إسلاميو السودان ولعبة "تدوير الحكم" - قراءة في مستقبلية "مشروع دولة الترابي"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 10:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2010, 03:25 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إسلاميو السودان ولعبة "تدوير الحكم" - قراءة في مستقبلية "مشروع دولة الترابي"



    إسلاميو السودان ولعبة "تدوير الحكم"

    (1)

    خلال أكثر من نصف قرن انتقلت الحركة الإسلامية السودانية من مجموعة صغيرة اختلف المحللون حول تأسيسها، هل هي تيار سوداني صرف انبثق عن مؤسسية سودانية تحديدا المعهد العلمي بأمدرمان الذي كان يدرس العلوم الدينية وكان الشاعر السوداني المعروف التيجاني يوسف بشير أبرز من درسوا فيه في عشرينات القرن الماضي، وتعرض للفصل والاتهام بالكفر وأنشد في ذلك قصيدة مشهورة. أما القول الثاني فهو أن الحركة الإسلامية السودانية هي توليد مصري، استجلبت عبر بعض من السودانيين الذين درسوا في القاهرة في الثلاثينات ومنهم الصادق عبد الله عبد الماجد الذي تتلمذ على يد حسن البنا مرشد الأخوان، وتعرف لاحقا على سيد قطب.
    وبعيدا عن تفكيك البدايات فقد انتقلت الحركة الإسلامية من طور لآخر، غير أن التحول الحقيقي في مسيرتها يعود إلى الدكتور حسن الترابي الذي عاد من الغرب ليحاضر في جامعة الخرطوم بالقانون ويتولى عمادة الكلية، في النصف الأول من الستينات.
    كان الترابي عرّاب الإسلاميين السودانيين، وتمتع بعقلية زاوجت بين الإسلام والعلمانية والشيوعية، في طريقة تفكيره وتحليله للظروف والتموضعات، واستفاد من هذا "الهجين الفكري" في بناء منظومة تيار إسلامي سياسي، تخارج عن الشكلانية، ونقل الحركة من تلك المجموعة المعتزلة للناس إلى أن تيار اجتماعي ميثاقه العقيدة المسيسة، أسوة بمشروع دولة المدينة الذي أسس له النبي عليه السلام قبل أكثر من 1400 سنة.
    كانت الحركة الإسلامية بعقل الترابي قد استطاعت التغلغل في المجتمع كتيار أكثر حداثة اتخذ الأنماط الماركسية في البناء المؤسسي، والوسائل الغربية في البناء الاقتصادي وطرق جمع المال وتوظيفها، وأصبغ على هذه الأنماط والوسائل صيغة إسلامية بحيث يعاد تعريف الإسلام على أنه "ثقافة الأمة الوسط" التي تأخذ من هنا وهناك، وبحيث يعاد النظر في العلاقة بين الله والإنسان على أنه "مرابحة" أو "تجارة" .. إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ... الخ الآية". وهو ما استشهد به الترابي ذات مرة عندما قيل له أنكم "تجار دين".
    فالتجارة هي سمة التيار الإسلامي الأكثر حداثة، بمعنى أن كل شيء له مقابله، ولعل هناك تداخل واضح بين السمة التجارية والسياسية فكلاهما وجهان لعملة واحدة. كلاهما تجره المصالح والأهواء. لكن الهوى في عرف الترابي يعاد إنتاجه وفق "فقه الضرورة"، التي تعمل على إعادة تأويل النص سواء كان قرانا أو من سنن النبي، ليصب في المصلحة الظرفية والآنية.

                  

02-17-2010, 03:41 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إسلاميو السودان ولعبة "تدوير الحكم" - قراءة في مستقبلية "مشروع دولة الترابي& (Re: عماد البليك)


    (2)
    يبدأ كل فكر كأيدلوجية أو عقيدة ومن ثم تتوسع دوائره عبر المماحكة الاجتماعية والسياسة لينتقل إلى طور "الثورة".. وقد كان الترابي بتنقله الفكري "الذاتي" الذي تعبر عنه تنقلات "الحركة الإسلامية" في مسارها التاريخي، يظن أن "الثورة" يمكن أن تكون في ظرف وجيز، لكن التجربة العملية والاحتكاك السياسي وترقي الحركة إلى ميثاق إسلامي ثم إلى جبهة فحزب .. إلى غيرها من المسميات التي كانت تهدف الانفتاح لتشكيل طور "التثوير".. كل هذه التنقلات لم تسرع بتوليد المرحلة الخلاصة التي كان يحلم بها الترابي، أسوة بأقرب النماذج التاريخية في "ذهنه" أي الثورة الماركسية والدولة الشيوعية التي ارتسمت في الاتحاد السوفيتي سابقا.
    كان الإسلاميون عبر عرّابهم قد أنشأوا نظاما هرميا دقيق التنظيم، يتمتع ببراغماتية طاغية في تلقي القرار، وتنفيذه، في شكل بناء حلقي يبدأ من قمة الهرم إلى القاعدة، بحيث لا تعرف الحلقة المعينة إلا ما هو فوقها أو تحتها، ولا تدرك سوى ذلك. ومنذ وقت مبكر كان التنظيم قد مزج بين الجانب الاستخباراتي وأدرك أهمية المعلومات في صيانة الحلقية وتفريخها بحيث تتولد عن الحلقة مجموعة موازية لها في المستوى نفسه. وفي هذا الإطار كان الاهتمام بتدريب الكوادر منذ فترة مبكرة على كيفية اصطياد المعلومات الصغيرة و"التافهة" وإعادة بناؤها بحيث تكون مفيدة في التمدد والهيمنة على الآخر، الذي يعني أي تيار أو حزب أو حركة الخ.. من عدو أو مناوئ يحاول الخصم من إستراتيجية التنظيم "مرامي الذهنية الترابية" في "تثوير الإسلام السوداني" بحيث يكون ذات يوم دولة تحكم الناس.
    وإلى حد ما لم تكن ثمة مرامي واضحة في تلك الذهنية، حيث اعتمدت على التوليد اللحظي للأهداف، لكن هذا لا يعني غياب الهدف البعيد المتعلق بإنتاج "الدولة" والتي كان الترابي يرى في البداية أنها ممكنة عبر "التمكين المجتمعي"، وهو "القناعة" التي تنازل عنها لاحقا، بعد أن كشفت له التجربة أن الأمر أصعب من ذلك في إطار تعقد بنائية المجتمع السوداني وأعراقه وأديانه.



                  

02-17-2010, 03:47 AM

اْسامة اْباّرو
<aاْسامة اْباّرو
تاريخ التسجيل: 02-13-2008
مجموع المشاركات: 964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إسلاميو السودان ولعبة "تدوير الحكم" - قراءة في مستقبلية "مشروع دولة الترابي& (Re: عماد البليك)

    Quote: إسلاميو السودان ولعبة "تدوير الحكم"(1)
    وإلى حين عودتك
    عماد البليك .... ولأنها مما يستلزم التأمل
    تقبل مرورى
    تسبقه المودة
                  

02-17-2010, 03:59 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إسلاميو السودان ولعبة "تدوير الحكم" - قراءة في مستقبلية "مشروع دولة الترابي& (Re: اْسامة اْباّرو)


    (3)
    يستخدم الترابي مفردة "سلطان" للتعبير عن دلالة الحكم والسياسية والسلطة. وإذا كانت هذه المفردة "سلطان" سليلة جذر إسلامي، ارتبط لحد قريب بالحكم العثماني – التركي الذي أسس إمبراطورية حكمت – تقريبا – ثلث العالم القديم – فإن "ذهنية العرّاب" كانت تنظر إلى مشروع "الثورة" أبعد من المنظور المحلي، أي البعد السوداني، بمعنى كانت تذهب بعيدا إلى مجاهل أفريقيا، وإلى روسيا شرقا والولايات المتحدة غربا، وهذا الخطاب لم يكن مندسا، بل كانت واضحا في الأناشيد "التثورية" التي يلقنها الأعضاء من المجندين الجدد، وهي أناشيد أنتجت في الغالب في الإطار المصري، وأعيدت "سودنتها" وفي أحيان كثيرة غاب عنها المؤلف أو الشاعر، وباتت كأنها "أحاجي شعبية" أو "تراث" ينحو إلى تشكيل فكر "المجند الثوري".
    ويستخدم التنظيم كلمة "مجند" للدلالة على العضو المنتسب حديثا للتنظيم، والذي يرتقي فيما بعد ليصبح كادرا تنظيميا بعد أن يخضع لشروط اختبارية لا تكون مرئية بالنسبة له، لكنها مرصودة من قبل "المجندين الأقدم" والذين برعوا في الجانب المعلوماتي والاستخباراتي، ويجري الأمر على قاعدة "ما يلفظ من قول".. فلكل عضو "ملف" يسجل عليه تاريخه منذ اليوم الأول إلى يوم "التساقط".. حيث تستخدم كلمة "المتساقطين" في مقابل "المجندين" وتعنى الأول من لم يكمل المشوار وخرج عن التنظيم، إما لأنه لم يثبت كفاءة أو لأنه غير مرغوب فيه لعدم استيفاء الشروط المطلوبة، أو لأنه خرج بنفسه بعد أن رأى أن التنظيم غير مناسب له.





                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de