "ووت"، رددت أنا "ذى دايفورس" الطلاق. قالت بكل هدوء "ييييييس"، سألتها: هل أنت فرحانه؟ ردت "نو"، قلت لماذا ركزت فى كلمة "ييييس"، قالت: أنا وجيرى نحب بعضنا لدرجه أن أى شيئ يضايقه يضايقنى .. ثم أسترسلت فى قصة طلاقهما حتى خرجنا من الأسانصير .. فى خارج الأسانصير وجدنا جيرى ينتظرها بالأحضان. ثم تركانى خشمى ملح ملح على بقية القصة. لكن خلاصة ما توصلت إليه أنهم لم يستطيعا البقاء مع بعضهما لظروف فوق إرادتهما أن وظيفته سوف تقوده إلى جنوب شرق أسيا لمدة خمسة أعوام متتالية وهى وظفيتها فى أمريكا لم تستطع تركها .. هكذا ليس هناك حل وسط غير أن يترك جيرى حبيته وتترك ميرى حبيبها ليختارا طريقين مختلفين ومازالا يحبان بعضهما.
ظللت أراجع هذا التراضى حتى على أبغض الحلال .. الطلاق .. لمدة طويلة وكلما خطر ببالى نحن نصل مرحلة أن نقهر بعضنا قهراًً لكى نظل فى دولة واحدة أو حتى يصل الرجل مرحلة ضرب زوجته لأرغامها للبقاء أو الأزعان لمطالب الزوجية. أى رقى قد وصله هذا الشعب! وأى تخلف مازلنا نغوص فيه نحن!
نقول مجدداً مرحب بدولة صديقة ويكون يوم توقيع نيفاشا يوم أستقلالها .. لنضرب عصفورين بحجر صداقة الجنوبين ونحمل الكيزان المسئولية اللاأخلاقية لأنهم وقعوا نيفاشا وهم صاغرون.
بريمة
01-09-2008, 01:21 AM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30299
ربماهناك من يأتى ويقول يا ربى بريمة جنى ولا شنو؟ وأظنه سؤال مشروع، ليس على شاكلة سؤال صديقى محمد الأمين محمد بأن الأمام الصادق يجب عليه أن ينتحر بدل الاحتفال بيوم ميلاده! عدم شرعية السؤال الأخير أن الأمام هو أكثر إنسان يؤمن بالديمقراطية فى سودان الأمس واليوم والغد! ولم أكن مجافى للواقع إن قلت أن الأمام الصادق ربما يقر فى نفسه بأحقية أى إنسان سودانى فى تحقيق تطلعاته المشروعة فى السعادة والرفاه والبحث عن البديل الأفضل pursuit of happiness بما فى ذلك أنفصال الجنوب وديدنى فى ذلك أن أميّز ما ميّزنا به الخالق كأنسانية على الفصائل الدنيا من خلائقه هى نعم العقل والفكر. والأمام الصادق مفكر بلا أدنى شك. أقول ذلك وفى ذهنى مرة أخرى، أخر زيارة للحبيب الأمام متعه الله بالصحة والعافية لواشنطن قبل توقيع نيفاشا والتى قال فيها أننا يجب علينا أن نوقف نزيف الدم والموت بأى ثمن! ثم يضيف لقد فقد الجنوب أجيالاً وتلك جريمة إنسانية يصعب تحملها أمام الخالق .. الكلام ليس نقلاً إنما هو مجرى فهمى لحديث الأمام ومحاولة إستذكارى له. ما قصدت من ذلك أن أى إنسان ديمقراطى يجب أن يميل إلى جانب تحقيق المصالح العليا من خلق الخليقة .. البقاء والعبادة واللتان أفتقدتا فى ظل قتل النفس - تهديد البقاء - التى حرم الله قتلها إلا بالحق وحرمة قتل النفس التى تعنى نقصان العبادة للقائمين بالقتل.
نصل أن خيار الأنفصال الأختيارى وليس على عن طريق الأستفتاء سوف يفتح صفحات بيضاء جديدة وأظننا فى حوجة ماسة لذلك فى ظل سودان اليوم. بريمة
01-10-2008, 12:15 PM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30299
نواصل أحاديث المدينة .. نحن كشعب .. وأكرر كشعب نمتاز بأزدواجية المعيار فى التفكير .. وكلمة التفكير أقصد بها critical thinking ودعونى نجس نبض تفكير كل واحد منكم بأن يجيب على السؤال التالى فى سره ولنفسه .. هل تؤمن بأن كل إنسان سودانى حر؟ وأنه يجب أن يمتلك قراره الشخصى فى الحياة وبعد الممات؟ وأظن أن كل منكم لا يترد فى الأجابة بنعم! لكن أنظر كم الأنظمة الدكتاتورية حكمت السودان منذ الأستقلال؟ وكم من المثقفين وقفوا مع تلك الأنظمة الدكتاتورية يطبلون لها وأصبحوا أدواتها؟ هل نحن وأولائك المثقفين درسنا فى مدارس واحدة ونحلنا جميعنا من نفس الثقافة والمصدر والمنهج الذى يجعل بعضنا يؤمن بخيارات الأنسان فى حياته ومماته وبعضنا الأخر يرفض تلل الخيارات ويرى أنه أفضل من الأخر ويعرف مصلحة الأخر أكثر منه؟ لماذا يفكر بعضنا أنه يحب هذا الوطن السودان وأما الأخرين فهم خونة مأجورين ضده؟ لماذا يدعى البعض بأنهم حريصون على وحدة تراب هذا الوطن بينما الأخرين حريصين على تفتيته؟
لماذا لا نظن أن خيارات الجنوب فى الأنفصال أو الوحدة هى خيارات من أجل مصلحة الشعب السودانى وأينما كان ذلك الشعب السودانى سواء فى الجنوب أو الشمال؟
فنحن الشعب السودانى وطنيون وكرماء ونمتاز بالشهامة والأقدام والصبر على المكاره، على حد قول شاعرنا الحاج محمد أحمد سرور: واجب الأوطان يدعينا ندأب *** ليل نهار ونبذل كل مساعينا نحن الحزم رائدانا والاقدام مبادينا *** نحن الجود والكرم مصادرهم أيادينا قياسنا الرقى فى الأخلاق مدارسنا ونوادينا *** بفضل الوحدة والأيمان نقهر من يعادينا *
وكلمة الوحدة تعنى الوحدة مع مصر فى ذلك الزمان .. ولماذا لا تضيع كل تلك المعانى فى تعاملنا مع الأخر وتغيب فى تعاملنا مع بعضنا البعض ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة