المسرح شأن فردي، (أيضا)ً... للسني، وكل أبطال المسرح..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 07:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-30-2010, 08:23 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المسرح شأن فردي، (أيضا)ً... للسني، وكل أبطال المسرح..



    المسرح شأن، فردي، ....




    (1)



    كلنا ممثلين، ونتفرج على أنفسنا، على مسارح التذكر، والخيال، ففي كل مساء، اجلس اتفرج على نفسي، وهي تركض وتسعى وتخاف وتعبد وتضعف، في مسرح الحياة، طوال اليوم الذي انقضى...

    أجلس في الكرسي منهك، بعد أن مثلت دور حقيقي، وعبء أخلاقي، وواجبات منزلية، وأخلاقية، قسرية، وذاتية..
    أجلس مرهق، من مسرحية كبرى، لا أدري متى بدأت، ولا أدري كيف ستنتهي، وماهو دوري.. أبطل؟ أم خائن في المسرحية، ومتى يسدل الستار،..
    في الحوش جلست، وصرت أتابع مشهد، مشاهد المسرحية، والتي بدأت قبلي، بملاييين السنين، وسيمضي العرض بعدي..
    (أرحام تدفع، وقبور تبلع)، .. ولكني سأتفرج على يومي هذا، الذي قارب على الرحيل، للماضي، لجراب الماضي.


    ***

    سحبت كرسي، وقلت لنفسي، تفرجي عليك..
    شريط لا يجامل، سجلته الحواس كلها، حواسي طبعا، العين والأذن، والجسم، والانف، والذوق، والقلب والعقل، فأعجب من أمري، وأنا جالس في كرسي الفرجة، على مسرحيتي اليومية..

    يااااه، لقد صحوت من النوم متأخرا..
    شعره منكوش، وبالأمس قلت لنفسي، بأني أصحى مبكرا..
    لم؟ خاب طموحه الصغير، بالصحو مبكرا..
    حلم بسيناريو، ونفذ سيناريو أخر.. (خروج عن النص)..
    أم هناك "سيناريو"، مهمين على هذا السيناريو.. (للتمثيل مكر مثل هذا)..
    (قيل بأن من يمثل دور الحلاج في المسرح"، يتعب بقية عمره، لأنه تذوق قيم الجمال والصدق)، ثم عاش دونها.. في متقلب الحياة.. كما عاش آدم الجنة، ثم تردى للحياة الدنيا..
    لذا آدم، أكثر الناس حزنا.. بضدها تتميز الأشياء.
    لذا الممثل أكثر الناس حزنا، يتذوق برتقالات التقمص، للحقائق الكبيرة، ثم يتردى، للواقع الممثل، ويحن للتمثيل، بل للاصالة، بل للتجاوز، يود أن يكون بطلا.. في الواقع، والتمثيل،..
    للأسف، صحوت مبكرا.. كنت نادما في الصبح، وفي الكرسي الآن.. وأنا ارقب نفسي، (للحق شكرت ملكة التذكر)، أن ترى نفسك.. ليس في المرآة، ولكن في مرآة التذكر..

    صحوت متأخرا، ولم أتذكر ماجرى لي خلال النوم..
    أوقفت شريط التذكر.. أوقفت المسرحية التي انا بطلها، وبدأت مسرحية أخرى لرجل ضال يجلس على كرسيه، وهو يتذكر يومه..

    تذكرت مقولة رسول حمزاتوف، قال (لا تنهض من النوم مثل رجل مذعور، ولكن ابتدئئ من حيث انتهى الحلم)، أذن هناك حلم، يبدأ الحلم حين ينتصر النعاس على عالم اليقظة، ثم تبدأ الروح في امتلاك ناصية القياد، أي العقل الباطن، في غياب وكسل العقل الظاهر، حتى لحظة الاستيقاظ، يصحو العقل الظاهر، ويستلم القياد (ولذا اغلب العمليات الكبيرة لا يسلمها العقل الباطن للعقل الظاهر، مثل التنفس، وضربات القلب، والحس، والشعور، والتمثيل الغذائي، وترتيب جراب التذكر والخيال)، وإلا نام العقل الظاهر، ومعه تنوم الحياة..

    رجعت لنفسي، وصرت في ورشة تأنيب على الصحو متأخرا..
    ولم جرى ما أملته الحياة، وليس ما أملاه عقلي مساء الأمس.
    من الذي يتحكم فيني..
    صرت في مسرح أوسع، صار شريط التذكر مسرح، وأنا جالس مسرح أخر، والكون كله، يركض، ويجري بقوانين الفيزياء والاجمتاع، مسرح آخر..

    والملائكة تراقبني مسرح ثالث، والرب يراقب، يالها من مسارح، مدرجاتها على مدى الكون،..

    وجسمي، أي سيناريو يمثل؟..
    منذ ان استلتني القابلة "الداية"..

    ورسم الدور لي (شكلك سيكون كذا؟ وتداعيات الشكل؟ وستمثل انك سوداني، وأنك مسلم، وأنك واهن الجسم، وستمثل دور طفل صغير في قرية زراعية، على ضفاف النيل)، أقسم، كل هذا الاشياء لم وضعت لي قسرا.. سيناريو، سأمثله شئت أم أبيت... (ما أعظم قدرات المخرج).. ولم ينسى وضع القرن الذي سوف أولد فيه، ومشكلات القرن (بل على أن أحارب في حروب، لم أشعلها)، بل لو تركت لي، لم أثرتها، فأسبباها واهية، وحقيرة... ولكن دفع ودفق الحياة..

    ثم هناك أمراض وراثية وضعت في السيناريو..
    يااااه، خرجت عن النص..
    سأعود لجلوسي في الكرسي..
    ومراقبة ماجرى لي في اليوم، على مسرح التذكر..

    رغم انه مسرح الرجل الواحد، أو المرأة الواحدة، لكن الجميع كان يمثل، كل حدة، بل الجميع يمثل سيناريو مختلف، وصيغ بأسلوب مختلف، ولكن مع هذا تتسق السيناريوهات، في سيناريو، كبير، يدفر حتى الكرة الأرضية، كي تتكور، وكي تلف حول الشمس..

    مضيت للحمام، والمعجون بيدي.. (كنت اود التفلسف أكثر: لم الاسنان؟ ليت لي منقار كالطيور، أو جذور كالشجرة، وأعفى من مسواك الصباح، وهرس النبات واللحم بالضروس، والتي أحس بالحيوانية حيالها)..
    ولكن ستطول الفرجة على نفسي.. لو تماديت في تحليل شريط يومي

    كنت أود أن أكون بطلا، من شروق الشمس وإلى غروبها، ولكن...

    جرت الوقائع التي تمرت بي، كلها، أمام مسرح التذكر اليومي، والمحاسبة اليومية للممثل الواقعي..

    هل مثلت الدور، الذي سطره لك ضميرك..
    هل جسدت القيم الفكرية والروحية التي تؤمن بها..
    هل كنت صادق في الدور، أم منافق، ونواياك..

    تمثيل صعب، (قول الحق لم يجعل لي صديقا)، قالها ابي ذر الغفاري..
    (وحقيقة الصدق، أن تصدق في مواطن لا ينجيك منها إلا الكذب)، قالها الجنيد.. روادتني هذه المقولات، وأنا اتفرج على نفسي..

    ليتني لم أفعل هذا..
    ليتني تصرفت كذا في هذا الموقف، وليس كذا..
    وأسال نفسي، لم تصرفت كذا؟ أجهل، أم خوف.
    أم هناك سيناريو مضمور، خفي، يحرك حواسي وجوارحي كلاعب الدمى، وخيال الظل..

    رأيت نفسي في الفيلم واهنا، وفي تلكم المعضلة الفكرية التي جرت في سوق ستة، كنت ساذجا، وانفعالي، لم يترك لصفاء ذهني تفنيد تلكم الحجة، والآن أرى الأمور أوضح؟ لم؟ الآن، بعد فوات الأوان.. كثيرا ما يحدث لي هذا...

    ما أصعب الفرجة على شريط اليوم؟؟
    تتحسر، على فوات أشياء وأشياء..
    تتحسر على بطل جاهل، متهور، اضاع وقت ذهبي في ترهات..

    كسول؟ هذا الذي امامي كسول؟
    أين فلستفه في توظيف الوقت؟

    هنا حنوت عليه، سرح؟ أصابه وابل من اسئلة الكون، وتلكم الاحاسيس التي لا تدري أخير هي أم شر؟
    ولكن تكمن في القلب، ويرجع صداها بعد حين في قصة، أو رواية، أو قصيدة، أو بوح..

    مضى للعمل، واستمر العمل..
    وجهه يبدو في رتااااااااااااابة؟ لم؟
    عش الآن ياصديقي،؟ عش؟ أين تنظيراتك، "عش اللحظة، الواجب المباشر، الآن؟
    أنا أعرفه جيدا، هو يحب وقت الفراغ؟
    لم؟
    لأنه يمارس هوايته..
    ومن أختار له الوظيفة؟؟
    يااااااااااااه، سيناريو آخر، اختار له المجمتمع من طفولته ومراهقته دور لا يمثل ما جبل عليه من القدرات..
    سيناريو اشتر.. ولكن واصله، قد تكون هناك حكمة، فما أغرب الحقائق..



    والسماء تتفرج على هي الأخرى..

    هاهي السماء..
    تفرد الكراسي للفرجة..
    جلس الملائكة، والجن، والموتى..

    إن كان القصة، والتكنيك، والهدف، والوسيلة، والتشويق، والإثارة، والصدق، والغرابة، هي أس، من أسس المسرح، والمباشرة، والعرض الحي، الموحي، أيضا، فما أعظم تلكم المسرحية،

    مسرحية كبيرة، قيل لأني بأني سأموت نهاية المطاف؟..
    لم يحدد المخرج الوقت، ولا المكان..
    أعجب سيناريو، يولد حينا بعد حين..
    ثم فرشت خشبة المسرح، بتراب، وجبال، وسهول.. أنها الأرض كلها..


    وضع سيناريو غريب، وبهي، فيه غرائز، فيه تجرب موت، فيه محدودية حواس..

    ثم رفعت ستارة الليل، وأشرقت الأرض على المسرح،...

    أنهم البشر....
    يمثلون دور معطى، قديم،..

    ويدون الملائكة "كتاب الحسنات والسئيات"، أدورانا، في الظل والعلن..

    فينا البطل الحقيقي..
    فينا الخائف..

    ويالها من موسيقى تصويرية، فيها الرعد، والزلال..

    ويالها من ختام، فيه الموت، الموت الحقيقي، والبطل يحدق فيه، ليس تمثيل، لكن موت حقيقي..

    والقصة، والسيناريو، (لو كان الحياة مسيرة)، ضربة لازب لللمثلين..
    ولو كان هناك مجال "تخير"، فالبشر بين هذا وذاك في حيرة، أيضا..


    الحياة فعلا، مسرح،
    وما أعظم المسرح..
    حين ترفع ستارة الليل، وتضئ الشمس مسرح بحجم الحياة..
    بل وفي الليل، وفي عتمته، يستمر التمثيل، الحقيقي، للحياة الإنسانية، العريقة..

    كلنا نمثل، دور "البطولة"، بذكاء، وببساطة، وحين بشطينة، وإدعاء، في مسرح الحياة العظيم..

    ما أسعد الملائكة، وهي تتفرج على مسرح حقيقي.. مسرح، تكذب فيه الشركات، والمؤسسات،والحكام..
    مسرح يجهل الانسان سريرة الآخر؟ ونواياه؟

    مسرح تبدو الحقيقة، غير واضحة، فيضل الكثرين..


    المسرح أسئلة؟؟
    المسرح خشبة كي نرى أنفسنا، وهمومنا..
    المسرح، حرية، قمة الحرية، وإلا؟ عطب العرض، والفرجة. وما أكثر مقص الرقيب، حتى في دواخلنا، وحرية الفكر الشخصية،
    المقيدة بتابو التربية، والضمير، والمعتقد..


    وللتداعيات بقية..

    تداعيات، في مسرح أرحام تدفع، وقبور تبلع..


    للمسرح، وللمسرحين، حيث كانوا..
    انتم روح وقلب الكون..
    طوبى لكم..

    اسئلة لا تحصى، في انتظار رواد المسرح..

    محبتي، وكل يوم ومسرح الحياة والاطفال والحروب والفقر، والزلال، بخير وصحة وعافية..



    ..
                  

03-30-2010, 08:55 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المسرح شأن فردي، (أيضا)ً... للسني، وكل أبطال المسرح.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    الحياة فعلا، مسرح،
    وما أعظم المسرح..
    حين ترفع ستارة الليل، وتضئ الشمس مسرح بحجم الحياة..
    بل وفي الليل، وفي عتمته، يستمر التمثيل، الحقيقي، للحياة الإنسانية، العريقة..

    كلنا نمثل، دور "البطولة"، بذكاء، وببساطة، وحين بشطينة، وإدعاء، في مسرح الحياة العظيم..

    ما أسعد الملائكة، وهي تتفرج على مسرح حقيقي.. مسرح، تكذب فيه الشركات، والمؤسسات،والحكام..
    مسرح يجهل الانسان سريرة الآخر؟ ونواياه؟

    مسرح تبدو الحقيقة، غير واضحة، فيضل الكثرين..


    المسرح أسئلة؟؟
    المسرح خشبة كي نرى أنفسنا، وهمومنا..
    المسرح، حرية، قمة الحرية، وإلا؟ عطب العرض، والفرجة. وما أكثر مقص الرقيب، حتى في دواخلنا، وحرية الفكر الشخصية،
    المقيدة بتابو التربية، والضمير، والمعتقد
    >>>>لك يا اجمل الناس محبتي
    وكل عام وانت بالف خير ..
    ما الحياة الا مسرحا كبيرا ونحن مجرد ممثلين فيها كل يؤدي دوره ...
    شيكسبير

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de