منذ 17 عام مضت تفرقنا أنا والصديق ضياء ميرغني أبن الحلفايا وخريج القاهرة فرع الخرطوم افترقنا وكان السودان يمر بظروف (ولا زال) سياسية خطيرة ، تلك السنين الاولي من عمر نظام الانقاذ كانت سنين جنون وكبت وقهر اشد باس من كل السنوات التي لحقتها شهدنا فيها بدايات خطاب التفريق العنصري وشهدنا فيها كيف أنهم اجاعوا واذلوا المواطن وكيف تم تشريدهم من الخدمة العامة والخاصة وكيف أن الأسر السودانية انفرط عقدها وشهدنا فيها بدايات النهاية للكثير والكثير ، صبرنا مع الصابرين ولكن جنون الملاحقة لم يتوقف والبطش والعسف مستمر فكان لكل سوداني حينها الاختيار المر فاختار ضياء الدين ميرغني وهو فنان مرهف ومغني ممتاز يتلمس طريق الانسانية اختار أن ينزح ويهاجر بجراحه خارج عن وطن لم يعد يهتم بابنائيه فغادرنا الي فرنسا الذي مكث بها سنيناً عددا وكنت الاحق اخباره واتلمسها كصديق محب لصديقة وكنت اتحصل فقط علي أنه بخير إلي أن الصدفة في يوم من ايام الخرطوم الغائظ رمت في طريقي مضيفة طيران جمعتني بضياء لانها كانت صديقة له في فرنسا وهي بنت سودانية كاملة السودانية ، بعدها هاجر ضياء الي هولندا واقام فيها ومن ثم صرنا الاثنين نكتب في (منبر من لا منبر له ) هذا المنبر الوطني الافتراضي فاجتمعنا في المنبر وعبر وسائط اكترونية حين ضنى علينا وطننا في الاجتماع والخوة واقتسام الهموم فصرنا هنا نكاتب بعضنا البعض ونتواصل ونتناقش بشكل مستمر وحميم وقوي . ومنذ 5 ايام وانا اتجول بوسط القاهرة اخبرني صديق ارتري وهو أخ كريم يدعى (بخيت) بان هناك شاب يسمى ضياء قادم من هولندا يبحث عني فكدت اجن ولم استطع أن اتمالك نفسي وفرحت كطفل في فجر عيد وصرت اسأل بخيت في اي طريق مضى ؟ وماذا يلبس ؟ وكيف هي صحته ! ابخير هو ؟! شكله مبسوط وهل هو لازال شاب أم في شعره شيب ؟! وبخيت ينظر إلي بذهول ويقول :- لماذا كل هذه الاسئلة ؟ لو كنت اعلم لكنت اعطيته تلفونك يا صديقي لكني اعلم تمام انك لا تعطي تلفون احد لاحد ما لم تستشره لذا فعلت هذا وكان يمكنني ان اتصل عليك وهو واقف جواري لكن لم يكن لدي فلوس او رصيد في التلفون و أنا اسف نعم يا بخيت كلنا اسفون فلا زلنا في عمق الهاوية ولا زلنا نتحرك جميعنا والآلام تعتصرنا لكننا لا نفارق الامل لا عليك صديقي الارتري بخيت لكنك لو كنت تعلم ما بيني وبين ضياء ... لكن لا عليك لا عليك ، في اي طريق مضى واشار بخيت من هنا. وانظلقت خلف اثره ابحث عنه ولم اجده وعدت فرح الي البيت املاً في غداً ولم استطع يومها أن أنام وفي رأسي تدور احداث وسنين وسودان لم ينهض من وهدته وفي الغد اتصل علي ضياء بعد ان حصل علي هاتفي وكانت مكالمة يا لله يا لله ، بعدها القينا وتعانقنا وسط دموع هي خليط من كل شئ وتحادثنا وتجادلنا في الكثير والكثير و مضينا لحضور ندوة عن دار فور علنا نجد ما يشفي جراح بلادنا .
الصديق ضياء حضر للقاهرة لان والده العم الفنان ميرغني مريض وهو إلي الان في العناية المكثفة نسألكم الدعاء با الشفاء للعم ميرغني .
اللهم يا شافي اشفي العم ميرغني من كل بلاء برحمتك . و أعيده لوطنه واسرته سالماً معافى .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة