|
بيان صحفي عاجل (2)
|
بيان صحفي عاجل (2)
عطفاً على ما صدر من بيان من مكتب حركة تحرير السودان فرعية بريطانيا (لندن) ولمزيد من التوضيح حول ما زعم من توقيع اتفاق للمشاركة في مؤتمر البشير "للسلام والتنمية" في دارفور. - اولاً: تؤكد الحركة بانها قد اصدرت بياناً بخصوص مؤتمر البشير للسلام والتنمية بتاريخ 24 فبراير 2004 (مرفق صورة منه) حول موقفها من هذا المؤتمر ، وعليه نرى أنه لا جدوى من تكرار اسباب عدم المشاركة هنا. - ثانياً: اسباب تواجد السيد / آدم على شوقار بانجمينا بعد توقيع على اتفاق وقف اطلاق النار بين الحركة والحكومة وفي اطار المتابعة والتنسيق مع المنظمات الإنسانية والمجموعة الدولية المعنية بمراقبة الهدنة تم تكليف السيد آدم على شوقار مع ثلاثة من أعضاء الحركة الذين تم ترشيحهم لمراقبة الهدنة مع المجموعة الدولية ، وكان مهمتهم تنحصر في تنفيذ بنود وقف اطلاق النار وفتح الممرات لإيصال الاغاثة للمتضررين وتبلغ المجموعة الدولية بالخروقات والتجاوزات الحكومية فقط ولم تكلف السيد آدم على شوقار بأي مهمة أخرى تخص التفاوض أو التوقيع على أي وثيقة ذات علاقة بالجانب السياسي. - ثالثاً: ولكن بعد عودة وفد الحكومة بتاريخ 24 ابريل 2004 الى انجمينا ورغم علمها بعدم قدوم وفد الحركة لأسباب معروفة لديها ولدى الأطراف المعنية والوسيط التشادي، وكعادة أهل الانقاذ في تنفيذ سياساتهم المعروفة باستغلال ضعاف النفوس وبالاشتراك مع الوسيط الغير نزيهه، قاموا باستغلال السيد آدم على شوقار من حيث يدري أو لا يدري لتمرير مخططهم الاجرامي في زج اعضاء الحركة في معارك هامشية مفتعلة وذلك بحجة انهم يرفضون الاشتراك في مؤتمر السلام والتنمية رغم علمهم المسبق برأي الحركة في هذا الشأن وعليه فإن استغلال السيد شوقار لا يغيير من موقف الحركة قيد انمله، لان السيد شوقار قام بالتوقيع على تلك الوريقة بمفرده بعد انسحاب بقية الاعضاء من القاعة. - وبهذا قد خرج السيد شوقار من اطار المهمة المكلف به مسبقا الا وهو التنسيق والمتابعة وتبليغ الحركة بالمستجدات الى اطار غير مكلف به أي التوقيع على الوريقات والتفاوض عليها مع وفد الحكومة وبحضور الوسيط، وبهذا التصرف الغير مسئول سيتحمل السيد شوقار تبعات تصرفه تلك بصفة فردية ولا يمثل الحركة وقد تم استداعاءه من قبل الحركة لتحقيق معه حول هذا التصرف. - بعد هذا أيضاً تؤكد الحركة إلتزامها باتفاقية الهدنة الموقعة مع نظام الانقاذ وتثمن الجهود الدولية التي اثمرت عنها اتفاق وقف اطلاق نار وكذلك دور الوسيط رغم تحفظها من بعض ما صدر منها من تجاوز حيال وفد الحركة. - والحركة تؤكد مجدداً أن حقوق الكادحين والنازحين واللاجئين والمحرمين والمهمشين لن تذهب هباءاً منثورا بين موامرات ومكايدات نظام الانقاذ واستغلالهم لضعاف النفوس وبرامجهم لشراء الذمم وسياساتهم لتفكيك الحركات الثورية في دارفور الاغر ولا يمكن أن يعاد مسرحيات جنوب السودان في الغرب لاننا ذاكرنا التاريخ جيداً ولا مجال لتسول نظام الانقاذ على موائد السياسة لايجاد مخرج من مقصلة الشعب السوداني.
حركة تحرير السودان مكتب الخليج بشير يحــيى بوش
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان هام من حركة تحرير السودان
موقف الحركة من "مؤتمر البشير للسلام والتنمية بدارفور "
في ظل الارتباك الذي تعيشه حكومة الإنقاذ هذه الأيام نتيجة لمعالجاتها الخاطئة لمشكلة الحرب في دارفور، فإنها دعت وبدون مقدمات إلى عقد مؤتمر لمناقشة مشكلة دار فور أسماه "مؤتمر السلام والتنمية" في الخرطوم ودعت "مشكورة" الحركة لحضور هذا المؤتمر عبر وسائل الإعلام.
بداية لا بد من التأكيد إلى أن السلام والتنمية حالتان متلازمتان لتحقيق أي استقرار في أي بقعة في العالم. ولكن في حالة دارفور الآن، حيث الغياب الكامل لكليهما، يقتضى وضع اولويات لتحقيق الاثنين بالتتابع لا بالتزامن بمعنى أننا الآن في أمس الحاجة إلى السلام ويلزم توفيره أولا ومن ثم العمل الجاد على تحقيق التنمية في المرحلة اللاحقة، وهذه بداهة. إلا أن نظام الإنقاذ وكعادتها تلعب بالألفاظ الفارغة المحتوى، فيورد الألفاظ ولا تكترث كثيرا بمضامينها وخاصة عندما يتعلق الأمر بدارفور أو بقية المناطق المهمشة، لماذا الدعوة لهذا المؤتمر؟.
لم تكن حكومة الإنقاذ يوما من الأيام جاداً في التفاوض مع الحركة المسلحة في دارفور لحل مشكلة التهميش لان الحل الجاد لهذه المشكلة ستدخلها في التزامات سياسية وأخلاقية (إن كانت لديهم) خطيرة مع المناطق المهمشة الأخرى؛ لان أي حل لمشكلة التهميش في أي منطقة سيتم على حساب المجموعة العرقية الجهوية القليلة المنفردة بالسلطة والثروة في السودان، ونظام الإنقاذ لا يملك الاستعداد لتقديم مثل هذه التنازلات إلا بقوة السلاح حسب ما قاله الرئيس البشير شخصيا في مناسبات عامة في هذا الخصوص. لذلك تم رفض مقررات مؤتمر الفاشر قبل انفجار المشكلة اعتقادا من النظام بأنه يمكن سحق الحركة في مهدها. ولكن عندما تفاقمت المشكلة وكبرت الحركة وقويت شوكتها ودخلت في معارك ضارية مع القوات الحكومية والجنجويد وتكبدت الحكومة ومليشياتها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وغنمت الحركة كميات كبيرة من السلاح والآليات من جيش الحكومة والمليشيات (الجنجويد) (باعتراف والي شمال دارفور في برنامج في الواجهة)، سعت الحكومة لشراء الوقت بالتنسيق مع الوسيط التشادي وترتيب وقف إطلاق النار والإعداد لمؤتمر أبشي، ليس الإعداد لمفاوضات جادة لحل المشكلة بل لمحاولة شق صف الثوار بتقديم إغراءات لبعض قادة الثوار، ولما تعذر ذلك سعت الحكومة بالتنسيق مع الوسيط أيضا إلى حل الإشكال في إطار محلى وذلك بتوفير بعض الخدمات في المناطق التي تدور فيها المعارك مع محاولة استيعاب بعض قادة الحركة في وظائف مدنية وعسكرية وما تلاه عثمان كبر في برنامج في الواجهة هي برنامجهم لحل المشكلة وليس من مطالب الحركة. بعد فشل هذه المحاولة أيضا سعت الحكومة إلى حشد القوات وإطلاق يد الجنجويد أثناء فترة الهدنة لارتكاب الفظائع والمجازر وشغل الثوار حتى يتسنى للحكومة بإحضار أعداد إضافية من القوات من جبهة الجنوب الهادئة وذلك للقضاء تماما على الحركة. بالفعل شدت الحكومة عشرات الآلاف من الجنود واستجلاب المزيد من الطائرات من دولة عربية مجاورة لهذا الغرض بالتنسيق مع الوسيط ثم إعلان انهيار المفاوضات التي لم تبدأ اصلاً في انجمينا لتفسح الطريق أمام حل عسكري جاهز، عندما اكتملت كل الاستعدادات أعلن الرئيس البشير أن من اولويات الحكومة سحق حركة التمرد والقضاء عليها ومن ثم التفرغ لجمع السلاح ثم رفع الظلم. وفعلا بدأت الحكومة بتكثيف القذف الجوى على كل القرى والبلدات التي تحت سيطرة الحركة في شمال دار فور وكذلك ضرب مصادر المياه وضرب المواشي كنوع من سياسة الأرض المحروقة مما أدى إلى نزوح مواطني هذه المناطق إلى دولة تشاد المجاورة.
عندها رأت الحركة ضرورة تغيير خطة المقاومة وعلى ضوء ذلك غيرت تكتيكها وغضت الطرف عن قوات الحكومة للدخول إلى القرى المهجورة وانسحبت هي الأخرى إلى معاقلها الرئيسية في مناطق دارفور المختلفة وغرب كردفان ورغم أن الحكومة تعلم جيداً وجود الحركة بكامل عتادها وعناصرها البشرية لأنها لم تجد أحدا من أفراد الحركة في هذه المدن والقرى التي دخلتها إلا إنها لسبب مجهول - ونحسبها غباء - أعلن الرئيس البشير على الملأ أنه تم القضاء على التمرد وانتهاء العمليات العسكرية في دارفور. أعقب هذا الإعلان حملة إعلامية واسعة قادها والى شمال دار فور عثمان كبر الذي جاب بعض المدن والقرى وأعلن منها انتهاء التمرد. المفاجأة انه بعد وقت قصير من هذه الحملة، قامت الحركة بتنفيذ استراتيجيتها الجديدة بالزحف إلى جميع مناطق لإقليم وخاضت معارك ضارية وأسقطت الطائرات وقطعت الطرق وحاصرت المدن وبل هددت رئيس الجمهورية وتحدته بأن يقوم بزيارته المعلنة للإقليم لإثبات سحق التمرد.
أمام هذا المأزق لم يجد النظام مخرجا غير تنظيم هذا المؤتمر"المسرحية" وذلك لصرف أنظار أهالي دار فور والسودان عامة والمجتمع الدولي والمهتمين بالشأن الإنساني لحقيقة الأمور على أرض الواقع في دار فور والتي لم تكن لصالحها على الإطلاق.
ماذا قدمت المؤتمرات للسودان في عهد الإنقاذ ؟
لإثبات عدم جدوى المؤتمرات في عهد الإنقاذ يكفى الإشارة إلى أنه انعقدت فقط في دارفور أكثر من 17 مؤتمر صلح قبلي في الفترة من 1989 وحتى 1997 م. ويبدو انه كلما تكاثرت المؤتمرات زادت حدة المشاكل القبلية في دارفور وليس العكس. لتفسير هذه العلاقة العكسية الغريبة هو أن الحكومة في حقيقة الأمر لا تقصد بهذه المؤتمرات لحل المشاكل بقدر ما تقوم بتهدئتها إلى حين لتقوم بتأجيجها مرة أخرى للاستفادة من التناحر القبلي لأغراضها الشريرة والمتمثلة في شغل أهل دار فور وإدخالهم في حلقة مفرغة من التناحر القبلي ثم الجلوس في مؤتمرات صلح ثم تأجيج الفتنة من قبل الحكومة ثم التناحر من جديد وهكذا لتبديد الموارد الشحيحة للولاية وصرفها في بنود الأمن ونثريات المطبلين والمختلسين. يتم كل ذلك بصورة مدروسة من قبل الحكومة لإبعاد أهالي دارفور وشغلهم من المطالبة بحقوقهم العادلة من السلطة والثروة، أما على مستوى السودان، فيعلم الجميع كثرة المؤتمرات التي انعقدت في عهد الإنقاذ ونتيجتها النهائية هي تكديس أدراج المكاتب بالأوراق وتكديس جيوب المنتفعين بأموال الشعب من دون حل لأي مشكلة.
فشل جولات الوفاق السياسي مع أحزاب المعارضة والحركات المسلحة في عهد الإنقاذ:
سياسة حكومة الإنقاذ في هذا الخصوص تندرج في محورين:
في محور التفاوض مع الأحزاب السياسية المعارضة فان السياسة المعتمدة هي محاولة شق الأحزاب والحركات المسلحة بتقديم إغراءات للقيادات الحزبية الهشة حتى تنسلخ منها وتكوين أحزاب كرتونية موازية للحزب الأم، محاولة احتضان قيادات الأحزاب الجديدة وإغرائهم بمناصب هامشية ذات مخصصات مالية ضخمة في السلطة بشرط لا تستطيع التأثير على الخط العام للحكومة، وبالتالي تكون المحصلة النهائية بقاء نظام الإنقاذ في خطه العام مع تضخيم بنود الصرف من خزينة الدولة لحساب هذه الشخصيات الكرتونية. هنالك أمثلة كثيرة نورد منها الآتي: • شق الحزب الاتحادي الديمقراطي من خلال الشريف زين العابدين الهندي عميد أسرة عائلة الهندي والتي تعتبر من العوائل السياسية التقليدية المعروفة في السودان ويأتي ترتيبها في المرتبة الثالثة بعد عائلتي المهدي والميرغني. • استقطاب اللواء الهادي بشرى المسئول العسكري لحزب الأمة ومسئول الملف العسكري في التجمع • انشقاق النور جادين، رئيس تحرير جريدة الأمة السابق من حزب الأمة وتكوينه لحزب جديد وذلك بإيحاء من الحكومة لإضعاف حزب الأم. • اتفاق نداء السودان في جيبوتي بين الرئيس البشير والصادق المهدي والذي لم يتم الالتزام ببنوده من قبل الحكومة. • انشقاق حزب الأمة بين قيادتي الصادق المهدي وابن عمه مبارك الفاضل المهدي واستقطاب الأخير بواسطة النظام والدخول معه في تحالف وتعيينه لمنصب مساعد رئيس الجمهورية رغم مواقفه المشينة من ضرب مصنع الشفاء بواسطة الأمريكان وتبنيه لعمليات تخريبية معروفة في شرق السودان وتمليك أعداء الوطن معلومات كاذبة من أجل شهوة السلطة. • انشقاق ولى الدين الهادي المهدي وتكوين حزب جديد (جناح الإمام الهادي). • إعلان أحمد المهدي بإيعاز من النظام إماما للأنصار لغرض إضعاف حزب الأمة . • انشقاق عبد العزيز دفع الله من قوات التحالف السودانية التي يقودها العميد/عبد العزيز خالد وانضمامه للنظام. • محاولة تحييد السيد/ احمد إبراهيم دريج، رئيس حزب التحالف الفيدرالي في الأيام الأخيرة وذلك لإضعاف الحزب والذي ينظر إليه باعتباره الأقرب للحركة المسلحة في دارفور. • مسئولية نظام الإنقاذ من إحياء العصبية القبلية في السودان عامة وتقسيم السودان إلى بيوتات وقبائل يظهر ذلك في طوابير أعيان القبائل في التلفزيون السوداني لتقديم المبايعات باسم قبائلهم لرئيس الجمهورية . • وأخيرا انتقلت العدوى إلى الحزب الحاكم لنظام الإنقاذ وانشقوا عن شيخهم وأودعوه السجن وانشق الحزب إلى مؤتمر وطني وآخر شعبي وكما هو معروف للجميع .
أما محور التفاوض مع الحركات المسلحة، فهو الآخر اتسم بعقلية المؤامرة وشق الصفوف، وهو التفاوض أولا والوصول مع الحركات المسلحة إلى اتفاق موقع ومن ثم العمل على تفريغ هذا الاتفاق من فحواه وذلك بالتنصل تدريجيا من بنود الاتفاق مع العمل الجاد على تحييد قادة هذه الحركات الموقعة على الاتفاق بتقديم الإغراءات المادية والعينية للسكوت على التجاوزات ومحاولة عزل من أصر على تنفيذ الاتفاق. ونذكر على سبيل المثال: • محاولات شق الحركة الشعبية لتحرير السودان في مفاوضات ابوجا "1" وابوجا "2" ونجاح تلك المحاولات فيما سمي لاحقا باتفاقات السلام من الداخل مع كل من ريك مشار، لام أكول، اراب توم وكاربينو ونتائجها المعروفة للجميع. • في نفس الإطار تم شق صف حركة جبال النوبة ومؤتمر البجا.
إذا كانت هذه تجارب حية من سجل حكومة الإنقاذ في التعامل مع المؤتمرات والمصالحات السياسية مع الخصوم في العهد السابق وفى العهد القريب مع حركة تحرير السودان في دارفور، فلا جدوى إذن من ضياع الوقت وتبديد موارد البلاد بدون مقابل. إذا كان هذه هي مسرحيات الإنقاذ فموقف الحركة كطرف الأساسي في النزاع الحالي في دارفور وهو رفض الاشتراك في هذا المؤتمر، فانه من العبث بمكان حشد أناس لا خلاف بينهم وبين الحكومة في مؤتمر تظاهري بلا هدف حقيقي، لان هؤلاء يدركون والحكومة تدرك إن الطرف الأساسي والفاعل في هذا النزاع غائب.
وفى هذا الإطار نحن نتساءل:
إذا كان نظام الإنقاذ سبق واتفق مع الحركة ودخل معها في ترتيبات وقف إطلاق النار والتمهيد للتفاوض برعاية دولة أجنبية جارة ولم يتواصل هذا العمل لعدم جدية الحكومة، أذن فما الجديد الآن؟ الم تكن الحركة هي نفسها وبنفس مطالبها والحكومة هي نفسها وبمواقفها السابقة ؟
إذا كانت هذه هي الحقائق فان المطلوب ليس حشد الناس في مؤتمرات فارغة المحتوى لا تقدم ولكنها تأخر لأنها تستهلك ميزانيات ضخمة من خزينة الدولة بلا مقابل، بل المطلوب الدعوة إلى وقف لإطلاق النار جاد وتحديد جهة خارجية محايدة بالتنسيق مع الطرف الرئيسي في النزاع والتفاوض الجاد للوصول إلى حلول مرضية للطرفين.
ومن هذا المنطلق فنحن في حركة تحرير السودان مع رفضنا التام لحضور هذا المؤتمر فإننا نناشد كل التنظيمات السياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني الروابط والاتحادات الطلابية في السودان ومثقفي دارفور في الداخل والخارج وزعماء العشائر في دار فور بالضغط على الحكومة لإيجاد حل عاجل وجاد لمشكلة دار فور بدل الحضور والاشتراك في مؤتمر والخروج بمقررات جوفاء مسبقة الإعداد لا تسمن ولا تغنى من جوع.
كلمة أخيرة لأهل دارفور:
فليعلم جماهير دارفور أن حكومة الإنقاذ قد تسببت بصورة مباشرة في نزوح ولجوء كل سكان شمال دار فور ومعظم سكان مناطق غرب دارفور وذلك نتيجة لاستهداف المواطنين العزل وضربهم بالطائرات وحرق قراهم بواسطة مليشيات الجنجويد التابعة لها، حيث لجأ معظمهم إلى تشاد والى أطراف المدن الرئيسية مثل كتم والجنينة . ونتيجة لتغيير الحركة لاستراتيجيتها القتالية فقد تحولت الحرب الآن إلى العمق في كل أراضى دارفور وأصبح للحركة وجود في كل أراضى دارفور وغير دارفور. ولأن الحكومة مستعدة لإفراغ كل دار فور من سكانها، فإنها لا تتوانى من تكرار نفس السيناريو الذي طبقته في شمال وغرب دار فور من ضرب القرى والمدن بالطائرات وحرقها وبالتالي استمرار مسلسل النزوح واللجوء للمواطنين، فيلزم من الجميع أخذ الحيطة والاستعداد لهذه المرحلة
ونقول لحكومة الإنقاذ في نفس الوقت أن جماهير دارفور قد زادت وحدتهم بمضمون خطاب رئيس الجمهورية في صبيحة عيد الأضحى المنصرم. نعم، خطاب العيدية للشعب السوداني الذي أصاب الجميع بالصدمة والذهول حيث تلي الرئيس من ورقة مكتوبة وقال بالحرف الواحد أن الذين يحملون السلاح في دار فور يحركهم "أحقاد قديمة وأطماع سلطوية ومزاعم مشئومة"!!!
نعم رئيس الجمهورية وفى مناسبة دينية عظيمة، الأصل فيها للعفو والعافية يقول مثل هذا الكلام الغريب على أهل السودان. صحيح أن سعادته قد عودنا دائما على سماع الخطير المثير في ارتجالاته الكثيرة (في خطابة لأبناء قبيلة القمر في الخرطوم قال سعادته: في ناس شبعوا وعايز السلطة والسلطة ما بشبهم وهم ليسوا سودانيين) ولكن أن يتلو ذلك من ورقة مكتوبة وفى خطاب العيدية للشعب السوداني فذاك أمر خطير وجديد في هذا النزاع. ونقول لفخامته أن أهل دار فور لا يحملون أي أحقاد على أي فرد أو جماعات من الشعب السوداني في أي موقع من تراب الوطن الكبير ولكننا نقول: عفوا سعادة الرئيس، سامحك الله ولكن كل أناء بما فيه ينضح
ونذكر سعادته أيضا أنه في خلال الأيام القليلة الماضية حصلت أحداثاً مؤثرة وسط اللاجئين السودانيين في تشاد حيث تجمع العشرات من أطفال المدارس في الصفوف المتقدمة من مرحلة الأساس في غفلة من ذويهم وعبروا الحدود خلسة ومشيا على الأقدام ودخلوا السودان للانضمام إلى الحركة والقتال ضد قوات الحكومة والجنجويد الذين كانوا السبب في قتل ذويهم وتشريدهم من مدارسهم ولكن تعاونت الحركة مع ذويهم وتم إرجاع الأطفال إلى ذويهم في مخيمات اللاجئين في تشاد. إلا أن بعضا منهم قد أعاد الكرة مرة أخرى لللحاق بالحركة مما أضطر ذويهم إلى قيدهم بالحبال حتى يتم محاولة إقناعهم وإبقاءهم مع الأهل. ولكن إلى متى يا سعادة الرئيس يظل النشء في قيد الأهل في غياب المدرسة. لذلك، نحن إذ ننفى وجود أي "حقد قديم " من أهل دارفور تجاه أيا كان من أهل السودان وفى أي موقع، لكننا في الوقت نفسه لا نتحمل تبعات " حقد جديد" قد يشب مع هؤلاء الصبية وفى أذهاننا حروبا أخرى استمرت لعقود في أنحاء أخرى من السودان.
حركة تحرير السودان الجناح السياسي الثلاثاء 24 فبراير 2004م
|
|
|
|
|
|