|
من قتل بحر الدين؟
|
صحيفة أجراس الحرية الاعمدة فضاءات
من قتل بحر الدين؟ بتاريخ : الخميس 18-02-2010 06:31 صباحا
(ان المؤتمر الوطنى يدين الاستغلال السئ لهذا الحادث (حادثة اغتيال الطالب محمد موسى بحر الدين)، خاصة من قبل الحركة الشعبية وبعض احزاب المعارضة الذين لا يعيشون الا فى الاجواء العكرة والذين يريدون للخرطوم ان تصبح مسرحاً للعنف والشقاق بين فئات المجتمع بصورة عامة بتاجيج معركة فى غير معترك وقال انهم يريدون ان يحولوا ماتم فى دارفور الى العاصمة القومية)، هو جزء من حديث نائب رئيس المؤتمر الوطني بالخرطوم محمد مندور المهدي في تعليقه على تداعيات اغتيال الطالب، وكان يمكن ترك الخطاب هكذا دونما تعليق لأنه يعبر عن نفسه!!. لكنه هو المؤتمر الوطني، وكما نردد كل مرة يفوق سوء الظن، فمن كان يتوقع حصول اغتيال بهذه الطريقة البشعة؟، وفي هذا التوقيت؟؟. أهو خطة لم يخطط لها؟. أم هي عملية نفذت بدقة كاملة، وقصد بها بعث رسائل للمنافسين للحزب الحاكم في الانتخابات (أننا ها هنا، ومن خلى عادتو قلت سعادتو، ويدنا مبسوطة ، غير مغلولة)، وهو ما يتسق مع بعض الشارات السالبة، ولغة الوعيد والتهديد من شكالة ( نتمنى أن يحترق عرمان) على حسب تعبير (الدبلوماسي) وزير الدولة بوزارة الخارجية، ولا ندري أن كان يدري أن مثل هذا التعبير في العرف الدبلوماسي لو وجه ضد مسئول أجنبي يمكن أن تندلع حرب بسببه، أم أن عقلية مجاهدي (الدفاع الشعبي) ، وطالبانيي التسعينات لا تزال تسكن علي كرتي؟ أو تعبير نافع علي نافع (ضربتنا واحدة ما بنتنيها)!!. كما تتسق مع اشارات ارسلتها الشرطة نفسها، وهي المفترض فيها بث الطمأنينة في النفوس؛ باعلانها التوقع حصول حالات اختطاف واغتيالات بين بعض مرشحي رئاسة الجمهورية!!. وبين كل هذا وذاك، وقبل أن تداهمنا وزارة العدل بمنشور يمنع تناول القضية؛ بعد أن خرجت الرقابة القبلية على الصحافة من الباب لتعود بالشباك نسأل من قتل بحر الدين؟. ومن خطفه؟. ولماذا هو بالذات؟ّّ!. ولو كنت مكان مندور( والعياذ بالله من هذه المكانة ومن لو ذاتها ) لركزت على القضية، لا على التداعيات، ولا أبنت موقفي بادانة حادثة الاغتيال، وابراء ذمة الوطني، وفي ذات الوقت طالبت بالتحقيق الفوري في الحادث لمعرفة أن كان سياسي أم هو جنائي؟. حادث فردي أم هو مخطط من قبل جهاز، أو مؤسسة؟. ولفسرت أقوال الشهود عن (اختطاف الطالب من كلية التربية قبل اغتياله، وطريقة التبليغ، واقران هذا مع تقرير الطبيب الشرعي، والدعوة في ذات الوقت الى الهدوء، وتهدئة النفوس، وبث بعض شارات الأمل في قيام انتخابات حرة ونزيهة، والتعهد بازالة التوتر وازالة اسباب الاحتقان. لكنه هو المؤتمر الوطني، ومندور حذر الحركة الشعبية والمعارضة من (ان تلعب بالنار داخل الخرطوم بمحاولة استغلال حادثة مقتل الطالب)، فمن المسئول ، أهو من قتل الطالب؟. أم من يستغل الحادث؟. ليس في الأمر عجب، فقد رضع المؤتمر الوطني من ثدي (فلترق منهم دماء، أو ترق منا الدماء ، أو ترق كل الدماء)، ويعلن رئيسه عمر البشير في تدشين حملته الانتخابية ( الزارعنا غير الله يجي يقلعنا)!!، وهي ذات لغة 30 يونيو المشئوم، وهي اللغة التي حرضت الكثيرين على مواصلة النضال المسلح في الجنوب، وفتح جبهات في الشرق ، وفي دارفور، وزرعت ثقافة اذا اردت كيكة في السلطة فاحمل بندقية!، فهل هؤلاء مأمونون على وطن؟. أم الوطن هو الحزب، والحزب هو الدولة، والدولة هي الرئيس الذي يصرخون في هستيريا أن اربعين مليون فداء البشير، فلا أدري ماذا سيفعل البشير بعد أن يفديه اربعين مليون؟؟. أو ليس هو خريف البطريرك في رواية ماركيز ، والذي يقول في ذروة خريفه (عاش أنا)؟؟!. http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news_view_9518.html
|
|
|
|
|
|