|
|
 كيف تصوت المرأة المْحَنْنّة؟
|
في زمان مضى كانت أغنية الحقيبة تضرب على طبل العِّز داعيةً الْسُُّره وعازة وأخواتهن للنهوض من نومهن وترك الكسل والدعة والخمول والإقبال علي المشاركة في فعاليات الحياة وارتياد ميادين العلم والعمل (عازه قومي كفاك نومك ... وكفاك دلال يومك ... أنتي يا الكبرتــــوك البنات فاتـــوك …في القطـــار الفـــات)
تأخر تعليم المرأة نسبياً مقارنة بالرجل حيث بدأت التعليم النظامي في عام 1907م على يد الشيخ بابكر بدري، وذلك بسبب الموروثات والعادات و التقاليد.
ثم استمرت مسيرة الحياة بخطوات وئيدة ولكنها حثيثة و ثابتة حتى وصلنا إلى مرحلة: (أي صوت زار بالأمس خيالي ؟؟ طاف بالقلب و غنى للكمال....وأذاع الطهر في دنيا الجمال....وأشاع النور في جنح الليالي ...انه صوتي أنا آو تدري من أنا؟ أنا أم اليوم أسباب الهناء... آنا من دنياكم أحلي المنى ).
السجل التاريخي لمشاركة المرأة في البرلمانات المختلفة لم تتعد نسبته 10% في جميع الحقب، حيث كانت هنالك 22 نائبة برلمانية من جملة 301 عضوا في الجمعية التأسيسية عام 1982م، و25 امرأة في المجلس الانتقالي عام1994م، و21 نائبة من مجموع 300 عضو في المجلس الوطني عام 1996م.
استمر نضال المرأة يحقق مكاسب في كافة المجالات، التعليم والعمل بمختلف المهن والمجالس النيابية وهاهي اليوم تتوج هذه المسيرة حيث وصلنا إلى مرحلة غير مسبوقة حين سجلت الأستاذة الدكتورة/ فاطمة أحمد عبد المحمود محمد، اسمها كأول امرأة مرشحة لمنصب رئاسة الجمهورية.
وأكثر من مرشحة لمنصب والي ولاية مثل السيدة/ أنجيلينا تيني، التي تخوض الانتخابات كمرشحة مستقلة في ولاية الوحدة في جنوب السودان.
كان ذلك أحد ثمار الدستور الانتقالي واتفاقية السلام الشامل الذي حسم موضوع إشراك المرأة وتمثيلها في الانتخابات بصورة واضحة وصريحة و اتفقت معظم الأحزاب السياسية السودانية الإسلامية منها والعلمانية علي ضرورة أن تمنح المرأة نسبة تمثيل تتراوح مابين (25% - 30%) علي المستويين القومي والولائي وإشراكها في المجالس التشريعية (قوائم المرأة) هذا إضافة لحقها في الترشح في الدوائر الجغرافية.
بلغ عدد المرشحات للانتخابات في هذا العام 2010م، (حوالي 3800 مرشحة) فقط لاغير.
وذهب الحزب الشيوعي إلى أبعد من ذلك حين نادى بأن يكون تمثيل المرأة إلزاميا في القوائم الحزبية و أن يكون المرشح الثاني امرأة والرابع امرأة وهكذا إلي آخر القائمة بحيث تمثل المرأة بنسبة 50% من المقاعد المخصصة للقوائم علي أساس نظام التمثيل النسبي.
عودة إلى عنوان هذا الموضوع، هذا السؤال كان أحد الأسئلة التي طرحت على المتسابقات في تلفزيون السودان وهو سؤال فني بحت وهو مشروع على كل حال، ذلك لأن الحبر الانتخابي الذي لابد لكل مخترع أن يدخل فيه سبابته، الغرض الأساسي من وراء ذلك منع التزوير والتلاعب ومعرفة من صْوّت؟ ومن لم يصوت؟ لأن الحبر إذا كان أصلياً فأنه يبقى أثره في الأصبع لمدة 15 يوم بينما مدة التصويت 3 أيام فقط.
وبما أن الحنة تعتبر أحد الموانع التي ربما لا يظهر معها الحبر الانتخابي فأن المرأة المحننة إذا رغبت في المشاركة، يمكنها أن تصوت ويوضع الحبر الانتخابي لها في منطقة الملاقاة بين الأصبعين.
أما جماعة (انتِ يا الكبرتوك) أحسن يشوفوا ليهن شغلة يقضوها فنحن اليوم في عهد الكبريت سرعة الاشتعال، وليس فرك النار بالعودين والكبرته.
والمرأة التي كانوا يقولوا عنها (إذا كانت فأس ما بتكسر الرأس)، ها هي اليوم مرشحة لأن تكون رأس الدولة، فما رأيكم دام فضلكم.
|
|
 
|
|
|
|
الطيب الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست