كانت صورته ترتسم في ذهنه، حينما يشاهده في التلفاز وحوله الناس،قفزت الى ذهنه فكره ان يقابله ويصافحه،وقدر ان الامر سيكون سهلا، والده قبل الفكره ولم يرد ان يحبطه،واراد له ان يكون حرا في ارادته،فقط شرح له الامر والبرتكولات التي تحيط بالرئيس من حيث الحراسة،وقيود الزيارة غير الرسمية،حجة الطفل ان شاهد في التلفاز الرئيس الامريكي يرد على خطاب تلميذة، ويزور مدرسة، وبهذا ليس هناك فرق،وان اي رئيس هو في النهاية مثل غيره.
انهى امتحانه، وحث والده على الذهاب الى الرئيس في فندق الريتز كارلتون في الدوحة،وتخيرا الوقت المناسب، عقب صلاة الظهر،استشارا رئيس الدبلوماسية، الذي استمزج الفكرة،وعلما ان الرئيس ليس لديه ارتباط في هذا الوقت، استغلا المصعد الى الطابق الخامس حيث جناح فخامة الرئيس،وجدا حارسا، تقدم الوالد وشرح الفكرة، وكان الطفل يحدوه الامل في تحقيق رغبته،وخاصة ان الباب كان مفتوحا،لم ترق الفكرة للحارس، وظل يردد ممنوع الزيارة،هذه "تعليمات"، وبعد جدل اشار عليهما ان يقابلا مسؤول المراسم، نزلا الى اللوبي ولم يجداه ،وخرجا فوجداه ، وشرح الوالد له الامر،وكان متفهما،وتمنى ان جاءا مبكرا،حيث تعذر ذلك بسبب الامتحان،اخذكارت التعريف ووعد بالاتصال،ولكنه لم يتصل.
في الطريق الى المنزل،ظل الطفل ساكتا،تغيرت في داخله اشياء كثيرة، شرح الوالد له الامر ان الرئيس شخصية مهمة،حجة الطفل ان الرئيس في النهاية مثلنا والمنصب الى زوال، وحاول الوالد ان يخفف من احباطه بان يتعلم من الحياة،وان المستفاد انه حاول ولكنه لم يحقق رغبته،وعليه ان يتوقع ذلك، وانه ينبغي ان يكون مثل الصحفي الذي يتعرض لمثل هذه المواقف، ولكنه لا يحبط ويظل مثابرا،لان الصحافة مهنة متاعب. وان الدرس الاخر ان والده احترم رغبته وموقفه وحاول ان يساعده.
__________ هل يتصل فخامة الرئيس به،ليسمعه ويحقق له رغبته،وخاصة ان هاتف والده مع مسؤول المراسم.
هذه قصة حقيقية حدثت اثناء زيارة الرئيس للدوحة. اختلاف الراي وارد،وهناك من يتفق وهناك من يختلف والدرس المستفاد ان نجعل الابناء يقررون ولا يقهرون مهما كانت "التعليمات"
....... في ذهن هذا الطفل نشيد : ترى ماذا اصير حينما اغدوا كبيرا؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة