حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 12:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-19-2010, 01:04 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته

    1152.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-19-2010, 01:12 AM

سيف النصر محي الدين محمد أحمد

تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Front seat ya Prince
                  

02-19-2010, 11:06 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: سيف النصر محي الدين محمد أحمد)

    مدخل أوليّ:


    حسن موسى، في حدود مساهمته >هو< ل(حق) النقد يذهب بعيدا، وذخيرته من الأمثال لا تنفد، كيف ولا؟، ورصيفه الروحي بولا، يمتاز بنفس البراعة المتمثلة في المزج الدقيق المدهش بين لغة تبدو أكاديمية علمية أوثقافية رصينة وبين لغة تتمسك بمنبتها الموروث أوالشفاهي أوالمغرق في العامية واليومي فيما هي لا تؤسس حضورها داخل نقدهما إلا من خلال إنقلابها هي هي على نفسها عبر ما تتخذه من دلالات مفارقة لدلالاتها الأصلية بواسطة السياق العام لنقدهما.

    ببساطة شديدة، هذا المزج اللغوي يتبدى في نقد بولا غالبا على نحو أكثر"براعة"، إن لم نقل "شاعرية"، ما يحقق الغاية منه إلى درجة كبيرة من خلال ((السخرية)) من ((الموضوعات مثار الوصف والتحليل))، ولعل أكثر ما يتجلى ذلك في سلسلة مقالاته النقدية قبل سنوات المنشورة كرد على مقال لحيدر إبراهيم علي من خلال صحيفة الخرطوم الصادرة حينها في القاهرة، ولعل بولا بدا وفيا وقتها لموقعه كمفكر جاد من خلال (((البطء))) في الرد على نحو أبعده كثيرا من انفعال اللحظة وجيشانها اللاعقلاني، ومن خلال توفر إمكانية تمثيل حيدر نفسه للظاهرة محل نقد بولا في واحد من (((أعلى مستوياتها)))، إن بولا لم يمارس نقده وقتها على واحد من (((أضعف تمثلات تلك الظاهرة))). وهذا تمايز مهم في تصوري. إن تناول أية ظاهرة كما أفهم نقدا أونقضا يفتح المجال واسعا لإمكانية الرصد توصيفا وتحليلا من زوايا مختلفة ومتنوعة في آن لا يتيحها بمثل ذلك الثراء عادة سوى نموذجها الأكثر جمعا لتمرحلاتها المختلفة.

    في المقابل، بدا لي حسن موسى من خلال معاركه الفضائية القياسية، (وحسن برغم ما سيأتي ما زول ساي)، منساقا لنشوة اللحظة الراهنة بكل حضورها العابر، وقد بدا في كثير من الأحيان مثل (عنتر شايل سيفه ضد كل شيء يُشتم منه رائحة الرجعية وما إليها)، إنه من خلال ذلك المزج مضافا إليه رسوماته (((يُمسخر))) الأفراد حوامل موضوعاته مثار الإهتمام أكثر من كونه (((يسخر)))، وثمة بون شاسع ما بين اللفظتين: السخرية والمسخرة. لعل مرد ذلك إلى قصور أشبه ما يكون هنا بكعب أخيل ما ينفك يُعطِّل في تصوري موهبة حسن المصقولة بعمق معرفي كاف لوضعه في خانة (((مبدع))) ولا مراء.

    حسنا، قبل المضي قدما، وعلى خلفية المنازعات القائمة الآن على الجانب الآخر (منبر الحوار الديمقراطي)، علينا أن نقرر مسبقا أن التعاطي نقديا مع طروحات حسن موسى على تفاوت رصانتها المعرفية، لا يتم بمعزل عن مسائل مثل الإكتئاب ما لم يتمتع ذلك التعامل مع تلك الطروحات بحسّ عال للفكاهة واستعداد نفسي جيّد لممارسة المرح، التعامل مع حسن بجدية مطلقة من شأنه أن (((يفقع المرارة))). لكن علينا، مع كل ذلك، الحذر من أسلوب حسن، الذي يتسم في آن بالمزج بين العمق والبساطة، ما يُغري ما أسميه (((سلطة الجهل))) لمجاراته أحيانا في نديّة زائفة لا تفطن كثيرا لمكره ودهائه. إنه (السهل الممتنع).
                  

02-19-2010, 11:48 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: Front seat ya Prince




    طبت مقاما، أبا داليا.
                  

02-19-2010, 11:54 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    مدخل ثان:


    قد تسارع (السيدة مقص الرقيب)، على خلفية الإشارة أعلاه إلى مكانة كل من حسن موسى وبولا المستحقة، إلى صفعي بملحق آخر من بؤسها المعنون (مسك العصاية من النص)، لا أكترث كثيرا ككاتب عود نفسه منذ فترة على العمل في ظل ما أسميه (عداوات مجانية)، وقد سبق لي وأن أجبت على إنهاء حوارها معي المفروض من جانبها بمثلٍ شهير على مستوى بعض قرى السودان (المشتهي الحنيطير يطير).

    أحاول فقط عبر تلك الإشارة تجنب الوقوع في فخ العدمية، ما أمكن.

    أكاد أتفق، في هذا السياق، مع عيسى الحلو عبر مقدمة حواره، الذي تم أثناء زيارة حسن موسى الأخيرة للسودان، ففي معنى القول وصف عيسى موسى بقدرته الإستثنائية على تحريك ما هو راكد على صعيد الحياة الثقافية، وعيسى في هذا محق إلى درجة بعيدة، لكن السؤال الذي ينبغي طرحه من جانبي هنا:

    إلى أية ناحية دفع موسى بذلك الركود؟.
                  

02-19-2010, 12:32 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    أجل، أقول هنا (((قد تبادر إلى صفعي مرة أخرى)))، إذ قد يُغري مفهوم معتمَد من جانبي للنقد في عالم سائد جوهره المُسيِّر (الثنائية) بذلك أحيانا، تلك الثنائية نفسها التي تبدو لي في التحليل العام كسرير الآيديولوجية ووسادتها الناعمة، وهي تُزيح هواء المشكلات الكاتم يمنة ويسرة بمروحة تم نسجها من ريش (((مع/ ضد))). ما أحاول فعله عادة لحظة مقاربة موضوع ما هو تحديد نسب وتناسب ما ينطوي عليه من عناصر عقلانية وغير عقلانية ثم البحث في العوامل الموضوعية التي قادت تاريخيا إلى أن يكون الموضوع مثار النظر على هذه الشاكلة تحديدا لعل في ذلك ما يسمح بتعديل مسارات الموضوع المعني (على نحو أكثر اتساقا مع الرغبات الأصلية للإنسان). لا أمتلك أحكام قيمة مطلقة ونهائية. هدفي إنتاج (معرفة بَعدية) لا (معرفة قبلية) قائمة على الحفظ والنقل والالزام. إنها تحاول أن تكون معرفة مباشرة تقوم بإحداث مسافة ملائمة تسمح بتكوين رؤية متكاملة إلى موضوعها وعلى درجة من الدقة. لعل هدف النقد يتمثل على مستوى آخر في الكشف عما هو متناقض داخل ما يبدو ظاهرة من التناغم بمكان مثل أن تعلن الآيديولوجيا (((أنا تقدمي))). لعل ذلك ما دفع ببرهان غليون في سياق آخر إلى التقرير: ثمة فرق بين الهوية بوصفها واقع الجماعة المادي العملي وبين تصور الجماعة لهذه الهوية.


    وعودة للتساؤل أعلاه.
                  

02-19-2010, 04:46 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    حسن موسى:


    أسى مقاومة (الحب) ونشوة مكافحة العداء:
                  

02-19-2010, 06:39 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    قبل مقاربة ذلك التساؤل، ثمة استطراد آخر مهم، يُشكل هنا امتدادا لما طرحناه من تصورات ذاتية، أومفاهيمية حول العملية النقدية، ألا وهو استمرار حسن موسى في تبديد طاقته الإبداعية في نقد ما يلزم وما لا يلزم على حد سواء، مدفوعا بتصورات عفى عليها الزمن حول وظيفة (المثقف العضوي) في بيئة تتسم بالتخلف، وللمفارقة، إنه يقوم الآن عبر هذا البوست بتبديد طاقتي المتمثلة في السرد أوالحكي بلا رحمه.

    الوغد، عليه اللعنة.

    إنه الإغواء إذن. بل فتنة الفراغ وجاذبيته التي لا تقاوم تلك التي تدفع بحسن موسى وأمثاله إلى محاولة القيام بدور نقدي غائب أويكاد بما ينطوي عليه ذلك الدور من معرفة وأدوات وتخصص وفضاء مؤسسي ناهيك بالتالي عن تقاليد متراكمة على المستوى التاريخي. من السهل العثور في بنية التخلف على أكثر من شخص يؤدي في وقت واحد أكثر من وظيفة أوعمل. إنه العلامة الأريب الباحث الموسوعي الأديب الناقد الحاذق الصحفي المخضرم الخطيب المفوَّه الشاعر الخطير الرسام ساحر الألوان المهندس حفّار القبور الناشط الحقوقي. لكن التقدم (طابعه التخصص).
                  

02-19-2010, 07:08 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    إلى ذلك، لا تتوقف محنة حسن موسى المبدع داخل متاهة النقد عند حدود تبديد موهبته فحسب، بل تتعداه إلى العائد المضاعف الناجم لقاء مغامراته النقدية في بيئة يضيق صدرها كثيرا، حين تجد ذاتها المطمئنة على مدى القرون الطوال نهبا لرياح التساؤلات والأسئلة المتعلقة بصميم وجودها المادي والمعنوي في آن.


    أجل، الطريق ليست ممهدة أمام حسن موسى وأمثاله بعد، لأسباب لم يتم معالجتها في الغالب لغياب الحرية الداخلية أوهشاشتها لدى أصحاب دعاوى التغيير، لبعد ما تم طرحه واقعيا على أساس أنه تنويري أو حداثي أوحتى تقدمي من جوهر القضايا التاريخية والاجتماعية، للتمثُّل القشري لقيم العقلانية الغربية على نحو يفرغها من مضامينها الثورية، لقدرة التقليدي الراسخ على تغيير مظهره ومقاومته من خلال إعادة إنتاج التخلف في أكثر من صورة.


    لكن المبدع حسن موسى يواجه في متاهته النقدية بقضايا أخرى.
                  

02-19-2010, 08:12 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    إنه ميراث الحبّ الثقيل.

    لقد تم شفاهيا على الأرجح تسويق حسن موسى وبولا من قبل اليسار المؤدلج عادة وبعض المثقفاتية بل وعدد من المبدعين بوصفهما ممثلين لأقصى نقاط الطموح أونحوه على المستوي الثقافي. وهذا أضر بهما في تصوري على حد سواء. لقد تم تحويلهما على صعيد المعرفة المنقولة من فرد لفرد إلى نوع من الأسطورة. ولقد زاد وقتها بعدهما المكاني وضعف الاتصال بهما من سحر تلك الأسطورة وجاذبيتها قبل أن تتيح لهما في البدء وللآخرين تاليا ثورة المعلومات وتكنولوجيا الإتصال المتمثلة في الشبكة العنكبوتية أكبر قدر من التواصل والتعبير عن حقيقتهما العملية بوضوح بعيدا من خرافة أولئك الحواريين. وقد بدا جليا من خلال مساجلاتهما ومعاركهما الفضائية كعلمين يتمتعان بقدر كبير من الأصالة أنهما غير سعيدين بالمرة بقيود الحبّ الحريرية الناعمة لحظة البحث عن (الحقيقة).

    وبغض النظر عن تشريح موقفهما هنا، أقول إن النتائج الناجمة عن ذلك الموقف تؤكد على خسارتهما الآنية مرة أخرى، إذ تبني بما تنطوي عليه أحيانا من نزعة نقدية سافرة لم يألف الناس عادة بجاحتها وعنفها حائطا آخر، إنهما وبالذات حسن موسى على قدر عال من البراعة في بناء الحوائط بينهما وبين محاوريهما أو الآخر المختلف، إن بناء الجسور بينما وبين الناس مسألة تتراجع كثيرا نحو خلفية المشهد النقدي أوالسجالي. أجل هي (خسارة آنية) كما بدت لي الآن. لكنها على المستوى البعيد تمهد كثيرا لخلو النقد من النزعات الذاتية أوالحسابات غير العقلانية وإن جاءت مرتدية ثوب المحبة القشيب.

    لكن سلاطة لسان حسن موسى تحديدا لا حدود لها. بل تعاني كثيرا من الإنزلاق إلى مواطن (((قسوة المدن وجلافة الريف))). إنه يترك وراء إعصار عقلانيته المتطرفة الكثير من ضحايا كان من الممكن الإرتقاء بوعيهم. إن لم نقل إنه يدفع بالكثير من محاوريه إلى إنتاج المزيد من القبح في محاولة لرد إعتبار ذاتي يعاني تكوينه الأوليّ نفسه من الكثير من أشكال القصور التاريخي والاجتماعي.
                  

02-19-2010, 08:40 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    العزيز عبد الحميد البرنس ... تحياتي
    أتمنى لهذا البوست أن يكون مكانالائقا للحديث عن بعض القضايا الجادة والمسكوت عنها بحكم الاستقطاب الآيدلوجي والحزبي وذيوله التي هي أعمق بكثير في تمثلات المثقفاتية مما تبدو عليه حيال الأختبار العميق للعلاقة بين المعرفة والآيدلوجيا في واقعنا الثقافي ، ومن ثم ضرورة الاعتراف باستحقاقات غائبة وغالبا ما تكون خصما عن حيوية الجدل الثقافي الموضوعي .
    متابعين
    مودتي
    محمد جميل
                  

02-19-2010, 10:03 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: محمد جميل أحمد)

    الثقافة كدستور ولوائح إدارية (محسن خالد وقضايا أخرى):
                  

02-20-2010, 08:21 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: أتمنى لهذا البوست أن يكون مكانالا ئقا للحديث عن بعض القضايا الجادة والمسكوت عنها بحكم (الاستقطاب) الآيدلوجي والحزبي و(ذيوله) التي هي (أعمق) بكثير في تمثلات (((المثقفاتية))) مما تبدو عليه حيال (الأختبار) العميق للعلاقة بين ((المعرفة)) و((الآيدلوجيا)) في واقعنا الثقافي ، ومن ثم ضرورة الاعتراف باستحقاقات غائبة وغالبا ما تكون (((خصما))) عن حيوية الجدل الثقافي الموضوعي .



    عزيزي محمد.. تحية متجددة... وأشكرك لقول أشياء كثيرة بكلمات قليلة وبعد:
                  

02-20-2010, 09:15 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    لا أدري على وجه الدقة كيفية عزل أوفصل أوحتى تمييز ما هو آيديولوجي عما هو معرفي؟.

    لكن الآيديولوجيا في تصوري مخاتلة، مراوغة، بل ومن السهل الوقوع في أية لحظة في حبائلها المزدانة بالكسل العقلي وإغواء غياب النقد أوتغييبه. ولعلي أحمد لبولا هنا أنه ظل يتجنب كثيرا الإنزلاق إلى أحكامها القاطعة التعميمية المطلقة في ما هو يتمثل منهجية عقلانية للمقاربة هنا أوهناك من خلال استخدامه لما يمكن تسميته أدوات تنسيب الحقيقة عبر تجلياتها التاريخية والاجتماعية مثل (ربما)، (في ظني)، (لعل)، (كما أتصور)، أو(في حدود) وغيرها. وهو الأمر الذي قلما نجده في طرح حسن موسى الذي أنظر إليه أحيانا بوصفه (شاعر القبيلة التقدمية الهجائي بامتياز).
    Quote: ترجمة:

    (السيد طلاشة.. شيل وسخك ده من هنا وتاني ما تجينا وكان عجبك عجبك كان ما عجبك أمشي اتلمى على الوسخ الزيك.. )

    وجه وسيم باسم ذو أسنان ناصعة


    http://sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=4292&sid=...140a6a01259754149297


    حتى (((الوسخ))) في تصوري بحاجة إلى تنسيب عبر عمليتي الوصف والتحليل.
                  

02-20-2010, 09:53 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    لقد أشار جورج لوكاتش من قبل، إلى ما رآه هو وقتها تناقضا عميقا، بين ما عثر عليه من رؤى تقدمية في أعمال بلزاك، وبين ما قام به من تقييم لمواقف بلزاك خارج أعماله الإبداعية بوصفها حسب زعمه مواقف محافظة، وهو ما قاده أخيرا إلى تعليل الموقف برمته كظاهرة أطلق عليها في حينه تعبير "قوة الموهبة العمياء". ويبدو لي هنا، أن حسن موسى في علاقته بالوسط المحيط به لا يزال أسيرا بدرجة أوأخرى لما أسميه "رؤى اليسار المؤدلج".
                  

02-20-2010, 11:07 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    wageda_jthSBc1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-20-2010, 01:00 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي البرنس بخصوص تساؤلك
    Quote: لا أدري على وجه الدقة كيفية عزل أوفصل أوحتى تمييز ما هو آيديولوجي عما هو معرفي؟.

    ربما كان من أهم الفروق بين المعرفة والآيدلوجيا هو ان المعرفة تجد مطابقة لمدلولاتها في الواقع الموضوعي وهي مدلولات تتوافق أيضا مع مدركات النظر العقلي المحايد فمن القوانين المعرفية التي تحكم العقل مثلا على وجه معرفي ويقيني : أن العقل جزء من كل ؛ جزء من الذات ومن العالم ، وأنه محدود بالوجود العدم ، وأنه مخلوق أيضا . وثمة آليات للوسائل المعرفية مثل الحوار ، الحرية ، والنسبية الثقافية وغيرها . الآيدلوجيا بطبيعتها نسقية مغلقة دائرية ، وهي ليست من وحدات الفعل العقلي ، بل تتحرك في ذلك الحماس الذي ينشأ من أثر وهم الأفكار وبريق شعاراتها في وعي الجماهير والنخب الفكرية.
    هي أشبه بوعود دعايات التسويق لمنتج ما محدود الفعالية .
    هذه بعض نقاط الفرز في مسألة الآيدلوجيا والمعرفة . فمثلا من حقائق المعرفة اليقينية أن الحرية(تقرأ الديمقراطية) هي شرط شارط لإزدهار أي مجتمع في جميع جوانب حياته . هناك أيضا آليات أخرى لإنتاج شروط المعرفة في أي قضية مثل مراكز البحوث ، ومراكز الاستطلاع والبحوث الميدانية والإحصائية والنتائج العلمية التي تنجم عنها حيال قضية ما ، وغير ذلك من الآليات .
                  

02-20-2010, 01:05 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22499

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: محمد جميل أحمد)

    البرنس عبد الحميد
    تحية و مودة

    لا أدري على وجه الدقة كيفية عزل أوفصل أوحتى تمييز ما هو آيديولوجي عما هو معرفي؟

    هذا سؤال في الصميم .. و الإجابة عليه هو الخوض في صميم ممارسات النخب المؤدلجة أو تلك التي تهتم بالمعرفة بكل زخمها.

    واصل متابعين
                  

02-20-2010, 01:48 PM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: ابو جهينة)

    Quote: ربما كان من أهم الفروق بين المعرفة والآيدلوجيا هو ان المعرفة تجد مطابقة لمدلولاتها في الواقع الموضوعي وهي مدلولات تتوافق أيضا مع مدركات النظر العقلي المحايد فمن القوانين المعرفية التي تحكم العقل مثلا على وجه معرفي ويقيني : أن العقل جزء من كل ؛ جزء من الذات ومن العالم ، وأنه محدود بالوجود العدم ، وأنه مخلوق أيضا . وثمة آليات للوسائل المعرفية مثل الحوار ، الحرية ، والنسبية الثقافية وغيرها

    Quote: فمثلا من حقائق المعرفة اليقينية أن الحرية(تقرأ الديمقراطية) هي شرط شارط لإزدهار أي مجتمع في جميع جوانب حياته


    _______________
    على سبيل التحية والمتابعة
                  

02-20-2010, 03:35 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: Mohamed E. Seliaman)

    إلى حين عودة متى سمح الولدان محمد وأنيس بوقت خلال هذه العطلة الأسبوعية:


    Communist-Parti-H-Musa-Sudan02.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-20-2010, 08:47 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)
                  

02-21-2010, 07:45 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    فمثلا، من جانبي، أرى أن حسن موسى، بما في ذلك جزئيا بولا نفسه، ولا أستبعد هنا بقدر يسير "السيدة مقص الرقيب"؛ لم يكتفِ في كثير من مقارباته لموضوعات تم طرحها على شبكة "الانترنت" بالوقوع فقط داخل تلك التقسيمات الآيديولوجية ذات الطابع الثنائي البائس، بل تم دعم تلك الأحكام غالبا بمرجعية غربية معاشة، فرنسية تحديدا، ثمة طرب شجي يلامس الأسماع هنا، لكأن لعنة (اللحاق) بالنموذج الغربي حسب سمير أمين أمر قدري لا فكاك منه. ولكن أي لحاق كما سنرى تم تجنبه برغم مركزيته في الخطاب الغربي حتى الآن؟.


    أجل، أتفق معهم تماما، وهذا من باب المثال لا الحصر، في كون (العنصرية) أمر لا يمكن تبريره بأية حال، بل وينبغي في دولة مثل فرنسا لها ماض عريق في التنوير وحركة الحداثة الغربية وما بعدها التعامل معه بسلطة القانون الرادعة، بحسم وسرعة ودون تردد، في ظل وعي راسخ بحقوق وواجبات المواطن ومفاهيم سائدة ومعترف بها في مجال حقوق الإنسان عامة، لكن الأمر يختلف حقا في هذا السودان المثير للشجن، ذلك أن (قفل) الإرسال التلفزيوني في بيت ما لا يعني أن الفيلم نفسه لا يتم استقباله في بيوت أخرى. والتعويل (كلية) على القوانين لا تعني أن المخدرات التي تأكل المخ لا يتم تعاطيها على نحو سري أوخلسة. إن علينا هنا على هذا الصعيد تتبع (أسباب) العنصرية على مستوى جذورها التاريخية والاجتماعية لا (نتائجها).. كلما قطعت فرعا أنبت الجذر فرعا آخر. أجل، برغم تلك التضحيات الجسام التي قدمها اليسار المؤدلج في السودان مثل إغتيال عبدالخالق محجوب، إلا أن العائد يبدو إلى الآن بائسا ومثيرا للشفقة بل وقابلا للردة على أكثر من مستوى، ولعلي هنا أقول ليس مهما الموت من أجل القضية التي نخدمها، فما هو مهم في تصوري ومانح هنا للموت معناه البهي هو مدى أهمية وقرب تلك القضية من الواقع الذي جاءت من أجله.


    أجل، الأمر عبر هذا المثال كما يلاحظ نقد عن حق في كتابه القيم عن تاريخ (الرق في السودان) يحتاج إلى التعامل بواقعية أكثر، واقعية مدركة لخصوصيته التاريخية، لقد انتهى في تجلياته التقليدية الملموسة (لكنه لا يزال يلقي بظلاله النفسية الثقيلة على الواقع)، وهي ظلال لا أكاد أقول إنها ذات حضور وللمفارقة داخل بنية اليسار المؤدلج السائد في السودان نفسه. كيف ولا؟، وهذا اليسار لا يزال يرمي بثقله على طريق التغيير الفوقي، حتى الآن. إن مسألة الوصول إلى الحكم وكيفية الإستيلاء على مقاليد السلطة السياسية مسألة لا تزال تحتل جزءا كبيرا من مراميه ووسائله. بعبارة أخرى، لا يمكن النظر، في ظل خصوصية واقع السودان، إلى مختلف الإشكاليات القائمة سواء على مستوى فردي أوجمعي، بعيدا من بحث العوامل المادية والتاريخية التي ساهمت في إيجادها وتفاقمها على ما هي عليه (الآن). ولعل من تلك العوامل التي تقفز هنا إلى قائمة أولوياتي الآن أن اليسار المؤدلج ومنذ تأسيسه ظلّ متنكرا على نحو جوهري لضرورة مواجهة مبررات وجوده التاريخي نفسها. (وإن يخن الإنسان معنى أن يكون فكيف يمكن أن يكون)؟.
                  

02-21-2010, 08:17 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    استطراد لا بد منه:


    لقد بدا لي أن جوهر النهضة الأوروبية يتمثل على نحو حاسم في أنها قامت بنقل تصورات الإنسان لنفسه والعالم من (((خارجه)))، الإقطاع وحليفته سلطة الكنيسة، إلى (((داخله)))، إنه غدا معيار الحقيقة في شرطه التاريخي والاجتماعي، لقد جرى تحويل المسألة عبر تراكمات لعمليات شاقة وعسيرة من المطلق إلى النسبي. من هنا بدا راسخا أن تتحدد أصالة فكر ما في التحليل العام، بمدى وعيه بتاريخيته.. أونسبيته.. إذ أن الوقائع المادية مجال حركته وإهتمامه تظل محكومة في الأخير بتبدلات مكانية وزمانية. والأزمة تنشأ حين يتم النظر إلى محمولات هذا الفكر أوذاك على أساس أنها حقائق نهائية أوثابتة. وهو ما يحوله إلى منظومة آيديولوجية جامدة من المفاهيم والمقولات. ومن هنا ينشأ إغتراب الفكر.. وعزلته.. أوفقدانه للتواصل جزئيا أوكليا مع الواقع الذي يقاربه. إذ أن الواقع العياني مجال حركته وإهتمامه ما ينفك يتجدد طارحا الكثير من التحولات النوعية وغيرها.


    ويشكل حضور "النقد" هنا.. كمفهوم دال على عقلانية فكر ما.. آلية جوهرية في إعادة النظر إلى واقع متغير باستمرار.. بما يسمح في النهاية بتعديل أوتبديل مسارات مقاربة واقع ما وفق معطيات التجربة ومفاجآتها. مما ينأى بالفكر هنا من الجمود.. أومحاولة إسقاط تصوراته على واقع ما قسريا.. مما يكشف أيضا عن منهجيته العلمية القائمة وراء رؤيته للعالم. وهي منهجية على هذا النحو منتجة ل"معرفة بعدية".. وليست "معرفة قبلية" قائمة على النقل والإلزام والقهر.. أوعلى محاولة فرض رؤية مسبقة منتجة في سياق تاريخي واجتماعي على سياق آخر مختلف بدرجة أوأخرى دون مراعاة للفروقات القائمة هنا وهناك (الخصوصية التاريخية).


    ويمكن الإشارة.. في هذا السياق.. إلى أن ماركس نفسه.. وهو يقارب عبر منهجه الجدلي مصادر نظريته الثلاثة.. وأعني "الاشتركية الفرنسية الفابية" و"الفلسفة الألمانية المثالية" و"الإقتصاد الانجليزي".. قد أعلن أنه "ليس ماركسيا".. واضعا على هذا النحو كما يلاحظ بعض الباحثين بذور تجاوزه النقدي مستقبلا.


    وهو ما أدركه لينين لاحقا ببراعة شديدة.. عندما عمل على أقلمة النظرية وفق خصوصية المعطى التاريخي والاجتماعي للواقع الروسي آنذاك.. فإذا كان ماركس قد أشار إلى أن نظريته يمكن تحققها في مجتمعات رأسمالية بامتياز.. فإن واقع تخلف المجتمع الروسي.. قد دفع لينين إلى إستخدام خلاق يتناسب والسمات الأساسية أوالمتطلبات الجوهرية لذلك الواقع.. عندما عمل على أن وجود حزب وحيد هو شرط لازم لبناء الإشتراكية.. حزب مهمته جلب الوعي ل"طبقة الفلاحين" السائدة من الخارج.. وذلك في ظل إعطاء الأولوية للجانب الإقتصادي كعامل جوهري في إحداث التغيير.. وهو ما لم يمنعه من التصريح أن إعطاء الأولوية في مرحلة تاريخية ما للبنية التحتية لمجتمع ما لا تلغي بأية حال دور البنى الأخرى للمجتمع كالبنية الفوقية أوالآيدولوجيا في مرحلة تالية.



    لكن هذه العوامل "التاريخية" قد تم تحويلها منذ ستالين للأسف الشديد كما يلاحظ غارودي في "منعطف الإشتراكية الكبير" إلى عوامل أو"أسباب مبدئية".. وهو ماوسم الطابع العام للحركة الشيوعية في العالم لاحقا.. بحيث أصبحت كل محاولة تستهدف أقلمة النظرية وفق تطورات سياق تاريخي واجتماعي ما خارج التصورات السائدة للدولة السوفيتية خاضعة لسيف النفي ماديا ومعنويا على حد سواء.. وهو ما تكشف عنه السيرة الذاتية لمفكرين ذوي منطلقات ماركسية مثل "تروتسكي" و"بيلخانوف" و"لوكاتش" و"غرامشي" و"ألتوسير" و"بولانزاس" وأعضاء "مدرسة التبعية" مثل "سمير أمين" و"توماس سنتش" وغيرهم.


    إن الدرس المستفاد هنا يتمثل.. وفق الخلفية التاريخية السابقة.. في خطورة عزل المنجز الإنساني كمعطى تاريخي واجتماعي من "نسبيته".. ومن ثم تحويله إلى "مطلق" صالح لكل زمان ومكان.. وإن أعلن عن تقدميته وعقلانيته.
                  

02-21-2010, 08:33 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    وهنا يبرز أمام المقاربات النقدية إشكال جوهري يتعلق بمحاولة النفاذ إلى ماوراء ستارة الآيديولوجيا الكثيفة لتحديد الهوية الحقيقية لفكر أوعقل ما. فالفكر قد يطرح نفسه أحيانا.. أويحدد هويته "ذاتيا" بوصفها " هوية تقدمية".. لكن فحصا "موضوعيا" ما لتصوراته الأساسية.. على مستوى المفاهيم والمقولات.. قد يكشف عن "هوية رجعية" بامتياز.


    على سبيل المثال.. تتخلل خطاب عبدالخالق محجوب العام بعض (منزلقات) تحيله إلى موقع إنتاج فكري يمكن وصفه وبكل بساطة بأنه "غير تقدمي" أو"لا جدلي" أو"ليس علميا" حتى!. ويمكن إدراك ذلك مثلا عبر وصف وتحليل هذا المقتطف من (الماركسية وقضايا الثورة السودانية).. والذي يقول فيه ما نصه: "تعرضت الحركة الشيوعية العالمية لإنقسام بسبب نشاط قيادة الحزب الشيوعي الصيني الخاطيء".

    هنا في تصوري رؤية منتجة عبر منهج مثالي مانوي ينهض عبر تصنيفات ثنائية ضدية للعالم.. مثل: "(الصواب)/(الخطأ)".. "(الخير)/(الشر)".. وفق قاعدة (مسبقة) للتصنيف تم تحديدها عند بداية ذلك الكتاب.. أوالتقرير المجاز من قبل مؤتمر الحزب الأخير أواخر الستينات.. من خلال تحديد مفهوم (التناقض الرئيسي).. كمفهوم مركزي داخل الجهاز المفاهيمي الماركسي.. بوصفه تناقضا "مابين (النظام) الاشتراكي و(النظام) الرأسمالي". مما يعني تحديد صيغ المواقف وفق قاعدة آيديولوجية مفادها: "مع/ضد (النظام) الاشتراكي" كما تحدده الصيغة السوفيتية السائدة وقتذاك.


    إلى ذلك.. نجد أن عبد الخالق محجوب.. وهذه من سمات الفكر التقليدي.. يلعب من خلال ذلك المقتطف دور "حارس البوابة".. الذي تتلخص مهمته الجوهرية في تحديد ما هو(خاطيء) صراحة أو(صائب) ضمنا من غير إبداء مسوغات أومبررات عقلانية من أي نوع. أي أنه لم يقم بما قام به سمير أمين مثلا من تشريح لأهم مستويات الموقف الصيني آنذاك من خلال مصطلح مفتاحي.. وأعني به "الثورة الثقافية". وهذا ملمح يطرح جانبيا على مائدة البحث مايسمى بمفهوم "القطيع"!.


    ويمكن الإشارة.. في هذا السياق.. إلى الخطورة التي نجمت.. على مستوى المواقف والرؤى اللاحقة للحزب.. من جراء تحديد هذا المفهوم المركزي.. (التناقض الرئيسي).. كتناقض ما بين(النظام) الاشتراكي و(النظام) الرأسمالي. ذلك أن مفهوم (النظام) يحيل في مستواه السياسي الاجتماعي إلى دالة (سلطوية) تعمل على تأبيد وضعية تاريخية قائمة.. في حين أن للحزب موقع (هامشي) داخل نسيج الحياة السياسية والاجتماعية في السودان.. وتعبير (هامشي) أستخدمه هنا دلالة على طرح "بديل" أو"طليعي" يستهدف تثوير وضعية تاريخية اجتماعية قائمة لا تأبيدها.


    ومن نتائج مثل هكذا تحديد لمفهوم (التناقض الرئيسي) أن أخذت تتضخم في خطاب الحزب النظري ومواقفه العملية فكرة إحتذاء التجربة السوفيتية كطريق وحيد.. أونموذج قائم.. أوفردوس أرضي متحقق لبناء دولة الإشتراكية. لذلك وفي نزوع غير عقلاني بالمرة أخذ هذا الخطاب طابعا عنفيا متصاعدا ضد كل محاولة تستهدف بالنقد تلك التجربة.. معطيا إياها على هذا النحو بعدا لا تاريخيا. هكذا يوصد الباب أمام أية محاولة نقدية. ذلك أن بنية العقل الآيدولوجي لا تتيح عبر تقابلاتها الثنائية الضدية الحادة سوى إمكانيتي (التطابق التام أو(التناقض الكامل).


    ومن ذلك ما أصدره الحزب في السبعينات من ردود أفعال تجاه ما خرج به رئيس الحزب الشيوعي الإسباني "كاريللو".. الذي قضي بعد حرب بلاده الأهلية (1936) نحو الأربعين عاما منفيا في الاتحاد السوفيتي.. وقد أعلن عبر رؤية وصفية تحليلية مقارنة إستحالة تطبيق تصورات الدولة السوفيتية على الواقع الإسباني لإختلاف الخصوصية التاريخية هنا وهناك.


    وكان من ردود أفعال الحزب آنذاك.. والذي صرف الكثير من جهود دعائية لصالح نظام الدولة السوفيتية كان من الممكن توجيها لدراسات أكثر عمقا لعقل عمل مختلف بنى الواقع السوداني.. هذا الخطاب الإنشائي غير العقلاني المرتكز على بني بلاغة عربية قديمة: "لو بعث تروتسكي من القبر حيا.. لما عبر عن أفكاره بهذا الافصاح.. الذي بز فيه كاريللو غلاة التروتسكيين الذين محقت جذورهم من قبل على يد لينين والبلاشفة".


    علما أن تروتسكي ظل عبر مفهوم "الثورة الدائمة" وفيا لجوهر الفكر الماركسي.. الذي لا ينتصر للنظرية على حساب الواقع التاريخي الاجتماعي المتجدد. وهو ما أكده غيره أكثر من مفكر سعى إلى تطبيق خلاق للماركسية يتناسب وخصوصية السياق التاريخي والاجنماعي لكل واقع.. مثل فانون الذي سخر مرة وهو يقارب واقع الجزائر خلال الاستعمار الفرنسي قائلا: "على الماركسية أن تتواضع قليلا حين يتعلق الأمر بالمستعمرات".

    إن التعامل مع الماركسية "كمذهب لا كمنهج".. على حد تعبير عبد الله العروي.. قد أدى إلى تحجرها وتحولها إلى عقبة في كثير من الأحيان. بل وقد حال أيضا دون كشف الإختلالات البنيوية التي كانت تتم داخل نموذج للإشتراكيه تم وضعه فوق مستوى النقد حتى النهاية. وللأسف سادت مثل هذه الرؤية العقدية.. كما تكشف الوقائع.. حتى خلال اللحظات التاريخية الحاسمة من حياتنا.. إذ تم إخضاع الواقع لما أسميه (حكم النصوص) في كثير من الأحيان.. وهو ما يتضح من البيان الذي أصدره كادر الحزب عام 1971 بشأن مقترح "الضباط الأحرار".. إذ رد قائلا: "ترتبط بهذه القضية قضية قلب السلطة عن طريق القوة. وهنا أيضا "لا نضيف جديدا". فالماركسية اللينينية واضحة فيما يختص بقضية قلب السلطة عن طريق العنف".. ف"لكي ينجح التمرد المسلح".. حسب البيان.. "لا بد من توافر "أولا.. وثانيا.. وثالثا".. وهو ما أورده البيان حرفيا من كتاب لينين (الماركسية والتمرد المسلح).. ملغيا في الوقت نفسه إمكانية وجود قراءات مستنبطة من الواقع العياني.


    كل ذلك يدفعنا مع عبد الله الغذامي.. كتلميذ نجيب لميشال فوكو.. إلى القول بضرورة "نقد النقد".. أومحاولة إستكشاف الأشكال اللاهوتية.. أوالقوالب الأسطورية.. التي تستبطن بنية أفكار تطرح نفسها أويتم التعامل معها بوصفها أفكارا عقلانية . وأضيف هنا أن أخطر ما يواجه مسيرة التنوير والحداثة أن يتم تفريغها من مضامينها الحية من الداخل.. لتصبح مجرد أشكال جوفاء عاجزة عن تواصل خلاق مع الحياة.
                  

02-21-2010, 09:34 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي محمد جميل أحمد:

    أشكرك، على مبادرة التمييز بين المفهومين برغم ادعاء الآيديولوجيا أحيانا للعلمية، لكنها حين تمنح نفسها صفة العلمية وتعلن في الوقت نفسه مقاربتها للآيديولوجيات الأخرى بوصفها وهما تمارس بدورها المزيد من صناعة الوهم. عموما، هي مخاتلة حقا، أي الآيديولوجيا، حين تعمل على تسويق تصورها عن الشيء بوصفه الشيء نفسه في عيانيته وشموليته، وبالتالي محاولة تعميمه تاليا.
                  

02-21-2010, 09:57 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: هذا سؤال في الصميم .. و الإجابة عليه هو الخوض في صميم ممارسات النخب المؤدلجة أو تلك التي تهتم بالمعرفة بكل زخمها.



    أبا جهينة:


    لعل ذلك ما يدعونه النقد التطبيقي، سأحاول لاحقا لملمة الموضوع والعودة به إلى مجراه الأساس، لا سيما عبر أحد محاور حوار سابق: سجيمان.
                  

02-21-2010, 10:31 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي Mohamed E. Seliaman :


    أشكر لك هذا المرور المتسائل في صمت. كن معنا قريبا من هنا. ويطيب لي أن أعلن أمامك برغم الاختلاف مع حسن موسى هنا أوهناك إلا أنني أعتبره من جانبي الشخصي البحت من أكثر الشخصيات جدارة بالاحترام في واقعنا الثقافي.
                  

02-21-2010, 03:31 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: إلا أنني أعتبره من جانبي الشخصي البحت من أكثر الشخصيات جدارة ب(((الاحترام))) في واقعنا الثقافي.


    أهو ختل الآيديولوجيا هنا أم محاولة تحديد موقع الذات في العالم (في النفي والنقض)؟.
                  

02-21-2010, 04:04 PM

سيف النصر محي الدين محمد أحمد

تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    يا برنس قبل ما تواصل
    ماذا تقصد تحديدا بالـ"اليسار المؤدلج" في السودان ؟؟
    و ما علاقة هذا اليسار المؤدلج بـ(حسن موسى)؟؟
                  

02-22-2010, 01:55 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: سيف النصر محي الدين محمد أحمد)

    عزيزي سيف:

    بالنسبة لي، لا أبدو كذلك بمعزل تام من غواية النقد وفتنته، برغم ما أشرت إليه من زحمة عطلة نهاية الأسبوع، تساؤلاتك وملاحظتي الأخيرة، مسائل مهمة حين يتعلق الأمر بالدقة والوضوح. لم تغرب شمس اليوم هنا بعد. أحاول ليلا تلخيص ما سبق في شكل نقاط محددة ومترابطة في محاولة ممكنة لضبط مسار البوست في تصاعده مرة أخرى.
                  

02-22-2010, 08:09 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    لقد أردت، حتى الآن، أن ألفت النظر، عبر تأملات نقدية بلا ضوابط أكاديمية، إلى جملة أشياء، منها تحديدا:


    - أولا: تأكيد على خطل الكثير من المواقف النقدية القائمة، على مستوى مساجلات الشبكة العنكبوتية، كمواقف تتسم برؤى ثنائية حادة إلى موضوعاتها، بحيث لا نكاد نرى تقريبا سوى (مع/ ضد)، ما يجعل من تلك المساجلات مكانا صالحا للإستقطاب الآيديولوجي. بل وأكثر من ذلك، كما يوضح نموذج حسن موسى نفسه، يتابع المرء هذه الأيام ظاهرة مثيرة حقا للحيرة: أن رأس حسن موسى مطلوبة عبر مشاركات عديدة أشبه في تجمعاتها داخل بعض البوستات بتحالف معلن وغير معلن يندمج تحت لوائه معا الجرحى والقتلى ممن تهاوى من قبل فكريا خلال معارك سابقة معه بغض النظر عن خلفياتهم السياسية والآيديولوجية (عدو عدوك صاحبك). ما أتاحته لي الآن معارك حسن التي تخلص فيها من الأحباء الواحد تلو الآخر أن هؤلاء الأحباء أنفسهم لم يعودوا يحدثون لي تشويشا عاليا كلما بدأت الحديث عن حسن ورهطه. حسن ذكي. تخلص من رمضاء الحب بنار الكراهية. لم يكن يدرك وقتها (لعله) أن الأحباء قد فهموا (نقده) بوصفه (نقضا) والمجني عليه أظلم ببعث جاهيليته المتخفية إلى حين.
                  

02-22-2010, 08:32 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    - ثانيا: على مستوى شخصي، منذ أحداث الموهوب سجيمان، لدي تحفظات على أسلوب الصدمة الذي ينتهجه حسن، تكون واقف في أمان الجهل أوالخوة أوغيره، وكمان سارح تتأمل في حسن موقعك في العالم، وفجأة مثل قنبلة يصطدم برأسك قطار حسن النقدي، لا صفارة.. لا صوت.. ولا حتى كمان سكة حديد قريبة، قطار غريب. له سبابة، يشرعها في وجهك، قائلا "أنت كذا كذا والحكم عليك كذا". الناس هنا (أمام الهجيمة) أنواع: أصحاب السقطة القلبية وعُصاب المرارات، أصحاب الضربة بالضربة وإن تزد في البؤس نديك منو لامن تآمن ذاتو (يا زول بايظة بايظة)، أما القلة مثل أبكر آدم إسماعيل فيهمها أثناء الكارثة أن تفكر بهدوء في نوعية القطار المهاجم ولها الوقت الكافي لتتفكر في لحظة الاصطدام نفسها وكأن الرأس المعنية تخص أحدا غيره (ما أجمله).
                  

02-22-2010, 09:08 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    - ثالثا: بالنسبة لي شخصيا، لا أعتبر تجاوزات حسن الكثيرة مسوغا كافيا لشطب اسمو من قائمة النابهين في حياتنا الثقافية، هكذا أحاول بقدر الإمكان تقييم سجالاته من حيث ما تحتويه من نسب عقلانية ونسب غير عقلانية على حد سواء، ومن هنا وردت إشارتي أعلاه إلى (الاحترام). حسن يساري في طرحه، من حيث كون الطرح هنا ينطوي في جوهره على تثوير الواقع وإعادة صياغته على نحو أكثر إنسانية واتساقا مع قيم الحرية والعقلانية، ربما لهذا اعتبرتهم (حسن ورهطه) أثناء أحداث (مسك العصاية من النص) بمثابة أصدقاء، لكنهم وقد نظروا إلى موقفي وقتها ككتلة صماء حتى النهاية، وهو موقف لا أزال أراه من الحكمة بمكان، ردوا عليَّ تلك الصداقة بعجرفة أورستقراطية، صداقة زول وقف مع سجيمان دا ما دايرنها، إنهم لم يراعوا وقتها حتى موقف العبد لله وشعوره أمام أصدقائه الذين يعج بهم هذا العالم. لكن المسألة هنا ليست شخصية. ولا تغري من باب رد الفعل بمصادقة كباية ناهيك عن كوز. إنها إحدى تجليات ما يمكن تسميته (اختلاف الطرق إلى غاية واحدة).
                  

02-22-2010, 09:31 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    - رابعا: حسن والسيدة مقص الرقيب، على مستوى سودان فور أوول، يعتمدان على نحو متزايد على اللوائح والقوانين المنظمة بحَرفية في كثير من الأحيان لا يحسدان عليها، ولا يهم هنا حتى ذهاب كاتب على قدر كبير من الجرأة والحرية والألق الإبداعي مثل محسن خالد إلى الجحيم، طالما أن في ذهابه ما يحفظ صورة ثلاثي الثقافة أمام المجتمع. لقد تصورت دائما على خلفية قراءات في (البنيوية التكوينية) كما يطرحها لوسيان غولدمان أن جوهر مساءلة النصوص لا يكمن في ما (((قالته))) النصوص بقدر ما يكمن في (((الكيفية))) التي تم بواسطتها قول تلك النصوص. هنا تحديدا يكمن مفهوم (((رؤية العالم))). التشكيل. ارحمونا من كل هذا الشطب والحذف والسحب ومطالبة الناس بأنف كلب جائع وحسّ بوليسي شديد المراس والملاحقة والإرهاب المبطن لتوضيح ما قاموا بكتابته ومطروح أمامكم.

    Quote: سلام يا إلهام
    في" صياغ" هذه المنازعة الدائرة يصبح من الصعب ـ وقيل من المتعذر ـ علي قراءة عبارتك "فأنت لست مثلهم" كمجرد نصيحة أخوية بريئة لهذا الشاب الذي تزعمين أنه " وريث الصوفية".أما قول الشاعر أعلاه في خصوص الموقف من السفيه و ما تبعه من حديث عمايل الأبرار و المقربين فهو قد يعرضك لظلام العين و القلب.فأرجو ان تتكرمي بالمزيد من الشرح.


    http://sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=4292&sid=...b335f9146891f0003fe0
                  

02-22-2010, 09:57 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)
                  

02-23-2010, 09:57 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    - خامسا: لقد أتاح منجز الثورة العلمية الثالثة والطفرة الهائلة في تكنولوجيا الاتصال متمثلا هنا على نحو حاسم في (الانترنت) إلى قطاع واسع من الناس حرية تلقي وإنتاج وتبادل المعلومات بسهولة ويسر، وهذا النزوع الجماعي للتعبير المباشر ألغي إلى حد بعيد الكثير من هيبة وسيادة مفاهيم ظلت الصفوة أوالنخبة في تجلياتها المختلفة تتمتع بها على مدى القرون الطوال، لم يعد مفهوم (حارس البوابة) مثلا يتمتع بذلك القدر من النفوذ أوالتأثير في مصائر الجماعة على مستوى السماح بالمعرفة أوتعديلها أوحجبها نهائيا، كما أن الوصايا التي ظلّ يمارسها الرقباء تحاول الآن جاهدة في أكثر من مكان تجنب احتضارها الذي غدا في تصوري مسألة وقت ليس إلاّ، على الرغم من جهودها المبذولة لإنتاج آليات تساعد نقاط الجمارك الفكرية للوقوف قبالة الهواء المتسلل عبر الحدود من عاصفة تلك الثورة، حتى سلاح الإعلان والدعومات الخفيّة لبعض المواقع تبدو هنا كآلية ترغيب وترهيب في آن.

    هكذا، وفي وقت واحد، يمكن خلق حوار، وأشياء أخرى مثل الدردشة، بين أطراف من عامة الناس أوخاصتهم في مجال معين تتوزع ماديا على أركان الكرة الأرضية المختلفة. لا عوائق سياسية مثل الحدود أوطبيعية مثل المحيطات أوحتى اجتماعية مثل (وقت الزيارة). الأفكار تنساب متجاوزة إلى حد بعيد كل تلك العقبات التاريخية.

    على صعيد المنابر (((السودانية)))، أستخدم دائما مثل هذه الكلمة ومثيلاتها مثل (((السوداني))) بتحفظ شديد يتخذ عندي مرجعيته من إشكالية الهوية القائمة في السودان، إذ تطابق لي مثل هذه المشتقات تصور الثقافة المهيمنة في السودان إلى موضوعة الهوية إلى حد بعيد، وهو ما حاولت من قبل مقاربته من خلال وصف وتحليل احدى لوازم الخطاب اليومي السائد في السودان، وأعني (((السوداني ما بعمل كدا)))، وأعتقد عبر هذا الاستطراد القصير أن قراءة الأمثال والحكم ولوازم الخطاب اليومي تشكل مادة ذات جدوى وفاعلية كبيرة، حين يتم الحديث عن كيفية عمل آليات الثقافة العربية الاسلامية السائدة في السودان، ولعل ذلك بالضبط ما لم يتطرق إليه بولا وهو يركز جهده على خطاب النخبة عبر دراسته الحاذقة (شجرة نسب الغول). وهي الدراسة التي تجيب بروعة على تساؤل سبق للطيب صالح وأن قام في الماضي بطرحه بقدر كبير من الطيبة أوالشاعرية المتوفرة لدى روائي بعظمته (من أين أتى هؤلاء الناس)؟.

    أقول على صعيد منابر الحوار (السودانية)، كما يكشف الموقف مما يطرحه حسن موسى هنا وهناك، أوبطبيعة الحال كما يكشف موقف حسن موسى مما يتم طرحه هنا أوهناك؛ يدرك المرء على نحو متزايد أن هذه المنابر قد أخذ يتم حقنها بأسوأ مما في أشكال الحوارات التقليدية من سموم، حيث إنتاج المعرفة آخر ما يتم الانتباه إليه. ثمة استقطابات هائلة تتم في الخفاء لتغذية جحيم النفي المعنوي الممارس في الظاهر بقدر كبير من التواطوء والبجاحة معا. شخصيا تصلني أحيانا رسائل سرية بهذا الخصوص أقوم بالرد عليها باحترام كبير وبقدر عال من الصبر أوالرصانة موضحا بإنسانية لازمة أن تتداخلي في هذا البوست أوذاك يتم في الغالب بدافع التواصل مع الآخر لا لشيء سوى أن هذا الآخر له وجود ملموس وأن ما طرحه في حينه أمر أثار في داخلي ما رأيته وقتها كدافع للمشاركة ناهيك عن اعتباري للمنابر محل الاهتمام كفضاء سلمي. ولا أنسى كذلك أن أحيل الناس بطيبة إلى بوست (بيدي لا بيد عمرو) من باب المرجعية الفكرية الذاتية.

    أجل من الأهمية بمكان في تصوري وصف وتحليل فضاء الحوار (الفضائي) لعقل ما يتم طرحه هنا وهناك. وكما يكشف نموذج حسن موسى، يدرك العبد لله بعد عودته الأخيرة للكتابة هنا، أن تجمعات الحنين إلى مباذل الطفولة ومنابت الرأس ومساقطه.. كُتل النظر إلى واحة الذكريات إلى سنوات الدراسة من وراء نافذة قطار الزمن المسرعة.. جموع آمال الآيديولوجيين المنكسرة على عتبة الواقع الصلبة.. حشود ألوية الجالية لمقاومة وطأة الشعور بالفقدان في بلاد (الواق الواق) البعيدة من الوطن.. كتائب النظام الحاكم الى المنابر لبث وقود معارك الوهم المقدس؛ كل ذلك وغيره بدأ للأسف يلعب دورا كبيرا بكل ما ينطوي عليه من عوامل غير عقلانية في تحديد اتجاهات الرأي العام داخل المنبر. بل وقدمت لنا مثل هذه التجمعات ولا تزال أكثر من نجومية زائفة لا تتحرك في الغالب سوى بحماية القطيع وسلطة الجهل وما أدراك ما سلطة الجهل. هنا وبكل سهولة ممكنة يلاحظ المرء مسألة الموقف من حسن موسى بأكثر من تمظهر. وحسن نفسه ساهم في ذلك بقدر ملحوظ. عنتر شايل سيفه لم يتخير في الغالب موضوعاته جيدا. إنه يستخدم أدواته النقدية العالية لمقاربة ظاهرة من الظواهر عند أدنى مستوياتها. ربما لأنه أجهز بميله القوي للتدمير على ما يمكن تسميته مجازا كل إمكانية في حدود المتاح لإقامة حوار راق والأرض حين لا تجد ما تأكله تأكل نفسها في نهاية المطاف.
                  

02-23-2010, 04:26 PM

سيف النصر محي الدين محمد أحمد

تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: يلاحظ المرء مسألة الموقف من حسن موسى بأكثر من تمظهر. وحسن نفسه ساهم في ذلك بقدر ملحوظ. عنتر شايل سيفه لم يتخير في الغالب موضوعاته جيدا. إنه يستخدم أدواته النقدية العالية لمقاربة ظاهرة من الظواهر عند أدنى مستوياتها. ربما لأنه أجهز بميله القوي للتدمير على ما يمكن تسميته مجازا كل إمكانية في حدود المتاح لإقامة حوار راق والأرض حين لا تجد ما تأكله تأكل نفسها في نهاية المطاف.

    اعتقد يا برنس أن "موضوعات" حسن موسى و اقصد هنا تلك الموضوعات التي تحتوى عليها بوستات حسن موسى هي موضوعات و "تفاكير"- كما يعبر حسن موسى نفسه- لا غبار عليها ، اما الحوار الخشن عادة ما يدور في بوستات تناقش مسائل تقع في اطار السياسي و اليومي و غالبا ما تكون بوستات لآخرين يأخذ فيها النقاش طابعا سجاليا يؤدي بالضرورة و كنتيجة طبيعية لاستخدام عبارات تتسم بالحدة و بالقسوة احيانا.
    عموما انا كمتابع اتمنى أن تختفي القسوة و لغة الاهانات المتبادلة و العبارات التي تهدف لتحقير الآخرين و التصغير من شأنهم من حوارات المثقفين المتداولة في الاسافير حتى تكتمل الفائدة و المتعة.
                  

02-23-2010, 06:19 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: سيف النصر محي الدين محمد أحمد)

    يا برنس.. رحمك الله أين ما كنت.. وسلامات عوافي..
    حقيقة شغلتني يا رجل حد (التأخر) عن موعد مهم.. وأكلت مني ساعة وأزيد ولا أظني اكتفيت منك بعد..
    هذا خيط جيد.. وبه عبقرية سرد، وعمق نقد، وسخرية (لا مسخرة).. دعني أريك ما أعجبني عندك لا ترتيبا ولا تفضيلا:

    Quote: أن رأس حسن موسى مطلوبة عبر مشاركات عديدة أشبه في تجمعاتها داخل بعض البوستات بتحالف معلن وغير معلن يندمج تحت لوائه معا الجرحى والقتلى ممن تهاوى من قبل فكريا خلال معارك سابقة معه بغض النظر عن خلفياتهم السياسية والآيديولوجية (عدو عدوك صاحبك). ما أتاحته لي الآن معارك حسن التي تخلص فيها من الأحباء الواحد تلو الآخر أن هؤلاء الأحباء أنفسهم لم يعودوا يحدثون لي تشويشا عاليا كلما بدأت الحديث عن حسن ورهطه. حسن ذكي. تخلص من رمضاء الحب بنار الكراهية. لم يكن يدرك وقتها (لعله) أن الأحباء قد فهموا (نقده) بوصفه (نقضا) والمجني عليه أظلم ببعث جاهيليته المتخفية إلى حين.

    غايتو فعلاً الما بفهم بالتلاويح، لا بريح لا بستريح.


    Quote: ثالثا: بالنسبة لي شخصيا، لا أعتبر تجاوزات حسن الكثيرة مسوغا كافيا لشطب اسمو من قائمة النابهين في حياتنا الثقافية، هكذا أحاول بقدر الإمكان تقييم سجالاته من حيث ما تحتويه من نسب عقلانية ونسب غير عقلانية على حد سواء،

    ولهذا وجب القول (إن لله في خلقه شؤون) ويمكنك بعد الشئون أن تقول (يخفيها ولا يبديها)


    Quote: على مستوى شخصي، منذ أحداث الموهوب سجيمان، لدي تحفظات على أسلوب الصدمة الذي ينتهجه حسن، تكون واقف في أمان الجهل أوالخوة أوغيره، وكمان سارح تتأمل في حسن موقعك في العالم، وفجأة مثل قنبلة يصطدم برأسك قطار حسن النقدي، لا صفارة.. لا صوت.. ولا حتى كمان سكة حديد قريبة، قطار غريب. له سبابة، يشرعها في وجهك، قائلا "أنت كذا كذا والحكم عليك كذا". الناس هنا (أمام الهجيمة) أنواع: أصحاب السقطة القلبية وعُصاب المرارات، أصحاب الضربة بالضربة وإن تزد في البؤس نديك منو لامن تآمن ذاتو (يا زول بايظة بايظة)، أما القلة مثل أبكر آدم إسماعيل فيهمها أثناء الكارثة أن تفكر بهدوء في نوعية القطار المهاجم ولها الوقت الكافي لتتفكر في لحظة الاصطدام نفسها وكأن الرأس المعنية تخص أحدا غيره (ما أجمله).

    نحن ظاتنا محتارين والله.. لكن برضو أضيف للقطار النقدي ده إنو مرات عندو فرز كيمان (ما تنسى الوزة بالله) اها في سبيل فرز الكيمان فإن حسن الناقد (برقد سلطة) وبقول كلام عجييييييب زي التقول ماااا حسن، عليك بمراجعة الوز مرة أخرى لترى كيف بدأ الأمر(فقط للمراجعة).

    Quote: في المقابل، بدا لي حسن موسى من خلال معاركه الفضائية القياسية، (وحسن برغم ما سيأتي ما زول ساي)، منساقا لنشوة اللحظة الراهنة بكل حضورها العابر، وقد بدا في كثير من الأحيان مثل (عنتر شايل سيفه ضد كل شيء يُشتم منه رائحة الرجعية وما إليها)، إنه من خلال ذلك المزج مضافا إليه رسوماته (((يُمسخر))) الأفراد حوامل موضوعاته مثار الإهتمام أكثر من كونه (((يسخر)))، وثمة بون شاسع ما بين اللفظتين: السخرية والمسخرة. لعل مرد ذلك إلى قصور أشبه ما يكون هنا بكعب أخيل ما ينفك يُعطِّل في تصوري موهبة حسن المصقولة بعمق معرفي كاف لوضعه في خانة (((مبدع))) ولا مراء.

    دي بقى أنا بفتكرها رواسب من زمن الطفولة.. حركات (شفع) ولازم الزول يتخلص منها لكن ما عارف يا دكتور هل بعد (الستين) في أمل؟!!
    انت عارف حسن ده عامل زي منو.. زي الولد في قصتك ديك المجنن أخواتو (بالأندر ويرات) وعاينو خالتي كيف مؤدبة ما زيكن


    Quote: التعامل مع حسن بجدية مطلقة من شأنه أن (((يفقع المرارة))). لكن علينا، مع كل ذلك، الحذر من أسلوب حسن، الذي يتسم في آن بالمزج بين العمق والبساطة، ما يُغري ما أسميه (((سلطة الجهل))) لمجاراته أحيانا في نديّة زائفة لا تفطن كثيرا لمكره ودهائه. إنه (السهل الممتنع).

    ياخ انت... والله مفترض الزول اديك بنية في سنك القدام دي.. والله بقيت نقاش خلاس.. ده بالضبط كده فشفاش الموضوع ظاتو.. بعدين في حاجة تانية النضيفها ليك.. هو ظاتو مرات (مكرو ودهائو) ديلاك بخونوهو وهو ذاتو بقع ضحية لي نفسو"شفت كيف"..

    Quote: لا أمتلك أحكام قيمة مطلقة ونهائية

    عكس حسن يعني


    Quote: لكن سلاطة لسان حسن موسى تحديدا لا حدود لها. بل تعاني كثيرا من الإنزلاق إلى مواطن (((قسوة المدن وجلافة الريف))). إنه يترك وراء إعصار عقلانيته المتطرفة الكثير من ضحايا كان من الممكن الإرتقاء بوعيهم. إن لم نقل إنه يدفع بالكثير من محاوريه إلى إنتاج المزيد من القبح في محاولة لرد إعتبار ذاتي يعاني تكوينه الأوليّ نفسه من الكثير من أشكال القصور التاريخي والاجتماعي.

    عليه اللعنة ساكت هنا...

    Quote: قبل مقاربة ذلك التساؤل، ثمة استطراد آخر مهم، يُشكل هنا امتدادا لما طرحناه من تصورات ذاتية، أومفاهيمية حول العملية النقدية، ألا وهو استمرار حسن موسى في تبديد طاقته الإبداعية في نقد ما يلزم وما لا يلزم على حد سواء، مدفوعا بتصورات عفى عليها الزمن حول وظيفة (المثقف العضوي) في بيئة تتسم بالتخلف، وللمفارقة، إنه يقوم الآن عبر هذا البوست بتبديد طاقتي المتمثلة في السرد أوالحكي بلا رحمه.


    الوغد، عليه اللعنة... دي واحدة تانية مني أنا ما حقتك إنت

    Quote: ذلك أن (قفل) الإرسال التلفزيوني في بيت ما لا يعني أن الفيلم نفسه لا يتم استقباله في بيوت أخرى.

    اها متابعين وقاعدين.. لو قصرت من قوة الطرح وعمق الأفكار طوالي بنديك في راسك وبنخلي البوست ده..
    والله يا عبدالحميد بوست ممتع ونقد جميل وراقي..
    ومشتاقين
                  

02-23-2010, 07:54 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: قصي مجدي سليم)

    ما قبل سادسا (في الخشونة اللفظية):
                  

02-23-2010, 09:04 PM

سيف النصر محي الدين محمد أحمد

تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    بالمناسبة يا برنس صورة البروفايل دي لو اشتركت بيها في مسابقة بالراحة بتجيب الجائزة الأولى.
                  

02-24-2010, 04:05 AM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: سيف النصر محي الدين محمد أحمد)

    الكتابة باللونين الأحمر و الأخضر مزعجة للغاية؛
    لذا لم أتمكن إلا من قراءة الاقتباسات التي أتى بها قصي.



    _____
    و بعض هراء سيف الدولة سيف الدين ... الخ.
                  

02-24-2010, 07:48 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: Hussein Mallasi)

    Quote: اعتقد يا برنس أن "موضوعات" حسن موسى و اقصد هنا تلك الموضوعات التي تحتوى عليها بوستات حسن موسى هي موضوعات و "تفاكير"- كما يعبر حسن موسى نفسه- لا غبار عليها ، اما الحوار الخشن عادة ما يدور في بوستات تناقش مسائل تقع في اطار السياسي و اليومي و غالبا ما تكون بوستات لآخرين يأخذ فيها النقاش طابعا سجاليا يؤدي بالضرورة و كنتيجة طبيعية لاستخدام عبارات تتسم بالحدة و بالقسوة احيانا.
    عموما انا كمتابع اتمنى أن تختفي القسوة و لغة الاهانات المتبادلة و العبارات التي تهدف لتحقير الآخرين و التصغير من شأنهم من حوارات المثقفين المتداولة في الاسافير حتى تكتمل الفائدة و المتعة.


    تعرف، يا سيف، أنا ما عندي اعتراض على حق حسن موسى في طرح موضوعات أو(تفاكير) بعينها دون غيرها، حتى أحكام القيمة المرفوعة ضد بعض الموضوعات المطروحة تحت العنوان (انصرافي) ظلت في كثير من الأحيان تثير حيرتي، ربما لأنها تحتوي ضمنيا على بعد استعلائي نخبوي ظلّ يحدد ولا يزال ماهية ((ما يجب طرحه في هذه المرحلة أوتلك دون غيره))، كما أن ذلك ينطوي من ناحية أخرى على ملمح اقصائي غالبا ما يتخذ وظيفة الكابح أوالمصادرة أوالحجب لما يقع خارج تصورات الذات وأولياتها في مدى زمني معين (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة)، وبالمقابل نجد مقاومة الذوات الأخرى الواقعة مع تلك الذات داخل حقل واحد للصراع الاجتماعي تتخذ أكثر من طريق لنزع حاجز القداسة المسبوغ على الصوت الوحيد المنفرد من قبل ناطقيه بافتعال قداسة أخرى تبرر وجودها وتدعم موقعها في العالم، وكل هذا عندي يتحدد بذلك التساؤل (((ماذا قال))). لكن ما أسميته أنت (اطار السياسي اليومي)، بما ينطوي عليه من البنى السجالية السائدة لما يعرف بتعبير (أركان النقاش) أو(المناظرات) أوغيرها من المسميات، تتعداه سمة العنف اللفظي المميزة لحوارات حسن موسى الفضائية كثيرا، لتشمل أكثر من مستوى للخشونة، مثلا:

    Quote: شقاء كمال الجزولي يمتد حين يتصدى للدفاع عنه عبد الحميد البرنس هيمسيلف، و عبد الحميد البرنس لمن لم يسمعوا به بعد هو حامي/حرامي سجيمان الذي يحسده عصام جبرالله " على طولة باله" ، أو كما قال: " أحسد البرنس على طولة باله و أحس كم الانسانية و الرهافة و الحساسية تجاه الآخرين في كل ما يفعله و كل عام و أنتم بخير


    http://artexclu.blogspot.com/2007/07/blog-post_04.html

    قبل البدء في توصيف وتحليل هذا المستوى مما أسميه مجازا (الخشونة اللاعقلانية لحسن موسى)، يجدر بي وضع حد للفروقات القائمة في السياق العام بين مفهوم (السخرية) كآلية نقدية من آليات إنتاج المعرفة وبين مفهوم (العنف اللفظي وغيره من مستويات العنف الأخرى). ومن نافل القول هنا، ألم يقل صلاح عبدالصبور من قبل "ثمة سفاهة تسود الساحة الشعرية الآن باسم الحداثة"؟.

    أجل، أكاد أتفق هنا مع جيمس جويس في كون السخرية تتموضع كسلاح فعَّال لتفكيك جهامة السلطة، السلطة تحيط نفسها في الغالب بكثير من أشكال الرهبة المعنوية والمادية، حتى أشكال لبسها وطرق أكلها وطريقة مشيتها مثقلة بقدر عال من الرصانة. في المقابل، يسود العنف بشقيه المادي والمعنوي كما أعتقد حين يطغى الانفعال على العقل، أوحين تفقد الذات السيطرة بدرجة أوأخرى على الموضوع، لكن ثمة مستويات أخرى للعنف تبرره كما أوضح فانون في (معذبو الأرض) مثلا.

    الشاهد، لم أُدافع من قبل أبدا عن الأستاذ والشاعر والصحفي والمحامي والناشط السياسي كمال الجزولي، وما جاء به حسن أعلاه منساقا لسادية النقد يصفه العراقيون عادة بلفظة شائعة بينهم: (((العدوان)))، وهذا مستوى من العنف طلعنا منه انحنا الاتنين كمال الجزولي وأنا كسبانين، كمال نال إشادة مجانية في سياق إساءة مجانية للعبد لله، ومن المجاني كَتِّر وزيد يا حسن. وثمة مستوى آخر من مستويات العنف لدى حسن، وهو مستوى قام حسن باستخدامه أعلاه ضد قصي واضعا بذكاء الفوارق العمرية الملموسة بين الناقد والمنقود، لا بد أن التلميذ قد ارتعدت فرائصه، حين صرخ ناظر المدرسة في وجهه بصوته الجهور قائلا "يا ولد، يا قصي، شيل الوسخ دا من هنا".
                  

02-24-2010, 10:25 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    سيف العزيز:

    لصورة البروفايل قصة، حدثت وقت قيلولة، كان الهدوء يسود البيت، إلهام انشغلت بعمل ما تحت، ومحمد وأنيس واصلا صمتهما المعتاد، وهما يتابعان برنامجهما الأكثر إثارة على قناة الأطفال داخل حجرة معيشتهما، وأنا رأيتها سانحة طيبة للعمل على مجموعتي القصصية الثانية (من كتاب القاهرة الطيبة)، وفجأة طلبت مني إلهام أن أتبعها إلى حيث هما، وقد غمرني ما رأيت بشيء من الحبّ على خلفية كثيفة من الحنان، انسحبت متراجعا، أحضرت الكاميرا، وبدأت في تصوير المشهد من زوايا مختلفة، قبل أن أقوم بحمل كل منهما إلى سريره.

    ما أجمله أمل دنقل حين يقول في سياق سرده لتلك "الأشياء التي لا تُشترى":

    (ذكريات الطفولة، بين أخيك وبينك).


    تحياتي لكم.

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 02-24-2010, 10:28 AM)

                  

02-24-2010, 01:21 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: وثمة مستوى آخر من مستويات العنف لدى حسن، وهو مستوى قام حسن باستخدامه أعلاه ضد قصي واضعا بذكاء الفوارق العمرية الملموسة بين الناقد والمنقود، لا بد أن التلميذ قد ارتعدت فرائصه، حين صرخ ناظر المدرسة في وجهه بصوته الجهور قائلا "يا ولد، يا قصي، شيل الوسخ دا من هنا".

    بالنظر لعمق هذه المقولة ومراعاة لذاك العمق يلج للعقل الواعي إفتراضان:
    أولهما أن الذاتي (قصي) غير مقصود في ذاته بل محض التمثيل لا غير هو الذي يستحق الحضور، إذ أن العادة (الحسنية) -هنا- تفترض أن (الفوارق العمرية) الملموسة تجعل التلميذ يرتعد (فريصة فريصة) من ذاك الهجوم "الجلف".. عليه فإن الخطأ يا برنس هو كلمة (بذكاء)!! فأين الذكاء هنا؟!! لعلك تقصد (بشطارة) أو (بتصور) فقط لا يمت لحساب المنطق بصلة إذ لا يتصور (ذكي) أن مجرد الفارق العمري يمكن أن يجعل فريصة (قصي) ترتعد-بتجريد الذاتي قصي هنا الى شخص-
    ثانيهما: أن يكون هذا ما قد حدث بالفعل (ذاتيا) بحسابات النقد عند (البرنس) وهذا حق مشروع وطبيعي في سبيل النقد المتواصل (والموضوعي) والصبور من (البرنس) ولكن واقع الحال قد غالطه قليلا:

    Quote: والله العظيم ضحكتني ضحك ما ضحكت زيو من سنين ومن الضحك ما قادر أكتب..

    وقبل تعليقي السابق هذا قد أنزلت أسفل تعبير (حسن) وأعلى تعليقي السابق مداخلة طويلة جدا واصلت في نفس الإتجاه السابق يمكنك الإطلاع:
    http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=4292&...5d1d2f8a6e5719effe31
    هذا ما وجب المفاكرة والمراجعة والمناقشة..
    وبرضو متابعين الإرسال
                  

02-24-2010, 01:33 PM

Magdi Is'hag

تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: قصي مجدي سليم)

    االعزيز البرنس
    حضر بولا للسودان أيام الأنتفاضة (علي ماأذكر) وقد كان نسمة لنا نتابع محاضراته فلم تشبع تساؤلاتنا ففرضنا عليه أنفسنا كضيوف ثقيلين وليس لي به أي سابق معرفة(معي هشام عمر النور) وجلسنا نتحاور حتي مشارف الفجر فلم يضجر ولم يصفنا بي (تنظير برجوازية ساكت) .بحثت عن عدد من اصدارة جهنم فية دراسة عن الشلوخ لبحث الدكتوراة لإبتسام حرمنا المصون فسعيت لصديق مشترك ووصلن مع كثير من الإهتمام المقدرا عدد مع مجموعة من جهنم
    .ولا أخفي عليك التساؤل عن مغزي تسمية جهنم مر في ذاكرتي ولم يعشعش فيه كثيرا.
    لقد تابعت في خلال السنين الماضية مساهمات بولا وحسن وحمدت للخواجة الذي جعل هذا التواصل ممكنا ومتيسرا .وكما ذكرت فإن هذا التواصل الأسفيري قد خلق ظرفا جديدا و علاقة من نوع جديد أعتقد إنه مهما كانت سلبياته فإيجابياته أعظم.
    هذا التواصل الجديد قد أفرز ظواهرا متعددة ومنها ظاهرة العنف.وأشعر إن هذه الظاهرة تستحق الوقوف عندها.لقد إرتبط إسم بولا وحسن عند البعض بموقفهم من سودانيزأونلاين و ما تلاها من مناوشات وقد إتسم هذا الموقف بكثير من الملاسنات كان لي حسن موسي االنصيب الأكبر.أراك تحاول تفكيك هذه الظاهرة بتحليل خطاب حسن موسي .لا أشك في قيمة هذا البحث ولكن بالنسبة لي يفتح باب إهتمامي بالبعد السايكولوجي للعنف.
    كتبت في بوست في ٢٠٠٥ دعوة للحوار أسميتها سايكولوجية التنازع في زمن الهجرة لم يكتب لها الحياة وماتت الدعوة في مهدها.كنت أحاول أن أقراأ جذور هذه الحروف العنيفة هل هي جزء أصيل من هذا التوصل الأسفيري الذي يفرض علي الكاتب تحت وطء توقع القارئ للرد أن يكتب بغض النظر عن ظرفه السايكولوجي محروما من ترف المراحعة والكتابة المتأملة?
    هل هو كتابة التمترس والحفاظ علي الذات من هجمات الجهل الذي أصبح له مقدر الوصول إليك في زمنك الخاص بدون حواجز?
    هل هو ظرف الهجرة والبحث عن دور وعن هوية المتداخل مع إحباطات الحياة اليومية?
    هي تساؤلات أتابع كتابات بولا وحسن وأستمتع بها أعجب بكتابات أقلام محسن ,قصي,محمدحسبو وأشكر لهذا الأسفير الذي جمعني بهم ولكن أقرأ دوما بين السطور بحثا عن هذا البعد السيكولجي الذي جعل العنف جزء من سمة التواصل بينهم
    ولك الود

    (عدل بواسطة Magdi Is'hag on 02-24-2010, 02:23 PM)

                  

02-24-2010, 02:44 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: Magdi Is'hag)

    إلى حين عودة (في مفهوم السياق وأشياء أخرى):

    Quote: بالنظر لعمق هذه المقولة ومراعاة لذاك العمق يلج للعقل الواعي إفتراضان:
    أولهما أن الذاتي (قصي) غير مقصود في ذاته بل محض التمثيل لا غير هو الذي يستحق الحضور، إذ أن العادة (الحسنية) -هنا- تفترض أن (الفوارق العمرية) الملموسة تجعل التلميذ يرتعد (فريصة فريصة) من ذاك الهجوم "الجلف".. عليه فإن الخطأ يا برنس هو كلمة (بذكاء)!! فأين الذكاء هنا؟!! لعلك تقصد (بشطارة) أو (بتصور) فقط لا يمت لحساب المنطق بصلة إذ لا يتصور (ذكي) أن مجرد الفارق العمري يمكن أن يجعل فريصة (قصي) ترتعد-بتجريد الذاتي قصي هنا الى شخص-
    ثانيهما: أن يكون هذا ما قد حدث بالفعل (ذاتيا) بحسابات النقد عند (البرنس) وهذا حق مشروع وطبيعي في سبيل النقد المتواصل (والموضوعي) والصبور من (البرنس) ولكن واقع الحال قد غالطه قليلا:


    Quote: والله العظيم ضحكتني ضحك ما ضحكت زيو من سنين ومن الضحك ما قادر أكتب..

                  

02-24-2010, 05:57 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: أولهما أن الذاتي (قصي) غير مقصود في ذاته بل محض التمثيل لا غير هو الذي يستحق الحضور


    بداية، استوقفني عمق المغزى الكامن داخل تلك العبارة. عبارة تحتوي عندي على قدر عال من النباهة الفكرية. تنقلني مباشرة إلى ما يمكن تسميته أحد القواعد الجوهرية لمفهوم الحوار كما أفهمه. إذ تتمحور الذات هنا خارج تحققاتها العيانية ليتم التعامل معها كحامل لمحمولات فكرية. إنها عينة تمثيلية لطريق أوأخرى من طرق التفكير. من هنا، يعمل النقد في تصوري على اكتساب موضوعيته من خلال وضع الذات المنتجة للخطاب محل اهتمامه في حصانتها الإنسانية المقدسة. إن حقل عمل النقد يتمثل بهذا المعنى في خطاب الذات لا في الذات نفسها. وهذا يخفف إلى حد بعيد من وجود أشياء غير عقلانية مثل الإساءة والتجريح الذاتيين.

    Quote: عليه فإن ((((الخطأ)))) يا برنس هو كلمة (بذكاء)!! فأين الذكاء هنا؟!! لعلك تقصد (بشطارة) أو (بتصور) فقط لا يمت لحساب المنطق بصلة إذ لا يتصور (ذكي) أن مجرد الفارق العمري يمكن أن يجعل فريصة (قصي) ترتعد-بتجريد الذاتي قصي هنا الى شخص-


    بداية، أجدني في ما يشبه (الفوبيا) شديد الحذر من استخدام (((معيار الخطأ/ الصواب))) داخل الخطابات التي تطرح نفسها كخطابات (مفارقة)، هذا المعيار كما ألمحت في حال عبدالخالق محجوب سابقا يشكل في تصوري إحدى الآليات الجوهرية المشكلة للجهاز المفاهيمي التقليدي في مقاربته أوعلى نحو أدق في بناء رؤيته الثنائية الحادة للعالم.

    من ناحية أخرى، يبدو لي الإشارة إلى ذكاء حسن موسى بوجه عام بمثابة مسألة برهن عليها حسن موسى على أكثر من صعيد للطرح، يكفي فقط قدرته على تفكيك وإعادة بناء موضوعاته، لكن السياق يلعب في الغالب دورا جوهريا في تحديد معاني الألفاظ ودلالاتها إلى الدرجة التي قد تعطي كلمة معينة في سياق معين معنى مفارقا تماما لمعنى سائد لها على نطاق واسع. فمثلا، يقول صلاح عبد الصبور (وبيننا صداقة عميقة، كالفجوة). أجل (اللغة بيت العالم) حسب الخراط. ربما لهذا لا يفت على فطنتك أن استخدامي لكلمة (ذكاء) في السياق أعلاه هو استخدام يفرغ الكلمة تماما من دلالتها الأصلية المتعارف عليها. لعله هنا سياق تهكم ليس على حسن بل على فكرة إنتاج خطاب يتشكل على أرضية العمر. الجدية تُعطي حسن موسى أحيانا قدرا من التفوق الزائف. مبادلة حسن المرح من شأنها الإبقاء على منطقة النقد والنقد الذاتي القائمة بيني وبينه كمنطقة خالية من رواسب المرارات الذاتية. علينا تقبل الأمر هنا بروح رياضية عالية ما أمكن. حسن عند هذا المستوى يبدو كشخصية يتم قبولها بأريحية. نهايته، حسن يدرك جيدا أن ما قمت بمنحه له أعلاه كعطية تُدعى ذكاء ليس سوى إستجابة لإغواء السخرية عندي.
                  

02-24-2010, 06:55 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: استخدامي لكلمة (ذكاء) في السياق أعلاه هو استخدام يفرغ الكلمة تماما من دلالتها الأصلية المتعارف عليها. لعله هنا سياق تهكم ليس على حسن بل على فكرة إنتاج خطاب يتشكل على أرضية العمر. الجدية تُعطي حسن موسى أحيانا قدرا من التفوق الزائف. مبادلة حسن المرح من شأنها الإبقاء على منطقة النقد والنقد الذاتي القائمة بيني وبينه كمنطقة خالية من رواسب المرارات الذاتية. علينا تقبل الأمر هنا بروح رياضية عالية ما أمكن. حسن عند هذا المستوى يبدو كشخصية يتم قبولها بأريحية. نهايته، حسن يدرك جيدا أن ما قمت بمنحه له أعلاه كعطية تُدعى ذكاء ليس سوى إستجابة لإغواء السخرية عندي.

    كده مفهوم.. ووقع لينا تب..
    اها ممكن تواصل لينا في الإرسال.. ولا القطِع عام :) :)
                  

02-24-2010, 07:38 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: قصي مجدي سليم)

    Quote: الكتابة باللونين الأحمر و الأخضر مزعجة للغاية؛


    عزيزي حسين ملاسي:

    لعل في ما أعقب مداخلتك إستجابة عملية.
                  

02-25-2010, 07:50 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي د. مجدي إسحاق كمتخصص في الأمراض العصابية والنفسية (مقاربة في سايكولوجية النزوح الجماعي وجهنم الإله موسى):
                  

02-25-2010, 08:32 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    بعد عام من بداية الألفية الثالثة تقريبا، في مساء من مساءات القاهرة الشجية، كنت أتبادل الذكريات ومسارات الحياة في كوستي أثناء غيابي الطويل من المدينة مع أحد المعارف، وفجأة كما لو أنه بصدد الحديث عن أعجوبة، سألني (أتذكر فلان الفلاني)؟. قلت (نعم). قال (لقد هاجر إلى الصين، تصوَّر)!. رجعت على الفور بذاكرتي إلى تلك الأيام، أخذت أتفكر مليئا في تلك الصور المتبقية في ذاكرتي، تقاسمت رؤية ملامحها الغائمة مع محدثي كغريبين في مدينة كبيرة مثل القاهرة، لم تكن هناك أدنى بادرة على الأفق تنبيء وقتها أن شيئا عظيما مثل الهجرة إلى الصين يمكن أن يحدث بمقاييس تلك الأيام على مدى مئة عام قادمة أويزيد. لكن ما حدث حدث بالملايين، عبر طرق عديدة، بوسائل مختلفة، من قرى ومدن وعواصم، بخلفيات اجتماعية وثقافية مختلفة، لأسباب لا تحصى، متدرجا من أدنى قاع الأمية إلى أقصى سماوات التخصص، الأعمى شايل المكسر، الشيوعي والطائفي، الجنوبي والشمالي، حرامية المنازل ولصوص الكوتات، ضحايا التعذيب وأمنجية الأنظمة السابقة، المبدعون والمتصلبتون في الإبداع ساكت، أساتذة المدارس وتلاميذهم السابقون، وهلمجرا.

    مع مرور الوقت وتراكم المعايشة اليومية، أخذت تتكون لدي بعض التأملات حول تجمعات (السودانيين) في الخارج، في بلاد مثل مصر وسوريا وكندا على وجه الخصوص، وعبر تواجدي من خلال منابر الحوار المبثوثة في الفضاء، ومن واقع استطلاعات شملت أصدقاء وصديقات يمتد وجودهم على قارات العالم قاطبة؛ ومما خرجت به على مدى نحو العشرين عاما من مدافعة الغربة:

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 02-25-2010, 08:47 AM)

                  

02-25-2010, 09:40 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    - هذه الأنا الجماعية، في تجليات مكانية مختلفة، تتواجد في بيئة الآخر على درجة عالية من التقارب الفيزيقي العياني الملموس، ولا أقول الذهني والنفسي، لكأن الغربة صورة أخرى للحياة داخل الوطن، إنها لم تكتفِ في الغالب فقط باستصحاب الويكة والكسرة وغيرهما من أطعمة شعبية سائدة على مستوى الفضاء الأم، بل جلبت معها كذلك وسائل سائدة لأكل العيش تصل بعيدا إلى عمق مفهوم (القطيع)، حيث نسق القيم المتولد من داخله كمظلة يتم بواسطتها تبرير عملية تقاسم ومشاركة في الموارد القليلة المتاحة في شكل تحويلات مادية وإعانات ومصادر دخل قلة نجحت بدرجة أوأخرى في اختراق حاجز العزلة القائم بين الأنا في عموميتها وبين العالم الغريب المحيط بها، ولعل ذلك النسق القيمي لتبرير تلك العملية يتم عبر أسماء عديدة مثل (الرفقة الحزبية)، (الإنتماء الأسري أوالقبلي)، (الجيرة والأصول المكانية الواحدة داخل السودان)، (الصداقة وزمالة الدراسة)، وحتى (حق رعاية الموهوبين والمبدعين والشعراء الخترين المفروض أخلاقيا على مجتمعات الغرباء).

    - هذه الغربة المكانية، تتم من قبل الأنا الجمعية في شكل أفراد يحملون نسقا قيميا تم إنتاجه داخل بيئة مبنيه في الغالب من القش والطين، وهو نسق هنا يصطدم بدرجة أوأخرى مع نسق الآخر القيمي المؤسس عادة داخل بيئة مبنية بواسطة الأسمنت والحديد ومواد أخرى بالغة الصلابة، ومرور الوقت لا يكشف هنا سوى عن حقائق من شاكلة أن النسق الأول يبدو عاجزا في مواجهة النسق الآخر بل وفاقدا على نحو جوهري لفاعليته الأصلية، وهذا يدفع تلك الأنا المعنية غالبا إلى مزيد من التقوقع حول ذاتها في مرحلة أولى ملتمسة الحماية (في غياب خوض صراعات حقيقية مع الآخر في بيئته لضعف آلياتها المتكونة لديها كوسائل للبقاء) من تلك المظلة التي يقوم القطيع بنصبها لتوفير الضروريات اللازمة، لكن سرعان ما ينشأ تناقض مهم بين الموجودات أسفل تلك المظلة.

    - لقد بدا ما بدا بداية كمنفى لحظي أو كغربة مكانية مؤقتة لم يعد كذلك مطلقا. أخذت ملامح المكان الجديد كفضاء مؤقت للعيش تشهد تكرار ما يمكن تسميته دورات الحياة في ظل ضعف بنيوي خطير على مستوى القوى السياسية البديلة. بدأت أشكال التمرد السلبي تبرز للعيان من قبل الوحدات الصغرى المكونة لتلك الأنا الجماعية. لقد أصبح النسق القيمي الأول المعطى كمحددات لمقاربة العالم بمثابة عبء ثقيل إزاء تفاقم الحاجة كقانون غير معلن من قوانين المنفى أوالغربة.

    - نواصل هذه الموضوعة لاحقا:
                  

02-25-2010, 10:35 PM

سيف النصر محي الدين محمد أحمد

تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: عزيزي حسين ملاسي:

    لعل في ما أعقب مداخلتك إستجابة عملية.


    ايوة يا برنس لازم تستجيب استجابة عملية، الزول ده نصب نفسو قائما باعمال حسن موسى هنا في سودانيزاونلاين كما اعلن حسن موسى نفسه..يعني بقى شخصية مهمة . كدي شوف ليهو الوان تانية غير الاحمر او الاخضر.
                  

02-26-2010, 01:47 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: سيف النصر محي الدين محمد أحمد)

    - هنا تبدأ في التكشف، تلك الأوهام المحيطة بالأنا الجماعية تاريخيا كتصورات آيديولوجية مبالغ فيها عن ذاتها وعن موقعها في العالم، تصورات من شاكلة (أنحنا الفوق رقاب الناس مسلط سيفنا). لكن تلك الذات في عموميتها عاجزة لخلل يتعلق في الأساس بأنظمة إنتاج المعرفة السائدة عن إدراك مأزقها على نحو موضوعي. لقد بدأ جليا أن واقع الغربة أوالمنفى أوالمهجر قد أخذ يطرح عليها على صعيد البقاء القيام في آن بعمليتين مترابطتين: ممارسة نقد ذاتي يساهم في تحديد نسب الفاعلية على مستوى الوسائل التقليدية المتاحة لمقاربة العالم ومن ثم الوصول إلى ما يمكن إسقاطه أوتعديله أوالإحتفاظ به من تلك الوسائل عوضا عن (((عقلنة))) القدرة الذاتية المختصة بعملية التكيف مع واقع ذي خصوصية تاريخية مغايرة.
                  

02-26-2010, 02:27 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    - الحديث عن عقلنة وسائل التكيف فرضه في تصوري لجوء تلك الأنا الجمعية وعبر أشكال مختلفة إلى الوهم كشكل من أشكال التوازن الزائف. إنها تتقوقع داخل ذاتها أكثر فأكثر. تعمل جاهدة على القيام بحروباتها الداخلية الذاتية الصغيرة لتفريغ شحنات الإنفعالات السلبية المتراكمة. من هنا يبدو منشأ عنفها. العنف القائم ضدها من قبل نظام الجبهة في البدء ومن قبل واقعها الجديد تاليا كوضعية استلاب ونفي لا يجد طريقه إلى الخارج بعد. إنه والحال تلك كما يقرر فانون في سياق مختلف يتجه إلى الداخل. قيام وحدة داخل الذات الجمعية بمحاولة تدمير وحدة أخرى مماثلة لها بوصفها أصل البلاء يعمل على تغذيتها بحاجتها إلى الإحساس بضرورة القيام بعمل ما حيال المأزق الكابوسي القائم.

    - لكن أكثر ما يقلق تلك الوحدات الصغرى في مرحلة من المراحل هو نجاح بعض الوحدات المماثلة في كسر حاجز عجزها التاريخي وبناء آليات ايجابية للتكيف خارج تصورات الوهم المتاحة. لا لشيء، سوى أن تلك القلة الناجحة من بين تلك الوحدات المشكلة للأنا الجمعية في عموميتها تبدو في وجودها الجديد بمثابة المرآة التي تعكس عبر ضوء المقارنة بؤس الغالبية من تلك الوحدات الغارقة في وهم توازنها الزائف، ومن هنا يمكن أن ندرك أبعاد هذا المثل (موت الجماعة عرس). الحسد، يا دكتور معز، ليس واقعة خرافية، إنه فقط حجارة، يقذفها ضحايا صوب مرآة ما تنفك تذكرهم بصورتهم البائسة.
                  

02-26-2010, 02:32 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: حضر بولا للسودان أيام الأنتفاضة (علي ماأذكر) وقد كان نسمة لنا نتابع محاضراته فلم تشبع تساؤلاتنا ففرضنا عليه أنفسنا كضيوف ثقيلين وليس لي به أي سابق معرفة(معي هشام عمر النور) وجلسنا نتحاور حتي مشارف الفجر فلم يضجر ولم يصفنا بي (تنظير برجوازية ساكت) .بحثت عن عدد من اصدارة جهنم فية دراسة عن الشلوخ لبحث الدكتوراة لإبتسام حرمنا المصون فسعيت لصديق مشترك ووصلن مع كثير من الإهتمام المقدرا عدد مع مجموعة من جهنم
    .ولا أخفي عليك التساؤل عن مغزي تسمية جهنم مر في ذاكرتي ولم يعشعش فيه كثيرا.
    لقد تابعت في خلال السنين الماضية مساهمات بولا وحسن وحمدت للخواجة الذي جعل هذا التواصل ممكنا ومتيسرا .وكما ذكرت فإن هذا التواصل الأسفيري قد خلق ظرفا جديدا و علاقة من نوع جديد أعتقد إنه مهما كانت سلبياته فإيجابياته أعظم.
    هذا التواصل الجديد قد أفرز ظواهرا متعددة ومنها ظاهرة العنف.وأشعر إن هذه الظاهرة تستحق الوقوف عندها.لقد إرتبط إسم بولا وحسن عند البعض بموقفهم من سودانيزأونلاين و ما تلاها من مناوشات وقد إتسم هذا الموقف بكثير من الملاسنات كان لي حسن موسي االنصيب الأكبر.أراك تحاول تفكيك هذه الظاهرة بتحليل خطاب حسن موسي .لا أشك في قيمة هذا البحث ولكن بالنسبة لي يفتح باب إهتمامي بالبعد السايكولوجي للعنف.
    كتبت في بوست في ٢٠٠٥ دعوة للحوار أسميتها سايكولوجية التنازع في زمن الهجرة لم يكتب لها الحياة وماتت الدعوة في مهدها.كنت أحاول أن أقراأ جذور هذه الحروف العنيفة هل هي جزء أصيل من هذا التوصل الأسفيري الذي يفرض علي الكاتب تحت وطء توقع القارئ للرد أن يكتب بغض النظر عن ظرفه السايكولوجي محروما من ترف المراحعة والكتابة المتأملة?
    هل هو كتابة التمترس والحفاظ علي الذات من هجمات الجهل الذي أصبح له مقدر الوصول إليك في زمنك الخاص بدون حواجز?
    هل هو ظرف الهجرة والبحث عن دور وعن هوية المتداخل مع إحباطات الحياة اليومية?
    هي تساؤلات أتابع كتابات بولا وحسن وأستمتع بها أعجب بكتابات أقلام محسن ,قصي,محمدحسبو وأشكر لهذا الأسفير الذي جمعني بهم ولكن أقرأ دوما بين السطور بحثا عن هذا البعد السيكولجي الذي جعل العنف جزء من سمة التواصل بينهم
                  

02-26-2010, 05:38 PM

Omer Abdalla Omer
<aOmer Abdalla Omer
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote:) أما القلة مثل أبكر آدم إسماعيل فيهمها أثناء الكارثة أن تفكر بهدوء في نوعية القطار المهاجم ولها الوقت الكافي لتتفكر في لحظة الاصطدام نفسها وكأن الرأس المعنية تخص أحدا غيره (ما أجمله).)



    OH Man!This is deeeeep and beautiful
    Keep on
                  

02-26-2010, 06:58 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: Omer Abdalla Omer)

    حول (جهنم) الإله الصغير:

    وكما أشرت سابقا، يُحمد لحسن موسى وبولا جهودهما عبر مساجلات في الانترنت هنا وهناك لفك الإرتباط بينهما وبين الصحابة والتابعين والمريدين بالعنعنة، لقد وقعا في مستوى ضحيةً لما أسميه شبكة الحبّ الناعمة، لقد جرى تسويقهما في الماضي إلى حد بعيد وعلى نطاق واسع في ظلّ عزلتهما الفرنسية كأولياء ثقافة صالحين، (يا زول، إنت بتلعب ولا شنو؟، بولا وحسن موسى ديل ما الثقافة ذاتا ماشة بكرعين، تعرف ديل حيروا الخواجات ظاتم، وعليَّ بالطلاق لو الواحد فيهم شاف الحجر دا بس يطلِّع ليك منو جنس فلفصة)، لقد ذهب الأمر بمثل هؤلاء المحبين في صيغهم الراقية إلى فرض عقوبة أواخرى لمن يتجرأ فقط ويضعهما تحت مستوى النقد، المقدس الثقافي أعلى من مستوى النقد دائما، وهذا حسب قناعتي الذاتية يناقض تصوراتهما أنفسهما للعالم لما يتمتعان به من قدر رفيع على مستوى الأصالة. ولعل ذلك المستوى اللاعقلاني في التقديم لهما، قد دفع حيدر إبراهيم في السابق، للتساؤل متشككا في وجود المُنجز المكتوب لبولا على وجه الخصوص، وهو ما أسال وقتها حبر بولا، لكن ما تم إنفاقه على (لوح) التوضيح اعتبره المحبون أنفسهم بمثابة (محاية) لبيان عظمة الشيخ الذي أنفق نحو سبع سنوات متأملا في (سنغور) وحده، ومثل تلك التساؤلات ليست من شأن أدب العلاقة الروحية بين الشيخ والمريد: (ماذا) قال بولا في بحث أعمال سنغور و(كيف) قال ذلك؟.

    ولعل ذلك ينطبق على مستوى العلاقة مع عبدالخالق محجوب مثلا. الأناشيد اللحنية الجميلة، البورتريهات، الخطب الملحمية في ذكراه، كل ذلك وغيره ينتقص من عبدالخالق بقدر أوآخر طالما تم وضعه خارج مستوى النقد. لقد أشار فانون كمفكر واع في هذا الخصوص إلى حيلة الرأسمالية في تحويل المفكرين الذين يحملون في رؤاهم نقدا جذريا لها إلى أيقونات متحفية لا ضرر منها بعد موتهم عبر ما يمكن تسميته من جانبي الاحتفال الطقوسي. لقد وجه حسن موسى خلال مساجلاته الفضائية وبوسائل من بينها الرسم الكثير من جهوده النقدية إلى تتبع تجليات الفكر اليومي الدارج عند مستوياتها الدنيا. كان من الأجدر بتلك القدرة العقلية الفذة أن توجه ساهمها مثلا إلى مساءلة الخطاب النقدي أوالثوري أوالطليعي في أرقى تحققاته لما ينطوي عليه من مزالق صوب ما يسميه مهدي عامل (مواطن الفكر اليميني)، وهي مخاطرة قد تنهي في زعمي ما تبقى من وشائج (الحبّ المُضر)، لكنها مهمة لمعرفة مآلات ذلك الخطاب البائسة، خطاب يستبطن الكثير من أشكال الوعي الديني بينما تسبغ عليه الآيديولوجيا ثوب العقلانية القشيب.

    نواصل:
                  

02-27-2010, 11:32 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: ولا أخفي عليك التساؤل عن مغزي تسمية جهنم مر في ذاكرتي ولم يعشعش فيه كثيرا.


    يا دكتور مجدي، تلقيت اسم (جهنم) لأول مرة قبل سنوات في القاهرة من قبل أحد منسوبي (اليسار المؤدلج)، هو نفسه في فرحه الطفولي لم يطلع حتى وقتها على نسخة حقيقية من تلك المطبوعة، لكن الاسم بدا لوحده مسألة جديرة بالتوقف عندها ومن ثم التأمل في أبعاده الدلالية، هكذا ذهب عقلي آنذاك إلى إمكانية أن ينطوي أفق حسن موسى المعرفي على قدر كبير من شعاع (الجرأة) كشرط لا مفر منه لمقاربة الكثير مما لا نزال ندعوه (جذور الأزمة الشاملة)، بل راحت تأخذني (شاعرية الإسم) كل مأخذ، إلى أن توصلت على خلفية المتداول شفاهيا عن حسن موسى إلى أن استخدامه للكلمة إياه ما هو سوى محاولة حداثية لتفريغها من محتواها التقليدي المطلق وإعادة شحنها بمحتوى نقدي منتم إلى ما ندعوه بالكثير من الفصاحة السائدة للمثقفاتية (الوعي الشقي)، لكن ومرة أخرى أن ما يبدو عقلانيا من عنوانه العام قد لا يكون في أحيان كثيرة كذلك على مستوى التفاصيل أوالتجليات العملية، إذ لم يخطر في ذهني لحظة مسألة وجود إله صغير قد يُحشر معشر (الجاهلين) إلى جهنمه والعياذ بحسن موسى من بئس المصير.
                  

02-27-2010, 12:03 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: هذا التواصل الجديد قد أفرز ظواهرا متعددة ومنها ظاهرة العنف.وأشعر إن هذه الظاهرة تستحق الوقوف عندها.لقد إرتبط إسم بولا وحسن عند البعض بموقفهم من سودانيزأونلاين و ما تلاها من مناوشات وقد إتسم هذا الموقف بكثير من الملاسنات كان لي حسن موسي االنصيب الأكبر.أراك تحاول تفكيك هذه الظاهرة بتحليل خطاب حسن موسي .لا أشك في قيمة هذا البحث ولكن بالنسبة لي يفتح باب إهتمامي بالبعد السايكولوجي للعنف.


    في تلك الأيام، أيام المساجلات الفضائية البائسة المغرقة في بلاهتها، وصل الحال بما ظللتُ أدعوها حتى الآن (السيدة مقص الرقيب)، وهي سيدة طيبة من شاكلة مطربي الساحة الثقافية هذه الأيام، إلى توعد الخارجين مما تراه هي ورهطها (تقدميا)، ومن ثم الزج بهم في قاع نار الإله الصغير خالدين فيها (((أبدا)))، لقد فعلت ذلك بدم بارد، من غير حتى أن يطرف لها جفن، أوتخفي من لوحة صوتها الراعد ما ظهر من تلاوين الفخر بما تمتلكه هي ورهطها من أسلحة معرفية، منتهى الغرور.

    ولا أكاد أنسى وأنا بالفعل في قمة التسامح مغزى تعليقها العام على إحدى زائرات بؤسها (مسك العصاية من النص) أن ما تم تجاه أمثالي على وجه الخصوص ليس سوى مسألة متعلقة بعودة الأبناء إلى جادة السبيل،
    (أريتك إنتي ما أمي).
                  

02-27-2010, 03:18 PM

خالد خليل محمد بحر
<aخالد خليل محمد بحر
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 4337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    *
    إلى حين عودة
                  

02-27-2010, 11:22 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: خالد خليل محمد بحر)

    مقاربة الثقافي عبر منظور آيديولوجي، بما يحمله من أحكام قيمة وإدانة للآخر، هو في ظني ما يطبع هذا الحوار أوذاك بطابع عنفي، وقد يجادل حسن موسى هنا هو على حق عند مستوى التعميم أن من باب الصعوبة بمكان عزل ما هو آيديولوجي عما هو معرفي، أووقوف المعرفي على الحياد مما هو آيديولوجي، باعتبار أن العزل هنا، أوالحياد هناك، هو جزء من عمليات التمويه الآيديولوجي نفسه، الذي وصفه حسن من قبل بلغة ماركسية مدرسية كأمر أقرب إلى ((التعامي)) عن (رؤية الطبيعة التناحرية لعلاقات القوى الاجتماعية ذات المصالح الطبقية المتناقضة). لكنني أعتقد هنا أن ما يبدو عقلانيا في لحظة قد يتحول إلى النقيض كما سنرى في لحظة تالية.
                  

02-28-2010, 11:28 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: Quote:) أما القلة مثل أبكر آدم إسماعيل فيهمها أثناء الكارثة أن تفكر بهدوء في نوعية القطار المهاجم ولها الوقت الكافي لتتفكر في لحظة الاصطدام نفسها وكأن الرأس المعنية تخص أحدا غيره (ما أجمله).)



    OH Man!This is deeeeep and beautiful
    Keep on



    عزيزي عمر:

    شكرا على المرور والتحية. وموقف أبكر مهم كما يكشف الخيط التالي حين نضع في الذهن أهمية الحوار كآلية من آليات إنتاج المعرفة. لا بد من التحرر من انفعالات اللحظة في تصوري كثيرا سواء على مستوى نقد الخطابات أونقضها. وأعتقد هنا، في مقابل أبكر، أن أسامة الخواض خلال تلك المساجلات أنتج ربما لطابع الصدمة كدالة على طبيعة ذلك القطار النقدي الذي يُدعى حسن موسى قليلا مما هو متوقع منه كمبدع كبير بالفعل. لقد أنقاد بمنطق الشاعر لا الناقد في كثير من المواقع لجيشان اللحظة الفتي. ولعل في إستجابته الفورية السريعة لتساؤل ورد وقتها في مفتتح بوست لحسين ملاسي مفاده (يا أسامة، ماذا نعمل مع حسن موسى) ما يدل على ذلك. إعصار حسن موسى في تشكله من تيارات ذاتية وأخرى موضوعية يحتاج وفق تجربتي الخاصة إلى مسافة مضاعفة لرد الإعتبار لما يمكن تسميته من جانبي (العقلانية).

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 02-28-2010, 12:03 PM)

                  

02-28-2010, 12:19 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: أتمنى لهذا البوست أن يكون مكانا لائقا للحديث عن بعض القضايا الجادة والمسكوت عنها بحكم الاستقطاب الآيدلوجي والحزبي وذيوله التي هي أعمق بكثير في تمثلات المثقفاتية مما تبدو عليه حيال الأختبار العميق للعلاقة بين المعرفة والآيدلوجيا في واقعنا الثقافي ، ومن ثم ضرورة الاعتراف باستحقاقات غائبة وغالبا ما تكون خصما عن حيوية الجدل الثقافي الموضوعي .
                  

02-28-2010, 12:41 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    يا اخوانا البوست ده خلو مرفوع طوالي عشان البرنس ما بشوف إقوم إطش منو ولا حاجة
                  

02-28-2010, 02:20 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: قصي مجدي سليم)

    أجل، أعتقد هنا أن ما يبدو عقلانيا في لحظة ما قد يتحول إلى النقيض في لحظة تالية، ولعل ذلك ما ينطبق بقدر أوآخر على الموقف من قضية الموهوب سجيمان محور تلك المساجلات المغرقة في أحكام القيمة واطلاقيتها، إلى الدرجة التي أدرجني فيها حسن موسى عند مستوى معين وهو يخاطب أبكر آدم إسماعيل في خانة:

    Quote: داجنة الكتاب من صنف هذا البرنس الأمُّور الذي يجري بثرثراته بين المواقع الاسفيرية و لا يضيره أن " يبخّر" سجيمان في سودانيز أونلاين تارة و يدافع عن كمال الجزولي طورا، قبل أن يهرول للترحيب بك في سودان للجميع ترتارة.


    في محاولتي للإرتقاء بالحوار هنا، لن أقع في أسر بنية أركان النقاش مسهبا في (بهتان) الحسن بشأن مسألة (دفاعي) عن كمال الجزولي، لأن ذلك أولا وقبل كل شيء وحتى الآن لم يقع ضمن اهتماماتي ككاتب، وإن كانت الآيديولوجيا متقمصة موقف حسن هنا حتى النخاع كما يمكن أن تحيل إليه مثلا دلالة كلمة مثل (الدفاع)، ككلمة تقع في زعمي بعيدا من دائرة ما يمكن تسميته محاولة (إنتاج معرفة) ما، لكن محاولة حسن كإله صغير غير عادل لخلو مملكته غالبا من (الفردوس) تسعى جاهدة للإتساق مع موقعها الآيديولوجي ذي التصنيفات الثنائية المصمتة، وقد ألغت أية محاولة ممكنة لتنسيب مقادير العقلانية أواللاعقلانية داخل خطابي آنذاك، بل ان السمة المنلوجية للتصورات الذهنية الزاهية لآيديولوجي على قدر عال من الصياغة الشعرية المهومة بعيدا من الماديات كحقائق مثل حسن، ما تنفك تجتر ذاتها لتضعني من باب اكتمال الرؤية بأية وسيلة إلى أبكر آدم إسماعيل، بوصفه حسب حسن يقع ضمن إطار يشملني كذلك أطلق عليه ساخرا تعبير (الجيل البان جديد/ طيب ما الأبيض كان أحسن يا حسن). وإن أُصيب أبكر بلهب العنصرية المضادة. ولفح العبدلله لهيب العنصرية السائدة. والتساؤل يظل عالقا بشأن موقفي من قضية سجيمان. وهو الموقف الذي وصفه حسن موسى من جانبه كإله صغير يوشك أن يستريح على بعد خطوة واحدة من نهاية يوم الحساب:

    Quote: لكن الأدهى و أمر من كل هذا، هو أن شقاء كمال الجزولي لا ينتهي هنا كعميل سري لسلطة الدولة الاسلاموعروبية في السودان المسنودة بأمبريالية العالم العربي كمان. لا ، شقاء كمال الجزولي يمتد حين يتصدى للدفاع عنه عبد الحميد البرنس هيمسيلف، و عبد الحميد البرنس لمن لم يسمعوا به بعد (((هو حامي/حرامي سجيمان)))


    http://artexclu.blogspot.com/2007/07/blog-post_04.html
                  

02-28-2010, 02:35 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: يا اخوانا البوست ده خلو مرفوع طوالي عشان البرنس ما بشوف إقوم إطش منو ولا حاجة


    عزيزي قصي:

    لم أغفل الجانب التالي من مداخلة سابقة لك هنا:

    Quote: وقبل تعليقي السابق هذا قد أنزلت أسفل تعبير (حسن) وأعلى تعليقي السابق مداخلة طويلة جدا واصلت في نفس الإتجاه السابق يمكنك الإطلاع:


    سأعود إلى ذلك لاحقا.
                  

03-01-2010, 07:07 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    خلاصة ما جرى:
                  

03-01-2010, 08:55 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    لم أكن معاصرا وقتها لجنوح سجيمان نحو عنصرية صريحة معلنة ضد أحد أعضاء هذا المنبر، وعلى ضوء مراجعتي لاحقا للأرشيف، بدا عقلانيا أن يقود ثلاثي الثقافة، بولا ونجاة وحسن موسى، اتجاها حازما إزاء تلك الواقعة، وهو ما دفع سجيمان عمليا إلى التراجع كنوع من الإقرار الذاتي بفداحة ما تم، لكن ما ليس عقلانيا من وجهة نظري الخاصة أن يتم تجاهل ذلك الإعتذار بدعاوى مفادها ألا تسامح مع العنصرية مطلقا، ومن ثم العمل عبر مستويات عديدة على منح سجيمان تأبيدة (مدى الحياة) داخل (سجن) تلك الواقعة، ولو أن الأمر يتم على هذا النحو لكان من الأجدى أن يتم إيداع مجموعات كبيرة من أهل السودان إلى جانب سجيمان بين جدران الزنزانة نفسها، بل لتم وضع أغلب البيض في جنوب أفريقيا معهم بلا إستئناف، ناهيك عن معظم بِيض الجنوب الأمريكي على وجه الخصوص؛ ذلك أن التسامح قيمة إنسانية عليا وعاها قادة من أمثال نيلسون مانديلا وغاندي ومارتن لوثر كينج كوسيلة نموذجية ليعلو بواسطتها المرء (فوق جراح ذاته) ليرى (ما لم يكن يراه)، أي ليرى ضرورة التجاوز ليغدو التعايش من ثم أمرا ممكنا في ظل وعي شامل بوضعية حقوق الإنسان من غير أن يعني ذلك النسيان بأية حال، وهذا مستوى.

    على مستوى آخر، سجيمان نفسه يبدو هنا وفق تصوري الخاص كضحية لطريقة حياة سائدة على صعيد الخطاب الثقافي المهيمن في السودان، ناهيك عن قصور تاريخي ملحق ببنية المؤسسات التعليمية (الحديثة) على صعيد غلبة المناهج التقليدية في إنتاج المعرفة مثل النقل والقهر والالزام والتلقين وما إلى ذلك، نحن نعلم حسب التجربة أن جوهر الاختلافات بين مسميات مثل جرسون ودكتور ومهندس وحارس وصيدلي وعربجي وجزار وحتى شاعر يكمن في الدور الوظيفي أوالمهني النوعي، لكن رؤية هؤلاء مجتمعة للعالم وعلاقاته الإثنية وما إلى ذلك تكاد أن تكون في معظم الأحيان واحدة (القلم ما بزيل بلم)، ناهيك كذلك عن العجز الماثل على صعيد القدرة الفكرية والتنظيمية اللازمة لتنوير الواقع وتثويره وتحديثة حين يتعلق الأمر بالحديث عن منجز التيارات التي تطرح نفسها كتيارات عقلانية على أرض الواقع العياني.

    في مستوى ثالث، أجد من جانبي أن طريقة ثلاثي الثقافة في بناء الحوائط، عبر النقد هنا وهناك، قد ساهمت كثيرا في إلغاء ثراء جسور التواصل الخلاق بينهم وبين الآخرين، كما تدل قضية سجيمان مثلا، إن قولبته داخل وضعية العنصري مرة واحدة وإلى الأبد، عبر عنف لفظي (يبخرو فيها وتظرط) وآخر رسوماتي (حسن موسى)، قد دفعه في كل مرة للأسف إلى مبادلة العنف بعنف مضاد، ما قلل من فاعلية موهبته كثيرا، إذ أن الكتابة من داخل ترسبات الكراهية أمر أشبه بالكارثة، على الفكر النقدي في تصوري أن ينتبه إلى أن عمله يهدف إلى إحياء الإنسان لا قتله، فما فائدة أن تسود مفاهيم العقلانية عبر إعدام البشر كمبرر وجودي للعقلانية نفسها يا هداكم ماركس؟. ليس الأمر هنا أشبه بفرنسا حيث الرسوخ العريق لقيم حقوق الإنسان وإمكانية أن يبذل حسن موسى نفسه جهدا مضنيا ليتعلم الرقص على إيقاع الجاز من غير أن ينتبه بالقدر نفسه إلى التعامل مع موضوعة العنصرية في بلادنا كأمر بالغ التعقيد والتشابك. أنا لا أستخدم تلك الواقعة كنوع من بهارات الحوار الآيديولوجي. أستخدمها هنا في حدود معناها الحرفي تماما لأن واحدة من أسباب حسرتي في هذا العالم أنني سأغادره من غير أن يتاح لي معرفة شعور الراقص الجيد تجاه العالم (أشتر. أعمل شنو، يا حسن؟).
                  

03-01-2010, 09:14 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: يا برنس قبل ما تواصل
    ماذا تقصد تحديدا بالـ"اليسار المؤدلج" في السودان ؟؟
    و ما علاقة هذا اليسار المؤدلج بـ(حسن موسى)؟؟
                  

03-01-2010, 11:10 AM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: لم أغفل الجانب التالي من مداخلة سابقة لك هنا:

    لعن الله غواية الشرح..ولكني لا أجد بدا من ذلك.. (الوغد عليه اللعنة)-أعني الشرح، أو أنا.
    حقيقة، إن إستمتاعي بهذا الخيط لا يرجع إطلاقاً لأي (طلاشات) بين السيد حسن وبيني، إن استمتاعي في الأساس بروح النقد الصبورة، وبقيمة الإختلاف المعتدلة، وبطريقة الكتابة ال"قاصة" ال"ساردة" ال"ساخرة" غير ال"متمسخرة". للإحتفاء أسباب عدة وسببي أنا هو استمتاعي في الأساس بقلم عهدته يعرف كيف يستعرض وكيف ينقد وكيف يسر..
    تتذكر يا برنس سميهاتنزلا كده (شكلة) يحيى فضل الله مع ناس عبدالمكرم والسر بي سبب الديوان داك.. اها أنا مما قريت استعراضك (للشكلة) في الشرق الأوسط!!!(ياربي)؟!! المهم مما قريت الإستعراض داك قلت في نفسي (ده زول محايد بحق) لأنو كضاب واحد فيهم إقدر إقول إنك غيبت وجهة نظرو ولا أديت التاني أكتر من حقو!!
    ياخ معليش للتداخلات الزي دي عشان بتخليك مجهجه بين خيطك الأساسي وبين الردود المزعجه المتلطفة..
    يلا يا برنس.. كلنا تامين.. واصل الإرسال
    محبتي وأشواقي
                  

03-01-2010, 05:07 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: قصي مجدي سليم)

    تساؤلات سيف النصر المشروعة:
                  

03-01-2010, 06:16 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    وإن بدا لي أن الحزب الشيوعي (السوداني) يندرج بقدر أوآخر ضمن ما أسميته اليسار المؤدلج (في السودان)، إلا أن حسن موسى يندرج هنا حسب تصوري من حيث الإحالة إلى المصطلح المعني كطريقة تفكير سائدة على مستوى الطرح العام في السودان، وهو الطرح الذي يتم من قبل مجموعات أوأفراد يتم (((توصيف))) مواقعهم كمواقع (تقدمية) أو(تنويرية) أو(حداثية) أوحتى (ثورية)، لكن النظرة النقدية إلى مثل ذلك الطرح تشكك بقدر أوآخر وعلى مستويات عديدة في عمق الأصالة العقلانية لتلك الصفات وعما إذا كانت تنتمي أكثر كما تعلن عن ذاتها كآيديولوجيا إلى حقل (الوعي البديل) أم هي مجرد تبديات مختلفة لكلمات تنتمي في جوهرها إلى قاموس (الوعي التقليدي السائد). ولعل أكثر ما يميز اليسار المؤدلج في زعمي هنا هو العمل غالبا على ما يطلق عليه الآن على نطاق واسع تعبير (إنتاج معرفة حديثة بآليات قديمة). إن الماركسية مثلا يتم تطبيقها على واقع السودان أحيانا عبر مفهوم (المرجعية الديني الغيبي). هنا (كتاب لينين) عوضا عن (كتاب الله). وهو ما تكشف عنه بعض أقوالي أعلاه:

    Quote: إن التعامل مع الماركسية "كمذهب لا كمنهج".. على حد تعبير عبد الله العروي.. قد أدى إلى تحجرها وتحولها إلى عقبة في كثير من الأحيان. بل وقد حال أيضا دون كشف الإختلالات البنيوية التي كانت تتم داخل نموذج للإشتراكيه تم وضعه فوق مستوى النقد حتى النهاية. وللأسف سادت مثل هذه الرؤية العقدية.. كما تكشف الوقائع.. حتى خلال اللحظات التاريخية الحاسمة من حياتنا.. إذ تم إخضاع الواقع لما أسميه (حكم النصوص) في كثير من الأحيان.. وهو ما يتضح من البيان الذي أصدره كادر الحزب الشيوعي (السوداني) عام 1971 بشأن مقترح "الضباط الأحرار".. إذ رد قائلا: "ترتبط بهذه القضية قضية قلب السلطة عن طريق القوة. وهنا أيضا "لا نضيف جديدا". فالماركسية اللينينية واضحة فيما يختص بقضية قلب السلطة عن طريق العنف".. ف"لكي ينجح التمرد المسلح".. حسب البيان.. "لا بد من توافر "أولا.. وثانيا.. وثالثا".. وهو ما أورده البيان حرفيا من كتاب لينين (الماركسية والتمرد المسلح).. ملغيا في الوقت نفسه إمكانية وجود قراءات أخرى مستنبطة من الواقع العياني.


    هنا تبرز إشارة سابقة لي تتعلق بكون أن حسن موسى قد أهدر كثيرا من طاقته العقلية الفذة في ما هو ثانوي، في حين كان عليه وهو يؤسس رؤيته في مسألة العنصر على (المرجعية) الغربية إدراك جوهر كون أن المرجعية الغربية كما ألمحت سابقا (لا مرجعية لها)، ولعل مرجعيتها تتمثل في الأساس في عمليات من شاكلة النقد والتعديل والحذف أوالنقض والإضافة، مرجعية ليست مطلقة وواقعة خارج ما هو نسبي، مرجعية قائمة جوهريا على مفهوم (التحول الدائم)، وما يفرزه هذا المفهوم من مفاهيم فرعية أخرى مثل (الخصوصية التاريخية). عماء حسن موسى عن مثل هكذا خطل تخلل خطاب تجربة ضخمة ومن الأهمية بمكان على مستوى سيرة التقدمية في السودان قد جعله في تصوري يطعن في ضل الفيل جاهدا لسحق سجيمان حتى النهاية لأنه ربما قام كذلك بمسّ ذاتية المثقفين الحساسة العلية الخاتة موية بركة قداما في الصورة السابقة (والإله الصغير لا حسد). وأكثر من ذلك، كان من الممكن لحسن موسى أن يتوصل إلى تحليل جذور ما أسميه (المرجعية الثورية اللينينية) عند مستويات أكثر عمقا يمكن تحديدها بخطاب النهضة (العربية) نفسه، قاسم أمين مثلا، ما ينفك ينقل وضعية المرأة المنتجة في الغرب محكوما في كل مرة بمرجعيته الدينية المطلقة (وهذا لا يتعارض مع الإسلام)، إنه يتحرك فقط داخل حدود تأويل المرجعية ولا يسعى إلى إحداث قطيعة معها. وما أساسه ديني يظل في تصوري دينيا على مستوى التطورات اللاحقة وإن وضع على رأسه طاقية الكابويات.

    نواصل موضوعة (اليسار المؤدلج):
                  

03-02-2010, 09:16 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    قبل سنوات، في اتصال هاتفي، أخبرني أحد الأقرباء أنه رأى صورة للعبدلله على غلاف إحدى المجلات الصادرة في السودان أسفلها عبارة مفادها (عبدالحميد البرنس مبدع من عالم آخر)، لعله يعني ما كتبه الصادق الرضي حول مجموعة تداعيات في بلاد بعيدة وتم تداوله محليا على نطاق واسع وهو أمر أدهشني، الشاهد أنه توقف طويلا قبالة الكشك/ المكتبة، وهو يفاضل في حدود ميزانيته المتواضعة مابين شراء المجلة المعنية أوشراء وجبة طعام، قبل أن يتراجع التفكير في غذاء العقل المشغول بضرورات لا تنتهي. مثل هذه الواقعة قد تدهش معشر القراء والقارئات المهتمين في بلاد أنتجت ولا تزال الكثير من العقليات الجبارة في مجالات مختلفة مثل مسقط رأس بلزاك، ومن بينهم بالطبع ذلك الذي يدعو نفسه أحيانا (الشايقي الفرنسي من النهود)، كيف ولا؟، وهو يحتج على ما ورد في حوار لأبكر آدم إسماعيل يقر فيه أنه لم يتعرف على إبراهيم إسحاق إلا أخيرا، بل وذهب إلى لوم حيدر إبراهيم أنه قام بتعيين أبكر في مركزه وهو لا يدري وقتها من أمر الروائي الكبير المشار إليه (شيئا من هذا القبيل). لعل حسن الذي غلبت سنوات غربته سنوات وطنه لم يدر بخلده أن ثمة من يهاجر من أقصى الثورات إلى أقصى الكلاكلات لا لشيء سوى لإستعارة كتاب. لكن حسن موسى أكثر مكرا من ذلك. ولعل ذلك ما يعكسه بداية العنوان الذي تصدر هجومه على أبكر. (الفن أفريقانية السوداءنية). أجل، معكم حق، لقد صاغ عنوانه بالكثير من حذلقة الصالونات الثقافية. كان من الممكن أن يصيغه في عبارة بسيطة من شاكلة (فن العنصرية المضادة أوالمضمرة). ولعل من باب الاستطراد في هذا السياق أنني لم أقرأ شيئا للطيب صالح نفسه إلا بعد قبولي في إحدى الجامعات المصرية. لأنه وببساطة شديدة لم يكن متوافرا لأسباب يعرفها كل الناس تقريبا. أقول حسن أكثر مكرا. ربما لأنه يريدنا أن نفهم أن أبكر وهو ينطلق من هامش الثقافة العربية الإسلامية السائدة في السودان كصوت رفض وتمرد على المستويين الجمالي والسياسي غير ملم حتى بالتجارب التاريخية التي انطلقت من قبل من نفس موقعه في العالم كما يدل موقع إبراهيم إسحاق بلغته المستغلقة بمحليتها مثلا. مثل هذه الذهنية اليسارية المؤدلجة السائدة كطريقة تفكير في السودان لا يهما شيء من قراءة إعتراف أبكر في شرطه التاريخي والاجتماعي أوالموضوعي، إنها في تصوري عقلية محاسبة وتصنيف حكم قيمة وإدانة في المقام الأول. بل وأكثر من ذلك لا تتمكن هذه العقلية اليسارية المؤدلجة من فك شفرات نصّ جمالي لأبكر (صوت الوتر السادس) إلا عبر آليات منتمية إلى حقل السياسي، أولا صلة لها بحقل النقد الجمالي، باعتبار أن النصّ الجمالي وفق هذه العقلية ليس سوى تجسيد مختلف لما هو سياسي:

    Quote: أم حرام الايديولوجي الذي ينتفع بوسيلة الشعر في تهريب ما لا تطيقه وسيلة الفكر الى فضاء الحوار الاجتماعي الدائر؟


    http://artexclu.blogspot.com/2007/07/blog-post_04.html


    إنه بهذه التساؤلات يقوم بتجريد أبكر حتى من قدر الشجاعة أوالجرأة التي تنطوي عليها في تصوري كتابة تنتمي إلى حقل (الوعي البديل). والأدهى أنه لا يقارب بمعياره الآيديولوجي نصّا مثل (الطريق إلى المدن المستحيلة) لأبكر نفسه، إنه وياللهول يقارب الشعر (همسيلف)، لغة الشعر يا حسن لا تدل إلى ما هو خارجها كلغة القصّ، لغة ليست نفعية، لغة تتشكل عبر مجازيتها المحضة في تلك المناطق المعتمة الثاوية في اللاوعي، اللهم إلا إذا تحدثنا عن إبداعات الدولة السوفيتية الآفلة من شاكلة (كيف سقينا الفولاذ)، حيث الجمالي مسخر لخدمة ما هو سياسي. وإذا كان الأمر كذلك، وقياسا لكمال الجزولي كمثل أعلى في الشعر والموقف وفق تصورك تقوم بإشهاره في وجه أبكر بإيمان آيديولوجي طروب، كيف تفسر للعبدلله بمقاييسك الآيديولوجية نفسها ذلك التفاوت المذهل بين معظم رؤى الطيب صالح السياسية وبين منتوجه الإبداعي (لو داير تشف مقولة قوة الموهبة العمياء كنوع من المخارجة ما في مانع)؟.

    نواصل:
                  

03-02-2010, 09:36 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    بالمناسبة، يقتلني الفضول (فقط) لمقاربة النصّ التالي بواسطة تلك العدة الآيديولوجية البائسة من شاكلة (الهروب من قضايا الوطن):

    http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/106626
                  

03-02-2010, 10:32 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    سلام يا برنس

    Quote: عقلية محاسبة وتصنيف حكم قيمة وإدانة في المقام الأول


    لو عممت التصور دا الا قليلا حاشاركك فيهو
    لانها تقريباً دي الذهنية السائدة.

    متابعة
                  

03-02-2010, 05:52 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: الجندرية)

    إلى حين عودة:

    Quote: و أنا أفهم أنك لم تلتق بالكثيرين من الادباء السودانيين المعاصرين، كون معظمهم في تلك السنوات كان قد هاجر أو طرد أو بقي سنينا في معتقلات النميري زي كمال الجزولي مثلا .تعرف يا أبكر حين كان ناس الخواض و" بقية الانجم" الخرطومية يخوضون في البنيوية المترجمة و غير ذلك من أنواع الكلام المباح، كان كمال الجزولي من داخل المعتقلات يعالج الشعر في أمر الدولة التي تدبّر الكشّات ضد الشماشة و تلاحق فقراء المدينة و
    "تركض خلف نشال صغير لتحفظ الأمان،
    و حلف صبية صأوا ..
    كما القرود
    كرّا و فرّا في محطة الوقود
    بنَشَق يجود العامل الليليُّ ..ربما،
    أو.. لا يجود
    و خلف باعة زُُغب تقافرزا
    في زحمة السوق الكبير .. كالجرذان،
    و بعد كل غزوة
    رأيتها
    ـ الدولة ـ
    تقبض جُعلها المرصود
    من سادة السُّحت ذوي الزنود،
    يحلفون باسم الله،
    من دغش الصبح للمساء يحلفون،
    يذهبون للحجاز كل عام
    ـ كل عام يذهبون ـ
    و يرجعون حشفا و سوء كيل
    مثلما ذهبوا
    يطفّفون في الميزان
    ......
    .....
    بالسياط ،
    و بالألسن الحداد كالسياط ،
    رأيت العَسَسَ الوعّاظَ ..
    يحلبون التيس جهرة ،
    و يدخلون
    الجمل
    في
    سَم
    الخياط "
    (1984)" تركية ، الكراسة الاولى من دفتر يوميات أم درمان"
    (أم درمان تأتي في قطار الثامنة، نشر دار العلوم ، دار التراث، 2004).
    هذا يا صاحبي بعض تفسيري لكونك لم تتعرف على شاعر من طينة كمال الجزولي" العربسلامي" الذي طاب لك أن ترجمه بالغيب ككاتب "يصدر من موقع آيديولوجي اسلاموعروبي".. تقول:"و هذا الموقع ليس مجرد موقع حدوده الورق و المنابر الاسفيرية فحسب، و انما هو موقع مهيمن و في يده سلطة الدولة و مؤسساتها في السودان و مسنود بخلفية امبريالية اسمها العالم العربي"(أبكر آدم اسمعيل في بوست عبد الحميد البرنس بموقع سودانيز أونلاين المعنون " تأملات في عالم سي جي الساخر" بتاريخ 1/1/2006 ).


    http://artexclu.blogspot.com/2007/07/blog-post_04.html
                  

03-02-2010, 06:37 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    يا حسن (يا أبوعلي)، والإله الصغير صاحب جهنم المنصوبة لزمرة المتخلفين حكايتك حكاية تحير!.

    معقولة بس، على الماشي كدا، في مقابل رصد لتجلٍّ شعري مسطح من داخل زنزانة حوله الكثير من شكوكي البائسة حول القيمة الجمالية التي يمكن أن ينطوي عليها، تقوم بضربة معلم بمسخرة منجز عقلي ضخم مثل البنيوية والحط من شأنه من طرف خفي لا لشيء سوى أنه تم التعاطي معه عبر صيغ مترجمة قد تتفاوت في قيمتها وهو ما لم يحدث معك تقريبا لفرنسيتك المدهشة (ربما) التي تتيح لك مطالعة ذلك المنجز في أغلب مظانه الأولى. ما للدرجة دي، ياحسن. وهذا جانب.

    من جانب آخر، يبدو لي أنني كلما تمعنت في قراءاتك كلما أخرج بملاحظة مفادها أنك حقا على قدراتك العقلية الفذة المقيدة غالبا بأفق آيديولوجي مبتذل لا تعرف على وجه الدقة إلى أين تصوِّب سهام نقدك. هذا الأبكر الآدم الإسماعيل، الذي تقارب معرفته الجيدة بلغة منابر أهل المركز بمسخرة كما في قولك:

    Quote: تحشر نفسك بين سر أناي و ستيلا قاتيانو و فرانسيس دينج و ابراهيم اسحق الذين يكتبون في لغات افريقية شتى ،(شي عربية عاربة وشي انجليزية و شي عربية دارفورية أما عن انجليزية جمال محجوب و ليلى ابو العلا فحدث)، بينما أنت ، تحت أغلال لغة الضاد الخرطومية ، تنتج أدبا يطرب جمهورك من أولاد و بنات العربسلاميين الذين تتأفّف منهم و لا تطيق تخلّيا( حتى أنك تشرح لهم أن " العنقريب " هو" السرير الخشبي في نصك القصصي " حكاية الولد القروي")، فتأمّل في" هكذا شقاء" كما يقول كتّاب" الجيل الجديد"، بدلا من " شقاء كهذا" كما يعبر كتاب الجيل القديم.


    هذا الأبكر على سبيل البداية الاستطرادية ماذا يضيره لو كتب بلغة أهل المركز؟. ليس مهما في تصوري كما تفترض أنت نفسك من خلال تعبيرك (شايقي فرنسي من النهود) الموقع الذي نكتب من خلاله، ليس مهما اللغة التي نعبر بواسطتها بقدر أهمية ما نقول وكيفية قولنا له، أليس فانون نفسه قد خربش من قبل وجه المُستعمِر الفرنسي تحديدا بأظافر لغته الفرنسية (شخصيا)؟، ألم يطرب ذلك سارتر كمفكر واع والذي يقع هنا في موقع ما تسميه ساخرا من أبكر (أولاد و بنات العربسلاميين)؟، أم كيف تحكمون يا صاح؟. وسؤالي هنا ضمن زعمي أنك تضل كثيرا في مقارباتك عن رؤية ما هو (جوهري)، أكان من الأجدى التركيز كليا على أبكر هنا مع وجود هذا الفيل الضخم (وهو فيل أكبر من دولة كمال الجزولي التي تطارد الشماشة) وأعني (الخطاب الثقافي السائد في السودان كمحمولات ثقافية ومجتمعية)؟. أرى، قبل تفصيل ذلك، أنك تقع في فخاخ ما نبه إليه صديقي إبراهيم أصلان من قبل، وأعني عدم إدراك الفرق الشاسع القائم بين (((الكتابة عن العدل))) وبين (((الكتابة بعدل))).
                  

03-03-2010, 08:10 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    شكرا، جندرية، على التعليق والمتابعة، ولدي مادة مطولة، أعمل عليها الآن، لطرح ما أسميه (الجوهري)، الذي أهمله حسن موسى خلال نقده للعزيز أبكر، تحياتي.
                  

03-03-2010, 08:18 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    في تصوري، أن ما يبدو (((جوهريا))) لحظة مقاربة خطاب، أي خطاب يتسم بالرفض والمقاومة، ويتخذ من الهامش مدخلا إلى قلب المشهد السياسي القائم، لا يكمن في إدانة تطرفه وما ينطوي عليه من راديكالية في الأساس، بقدر ما يكمن في تتبع ومساءلة العوامل التاريخية والاجتماعية التي ساهمت في طبعه بهذه الحدة أوتلك. فالخطاب المعني يبدو لي هنا كنتيجة، لا كسبب، أي هو رد فعل.. لفعل بالضرورة قهري يُحتِّم مقاومته ورفضه بوسائل قد تصل في تدرجها وبالدقة في تصاعدها إلى درجة (الحرب).

    يتمثل هذا الفعل القهري هنا، في تصوري، وعلى نحو مباشر، في محاولة تأبيد قوميات (الهامش)، من قبل (المركز) داخل وضعية تبدو في كثير من الأحيان (لا إنسانية). وضعية استلاب. دعنا بداية لفهم هذا (المركز) كدالة سلطوية مقاربة كيفية عمل آليات هيمنته على ذلك (الهامش). ما أحاوله هنا تحديدا يتمثل في مقاربة (آليات الخطاب الثقافي السائد في السودان)، بوصفه نسقا متكاملا من الهيمنة الاجتماعية والثقافية، من خلال وصف وتحليل إحدى لوازم الحوار اليومي:

    (((ود العرب ما بعمل كدا))).

    ففي زعمي، تشكل الأمثال.. أو الحكم الشعبية.. أو لوازم الحوار اليومي.. بنية دالة على كيفية عمل الثقافة العربية الإسلامية في السودان.. كثقافة سائدة داخل فضاء متعدد ومتنوع عرقيا وثقافيا.. مما يفرض عليها وظيفة تاريخية تتمثل نظريا في القيام بدمج وتوحيد هذا التعدد والتنوع على نحو (سلمي) وصولا إلى بلورة ما يمكن أن نطلق عليه مصطلح (شخصية قومية).. ولعل هذا التأثير أو الإهتمام بتلك القوالب الشفاهية يعود إلى نظم إنتاج المعرفة المعتمدة من قبل تلك الثقافة من نقل وحفظ وإلزام.. ولا أشير إلى علاقة ذلك بأنظمة إقتصادية بدائية سائدة.

    إن نظرة نقدية إلى لازمة الحوار اليومي المشار إليها.. وأعني (ود العرب ما بيعمل كدا).. من شأنها الكشف عن موقع تلك الثقافة في العالم من زوايا مختلفة.. وهو ما يمكن مقاربته عبر التساؤلات التالية: ما مدى تقبل تلك الثقافة ل(الآخر).. كيف تعيد إنتاج سلطتها الرمزية من خلال الأفراد الحاملين لها كطريقة حياة والمنتمين إليها عرقيا.. كيف تسلك في ظل مفهوم (الأزمة) من حيث هي عجز ل(الآليات) والأشكال السياسية القائمة مثل الأحزاب عن تجاوز ما يطرحه الواقع من مشكلات (نوعية).. ما مستويات عمل لوازم خطابها الآيدولوجي.. كيف تتراجع هذه اللوازم مفسحة المجال أمام أجهزة القهر المادي مثل الجيش.. ما مستويات تقبل (الآخر) لتلك اللوازم كسلطة رمزية.

    في خطوة إجرائية.. سأقوم.. في هذا السياق.. بتحويل لازمة الحوار اليومي.. (ود العرب ما بيعمل كدا).. من مستوى صياغي دارج إلى مستوى فصيح.. لأسباب تتعلق بإمكانيتي الوصف والتحليل.. مع الوضع في الإعتبار أن اللازمة وفق مستويات إستخدامها اليومي.. كما يمكن للملاحظة المنتظمة أن تكشف.. تتغير صيغتها عبر ثلاث مفردات ذات مدلول واحد على مستوى الممارسة: السوداني/ود البلد/ود العرب.. وهو تغير شكلي كما سنرى يحمل قدرا كبيرا من الخبث.. وعليه.. من الآن فصاعدا.. سنعتمد على هذه الصياغة:

    (((لا يفعل السوداني مثل هذا))).
                  

03-03-2010, 08:45 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    تقال هذه العبارة.. أو لازمة الحوار اليومي.. للدلالة عادة على قول/فعل/سلوك (مفارق) للقول/الفعل/السلوك (القويم).. والمحدد بهذه الصفة إجمالا من جانب الثقافة العربية الإسلامية السائدة في السودان كمقياس لمشروعية قول/فعل/سلوك (عام).

    مما يعني.. في التحليل الأخير.. أن هذه الثقافة.. قد نجحت.. كطريقة حياة (سائدة) بحكم تراكم وإمتلاك تاريخيين لآليات الهيمنة الإجتماعية.. في فرض نظام سيطرة رمزي يوجه الأفراد والمجموعات داخل نطاق نفوذها إلى ماهية ما هو ذي (مشروعية).. أو العكس.

    وغني عن القول.. ها هنا.. إن دلالة كلمة (السوداني).. في سياق العبارة أو اللازمة محل الإهتمام.. تحيل إلى أن مفهوم (المواطنة) يتحدد وفق درجات الإستجابة لما يطرحه هذا النسق من تصورات أساسية للعالم كدرجة القبول بمفهوم (الهوية) العربية الإسلامية.. أو الرفض.

    إن أول ما يفرضه نظام السيطرة الرمزي.. على صعيد الثقافات والمجموعات العرقية الأخرى داخل الفضاء الإجتماعي.. هو (التساكن).. وخلال فترة السيطرة الآيدولوجية هذه.. تعمل اللازمة محل الإهتمام.. على صعيد المجموعات والثقافات غير العربية.. كعامل تحفيز لإكتساب صفة المواطنة ( سوداني).. بيد أن الفرد المنتمي لهذه المجموعات سرعان ما يكتشف دلالة وضعه الثابتة المنتجة من قبل الثقافة السائدة.. وهي ذات الدلالة التي أطلق عليها عبد الله بولا مفهوم (العبد المطلوق).. إذ تتنحى هذه اللازمة وقتذاك مفسحة المجال للوازم الخطاب الثقافي السائد الأخرى.. كآليات قهر آيدولوجي بامتياز.. مثل (العبد عبد وإن طالت عمامته).. أو(إن تم مية يرجع لجدو تية).

    تحيل هذه اللازمة (لا يفعل السوداني مثل هذا).. إلى طبيعة المنهج الذي أنتجها.. كمنهج لا عقلاني بامتياز.. وهو منهج مثالي لا ينتج سوى (معرفة قبلية).. وهي كما تعلم عكس (المعرفة البعدية) التي ينتجها منهج عقلاني قائم على مفاهيم علمية مثل (النسبية) أو (الخصوصية التاريخية والإجتماعية) أو (التجريب).. إن اللازمة محل الإهتمام إذ تعلن أن (السوداني) لا يفعل مثل هذا تنظر إليه كذات قائمة خارج التأثير الزماني والمكاني معا.. إنها تعمل على صعيد الأفراد الحاملين لها كرؤية للعالم أو طريقة حياة كمنظور ماضوي (يجب) الإمتثال له بينما يقاربون مستجدات حاضرهم وبناء مستقبلهم.. إنها بذلك تقتل فيهم روح الإبداع والإبتكار والمبادرة.. إذ تخضعهم إلى نسخ متشابهة ومتكررة في مجرى تاريخ يبدو بلا أثر أو تأثير.. وهو ما عبر عنه الطيب صالح في مريود جماليا بقوله: (الحفيد صورة طبق الأصل من الجد).. ولعلك تدرك عبر الملاحظة اليومية وجود أسماء وسط المجموعات العربية الإسلامية في السودان تتخذ هذا التسلسل: حسين حسن حسين حسن حسين.. أو محمد أحمد محمد أحمد.. أو س ص س ص... هذا التشابه ليس تشابها خارجيا فحسب.. بل هو في جوهره مصادرة من قبل الماضي لكل ما هو حاضر أو مستقبلي..

    (لا يفعل السوداني مثل هذا).

    لازمة الحديث اليومي هذه تشكل.. كما أشرت سابقا.. بنية دالة على ماهية وكيفية عمل الثقافة العربية الإسلامية في السودان.. كخطاب مهيمن.. أو سائد داخل فضاء اجتماعي وتاريخي بالغ التعدد والتنوع.. بعض المصادر تشير إلى أن هذا الفضاء يحتوي على نحو 600 مجموعة عرقية وثقافية تتحدث بأكثر من 120 لغة.. ولا تقول "لهجة".. مما يلقي على تلك الثقافة على المستويين النظري والعملي القيام بوظيفة تاريخية تتمثل في دمج وتوحيد واقع التعدد والتنوع على نحو (سلمي) وصولا إلى صياغة ما يمكن أن نطلق عليه مصطلح (قومية سودانية).. أو(الهوية المشتركة/السودانية).

    وهنا يمكن القول كلما ضاق الفرق القائم.. في التحليل العام.. ما بين (الهوية) بوصفها واقع الجماعة المادي العملي و(تصور) الجماعة لهذه الهوية.. كلما أصبحت إمكانيات التعايش أكثر قابلية داخل الفضاء الإجتماعي ذي التعدد والتنوع العرقي والثقافي على وجه الخصوص.

    في المقابل.. كلما إتسع الفرق المشار إليه.. كلما قلت إمكانية التعايش السلمي داخل الفضاء الإجتماعي. وحتى حدوث (تساكن) تاريخي بين المجموعات يتم في هذه الحال إعتمادا على أمرين: قدرة النظام الآيدولوجي أو المنظومة الرمزية للثقافة السائدة في فرض هويتها كهوية قومية.. عدم نضج أو عدم قدرة الثقافات الأخرى على الوعي بوجودها ك(ذوات فاعلة) في التاريخ. وكما نلاحظ أن هذين الأمرين أو العاملين مرتبطان ببعضهما البعض إرتباطا شرطيا.

    إن هذه الخلفية النظرية.. كما سنرى تفصيلا.. تشكل بعدا مهما لفهم مختلف أشكال عمل اللازمة محل الإهتمام.. سواء على صعيد إعادة إنتاج وجودها داخل الأفراد الحاملين لها كطريقة حياة أو رؤية للعالم.. أوعلى صعيد الهيمنة على الأفراد المنتمين إلى المجموعات العرقية والثقافية الأخرى.
                  

03-03-2010, 08:52 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    (لا يفعل السوداني مثل هذا).

    تحتوي هذه اللازمة.. كما أشرنا.. على معنى آخر يمكن إدراكه.. على صعيد إستخدامها اليومي.. عن طريق ( الإيحاء).. بوصفه حسب رولان بارت ( نمو نظام من المعاني الثانية).. وهو إيحاء تعضده لوازم أخرى ذات (منطوق صريح) يتم خلال فترة التساكن تدوله فقط بين الأفراد المنتمين إلى الثقافة السائدة عرقيا.. ومن ذلك الإشارة في سياق تحذيري إلى أن بعض أنماط الفعل/القول/السلوك تنتمي على نحو جوهري إلى مجموعات من خارج الثقافة السائدة تم توصيفها منذ الولادة ب(السراري)/(العبيد)/(الخدم) وما إلى ذلك.. وهذا أمر يمتد حتى إلى نوعية الوظائف (دا شغل عبيد).. أو طريقة الملبس (ذوق عبيد).. وعليه يمكن إعادة إنتاج اللازمة عبر دلالة ضمنية وفق المنطوق التالي (العبد يفعل مثل هذا).

    إن تحديد الخبرة الجماعية والفردية وفق معيار سابق قائم على (العنصر) في الرؤية إلى (الذات)/(الآخر).. أعاد داخل هذا المنبر مثلا إنتاج مشكلة تاريخية قديمة تتعلق بمفهوم (القيادة) تعود إلى (المهدية).. عندما تساءل أحدهم هنا بعد الإتفاق مباشرة ما بين (النظام) و(الحركة) الذي يعمل بموجبه قرنق نائبا للبشير عن الذي سيحدث إذا ما مات البشير.

    فعلى الرغم من الدور الفاعل والجوهري الذي لعبه عبد الله التعايشي في تدعيم المهدية فكرة ودولة.. إلا أن ذلك لم يكن كافيا وفق معيار (العنصر) لوضعه في مكانة قيادية كتلك.. مما دفع المهدي إلى مكافحة تلك النقطة ذات التأثير السلبي بالغ الخطورة على مفهوم (الجماعة) كوحدة متجانسة في مرحلة شديدة الحساسية. ومن ذلك قوله:

    (إن الخليفة عبد الله هو مني.. وأنا منه.. وقد أشار إليه سيد الوجود(ص). فتأدبوا معه كتأدبكم معي.. وسلموا له ظاهرا وباطنا كتسليمكم لي.. وصدقوه في قوله.. ولا تتهموه في فعله.. فجميع ما يفعله بأمر النبي( ص).. لا بمجرد اجتهاد منه...

    وهذا بيان أمر الله ورسوله...

    وقد أتاني خبر من الخضر عليه السلام. أن الأولياء اجتمعوا في بيت المقدس يقولون الحمد لله الذي أظهر المهدي.. وجعل عبدالله وزيره...

    ثم وجد-الإشارة إلى الخضر- اجتماع الشياطين وهم يقولون: كان عيشنا بالغش والخداع.. والمكر والكذب. فأتى المهدي.. وقطع علينا عيشنا.. ولو لا أن عبد الله وزير له.. وكان الخليفة غيره. لكنا نجد في المهدية دخولا).

    هكذا.. كما يظهر مثال الخليفة عبدالله السابق.. يصل عمل اللازمة محل النظر أقصى مداه خلال الأزمات الإجتماعية الكبرى خاصة. إن مثال الخليفة يكشف.. على نحو بالغ الدلالة.. عن كون الرؤية المحددة لماهية الخطاب السائد رؤية عرقية في الأساس لها وجه تعاملاتها اللا إنسانية ضد مجموعات من داخل جذرها الثقافي نفسه (ود الغرب ما بسر القلب). وهذه اللازمة الأخيرة.. (ود الغرب ما بسر القلب).. يتم استخدامها.. كآلية هيمنة اجتماية.. في سياق منظور الخطاب السائد لمفهوم (المصاهرة) كدالة سلبية ل(موجبات) التزاوج.

    ويمكن القول.. إلى هنا.. إن اللازمة محل الإهتمام تكشف/ في علاقة ارتباطها بلوازم أخرى.. وبوصفها دالة على طبيعة النظام الرمزي السائد داخل فضاء مجتمعي متعدد ومتنوع عرقيا وثقافيا/ عن مستويات متفاوتة لإخضاع (الآخر).. فهي في مستوى أول تمارس الإيهام عبر مفهوم (السوداني) بوجود هوية مشتركة. وإذا ما سلك (الآخر) وفق مفهوم (المواطنة) القائم نظريا على مفهوم (المساواة) على صعيد الحقوق والواجبات تتراجع اللازمة لتفسح المجال كما رأينا لعمل آليات أو لوازم أخرى أقل كثافة رمزية.. أو حتى صريحة ومباشرة.. وهذه الإستعارات الصريحة نفسها تتراجع/ في ظل إرتفاع وعي الآخر بذاته.. ومن ثم تمرده (كلية) على الهيمنة الرمزية للخطاب السائد/ لتفسح المجال تماما أمام آليات (القهر المادي) مثل الشرطة والجيش. ومن هنا يمكن تعريف مفهوم (الحرب الأهلية) بوصفه محاولة من قبل الثقافات والقوميات (الأخرى) للتعبير عن وجودها المادي والمعنوي ك(ذات) تقاوم وضعية استلاب ونفي من قبل ثقافة سائدة فرضت وجودها المادي والمعنوي قسرا بحكم امتلاك وتراكم تاريخيين لآليات الهيمنة.
                  

03-03-2010, 08:56 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    (لا يفعل السوداني مثل هذا).

    إن الأمثال.. أولوازم الحوار اليومي.. أوحكم الشعر.. تشكل بنية دالة على ماهية وكيفية عمل الخطاب الثقافي العربي السائد في السودان. وذلك لجملة أمور منها:

    - ضف جهاز آيدولوجي حديث ومتكامل يمكنه إنتاج وإعادة إنتاج الهيمنة الإجتماعية عبر منظومة من الرموز والأفكار والعلامات.. وهذا يعود في جزء جوهري منه إلى إشكاليات بنوية إقتصادية مثل التطور اللامتكافيء للتنمية مابين مختلف أجزاء السودان.

    - تصنيف الخطاب الثقافي السائد كمعرفة (قبلية) قائمة على عمليات الحفظ والتلقي والنقل والإلزام.. وهي العمليات التي ينتجها منهج ثنائي ينظر إلى العالم كعلاقات ضدية متناقضة.. مثل ثنائيات الخير/الشر.. الحق/الباطل.. الطيب/الخبيث... يجعل من الأمثال أولوازم الحديث العام أوالحكم آليات ملائمة لإنتاج وإعادة إنتاج الهيمنة.. فهذه القوالب اللغوية بسيطة.. سهلة الحفظ.. تكثف الخبرة الجماعية.. ولا يحتاج طابعها الشفاهي إلى تعقيدات الأجهزمة الآيديولوجية الحديثة في مناطق بدائية يشكل فيها ظهور عربة حدثا تتذكره الجماعة في عزلتها لسنوات عديدة أحيانا.. إن تلك الأشكال اللغوية التي تتفجر دلالتها عادة عبر مقابلة ما مابين نقيضين تشكل في الأخير قوالب ملائمة للغاية لرؤية قائمة على (نفي الآخر).

    وعليه.. أشرنا.. في السابق.. إلى ما تحيل إليه العبارة محل الإهتمام عبر مفهوم(الإيحاء) من معان مستبطنة.. فعبر ذات الثنائية إذا كان السوداني/ود البلد/ود العرب/ود الناس لا يفعل مثل هذا).. فإن (العبد) يفعل ذلك ضمنيا.. وهو أمر أشرنا أنه يشمل وفق الإستخدام اليومي للازمة محل الإهتمام حتى نوعية الوظائف (دا شغل عبيد) وأنماط الكساء (دا ذوق عبيد).. ومن هنا يأتي إحتفالي الخاص بما قدمه لي أخي معروف سند من (معروف) يتمثل في هذا المثل:

    ( الحش مو شوره , خدمة العاني والعوره ).

    لقد شرح معروف دلالة المثل (العمومية) من خلال قوله:

    المثل يستخدم للزراية بالعمل اليدوي باعتبار انه عمل العبيد,, /شغلة العاني / وهو العبد و/العورة / وهو العوير الابله ,,
    المرجع /منصور خالد ,,
    جنوب السودان في المخيله العربيه الصوره الزائفه والقمع التاريخي..أ.ه.

    إن وصف وتحليل هذا المثل( الحش مو شوره , خدمة العاني والعوره ).. يؤكد على عدة نقاط هامة:

    - إنه يوحد مابين دلالتي العبد(العاني) والمعاق عقليا(العوره) إذ يحدد لهما وظائف لا تتطلب قدرا أعلى من إعمال الفكر.. وذلك كما هو واضح لقصور (طبيعي).. إن وظيفة (الحش) لسكان المدن تتلخص في القيام بإسئصال الحشائش الطفيلية التي تنبت بعد هطول الأمطار وبدء الموسم الزراعي أو التي تعيق نماء بعض الزراعات المروية كالقطن.. وهي في سياق المثل ذات إشارة رمزية لوظائف مماثلة لا تتطلب قدرا من المهارة.

    - لفظة (شوره) هي التعبير الدارج لمفهوم ( شورى).. وهو المفهوم العربي الإسلامي الذي يحيل الى إدارة شؤون الحكم والسياسة.. وهي العملية التي تحتاج الى قدر أعلى من التفكير يوجد عادة لدى النخبة أو صفوة المجتمع.. أوسادته.. وهم ضمنيا من غير طبقة (العاني).. وليس لديهم قصورا آخر ك(العوره).

    - فإذا كان (العاني) من حملة الشهادات العليا فمكانه وفق هذا المنطق لا يزال شاغرا بحكم (الطبيعة).. (الكلب كلب وإن ترك النبيح/والعبد عبد وإن طالت عمامته).. بينما يمكن وفق المنطق نفسه ل(أمي) منتم الى احدى المجموعات السائدة أن يدير شؤون الجماعة ويستشار في مصيرها العام ك(أمر طبيعي).. ولعل سجلات الديمقراطيات المختلفة قد أتت بالكثير من أمثال هؤلاء الأميين الى (قبة) البرلمان.

    - إن هذا المثل يحمل معناه عبر لغة تقريرية تحيل إلى طبيعة المنهج اللاعقلاني المنتج له.. إنه يضع العلامات والفواصل على نحو لا جدلي.. ليؤسس كخطاب سلطة وهيمنة تراتبيته داخل الفضاء المجتمعي العام..
                  

03-03-2010, 09:14 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    يمكن القول.. في هذا السياق.. إن شخصية الخليفة عبدالله تحيل.. في التحليل العام.. إلى أكثر من مستوى يمكن عبره كشف عمل اللازمة محل الإهتمام.. كآلية قهر وإخضاع معنوي.

    (لا يفعل السوداني مثل هذا).

    إن استخدام دلالة مفهوم المواطنة (السوداني) يكشف.. من خلال سياق اللازمة أعلاه.. عن غطاء آيدولوجي يحجب عمل رؤية عنصرية للعالم.. تقوم.. من خلال مسكوتها"(((غير))) ود العرب/ود الناس/ود البلد يفعل مثل هذا".. بتحديد الوظائف/المهام/الأدوار داخل الفضاء المجتمعي العام. واللازمة تستعين.. في ذلك.. كما رأينا سابقا.. بلوازم أخرى تتفاوت صيغتها ما بين الكثافة الرمزية والوضوح الكامل وفق درجة الصدام مع (الآخر المختلف عرقيا وثقافيا).. وهو ما يصل إلى أقصى مداه إلى التقرير أن القيام بهذا الفعل أوذاك لهو أمر تحدده (الطبيعة) نفسها كما وصفنا وحللنا سياق المثل التالي:

    ( الحش مو شوره , خدمة العاني والعوره ).

    إن ما يلي من كتابة تحاول تأسيس منظور جديد إلى شخصية الخليفة عبدالله.. فهي (الشخصية) برغم إنتمائها إلى الجذر المعتقدي للخطاب الثقافي السائد.. إلا أن هذا الخطاب يضعها بحكم النظرة العنصرية التي تحكم رؤيته للعالم في مرتبة أدنى لا تؤهلها لصفة (قيادية).. وهو الموقف أو التوجه الذي لم يتغير وفق المعطيات التاريخية برغم تحذيرات المهدي السماوية الحاسمة.

    تتجلى عبقرية عبد الله (التعايشي).. على نحو جوهري.. في وعيه العميق بظرفه التاريخي والاجتماعي.. وذلك يشمل وضعيته داخل الخطاب الثقافي السائد في السودان.

    إن توافر شروط ظهور المهدي.. على المستوى العام من امتلاء الأرض جورا وماإلى ذلك.. وعلى المستوى الخاص كأن يكون المهدي من آل البيت.. قد دفعا به منذ وقت مبكر إلى البحث عن (وسيط بشري) من بين الأفراد المنتمين إلى المجموعات الثقافية العربية السائدة. وهو ما يكشف عنه المقطع التالي.. الذي أورده عزالدين إسماعيل في كتابه (الزبير باشا ودوره في السودان في عصر الحكم المصري) وذلك في معرض توصيفه للحرب مابين الزبير وعرب الرزيقات أواخر العام 1873.. يقول تحت عنوان: الزبير وعبدالله التعايشي:

    (كان من بين الأسرى الذين وقعوا في يد الزبير بحلة السروج رجل يدعى عبدالله ود محمد آدم توشين لم يتردد الزبير في الأمر باعدامه أول الأمر.. ولكن العلماء المرافقين للزبير اعترضوا حين أمر الزبير باعدام عبدالله بحجة أن الشرع لا يجيز له قتل أسير من أسرى الحرب.. فضلا عن أن السياسة تنكر عليه اعدام رجل يعتقد الناس في صلاحه ويؤدي الى اعتقاد الناس أن الزبير رجل طاغية. وأمام هذه الأسباب عفا عنه الزبير. وعند فتح دارفور طلب عبدالله من الزبير أن يقطعه قطعة من الأرض.. فأقطعه الزبير اياها على أن يكف عما فيه من الدجل والشعوذة ولم يمض سوى القليل حتى بعث للزبير بكتاب وهو في دارا يقول له فيه: "رأيت في الحلم أنك أنت المهدي المنتظر وأني أحد أتباعك فأخبرني ان كنت مهدي الزمان لأتبعك". فرد عليه الزبير بالرد التالي: "استقم كما أمرتك والا أعملت السيف في رقبتك انني لست بالمهدي المنتظر.. وإنما أنا واحد من جنود الله يحارب من طغى وتمرد").
    ما يهمنا من سياق النص السابق.. على صعيد الوصف والتحليل.. هو المقارنة بين خطاب عبد الله (التعايشي) إلى الزبير (باشا):

    "رأيت في الحلم أنك أنت المهدي المنتظر وأني أحد أتباعك فأخبرني ان كنت مهدي الزمان لأتبعك".

    وبين رد الزبير عليه:

    "استقم كما أمرتك والا أعملت السيف في رقبتك انني لست بالمهدي المنتظر.. وإنما أنا واحد من جنود الله يحارب من طغى وتمرد".

    تلك مقارنة إذن ما بين خطابين مختلفين. خطاب هامش. وخطاب مركز. خطاب طابعه العام المراوغة والرجاء. وخطاب طابعه العام المباشرة والأمر. عبدالله يبحث عن (الوسيط) خلال (المشترك المعتقدي) على ضوء التناقض القائم ما بين الزبير و(حليفه) الحكمدار في الخرطوم. الزبير يهدم ذلك المشترك من خلال المشترك نفسه عبر (تأويل مغاير) يراعي توازن القوى ما بينه وبين الحليف.

    خطاب عبدالله يعمل.. على مستوى آخر.. على التركيبة النفسية للزبير الذي تحكم نشأته الأولى رؤية عنصرية للعالم.. لذا لم يشر عبد الله إلى طموحه المتمثل في (الخلافة).. إذ كتب مكتفيا في مرحلة (جس النبض) بتصنيف موقعه داخل الحلم بالتغيير ك(تابع). وعلى الرغم من أن مفهوم (الأحلام) يشكل قوى في تشكيل الفعل الواقعي وتعديله أو تبديله.. لا سيما إذا ارتبط بمستوى التصورات الروحية.. إلا أن وعي عبدالله بموقعه (الهامشي) في الخطاب الثقافي السائد داخل الفضاء الإجتماعي آنذاك جعله يترك الحق في الحكم على مفهوم (الأحلام) كتأويل لمقدس مجتمعي للزبير بحكم موقعه الأعلى في شبكة العلاقات التي تنتظم التكوينات الإجتماعية آنذاك.
                  

03-03-2010, 09:16 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    إن العثور.. في مرحلة تالية.. على (الوسيط).. كما تجسده شخصية محمد أحمد (الدنقلاوي).. وما أعقب ذلك.. وفق مفهوم (الهجرة).. من إنتصارات متتالية تفجرت خلالها (القدرات الإستثنائية) لعبدالله على الأصعدة الحربية والتنظيمية وهو ما تعضده شهادة تشرشل كعدو في كتابه ( حرب النهر).. كل ذلك وغيره بدا خطوة منطقية إلى أن ينتهي عبدالله إلى مرتبة (الخليفة).

    يمكن فهم ذلك.. على ضوء تحليلات فرانز فانون.. على أنه من فعل (الثورة).. التي توحد المجتمع وتغسله من الكثير من الشوائب العالقة به كالعنصرية.. ففي هذه المرحلة هناك مهام وأهداف محددة يسعي إليها الجميع.. هناك دور حقيقي واقعي يجثم بجيشه وسلاحه وسلطته.. ووجوده تم بناء على تساكن القوى لمصلحته في مرحلة أولى.. وعليه لا وقت لمعارك وهمية.. إن الإحتلال أزال إنسانيتي وذهابه سيستردها عنوة.. هكذا يكون لسان حال المجاهد أو المناضل أثناء الثورة.. لا مجال لوهم قبلي أو عشائري ولا حاجة لأن يقتل المواطن أخيه المواطن معنويا أو ماديا ليشعر بعودة إنسانيته المستلبة على نحو وهمي مثل ما يحدث في مرحلة ما قبل الثورة..

    ولكن ما إن أخذت الثورة المهدية من حقيقة إقترابها كدولة ونظام حكم.. حتى برزت تلك الآفات المجتمعية مطلة بوجهها القبيح.. بل وضاع أمام تصورات المجموعات السائدة كل ما أنجزه الخليفة الذي تم إختزاله داخل نسبته القبلية (التعايشي). ولم تجد حتى تحذيرات المهدي أعلاه. لقد أشار أحد أعداء الخليفة التاريخيين (سلاطين باشا).. في كتابه (السيف والنار).. إن جو المؤامرات ضد الخليفة داخل المحيط الجغرافي لأولاد البحر قاده لكسر جدار الوحدة القاتلة إلى تكوين أحياء بكاملها في أم درمان من أهله وعشيرته مثل (الملازمين). ولكن مع الاصرار على بقاء التراتبية غير العقلانية.. من قبل ما نطلق عليهم (المجموعات العربية السائدة).. رسخ في ذهن الخليفة تحت شعار (تصدير المهدية وحمايتها) مواصلة الحرب بجيش منهك كعامل توحيد لجبهة داخلية مفككة. بيد أن محاولات إزالة الخليفة لم تتوقف. وهو ما دفعه من جهة لتكوين حملات تأديبية ضد المجموعات المعنية. وهو مادفع تلك المجموعات من جهة أخرى إلى التعاون الفاعل لاحقا مع ما يسمى حملة إستعادة السودان أواخر القرن التاسع عشر. إن السياق التاريخي للمثل السائد (الناس في شنو والحسانية في شنو).. تتلخص في رفض الحسانية لدعوة الخليفة لمكافحة عودة الغازي في ثوبه الجديد بدعوى أن لديهم سباق للحمير. وهو ما يشكل الى الآن مناسبة اجتاعية ذات طقس احتفالي في كثير من القرى الواقعة على ضفاف النيل الأبيض مابين كوستي والدويم. إن ذلك يشكل قياسا لموقف بعض المجموعات العربية في الشمال مقاومة سلبية لبقاء الخليفة على غرار (إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون). للأسف عملت التصورات اللاعقلانية لممثلي الخطاب الثقافي السائد في تبديد الكثير من الطاقة الخلاقة للخليفة في أحزان لا مبرر لها.
                  

03-03-2010, 11:48 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    تجليات أخرى للازمة الحوار (لا يفعل السوداني مثل هذا):
                  

03-04-2010, 00:58 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    لعلي، يا حسن، سأكتفي بذلك القدر من اللازمة محل الوصف والتحليل. ففي ظني أوفت بغرضها هنا إلى حد بعيد. ألا وهو البرهان على ضيق الرؤية النقدية المقيدة بأفق آيديولوجي مبتذل. لقد بدا وكأن عينك الإستقطابية الماكرة تجول على وجوه جمهور أركان النقاش المتحفز بينما تشبع أبكر ببراعة القول تنكيلا وقتلا وسحلا. بل أسكرك التصفيق وهتاف الإستحسان حتى أدخلتني شخصيا في عنق جناية لم أرتكبها: (الدفاع) عن كمال الجزولي. وتلك وظيفة يمكن لأي آيديولوجي تربطه علاقة حسب ونسب حزبية القيام بها. لكنها مهمة لا تصلح لي ولا أصلح لها حتى على صعيد متخيلك الكتابي. ولعل مقاربة مثل تلك اللازمة تلفت النظر إلى ضرورة وأهمية وفاعلية وصف وتحليل التيارات الباطنية العميقة لبنيات الوعي الفردي والجمعي على حد سواء تلك المشكلة لما تبدو عليه الحياة في الظاهر. كلما قطعت فرعا أنبت الجذر فرعا آخر. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك.

    Quote: محمد حسبو
    لا وقت لي للدخول في مثل هذه الحوارات المتردية.


    البراق
    لا وقت لي أيضاً للمغالطات.

    نجاة



    Quote: قصي
    ليس لي وقت لإهداره في المغالطات. ولا لمجاراتك في مثل هذه المماحكة.


    http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=4292&...5d1d2f8a6e5719effe31


    يا النبي نوح.
                  

03-07-2010, 10:29 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    متابعين يابرنس
    إلى حين عودة
    محمد جميل
                  

03-07-2010, 07:23 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: محمد جميل أحمد)

    Quote: محمد حسبو
    لا وقت لي للدخول في مثل هذه الحوارات المتردية.



    Quote: البراق
    لا وقت لي أيضاً للمغالطات.

    نجاة



    Quote: قصي
    ليس لي وقت لإهداره في المغالطات. ولا لمجاراتك في مثل هذه المماحكة.

                  

03-08-2010, 06:57 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    إلى حين عودة العزيز محمد:

    لدي متفرقات هنا، منها ما يتعلق بالسيدة (دعنا نعيد إليها اسمها الأكثر دلالة وواقعية): السلطة في أقصى تجلياتها المعرفية، أومعالي باب الثقافة العالي نجاة محمد علي، يا له من تعبير شاعري!.

    وهي متفرقات من شاكلة أنها لا تعير مثلما بدا من خلال ردودها أعلاه الآخر ما يُتوقع عادة خلال الحوارات الثقافية من (دعنا نسميها بمسحة تراثية خالصة) فرائض وسنن وآداب الحوار وحرمة الذات الإنسانية الموجه إليها الخطاب. لعل ذلك من مميزات الذهنية الآيديولوجية كذلك.
                  

03-08-2010, 07:42 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    لعل صفات من شاكلة (متردية)، (مغالطة)، وحتى (مماحكة)، من شأنها الإشارة هنا إلى طرح نجاة كخطاب آيديولوجي مغلق على ذاته، يقارب خطاب الآخر - عبر حكم قيمة غالبا - ككتلة صماء. وهو ما ينفي عنه ضمنيا صفة كونه خطابا عقلانيا يسعى من خلال تنسيب منطقي قائم على وصف وتحليل خطاب الآخر المختلف وصولا لما ينطوي عليه الأخير من مقادير عقلانية وغير عقلانية على حد سواء. إنه خطاب ينطلق من موقع السلطة نفسها حين يدعي ضمنيا واقعة كونه يمتلك الحق في تسفيه الآخر من غير أن يعرض حتى إلى قدر ضئيل من حيثيات. لكننا نفهم وفق هذا السياق أن ما تعلنه نجاة من غياب وقت يمكن إنفاقه على (مثل هكذا مهاترات) أنما يدل في التحليل العام على ضيق الآيديولوجيا المتأصل بالإختلاف نفسه. الآيديولوجيا تسعى منذ زمن سحيق إلى قولبة العالم وطبعه بمنظور واحد. الإختلاف مسموح به فقط في حدود البرهنة على الطابع العقلاني الزائف للآيديولوجيا. إنه في ظني مجرد حُلية تزيينية.

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 03-08-2010, 07:46 AM)

                  

03-08-2010, 08:08 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    ولمزيد من التشريح هنا، حين تعلن الآيديولوجيا ممثلة في خطاب نجاة عن الطابع المتردي لخطاب الآخر، إنما تعلن ضمنيا عن طابعها (الرصين)، بل وأكثر من ذلك، إنها تؤكد على طابعها (الإرسالي أحادي الاتجاه)، وكذلك على خيبة أملها في غياب رد فعل يتسم ب(الثناء)، لا لشيء في هذه الحال سوى لخلل في بعض (مراكز الإستقبال)، وهو خلل تم توصيفه هنا بالتردي والمغالطة والمماحكة.
                  

03-08-2010, 08:27 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    والحال، الآيديولوجيا لا تسعى وفق تصوري إلى (إنتاج معرفة)، إن مفهوم الحوار لديها كما تعبر تلك المقتطفات السطرية من نجاة ليس سوى صراع تناحري، لا بد أن يتم من خلاله نفي الآخر، حتى ولو أدى ذلك إلى إستغلال سلطة إدارية تخوِّل بحذف بوست لقصي، أولإقصاء آخر مثل محسن خالد الذي طاله حتى سيف نفيه كسارد من طراز رفيع، لكن الآيديولوجيا لا تدرك لغرورها أن ما تعمل هي على عدم الإبصار به يتم إبصاره عبر ذوات أخرى كإدانة لها في مستوى وكقدرة ماإعتبرته هي موضوعا قابلا للنفي على العمل كذات عصيَّة على التدمير في مستوى آخر. حين أغمض عيني عن شيء لا يعني هذا أن الوجود المادي العياني لهذا الشيء قد زال واختفى عن الوجود كليّة.
                  

03-08-2010, 12:29 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: لعلي، يا حسن، سأكتفي بذلك القدر من اللازمة محل الوصف والتحليل. ففي ظني أوفت بغرضها هنا إلى حد بعيد. ألا وهو البرهان على ضيق الرؤية النقدية المقيدة بأفق آيديولوجي مبتذل. لقد بدا وكأن عينك الإستقطابية الماكرة تجول على وجوه جمهور أركان النقاش المتحفز بينما تشبع أبكر ببراعة القول تنكيلا وقتلا وسحلا. بل أسكرك التصفيق وهتاف الإستحسان حتى أدخلتني شخصيا في عنق جناية لم أرتكبها: (الدفاع) عن كمال الجزولي. وتلك وظيفة يمكن لأي آيديولوجي تربطه علاقة حسب ونسب حزبية القيام بها. لكنها مهمة لا تصلح لي ولا أصلح لها حتى على صعيد متخيلك الكتابي. ولعل مقاربة مثل تلك اللازمة تلفت النظر إلى ضرورة وأهمية وفاعلية وصف وتحليل التيارات الباطنية العميقة لبنيات الوعي الفردي والجمعي على حد سواء تلك المشكلة لما تبدو عليه الحياة في الظاهر. كلما قطعت فرعا أنبت الجذر فرعا آخر. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك.
                  

03-08-2010, 05:50 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى.. أسير غواية النقد وفتنته (Re: قصي مجدي سليم)

    العزيز قصي:

    لقد بدا من جانبي خلال ما قمت أنت باقتباسه للتو ضرورة قفل هذا القوس. على أن ما تبعه من تداع اقتضاه من جانبي أهمية ما أسميه النظر إلى نجاة كحالة من الهيستريا الثقافية النشطة. لكن قد ترتبط عودتي مرة أخرى إلى هذا البوست بمسألة حدوث تطور ما على مستوى مشاركات متوقعة من قبل آخرين، قد يكتفون بصمتهم كأمر يقع كذلك ضمن دائرة التوقع.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de