أرى أن المصطلح له أهمية خاصة فى سلوكنا الأجتماعى، فالرطانى إنسان غير عربى، فهو رطانى حتى لو تكلم العربية، وعلى هذا المنحى، تصبح كل مكونات سوداننا الغير عربية رطانة .. وإن صح هذا التأميم، إذن نحن أمام مصطلح له المقدرة إلى فرزنا إلى "كومين" لا ثالث لهما فى السودان .. إما رطانى أو غير رطانى أى أما عربى أو غير عربى وربما يصل المطلح لملامسة حقيقة أن كل أفريقى رطانى حتى لو لم يرطن ومن ثم نصل إلى نهاية المصطلح: العربى مقابل الأفريقى ونتدرج إلى العربية مقابل الأفريقانية.
بريمة
04-22-2007, 02:08 AM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30272
يترتب على التصنيف سلوك إجتماعى، فالرطّانة فى نظر غير الرطانة ملة واحدة مهما تعددت مشاربهم، لكن هذا التأميم ربما يخل بالتوزيع الجغرافى، فرطانة الغرب ربما مرتبة غير رطانة الشمال، ورطانة جنوب كردفان غير رطانة دارفور، فالرطانة هم ذاتهم خشوم بيوت!
بريمة
04-22-2007, 02:42 AM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30272
Quote: البروفيسور الأمين أبو منقة مدير معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية تحدث عن ماهية أصول الرطانة، فقال لغة التواصل العام يتحدث بها ما لا يقل عن 85%، وإلى جانبها هناك ما لا يقل عن مائة وخمسين لغة محلية وهي التي يشير إليها عامة الناس وبعض المثقفين خطأ “باللهجات”،
لأن مفهوم اللغة واللهجة عند السودانيين فيه كثير من الخلط ولا يتفق مع التعريف، فلهجات اللغة العربية هي الصور المتعددة التي تؤدى بها ويدخل في ذلك الفصحى نفسها. فاللهجة السودانية والشامية كلها لهجات عربية حديثة وقديما عرفنا لهجة قريش ولهجة طي باعتبارهما لهجات عربية قديمة الأمر الذي يحدد لهجات اللغة الواحدة هو عنصر “التفاعل المتبادل”. وأضاف أن لغة الدينكا تنقسم إلى أربع لهجات رئيسية هي بور، ريك أقار وبارنج وكذلك البجة وتشمل لهجة الهدندوة والبشاريين والأمرأر، فما يعتقد أنه لهجة هذا نفسه لغة مستقلة لديها قواعدها.
الرطانة هي بالمفهوم العام لأي لغة غير لغة المتحدث، فالذي يتحدث الإنجليزية عند العامة “يرطن” وعندما جاء الأوروبيون إلى أفريقيا واستمعوا إلى اللغات الإفريقية أطلقوا عليها رطانات. فأي شخص يسمع لغة لا يفهمها تعتبر رطانة. في الدول العربية لم نسمع بهذه الكلمة لكنها موجودة في الإنجليزية والفرنسية لأن أصلها أوروبي.
أما عن أصول اللغات السودانية، فيقول ابو منقة: إن البعض منها وجد في هذه المنطقة التي تعرف اليوم بالسودان، فهي طبعا كان فيها حياة منذ أقدم العصور وفيها بشر ولا بد أنه كانت هناك لغة. البعض من هذه اللغات عرف في السودان منذ معرفته كاللغات النوبية، لكن وجدنا أن بعض اللغات هاجرت من كينيا مثل لغة الشلك ولغة الزاندي التي هاجرت من غرب أفريقيا وهناك لغات هاجرت مؤخرا نسبيا من الفولاني والهوسا والبرنو، لكن هذه اللغات لا تنتمي إلى أسرة واحدة بل إلى عائلات فاللغات السودانية تتوزع في ثلاث عائلات من بين العائلات الأربع التي تصنف فيها كل اللغات في أفريقيا، منها عائلة اللغات الافروآسيوية وهذه في السودان تمثلها اللغة العربية واللغة البيجاوية ولغة التقراي التي يتحدثها البني عامر ولغة الهوسا. أما العائلة الثانية فهي اللغات النيجر كردفانية وهذه تضم لغات مثل الزاندي وفي جبال النوبة الكواليب ولغة المورو ولغة كادوقلي وأيضا تضم اللغات المهاجرة كاللغة الفولانية. العائلة الثالثة هي عائلة اللغات النيلية الصحراوية وهذه تستأثر بما لا يقل عن 70% من اللغات السودانية وتضم كل اللغات النوبية مثل المحسن والدنقلاوية ولغة الدلنج في جبال النوبة ولغة الميدوب في دارفور وكذلك تضم كل اللغات النيلية كالدينكا والشلك والنوير والانواك. والغالبية العظمى من اللغات الدارفورية مثل الفور والمساليت والزغاوة. وتضم كذلك لغات جنوب النيل الأزرق مثل الانقسنا والادك والقمز ومن اللغات المهاجرة المستوطنة لغة البرنو ولغة الزبدنة.
ويواصل بروفيسور أبو منقة حديثه عن اللغات المستقرة واللغات المهددة بالانقراض ، قائلا “أكثر اللغات استقرارا هي التي تحظى بعدد مقدر من المتحدثين ويكون لها إرث تاريخي ويحس أهلها بالاعتزاز نحوها.
وأعتقد أن اللغات الموجودة في شمال السودان بالذات المحسية تمثل ذلك، ويبدو أن المحسية من اللغات التي ستقاوم لفترة طويلة من الزمن، وأيضا لغة الدينكا تتمتع بكثافة وكبر حجم المتحدثين بها. ولكن عموما تعتبر كل اللغات غير المكتوبة مهددة بالانقراض، لذلك هناك مشروعات لغوية في العالم لتسجيل اللغات المهددة بالانقراض، وقد أفرزت لها ميزانيات ضخمة جدا في إنجلترا ولا أعني هنا الحفاظ عليها ولكن تسجيل باعتبارها إرثا إنسانيا حتى لا تختفي دون أن تترك أثرا. هناك بعض اللغات التي اندثرت مثل لغة العنج واللغة المروية وغيرهما.
الخبير في التراث السوداني الطيب محمد الطيب فيقول: الرطانة عند العرب هي أية لغة لا توافق لغتهم. فأي إنسان لا يتحدث اللغة العربية بالسليقة هي “رطاني” كالقبائل النيلية وبعض جنوب كردفان وربما نصف دارفور.
ويشير إلى أن بعض اللغات أتت مع الاستعمار مثل التركية التي اتخذت من الفارسية ودخلت إلى مصر والشرق الأوسط ومن مصر دخلت السودان مع الحكام الأتراك وبعض اللغات نشأت مع الإنسان في هذه المنطقة من منطقة لأخرى وتسمى اللغة المحلية وتنسخ من لغة أم كلغة النوبة الشمالية في دنقلا والحس والسكوت والحلفاويين هذه كلها لغات محلية متقاربة جدا ومتمكنة حيث يتحدثها الشايقي والجعلي وغيرهم من حيث لا يدرون مثل مفردات “آبري” كبكبي” فالآبري نشأ في بربر ويمكن أن يكون أصله نوبيا، كذلك النوبية أثرت في لهجات العامة على مجرى النيل مثل مفردات الساقية. ويقول الطيب: في أعالي النيل الأزرق رطانات مختلفة كالهمد والانقسنا والفونج والقمز في الشرق لغة البيجاوية وهي منقسمة لهدندوة، بني عامر، حلنقة وبشاريين، في الجنوب هناك لغات الدينكا، النوير والشلك، وبقية القبائل لديها لهجات مثل اللاتوكا الزاندي والمورو. ولكن اللغة العربية جمعت الجنوبيين ، ولا يفهمون بعضهم إلا باللغة العربية.
ويؤكد الطيب ان الرطانات لا تستطيع اقتحام اللغة العربية وإن تسللت بعض مفرداتها إليها، والعربية صامدة ومتطورة وقابلة للتجويد .
04-22-2007, 02:48 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
Quote: الرطانة هي بالمفهوم العام لأي لغة غير لغة المتحدث، فالذي يتحدث الإنجليزية عند العامة “يرطن” وعندما جاء الأوروبيون إلى أفريقيا واستمعوا إلى اللغات الإفريقية أطلقوا عليها رطانات. فأي شخص يسمع لغة لا يفهمها تعتبر رطانة. في الدول العربية لم نسمع بهذه الكلمة لكنها موجودة في الإنجليزية والفرنسية لأن أصلها أوروبي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة