ياسر عرمان ونحن أيضا … كفانا متاجرة بسيرة البطل عبد الفضيل الماظ!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 07:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-02-2010, 03:36 PM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ياسر عرمان ونحن أيضا … كفانا متاجرة بسيرة البطل عبد الفضيل الماظ!

    بدأ ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية حملته الانتخابية بمهرجان خطابي بالقرب من منزل البطل علي عبد اللطيف ، على ما أذكر.
    كان ذلك منذ حوالي الأسبوعين أو أقل قليلا ، وبالرغم من عدم اتفاقي مع التوجه السياسي والفكري للأخ ياسر عرمان إلا أنني جلست وكلي انتباه وآذان صاغية لمتابعة ما سيقول.
    ولست هنا بصدد التعليق على كل ما ذكره في ذلك المهرجان الخطابي إلا فيما يتعلق بالجزئية الخاصة باستضافة حفيدة البطل عبد الفضيل الماظ ، والسعي لتجيير سيرة عبد الفضيل الماظ للدعاية لأهداف الحركة الشعبية اعتمادا على الانتماء العرقي لعبد الفضيل الماظ لإحدى قبائل جنوب السودان.
    لم يكن ما حدث خطأ من ياسر عرمان إذا ما قيس بمعايير مناهجنا الدراسية وطريقة تدريس التاريخ وصياغته التمجيدية من أجل بناء وتكوين شخصية سودانية تعتد بنفسها وتعتز بماضيها ،فالبطل عبد الفضيل الماظ ينتمي عرقيا لإحدى قبائل جنوب السودان ، لا شك في ذلك ، وفي ذلك اليوم 28 نوفمبر 1924 قاتل القوات الإنجليزية باستبسال منقطع النظير حتى استشهد بتلك الطريقة ممسكا بمدفعه المكسيم ، وحق لنا أن نفخر بذلك ، ولكن ، ياسر عرمان ، ونحن أيضا ، أهملنا عن قصد أو جهل الجانب الآخر من الصورة ، وهو الهدف الذي من أجله قاتل عبد الفضيل الماظ ؟
    لم يقاتل عبد الفضيل الماظ من أجل تلك الدولة التي ستبرز مستقلة بعد اثنين وثلاثين عاما من استشهاده ، بل قاتل من أجل ألا ينجح الإنجليز في فصل السودان من مصر ، وهو المخطط الذي تنبه له الضباط المصريون وهم يشاهدون كتشنر وعقب معركة كرري مباشرة 1899م يقوم وفي احتفال النصر برفع العلم البريطاني جنبا إلى جنب العلم المصري في سارية القصر في الخرطوم ، وحالما استمعوا إلى خطابه في احتفال النصر وما تضمنه من إشارات لمشاركة بريطانيا مصر في حكم السودان ، حتى سارعوا بإرسال نص ذلك الخطاب كاملا إلى الخديوي في مصر، والذي كان أعجز من أن يفعل شيئا إذ كانت مصر نفسها ترزح تحت الاحتلال .
    كان الماظ عيسى من قبيلة النوير كما يرد في العديد من المواقع على الشبكة العنكبوتية ، ويردف أحدها قائلا في سيرة والد البطل : (( ولا احد يدرى كيف وصل إلى القاهرة من أقصى أصقاع الجنوب والتحق بالجيش المصري ...وكان والده من القوة التي أعدت بقيادة كتشنر لاسترداد السودان من المهدية لسخرية القدر ....)).
    ومن الواضح أن كاتب هذا النص لم يطلع على التاريخ المصري السوداني في الفترة من عام 1805م بداية حكم محمد علي باشا إلى عام 1956م حين قام الأزهري والمحجوب برفع العلم السوداني على نفس السارية.
    إنها وبكل بساطة قصة 135 من الانتماء العسكري المشترك بين السودانيين والمصريين بدءا من عام 1822م حين وصل جيش إسماعيل باشا إلى دنقلا مقتحما الممالك القبلية السودانية في وادي النيل حتى سنار في أقل من عام ، وفي الجانب الغربي حين سار جيش الدفتردار ليخضع كردفان .
    منذ ذلك الحين بدأ تجنيد السودانيين وخاصة من قبائل جنوب السودان وجبال النوبة في الجيش المصري ، واستعرب هؤلاء واعتنقوا الدين الإسلامي ، ورويدا رويدا انقطعت صلتهم عبر الأجيال بأصولهم القبلية في جبال النوبة وجنوب السودان ،وشاركوا في حروب محمد علي وورثته من بعده في البلقان والمكسيك ومختلف الأصقاع.
    ضم الجيش المصري في ذلك الحين أجناسا شتى من الأرناءوط والأتراك والشركس والفلاحين المصريين والشوام والحجازيين ، وجميع تلك العرقيات التي ضمها ما كان يعرف يوما بدولة الخلافة العثمانية ، وعبر العقود كان طبيعيا أن تنشأ طبقات من السودانيين مدنيين و عسكريين صار انتماؤهم للدول الممتدة من الإسكندرية حتى الحدود الشمالية لبحيرة فكتوريا جنوبا ، سواء علم كل واحد منهم قبيلته وتواصل معها أو انقطع ، فإن أحدا منهم لم يجد تناقضا بين انتمائه الكبير ، وانتمائه لأصله القبلي أو السوداني.
    كان السودان أجناسا وقبائل ذات ملامح متشابهة لكنه لم يكن قد ظهر وتبلور كانتماء سياسي جغرافي ، سيبدأ ذلك لاحقا بعد عام 1924م كرد فعل لخذلان القوات المصرية لعبد الفضيل الماظ ورفاقه في ذلك اليوم المشهود .
    من أحفاد هؤلاء المجندين عبر العقود كان الماظ والد عبد الفضيل والذي كان اسمه مصريا تركيا قحا تأكيدا لثقافته الموروثة ، وأكاد أجزم أنه لم يكن يعرف كلمة واحدة من لغة النوير ، وفي ذلك الجيش سار مع غيره من إخوانه المصريين والسودانيين ليشاركوا في كرري 1899م في تحطيم نظام المهدي الذي لم يكن بالنسبة لعقيدتهم العسكرية والسياسية سوى تمرد وخروج على شرعية الحكومة في القاهرة وسلطان خليفة المسلمين في الأستانة (استانبول).
    وتفيد سيرة عبد الفضيل أنه قدم مع والدته وعمره ثلاث أعوام في ذلك الجيش ، وهذه معلومة في لا تلقى حظها من التمحيص ، فهي تعني أن ذلك الجيش كان مصحوبا بأسر بعض المقاتلين فيه ، ولعل هذه المعلومة تفسر الشراسة التي قاتل بها أولئك ضد جيش الخليفة عبد الله في كرري وغيرها من مواقع القضاء على بقايا المهدية ، فقد كانت كرري بالنسبة لهم معركة حياة أو موت ، وبعد أن انجلى غبار المعركة نشاهد عبد الفضيل وهو يقضي جزءا من طفولته في منزل خالته بحي الفتيحاب جنوب أم درمان .
    كان والد عبد الفضيل إذن جزءا لا يتجزأ ممن سيصمهم البعض منا لاحقا بعد عشرات السنين تحت تأثير المناهج الدراسية التمجيدية بالخيانة ، وهي نفس المناهج التي مجدت عبد الفضيل ، متجاهلة بأن الشبل لا يكون إلا من أسد ، وأنهما كلاهما ، الأب والابن انتميا لنفس المدرسة والعقيدة العسكرية والسياسية.
    ظل أفراد تلك المدرسة ينظرون وباستمرار نظرة ملؤها الضيق والشك نحو الضباط البريطانيين وأهداف الإدارة البريطانية التي غنمت معظم كعكة السلطة عقب كرري بسبب اتفاقية الحكم الثنائي ، ومثله مثل أبناء تلك العهود شارك عبد الفضيل الماظ أقرانه مفاهيمهم وشكوكهم تجاه الإنجليز ، وحالما واتت الإنجليز الفرصة وطلبوا سحب القوات المصرية عقبا اغتيال السير لي ستاك في القاهرة حتى ثارت ثائرة عبد الفضيل ورفاقه فبدءوا تلك الانتفاضة التي انتهت باستشهاده يوم الجمعة 28 نوفمبر 1924م .
    ولو قدر لتحرك عبد الفضيل الماظ أن ينتصر بمساندة القوات المصرية لربما تغير وجه التاريخ ، ولم يكن ذلك التغير ليكون سوى استمرار السودان ومصر دولة واحدة حتى الآن .
    والعجيب أن المناهج الدراسية التمجيدية قد أدت دورها ببراعة فائقة في تشكيل طريقتنا في تحليل وسرد الأحداث ، فهذا محمد المعتصم حاكم في جريدة الصحافة الإلكترونية وعلى سبيل المثال يسرد تفاصيل ذلك اليوم قائلا : (( …إن جمعية اللواء الأبيض التي أسسها علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وآخرون كانت جمعية ذات رؤية متفرّدة ومتقدّمة بكثير عن واقع التشرذم الذي نعيشه في سودان اليوم من حيث المحتوى والمضمون، فالتنظيم كان لكل أهل السودان العسكريين وغيرهم من المدنيين يحملون فوق جوانحهم هدفاً واحداً وهو التحرر والاستقلال وطرد الإنجليز من البلاد وبناء دولة سودانية موحدة تتطلع للوحدة مع مصر، ففي عام 1924 نشطت جمعية اللواء الأبيض بقيادة الملازم علي عبد اللطيف والملازم عبد الفضيل الماظ الذي قاد عملية تحرير قيادات التنظيم في داخل سجن كوبر عبر ملحمة بطولية نادرة سقط فيها الماظ شهيداً وعدد من الضباط والجنود، وكان جزاء الملازم البطل علي عبد اللطيف النفي إلى مصر والتي عاش فيها حتى توفي ودفن هناك.)) ويواصل : (( لم تكن جمعية اللواء الأبيض تنظيماً عرقياً ولم تكن قيادته تنتمي إلى قبيلة معينة بل كان نمطاً قومياً تجري في دمائه الثقافات السودانية كافة من الجنوب والشمال والشرق والغرب وكان شعارها (السودان للسودانيين) وطرد المستعمر من السودان ومصر لإقامة دولة وادي النيل الموحدة، حيث برز الشكل العملي في ارتباط الشعبين الشقيقين.. حينما تم الاتفاق صبيحة 2 نوفمبر 1924 ما بين الملازم عبد الفضيل الماظ قائد الكتيبة السودانية بالخرطوم بحري والقائمقام أحمد بك رفعت قائد الحامية المصرية في نفس المنطقة بأن تشعل الكتيبة السودانية نار الفتيل ضد الانجليز داخل سجن كوبر وتقوم الفرقة المصرية بعدها مباشرة بدك سرايا الحاكم العام وثكنات الجيش الإنجليزي بالمدفعية الثقيلة. والملفت للانتباه أن الضباط والجنود السودانيين حينما اقتحموا سجن كوبر كانوا يهتفون بحياة الزعيم الخالد سعد زغلول ووحدة وادي النيل مما يؤكد على عمق الصلات والعلائق التاريخية ما بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان.)) إنتهى.
    هكذا إذن ، لأن تحليل أحداث التاريخ محرج لنا ، نتخلص من هذا الحرج باستلاف مفاهيم الحاضر وإلقائها فوق أحداث الماضي ، ويدرك القارئ للتاريخ المشترك لوادي النيل عقب عام 1822م أن أولائك الضباط والجنود السودانيين لم يكن بخاطرهم تأسيس دولة سودانية مستقلة ولا يحزنون ، كما لم يدر ذلك بخاطر محمد أحمد المهدي من قبلهم وهو يصك عملته المعدنية ويكتب عليها : صكت في مصر ، ولا الخليفة عبد الله التعايشي وهو يصك رياله مقبول ويكتب عليه : صك في أم درمان ، لم يكتب أحدهما صك في السودان ، لأن هذه الكلمة لم يكن لها في ذلك الوقت مضمون جيوسياسي كما هو اليوم.
    والذي حدا بالمهدي وخليفته من بعده بعدم وضع كلمة السودان على عملتهم المعدنية هو نفسه ما حدا بالثوار للهتاف باسم سعد زغلول ، تماما كما يمكن أن يحدث اليوم إذا شارك بعض أبناء دارفور من جنود وضباط الجيش السوداني في اقتحام أحد معاقل الحركات المسلحة في دارفور ثم مشاركة زملائهم بعد ذلك في الهتاف باسم المشير البشير ، لا فرق.
    ولو قدر لعبد الفضيل الماظ اليوم أن يطل علينا من خلف حجب البرزخ ليشاهد واقعنا السياسي لتمزق قبله ألما وحسرة وهو يشاهد ليس تلك الدولة الكبيرة التي ساح في أرجائها وقد صارت دولتين ، بل وحتى دولة أبائه وقد باتت مهددة بالتمزق


    الخارطة الزمنية : ترتيب وتصميم كمال حامد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de