أزمه دارفور .. حريق فى دار الأمة
صلاح جلال/سدنى
[email protected] دارفور لمن لايعرفها هى السودان مصغرا , لا مثيل لها الا امدرمان, حيث تصاهرت قبائل السودان واثنياته فكان المساليت والزغاوه والفور والبرتى والتاما والبرقد والبرنو والبرقو والفلاته بجانب التعايشه والهبانيه والبنى هلبه والرزيقات والمسيريه والمعاليا والزيود ,حيث لكل قبيله دارها ودارفور هى الاسم المجازى لهذه الرقعه الجغرافيه ,دارفور تاريخيا هى جزء من حزام ممالك غرب افريقيا حيث لم يمضى انضمامها للسودان المركزى المائه عام 1917حيث اخضعها الحكم الانجليزى المصرى, بعد سقوط دوله المهديه ان دارفور تعتبر نموذجا للتصاهر الحضارى العربى الافريقى, حيث اجمع اهل دارفور منذ وقت باكر على الاسلام كدين فكان رمز حسن اسلامهم كسوة الكعبة ومحملها السنوى للاراضى المقدسة تحت مهابه وجلال مملكة الفور , كما لم يختلف اهل دارفور على الاستعراب, حيث اقبلوا على الثقافه العربيه الاسلاميه بهمه لاتعرف الفتور فكان رمز استعرابهم الرواق الدارفورى بالازهر الشريف ان الصراع الحضارى والثقافى فى دارفور محسوم.
ان ازمه دارفور هى تعبير عن الاختلال التاريخى فى توزيع السلطه والثروه القوميه , والتوازن بين مكونات دارفور الاجتماعيه ,مشكله دارفور الاساسيه هى التخلف التنموى, حيث غابت التنميه عن دارفور منذ الاستقلال حى يومنا هذا, لم نسمع بمشروع تنموى ذا معنى تم افتتاحه فى دارفور, أو حتى تطوير استراتيجى لموارد دارفور الطبيعيه المتمثله فى الزراعه والثروه الحيوانيه ,فلا يزال صادر دارفور الزراعى والحيوانى يعتمد على الطبيعه دون تدخل من الدوله فى تحسين البذور او الرعايه البيطريه المتقدمه حتى اصبحت هذه الموارد بقره حلوب تحلب ولا تعلف.
هذا ما ظللنا نردده منذ وقت ليس بالقصير, ان الدوله المركزيه فى السودان نشأت نشأه قسريه ,بترسيم هندسى من المستعمر الذى استبعد غالب اهل السودان بتصنيفهم خصوما له, ولم تتمكن حكومات الاستقلال المتعاقبه من استعاده التوازن للدوله المختطفه, ان هذه التمردات المتعدده هى تعبير عن الحاجه لانهاء حالة الاختطاف الحاليه, والمغادره لسودان الجميع الذى تتحقق فيه المساواة والعدالة لكل مكوناته, اما التهميش السياسى لدارفور, فقد كان معبرا عنه بشكل اكثر حده فى الانظمه العسكريه المتعاقبه على حكم السودان, حيث تعتقد كل هذه الانظمه أن دارفور هى مركز معارضتها لذلك ترسم سياستها لا لكيفيه تطوير او مشاركه اهل دارفور , بل يبذل الجهد لكيفيه تطويق دارفور واخضاعها وافراغها من اى قدره على مواجهه الدوله المركزيه.
فأهل الغرب عموما ودارفور خصوصا لم يتولوا حكم السودان فى قمه مركزه السياسى منذ المهديه قبل مائه عام , حيث تولى القيادة الخليفه عبدالله ود تورشيل , هذه التجربة التى حاول أهل النيل اسقاط كل غبائنهم على المهديه فيها , حيث تم تحميل الخليفه عبدالله و أهل الغرب عموما كل اخطاء تلك المرحله , بحيث صورت عقلية اهل النيل فى المخيلة الشعبية حكم اهل الغرب بالعنصريه و التحيز المسبق ضدهم , وبهذا اصبحت اى محاوله للسيطرة على الحكم المركزى من غرب السودان توصف بالعنصريه , بينما ذات الفعل اذا قامت به النخبه النيليه يوصف بالوطنيه والقوميه, هذا ناتج التحيز المسبق ضد الغرب فى العقليه النيليه, لذلك حانت اللحظه التاريخيه لمراجعه كل هذه الايقونات Taboos) ( ومواجهتها حتى نمكن السودان من السير السوي على ساقين بدل الساق الواحدة التى سار عليها الاربعين عاما الماضية
لكن هل يمكن انجاز ذلك بالتمرد العسكرى؟ الاجابه بالوضوح والصوت العالى لا والف لا , لأن طريق الحرب سيجعل دارفور تدفع الفاتوره الواحده مرتين , ظلم التنميه والتهميش وويلات الحرب والتدمير, لذلك التمرد العسكرى فى دارفور ليس الاجابه الصحيحه لإنتشال دارفور من التخلف لرحاب التنميه والتقدم , فالان السودان الدوله والشعب قد فتح كل الملفات, اعتقد ان الوقت مناسب لمناقشة كل المسكوت عنه عبر التاريخ , من خلال مؤتمر قومى دستورى تضمن نتائجه فى اتفاقيه السلام الجارىالتفاوض حولها لتشمل كل ابناء السودان فى الشرق والغرب والشمال , ويتم جرد حساب ومكاشفه حتى يستقيم امر البلاد على ساقين بعيدا عن الاوهام والتعالي والمكاسب غير المشروعه فى كافه المستويات السياسيه والتنفيذيه فى الدوله, هذا هو الفجر المنتظر, الذى نسأل الله ان لايكون كاذبا لانها فرصتنا الاخيرة, على رقم القول ان دارفور منسجمه حضاريا وثقافيا, الا ان قضايا الثروة والسلطة ان لم يحسن التعامل معها كفيله بتفجير امه مكتمله الاركان , وليس مثال الصومال ببعيد , فالصومال عرق واحد وحضاره وثقافه واحده الا ان نزاع السلطه والثروه المزمن أوردها الحرب الاهليه سعيا على قدميها.
الخريطه السياسيه فى دارفور
لقد انتظمت كل مكونات دارفور فى طابور المهديه حيث أصبح معظم أهل دارفور انصارا, وأستبقت بعض قبائل دارفور انتمائها للطريقه التجانيه المؤيده لحزب الأمة, بهذه التوطئه منذ الاستقلال أيدت دارفور بشبه اجماع حزب الأمة فقد كان اخر تعبير حر لأهل دارفور فى الانتخابات الديمقراطيه عام 1985م حيث فاز حزب الأمة فى دارفور ب 39 دائره من اصل اربعين جغرافيه هذا الفوز الذى يطلق عليه(Landslide ( يتضح من هذا ان حزب الأمة هو اداه اهل دارفور فى التعبير السياسى التى تجمع كل مكونات دارفور فى داخلها لذا حزب الأمة يعتبر صمام امان وحده دارفور , فقد افرزتلك الانتخابات تشكيله قياديه متوازنه فى دارفور , وعلى مستوى المركز فى الخرطوم فكان , د. على حسن تاج الدين عضو مجلس رأس الدوله, د.ادم مادبو وزير الطاقه , د.اسماعيل ابكر وزير الاسكان , المهندس محمود بشير جماع وزير الرى د.عبدالنبى على احمد حاكم دارفور , وخلفه د.تجانى السيسى , وكان كل من د.محمد ادم عبدالكريم , الاستاذ أحمد عقيل الاستاذ المرحوم جقومى والاستاذ محمد عبدالله الدومه واخرين من انشط اعضاء الجمعيه التاسيسيه عن دارفور, وكذلك من قيادات دارفور المناضله الاستاذ يوسف تكنه وزير التعاون الدولى الحالى, د.أحمد بابكر نهار وزير التربيه والتعليم والمهندس عبدالله مسار والى نهر النيل الحالى, وغيرهم من القيادات العليا والوسيطه وقيادات المجتمع الاهلى فى دارفور, هذه القاعده التحتيه كانت هى صمام امان وحدة دارفور وتماسك مكوناتها الاجتماعيه.
ياخذ بعض االمثقفغين من ابناء دارفور على حزب الأمة عدم جديته فى تطوير وتنميه دارفور, هذا اتهام يجب ان يأتى فى اطار جدليه البيضه والدجاجه, أى جدليه الديمقراطيه التى تأتى بحزب الأمة والانقلابات العسكريه التى تطيحه, حتى أصبح حزب الأمة زائر خفيف الظل على مواقع المسئوليه الوطنيه, لكن هذا لايمنع ان تتحمل قياده حزب الأمة مسئوليتهاتجاه دارفور التى ما اتيحت لها فرصة اختيار ديمقراطي الا واختارت حزب الأمة فالسؤال الاتهام يمكن تعديل طرحه بماهو دور قياده حزب الأمة فى تأمين سلطة أهل دارفور التى تمنح له؟
عموما وبلاشك ان حزب الأمة امام مسئوليه اخلاقيه تجاه اهل دارفور فيما يتعلق بأمنهم و تنميتهم و استقرارهم حاكما كان او معارضا , هذا ما يجب ان تعبر عنه الايام القادمه فى أروقه حزب الأمة تجاه دارفور و اهلها.
الجبهه القوميه فى دارفور
أعتقد ان الجبهه القوميه ومشتقاتها تكوين نيلى الاصل ليس له ارتباط كبير بالغرب, رقم حداثه التنظيم وبعده عن الولاءات التقليديه, الا انه عاجز عن اختراق جبهه غرب السودان عموما ودارفور على وجه الخصوص, يتجلى ذلك فى عدم قدره التنظيم فى استيعاب تطلعات وطموحات ابناءالغربعموما ودارفور على وجه الخصوص , نجد مثلا فى الديمقراطيه بعد الانتفاضه شاهدين على ما نقول وهو خروج د.فاروق احمد ادم والسيد عبدالجبار من ابناء دارفور من تنظيم الجبهه القوميه وهيئتها البرلمانيه بحجه ان الجبهه تنظيم مهمش لابناء الغرب, ثم تلا ذلك خروج داؤود بولاداحد القيادات البارزه للجبهه القوميه فى دارفور وانضمامه للحركه الشعبيه الذى سنناقش امره لاحقا , كذلك انسلاخ د. محمد خليل ابراهيم من القيادات الهامه فى المؤتمر الوطنى من ابناء دارفور وتكوينه لحزب العداله والمساواه ,واخيرا خروج الاستاذ امين بنانى نيو وتكوينه لحزب العداله, كل هؤلاء القيادات من ابناء دارفور خرجوا من تنظيم الجبهه القوميه ومشتقاته بدعوى التهميش للغرب فى هذا التنظيم مما يؤكد ان مؤسسه الجبهه القوميه القياديه طارده لابناء الغرب و غير مستجيبه لطموحاتهم وتطلعاتهم , ويشير الى زهد قياده الحركه الاسلاميه فى غرب السودان يتجلى كل ذلك بوضوح فى كشوفات التعيينات المركزيه لحكومات المؤتمر الوطنى المتعاقبه فى عهد الانقاذ حيث كانت قسمه ابناء الغرب حشفا وسوء كيلا, كذلك يمكن تعزيز ماذهبنا اليه من نفى الحركه الاسلاميه الحديثه للغرب, الصراع الذى دار حول امانة المؤتمر الوطنى ما بين الشفيع احمد محمد من ابناء دارفور ود.غازى صلاح الدين حيث حسمت الحركه الصراع لصالح الاخير مبعده للاول, ياتى مثالى الثانى من نتيجه الصراع حول منصب النائب الاول للرئيس البشير الذى تم الترشيح له ما بين د. على الحاج محمد من ابناء دارفور والاستاذ على عثمان حيث حسمت الحركه الاسلاميه الصراع لصالح الاخير, كل هذه الشواهد تؤكد قله كسب وزهد الحركه الاسلاميه فى غرب السودان عموما ودارفور على وجه الخصوص.
تسلسل أزمات دارفور
بدأت ازمات دارفور بالتدهور الامنى الناتج من الصراع التشادى التشادى والتشادى الليبى, المعروف تاريخيا ان دارفور هى البوابة الاولى للسيطره على انجامينا منها خرج هبرى, ومنها انتصر ادريس ديبى وهذا الاخير له خصوصيه اكبر حيث امتداده القبلى فى دارفور , نتيجه لهذه الصراعات انتشر السلاح الالى فى دارفور فأصبحت الصراعات القبليه التقليديه ذات كلفه عاليه فى الارواح والممتلكات , خلف هذا التدهور الامنى ظاهره النهب المسلح وهى ظاهره ذات ابعاد اجتماعيه واقتصاديه, اشعلت هذه الظاهرة حمى التسلح القبلى بين ملاك المواشى وعصابات النهب المسلح , زاد من حاله عدم الاستقرار التغيرات البيئيه المدمره الناتجه من الزحف الصحراوى الذى ابتلع شمال دارفور مما اضطر اصحاب المواشى من التوجه جنوبا بحثا عن الماء والكلأ , مما شكل صغطا غير مسبوق على الاراضى الزراعيه والممرات الامنه لسير المواشى , خير تلخيص لظاهره النهب المسلح والجفاف والتصحر فى دارفور وجدته فى محاضره لـ د. اسماعيل ابكر بالمنظمه السودانيه لحقوق الانسان, فقد عزى د. اسماعيل ظاهره النهب المسلح لانتشار السلاح الالى المتدفق على دارفور من حزام الحروب وككذلك التصحر وضعف التنميه بالاقليم , فقد شغلت ظاهره النهب المسلح والنزاعات القبليه الحكومه الديمقراطيه حتى يونيو 1989م.
الانقاذ وأزمات دارفور
بعد استقرار الامر للانقاذ فى المركز , بدأت مرحله التصرف المنهجى فى دارفور , حيث لم تشذ الانقاذ عن سابقاتها من الانظمه العسكريه من اعتبار دارفور مركز معارضتها المحتمله , لذلك توجهت نحو دارفور كملف أمنى عاجل , فكانت اولى مهامها ضرب البنيه التحتيه للمجتمع الدارفورى حتى يسهل تفكيكه واعاده تشكيله من جديد, من خلال سياسه الاستقطاب والتصفيه , فكانت العقبه الاولى امام هذه السياسه هى الاداره الاهليه التى تعتقد الانقاذ فى ولائها لحزب الأمة , فبدأت خلخلتها بخلق عموديات ونظارات جديده , وابتدعت الانقاذ القاب جديده كلقب(الامير) الذى منحته السلطه صلاحيات واسعه مقابل النظار والشراتى وقيادات الاداره الاهليه التقليديه غير المرغوب فيهم , وبهذا التصرف خلخلت الانقاذ اولى ركائز الاستقرار فى المجتمع التقليدى وهى القبيله و مؤسساتها , فبدات فى صناعه رموز جديده لهذه القبائل لكنها صناعه تايوانيه لا ارض قطعت ولا ظهرا ابقت , فوقع الانقاذ فى تناقضه الاساسى العمل على تفكيك الاداره القبليه , وفى نفس الوقت جعل القبيله اداة التوسل للسلطه فى غياب الاحزاب السياسيه , فاختلط حابل القبائل بنابلها ,وانفلتت الاعراف والتقاليد القبليه واصبح المارد القبلى غير محكوم او مشكوم بحكمه وحنكه قيادات الاداره الاهليه فانقلب السحر على الساحر حتى صاح ادركونى قد هلكت بما صنعت يداى
تفاعل هذا الواقع مع الازمه الاقتصاديه الطاحنه , والجفاف والتصحر وانتشار السلاح الالى وغياب الشرعيه الديمقراطيه حتى أصبح المواطن فى دارفور يتحدث عن النهب المسلح الذى تقوم به العصابات والنهب المصلح الذى تقوم به الدوله , هذا الواقع فى دارفور افرز التالى
تمرد داؤود بولاد
بولاد من كوادر الجبهه القوميه القياديه فى دارفور, لقد حظيت بمقابلته عليه رحمه الله فى اديس ابابا عام 1990م فقد اجتمعنا به انا والاخ د. صديق بولاد ممثلين لمكتب حزب الأمة و تناقشنا نقاشا مستفيضا حول فكره تمرده بحضور اثنين من معاونيه , فقد كان واضحا لى حجم المراره التى كان يحملها بولاد على قيادات الجبهه القوميه وتهميشهم لابناء دارفور وعدم احترامهم للقيادات القويه والنزيه , فالاخ بولاد عليه رحمة الله يمتاز بسخريه التعبير عن الاشياء, فقد تحدث باستفاضه لاذعه عن د.حسن الترابى وفقه الاستلطاف فهو يعتقد ان هذا الفقه هو المتحكم فى تولي المناصب والمسئوليات فى الانقاذ , كما تحدث عن سيطره ابناء الشماليه على الانقاذ والحركه الاسلاميه, تناول كذلك موضوع ضرورة استعادة الديمقراطيه باعتبارها الميزان الذى يعيد الامور الى نصابها لانصاف المظلومين والمتطلعين للعداله, ثانى لقاء لى ببولاد كان فى معسكر ديما للاجئين حيث التقينا بحضور المرحوم الفريق فتحى احمد على والفريق عبدالرحمن سعيد والواء الهادى بشرى فقد كنا فى طريقنا للقاء د.جون قرنق فى توريت , وكان بولاد فى طريقه لاستلام معسكراته فى الاراضى المحرره تمرد بولاد يعتبرالاول من نوعه فى تاريخ دارفور الحديث , فقد ظهرت فى منتصف الستينات حركه نهضه دارفور وهى حركه سياسيه مطلبيه او جماعات ضغط من اجل التنميه والعداله فى دارفور وكانت اداتها الصراع السياسى السلمى , كذلك سار فى ذات النهج الحزب الفيدرالى على الرقم ان له قوات عسكريه فى اطار نشاط التجمع الوطنى الديمقراطى الا انها لم تستهدف دارفور باى عمل عسكرى حتى عام 2000م
التمرد الحالى فى دارفور
ما يحدث الان فى دارفور هى حالو انفلات امنى صادف سخط جماهيرى وازمه سياسيه مركزيه , فى ظل ظروف تحول سيلسى مرتقب , قاد الى تطلع مجموعه من ابناء دارفور محموله بمرارات قبليه وقوميه , حاولت التعبير عن ذاتها بالكيفيه المعلنه, لذلك جاءت شعارات الحركه مضطربه اضطراب المناخ السياسى العام فى البلاد , ما حدث فى دارفور يمن اخذه كأنذار جاد يعلن عن وصول الاوضاع هناك الى مرحله الخطر , يجب ان يتم التعامل مع هذا التمرد بالمسئوليه والحساسيه ألازمه من قبل الحكومه و حزب الأمة على وجه الخصوص و قيادات دارفور الفاعله من مثقفين وادره اهليه على ان يتم احتواء هذا التمرد باجراءات سياسيه واضحه تطمئن اهل دارفور على مستقبلهم فى اطار السودان الواحد
الخلاصه ما العمل
عندما انفجرت ثوره 1917م الروسيه كتب لينين كراسته المشهوره ما العمل لمواجهه متطلبات الثوره , نستعير اليوم هذا العنوان لمواجهه الوضع فى دارفور ما العمل اقترح التالى:
ان تلتزم الحكومه بالدعوه لمؤتمر قومى دستورى عاجل تضمن نتائجه فى اتفاقات السلام الجاريه , هذا الاعلان يكون بمثابه رساله لتطمين جميع ابناء السودان فى الشرق والغرب والشمال بان هناك فرصه سلميه ملزمه وتاريخيه تضمن فى وثيقه دستوريه للتعايش الوطنى
التحرك العاجل بين الحكومه والعناصر السياسيه الفاعله فى دارفور لتطمين الاهل بان صوتهم مسموع وان لاحاجه لاراقه الدماء و زلزله الاستقرار
التفاوض المباشر مع المتمردين وبضمانات ذات وزن بان لايتم التعرض لهم قانونيا ¸ويتم تأمين مقاعد لقيادتهم فى المؤتمر الدستورى
التأكيد على خيار الديمقراطيه , وان كل من يريد الحكم عليه التوسل اليه عبر الشعب و ليس البندقيه
ختاما ان ما يجرى فى دارفور هو حريق فى دار الأمة فعلى قيادات حزب الأمة حسم خلافاتها و مواجهه مسئولياتها التاريخيه قبل ان نبكى جميعا بكاء ملوك الاندلس على ملك ضيعوه بأيدهم
---------------------------------------------
نقلا عن سودانايل