|
الأحزاب.. البحث عن موطئ (نعل)
|
الأحزاب.. البحث عن موطئ (نعل) مع بداية حملات الدعاية للمرشحين طفت الى السطح لغة جديدة على الساحة السياسة، هي لغة نقد الآخر، وتعريته، وبالمقابل مدح الذات وإلباسها حللاً من البرامج التي يسيل لها لعاب (الشعب المغلوب على أمره)، كل حزب أعلن برنامجه الطموح، الذي سيخرج الشعب من ضيق العيش، الى سعة الرزق.. ومن نكد المعاناة الى رغد الحياة ورفاهيتها. تطابقت البرامج التي أعلن عنها من قبل الأحزاب، والمستقلين على السواء، و(تشابه البقر) على كثرته في عيون الناخب الذي صار في لحظة من عمر الزمان يخطب وده الجميع، بل أن هطول أمطار الخير الانتخابيبة، أصابته برشاشها، فتوقفت (حملات الكشة) على الباعة و (ستات الشاي)، ومضت أكثر من ذلك بتمليكهم وسائل إعاشة، هي ليست من قبيل الدعاية الانتخابية كما قال موزعوها، ولكن مطاردة مثل هؤلاء الغبش ومصادرة أشياءهم صارت (فجأة بين ليلة انتخابات وضحاها) من (الكباير) التي يعاقب عليها الله سبحانه وتعالى في الدنيا قبل الآخرة. ما علينا فللناخب عين يميز بها هي أشطر من عيون (الزرقاء)، وله ميزان أدق من ميزان الذهب، يوزن به، ويعرف تماماً أي برامج من ما أعلن عنه أقرب الى الحقيقة أو (يكاد)، لأن وجود برنامج فيه كل الحقيقة هو أقرب الى قول الراجز: (الفي الأرض للفوق زحل مابليق وما تتشابا خوفي عليك من الزليق). الملاحظ في الساحة الانتخابية اليوم الأعداد الكثيرة للأحزاب التي تفرخت من بعضها كالانشطارات الأميبية، وكثرة الأحزاب ليست دليل عافية بأي حال، وهي كثرة لن تعني أن بالبلاد ممارسة ديمقراطية رشيدة، و(التشتت) بالكيانات والانتصار للذات هو أول ما عصف بالديمقراطية السابقة، والتشتت البائن في الساحة الذي نشهده اليوم في (كثرة الأحزاب والكيانات)، ثم طوابير المستقلين، كل ذلك أصاب المواطن العادي بالإرتباك. المطلوب من الأحزاب الكبيرة لملمة أطرافها المتصدعة، واستعادة أجزائها المنقسمة لتسترجع قوتها وألقها، البرامج الانتخابية التي طرحت حتى الآن في بداية الحملات، كما ذكرت سابقاً تطابقت وتشابهت لدرجة كبيرة، لكنها للأسف تأتي من منابر متعددة، وأحزاب متناحرة، وقيادات متنافرة، ليست بينها قيادة رشيدة تدعو للتآلف والتقارب. من المستفيد من تشتيت الأصوات؟ ومن المستفيد من اهدار الطاقات؟ ومن المستفيد من (إرباك) الناخب؟ قطعاً المستفيدون ليس بينهم سيوداني واحد، هم أولئك الذين ينظرون الينا من الخارج، ومتى كثر الخلاف عندنا، وجدوا بيننا مكان (نعل) لموطئ أقدامهم.
|
|
|
|
|
|