الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 11:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-18-2010, 03:48 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه

    الله الرحمن الرحيم

    توطئة:
    إن السمة الطاغية في الشعر الصوفي هي الغلو في المبالغة، وكثرة التهويل، والضرب في أودية المبهمات، والإطناب في مدح النفس، وخنق أنفاسها بعبارات التقريظ والثناء، وشعراء المتصوفة الذين تفتقت قرائحهم بأشعار يطفئ من وضاءة حسنها، ورونق نظمها، شيوع الرمز، وكثرة المصطلحات التي تحتاج إلي بوارق من الضياء، ذابت حشاشتهم على عرك الهوى الإلهي، وذوت نضارتهم تباريح الشوق إلي عالم يبهر العيون، ويخلب الأفئدة، عالم يخسأ فيه الكافر، ولا يضام فيه المؤمن، عالم خالد لا تناله عوامل الذوّى والبلى، عالم يشتهي فيه المرء كل شيء، ويبتغي كل معنى، لقد أكدى الصوفي روحه، ورفض أن يتفيأ ظلال الراحة، وأن يقع في شوائب الإسراف، من أجل أن يرد حوضاً لا يظمأ والله ناهله، ويجاور سخيّ ما تغب نوافله، ولقد هام الشيخ عبدالقادر الجيلاني الذي يعده مريديه من أصدق الناس جوهراً، وأزكاهم أرومة، حباً بهذا العالم الذي تشرئب إليه كل نفس، وتتوق إليه كل عين، وأوهى يراعه ومحبرته بنظم القصائد الجياد، والنثر الشعري، التي صاغها في حب الإله، والتي أبان فيها أنه دائب الشوق والحنين لملاقاة رب أسبغ عليه روافد النعم، فلقد هتك بفضله أستار الطبيعة، وأيقن بإرادته أسرار الوجود، وخصه بالمنزلة الرفيعة، والمعجزات التي لا تأتي إلا للأنبياء. لقد سارت أشعار الشيخ عبد القادر الجيلاني التي خلت من الأغراض التقليدية في المدح والذم والغزل والرثاء، في كل صقع وواد، وملأت رحاب الدنيا، وتلقفها مريدوه المنتشرين على ظهر البسيطة، وأضحت عرضة للزيادة والإنتحال، وأنا هنا على قصر باعي، وقلة حيلتي، وضمور معرفتي، أود أن أقارن بين مخطوط حوى قصيدته التي تسمى ((الغوثية)) وبين نفس القصيدة التي ضمها ديوانه.

    الفصل الأول:حياة الشيخ:
    نسبه:
    هو "أبوصالح محيي الدين عبدالقادر بن أبي صالح موسى بن عبدالله بن يحيي الزاهد ابن محمد بن داود بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
    أمه هي أم الخير فاطمة بنت الشيخ عبدالله الصومعي الحسني الزاهد. فهو حسني من جهة الأب، حسيني من جهة الأم. وعمته الشيخة الصالحة أم عائشة".
    ولقد طعن في نسب الشيخ على مر العصور العديد من المؤرخين، وأنكروا انتمائه لعترة الحسن رضي الله عنه سبط الرسول الخاتم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الجحود سببه يعزى إلي كلمة جنكي دوست التي وردت في نسب الشيخ عبدالقادر، والتي تعني العظيم القدر، والرجل المحب للقتال، والمتهيأ دوماً للنزال، لقد رسخ في أذهان هؤلاء المؤرخين أن تلك الكلمة التي لا تمت للعروبة بصلة ولا تصل إليها بسبب، تبرهن بجلاء بأن الشيخ جرثومته أعجمية، وأنّ مِنحت الشيخ ليس بأثيل المنبت، ولا زكيُّ المغرس كما يدعي أسلافه ومحبوه، ولقد تصدى لهؤلاء المؤرخون العديد من المحبين والمنصفين، ففندوا مزاعمهم، وأبطلوا حججهم، وكان في طليعة "هؤلاء المدافعين حديثاً الشيخ محمد المكي بن عزوز التونسي المتوفي عام 1916م، الذي ذكر في رسالته الموسومة بـ((السيف الرباني في عنق المعترض على الغوث الجيلاني)). وقد ذكر في هذه الرسالة أنّ هناك أكثر من ستين من العلماء النسّابين، والمحققين البارعين، أقروا باتصال نسب الشيخ عبدالقادر بالحسن رضي الله عنه".

    مولده ونشأته:
    "ولد الشيخ عبدالقادر عام 470هـ/1077م على رأي معظم الذين آرخوا لحياته، وكانت ولادته في جيلان أو كيلان فعرف بالجيلاني أو الكيلاني، أو الجيلي. وجيلان إقليم فارسي يقع في الجنوب الغربي لبحر قزوين، اشتق اسمها من من الجيالي بمعنى الوحل وذلك لكثرة المستنقعات التي تغمر الإقليم".
    ويبدو أن الشيخ الذي ضربت شهرته الأفاق"كان آخر أولاد أبويه، لأنه عاش يتيماً، فقد توفي أبوه بعد ولادته بقليل لذلك عاش في كنف جده لأمه السيد عبدالله الصومعي فكان ينسب إليه عندما كان في جيلان فيقال بن الصومعي. وكان آخر أولاد أمه لأنها حملت به قبيل سن يأسها بقليل، حتى قال محمد بن يحيي التادفي في ((قلائد الجواهر)) إنها حملت به وهي في الستين من عمرها" . ونشأ الشيخ عبدالقادر في كنف أمه التقية النقية، وجده العابد المتحنث ، الذي رباه على التقوى والصلاح ومكارم الأخلاق، فأخذ بخلائقهم، واقتبس من خلالهم، ومضى على منوالهم في الزهد والتفاني في العبادة وطاعة الرب عزوجل ومراقبته في السر والعلن.
    كان الشيخ عبدالقادر في بواكير صباه تواقاً للعلوم، مشرئباً للمعرفة، وكان غاية أماله، وحديث أمانيه، أن يلم بأصول الشريعة الإسلامية، ويحيط بمداخلها ومخارجها. وأزمع عبدالقادر في قرارة نفسه السفر لحاضرة الدنيا ومنارة العلوم بغداد لأن بلاد جيلان التي مكث فيها ثمانية عشر عاماً تفتقر لما يروي ظمأه، ويشفي غليله، ولقد نسج محبوه له العديد من الخوارق والكرامات وهو في هذا العمر الغض، والسن المبكرة، وأحاطوا تلك الفترة بهالة عظيمة من المعجزات التي لا تتسنى لطفل ما زال في معية الصبا، وطراءة السن، أذكر منها انقطاعه عن الرضاعة في نهار رمضان، والانكباب على ثدي والدته ليلاً، وحديث الثور له عندما كان يسير في البراري وإبلاغه بأنه لم يخلق ليكون فلاحاً، ومشاهدته للحج الأكبر من سطح بيته. سافر الشيخ عبدالقادر إلي "بغداد عام 477هـ/1095م، وهي السنة التي خرج فيها حجّة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي منها تاركاً التدريس في النظّامية، زاهداً في الدنيا، طالباً للمعرفة واليقين. لقد كانت بغداد في عصر الشيخ عبدالقادر عنواناً لحضارة عالمية، بما تضمنته من تنوع وثراء؛ فكانت مجمعاً للعلماء والفلاسفة، ومركزاً للفقهاء والمفسرين والمحدّثين، ومنتدى للشعراء والكُتاب، وأصحاب التراجم والسير والتاريخ، ومحراباً للزّهّاد والصوفية. فلا عجب أن تكون محط أنظار جميع المستنيرين طلباً للمعرفة واليقين، وممارسة التجربة الروحية تحت أنظار مشايخها المشهورين".
    وتخبرنا الكتب المعتقة أنه القافلة التي كانت تقله قطع عليها الطريق مجموعة من الأشرار الذين تتحلب أفواههم للمال، ولمّا كانت هيئته ومنظره لا يوحي بأنه سليل عز وربيب غني أراد قاطع الطريق أن يمرّ عليه مرور الكلام فسأله ذلك السؤال الذي ألِفهُ ثغره دون أن يحفل بجوابه عما يحمله من مال، فتفاجأ بإجابة الصبي الذي طرّ شاربه بأنه يحمل في معييته أربعون درهماً ذهبياً أودعتها أمه في كمه، بعد أن عاهدها بأغلظ الإيمان أنه لن يكذب أبداً ولن يفعل ما يغضب الرب عزّ وجل ويصيب الأخلاق في مقتل، وظنّ اللص أن الصبي يستخف به وبعد أن توثق من صدقه سأله عن السبب الذي دفعه لذلك، فأخبره عن كنه العهد الذي قطعه لأمه، العهد الذي جعل زعيم اللصوص يقلع عن ترويعه للناس، وسلب أموالهم فيما بعد، حينما رأى فتاً جاوز حد الصغر، وبلغ سن الرشد، يخبره عن جل ماله في وداعة حتى يبرّ بالعهد الذي عاهد به أمه التي تقاسمت معه تركة والده ، تلك الأم المشبل التي آثرت أن تعطيه الثمانون دينار برمتها لولا رفضه، فهو يعلم حياة الضنك والفاقة التي تعيشها، فذهل اللص من ذلك الوفاء، واغرورقت عيناه بالدموع، واهتز صدره الموبوء بجراثيم الضغائن والحقود من فرط البكاء، وأزمع التوبة بعد أنّ رأى الفتى اليافع يتهافت في الحفاظ على وصية والدته غير آبه ولا مهتم بضياع كل ما يملك، بينما هو وثلته منذ عهود خلت سلكوا سبيل الردى والعناد، وتركوا سبيل الهدى والرشاد، قطعوا الطريق، وروعوا الآمنين، وأقدموا على فعل ما يجر غضب الله وسخطه، فأعلن توبته وصدع بها أمام جماعته الذين حذوا حذوه، وتحروا طريقته.
    وصل الشيخ عبدالقادر بغداد في زمن الخليفة المستظهر، وأمضى فيها ثلاثاً وسبعين سنة، شهد فيها حكم خمسة من الخلفاء العباسيين "هم المستظهر بالله والمسترشد ( حكم من سنة 512 إلي سنة 529هـ) والراشد ( حكم من 529 إلي 530هـ) والمقتفي ( حكم من 530 إلي 555هـ) والمستنجد ( حكم من سنة 555 إلي 566هـ)".
    ولعل ما لا يند عن ذهن أو يغيب على خاطر أن الدولة العباسية في تلك الحقبة قد تقوضت أركانها، ووهت دعائمها، ولم يبقى لها من الحكم سوي اسمه، وأن مقاليد الأمور كانت بيد السلاطين السلاجقة. ولقد شهدت تلك الفترة حروباً طاحنة وبلبلة وفوضى واضطراب، فالكل كان يروم الوصول إلي سدة الحكم. وقاطني بغداد تكالبوا على الدنيا، وأثروا الفانية على الباقية، بعد أن شغلتهم زخارفها وشهواتها عن مروج مصقولة الحواشي، وجنة وارفة الظلال. ولقد رأى الشيخ عبدالقادر ببصيرته التي كانت تؤثر جانب الكمال على جانب النقص، أن الشهوات تؤنس جُلاسها بوجهها المتهلل، وتستبهم عليهم معالم القصد، وأن الشباب الذين هم في سنه يهيمون في أودية الضلال، ويتسكعون في بيداء الغواية، فأقبل على العلم بهمة ماضية، وحرص شديد، وفي سبيل تحصيله، "عانى كثيراً من المتاعب، ومن أشدها الفاقة والفقر، فلقد انقضى كل ما كان لديه من مال، فصار لا يجد ما يقتات به، مهما كان قليلاً، ووصل به الحال أن صار يقتات بما يجده في ضفاف دجلة، من قمامات البقل وورق الخص، وثمار الخروب، وصار يمشي حافي الرجلين في الرمال والأحجار، ولم يكن له مسكن يخصه، وصار يتعرض لأمراض تهدد حياته. بل إنه في بعض الفترات ظن من رأوه في الطريق أنه مات، فأرادوا أن يدفنوه في المقبرة، ولكن الله سبحانه وتعالى لطف به فتحرك جفنه قبل أن يواروه التراب".
    وعن تلك الفترة العصيبة يخبرنا بأنه بقى أياماً لم يتناول فيها ما يسد الرمق، ويدفع غائلة الغرث والجوع، فذهب يتتبع المنبوذات ليأكلها، فكان من حظه العاثر لا يذهب إلي موضع إلا ويجد غيره قد سبقه إليه، حتى وصل في نهاية المطاف إلي مسجد ياسين بسوق الرياحين فدخل وقد كاد أن يتنسم أريج الموت، يقول الشيخ عبدالقادر واصفاً تلك الفترة الحالكة فإذا بشاب أعجمي يدخل ومعه خبز وشواء، وجلس يأكل فرآني، فقال : بسم الله يا أخي، فأبيت، فأقسم عليّ، فبادرت نفسي فخالفتها، وأقسم أيضاً فأجبته فأكلت، فقال: من أين أنت؟ وما شغلك؟ قلت: أنا متفقه من جيلان، فقال: وأنا من جيلان، فهل تعرف شاباً جيلانياً يسمى عبدالقادر الزاهد؟ فقلت: أنا هو. فاضطرب وتغير وجهه، وقال: والله، لقد وصلت إلي بغداد ومعي بقية نفقة لي، فسألت عنك فلم يرشدني أحد ونفذت نفقتي، ولي ثلاثة أيام لا أجد ثمن قوتي إلا مما كان لك معي، وقد حلت لي الميتة، فأخذت من وديعتك هذا الخبز والشواء، فكل طيباً فإنما هو لك، وأنا ضيفك الآن بعد أن كنت ضيفي. فقلت له: وما ذاك؟ فقال: أمك وجهت لك معي ثمانية دنانير. فطيبت نفسه ودفعت إليه باقي الطعام وشيئاً من الذهب، فقبله وانصرف".

    صفاته الخلِْقيّة:
    كان الشيخ عبدالقادر الجيلاني أنزل الله على قبره شآبيب رحمته كما وصفته لنا أمهات الكتب" يميل إلي الطول، وتبدو عليه امارات النبل والاستقامة، عريض الجبهة، يميل لونه إلي السمرة، ويصل شعره إلي كتفيه، عريض المنكبين، متناسق الأعضاء، عذب الصوت، جهور به، ذو نطق متميز، ونظرات حادة ثاقبة تجعل من الصعب على جليسه أن يديم النظر إليه، ذو لحية طويلة متوسطة الكثافة دقيقة النهاية، هيئته العامة توحي بالبساطة والطيبة والنبل والجمال".
    كما كان قوي البنية، وثيق التركيب، مرير القُوى، متين العصب، والدليل على ذلك أنه سقط في نهر دجلة في ليلة شاتية شديدة الصّرد، وكان عليه جبة من الصوف، فعصرها ثم لبسها ومضى في حال سبيله، ولم ينتابه ما ينتاب غيره من اصطكاك الأسنان، وارتعاش الأوصال، وفي ذلك يقول بن النجار في تاريخه:"سمعت أبا محمد يقول: كنت أدخل على الشيخ عبدالقادر في وسط الشتاء وقوة برده، وعليه قميص واحد وعلى رأسه طاقية، والعرق يخرج من جسده، وحوله من يروحه بالمروحة كما يكون في شدة الحر".

    صفاته الخُلُقيّة:
    كان الشيخ عبدالقادر الجيلاني،نبيل النفس، حر الخلال، محمود الشمائل، متجاف عن مقاعد الكبر، وكان من فرط تواضعه أنه يقف للصغير والجارية وذلك مع علو قدره، وعظمة منزلته، كما كان" يجالس الفقراء ويفلي ثيابهم، ولا يقوم لأحد من العظماء وأعيان الدولة، ولا يلم بباب وزير ولا سلطان". كما كان صدّاعاً بكلمة الحق لا يخشى في الجود بها لومة لائم، وكان من شدة شجاعته ينتقد كل من جنح بعيداً عن شط الحقيقة، ونأى عن جادة الصواب، ولا يحفل بمكانته أو مركزه، فالشريف والوضيع سيان عنده، لذا نجده قد انتقد الخلفاء، والأمراء، وعلية القوم، ولعل خير مثال نستشهد به هنا حينما خطب في الجمعة موجهاً استنكاره ولومه للخليفة المقتفي لأمر الله الذي ولى القضاء يحيي بن سعيد المعروف بابن المرجم، فقال له:" ولّيت قضاء المسلمين أظلم الظالمين فما جوابك غداً عند رب العالمين أرحم الراحمين؟". فارتعد الخليفة وبكى، وعزل القاضي المذكور لوقته". كما عنّف بعلماء البلاط الذين يؤولون أحكام الشريعة لكي تتوافق مع أهواء السلطان، ومن المآخذ على الشيخ عبدالقادر الجيلاني أن وعظه كان يتسم بالخشونة والشدة، والوعظ ينبغي أن يُقدم باللطف واللين، حتى تعم المنفعة، وتسود العدالة لتشمل جوانب الأرض، وخوافق السماء، ونحن إذا جشمنا أنفسنا عناء التعليل، لقلنا أن الشيخ كابد لأواء الحياة وقسوتها منذ نعومة أظافره، فأضحت تلك الخشونة التي داهمته منذ الصغر ممتزجة بخلقته، مؤثلة في فطرته،كما أن الشيء الذي دفعه إلي هذا الأسلوب هو شدة حرصه على تقويم الاعوجاج وإصلاح من لجّ في غوايته، وأوغل في عمايته. ونجد أن الشيخ قد اعتذر عن هذه الشدة بقوله:" ما بيني وبينك عداوة، غير أني أقول الحق، ولا أحابيك في دين الله عز وجل. قد تربيت على خشونة كلام المشايخ، وخشونة الغربة والفقر، إذا ظهر مني إليك كلام فخذه من الله عز وجل، فإنه هو الذي أنطقني". لأجل ذلك تضام الناس على الشيخ عبدالقادر الجيلاني يقبلون يديه ويبالغون في تبجيله والحفاوة به، ويحثون مطاياهم بالزجر والضرب لحضور مجلسه.

    مذهبه وعقيدته:
    كان الشيخ عبدالقادر حنبلي المذهب، أما عقيدته التي درج عليها ولم يحيد عنها قيد أنملة حتى وافاه الأجل هي "الإتباع بدون ابتداع، والتقيد بالكتاب والسنة في كل حال. وكان يكثر من ذكر ذلك في مجالسه ودروسه، وفي خطبه ومواعظه، وفي كتبه ووصاياه. كان يقول لأصحابه: اتبعوا ولا تبتدعوا، وأطيعوا ولا تخالفوا، واصبروا ولا تجزعوا، وانتظروا ولا تيأسوا. وقال أيضاً:" لا تبتدع وتحدث في دين الله عزوجل سيئاً لم يكن، اتبع الشاهِدَيْن العَدْلين الكتاب والسنة، فإنهما يوصلانك إلي ربك عز وجل، وأما إن كنت مبتدعاً فشاهداك عقلك وهواك، فلا جرم يوصلانك إلي النار ويلحقانك بفرعون وهامان وجنودهما، لا تحتج بالقدر فلا يقبل منك: لابد لك من الدخول إلي دار العلم والتعلم ثم العمل ثم الإخلاص".
    ومما يبرهن أنه كان راسخ الإيمان، ثابت اليقين، لم يلتفت إلي الفتن والمغريات التي تستهدف دينه، ما حدّث به ابنه موسى قال"سمعت والدي يقول: خرجت في بعض سياحاتي إلي البرية ومكثت أياماً لا أجد ماءً فاشتد بي العطش، فأظلتني سحابة ونزل عليّ منها شيء يشبه الندى فرويت، ثم رأيت نوراً أضاء به الأفق، وبدت لي صورة، ونوديت منها: يا عبدالقادر أنا ربك وقد أحللت لك المحرمات، أو قال: ما حرمت على غيرك، فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أخسأ يا لعين، فإذا ذلك النور ظلام وتلك الصورة دخان، ثم خاطبني وقال: يا عبدالقادر نجوت مني بعلمك بحكم ربك وقوتك في أحوال منازلاتك، ولقد أللت بهذه الواقعة سبعين من أهل الطريق، فقلت: لربي الفضل والمنة، قال: فقيل له: كيف علمت أنه شيطان؟ قال: بقوله: قد حللت لك المحرمات".
    ولعل من الأشياء التي لم ينضجها بحث أو تصاحبها روية، وقوع بعض من استرخي في أيديهم عنان القلم في أخطاء لا ترد إلا ممن غالى في محبة الشيخ عبدالقادر، ونسب إليه من فرط حبه كرامات وخوارق لا تناط بها ثقة، ولا يخلد إليها بيقين، لأنها بعبارة مبسطة ترفعه من أكناف الأرض إلي خوافق السموات، وتجعل المرء يعتقد فيه، ويتعصب له، ويدعو إليه، للشيخ عبدالقادر تغمده الله وإيانا برحمته كرامات بعضها حقيقي، وبعضها خرافي؛ من تلك الكرامات الخرافية التي يذهل العقل عن تصديقها ما نُقل عن الشيخ عبدالقادر أنه قال على كرسي وعظه ببغداد:"قدمي هذه على رقبة كل ولي. وأت العلماء علموا بهذا في جميع الأقطار فحنوا رؤوسهم مذعنين له خاضعين. وزعم البعض أن هذه الكلمة تنبئ بعلو كعبه على جميع الأولياء. ومثال ذلك أيضاً قوله عنه أعطى سجلاً فيه أسماء ومريديه وأتباعه، وأنهم وُهبوا له، وأنه لا يبرح الموقف حتى يأخذهم معه إلي الجنة. وقوله:"أنا أحفظ مريدي في غيبته وحضوره، ومريدي لا يدخل النار. وقوله للميت:قم بأذني..)) إلي غير ذلك من الأقوال المدسوسة التي يقصد بها إعلاء شأن الشيخ ورفع منزلته بين أعيان الأمة من أولياء وأتقياء، وبيان أن فضل الله قد انحصر فيه وفي أتباعه الذين هم خير الناس وأفضلهم، وأقربهم إلي الله وأحبهم إليه كيفما كانوا. ولا يمكن أن تصدر هذه الأقوال عن الشيخ لأن فيها ما يهدم منار التوحيد، ويضر بالعقيدة، وفي الوقت نفسه لا ينطبق على ما عُرف من سيرته وما نُقل عنه".

    شيوخه وتلاميذه:
    كان الشيخ عبدالقادر الجيلاني شغوفاً بالعلم، جاداً في تحصيله، مقبلاً عليه بهمة تنطح النجوم وتقل الجبال، ولقد ساعدته عزيمته النافذة، وشكيمته التي تستصغر عظائم الأمور، في ترويض الصعاب، وتخطي رقاب الموانع، الأمر الذي يسّر له أن يتقن في اليوم ما يتقنه أقرانه في أسبوع، تجده دائماّ يضطرب في مجالس العلم، متنقلاً من مجلس إلي آخر، تدفعه نفسه التواقة إلي الاستزادة والتعمق، فمثل هذه النفس التي عظم قدرها، وارتفعت منزلتها في العيون، لا تركن إلي القليل والسطحي منه، انكب الشيخ عبدالقادر على العلم حتى أتقن جميع العلوم التي كانت سائدة في عصره، و"كان من جملة الذين أخذ عنهم الحديث أبوغالب الباقلاني، وجعفر السراج، وأبوبكر بن سوسن، وبن بيان، وأبوطالب بن يوسف، ومن الذين أخذ عنهم الفقه القاضي أبوسعيد المخزامي، وأبوالخطاب الكلوذاني، وبن عقيل، ومن الذين أخذ عنهم الأدب زكريا التبريزي". كما نجده قد أخذ"علم التصوف عن الشيخ حماد بن مسلم الدباس، ولبس خرقة التصوف من القاضي أبي سعيد المخزمي، ثم حبب إليه شيخه حماد الدباس المجاهدات والرياضيات، وكان هذا الشيخ قدوة لمشايخ بغداد، فساح الشيخ عبدالقادر في صحراء العراق ملازماً الخلوة والمجاهدة، متحملاً المشاق في مخالفة النفس، ومحاربة الهوى، وملازمة السهر والجوع، والمقام في الأماكن المنعزلة، مقبلاً على الاشتغال بالعبادة وتلاوة الأذكار". وكذا نجد أن الشيخ عبدالقادر قد جمع بين الدراسة العلمية والرياضة الروحية، وقد استمرت فترة الدراسة والتحصيل "عنده من يقارب الثلاث وثلاثون عاماً، لا نلم بالكثير من تفاصيلها لأنه أمضى قسماً كبيراً منها بعيداً عن الناس وعن الدراسة والتحصيل في خرب المدائن، وإيوان كسرى، وغيرها حتى كان يدعى بعبدالقادر المجنون. ولعل الشيء الذي ينبغي عليّ ذكره أن الشيخ عبدالقادر الجيلاني تغمده الله برحمته وشمله بعفوه انصب أكثر اهتمامه على دراسة المذهب الحنبلي ثم درس معه المذهب الشافعي أيضاً. ودام هذا الدرس والتحصيل ثلاثاً وثلاثين سنة ولكنه لم يكن متصلاً، بل متقطعاً على حسب الظروف والأحوال".
    أما تلاميذه الذين نهلوا العلم على يديه فهم من ذوي الشهرة والنباهة، "وممن حدث عنه: السمعاني، وعمر بن علي القرشي، والحافظ عبدالغني، والشيخ موفق الدين ابن قدامة، وولداه عبدالرزاق وموسى، والشيخ علي بن إدريس، وأحمد بن مطيع الباجسرائي، وأبوهريرة محمد بن ليث الوسطاني، وأكمل بن مسعود الهاشمي، وأبوطالب عبداللطيف بن محمد القبيطي، وروى عنه بالإجازة الرشيد أحمد بن سلمة وصحبه الشيخ السهروردي، ويذكر السمعاني أنه قرأ عليه كتاب أخبار مكة للأزرقي، وبعض جزء من كتاب الجامع الصحيح لأبي حفص البيجري".

    آثاره ومناقبه:
    خط يراع الشيخ العديد من المؤلفات الجامعة لشتيت الفؤائد، تمتاز هذه المؤلفات بالفهم العميق لأهداف الشريعة الإسلامية ومراميها، والأسلوب الناصع البيان، الذي لا يحتاج إلي كد ذهن، ولا إرهاق خاطر. ومؤلفات الشيخ وضعت العلاج الناجع للمشاكل التي تفاقم شرها، واستطار أذاها، في عصره. وأشهر هذه المؤلفات:
    1-"الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل. وهو جزءان، يتناول الجزء الأول الآداب الشرعية التي يجب أن يتحلى بها المؤمن، وكيفية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ كما يتناول الأدلة على وجود الله، ورأي الفرق الإسلامية المختلفة في مشألة خلق القرآن. أما الجزء الثاني فإنه يتناول أركان الإسلام من الشهادتين والصلاة والصوم والزكاة والحج وفضائلها. والقسم الأخير من هذا الجزء مخصص لآداب المريدين والسالكين لطريق التصوف، مع التعريف بمقامات وأحوال الطريق.
    2-الفتح الرباني والفيض الرحماني؛ وهو المواعظ التي كان يلقيها على تلاميذه في مدرسته ببغداد.
    3-فتوح الغيب.
    4- الفيوضات الربانية في المآثر والأوراد القادرية، جمع الشيخ محمد سعيد القادري.".
    وهناك العديد من المؤلفات المنسوبة إلي الإمام الجيلاني،"انفردت مصادر عديدة بإشارات مفردة إليها، ومعظمها إما مخطوط أو مفقود..ومن هذه المؤلفات:
    -الكبريت الأحمر.
    -جوهرة الكمال.
    -جواهر الرحمن.
    -درر المعاني.
    -يواقيت الحكم.
    -معراج لطيف المعاني.
    تحفة المتقين وسبيل العارفين.
    المواهب الرحمانية.
    تنبيه الغبي إلي رؤية النبي.
    وهذه المؤلفات، وغيرها مما ينسبه المفهرسون للإمام الجيلاني، تشير إلي مدى الاضطراب الواقع حول آثاره. وهو الاضطراب الذي كان سببه الأول:خراب مدرسة الإمام الجيلاني عدة مرات..عند سقوط بغداد بأيدي المغول سنة656هـ، وعند احتلال الصفويين لها بقيادة إسماعيل الصفوي سنة 914هـ، بعد ذلك بسنوات، وعند غرق بغداد سنة 1246هـ. ولولا ذلك، لظلّ تراث الإمام محفوظاً بمدرسته، ولكان تحديد مؤلفاته بدقة تامة عملاً ميسوراً.
    ومن أبرز ما أُلّف في مناقبه:
    "-بهجة الأسرار ومعدن الأنوار للشطفوني(ت713هـ) طبعة دار الكتب العربية، القاهرة 1330هـ.
    -خلاصة المفاخر في اختصار مناقب الشيخ عبدالقادر لليافعي(ت768هـ)
    -قلائد الجواهر في مناقب اليخ عبدالقادر للتنادفي(ت963) طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، الهند 1951م".

    وفاته:
    أدرج الشيخ في قبره سنة 561هـ إثر علة لم تمهله طويلاً، فالشيخ عبدالقادر طوال حياته العامرة بالعطاء، والحافلة بالتقى والعبادة، لم يمرض مرضاً شديداً يجعله يتورك عن الحركة، سوي المرض الذي فاضت فيه روحه، ولم يدم غير يوماً وليلة. وكانت وفاة الإمام بعد عتمة ليلة السبت، عاشر ربيع الآخر. وقد جاوز التسعين من عمره، "وقد سأله ابنه عبدالوهاب النصيحة فقال:"عليك بتقوى الله، ولا تخف أحداً سوي الله، ولا ترجُ أحداً سوي الله، وّكِلَ الحوائج إلي الله، ولا تعتمد إلا عليه، وأطلبها جميعاً منه، ولا تثق بأحد سوي الله". وفي يوم وفاته سأله ابنه الشيخ عبدالجبار،"ماذا يؤلمك من جسدك؟ فقال رضي الله عنه: جميع أعضائي تؤلمني إلا قلبي فما به ألم وهو مع الله عز وجل، وبدأ يردد: استعنت بلا إله إلا الله، سبحانه وتعالى هو الحي الذي لا يموت، ولا يخشى الفوت، سبحان من تعزّز بالقدرة، وقهر عباده بالموت، لا إله إلا الله محمد رسول الله، وقد تعذر عليه التلفظ بكلمة:تعزز، فظل يرددها حتى تلفظ بها، ثم أخذ يردد: الله، الله، الله، حتى خفي صوته ولسانه ملتصق بسقف حلقه، ثم خرجت روحه الكريمة رضوان الله تعالى عليه".
    والشيخ عبدالقادر الذي تزوج أربعة نساء في حياته ترك تسعة وأربعين من الأبناء "منهم سبعة وعشرون ذكوراً، والباقي إناث". كما ترك ألاف المريدين الصادقين الذين ساروا على نهج الطريقة التي وضعها لهم، واستمرت وتيرة الحركة القادرية على ذات النسق رغم تعاقب القرون، وتفاوت الأزمان، تحتفي بذكر مؤسسها، وتتدفق بين رحاب العالم حتى صارت من أوسع الطرق الصوفية في العالم الإسلامي.


    الفصل الثاني:قصيدة الشيخ عبدالقادر الجيلاني:((الغوثية)):
    ليس للشيخ عبدالقادر الجيلاني دواوين مطبوعة أو مخطوطة وإنما هي في واقع الأمر مجرد قصائد متفرقة، ومقالات متناثرة في كل صقع وواد، حرص على جمعها ودراستها الدكتور المصري يوسف زيدان، حوت هذه القصائد والمقالات التفاتات ذهن الشيخ الذي ما وهن عزمه ولا لانت قناته في تحصيل العلوم والارتقاء بالنفس ورياضتها عن سُعار الشهوات، ولعل هذه القصائد والمقالات جاءت على نفس المنوال والنسق الذي اختطه شعراء المتصوفة ولم يحد عنه باز الله الأشهب الشيخ عبدالقادر، "فهو مسبوق بإنتاج رائع من هذا النوع..أعني كتابة المقالات الذوقية والرمزية، التي جاءت على شاكلة كتابات النّفّري في موافقه ومخاطباته التي جاءت على نفس النحو من التركيز والإلماح وعمق الدلالة، لتعبر عن هذه المشاهد الذوقية التي ذكر النّفّري أنها كلما اتسعت فيها الرؤية، ضاقت العبارة". وديوان الشيخ عبدالقادر الجيلاني اشتمل أيضاً على "مجموعة منتقاة من النصوص النثرية التي تقع في المنطقة الممتدة ما بين الشعر والكتابة بلغة الاصطلاح. فهو نثر شعري يتناول موضوعات التصوف بعبارة يغلب عليها التركيز الشديد في الفظ مع اتساع المعنى وبُعْد الدلالة".
    ويضم هذا الديوان تسع قصائد من الشعر الصوفي، تشتمل على مائتين وثمان وخمسين بيتاً، هي خلاصة ما اطمأنت إليه نفس جامعه، وبعد أن دقق ومحّص وقارن بين العديد من القصائد المنسوبة إلي الشيخ بعدة مخطوطات وطبعات قديمة تناثرت فيها تلك القصائد. من ضمن تلك القصائد التي اشتمل عليها ديوان الإمام عبدالقادر القصيدة الغوثية التي تثب إلي الآفاق العالية، وتدلف إلي الأغوار العميقة، ولأهمية هذه القصيدة التي تعتبر من أهم قصائد الديوان، وأشهر أشعار الإمام على الإطلاق، فشا ذكرها على الألسنة، وقرع صيتها الأسماع، وحوتها المخطوطات المعتقة في أقاصي الدنيا، كتلك المخطوطة التي أنا بصددها والتي تتبع لشخص يُدعى محمد عبدالرحيم مُقيم بمدينة مونتريال الكندية، هذه المخطوطة التي وجدت فيها العديد من التفاوت بينها وبين(( الغوثية)) في الديوان مؤرخة بتاريخ 28 سبتمبر 1940م وقد دلق في صفحتها الأولى المهترئة عبارة باللغة الإنجليزية مضمونها قصيدة للشيخ عبدالقادر الجيلاني، ولعل الشيء الذي لم أستطيع أن أجلو غامضه ورود كلمة ((مركز)) في المخطوطة، دون أن يصدع محمد عبدالرحيم أو من نقل هذه المخطوطة بأي كلمة توضح كنه هذا المركز.
    والقصيدة الغوثية يرى جامع الديوان أنها تعرف "عند العوام بالغوثية. وعند خواص أهل الطريق بالخمرية...ولهذه القصية عند في نفوس القادرية مكانة لا تعدلها مكانة أثر آخر للإمام عبدالقادر الجيلاني، فهم يجعلون لقراءتها خواص وفوائد لا تحصى، بل ويذهب بعضهم إلي أنّ لكل بيت منها، خاصية مشهورة مفردة".

    القصيدة الغوثية كما وردت في الديوان:
    1-سقاني الحب كاسـات الوصـال فقلت لخمرتي نحوي تعالى
    2-سعت ومشـت لنحوي في كئوس فهـمتُ بسكـرتي بين المــوالي
    3-وقلـت لسـائر الأقطـاب لُمُّوا بحـاني وادخـلوا أنتـم رجـالي
    4-وهيمـوا واشرـبوا أنتم جنودي فسـاقي القـوم بالـوافي ملالي
    5-شربتـم فضـلتي من بعد سكري ولا نـلتم عـلُوّي واتّصــالي
    6-مقامـكم العُـلا جمعاً ولكـن مقـامي فـوقكم مـازال عـالي
    7-أنـا في حضـرة التقريب وحدي يُصـرّفني وحسْـبي ذو الجـلال
    8-أنا البـازيُّ أشهـب كُلّ شيخِ ومـن ذا في المـلا أعطى مثـالي
    9-درسـت العلم حتى صرت قطباً ونلـت السعـد من مولى المـوالي
    10-كسـاني خِلْعةً بطـراز عِـزّ وتـوجني بتيجـان الكمـــال
    11-وأطلعـني على سـر قـديم وقـلدني وأعـطـاني ســؤالي
    12-وولاني عـلى الأقطاب جمعاً فـحُكِمي نـافِذُ في كـل عـالي
    13-فلـو ألقـيت سري وسط نار لـذابت وانطـفت من سر حـالي
    14-ولو ألقيـت سري فوق ميت لقـام بـقدرة المولى سعـى لــي
    15-ولـو ألقيت سـري في جبال لـدكت واختفـت بـين الرمــال
    16-ولـو ألقيت سـري في بحار لـصار الكُـلُّ غـوراً في الــزَّوالِ
    17-ومـا منها شـهور أو دهور تمُــرُ وتنقـضـي إلا أتـى لــي
    18-وتخـبرني بما يجـري ويأتي وتُعْلِـمُني فأُقْصـِرُ عن جــــدالي
    19-بلادُ الله مُـلْكِي تحت حُكْمي ووقــتي قبل قبـلي قد صفــا لـي
    20-طبـولي في السـما والأرض دقت وشــاءُسُ السعـادة قد بـدا لي
    21-أنـا الجيلاني مُحيي الدين اسمي وأعـلامي علـى رُوس الجــبــال
    22-أنـا الحسنِيُّ والمخدع مقامي وأقــدامي علــى عُـنق الرّجـال
    23-رجالُ خـيموا في حيّ ليلى ونـالوا في الهـوى أقصــى مـنـال
    24-رجـالُ في النهار ليوث غابِ ورهـبــانُ إذا جــنّ الــليالـي
    25-رجـالُ في هواجرهم صِيامُ وصــوت عويلهــم في الليـل عالي
    26-رجـالُ ما التهـوا عنه بشيء ومــا اختاروا قصــوراً في عوالي
    27-رجـالُ لا يُضـام لهم نزيلُ ولا يشــقى الجـليس ولا يُبـالي
    28-رجـالُ سائحون بـكل واد وفي الغابـات في طلـب الوصـال
    29-ألا يـا للرجال صِلُوا مُحبّاً لــنار البعـد والهـجران صـال
    30-ألا يـا للرجال قُتِلتُ ظُلماً بـلحظ قد حـكى رشـق النبال
    31-ألا يـا للرجال خذوا بثأري فـإّني شيخْـكُم قُطـب الكـمال
    32-فمـن في أوليـاء الله مِْثلِي ومـن في الحكم والتصـريف خالي
    33-ترى الدنيا جميعاً وسط كفّي كخـردلةٍ عـلى حُـكْم النّـوال
    34-مُريـدي لا تخف وشْياً فإني عـزوُمٌ فـاتِلُ عنـد القــتــالِ
    35-مُريـدي لا تخف فاللّهُ رَبّي حَــبَاني رِفْــعـةً، نِلـْتُ المعـالي
    36-مُريدي هِمْ وطِبْ واشْطحْ وَغَنّي وافْــعل ما تشــا فْالإسْـمُ عـالي
    37-وكُلُّ فَتـَىً على قدمِ وإنّي عـلى قـدم النـبي بـدْر الكـمـالِ
    38-عليه صـلاة ربّي كُلّ وقتٍ كتْـعداد الرّمــال مـع الجــبـال

    وعن الفوارق التي حفلت بها المخطوطة سوف أضع علامة ((**)) على الكلمة أو البيت الذي أتي مغايراً لما جاء في الديوان، وفي حقيقة الأمر أن هناك عدة أبيات وردت في الديوان لم تحتوتيها المخطوطة، كما أن هناك بيتين في المخطوطة ليس لهما مثيل في الديوان. الشيء الآخر الذي أود الإشارة إليه أنّ ترتيب الأبيات يختلف فيما بين الديوان والمخطوطة.

    القصيدة الغوثية كما وردت في المخطوطة:
    1-سقـاني الحب كاسـات الوصال فقلـت لخــمرتي نحـوي تعـال
    2-سعت ومشت لنحوي في كئوس فهـمتُ بسـكرتي بين الــموال
    3-وقلت لــسائر الأقطاب لُمُّوا *بحــالي وادخلـوا أنتم رجـال
    4-*وهمُّوا واشربوا أنتم جـنودي فسـاقي القـوم بالـوافي الملال*
    5-شربتم فضلتي من بعد سكري ولا نلتـم علُـوّي والتّـصـال*
    6-مقامــكم العُلا جمعاً ولكن مقـامي فوقـكم مـازال عال
    7-أنا في حضرة التقريب وحدي يُصـرّفني وحـسْبي ذو الجلال
    8-أنا البازيُّ أشهب كُلّ شيخِ ومـن ذا في المـلا أعطى مثال
    9- كسـاني خِلْعةً بطراز عزم* وتوجـني بتيجـان الكــمال
    10-وأطـلعني على سر قديم وقــلدني وأعـطاني سـؤال
    11-وولاني على الأقطاب جمعاً فحُـكِمي نافِـذُ في كل حال*
    12- *ولو ألقيت سري في بحار لصـار *لكُـلُّ غوراً في الزَّوالِ
    13- ولو ألقيت سري في جبال لـدكت واخـتفت بين الجبال*
    14- ولو ألقيت سري فوق ميت لقـام بقـــدرة المولى تعال*
    15- فلو ألقيت سري وسط نار *لخـمدت والنّطفـت من سر حال
    16- وما منها شهور أو دهـور تمُـرُ وتنقضــي إلا أتـــال*
    17-وتخبرني بما *يأتي ويجـري* وتُعْــلِمُني فأُقْصـِرُ عن جـدال
    18- مُريدي هِمْ وطِبْ واشْطحْ وَغَنّي وافْعــل ما تشــا فْالإسْمُ عال
    19- مُريدي لا تخف *الله رَبّي *عطــاني رِفْـعةً، نِلْتُ المنـال*
    20- طبولي في السما والأرض دقت وشـاءُسُ *السـعادت قد بـدال
    21- بلادُ الله مُلْكِي تحت حُكْمي ووقـتي قـبل *قلبي قد صــفال
    22-نظرت إلي بلاد الله من كُمي كخــردلة على حُكـم التصـال
    23- درست العلم حتى *سرت قطباً ونـلت السعـد من مولى المـوالي
    24- وكُلُّ *وليّ على قدمِ وإنّي علـى قـدم النبي بـدْر الكمـالِ
    25- مُريدي لا تخـف *واش فإني عـزوُمٌ فاتِــلُ عــند القتـالِ
    26- فمـن في أوليـاء الله مِْثلِي ومـن في *التعلمي والتصريف*حال
    27- أنا *الجيلي مُحيي الدين اسمي وأعــلامي علــى *رأس الجبال
    28-نبيُ هاشمـي مكّيُ حجازي وهـو جدي بِهــي نلتُ المعـالِ
    29-أنا الحسنِيُّ والمخدع مقامِ وأقـدامي على عُنــق الـرّجـال
    30-وعبدالقادر مشهور اسمي وجـدي صاحـبُ العيْـنُ والكمال
    31-فسهل يا إلهي كل سعب بحـرمتِ سيـد الأبـرار سـهــل

    الاختلاف بين القصيدتين يتمثل في:
    الكلمات التي وردت في قصيدة الديوان تختلف عن المخطوطة مثل ما حدث في البيت الثالث: ((بحالي))، نجدها في الديوان ((بجاني)). ا
    البيت الرابع: نجد كلمة: ((وهمُّوا)) جاءت في الديوان ((وهيموا))، وفي نفس البيت كلمة: ((الملال)) جاءت في الديوان ((ملالي)).
    البيت الخامس: كلمة :((التّصال))، جاءت في الديوان ((اتصالي)).
    البيت التاسع من المخطوطة: نجد كلمة ((عزم))، وردت في الديوان ((عز)).
    البيت الحادي عشر من المخطوطة: كلمة ((حال))، أتت في الديوان ((عالي)).
    البيت الثاني عشر من المخطوطة: نجد صدر البيت ((فلو))، جاءت في الديوان ((ولو)) وفي نفس البيت كلمة ((لكل))، جاءت في الديوان ((الكل)).
    البيت الثالث عشر من المخطوطة: في آخر كلمة من عجز البيت ((الجبال))، جاءت في الديوان ((الرمال)).
    البيت الرابع عشر آخر كلمة من عجز البيت:((تعال))، جاءت في الديوان ((سعى لي)).
    البيت الخامس عشر: نجد أن أول كلمة وردت في عجز البيت:((لخمدت))، جاءت في الديوان ((ذابت)). وفي نفس عجز البيت كلمة ((النّطفت))، جاءت في الديوان ((انطفت)) .
    البيت السادس عشر من ((غوثية)) المخطوطة في آخر كلمة من عجز البيت: ((أتال)) نجدها قد أدغمت بينما جاءت في الديوان من غير إدغام (( أتى لي)).
    البيت السابع عشر: نجد ثمة اختلاف في صدر البيت بين المخطوطة والديوان في ((يأتي ويجري)) حيث جاءت في الديوان ((يجري ويأتي)).
    البيت االتاسع عشر: نجد أن كلمة الجلالة التي وردت في صدر البيت من المخطوطة قد جاءت مسبوقة ((بفاء)) في الديوان. وفي نفس البيت، نجد أنّ أول كلمة في عجزه ((عطاني))، جاءت في الديوان ((حباني)). وفي آخر كلمة من عجز البيت ((المنال))، نجدها قد أتت في الديوان ((المعالي)).
    البيت العشرون: نجد أن كلمة ((السّعادت)) التي وردت في عجز بيت المخطوطة، جاءت نفس الكلمة مربوطة التاء ((السعادة)) في الديوان.
    البيت الواحد والعشرون: في عجز بيت المخطوطة نجد أن كلمة ((قلبي))، وردت في الديوان ((قبلي)).
    البيت الثالث وعشرون: نجد كلمة ((سرت)) التي وردت في صدر بيت المخطوطة، جاءت في الديوان خالية من أي شائبة خطأ إملائي ((صرت)).
    البيت الرابع وعشرون: نجد أن الكلمة التي جاءت في صدر البيت ((ولٍيُّ))، تختلف عن الكلمة التي وردت في الديوان ((فتى)).
    البيت الخامس والعشرون: كلمة ((واشِ)) في صدر بيت المخطوطة، تختلف عن كلمة ((وشْياً)) التي جاءت في الديوان.
    البيت السادس والعشرون: نجد أن كلمة ((التعلمي))، و((حال)) تختلف عما جاء في الديوان، حيث نجد كلمتي ((الحكم))، و((خالي)).
    البيت السابع والعشرون: نجد أن كلمة ((الجيلي))، التي جاءت في المخطوطة يقابلها ((الجيلاني))، وكلمة ((رأس))، في عجز بيت المخطوطة، يقابله في الديوان ((رُوس)).

    الأبيات التي وردت في الديوان ولم ترد في المخطوطة:
    البيت التاسع، والأبيات من الثلاث وعشرون، إلي واحد وثلاثون. والبيت الثامن وثلاثون.
    9- درسـت العلم حتى صرت قطباً ونلـت السعـد من مولى المـوالي
    23-رجالُ خـيموا في حيّ ليلى ونـالوا في الهـوى أقصــى مـنـال
    24-رجـالُ في النهار ليوث غابِ ورهـبــانُ إذا جــنّ الــليالـي
    25-رجـالُ في هواجرهم صِيامُ وصــوت عويلهــم في الليـل عالي
    26-رجـالُ ما التهـوا عنه بشيء ومــا اختاروا قصــوراً في عوالي
    27-رجـالُ لا يُضـام لهم نزيلُ ولا يشــقى الجـليس ولا يُبـالي
    28-رجـالُ سائحون بـكل واد وفي الغابـات في طلـب الوصـال
    29-ألا يـا للرجال صِلُوا مُحبّاً لــنار البعـد والهـجران صـال
    30-ألا يـا للرجال قُتِلتُ ظُلماً بـلحظ قد حـكى رشـق النبال
    31-ألا يـا للرجال خذوا بثأري فـإّني شيخْـكُم قُطـب الكـمال
    38-عليه صـلاة ربّي كُلّ وقتٍ كتْـعداد الرّمــال مـع الجــبال


    الأبيات التي وردت في المخطوطة ولم ترد في الديوان:
    البيت الثاني والعشرون، والثامن والعشرون، والثلاثون، والواحد وثلاثون.
    22- نظرت إلي بلاد الله من كُمي كخــردلة على حُكـم التصـال
    28- نبيُ هاشمـي مكّيُ حجازي وهـو جدي بِهــي نلتُ المعـالِ
    30- وعبدالقادر مشهور اسمي وجـدي صاحـبُ العيْـنُ والكمال
    31- فسهل يا إلهي كل سعب بحـرمتِ سيـد الأبـرار سـهــل

    خاتمة:
    إن الشيء الذي نستشفه من خلال مطالعتنا لهذه القصيدة، اعتداد الشيخ الذي كان لا يقع في معصية أو يتقلب في خزاية بنفسه، فقصيدته الغوثية التي سبرنا غورها تعلو فيها نبرات الفخر، ونغمات الإطراء، ولقد بسط لنا بحرف موشى، ولفظ مصقول، أن منزلته أكبر من أن يتسامى إلي الوصول إليها قطب من الأقطاب، بعد أن نال السعد، وشُرِفَ بخلعة العز، وتوج بالكمال، والشيخ صاحب المجد المؤثل والعز الباق على مر الزمان سار على هدي طريق رسمه له أدباء التصوف من قبله، ومضى عليه شعراء المتصوفة من بعده، وهو شيوع الرمز، وتداول مصطلحات الخمر والسكر، فضلاً عن سرب الكنايات التي رصع بها غوثيته والتي تجعل القارئ صاحب الخاطر المكدود يعد عدته، ويأخذ أهبته لطرح تلك الكنايات من طريقه، حتى يقف على غرر القصيدة وجوهرها، ويُكْبِرَ قريحة شاعر راسخ القدم في الأدب والدين.

    الطيب عبدالرازق النقر
    الجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا

    المصادر والمراجع:
    1- الكيلاني،عبدالرزاق، الشيخ عبدالقادر الجيلاني الإمام الزاهد القدوة، ( دمشق:دار القلم،ط1، 1414هـ/1994).
    2- درثيقة،محمد،الشيخ عبدالقادر الجيلاني وأعلام القادرية (طرابلس الشرق،دار المعارف العمومية،ط1، 1412هـ/1992م).
    3- زيدان،يوسف،ديوان عبدالقادر الجيلاني القصائد الصوفية والمقالات الرمزية (القاهرة، أخبار اليوم، د.ت،د.ط).
    4- القادري،أبوبكر،الشيخ عبدالقادر الجيلاني ودوره في الدعوة الإسلامية في أنحاء العالمين الأسيوي والأفريقي (الدار البيضاء:مطبعة النجاح،ط1، 1420هـ/1999م).
    5- الذهبي،شمس الدين محمد،بن أحمد بن عثمان،تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام،تحقيق:عمر عبدالسلام تدمري (بيروت:دار الكتاب العربي،ط1،1407هـ/1987م).
    6- ابن العماد،عبدالحي بن أحمد،شذرات الذهب في أخبار من ذهب (بيروت:دار الكتب العلمية،د،ط،د.ت).
    7- زيدان،سوسف محمد طه،عبدالقادر الجيلاني باز الله الأشهب (بيروت:دار الجيل،ط1، 1411هـ/1991م).

    الدوريات:

    8- بهجت،مجاهد مصطفى،بحث منشور في مجلة التجديد التي تصدرها الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا بعنوان:الإمام عبدالقادر الجيلاني وشعره من منظور إسلامي، العدد____،2008.

    (عدل بواسطة الطيب عبدالرازق النقر on 02-18-2010, 03:54 PM)

                  

02-18-2010, 06:30 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    تحياتي دكتور الطيب ومشكرو على هذا المقال الرائع الذي أحييت به في نفوس القارئين ذكرى الشيخ عبد القادر. ولكن حيرني ما افتتحت به المقال من عبارة:
    Quote: إن السمة الطاغية في الشعر الصوفي هي الغلو في المبالغة، وكثرة التهويل، والضرب في أودية المبهمات، والإطناب في مدح النفس، وخنق أنفاسها بعبارات التقريظ والثناء،


    فالمعروف أن الصوفية اعتبروا النفس عدو الإنسان الأول، بل أن الطريقة القادرية بالذات مبنية على أذكار يجتاز بها المريد ظلمات الأنفس السبعة : الأمارة واللوامة والملهمة والمطمئنة والراضية والمرضية ثم الكاملة، فكيف يطنب الصوفية في مدح النفس؟ لعلك تقصد ما يعرف عند الصوفية بالقصائد الشطحية وهي قصائد يقولها الولي وهو في حال من أحوال أهل الطريق، ومنها هذه القصيدة التي أوردتها للشيخ عبد القادر الجيلاني، وأشهر نصوصها هو ما ورد في كتاب الفيوضات الربانية تاليف إسماعيل بن محمد سعيد القادري الذي جمع فيه أوراد وقصائد الشيخ عبد القادر، والذي لم أره ضمن مراجعك وآمل أن أعثر على رابط تنزيله وآتيك به.

    وأهديك هذا المعجم الضخم الذي يفسر مصطلحات ورموز الصوفية بوضوح للشيخة العارفة الدكتورة سعاد الحكيم أستاذ التصوف بالجامعة اللبنانية:


    http://www.4shared.com/file/76728254/e3001153/____.htm

    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 02-18-2010, 06:36 PM)

                  

02-18-2010, 06:54 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه (Re: محمد عثمان الحاج)

    للأسف لم أجد الكتاب على الانترنت هناك نسخة مخطوط بنفس الاسم ولكنها تحتوي على كتاب آخر.
                  

02-20-2010, 07:10 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه (Re: محمد عثمان الحاج)

    أستاذي القدير محمد

    تحايا وتبجيل لشخصك الفذ

    لقد أصبت كبد الحقيقة فما عنيته من تلك المقدمة هي المبالغة في التهويل والاغراق في التصوير الذي ينتاب أئمة المتصوفة في لحظات الخلق الفني أو عند التهويم والتحليق في فضاءات لا تتسنى إلا لهم...ولعل القارئ الذي لا يمت للمتصوفة بصلة أو يعود إليهم بسبب يصف تلك القصائد بالغلو والافراط في تمجيد الذات هذا إذا لم ينعت كتابها بوصمة الشرك والالحاد...
    شاكر لك مرورك وايقاع حرفك وحرصك على تزويدي بذلك الكتاب القيم الذي سوف أسعى جاهدا لإقتنائه
    ودمت سيدي موفور الصحة والعافية
                  

02-22-2010, 02:55 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    شغلت حياة هذا الشيخ الجليل قريحة العديد من الادباء والمفكرين
                  

02-28-2010, 07:31 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    ولا يخلو كتاب من كتب الصوفيه من ذكره
                  

02-28-2010, 08:56 PM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    لا زلت أذكر حين زرت بغداد عام2001م
    ووفقني الله للصلاة في هذه المساجد والسلام على الأئمة الموجودة مراقدهم فيها:
    1) مسجد الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان في حي الأعظمية ، وكان مرقده يكاد يكون خاليا من الزوار
    2) مسجد الأمام عبد القادر الجيلاني ، وصليت فيه الجمعة وكان مرقده مزدحما بالزوار .
    3) مسجد الإمام موسى الكاظم في حي الكاظمية وكان مزدحما جدا بالزوار.
    وبغداد بها عد من مراقد الأئمة والصالحين
    واجتهد نظام صدام حسين في بناء هذه المساجد على أفخم صورة ممكنة.
    وكان إبن تيمية يحترم الشيخ عبدالقادر الجيلاني
                  

03-05-2010, 05:46 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه (Re: كمال حامد)

    سلام المبجل كمال
    كيفك سيدي
    ذهبت للعراق ايام عزه ومنعته
    فرج الله كربته وحررهمن الغاصب
    شاكر لك ايقاع حرفك الندي
                  

03-05-2010, 08:17 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    الا رحم الله الغوث الاعظم.
                  

03-06-2010, 05:47 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه (Re: د.محمد بابكر)

    وجمعنا به في اعالي جناته
                  

03-06-2010, 05:59 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    ــــ
    كم جميلاً هذا الولي والشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه حينما قال:

    (إخواني ، ما وصَلتُ إلى الله تعالى بقيام ليل ، ولا صيام نهار ولا دراسة علم ، ولكن وصلت إلى الله بالكرم والتواضع وسلامة الصَّدر . )


    وإن هذا لهو التواضع بعينه.
                  

03-06-2010, 06:05 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه (Re: emad altaib)

    ـــ
    Quote: الطيب عبدالرازق النقر
    الجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا


    تحياتنا لك الأخ الطيب عبدالرزاق

    وعبرك تحياتنا إلي الدكتور سعد الدين منصور والدكتور أحمد المجتبي بانقا إذا كنت تعرفهم.

    (عدل بواسطة emad altaib on 03-06-2010, 06:57 PM)

                  

03-06-2010, 06:52 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه (Re: emad altaib)

    الاخ العزيز

    عماد

    سلام وتحايا

    سوف يصل سلامك لاساتذتي الاجلاء د. سعد والشيخ التقي د. المجتبى

    كلاهما نهلت ونهل الكثيرمن محيطهم اللجب وعلمهم الزاخر

    شاكر لك مرورك وايقاع حرفك
                  

03-07-2010, 10:02 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    للشيخ عبدالقادر ديوان مطبوع وعدة مؤلفات ولكن لعلو مكانته الحق البعض الكثير من المؤلفات التي لم يدونها يراع الشيخ
                  

03-08-2010, 12:05 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ عبدالقادر الجيلاني حياته وادبه (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    كما نجد الكثير من القصائد المنسوبة اليه ولم تجود بها قريحة الشيخ
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de