بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-14-2010, 06:32 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!..

    ...

    بيت أبي:
    (موت الشاعرين العجوزين!!..)





    عتبة الباب:
    (بيت أبي)!! قلتها لنفسي، في صيغة تعجب، ما أحلى هذا العنوان، الذي اختاره المجلس الثقافي البريطاني كعنوان لمعرضة الشامل والكبير، "بيت أبي: معمار التراث المعاري"، كم أحب بيتنا، القديم، يسكنني، قبل أن أسكنه، وكنت أتعجب، كيف كتبت قصيدة عني قبل أن أولد بقرون (كم منزل يألفه الفتى، وحنينه أبدا لأول منزل)، وإلا لم صار ذلك البيت البسيط، كظلي، أرسمه على حواشي كتبي، كراساتي، وأشم رائحة جدرانه، وأحس بدفء قلبه، أنى كنت، وأدنا أدلف له ، أحس بمنح عظيم، أمومة، وأبوة، وأخوة، تلفح وجهي، وترقى بي، من كائن في مجتمع، إلي كائن فردي، عند عتبة الباب.

    وأنا أتجول في أروقة المعرض الضخم، (سوق واقف من 24 فبراير 16 مارس) أحسست ، بأن الأسرة البشرية، تسكن بيت واحد، فالأب آدم، والأم حواء، بيت بيضاوي، من الطين، هي أمنا الأرض!!..

    سأحكي لكم، بأسى وحزن نبيل، بل وأمل، حكاية موت الشاعرين العجوزين، في قلب المدينة المعاصرة، وبين شوهد أهلها، امتدت يد المدن، كلها، في الغرب والشرق، وخنقت القصائد البكر، وكف قلب الشاعرين العجوزين، الحكمين، عن الخفقان، قصائد حية، ترتل في صدر اليوم، وعند رحيله، استقبالا له، وتوديعه!!..

    (1)

    لم يخطر ببالي، أن العين الزجاجية العوراء، التي تشبه العين الوحيدة، في جباه الحيوانات الخرافية، التي كانت تخيف طفولتنا، وهي تهجم علينا في ليل القرية، من أحاجي الحبوبات، في ليالي السمر، على ضفاف النيل الأزرق، أن هذه العين الزجاجية، قادرة على تصوير الروائح، ولغط الأطفال، وأنين الفقراء، وطيبة بيوت الطين،..

    العين العوراء، التي تبرز في جبهة كاميرات (بشرى المتوكل، وود عبدالجواد، وحافظ على، ولمياء قرقاش، وتيم هيدزينجتون، وتيم لفليس، وهيزل ثومبوسون، وكاميل زكريا)، أحسستني، بالخوف، وبالفرح، مثل عصى موسى، والأكسير، يبرق ضوء الفلاش، فيجلب لك في لمح العين عالم، بل عوالم، في صورة ذات بعدين ( طول وعرض)، وذات ألف بعد، وبعد، مجازا، فبعصى موسى تضرب العين السحرية سير الزمن وتوقفه، عجبى؟ فمن يبتسم في الصورة، يظل مبتسما فيها طوال حياته، "ما أسعده"!!.

    يظل وجهه مبتسما، في صورته، حتى لو مات، ،كأنه يرى نفسه هناك، ينعم بالفردوس الأبدي، فجدي لا زال يضحك، في صورته المعلقة في الصالون، والتي يعلوها الغبار، وهو لا يزال طفلا صغيرا، في الصورة، وقد توفي قبل عشرة سنوات، عن عمر يناهز التسعين!!، وكان جدي حافي القدمين في الصورة، (ينهي عن فعل، ويأتي بمثله)، هل كان والده يوبخه؟ (ليته) كما كان يوبخني حين أكون حافياً!..

    يسرح طرفي، في السنين الغابرة، هل كان البدوي، صارم التقاسيم، من زهد الصحراء، وشظف العيش الجاهلي، وهو قادم للتو من قصيد أثار لغط عظيم، علق على كعبة إبراهيم، بسوق عكاظ، والذي كان يراقب بعينيه الصغيرة، القوية، حدأة "صقر"، في أعالى السماء، من تحت خيمة الوبر، متكئ على جنبه على رمال ناعمة، تتموج كبحر ذهبي، غاصت فيه كوعة، يراقب بحميمية كبرياء الحدأة، وهي تفرد بسكينة جناحيها الطويلة، سوى هزة واهنة لأطرافه، وذيلها، ماهرة!! تحلق في جيرة السحب والسماء والملائكة، أكان يحلم بأنه سوف يسكن هناك، معها، وينام، أو يجلس في بلكونة، قربها، يراقب موج البحر، والسفن المقبلة من بعيد، ويرى تحته أرتال السيارات، كأنها اسراب نمل، ويصعد لتلك التخوم، ليس بملاك الموت، أو براق نبوي، ولكن بالاسانصير، والدرج، في ثورة الهندسة المعاصرة، وناطحات السحب الاسمنتيتة؟؟..

    فالعين العوراء لكاميرا بشرى المتوكل، أحسستني بالخوف، حتى من ضميري، كأن الصورة واعظ صامت، يعظ العين "أيها المشتكي، وما بك داء، فكيف تغدوا إذا غدوت عليلا"، أذا غدوت أحد سكان هذه الغرف التي أشاهدها أمامي، على حائط المعرض، والتي شيدت حوائطها، كلها من بقايا الزبالة، أعتى مراسم السوريالين، في عصرها الفتي، حتى برتون، لن يتصور، مهما جنح خياله الذكي، أن أسرة "في اليمن السعيد"، تسكن تحت جدار مشيد من علب النيدو، والسيريلاك، وإطارات اوكلاهما، وعلب الأنناس الفارغة، الصورة أمامي، تصلح لوحة سوريالية بحق، وليس واقع معاش، تصد ضراوة الرياح والشمس والمطر، وفضول الناس..

    (2)

    ما أعجب مساكن إيها الأنسان، ففي تاريخك المديد، من أين أتيت، وإلى أين تمضي، في رحلة لا نعرف متى بدأت، ولا متى تنتهي، سوى ظنون، وأفكار، ولم سكنت رحم الأم، وصلب الرجل، ثم سكنت الأرض، والكهف، والطين، وستسكن باطن القبور، وفي تقلبك الطويل، وقديما، في أيامك الغبابرة، أنت تستل روحك من الطين، سكنت القواقع، والنهر، والعش، ما أعجب سكنك، وفي غدا البعيد، بعد سكن القبور، كيف سيكون مثواك وسكنك؟..

    ***

    تناسلت خواطري كالشلال، في دفق جميل، اصطادت هذه الصور بسنارتها آلاف من أسماك الصور الملونة في ذهني، لم أكن أحسب أنها تعوم وتسبح في ظلمة أعماقي، غابت في قاع النسيان، (الحوائط في طفولتي، لها روح، ونغم، كانت شاشة سحرية، ترسم برزاز المطر على صدرها الخشن قرود لها ذيل منخوف كالبطيخه، ولرسوماتها رائحة الطمي، والدعاش،أشكال الظلال ترقص عليها، حين تحمل أمي الفانوس)،

    لم ننكر وحدة الوجود، والمعارف، والانفعالات، والأشياء مضفورة في وشاح غير مرئي، يشدها بعضا، لبعض، وما التنافر، سوى خداع حواس محدودة، بل الصورة تشم، وتذاق، وتلمس، ثم تكون الرؤية، هل شممت صورة مثلي؟ أحس بأنك فعلت أكثر من ذلك، إليس هذا صحيح؟ أمامي صور لليمن، لعمان، نزوى، للإمارات، للبحرين، كلها، كأنني عشت فيها، وأنا المولود على ضفاف النيل الازرق، بالسودان، العربي، الأفريقي، ماهذه الشبكة من الاحاسيس، ترتق بإبرتها خرائط المكان، وفتوق الزمان، وأحقاب الدهر، في حاضر أبدي، هو ا لآن، ما كان وماسيكون، فهو كائن أمامي، ألم يكن بيت أبي، قبل تشيده، يسكن حلم أبي، ألم تخلق الحياة موهبتي (الذاكرة والخيال)، أليس في الذاكرة (صور الماضي، معلقة على جدار التذكر)، أليس في الخيال، (صور الغد، والحلم)، ترقص على جدار المنى، ما كثر الصور الفتوغرافية بداخلنا، وما أعجبها، صور تشم، وتتذوق، وتحس!! آلاف من مناظر الغروب تزخرف الداخل، ومن الدعاش،ورسومات السحب، كلها في جاليري الذكرى، والحلم، والخيال، ما أسعد الصور، فأعظم كاميرا (هي العين، هي القلب)، هي الجسد كله، فالماضي، والمستقبل، صور في الداخل، معلقة على حوائط جاليري النفس البشرية، في إطارات الحنين، تتأملها كل حين، في خلوتك، أو جلوتك، في العتمة أو في النور الباهر، فالذاكرة والخيال، لهما ضوء سحري، يرى في الظلام، وفي أحلام المنام!..

    الذهن يفكر عن طريق الصور، عبر حروف "الصور"، نصيغ وعينا بأنفسنا، وبالكون، ومن بصور الكائنات الأولى، خلقت اللغات الأم، الهيروغلوفية، والمسمارية، كنت مجرد روسمات تشير للأحياء، والمعاني، والأفكار المجردة، ، لكون هو صورة، في البدء، صورة تشم، وتذاق، وتثمل، وترى..

    (3)

    في لوحة "بن حنيش"، هناك غرفة طينية، لحاف على الأرض، طفل ولمبة نيون، ضعيفة يكاد تقضي عليها فلول الظلام، بالغرفة فانوس (لطوارئ انقطاع التيار، وما أكثر ذلك)، مسجل (مذياع) قديم، أشرخ الصوت، وهو يغني لام كثلوم، أو ميادة (أتسمعه معي؟، فللصورة صوت ولون، في خيال الرائي، والمذياع قديم، قبيل نانسي، وإليسا، وشعبان عبدالرحيم، ما أسعده )، هناك سجادين معلقتان على الحائط، الأول به غزالة، والأخر (الحرم المكي، وبحرمه ألاف المصلين) داخل تلك الغرفة الطينية..

    ***
    يا إلهي، من الحميمية، التي رأيتها في صورة باسم (باب الصباح)، 3 أسرة بالغرفة، ودولاب، ما أطيبها من ليلة سمر، بين الإخوة، رأسك قرب رجل أخيك، في السرير الأخر، وبالأعلى صورة الوالد معلقة على الجدار،، وملاءة بيضاء، وشهادة (أظنها ثانوية، أو ابتدائية"، كل فتاة بأبيها معجبة، ثم فازلين، تشع رائحته من الغرفة.. وتحس بالألم في كتفك، فأي مشاهدة هذا، تدفع ثمنها في جسدك، أيها "الرائي"، وأذا اشتكت "صورة"، تداعى سائر جسد المشاهد بالسهر والحمى"...

    هناك درج لعمارة قديمة "سلم"، أن اكثر المهندسين خيالا (زهاء حديد)، لا يمكنها ان تتصور أنه سيكون مسكنا لأسرة، فقد ترى أسر تسكن شوارع أفقية، بالأحياء الشعبية، وكن تسكن طريق "رأسي"، وقع الأقدام الطالعة، والنازلة، قرب لحافك، فتلك هي الغرابة، الحاجة أم الاختراع، تسكنه أسرة، جركانات الماء تنافسهم في الدرج، الأطفال الذين رأيتهم في الصورة (ناهيك عن النائم، أو الذي يفرش بضاعته بأسواق صنعا، أو المريض)، فأنهم تسعة أطفال، في درج سلم، ومعهم امرأة تتشخ بالسواد،ألموت "العدالة، الاجتماعية"، في الكوكب المحزون..

    المطبخ، عبارة ركن في الغرفة، طربيزة خشبية، فوقها أخرى، وفوقهم البتوجاز القديم، المتهالك، وعلب الحديد، فهي في مهات أخرى، فعلب البوهية، والأنناس، صارت علب بن، وفول، ردة لها لها.(أي مهمات العلب، أم "تطوير" وقفزة للأمام؟، هناك باب مغلق للأبد، وتحت المطبخ، قد تكون غرفة غيرت وظيفتها، وصارت تفتح على الشارع، كدكان، من يعلم؟ حاولت عد أعواد ثقاب في الأرض، فلم أقدر..

    وحدة وجود، لكل شئ، علاقة بكل شئ، حين وقفت متسمرا، أمام لوحة (الجدف)، وهي صورة بسيطة لدولاب، فوقه حقيبة حديدية، مزخرفة، وفوقها هي الأخرى، مراتب حتى السقف القصير، فهذه الحقبيبة، ححجت بي، كبساط السندباد لقطار الشرق، في بلدي السودان، حين كنت طفلا، وأمضي لأختي من الخرطوم إلى بورسودان، على القطار،وأجلس على هذه الشنطة الحديدية، بزخارفها، وتفوح منها رائحة الزوادة، (من الطحنية، والطمعية، والمربى)، التي رتبتها أمي قبيل السفر، هناك صورة لزعيم عربي ممزقة، مقصودة أم عفوية، الله أعلم بالسراير!، هناك أسما الله الحسنى، وفتاة تدعو ربها في صورة على الحائط، يعني "صورة داخل صورة"، ما أجمل ذلك..

    (4)

    في بيت (المقولي)، فراش على الأرض، رائحة الفازلين تصيب المشاهد، يصبك الملل من المشهد، فهو مشهد صباحي، مزعج، فوضى البطانية، والساعة والمخدة على الأرض، تصيبك بصباحات الأحد، وأنت مقبل على العمل، بعد إجازة يومي الجمعة والسبت، والنعاس يشدك للسرير، والواجب يشدك للصحو، هناك مخدة، تبدو لي في حضنه؟ أهي الوسادة الخالية، رواية إحسان عبدالقدوس، الشهيرة.

    ***
    الجسد، بيت الروح، أشادت فيه أعمدة من العظام، هيكل عظمي بارع، (حتى القدرة على الرسم، الهرب، المداعبة، لم تنساه) ثم كسته لحما، ورقة، وشعور، وفتحت في قمته، نوافد على العالم، على الداخل، حواس سبع، ثم سعت، تمشي وتجري، بهكيل عظمي، مدسوس بين اللحم والعصب، بيت متحرك، رشيق، فاتن، وحساس، إنه بيت الجسد، حين تسكنه الروح الفضولية،..

    البيوت، روحها الانسان، حيث كان، مثل العش، والقوقعة..

    (5)

    من بنى البيت، أحلام أبي، أم المهندس (التربال)!!..
    في طفولتي، حين قرر أبي أن يشيد لنا بيت واسع، لأننا كن نسكن مع جدتي، كان يقودني من يدي اليسرى، فاليمنى بها بلحة كبيرة، يثم يمضي للشرق، وبيده اليسرى معول، وكنت اتعجب لم؟ والمشروع الزراعي جنوب القرية، فضمينا معا إلى خلاء واسع، يملكه الله وحدة، وبمعوله ظل يحفر ويحفر، حتى ظننت أنه جن، وبعد أن تعرق سرواله، وقميصه، حفر مستطيل ضخم، لو حفر داخله دائرة، لصار معلبا لكرة القدم..

    ولم يمر أسبوع حتى أتى المهندس السيط، "المقاول"، لبناء جالوص من الطين، ومعه أخوالي بخيت ودفع الله، إنها قبيلة واحدة، فكل الناس أخوالي، وأعمامي، قسرا، وحفروا أساس البيت، حول هذه الملعب الضخم، ثم شرعوا في بنات الحوش والغرب.وكنت أتعجب، من أبي، وهو يظل يراقبهم طوال اليوم، وهو يسير بهدوء وقد وضع يديه خلف ظهره، ماذا يفكر؟ إنه بيت بسيط، ولكن خيال أبي، يسبق البناء، بل يسكنه، ويتخيل الضيوف، والنوم في المساء، وعريشة لامي، والضيوف؟ ماعددهم، كيف يكون حجم الصالون، ثم الخراف، والنعاج، أين تكون الحظيرة،؟ كأنه يرى الغد، واضحا، في أحلامه، حتى تساءلت صادقا، من بنى البيت، أحلام أبي، أم المهندس البسيط..


    (6)

    قرن الثور، وكف الدم على الحائط، ماهذا؟ دم ملطخ على الباب. (صور نزوى تيم لفليس).. إنها بيوت طينة بسيطة، تشبه الرحم، من مادة عضوية، تكاد ترى الحبل السري، بين الساكن والسكن، بيت له رائحة في الصبح، وفي الظهيرة، وفي الرطبوة، وساعة المطر، إليس الطين أسير المناخ، وأبواب ذات زخرفة زاهدة على ضلفتيها، (ما أكثر الاشياء التي لا احتاجها، كما قال سقراط)، زهد حقيقي، يرفع الكلف عن الحواس،ما أشبه الليلة بالبارحة، بل ما أشبه هنا، بهناك، ففي نزوى، بعمان، رأيت السحر، والخوف منه، فأعلى الباب هناك كف، لطخت ا لحائط بدم ذبيحة خوفا من العين، كما علق، على ضفاف النيل، على بعد أكثر من 2 ألف كيلو، ناس سعد، جارنا، علقوا قرن ثور على بوابتهم الطينة، فهي تنطح أي جن شرير، يسعى لدخول الحوش، وإن بنات سعد الصغار، الثرثرات، لن يصيبهم مكروه من حراسة القرون أعلى الباب، كما لن يتسلل للبقرة والخمسة نعجات، وليته يتسلل، في غفلة من القرون، ويخنق كلبه سعد، والتي جعلتني امشي للهند، برأس الرجال الصالح، وليس قناة السويس، وأقصد دكان جلي، قرب بيتنا، بل كنت أمشي لدكان آخر، خوفا من الكلبة.

    ***

    حمام جميل، وبه كرسي،وسطل، يوحي "لمرأة عجوز، تستحم فيه"، وهي تراقب عري جسم مجعدت، ولسانها حالها يقول "ليت الشباب يعود يوما)، وهيهات.. فطريق الزمن يمضي قدما، ولا يتراجع، ولايعرف صفة اسمها التوقف، إلا في الصور، وهنا يكمن سرها، وسحرها، توقف الزمن، في لحظة صغيرة، تعيد طلاوة الماضي..

    ***

    سرير، به مخدة، تبدو لللأم ومخدة عرضية، خوف ان يسقط طفلها في الأرض، فالنوم سلطان، ياترى ماذا تفعل الملائكة بنا، ونحن نووم..
    ***
    ستارة من قطعة قماش فستان، اليد اليسرى ترقص مع نسيم الشباك، (أتعجب الفستان النسائي من جلوسه في النافذة)، ومرأى الرجال؟، وهو "خليق ذهنية الحريم"، لست أدري، فمن يقرأ طالع الفساتين، ويدرك ما يدور بخلدها؟..

    صور تيم هيدزينجتون:.
    مدينة شبام القديمة المسورة، والتي انشئت في القرن الثاني قبل الميلاد، وهي عاصمة مملكة حضرتوت، وبها بيوت ينضحها السحاب، فهي أعلى منه، بل لا تعرف هل خلق الله المطر، أم لا... فالأمطار تحتها، أللهم ألا ان تنكر المطر لعادته، وتهمى للأعالى، كدخان البخور، وهيهات..(قيل عنه: أعلى بيت طين في العالم، واقدم بيت طين)، "وأروع" بيت طين أيتها المعلومات الجافة، فلو خرفت الجاذبية الأرضية، مثل جدتي، كي تسقط أمطارها للأعلى، فسوف تصل لتكم البيوت الطينة فوق الجبال،
    ****

    نظرات ابي نحو القبلة شرقا، ألف كيلو من البيت هي، فكان الباب قبالتها، بركة، وتيمنا بها وبالشمس، وكأننا قدامى النوبيون عبدة الشمس، والقبلة، معا..

    كل بيوت القرية تفتح ابوابها ناحية الشرق، القبلة، وكأنها وجوه سرب من قرود، نظرت كلها، فجاة لكثمرة وقعت في الأرض، بل حتى بيوت المقبرة، توضع على جنبك، في مواجهة الشرق "القبلة"، حيا، وميتا..


    هذه الزاوية، ذكرتني قراءة كوخ العم توم، أول مرة، وأخي نائم قربي، وهو يتحدث في نومه، على كل الاشياء التي جرت له بالنهار، ما اسعد الضابط الذي يحقق معه، لو كان اخي معارض سياسي، فما على ضابط التحقيق القاسي، سوى وضع مسجل تحت مخدة أخي، ليسمع في الصباح، أكثر مما يريد، من معلومات وأسرار، وللحق حين أمشي مع أخي، لا أغازل أي فتاة، حتى ولو كانت مثل القمر، قد اعجب بلسان حالي، وهذه لايفضحها باعترافاته الليلية حين يكون شجاعا، ومتهورا، ويقول كل شئ، كل شئ، حتى عن نفسه، ما أشجعه نائما..

    ***
    المقابر، البيوت، الانارة، النوافذ، ملاعب الصبيان، هي هي، في مدينتي، أو هنا (وأنا اشاهد صور لمدينة صنعا القديمة) وهناك حيث لا أعلم، حيث وجد بني آدم، فلم الشرق شرق، والغرب غرب، إذا كانت الحاجات الضرورية هي هي، يتشابه بني آدم فيها، مثل الحزن، والبيت، والسكينة، والموت، والمقابر، والنوافذ، وعشق الشعر، (لا أظن 80عام كافية، وأن اختلفت أنماط الفكر، والمعيشة، والتربية، قادرة على محو ملايين من السنين، التي ضرفت روح، وجسد بني آدم)، فلم الشرق شرق، والغرب غرب؟ لم؟...

    ***

    في الليل، تكون السماء هي سقف البيت، فنحن ننام في الحوش، سماء مرصعة بالنجوم، أعلى سقف في العالم، حتى الشهب والطائرات تمر تحت سقف بيتنا، دون أن تهزه، أو يتداعى كبرج التجارة العالمي، كانت السماء شاشة أفقية، تشاهدها وأنت نائم، ولا نهاية لشاشة الفلم، أو بداية، كان الراعي يقود أغنامه فوق الجبال، هكذا قالت جدتي عن الأشكال المرسومة على وجه القمر، كم غبطت تلك الماعز التي ترعى في السماء، ولن تصل إليها يد أطول جزار في القرية، فكم تؤذي رؤيتها معلقة في المسلخ قلبي..

    كما كنا نرى الشهب، تنطلق كسهم ذهبي، ورغم صدقية التحليل العلمي للها، إلا أن شاعرية التأويل الشعبي تسر طفولتي، حيث ينطلق ذلك السهم الذهبي الماهر، نحو مجموعة من الشياطين، تتسلق بمهارة روؤس بعضها، كي تسترق السمع لما يجري في العرش، في ملكوت السماء..
    وكنت أتعجب، كيف يرى هذا النبال الماهر، سلم الشياطين في هذا الظلام الحالك، كي يصوب سهمه بدقة متناهية، والظلام أخفى ببطانيته السوداء، قبة ومئذنة الجامع كلها، قربنا.؟..

    ***
    كنت اغبط شعر جدي في الصورة، فهو لا يطول أبدا، ولا يجلس ساعة كاملة دون أن يتلفت في دكان الحلاق، حتى لو سمع هرج الحاوي يمينه، ما أسعد جدي في الصورة، أو في الواقع، فقد كان رأسه أصلع..
    ولو لا حركة عيني، يسرى ويمنة، وأنا جالس للحلاقة، لحسبتني تمثال، أو صنم، ما أبشع ذلك، أن لا تمتد يدي للعب ولمس أدوات الحلاقة أمام المرآة، ثلاثة أمشاط، ومقص، وماكينة حلاقة، تشبه رأس الضفدع، لو لا قرنيها الحديدية...

    ***
    عيون أبي لا ترى سوى عيوب الدار، يقوم بحملة تفتيشة من الصبح، فدارنا مثل "حمار الحطب"، كثيرة الأعطاب، ولم؟ فكم أسرة تسكنها!!، كما ان بنات اخواتي الصغار يفضلن النوافذ على أي باب، للخروج والدخول، كما ان حبل الغسيل، يتحول لمرجحانية حينا، ولشبكة كرة طائرة، حينا آخر، كما ان باب الحوش يتحول لمرمى كرة قدم، وتصرخ ضلفاته المتهالك من الكرات غير المتقنة، وما أكثرها.. نسمع الصراخ يوميا من أبي (من الذي كسر ضلفة الباب)، (ومن الذي قطع حبل الغسيل،) ولا أدري من الذي علم هؤلاء الصغار أخلاقيات التضامن؟ فهن مهما جلدن بسوط العنج، لا يعترفن لأبي بالمذنب، وهن يعرفن، "ما أعظمهن"، في هذه التضامن بالذات.. ولكن حين يصيح أبي، بأن الأمطار قادمة، وبأن سقف البيت يحتاج لردم تراب فوقه، كنت اصعد السلم فرحا، كي أرى القرية والنهر تحتي، بعذر مقبول، هذه المرة، وأتكاسل في الردم، حتى تنزلني قطرات المطر الساحرة!!..


    ***
    لا أدري لم تقدس جدتي الرقم خمسة، بالخط الأنجليزي، فهي تسعى للمرحاض قربها مباشرة، سبع خطوات، ولكنها تتكئ على الحائط، ثم تمضي معه جنوبا، شرقا، ثم شمالا، وتعود غربا، حتى تدخل المرحاض، انها تقدس الرقم خمسة، وتتبع الحائط، وتصل مقطوعة الأنفاس.

    ***

    ابن خالي، يسكن معا، مصاب بداء السرنمة (حمار النوم)، وكان يتجول في البيت ليلا، وهو مغمض العيون، ذاكرته تحفظ الطرق المتعرجة للبيت والأبواب، مثل القمر يدور حول الأرض، منذ ملايين السنين، بلا عصى الأعمى.. أو عين، كنت حين أحمل الشاي لأبي في الصالون البعيد، أغمض عيني، واسير بضوء الذاكرة، كي أحاكيه، وكنت أضع الشاي على الطربيزة، وانا لا ازال مغمض، سوى مرة واحدة، هويت من إطار، وضعته أختي كي تضع الطشت عليه، ولم يكن ضعف نور ذاكرتي..

    ***

    في خلاء القرية، وقبل أن نبني البيت، كان هناك محراث، امتدت له القرية، وكان نصيبه ان يكون في بيتنا، وجاء موقعة في الحظيرة، جنوب غرب الدار، كانت امي تربط فيه السخول الصغيرة، خوفا من رضاعة أماتها، وتربط الاغنام على جذع شجرة النميم الكبيرة في الحظيرة، كما كانت تعلق أمي على المحراث بعض الشوالات الرطبة، أتطور المحراث بهذه الوظائف الجديدة، أم ارتد؟ أسألو (دروان، ذي اللحية والوجة المتأمل اللطيف، هو وفرويد، بل حتى ماركس"، أحب صورهم ووجوههم المتأملة اللطيفة، تبدو غارقة في شئ تراه بداخلها، شئ متناسق، باهر، أسرايرهم تشئ كأنهم يرون ويمسعون ويلمسون هذا الشي، هذه "الصورة"، بدخلهم، صورة واضحة لهم، وإلا لم يسطروا الكتب في توضحيها، ورسمها بالحروف، والكنايات...

    هذه الحظيرة كنت أجلس فيها ساعات طوال، ولا شئ فيها، سوى المحراث، وبقايا بعر، وحصى، وبراعم صغيرة، تلتوي كي ترفع الحصى فوقها، أين مضى ذلك السحر، الذي يسبيني ساعات، وساعات، مع هذه الثروة البسيطة، الكبيرة؟..

    (7)

    لم قتلي الشاعرين العجوزين، أيتها المدينة، ماذا دهاك، أيتها المعاصرة، المغرورة، مجلى غريزة القطيع، بيد من نحت جسدك المترهل، شاعر، أم تاجر؟ أم فنان حكيم، أم طامع عنيد، هاهي هامتك الأسمنتية، تمد ذوابتها فوق الجبل، وتغوص أعمدتها أعمق من جذور الشجر، تلك المدن التي يساهر فيها العامل البسيط، أكثر من صعاليك كل العصور الغابرة، إلى منتصف الليل، ويجني الكفاف، فلم يعد النهار نهارا، ولا الليل ليلا، فقدت الطبيعة مذاقها القديم،!!، نمت على عجل، وعلى طمع، وبخطى ذهن، ظن أنه روض الطبيعة، كما روض الخيل، والحمير، والنعاج، وبتهور خيال معماري، نفعي، قتل الشاعرين العجوزين، كانا يغنيان للحياة، وللإنسان، بقصائد بسيطة، بلا وزن، أو لغة، يصغي لها الأمي، والعجمي، والعربي، والزنجي، بلغة وحيدة، ، تعنى بالجوهر الواحد لبني آدم، وتسيقهم رحيق الحياة في صدر النهار، وعجزه!.

    الشاعرين، هما (الغروب والشروق)، لم يعدا في المدينة، النجار والرسام، والمعلم، والمهندس، كيف تلهم قلوبهم، وسحر الغروب، وشاعرية الشروق، قتلت بالعمارات العالية، التي تنطح السحاب، فعلا، تنطح السحاب، والشعر، وكأن علاقة الإنسان بالبيئة، ليست علاقة أم وطفل..

    لم يعد الشروق، برقته الواهنة، يلطخ الحوائط، والاشجار والنفوس، يهدهدها لنهار مقبل، يسكب الثمالة في الروح، كي تعطي، وكي تحب، لم يعد هناك غروب ساحر، يغرق النفس في نبل الرحيل، كنهر الزمن، في البحث عن عنك، ودفء حجر آمن، تأوي إليه في حكايات المساء، غروب يهب ذهب مجاني، يعلقه على السحب والحوائط، والنفوس، علاقة أم وطفل، تلك علاقتنا بالأرض، فلم تورمت البيوت الاسمنتية، وفي الأفق ما يكفي، لم صعدت، وحجبت الشاعرين العجوزين، من تلاوة قصائدها، في فجر كل نهار، وعجزه..لم؟ قتلتي الشاعرين العجوزين، لم؟...


    عبدالغني كرم الله
    [email protected]


    مقال، عن معرض: بيت أبي، أقامة المجلس الثقافي البريطاني، وعرض في عدة دول..
    ...
    ...
                  

03-14-2010, 06:43 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    ...

    الصورة أعلاه..

    للبيت، والبنابر، والضوء، والمزيرة، والمصلاية، "والعجلة" الما مقفولة "بالطوق"، (كم وش باسم)...

    ولهذه حكايات، فأبن اختي، وأنا، كنا ننتهز اي فرصة، ونركبها، حتى لو ساهر أخي الأكبر، وناعم بعض منتصف الليل..
    فنحن نركبها ونحوم الحلة.. سواري..

    ..
    الصوةر: من فيسبوك، الأخ خالد عبدالجبار..

    فله العتبى، والمحبة..


    ...
                  

03-14-2010, 12:34 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    عبد الغني الجميل
    ازيك ياخ
    شغلتني الصور المالي بيها المقال
    وجعلتني اركض خلف غبار عبد الغني القاص
    وتهت
    رغم تبيانك الواضح لما هنا
    الا تهت يشهد الله تهت خلف تكاثف صورك وزاكرتك التي لا تنضب


    ساعود اليك بما تحملة القصة المقال او المقال القصة
    ساعود بعد ان اتمكن من قتل عبد الغني القاص واتباع اثر الغيم في قولك ...
                  

03-14-2010, 03:14 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!.. (Re: فيصل عباس)

    عبدالغني .. تحياتي
                  

03-15-2010, 05:21 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!.. (Re: Mohamed Abdelgaleel)
                  

03-15-2010, 07:38 AM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    Quote: ما أعجب مساكن إيها الأنسان، ففي تاريخك المديد، من أين أتيت، وإلى أين تمضي، في رحلة لا نعرف متى بدأت، ولا متى تنتهي، سوى ظنون، وأفكار، ولم سكنت رحم الأم، وصلب الرجل، ثم سكنت الأرض، والكهف، والطين، وستسكن باطن القبور، وفي تقلبك الطويل، وقديما، في أيامك الغبابرة، أنت تستل روحك من الطين، سكنت القواقع، والنهر، والعش، ما أعجب سكنك، وفي غدا البعيد، بعد سكن القبور، كيف سيكون مثواك وسكنك؟..

    إلى حين عودة .
                  

03-15-2010, 07:46 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    ....

    الحبيب،
    فيصل عباس...

    هل تصديق، لا تخلو هوامش كتبي، أو دفاتري، أو حتى صحفة جريدة من رسم بيتنا، حتى لو كنت اتونس مع ناس، لا شعوريا اشخبط البيت، الصالون، برندة تكاد هي قلب البيت، والونسات، والشاي، مزيرة، وأدوات زراعة مرمية في زقاق خلف حظيرة الاغنام، والدجاج، ذلك القصر الطيني، الوسيع، حسا، ومعنى، ارسمه دوما بقلم الرصاص، يشبه لون التراب، ويشبه لون العراقي والدمور في الضيوف والاحبة والأهل..

    أكاد استعمل لون أخر، هو الأخضر، لون شبابيك خشبية بسيطة، عملها يوسف النجار، من قرية القلابات، للآن اذكر حضور واخذ المقاييس، وتأخره، وإرسالي للقرية المجاورة، للآن، ومنظر ماء السراب الذي يبلل أساس البيوت، ولا يبللها، ولفح سموم طيبة، تذكرك ببركة "النسيم"، فبضدها تتميز الأشياء، ولا يعرف "جوهر اللذة"، إلا من تذوق مرارة العزلة،..

    صار بيتنا، في رسوماتي، أشبه بحواس، أكثر من ألوان، بل تحسرت على شح الألوان، حين أرسم، أين رائحة غرفة أختي علوية في ولادتها الأولى، أين رائحة أمي، حين تهم لصلاة الجمعة، أو العيد، ورائحة الكسرة، والتي تلطخ المطبخ ثلاث مرات في اليوم، وأبد الحياة، أين رائحة الطين، قد يمكر اللون ويضمرها فيه، ومن ذاق عرف..

    لذا شدتني الصورة أعلاه، حين رأيتها، أصابني ذلك البرق الأول، الذي يضئ كيانك حين ترى صورة أول مرة، برق تكاد، بل حقيقة، تحس بأن الصورة حية، وتفاصيلها حية، وتكاد تسمع نقاط الزيرة ، وبلل قعره، ورطوبة الابريق، دوما تشدني النظرة الأولى، كأنك تراها بالحدس، وتحس بالحياة تدب في أي صورة تقع عليها عينك، ذلك الحدس الفطري، الذي جعل كل الشعوب، القديمة، بأسرها، تعبد الحجارة والسحب والجذوع، والحصى، والانهار، والاعشاب، يالها من شعوب شاعرية، ..
    تصور خمسة غرف في البيت تفتح ناحية الشرق، وواحدة للجنوب، والبرندة جنوب شمال، لا غرفة تفتح للغرب (بركة الشمس، كنوبيين، والقبلة)، كأن التربال هو العرف، والثقافة، والفائدة..

    هناك علم، في حوش الرجال، وما اكبره، اقصد الحوش، والعلم هو سارية "بيان لسيدي الحسن"، كنا نجعله قائمة، حين نلعب كرة شراب، وكان الحسن حاضر، فلم نصاب بكسور، أو حتى طعن شوك، ونحن حافة، والشوك يحيط بنا، كسوار على معصم..

    أي ركن، فيه يذكرني بحياتي، أي سرير، أو عنقريب يحكي قصة، ففي الشتاء، ننام بين البرندة، والاوض، وفي الصيف، تكون السماء سقفنا، أعلى سقف في الكون، وأجمل، وأغمض، يتركك، تسكن قصر، نجفه هي النجوم الرائعة، وتحس بذلك الهوان الخلاق، حين يرجع بصرك خاسئا، وتلكم هي الحاسة الدينية الحقيقية، بعيدا، عن عن الفقه الميت، المرحلي، فالدين فطرة بشرية، تلبس كل حين شرع جديد، ولكنها هي العلاقة بين المحدث والقديم، في تجليات تختلف من وقت وأخر، والماء بلون الإناء..

    هناك ركن يذكرني "كوخ العم توم"، بل يذكرني بكاء صبي صغير على العم الاصيل توم، على يسوع الاسود، العجوز، الفاهم، والذي حين تنظر له بتسرع، تحس بأنه "استسلامي"، بسيط، ولكن حين تنظر له، بعين الحكمة، كان حكيما، ويرى الجوهر، وقوى دفع الحياة الحقيقية، كن ابكي، وامسح دموعي بطرف ملاءة ذات الوان بسيطة، وانتحب، ولذا، ظللت، بفعل هذا الكتاب "كوخ العم توم"، أؤمن بسر التطور، وسر الحياة، فهاهو العم توم، يعيد قلبه للحياة، في فتى اسمر، هو باراك اوباما، فالتاريخ يضفر بالدموع، والعرق والسهر، والمحبة، وسيختم بالمحبة، (بعد مرحلة الحيوان الأعجم، والحيوان الفصيح)، وسيكون نور المحبة، كافيا، لرؤية الحقائق، ما يكفي الجهل، وشروره، الاستعلان..

    وهناك عنقريب يذكرني بقصة "نادية"، ليوسف السباعي، وهناك كراسي، تذكرني قراءة الالغاز، كن نقرأها في كراسي في الصالون، ونحن ندسها في الكتب المدرسية، خوف التوبيخ..

    رائحة الفازلين، من خالتي، حين تأتي من الجزيرة، وتقعد مع اختها شهور طويلة، وبركة الماء في وسط الحوش، حين تهمي الامطار، ويتحولق البعر وبقايا الحيوانات، حول البركة، حين تجف..

    25 حفرة، في حوش الرجال، و12 بعرة غنم، و12 فص بلح، انها السيجة، وصراخ خالي حين يفوز، وضحكات عتار المتقطعة، السااااخرة..

    روائح البرسيم، حين تمضغه الخراف، وتهرشه الدجاجات، وعبقه يفوح مع رائحة شاي مقنن، كل عصرية، وصوت مذياع بعيد، داخل الاوض،..

    البيت، عصي الوصف..


    كثرة رسم بيتنا، على أغفلة الكتب، والكراسات، وهوامش الكراسات، أرسمه بألوان الغريزة، وكأني ارسم مسرح ترهات طفولتي، أحلام اليقظة، لأيهمني شكل الحائط، طوله، ولكن اللعب تحت ظله، وتلك الاشكال التي يصنعا الفانوس من ظلال، وتلك الاثار التي ترسمها الامطار، وتلك الرائحة التي تتسلل منه عند نهاية المطر، ونحن نخلق من الطين خرافا، ونعاجا، ثم روحه، روح بيتنا، حتى أحس كما أن الجسد بيت الروح، فإن بيتنا هو روح أسرتنا، زوزارنا، وأهلنا، بيتنا هو روح أسرتي، كم علقت على ضلفة الدولاب صور ليلى علوي، والدحيش، والطيب صالح، أحلام يقظتي، كانت ترفرف حتى صار البيت عبارة عن جسد للزمان، فعلا الزمان الغامض، الذي يجري، كان يجري مثل نهر على جدول بيتنا، بيتنا، هو الوادي الذي يجري عليه الزمن، بكل كرنفاله..


    حاولت ادخال رسم من رسوماتي للبيت، ولم افلح.. ولكني سأحاول..


    المحبة، أخوي فيصل..

    ...
                  

03-15-2010, 10:43 AM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    عبد الغني



    سحقا وحدها لا تكفيك حقك
    اشهد الله انك اخذتني معك في مهل غريب الي بيتكم ذاك (الكائن في رسوماتك ومجسدا في ذاكرتك بهذا الكم التفاصيلي)
    عبد الغني لا اخفيك سرا ان قلت تحسس حرارة الرمضاء تحت ارجلي وانا اركض معك للامساك بالسراب
    المائي الذي بداء لنا (وانت في مسارك لتلك القريه وانا معك اركض ) لنضع عليه ارجلنا (ربما تقلل لنا وطأة الرمضاء وحرارتها )
    عبد الغني سؤال لوجه الله ولا يستوجب الاجابه :- هل عاقلا بما يكفي ؟؟؟
    ام انك ممسوس ممسوس ممسوس
    كم احبك ياخ وكم جنوح خيالك .


    عبد الغني كن هكذا قاصا (لا يترك خلفة اثرا سؤى مزيدا من الجمال المحسوس)
    يااااااااااااااااااااااااااااااة
                  

03-15-2010, 11:31 AM

اميمة مصطفى سند

تاريخ التسجيل: 06-25-2008
مجموع المشاركات: 1142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!.. (Re: فيصل عباس)

    أستاذي..

    تنحبسُ أنفاسك لمجرد التفكير في الكتابة عن البيت القديم (الوجد القديم) الذي يفجِّر فيك ذكريات مفعمة بحاجات كتيرة..
    يخليك تستحضر وجوه من مروا به وسكنوا فيه سنوات طويلة، رحل منهم من رحل وتفرق من بقى منهم على قيد الحياة في الجهات الأربع..
    البيت القديم حنون زي الأمهات.. لا يهمه أن عبرته زائر لثواني أو بقيت فيه لأيام، فهو لن يتواني عن استقبالك في جميع الأوقات، وتوديعك بحب على أمل العودة من جديد..
    يطيب جراحك ويحضنك لما تتعثر بيك خطاك وتلقى روحك تايهة في زحمة الناس وماكينة الحداثة تطحنك بدون رحمة..
    يلملمك ويهدهدك لغاية ما تخت راسك على كتفه وتنوم ناسي احزانك ووجعك، وحالما تستعيد عافيتك تغادره دون وداع.
    أحيان كتيرة بشتهي أرجع هناك عشان أشوف (حبوبة الكبيرة) أم جدي، متوسدة وحشتها على مقعد من العهد التركي إن لم أكن مخطئة مقابلة للباب بعد سئمت من السكون المطبق عليها.. مرتدية ثوب الصبر وتفاوض في الأمل ليستمر بصحبتها ممنية نفسها بعودة من رحلوا..
    في البيت القديم تلقى الفانوس الصغير جنب الباب المتاكى عشان ينور للداخلين.. وفي الزقاق البيدخلك على جوه تتلقاك (كديسة) مسكونة زي ما كانوا بيحكوا لينا عن (الكدايس) المسكونة، وقبل ما تنهرها تتذكر التحذيرات الكانوا بيقولوها ليك، أوعك تقرب ليها دي (روح _ زول) بالنهار بتجيك تلومك على ضربها..الحكاية دي في ذاكرتي لغاية حسه عشان كده بخاف من الكدايس وما بقرب ليها..
    شجرة نخل عجوز كانت حاضرة وشاهدة على مرور 4 أجيال بضحكهم.. لعبهم وعبثهم الطفولي تحتها، تتوسط الحوش الكبير وتتلامس أغصانها في حب مغازلة أخرى طلت عليها من الحوش التاني (حوش الرجال).. نحتنا عليها في زمن الصبا أحرف من أحببنا ولا زالت موجودة إلى اليوم تشهد على سذاجتنا..
    بيت يقع عند بداية العمر وناصيته، أحن لرائحته التي لا زالت تسكنني كلما سمعت صوت نورس بحري جاي من بعيد، وبتذكر معاه الونسة وحكايات ما بتخلص قدام (مجمرة) كبيرة أيام الشتاء عشان الدفا رغم أنو الناس دفيانة قلوبها..


    يا عبد الغني كرم الله يديك العافية..
                  

03-16-2010, 05:45 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!.. (Re: Mohamed Abdelgaleel)



    عزيزي، وأخي محمد عبدالجليل..


    كما ذكر المعصوم، وكما ذكرت فهوم الناس، والعلم، بأن الانسان مخلوق من ماء وطين، مثل "البيوت"، كان أخوالي يحفرو الواضة بالكوريك، ويعملو حوض كبير، ثم تجئ كارو فاطمة، وتسقي الحوض، ثم يلخ، بالأرجل والكوريك، وكأنهم بصدد "خلق كائن حي،، ومن قال غير ذلك، يتم هذا عصرا، والشمس غرب القرية تحنن بيوتها بلون وطعم البرتقال، حتى يأتي الفجر، ويكون الطين تخمر، وتصلصل، لخلق كائن حي، سريقة سريقة،
    وتكون البيوت واسعة، القلب، والجسد، ماهلة، لا تضيق بالعناقريب والابقار والخراف والضيوف، وتكون قصيرة، تكاد تقبل الارض، عشقا، وتكون دافئة في الشتاء، وحانية في الصيف، كأم،..

    وللحكي بقية...

    وصباح مبارك، وسعيد..

    صبح الثلاثا..

    ,,,
                  

03-16-2010, 06:58 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)


    العزيزة، جدا، أميمة سند..

    من يبيع الحس، والشعور الدافئ، في بيتكم، ففي بيتكم يكرم المرء بفاكهة الشعور، والحس النبيل، فالشبل من ذاك الأسد، فأنك تربيتي في "بيت شعر"، كل غرفه على وزن الخليل، والنخل، والحبوبات، والروح الأصيل..

    شدتني سطورك، الغنية التلميح، والحنين، حتى منظر الحبوبة، والنخلة الفضولية معا، والتي وشمتم عليها مشاعركم الطفولية، وفضول السعف في تلصصه على حوش الرجل، وحيشان الجيران..

    البيت عش، أسمر، على غصون الواضة الافقية...
    تحس بمجرد، تعبر العتبة، بأنك "آخر"..

    كنت ابدأ في فك زراير قميص، قبيل الدخول، كأني، أولد في عالم أخر، حر، بسيط، لا عيون، وفضول، يحد من حريتك.. بل ترتدي، في حرمه، الزي الشعبي، جلابية، وعراقي، تشبه سعة القلب، وتشبه الاريحية، والدفء...

    ولأني اخوتي، وهبهم الله، بعض مواهب، صار "البيت"، مرسم، ومكتبة، ودار "فوز"، نقاش، وجدل، وصارت اركانه، مرتع للقراءة، والرسومات، والأخيلة..

    في البيت، بل في كل البيوت، يعود الانسان لذاته، بعد خلع "هندام"، عظيم، جعله "آخر"، ولكنه في الدار، بسيط، فطري، منكوش الشعر، عادي، مسالم، متواضع، أنيس... ففي البيت، لا صراع، من هو "الأجمل"، كالحفل، كالشارع، كالمدرسة، (ابو القدح بعرف يعضي اخو من وين"، فأنت تعلم وجوه اخوتك، وأخواتك، قبيل "مسارح التزيين"، الماكرة، لذا تكون المشاعر في البيت صادقة، فالكل يعرف نفسه، ومقداره، "وكما يقول علم النفس، الملابس تؤثر على الشخصية"، ألهذا لبس غاندي ثوب دمور، نسجه على جسد النحيل" الصائم؟

    في فجر الشتاء، ونحن نرقد في الصالون، ومن خلال خشاش الباب، تتسرب شعيعات صغيرة، مباركة، من الشمس التي طلعت للتو، تسرع الشعيعات مثل أطفال أخت غائبة، نزلو من بص الحلة للتو، وترتمي على الارض والاسرة، وتخلق قضبان من نور على سجاد على الارض، ويتسلقها بعض غبار
    يظهر ويختفي، كأنه يخجل، هو الأخر، من الظهور، ومقام "الفناء"، يسحر من يطلب نفسه، بعيدا، عن دوامة المجمتع..

    تسلمي، وكأننا زرنا بيتكم، وشربنا الشاي، ودعت لنا الحبوبة، العظيمة..

    تحياتي..
    ..
                  

03-17-2010, 08:07 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)



    المامون..


    بني أدم، ما أعجب أمرهم..

    جدنا البسيط، آدم، قيل بأنه ولد حواء؟ يعني "أمنا الأولى"، ايضا، كأنه كان رجلا وامراة، معا، يعني "كان بيت للحياة، في مجملها"، وللحق الجسم الانساني، أعظم بيت وضع للناس، وليوم الناس هذا، لم نقطف منه، سوى مسرات صغيرة، وملذات أصغر، ويظل كيانه، وسويدائه، تحمل العجب العجاب، هناك نفر، أخرج بعض كنوزه، وهم مبدعي العالم الكبار، من الرسل، والفلاسفة، والأدباء، والفنانين، ومع هذا يظل الجسم، هو بيت الله، المقدس، والتي سطرت فيه، كل الكمالات، البائنة، والخافية..

    من الاجساد، التي اطلقت المحبوس، جسد المسيح، كان يمشي على الماء، وقيل عنه، (لو ازداد يقينا، لطار في الهواء)، ومن الاجساد التي توهجت بنيتها، واتسقت، جسد النبي، "وكل قلب"، فكان يحس، بأي شوكة تنغرس في بطن رجل راع، أو فلاح، كما ان قلبه، مرتع للمعارف الكبرى، والمشاعر الكبرى، تلك المشاعر، التي تحس بأنفاس الضوء، المرهق بالسفر القسري، والسرعة البسيطة "للعقول الكبيرة"، ولكن لنا، فهو أسرع كائن، "نحن كاكي نموذجا للجري البطئ)..

    الجسد، بيت الله، الأول.. وسره، وقدراته الظاهرة، والباطنة..

    ومع هذا نحن لبيوت الطين، لأنها كالجسم، تأوي قلب الام، وعاطفة الاخت، واحلام النجاح، وحزن المرض، والجير للعيد، ورائحة الآبري لرمضان، وفيها كتب وسطر الانسان حياته الاسرية، بكل ابعادها..


    تحياتي النواضر..

    ..
                  

03-17-2010, 09:23 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    تحياتي الطيبات العاطرات لك ايها الاستاذ الاديب الاريب
                  

03-21-2010, 10:31 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!.. (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الحبيب عمر عبدالله فضل المولى


    قلنا نتذكر البيت، ظلاله، سقفه، بركته، دفء الاسرة، وده كلو اثاره معرض بيت أبي، الذي اقامه المجلس الثقافي البريطني


    تحياتي..
                  

03-21-2010, 02:44 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    عبدالغنى .
    يا عبدالغنى شغلتنا عديل يا طويل العمر .
    يازول :
    مشينا بيتكم .
    مشينا .. وجلسنا فى دفء اسرتك .
    الشاي على النار وعليه البهار والمقادير .
    والله يا عبدالغنى اعجبنى الاتيكيت فى بيت أبيك .
    وأسلوب التعامل فى مسرح البيت ورفع الكلفة والذوق .
    يديك العوافى يا عزيز .
                  

03-24-2010, 03:15 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت أبي: "موت الشاعرين العجوزين"!!.. (Re: Osman Musa)

    يا أستاذ عبدالغني
    تعال يازول
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de