اتحاد الكتّاب بأبوظبي يحتفي بالطيب صالح بمناسبة عام على رحيله .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 12:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-03-2010, 12:08 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اتحاد الكتّاب بأبوظبي يحتفي بالطيب صالح بمناسبة عام على رحيله .

    *


    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan11.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    دكتور عز الدين هلالي إلى اليمين والأستاذ : فخر الدين كرار إلى اليسار




    اتحاد الكتّاب بأبوظبي يحتفي بالطيب صالح بمناسبة عام على رحيله .



    مقدمة :
    ليس الرحيل هو نهاية المطاف .

    احتفى اتحاد الكتاب في أبوظبي بالكاتب الروائي العملاق : " الطيب صالح " . في أمسية الاثنين 1/3/ 2010 م بداره في مبنى المسرح الوطني بأبوظبي . سبقت الأمسية إعلان لها في الصحافة الإماراتية . جاءت مُبادرة اتحاد الكُتاب من بعد عامٍ على رحيل " الطيب صالح " . حضر الأمسية رئيس اتحاد الكتاب وسط حضور عدد من الأدباء والكتّاب والشعراء والصحفيين وأبناء من الجالية السودانية. كان يوم يرمي إلى أفق بعيد ، كما كان يكتب الراحل في عموده في "المجلة " اللندنية .
    غادرنا الراحل وهو لا يملك قطعة أرضٍ في وطن مساحته مليون ميل مربع . وجد مكاناً لقبره ، ولم يتكسب من أسفاره التي كتب ! .
    *
    النص الذي اوردته الاتحاد في العدد الأربعاء - رقم 12659 - صفحة (23) :
    Quote:


    في اتحاد الكتّاب بأبوظبي
    احتفاء بالطيب صالح بمناسبة عام على رحيله

    سلمان كاصد:

    أحيا اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي مساء أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني في أبوظبي ذكرى رحيل الروائي السوداني الطيب صالح (1929 - 2009) بمرور عام على وفاته، بأمسية استذكارية.
    وشارك في الأمسية الاستذكارية الاحتفائية المخرج والكاتب المسرحي والشاعر السوداني الدكتور عزالدين هلالي والكاتب الصحفي والمترجم والدبلوماسي السوداني فخرالدين كرار والأديب عبدالله الشقليني وسط حضور عدد من الأدباء والكتّاب والشعراء والصحفيين وأبناء الجالية السودانية.
    قدم للأمسية الشاعر عزالدين هلالي بكلمة لخصت أهم مفاصل عبقرية الطيب صالح وإنجازاته على مستوى الرواية وقال “إن صالح كان يمازج بين الوعي واللاوعي في الكتابة، هذا بالإضافة إلى أنه وصاف بارع ومتخيل لم يسبقه أحد إلى ابتداع هذه العوالم التي جاء بها، وهو في أعماله قد مازج بين واقعية الحياة وواقعية الأدب فاعتمد الصنعة في أعلى تجلياتها ولهذا كان الشكل الروائي لديه ابتكار خاص به”.
    وتطرق هلالي إلى أهم المفاصل التي حفلت بها شخصية الطيب صالح وهي “ذهابه إلى أوروبا وهو في سن الـ23 عاماً حاملاً معه مبادئ العروبة والإسلام والزنوجة وتحويله الواقع الحياتي إلى واقع روائي وحاول أن يفكر بشكل فني في علاقة الأسفل بالأعلى أي الجنس بالعقل أي الجنوب بالشمال ثم ارتباط الموت لديه بالتطهير بماء النيل”. وقرأ هلالي شخصية مصطفى سعيد بطل رواية الطيب صالح “موسم الهجرة للشمال” بشكل نقدي.
    من جانبه قدم عبدالله الشقيليتي مداخلته التي أطلق عليها “عام على رحيل الطيب صالح” وقال فيها “كان الكاتب الراحل صاحب ثقافة عميقة ومتنوعة وله إطلاع واسع باللغتين العربية والإنجليزية على علوم اللغة والفقه والسياسة والفلسفة وعلم النفس وعلم الأجناس والأدب والشعر والمسرح والإعلام”. وأضاف “في الصفحتين التاسعة والأربعين والخمسين من سفره “منسي إنسان نادر على طريقته” سرّب الطيب صالح قبساً من سيرته الذاتية ولمحات من رؤاه النقدية وهو يتحدث عن الكاتب صاموئيل بيكيت”.
    وأشار المحاضر إلى أن الطيب صالح كان “يدقق مسودات نصوصه كاتباً ومحرراً ومخرجاً لأعماله في ثوبها الروائي، لا يستعجل النشر، فجلوسه للكتابة في مكتبه يشبه مجالس العُبّاد في خلواتهم”.
    من جهة أخرى أكد فخر الدين كرار في مداخلته أنه التقى الروائي الطيب صالح في بريطانيا ثم في قطر وعاش معه فترة طويلة.
    وأضاف “ان من الأمور المعروفة في السودان أن السودانيين أهل ارتحال وبسبب هذا الارتحال توّلدت بينهم صلات دموية وأواصر قربى وبذلك انشد السودان بعضه لبعض، وربما بسبب هذا الأمر توّلدت صلتي بالطيب صالح عندما أكتشف أنني أمت له بصلة الرحم”.
    وفصل كرار في أمور ثلاثة وهي أولاً عبقرية الطيب صالح في الرواية العربية بسبب عدم ترفعه عن شخصياته التي قدمها في أعماله الروائية وانتقالاته العجيبة بين البيئة المحلية ذات الخصوصية السودانية إلى لغة رقيقة تمثل عالم أحياء لندن. وأشار إلى أن الطيب صالح قدم السودان إلى العالم بلغته وطقوس أهله وعاداتهم التي بدت في الرواية كما هي في الواقع. والجانب الثاني كان صالح حريصاً على التواصل مع محيطه العربي إذ تجد صداقاته ممتدة في كل ركن من أركان هذا المحيط. والجانب الثالث صلته بأفريقيا وكان لا يلزم الصمت في أغلب ما يحصل من أحداث في السودان أو الوطن العربي أو أفريقيا، وأكد أن أعماله قد ترجمت إلى أكثر من 30 لغة.
    والطيب صالح وُلد في قرية كرمكول شمال السودان وتوفي في لندن وأكمل دراسته في جامعة الخرطوم وتخصص في الأدب وغادر إلى بريطانيا فدرس الشؤون الدولية.
    أصدر “موسم الهجرة للشمال” و”عرس الزين” و”مريود” و”ضو البيت” و”دومة ود حامد” و”منسي” وتعد رواية “موسم الهجرة للشمال” من أفضل 100 رواية في العالم.



    http://www.alittihad.ae/details.php?id=12182&y=2010

    *
                  

03-03-2010, 03:36 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اتحاد الكتّاب بأبوظبي يحتفي بالطيب صالح بمناسبة عام على رحيله . (Re: عبدالله الشقليني)
                  

03-03-2010, 04:10 PM

عبد الرحيم سعيد بابكر

تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 139

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اتحاد الكتّاب بأبوظبي يحتفي بالطيب صالح بمناسبة عام على رحيله . (Re: عبدالله الشقليني)

    شكرا اخي عبد الله الشقليني..كان الراحل يستحق..له الرحمة والمغفرة..والدرب الذي خطه سيظل مضئيا ابدا..
                  

03-04-2010, 03:38 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اتحاد الكتّاب بأبوظبي يحتفي بالطيب صالح بمناسبة عام على رحيله . (Re: عبد الرحيم سعيد بابكر)

    Quote: شكرا اخي عبد الله الشقليني..كان الراحل يستحق..له الرحمة والمغفرة..والدرب الذي خطه سيظل مضئيا ابدا..

    الأكرم : عبد الرحيم سعيد
    شكراً لك أن كنتَ قريباً معنا هنا ،
    فلكلماتك الطيبات وحزمة الترحم هو سباق للمثوبة والأجر ،
    وهي ريح طيبة تهب في ذكرى رجل أسهم كثيراً في رفعة الوعي
    وتطوير الوعي بالوطن وأسهم في وضع الحياة المحلية في
    قالبها الفني مُطوراً الواقع الحياتي كما تفضل بذلك الدكتور :
    عزالدين هلالي .
                  

03-05-2010, 04:53 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اتحاد الكتّاب بأبوظبي يحتفي بالطيب صالح بمناسبة عام على رحيله . (Re: عبدالله الشقليني)



    المشاركة الرئيسة :

    المقدم والمشارك الرئيس / دكتور عز الدين هلالي
    المشارك الرئيس : الأستاذ / فخر الدين كرار
    المداخلة الرئيسة :
    المشارك / عبد الله الشقليني
    مداخلات الحضور

    البرنامج :

    تقديم : دكتور عز الدين هلالي
    قراءة نص : عام على رحيل الطيب صالح : عبد الله الشقليني
    الطيب صالح في خارطة الرواية العربية : دكتور عزالدين هلالي
    الطيب صالح وسيرة حياة لم يعرفها الإعلام : الأستاذ : فخر الدين كرار
    قراءة نص ( عبد الله الشقليني ) : في رحيل الطيب صالح : الدكتور عزالدين هلالي
    فتح الباب لمشاركة الحضور .


    الزمان : ( 8- 11 ) مساء
    المكان : قاعة اتحاد الكتاب

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 03-05-2010, 10:56 PM)

                  

03-05-2010, 05:22 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اتحاد الكتّاب بأبوظبي يحتفي بالطيب صالح بمناسبة عام على رحيله . (Re: عبدالله الشقليني)




    الترحيب :

    أشاد الدكتور عز الدين هلالي باتحاد الكتاب الإماراتيين الذي ترك أمرالتقديم وإدارة الأمسية للدكتور عز الدين هلالي والطاقم المشارك .

    تناول الدكتور هلالي عدة محاور في مداخلته :

    1. الفروق الفنية بين ( الحكي ) وبين ( القص )
    2. فن القص قبل الطيب غيره بعد الطيب ، وقد نبه الكاتب الراحل منذ الخمسينات بخطواته الروائية الوئيدة أنه يتعين الانتباه للذين يكتبون القص ويعرفون أركانه ، ويحملون رؤى . من أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس والحكيم وغيرهم .
    3. كان الطيب رائداً في النهوض بصنعة القص وهزم المفهوم التقليدي من أن القص موهبة في الأساس .
    4. كان الطيب واضحاً في التمييز بين الواقع الحياتي والواقع الفني
    5. ذهب الطيب في سن مُبكرة حاملاً زاده الذي ترسب في ذهنه منذ سنوات طفولته الأولى ، وبدأ رحلة النهوض بالإطلاع النقدي على خطو الرواية في المحيط العالمي ، ونهوض تقنية الكتابة الروائية منذ تاريخها الأول وإلى عصرنا الحاضر .


    *
                  

03-05-2010, 10:50 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اتحاد الكتّاب بأبوظبي يحتفي بالطيب صالح بمناسبة عام على رحيله . (Re: عبدالله الشقليني)



    مشاركة : عبد الله الشقليني




    عام على رحيل الطيب صالح
    (1929م- 2009 م)

    بسم الله نبدأ
    ونحي الحضور .
    نشكر كل الذين وقفوا من أجل الحفاوة بذكرى" الطيب صالح "
    ونخص اتحاد الكُتاب والذين يقومون بالأمر . كان الكاتب الراحل صاحب ثقافة عميقة ومتنوعة ، وله اطلاع واسع باللغتين العربية والإنجليزية على علوم اللغة والفقه والسياسة والفلسفة وعلم النفس وعلم الأجناس والأدب والشعر والمسرح والإعلام .
    في الصفحة التاسعة والأربعين و الخمسين من سِفره "منسي إنسان نادر على طريقته" سَرّبَ" الطيب صالح" قبساً من سيرته الذاتية ولمحات من رؤاه النقدية وهو يتحدث عن الكاتب : " سامويل بكِتْ
    حين كتب :


    (خطر لي منذ أعوام أن أعمل معه مقابلة لمجلة " حوار " التي كان يُحررها المرحوم توفيق صايغ وطلبت من " مسز بابرا براي " أن تُرتب لي لقاء معه . قالت لي :
    " سوف أرتب لك لقاءً . ولكن حين تقابل " سام " سوف تُدرِك أنه عليك ألا تُصر على إجراء حديث صحافي معه "
    سألتها عن السبب فقالت :
    " سام رجلٌ قديس ، منطوٍ على نفسه وأفكاره ، لا يفهم أمور الدنيا ولا يحفل بها ، ويريد أن يُترَك وشأنه "
    قدرت رغبته ولم أحاول بعد ذلك مقابلة " سامويل بكت"
    قد يبدو هذا العزوف عن الناس غريبا من كاتب تقوم أعماله على صعوبة التواصل بين البشر والعزلة الحتمية التي تلازم الكائن البشري مثل اللعنة في رحلته القصيرة في الحياة ، هل لأنه نشأ كاثوليكياً في أيرلندة ثم ابتعد عن الحظيرة ؟ أم لأنه صاحَب عن قرب الكاتب الأيرلندي العملاق " جيمس جويس " مؤلف " يوليوس " الكاتب الذي ربما أحدث الثورة الوحيدة في دنيا الأدب في القرن العشرين؟ لقد أخذ " سامويل بيكيت " عن " جويس عنايته باللغةِ والذهاب بها كل مذهب ، وكذلك نظريته العبثية للحياة، لكنه خرج عن طوق أستاذه وشقّ لنفسه طريقاً نسيج وحده وقدّم رؤيا أدبية مريعة يبدو فيها الإنسان كأنه في صحراء يباب في ليلٍ كوني حالِكْ السواد بلا نصير ولا مُعين .هذا كاتب عنده فترات الصمت بين الجُمَل نفسها ، لذلك فهو لا يُعطي مَسرحياته إلا لمُخرجين يثقُ بهم ، وكثيراً ما يُصرُ على إخراجِها بنفسه . وقد ظلّ في كتاباته يكثفُ ويحذفُ ويقلل من الكلمات ويزيدُ من الصمت حتى نَشَرَ مؤخراً عملاً أسماهُ " رواية " من صفحة واحدة فقط .
    هذا هو العالم الذي اقتحمه " منسي " بلغطه وجلبته و مرحه . عالم على النقيض تماماً من عالمه . )


    انتهى النص المنقول من سِفر الطيب صالح ..

    كان الروائي " الطيب " يُدقق على مسَوّدات نصوصه كاتباً ومُحرراً ومُخرجاً لأعماله في ثوبها الروائي النضيد .لا يستعجل النشر فجلوسه للكتابة في مكتبه يشبه مجالس العُباد في خلواتهم . يذوب في خميرة السِحر الطقسي سنوات إلى أن يبلغ اللمسات النهائية حين يصبح النص الروائي مُكتملاً ، يقبل أن يكون أنموذجاً لمادة درس متعددة الدروب و الأهواء، لكلِ مَن أراد النهل والمبحث . تجد فيها كثيف الرؤى ، والغور العميق ، وتجد ثِقلاً من التجارب بلغة تقل فيها الكلمات وتُفسِحُ فيها المعاني.

    ليس الموت نهاية المطاف ، فأفق الإبداعِ يتعدى الأسقف التي
    تنتهي عندها مآل الأجساد .

    نحن في سباق مع الموت ، و الروائي "الطيب" كان يعاني كثيراً حين يجلس لمكتبه وحيداً يعتصر الذهن ، ويتخير الأحرف والكلمات في النظم الروائي . يبتدع الشخوص من خامة مزارع الذاكرة القديمة ،ويقيم السيناريوهات . يقدم ويؤخر ويعيد رسم فسحة الحركة في الزمان وفي المكان . إن البناء الروائي في كل رواياته كان عملاً مُضنياً لجسده وفكره . هدّ من صحته وحرق العُمر لفافةً في أصابع يدٍ تَكتُبْ :
    « موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسي» وكتابات متنوعة أخرى .
    كانت كتابته وَجعه الخاص كما كان يذكُر .
    قد يسأل سائل : لِمَ صعد هذا الصعود وبين أيدينا بضع روايات ؟
    كان مُقلاً ، يتمهّل التدوين الروائي . ينتظر جُرعة تجربةٍ تمتدُ زماناً قبل أن تأخذه خاطرة ما فيبدأ . تحدث مرة عند تكريمه عن هذا التعب المُفرِط و تمنى على نفسه لو لم يكُن كاتباً ، عندها سيكون حُراً بدل المُكابدة و مُعاناة الكتابة وصناعة القص وبناء الشخوص التي يقوم بتخليقها من خامة واقع بعيد في ذاكرة نشأته الأولى . يقول على ألسنتها ما يراه ، ويرسم صورها ومعالم النفس وخباياها . يأخذ من أدوات العصر برفق لا يُعكِّر صفاء سرده .

    لم تكن الحياة بوجود" الطيب صالح " أو برحيله أرضاً بور ، ولم يكُن خطوُه الغليظ على أرض الرواية العربية محواً لغيره من الكتاب ، بل مَهّدَ الطريق لتصبح الكتابة في فن القص عملاً صبوراً جاداً ، يتم فيه حساب النفس على كل خاطرة وكل نزوة لتُصبح خليةً في جسدٍ كبير ،هو الذي يتم تشكيله بيد القاص ، فيحاور شخوصَه ، ويلاطفهم ويشتد في حصارهم ، ويتشاجر معهم ، ويتقي شرهم أحياناً ، ويستأنس صحبتهم .
    لو كان في الكون عصا سحرٍ بيدي ، وكانت في خِدمتي شياطين سليمان النبي كما في القص المُقدس لخرقت كل العادات وحملتُ رفات الروائي الراحل من مدفنه في" أم درمان " إلى قريته " كرمكول " في شمال السودان حيث وُلِدَ ، وابتنيت باسمه مُتحفاً يمتد عدة أفدنة . لكل روايةٍ بيوتها ومساكنها وشخوصها لتكن مزاراً يَحتَفي به أهل السودان ، ويلحَقوا أنفسَهُم بالأمم التي تكرِم من يستَحق ، ويكون المُتحَف قبلة الذين يعرفون قدر الكُتاب العظام .

    ألف سلام عليه يوم وُلدَ ويوم مات ويوم يُبعثُ حيا ...

    *
                  

03-06-2010, 06:25 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اتحاد الكتّاب بأبوظبي يحتفي بالطيب صالح بمناسبة عام على رحيله . (Re: عبدالله الشقليني)




    تناول الأستاذ / فخر الدين كرار عدة محاور
    تناولت الخاص عن حياة الروائي الراحل :

    1. الحياة الشخصية من واقع معايشته له في لندن وفي الدوحة .
    2. المعرفة الدقيقة بالشعوب السودانية أصولها وفروعها والأفخاذ ، في مجتمع أثرت فيه العربية والزنجية والنوبية .
    3. نهل الكاتب الراحل من حياة البسطاء في القرى النائية كمادة خام وبدأ يعمل عليها عمله الفني الروائي دون أن يتعفف من النماذج التي تراوحت بين الواقع الحياتي والواقع الفني .
    4. الحياة المتصوفة التي عاشها الطيب ، وصفة التواضع .
    5. الإلمام بجوانب كثيرة من الحياة الأوروبية ، واحتفاظه بمسك حياته الخاص دون أن تستلب الحياة في انجلترا أو فرنسا حياته . جمل وطنه في قلبه وذاكرته .

    ...................

    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de