السودان بين ثورة الإنقاذ وإنقاذ الثورة (ابراهيم الهطلاني)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 03:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-13-2010, 09:26 PM

محمد طه الحبر

تاريخ التسجيل: 10-15-2009
مجموع المشاركات: 1987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان بين ثورة الإنقاذ وإنقاذ الثورة (ابراهيم الهطلاني)

    الإهــــــداء / إلى من يهمه الأمـر..
                  

02-13-2010, 09:33 PM

محمد طه الحبر

تاريخ التسجيل: 10-15-2009
مجموع المشاركات: 1987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان بين ثورة الإنقاذ وإنقاذ الثورة (ابراهيم الهطلاني) (Re: محمد طه الحبر)

    تمهيـــد:

    في الوقت الذي كانت تعيش فيه أوروبا خلال القرون الوسطى حياة تسودها الفوضى الثقافية والتخلف السياسي نتيجة للصراع القوي والطويل بين السلطتين الدينية والسياسية للسيطرة على مراكز القوى، ونتيجة لازدواجية السلطة واتساع دور الكنيسة في الحياة العامة بل وسيطرتها على الشؤون الثقافية والسياسية التي استمرت أكثر من ألف عام، كان العالم الإسلامي يعيش نتيجة الفتوحات والرحلات الدعوية حياة ثقافية وسياسية متطورة ومنفتحة، كما أن الاتساع الجغرافي والتنوع السكاني إضافة إلى التداخل والتعدد الحضاري أكسب العقلية العربية مزيداً من الرؤى واتساع الأفق انعكس أثره إيجابياً على الثقافة العربية، حيث نشطت حركة التأليف والتنظير العلمي والأدبي والتوسع في النشاط الحرفي والاقتصادي بشكل عام، ومع ذلك لم يصرفهم هذا الوضع الجديد عن منهج الدولة الإسلامية التي نشأت في المدينة المنورة على أساس الإيمان الخالص المستمد من الوحي السماوي وواصلت العمل الدؤوب على نشر المبادئ الإنسانية السامية، ومروراً بفترة الخلافة الراشدة الأولى التي حرصت على نشر المبادئ الخالصة والمخلصة في شتى بقاع الأرض، وصولاً إلى الإمبراطورية الإسلامية على اختلاف مساحاتها وقوتها وما صاحبها من ظهور للدويلات واختلاف في المبادئ والأفكار، بعد أن كان الدين غاية ووسيلة للدولة الأولى أصبح الفكر السياسي بعد زوال آخر خلافة جامعة يتضمن مفاهيم وغايات مختلفة مبدؤها الغاية تبرر الوسيلة أدى هذا الوضع الجديد في ظل دويلات متعددة المواهب والمشارب إلى قيام تنظيمات وهيئات تعمل على تقريب المسافة بين أصحاب المبادئ والثقافات وبين أصحاب السلطة والنفوذ.
    وتأسيساً على ما سبق يمكننا القول بأن النظام السياسي في أي بلد يرتبط ارتباطاً بنائياً وتبادلياً بالنظام الاجتماعي القائم فيه، وبمعنى آخر إن مفاهيم وثقافة أي مجتمع تؤثر وتتأثر بنوع السلطة القائمة، والعكس صحيح، وعادة ما تستخدم هذه السلطة إمكانات ومفاهيم مجتمعها عن طريق الإقناع أو الخداع لتأسيس هيكل باطنه المأساة وظاهره الملهاة، ثم تسييس المنظومة الفكرية السائدة وإخضاعها لتلبي حاجاته وتزيد من قدراته للوصول إلى الفوقية، وهناك نماذج وتجارب واقعية رصدها التأريخ تثبت هذا المذهب.
    ولقد عانى علم السياسة كأي علم من العلوم الاجتماعية من الاختلافات المنهجية البحثية وتعددت الرؤى، حيث تباينت الاجتهادات وتعددت التعريفات لتحديد مفهوم علم السياسة قديماً وحديثاً ويرجع هذا التباين والاختلاف إلى التباين في الأيديولوجيات والأولويات لكل مرجع من مراجع التعريف.
    ولو اخترنا أحد تلك المفاهيم الحديثة التي حاولت تحديد مفهوم للسياسة بأنه العلم الذي يدرس السلطة في تفاعلاتها داخل المؤسسة الحاكمة أو مع المجتمع الوطني أو الدولي، ثم حاولنا من خلال هذا المفهوم معرفة الأثر التغيري أو التعبيري على الثقافة وعلاقتها بالسلطة لوجدنا أن عنصر القوة والمصلحة هما أساس تلك المعادلة الخاضعة للتناسخ التاريخي وإن اختلفت الأسماء والمواقع.
    فإذا كانت المرجعية الثقافية سواء الفردية أو الجماعية في وضع لا يقوى على التحرك والوصول إلى هدفه فان تلك المرجعية ستبحث آجلاً أم عاجلاً عن سلطة تتحالف معها لتستمد منها القوة التي تبلغها الهدف المنشود بغض النظر عن مصداقية تلك السلطة التي ستستفيد لا محالة من هذا المستنقع المتحرك لتسييس الثقافة والطروحات الفكرية، لتحقيق مصالح الدولة أو النظام الحاكم؛ لأن أساس الارتباط عندئذ يكمن في القوة، وعندما تكون السلطة في حاجة للثقافة أو المؤسسة الفكرية ستضطر تلك السلطة إلى مسايرة التوجهات الثقافية والفكرية القائمة، بمعنى آخر تثقيف السياسة أو أدلجتها ولو على مضض وبصورة مؤقتة حتى تتحقق أهداف السلطة إلى أن يعود الوضع إلى حالته الطبيعية أي قبل الاندماج العُرفي وتنفرد السلطة بالحكم مستغنية عن المرجعية الفكرية التي صاحبتها إلى الواجهة، ولقد عملت بعض الأنظمة العربية بهذا المبدأ الميكافيلي، حيث لجأت إلى قوى فكرية وإيديولوجية في فترة من فترات عمرها السياسي لتحقيق بعض الأهداف بمعنى آخر تسييس الثقافة.
    وفي المقابل للصورة السابقة تمكنت الحركة الإسلامية في السودان من أدلجة بعض القوى السياسية والعسكرية بمعنى تثقيف السياسة ليتمكنوا من السلطة عن طريق انقلاب عسكري في عام 1989م، الذي كان عبارة عن مجموعة رؤى فكرية في الدين والسياسة اختار أصحابها طريقاً على الرغم من خطورته إلا أنه يوصل إلى الهدف بأقل قدر من الجهد والوقت، حيث قاموا باستمالة بعض القيادات العسكرية ليتمكنوا من تغيير النظام.
    وبغض النظر عن حقيقة النوايا عند أصحاب الفكرة ومدى ملاءمة أسلوبهم للمنطق العولمي الحديث، فإن هذا التعاون أو الاتحاد بين الأيديولوجية والسلطة أمر لابد منه وضرورة حتمية على الأقل في مناطق الحكم الاستبدادي لمن أراد أن يثقف السياسة ويطوعها، بمعنى يلبس الكيان الهدف لباساً ثقافياً وفكرياً يؤثر على توجهاته السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية من القاعدة المجتمعية أو من قمة السلطة، فلولا القوة لما سيطرت الأيديولوجية لمدة تزيد عن العشر سنوات استطاعت خلالها تغيير كثير من المفاهيم والسلوكيات الاجتماعية والعقليات القديمة التي ظلت تتأرجح حيناً من الدهر بين الشرق والغرب.
    إلا أن تلك الوحدة لم تستمر لعدة أسباب داخلية وخارجية سنتعرض لها لاحقاً عند الحديث عن الانفصال بين جناحي الإنقاذ، حيث يمثل فيه الدكتور حسن الترابي الموجه والمنظر الفكري والأب الروحي للسلطة الجديدة في السودان.
    كما أننا سنتعرف من خلال محتويات الجزء الأول من هذا الكتاب على أهم الملامح البارزة لتجربة تكاد تكون فريدة في عالمنا العربي؛ لأنها جمعت في إحدى فتراتها بين الدين والقوة بمفهومها المادي والسياسة وسنحاول معرفة طبيعة ومصدر انقلاب 1989م، واستعراض عدد من ردود الأفعال السابقة واللاحقة.. على أن نتناول في الجزء الثاني، أهم الملاحظات أو التعليقات الواردة على الجزء الأول إضافة إلى العناوين الرئيسة للجزء الثاني كاكتشاف البترول في السودان وتداعيات هذه القضية، إضافة إلى الظروف التي أحاطت بوجود أسامة بن لادن في السودان والعلاقات السودانية الخليجية ومواضيع أخرى.
                  

02-15-2010, 08:53 AM

محمد طه الحبر

تاريخ التسجيل: 10-15-2009
مجموع المشاركات: 1987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان بين ثورة الإنقاذ وإنقاذ الثورة (ابراهيم الهطلاني) (Re: محمد طه الحبر)

    المدخل إلى السودان:

    السودان بلد إفريقي عربي، واسع في مساحته، متعدد في ثقافته، متنوع في موارده، يعيش فيه الأسود والأبيض، والمسلم والمسيحي، والعربي والزنجي، يجمع بين متناقضات التاريخ والثقافة والسياسة، حدوده ممدودة، وأحداثه مشهودة، تعاقبت عليه حضارات ودول، أرضى القليل وأسخط الكثير من أفراد وهيئات وحكومات، شعب متعدد الاهتمامات، تجد فيه الفنان والأديب والرياضي، والكل سياسي، بلد الأحزاب والثورات والانقلابات، تناولته الأقلام القريبة والبعيدة بالتاريخ والنقد والتحليل، كُتب عنه الكثير عبر تاريخه السياسي والديني منذ الإمبراطورية النوبية مروراً بسلطنة الفونج والحكم الثنائي البريطاني المصري وانتهاء بالاستقلال عام 1956م وتعاقب فترات الحكم الوطني سواء أكانت مدنية أم عسكرية، ومن آخر تلك الفترات وأبرزها هي الفترة التي تمكنت فيها الجبهة الإسلامية عن طريق انقلاب عسكري من الاستيلاء على السلطة في عام 1989م مع المحافظة على سلطتها حتى الآن مع ما تخلل هذه الفترة من أحداث سياسية وعسكرية وانقسامات حزبية.
    وما يميز السودان عن بقية الدول ويلفت نظر المراقبين إليه هو عدد الانقلابات العسكرية التي لا يجاريها في هذا الأمر عربياً إلا العراق، كما أن هناك خاصية مميزة لانقلاب 89م عن الانقلابات السابقة في السودان وهي خاصية الصبغة واللغة الأيديولوجية التي اعتمد عليها في مخاطبة الإنسان السوداني ومن خلالها قدم نفسه عربياً، إضافة إلى سهولة وسرعة صعود الجبهة الإسلامية إلى سدة الحكم وسيطرتها على البلاد بأقل قدر إن لم يكن بانعدام وجود خسائر بشرية، وبذلك تكون قد قدمت نموذجاً وتجربة جديرة بالاهتمام والدراسة مهما كان اختلافنا معها، خاصة وأنها تمكنت من الصمود والاستمرار منذ 1989م وحتى الآن، صحيح أن الاستمرار والوصول إلى القبول العربي والعالمي اعترضته كثير من العقبات والإملاءات أدت إلى بعض التنازلات بل والانقسامات في الجسم الحركي إلا أن الفكرة مازالت حية يقظة، والتجربة مازالت قائمة وماثلة أمام الجميع.
    كنت مهتماً خلال مراحل الدراسة الجامعية بمتابعة المجلات والدوريات العربية المهتمة بالشأن السياسي العربي والإسلامي في العالم وذلك على قدر المتاح ومن تلك المجلات التي كنت أتابعها مجلة البيان التي يصدرها المنتدى الإسلامي في لندن.
    وفي القسم المخصص لتناول مشكلات العالم الإسلامي لفت نظري مقال لم يذيل باسم، عنوانه (من ينقذ السودان) والآن وبعد 14 عاماً عدت إليه لأقرأه من جديد.
    والملفت في هذا المقال أنه كتب في شهر مايو 1989م أي فترة حكم الصادق المهدي التي صورها المقال بشكل مأساوي ولا إصلاح له إلا بالتغيير، إضافة إلى عدد من المقالات الصحفية كتبت من داخل السودان وخارجه تنبأت أو هيأت الرأي العام السوداني لحدث قادم، وفي آخر يونيو 1989م قامت (جبهة الإنقاذ) بانقلاب عسكري لإنقاذ السودان من وضعه المتردي كما أعلن في حينه.
    ولقد يسرت لي الظروف زيارة السودان عام1991م ضمن وفد لمنظمة تطوعية تنشط في مجال الإغاثة الإنسانية.
    ومن خلال جولة من الشمال إلى مناطق البترول في الجنوب تبعتها عدة زيارات عام 2002م تمكنت من مشاهدة ورصد التحولات الرسمية والشعبية في السودان نتيجة للفكر والمنهج الذي جاءت به ومنه ثورة الإنقاذ وحاولت بسطه على ارض السودان كي يصبح واقعا وحياة لكل السودانيين مع محاولتها مراعاة الخصوصية في المناطق الجنوبية.
    وبغض النظر عن مدى اتفاقنا أو اختلافنا مع كثير من المواقف والسياسات (الإنقاذية) فلا بد أن نقرر أن وصول الحركة الإسلامية في السودان إلى الحكم لم يكن وليد الصدفة ولم يأتِ بدعم خارجي، بل جاء كنتيجة طبيعية لمجهودات مضنية وتحركات حثيثة وتصميم فريد على امتداد عدة عقود، أيده الواقع المؤلم والرغبة المأمولة لدى الشعب.. ولأن ثورة الإنقاذ تعبر أو تحاول التعبير عن فكر أصيل من الناحية التاريخية والأيديولوجية وعن جيل له جذور ورؤى خاصة به، بمعنى أنه لم يكن مستورداً من خارج العقل أو النقل العربي، فلا بد من الاستعراض التاريخي لمراحل الحركة الإسلامية في السودان حتى يمكننا قراءة الواقع بشكل مباشر لنتناول فيه الدوافع والموانع الداخلية والخارجية ونستعرض الوضع السياسي الحالي بصورة واضحة وأمينة. ومن خلال ما يأتي سنقلب صفحات ثورة الإنقاذ وأهم المعالم الفكرية والتاريخية لها، إضافة إلى أبرز المواقف السياسة الداخلية والخارجية منها.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de