|
السيد الصادق المهدى حول قضية دارفور: نحن مستعدين للجلوس في كرسي الاتهام.
|
Quote: «اخبار اليوم» تبدأ فى نشر الافادات الهامة والـخطيرة للصادق المهدى حول دارفور بمنبرها التداولى الاهلى استضاف منبر (أخبار اليوم) الإعلامي الأهلي التداولي حول قضية دارفور من أبوجا الى طرابلس السيد الصادق المهدي إمام الانصار ورئىس حزب الأمة القومي وبحضور اللواء عبد الله الصافي النور الوزير السابق نائب رئيس الوفد الحكومي في مفاوضات ابوجا والقيادي البارز بالمؤتمر الوطني وعددا من قيادات الحركات المسلحة بدارفور ومستقلين. وادار المنبر الاستاذ أحمد البلال الطيب رئىس التحرير والى مضابط المنبر.
ابتدر الحديث الاستاذ أحمد البلال الطيب رئيس مجلس ادارة شركة اليوم للطباعة والنشر ورئيس تحرير صحيفة (أخبار اليوم) مرحباً بالإمام الصادق المهدي قائلاً:- نسعد كثيراً في هذا الصباح بأن يكون بيننا في المنبر رجل سياسي عرفته اروقة العمل السياسي والتنفيذي ببلادنا قائداً حاكماً وقائداً للمعارضة عرفنا فيه التواضع وعرفنا فيه التفهم الكامل لدور ورسالة العمل الاعلامي والصحفي ببلادنا. وكانت من اسهل الاشياء بالنسبة لنا ان نلتقي به في كل الاوقات في كل الظروف ونطرح عليه كل الاسئلة ونجد عنده الاجابة، السيد الصادق المهدي رئىس الوزراء السابق ورئيس حزب الامة القومي نستضيفه في هذا الصباح، وكما شرحت في بداية هذا المنبر هي محاولة صغيرة جداً من (أخبار اليوم) نثق ثقة كاملة انها ستكبر وستكبر ونأمل صادقين كما فعلنا في ندوة سابقة حول الوفاق الوطن وانداحت الدوائر واتسعت حتى عادت التعددية والديمقراطية بإرادة الشعب السوداني ليست بمنحة من احد. نحن شرحنا فكرة المنبر في الجلسة الاولى وإن شاء الله هذه بداية واستمرار لهذا المنبر. سنستمع في البداية للسيد الصادق المهدي وموضوعنا من خلال هذا المنبر كيف يمكن ان نصل لحل قضية دارفور من خلال ابوجا التي يعتبرها البعض ميتة ويعتبرها البعض الاخر انها اساس للتفاوض ويعتبرها ثالث ان لا قيمة لها اساساً. وايضاً هنالك طرابلس القادمة وهل يمكن ان تحقق السلام في بلادنا؟ وقبل واثناء وبعد ذلك ماهي رؤية السيد الصادق المهدي في الخروج من هذا المأزق الذي نعيشه الآن؟ والتكامل الدولي الذي يهدد بلادنا والقوات الهجين او الدولية او الافريقية ستبدأ الدخول في بلادنا. وبالامس شاهدنا تمرينا ساخنا على حسب ما نسمعه من السيد الصادق المهدي عن ضرب القوات الافريقية، وهو حدث بالتأكيد له ما بعده فلكم ان تتصوروا ان كان هذا الحدث عند اكتمال العملية الهجين. الفرصة للسيد الصادق المهدي سيتحدث كما يريد حول المواضيع وعقب حديثه سنفتح سانحة للاسئلة ونعرّف السادة حضور المنبر فهم ينقسمون الى قسمين: الزملاء والاساتذة ونتشرف كثيراً بالاستاذ موسى يعقوب وهو استاذنا ومستشارنا واحد كتابنا البارزين وهيئة التحرير والقسم الثاني من الحضور هم مجموعة نافذة جداً في الملف الدارفوري عملت في الحركات عادت طوعاً او كرهاً مثل حالة المهندس ابو القاسم. ومعنا طالبان من حركة العدل والمساواة بقيادة خليل ابراهيم وسيحضر اخرون للمشاركة في المنبر. تفضل سيد صادق: - الامام الصادق المهدي ابتدر حديثه قائلاً:- شكراً الاخ أحمد، اخواني واخواتي ابنائي وبناتي السلام عليكم. انا اشيد بنهج (أخبار اليوم) المتمثل في فتح الملفات بوضوح واتاحة الفرصة للرأي والرأي الآخر لتبادل الرأي والمعلومات حول هذه القضية المهمة. وابدأ بمقدمة قصيرة من ثلاثة نقاط: - النقطة الاولى هي: لا شك ان اجتماع الرأي العام السوداني بقضية دارفور اقل شأناً واهتماماً من الرأي العام العالمي وهذه حقيقة. الرأي العام العالمي مشغول بقضية دارفور اكثر من الرأي العام السوداني. - النقطة الثانية هي: ان قضية دارفور ليست كما يحاول بعض الناس شرحها بأنها مجرد تهميش. لكن دارفور كيان تاريخي سبق السلطنة الزرقاء في سنار وعندها وضعية تاريخية ومعنوية كبيرة جداً هذه المعاني مهدرة بل مجرد تناول قضية دارفور من زاوية فجوة التنمية ومسألة الخدمات فقط غير كافية. فهنالك احساس عميق بالاهانة والاذلال واعتقد هذا عنصر مهم في ما اشعر به من غضب لدى ضحايا هذه الاحداث والتطورات. - النقطة الثالثة هي: ان قضية دارفور مختلفة في انها تحمل احتمال تفتيت السودان وتحطيم اتفاقية السلام وتفجير وسط وغرب افريقيا وتفجير القرن الافريقي. وانا في رأيي الطريقة التي تسير بها الاوضاع الآن في دارفور ستكون اذا لم تحتوى بالراديكالية الجذرية اللازمة وبالحزم اللازم ستفجر السودان والاقاليم المحيطة بالسودان، وهذا الحديث يعتبره بعض الناس بأنه تهويل ومبالغة لان هنالك اتهام بأن موضوع دارفور لعبت فيه القوى الاجنبية واستخدمت الاعلام بصورة اكبر من حقيقة الامر. ولكن انا اقول لا ليس صحيحا، لان القوى الاجنبية كانت تريد عند بداية مشكلة دارفور في عام 2000 و2002م حل مشكلة دارفور وانا سمعت من مسؤولين ان الامريكان قالوا لمسؤولين ان حكاية دارفور دي داخلية حلوها واستعجلوا اي (انتهوا منها بسرعة) - ويواصل الامام الصادق حديثه:- نحن ايضاً لنا تجربة فلقد ارسلنا وفداً لمجلس الأمن أثناء انعقاد اجتماعه الخاص بنيروبي.. ليقول لأعضاء المجلس استمعوا لنا نحن القوى السياسية لانكم تستمعون للانقلابيين والجهات المسلحة، اي الانقلابيين والمسلحين، ولكنهم اي (مجلس الامن) لم يستمعوا. واريد ان اقول ان الامريكان كانوا يريدون صرف النظر عن الاهتمام بقضية دارفور حتى لا تعطل او تؤخر اتفاقية السلام. مجلس الامن ليس هو المكان المناسب لبحث قضية دارفور. ان قضية دارفور تُبحث في مجال اقليمي ولكن نحن مجتمعين لمناقشة دور الاسرة الدولية في بناء السلام وطبعاً حديث دانفورث غير صحيح لان مجلس الامن اصدر اكثر من عشرين قراراً حول دارفور والقرارات التي اصدرها حول اتفاقية السلام قرارات محدودة وبطلب من الطرفين وليس تحت الباب السابع. فذلك الحديث كان الهدف منه صرف النظر عن دارفور على اساس التركيز على اتفاقية السلام. وانا قصدت توضيح هذا الحديث لانه في وقت ما كنا نشعر ان الاسرة الدولية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية تقول للحكومة السودانية يجب معالجة موضوع دارفور لكي لا يعرقل علينا مسألة نيفاشا واعتقد ان هذا احد الاسباب الذي جعل الحكومة السودانية تتصرف بطريقة هوجاء جلبت النتائج الموجودة. تلك هي النقاط الثلاثة في المقدمة. مزاعم حول المشكلة ويواصل الامام الصادق: بعد نقاط المقدمة اود نفي بعض المزاعم حول المشكلة واول زعم هو ان المشكلة مو######## ولتوضيح هذه النقطة اقول هنالك اربعة قضايا مو######## هي: فجوة التنمية، النهب المسلح، مشكلة الموارد ما بين مستقرين ورُحَّل والمشاكل الحدودية والمشاكل البينية بين القبائل وهي مشاكل تقليدية. تلك مشاكل مو######## ولكن منذ عام (2002م) وحتى الآن نحن امام مشاكل من نوع جديد لم تكن موجودة من قبل منها: 1- الإثنية . 2- رفع السلاح ضد الحكومة. 3- الماسأة الانسانية. نعم كان في السابق النزوح بسبب الجفاف لكن نزوح بسبب حرق قرى وممتلكات وهجوم على مدنين هذا شيء جديد. 4- التدويل. لم يسبق ان اتخذ مجلس الامن قرارا حول دارفور والسودان حتى عام 2002م إلا قرار (96) محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك. ولكن بعد (2002) صدرت قرارات تجريم وتحقيق وادانة ومحاكمة ولذلك يجب ان ندرك اننا لا نتحدث عن شيء موروث. بل عن مخلوق جديد ووحش جديد دخل الساحة هناك. - النقطة الثانية: التي اريد ان انفيها هو ان هذه المسألة صراعات قبلية تحل وتعالج في الاطار القبلي. القوى المشتبكة في هذا الموضوع قوي اجتماعية جديدة وهي خارج اطار الادارة الاهلية والولاءات والانتماءات التقليدية وفيها بعد داخلي واقليمي ملتحق بتشاد وليبيا واريتيريا. وبعد دولي .. المظلة التي كانت مرتبطة بالحركة الشعبية بصورة او باخرى انتقلت لدارفور وهذه المظلة الجديدة مرتبطة بسبعة لوبيات في الغرب هي اللوبي المسيحي واللوبي اليهودي ولوبي ضد الرق ولوبي الارهاب ولوبي (A.M) الامريكية الافارقة ولوبي حرية الاديان. وهي لوبيات تكونت ولها ادارات ومصالح وموظفين وموظفات وهي لوبيات نتجت بسبب السياسات التي طبقت في السودان بعد انقلاب 1989م. وبسبب سياسة الحكومة تكونت تلك اللوبيات لصالح الحركة الشعبية. وفي مرحلة ما لان الحركة الشعبية كانت تريد الضغط عبر حركة دارفور انتقلت هذه اللوبيات لدعم الموقف الدارفوري وطبعاً هنا يجب ان نقول ان المساهمة الاساسية لدكتور جون قرنق في التغيير في السياسة السودانية انه نقل فكرة الصراع في السودان ما بين الجنوب والشمال الى ان الصراع في السودان هو عربي افريقي. وهذه هي الفكرة التي بموجبها الحديث عن السودان الجديد. على كل حال اريد ان اقول ان نزاعات دارفور ليست من النزاعات القبلية المعروفة. - النقطة الثالثة: الزعم بأنها مؤامرة. هي ليست مؤامرة بل ازمة حقيقية استغلها بعض الناس، والدول العالمية ليست فاعلة خير، بل لها مصالح ولكن مشكلة دارفور ليست مؤامرة وانما مشكلة حقيقية استغلتها القوى الاجنبية واستعانت بها. - النقطة الرابعة: مشكلة دارفور ليست مبالغة بل حقيقة. فنحن بعثنا وفودا كثيرة لدارفور وزرتها، وطبعاً تركيبة حزبنا تضم تمثيلا للقواعد في كل السودان فكانت تأتينا تقارير عن الاوضاع ونرسل وفودا للاطلاع على الواقع، وعندما طرأ نوع من الغموض على الاوضاع قررنا زيارة دارفور، وبالفعل زرت ولايات دارفور الثلاثة ومعي وفد كبير وقابلنا النازحين ومسؤولين قبليين في داخل مدن نيالا والفاشر والجنينة، قابلنا العُمد والشرتاي و مجالس الشورى وكلهم اجمعوا على فداحة ماحدث. كانوا يشتكوا عن اشياء كثيرة ولم يقولوا ان هنالك مبالغة بل البعض يقول ان هنالك من حرق مزارعهم وقراهم وممتلكاتهم، هذا بجانب ما قاله لنا النازحون في المعسكرات. وبعد عودتنا الى ام درمان من دارفور عقدنا مؤتمراً صحفياً في يونيو 2004م وقلنا فيه ان ما يحدث في دارفور حقيقة وليس اتهامات يطلقها الخواجات. فهنالك تجاوزات واضحة وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ولذلك يجب ان نعمل هيئة مستقلة تحقق في هذه الاشياء وتقوم بعد التحقيق بمحاكمة المعنين بالامر وتقديم تعويضات للضحايا والا فإن اي تأخير سيدفع مجلس الامن لاصدار قرار لان العالم تغير، ولقد قلنا ذلك الحديث في يوليو ولم يستمعوا له، فاصدر مجلس الامن قرارا وشكل لجنة تحقيق حول دارفور، وزارت اللجنة السودان وكتبت تقريراً، وبناء على التقرير اتخذ مجلس الامن القرار (1593) تقريباً بعد ست شهور من مقترحنا وحديثنا الذي قلناه في المؤتمر الصحفي بدار الامة بأم درمان. اذن ما حدث في دارفور ليس مبالغة وانما حقيقة فالقتلى ناس كثيرين وحدثت تجاوزات. والوهم الآخر هو اعتقادهم بأن المشكلة يمكن ان تحل في اطار سقف نيفاشا. اي ان المشاكل يمكن ان تحل ضمن نيفاشا واعتقد ان هذا وهم كامل وكبير وهو وهم يشمل الحكومة والحركة الشعبية والاسرة الدولية، جلهم الثلاثة يعيشون في هذا الوهم باعتبار ان سقوف نيفاشا بقرة مقدسة لا يمكن تجاوزها. ويقول الامام الصادق في رأيي ان هذه البقرة لا بد من ذبحها كخطوة ضرورية للبحث عن حل. - النقطة الثالثة: التي اريد ان اتحدث عنها الآن ان الموقف فيه مستجدات كثيرة: - اولاً: التمزق الذي طرأ على الحركات بحيث انا كنت اتحدث عن (20) وفي ندوتكم الحديث عن (50). العدد تكاثر وزاد حجم التمويل الخارجي و ضرورة الادراك لوجود تمزق ولكن هنالك مصادر كثيرة مشتركة في هذا الامر. لا شك ان القوى غير النظامية التي كانت تدعم الحكومة نشأ بينها والحكومة خلاف حقيقي وبدأت في عمل انشطة تميز بها نفسها عن الحكومة، ولاسباب كثيرة منها انهم كانوا يتوقعوا ان تُدفع لهم اموال طائلة ولم تدفع لهم وبدأوا يقولوا اننا نقاتل في أناس الحكومة تسعى للاتفاق معهم لكي تسلمهم ذقوننا، ولذلك يقولون انهم لن يقبلوا بذلك فهم لهم مصالح فاذا التقت تلك المصالح مع الحكومة لاسباب معينة فهذه مرحلة. واذا شعرنا ان مصيرنا سيسلم لناس نحن عاديناهم وحاربناهم لن نوافق. ولذلك بدأت حركة جديدة ولا شك ان من المستجدات الطبيعية الجديدة معسكرات النازحين التي تحولت الى قوة سياسية عندها رؤواها واهدافها ومصالحها وقياداتها المحلية وقيادات في الخارج تتبنى قضاياهم، ولهم قيادات محلية واعتقد من هؤلاء بدأت تنشأ افكار تقرير المصير وانفصال دارفور والاحساس بأن المرارة التي حدثت لا علاج لها الا تقرير المصير. لا شك ان من المستجدات ان طبيعة النزاعات القبلية التي سيطرت على كثير من الساحة خصوصاً بين القبائل العربية، ونجد ان العنصر الجديد هو ان التوترات القبلية لها اسباب كثيرة مرتبطة بالازمة وصلت درجة حروب من نوع مختلف عمّا كان، اصبحت فيها الدوشكات والقتل بالمئات، وهذا عنصر صار كبيرا، ومهما عُملت من اتفاقيات صلح بسهولة جداً تُنقض الاتفاقيات. - ومن المستجدات هنالك مخاوف على ان المناطق التي نزح منها النازحون صارت تتمدد فيها عناصر مختلفة من خارج السودان. ومن المستجدات ان الناس يثقون في الأجنبي اكثر وكلما كان الانسان اجنبيا كلما نال ثقة اكبر سواء امريكي او اوروبي، والذين زاروا المعسكرات سمعوا هذا الحديث.. حيث المظاهرات والهتافات. وفد الاتحاد الافريقي زار دارفور واجرى استطلاعات من استنتاجاتها ان الثقة في الاجنبي كبيرة والشيء الواضح في الساحة ان كل الاطراف معتمدة على جهة اجنبية عشان تأخذ يدها والحكومة تعتقد انه منذ توقيع اتفاق ابوجا فان على الجهات الاجنبية الضغط على الحركات المسلحة لكي تمتثل والحكومة اعتمدت على ذلك لأن زولك مساعد وزير الخارجية الامريكي السابق قد وعد بذلك، اي ان توافق الحكومة على ابوجا وتكون مسؤولية الاجانب الضغط على الحركات. وفي رايي هذا ما يجعل المؤتمر الوطني فاتحا صدره منتظرا الخبر من اروشا ومن طرابلس على اساس ان الجهات الاجنبية هي التي ستوضب له امره والمدهش ان الحركات ايضاً تعتقد انه مثلما حدث في نيفاشا فان الاسرة الدولية ستفرض في يوم ما على المؤتمر ان يمتثل. - النقطة الرابعة: هي سابقة نيفاشا وانعكاسها على قضية دارفور. فهي سابقة تحوي الآتي: - اولاً: هي ثنائية عزلت السودانيين وانحصرت في الانقلابيين وحملة السلاح. - ثانياً: البعد الخارجي الاقليمي والدولي وهو يلعب الدور الاهم. - ثالثاً: اللوبيات الخارجية المساندة. - رابعاً: القسمة (((والمحاصصة)))) على اساس نسبة السكان فلا يمكن عقد اتفاقية فيها محاصصة مثل نيفاشا ونقول في ابوجا لا يمكن ان نعملها. ونيفاشا عملت سابقة قسمة السلطة على اساس حجم السكان فلا يمكن ان ترفض في ابوجا. - خامساً: الترتيبات الامنية فالذين يوقعوا الاتفاق يحرسونه بقوات وبالنسبة لنيفاشا وضح جلياً ان الضامن هو الاجنبي. والحركة الشعبية تتحدث مع ناس بوش بمعني اهمية المساعدة في تطبيق الاتفاقيات باعتبار الضامن الخارجي. سابقة نيفاشا ان هذه قضية مع حملة السلاح وليس القوى السياسية والمدنية والشعب وهذه سابقة صارت انه لا يمكن توقيع اي اتفاق ما لم توضع نيفاشا في الحسبان. وكل الذين تمنحهم يقيمون حقوقهم بما هو متاح في الساحة، اتفاقية نيفاشا جاءت بسابقة كل الناس المعنيين بالامر ليستفيدوا منها ويستشهدوا بها. ولا يمكن ان تعمل سابقة نيفاشا تم تغلق الباب وتقول لن اعمل شيئاً بعدها واعتقد ان سابقة نيفاشا كانت ولا زالت تشكل مقاييس للمضابط والتطلعات للقوى المختلفة بما في ذلك الضامن الاجنبي والامني واللوبيات الخارجية وكل ذلك عوامل مستجدة في السياسة السودانية لم تكن موجودة. التفاوض السوداني السوداني نحن في عام 1986 فاوضنا الحركة الشعبية في نبروبي واديس ابابا تفاوض سوداني سوداني لم يكن هنالك اجنبي في قاعة المفاوضات. ولكن حالياً الجهة الاجنبية اصبحت هي المسهلة وتدفع المال في نيفاشا وابوجا فالجهة الاجنبية تدفع للطرفين اكرامية يومية بجانب دفع مصاريف الاقامة وكذلك يعقدوا لهم جلسات ودروس على كيفية التفاوض والسوابق التفاوضية اي ان هؤلاء هم اساتذتهم ما في شك في ذلك لذلك اعتبروا انفسهم شركاء ان اي تقدم في هذه المسائل يرجع لهم. اما المستجدات الخطيرة ان مشكلة دارفور اصبحت لها امتدادات اقليمية خطيرة جداً امتداد شرقاً نحو كردفان والتحام غرباً مع حركة المقاومة المسلحة بتشاد وهذه مسألة مؤكدة وحقيقية وطبعاً المفاوضات بين الحكومة التشادية والمعارضة التشادية في ليبيا انهارت لانها صراع على السلطة ونتيجة لذلك برز عنصر جديد هو نشر ثلاث آلاف جندي فرنسي على الحدود مع تشاد وهؤلاء لم يأتوا من اجل السياحة بل لهم دور سيلعبونه في تشاد. وما يمكن ان يحدث من تطورات شرقاً في دارفور والتطور الجديد الذي سينعكس على هذه المسألة هو التوتر ما بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني. لهذا التوتر نتاج لان مشكلة الحركة الشعبية انها عاجزة عن عمل جبهة المهمشين لتعزيز موقفها في شتى القضايا بما فيها الانتخابات. ولكنهم اي (الحركة) لا يستطيعون التحدث مع حركات دارفور دون الزامها بسقوف نيفاشا وهنا يتضح التناقض فيما يتعلق بسقوف نيفاشا المرفوضة من قبل الحركات وتعتبر تخلي عن القضية في نفس الوقت تجنيدهم معهم في معسكر المهمشين والخطورة في الموضوع البعد الاجنبي لان الحركة الشعبية يائسة عن اي حديث مع المؤتمر الوطني وهم في عتبة تغيير نوعي في العلاقة ما بينهما وفي هذا الاطار دخل الامريكان الذين يتبعون طريقة غريبة جداً في تعاملهم مع الاتفاقية حيث يعلمون بروحين: تعامل ودي جداً مع الحركة الشعبية وتعامل عدائي مع المؤتمر الوطني وهذا بدأ يأخذ شكلا عمليا يتمثل في رفع العقوبات الاقتصادية عن الجنوب واستثناء الشمال ويصحب ذلك تمدد الشركات الامريكية في الجنوب ولكن الشيء الاهم موضوع العلاقات العسكرية والمتمثل في الدور الذي ستقوم به شركة خصخصة العمل العسكري في العالم من تدريب وتسليح لقوات الجيش الشعبي. وتوجد مشكلة كبيرة جداً لان قوات دفاع جنوب السودان بقيادة الاخ فاولينو ماتيب انضمت للحركة وتم تعيين فاولينو نائب قائد في الجيش الشعبي وقد اعترضت على ذلك بعض الجهات في الحركة واعتبرت الاجراء غير صحيح ودخل هذا الموضوع في اطار الصراع بين جماعة قرنق وجماعة سلفا. والخلاصة هنالك مشاكل كثيرة وان هذه الخطوة تواجه توترا ما بين قوات ماتيب وقوات الجيش الشعبي وبدأت تبرز مراشقة ما بين المؤتمر الوطني والجيش الشعبي واخذت طابع التوتر في المجلد وابيي وجوبا. وكل هذه التوترات محسوبة على اتفاق الترتيبات الامنية. كذلك من المستجدات تنشيط حركة المحكمة الجنائية الدولية اوكامبوا وانشطته وهذه تضع عناصر مسؤولة في السودان في دائرة الاتهام ومع هذه الظروف الموقف خطير واحتمالات تدهوره كبيرة جداً والله انا دائماً عندما اتأمل هذا الحاصل اذكر بيت شعر الشاعر ابو العلا: كيف تنام الطير في وكناتها .. وقد نصبت للفرقدين الحبائل بمعنى كيف تكون هنالك تصرفات عادية دون وضع اعتبار لما يجري. ü النقطة الخامسة والاخيرة الترتيبات الجارية حالياً هي محاولات للعلاج بالبندول والاسبرين لحالة مرض مستفحل يحتاج لاجراءات جذرية اما القرار (1769) فهو قرار بليد وهش وضعيف. فهو بليد لانه يعتبر ان ابوجا هي الاساس ويشير لتطبيقها والسؤال كيف تطبق ابوجا. ومن هم الموافقون على ابوجا حتى تعمل لتطبيقها؟ وفي ذات الوقت يتمضن القرار تناقضا لانه يدعو لتطبيق ابوجا وفي ذات الوقت البحث عن حل سياسي وكذلك حماية المدنيين وضعت بطريقة فيها تناقض وعلى كل حال فان هذا القرار سيأتي بقوات ونقول لابد من ضوابط لان القوات اذا جاءت دون هذه الضوابط لن تستطيع ان تفعل شيئاً واول هذه الضوابط لابد ان تكون هذه القوات في نظر الطرفين قوات محايدة والا فان اطراف النزاع ستعتبرها عدوا لها. ويوضح الامام الصادق ان الاحداث الموجودة الآن هي في رايي لا يمكن ان تكون الا اذا اعتبرتها احدى الاطراف بأنها عدو لها ولذلك فان القوات القادمة لابد ان تكون محايدة بين اطراف النزاع. - ثانياً: لابد ان يسبق قدومها اتفاق وقف اطلاق نار لان اتفاق وقف اطلاق النار السابق وقع عليه ناس حالياً ولكن اين هم الآن فلقد ظهرت عناصر جديدة ولاعبون جدد وعناصر مختلفة. جاءت جهات كانت تطلق النار مع الحكومة والآن تطلق النار ضد الحكومة بمعنى ان القوى المسلحة في دارفور حالياً مختلفة عن القوى التي كانت موجودة في عام 2004م ولذلك اذا لم يوجد وقف اطلاق نار لا مفر للقوات. - ثالثاً: الادارة الموجودة حالياً في اقاليم دارفور جزء من المشكلة فلابد من ادارة جديدة اكثر موضوعية واكثر قبولاً. ولكن استمرار الادارة الحالية وهي جزء من المشكلة وفي خندق مختلف لن تتيح سانحة وامكانية للتقدم. اجتماع اروشا ويقول الامام الصادق ان اجتماع اروشا لا فائدة منه ولابد من التفكير بأن المسألة ليست في ان تتفق هذه القوى اولاً. واقول ان اجتماع اروشا لا معنى له واذا افترضنا ان كل الذين يحملون السلاح قد اتفقوا ودخلوا في اتفاق فان العنصر المغيب في دارفور كبير جداً ولا يكن ان يقبل اي قرار لم يشارك فيه وافتراض ان المؤتمر الوطني يمثل هؤلاء افتراض باطل لان المؤتمر الوطني لا يمثلهم فهو يمثل نفسه وناسه ولكنه لا يمثل العناصر غير الحاملة للسلاح. وهذا موضوع مهم يجب ادراكه ويدرك بموجبه انه لا يمكن ان يتم اتفاق ناقص بهذا الشكل فاجتماع اروشا وطرابلس يتبعان نظرة ضيقة غير مدركة للمشكلة وابعادها. مؤتمر دارفوري دارفوري جامع ويقول الامام الصادق: لابد من مؤتمر دارفوري دارفوري جامع واقصد بكلمة جامع القوى السياسية والقوى القبلية والقوى المسلحة والقوى المدنية فهذه العناصر لابد ان تشترك في اي معادلة وان يتم ذلك ضمن اعلان مباديء جديد لان اعلان المباديء القديم لا يصلح بشكله الحالي وهذا لابد ان يكون ضمن اعلان مباديء جديد مفتوح ليس له التزام بابوجا ونيفاشا او اي شيء مفتوح لمطالب ومصالح اهل دارفور وهذا يجب ان يكون جزءا من عملية خاصة بالسودان كله لان اي شيء يحدث لدارفور سيطالب به بكره في كردفان وبعدها الاقليم الاوسط وفي كل الاقاليم ومثلما شكلت نيفاشا سابقة لدارفور فان اي حل لدارفور سيشكل سابقة لاقاليم السودان لذلك مافي طريقة لحلول قطاعي ومتيسرة او حلول دكاكينية نحن نحتاج لحلول شاملة لان السودان في خطر لازم ندرك ان هذا الخطر يمكن علاجه ولكن بنظرة تراعي المصلحة العليا للبلاد وليس لمصلحة حزب الامة او المؤتمر الوطني او الحركة الشعبية او مناوي وانما للسودانيين جميعاً فعليهم ان يجلسوا للوصول لحل جذري لتحقيق هدفين. 1- تحول ديمقراطي حقيقي لحسم قضية السلطة من يحكم السودان. 2- سلام عادل شامل. نحن لا نعتقد ان الحكم الحالي مقبول لكل السودانيين لذلك نرى ضرورة ان يحتكم للسودانيين. وكذلك لابد من المساءلة على شاكلة هيئة المصالحة والمساءلة في جنوب افريقيا. لابد من معادلة وهذا ضمن تسوية عامة لتحقيق الاستقرار ومافي حل دون التسوية العامة ونيفاشا لن تستقيم اذا تركت فقط للطرفين فلابد من دخول الاطراف الاخرى. كذلك نيفاشا بلا فائدة اذا عدنا بها للاجانب لان الاجانب هم المسؤولين عن هذه المشكلة والوصف الذي اطلقه على اتفاقية ابيي انها «هبل» وجهل بالحقائق ولولا الجهل بالحقائق لما حدث ما حدث ولذلك نرى ان الاحتكام للجانب الاجنبي غير صحيح فلابد من الاحتكام للسودانيين بالنسبة لابوجا ونيفاشا اما اتفاقية الشرق فان اهل الشرق لوحدهم سيكفونا شر الحديث عنهم لان هذه الاتفاقية صممت بين حكومتين وكان لاهل الشرق اجر المناولة. اما اهل الشرق في الداخل من تنظيمات وقبائل كاللحويين والشكرية ومؤتمر بجا وغيرهم لا دخل لهم بها. على كل حال فان اتفاق نيفاشا لابد من مراجعته على اسس تنقله من الثنائية الى القومية وتحقق له الشرعية الجماعية. اتفاق ابوجا لابد من الغاء الصيغة الميتة الى صيغة افضل لتكون مقياس لكل اهل السودان ونحن كلنا محتاجين للرجوع الى طاولة التخطيط الوطني لكي نتفق واعتقد في هذه النقطة يجب علينا جميعاً ان نتخلى عن اي مصالح حزبية لان ما يجري الآن اذا ترك وشأنه سيمزق السودان ويفجر المناطق المحيطة بنا ولذلك من هذا المنطلق نرحب بمبادرة (أخبار اليوم) ونتحدث انا ومن يمثلونا بصراحة ووضوح ومستعدين حتى اذا قالوا نريد عمل مساءلات في ما يتعلق بموضوع المصالحة والحقيقة فنحن مستعدين للجلوس في كرسي الاتهام. وكل الذين اشتركوا في حكم السودان يجلسون في كرسي الاتهام اي نتحدث بصراحة شديدة ووضوح. وانا سبق وان حددت (43) قضية منذ استقلال السودان وحتى الآن وهنالك خلافات واتهامات حولها ونضيف اليها اي شيء جديد وندخلها في هيئة المصالحة والحقيقة المساءلة واعتقد يجب ان تكون جزءا من ما يتفق عليه مساءلة ومصالحة منذ استقلال السودان وحتى الآن كل طرف من الاطراف يدخل كمتهم حتى تبرأ ساحته عبر التحقيق الموضوعي وانا اتحدث بهذه اللغة وافتكر ان مشكلتنا لن تحل بالمداهنة والمجاملة. فالمسألة خطيرة للغاية.
|
بريمة
|
|
|
|
|
|