على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 09:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2010, 03:21 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر

    vancouver-cruises-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-11-2010, 03:38 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    الذين وهبهم الله أطفالا، يدركون جيدا أن من المتعذر جدا متابعة قراءة كتاب خلال يوم واحد حتى النهاية من غير أن تقطع متعة القراءة متع أخرى أكثر لطفا وجاذبية من شاكلة هذا السؤال المزدوج "ما هذا يا أبي/ يا ولدي"؟.

    حتى لو كان مثل ذلك الكتاب في مقام رؤى ماركيز، الذي حملت كتابه "كيف تكتب الرواية؟ ومقالات أخرى"، ورحت أقرأ فيه على بعد 40000 قدم فوق مستوى سطح البحر، والمفارقة أن بعض تلك المقالات كان يتحدث عن المخاوف من الطيران!.
                  

02-11-2010, 04:56 PM

مجتبي فاروق
<aمجتبي فاروق
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    برنس يا لذيذ ما تكون اتجرست ورميت الكتبا قلت لمن نصل الارض بالسلامة بعداك ماركيز ملحوق
                  

02-11-2010, 05:24 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: مجتبي فاروق)

    "ما هذا يا أبي/ يا ولدي"؟.ما هذي التي بيمناك يا برنس ؟؟؟؟

    نجلس القرفصاء على هذا الهامش لنستمتع ...
    واصل
                  

02-11-2010, 09:01 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: ابو جهينة)

    Quote: برنس يا لذيذ ما تكون اتجرست ورميت الكتبا قلت لمن نصل الارض بالسلامة بعداك ماركيز ملحوق


    مجتبى العزيز:

    لا أزال أذكر ذلك الحادث البعيد على متن الخطوط الجوية الهولندية، حين انتبهت فجأة، والطائرة تضع أقدامها للتو فوق أجواء المحيط الأطلسي، إلى ما بدر من أحد معارف هذه الأيام، لقد رفض حتى النهاية أن يتناول كأسا واحدة، وبدا متطرفا حتى في همهمة تسبيحه المتقطع، لكنه كشف لي بعد عامين من تلك السفرية أنه لم يشأ وقتها تناول أدنى قطرة مع أنه "خمورجي عريق"، وقد برر ذلك أن الله يمكن أن يرمي بنا من كل ذلك العلو الشاهق في أية لحظة، ولسطح الأرض أحاديث أخرى.

    ماركيز في ذلك الكتاب، أفرد فصولا لمسألة الخوف من الطيران من جوانب مختلفة. حتى أنه عرض هنا لتجارب أكثر من مبدع مع الطائرة. بيكاسو قال "أنا لا أخاف الموت، لكنني أخاف الطائرة". أما جورج أمادو "فقد كانت لديه الجسارة الشاعرية للطيران في طائرة كونكوورد من باريس وحتى نيويورك، ليستقل من هناك سفينة تنقله إلى ريو دي جانيرو". أما كارلوس فوينتس "الذي لم يطر خلال خمسة عشر عاما، وكان يقوم برحلات ملحمية تستغرق ثمانية أيام، يستبدل خلالها عدة قطارات لينتقل من مكسيكو إلى نيويورك، لم يعد إلى الطيران فحسب، بل انه ذهب لالقاء محاضرة في انديانا على متن طائرة ذات محرك واحد".

    ونعود لتعليقك أعلاه، وقريبا منه يذكر ماركيز حادثة أخرى، ولكن في فصل آخر. يقول "أما المطالعة - العلاج النافع لشرور كثيرة على الأرض - فهي ليست كذلك في الجو بأية حال من الأحوال. إذ يمكن للمرء أن يبدأ بقراءة أفضل الروايات البوليسية حبكة، وينتهي منها دون أن يعرف من قتل من ولا لماذا قتله. ولقد كنت على قناعة دوما من أنه ليس هناك من هم أكثر خوفا في الطائرات من أولئك السادة الذين يُظهرون عدم تأثرهم ويقرأون دون أن يطرف لهم جفن، بل ودون أن يتنفسوا، فيما المركبة تغوص في الأجواء المضطربة. وقد عرفت واحدا من هؤلاء، كان جاري في المقعد، في ليلة طويلة من نيويورك إلى روما، عبر أجواء القطب الشمالي الوعرة، ولم يقطع قراءته في الجريمة والعقاب ولو لتناول العشاء. كان يقرأ الرواية سطرا سطرا وصفحة صفحة، ولكنه قال وهو يتنهد، في موعد تناول الفطور: "يبدو لي أنه كتاب مهم".


    تحياتي
                  

02-12-2010, 01:00 AM

elham ahmed
<aelham ahmed
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    حمدالله على السلامة يا ابوالعيال
                  

02-12-2010, 06:23 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: elham ahmed)

    إلى حين عودة:


    ماركيز: حسنا، فلنتحدث عن الأدب
    دار الأهالي/ دمشق
    ترجمة صالح علماني



    Quote: في مقابلة صحفية قديمة، قال خورخي لويس بورخيس أن مشكلة الكتاب الشباب في ذلك الحين كانت في أنهم يفكرون وهم يكتبون بالنجاح أو الفشل. في حين لم يكن يفكر في بداياته إلا بالكتابة لنفسه. ويروي قائلا: 'عندما نشرت كتابي الأول عام 1932، طبعت منه ثلاثمائة نسخة وزعتها علي أصدقائي، ما عدا مائة نسخة منها حملتها إلي مجلة 'نوسوتروس' فنظر أحد مدراء المجلة، وهو الفريدوبيانتشي، إلي مذعورا وقال: 'وهل تريدني أن أبيع كل هذه الكتب؟' فرد عليه بورخيس: 'لاطبعا. فرغم إني كتبتها، غير اني لست مجنونا'. والحقيقة ان الصحفي الذي أجري المقابلة، الكيس خ. زيسمان، الذي كان في ذلك الحين طالبا من البير ويدرس في لندن، روي علي هامش تلك المقابلة ان بورخيس قد اقترح علي بيانتشي ان يدس نسخا من الكتاب في جيوب المعاطف التي يعلقها المحررون علي المشاجب في مكاتبهم، عسي أن يتيح ذلك نشر بعض الملاحظات النقدية حوله.
    أثناء تفكيري بهذه الحادثة، تذكرت حادثة أخري ربما تكون معروفة، وذلك حين التقت زوجة الكاتب الامريكي الشهير شير وود اندرسون مع الشاب وليم فوكنر وهو يكتب بقلم رصاص ويسند أوراقه علي عربة قديمة. فسألته: 'ماذا تكتب؟' فرد عليها دون أن يرفع رأسه: 'رواية'. ولم تستطع السيدة اندرسون إلا أن تهتف: 'رباه!'. ومع ذلك، فقد بعث شير وود اندرسون بعد عدة أيام إلي الشاب فوكنر يقول إنه مستعد لتقديم روايته إلي ناشر، وشرطه الوحيد هو ألا يكون مضطرا لقراءتها. كان ذلك الكتاب هو Soldiers Pay، الذي نشر عام 1926 أي بعد ثلاث سنوات من نشر كتاب بورخيس الأول وكان فوكنر قد نشر أربعة كتب أخري قبل أن يصبح كاتبا معروفا، يوافق الناشرون علي طبع كتبه دون مزيد من اللف والدوران. ولقد صرح فوكنر ذاته يوما انه بعد هذه الكتب الخمسة الأولي، وجد نفسه مضطرا لكتابة رواية إثارية، لأن الروايات السابقة لم تؤمن له من النقود ما يكفي لإطعام اسرته. وقد كان هذا الكتاب الاضطراري هو 'الحرم' Sanctuary، والإشارة إلي الكتاب جديرة بالذكر، لأنها تظهر بجلاء الفكرة التي كان يحملها فوكنر عن رواية الإثارة.
    لقد تذكرت هذه الاحداث عن بدايات عظماء الكتاب خلال حوار دام نحو أربع ساعات، أجريته مع رون شيبرد، أحد المحررين الأدبيين في مجلة 'تايم' والذي يعد دراسة حول الأدب الامريكي اللاتيني. ثمة أمران اثنان جعلاني أشعر بالرضا عن هذه المقابلة. الأمر الاول هو أن شيبرد لم يحدثني ولم يجعلني أتحدث إلا عن الأدب. وأثبت دون أي أثر للحذلقة أنه يعرف جيدا ما هو الأدب. والأمر الثاني هو أنه قرأ بتمعن شديد جميع كتبي، ودرسها جيدا، ليس كل كتاب منها علي حدة وحسب، وانما كذلك في تسلسلها وفي مجموعها. كما أنه تجشم عناء قراءة عدة مقابلات أجريت معي كي يتفادي توجيه الاسئلة التي توجه إلي دائما. ولم تثر هذه النقطة الأخيرة اهتمامي كثيرا، ليس لأنها تتملق غروري وهو أمر لا يمكن، ولايجب استبعاده علي أي حال عند الحديث مع أي كاتب، بما في ذلك أولئك الكتاب الذين يبدون متواضعين وإنما لانها أتاحت لي أن أبين بشكل أفضل، ومن خلال تجربتي، مفاهيمي الشخصية عن مهنة الكتابة. فكل كاتب أثناء أي مقابلة معه ومن خلال ادني هفوة يدرك إن كان من يقابله قد قرأ الكتاب الذي يحدثه عنه. ومنذ هذه اللحظة، وربما دون أن ينتبه الاخر إلي ذلك، يضعه الكاتب في منزلة معيبة وينظر إليه باستخفاف. واحتفظ أنا بذكري مرحة جدا عن صحفي اسباني شاب، أجري معي حوارا مفصلا عن حياتي وفي اعتقاده أنني مؤلف أغنية الفراشات الصفراء، التي كانت شائعة في ذلك الحين، دون أن تكون لديه أدني فكرة عن أن تلك الموسيقي مستوحاة من كتاب، وأنني أنا مؤلف ذلك الكتاب.
    لم يوجه شيبرد إلي أي سؤال شخصي، ولم يستخدم الة تسجيل، وإنما كان يكتفي بين الحين الآخر بتسجيل بعض الملاحظات المقتضبة علي دفتر مدرسي. ولم يبد اهتماما بالجوائز التي منحت لي سابقا أو الآن، ولم يحاول أن يعرف مني ما هو التزام الكاتب، ولا عدد النسخ التي بعتها من كتبي، ولا مبلغ الأموال التي جنيتها. لن أقدم الآن ملخصا لحوارنا، لأن كل ما قلناه أثناء الحوار هو ملك له الآن وليس لي. لكنني لم أستطع مقاومة اغراء الاشارة إلي الحدث كواقعة مشجعة في مجري حياتي الخاصة المضطربة اليوم، حيث لا أكاد أعمل شيئا سوي الاجابة عدة مرات في اليوم علي الأسئلة الدائمة ذاتها، والأسوأ أنها ذات الأسئلة التي تصبح علاقتها أقل يوما بعد يوم بمهنتي ككاتب. أما شيبرد، فقد كان يتحرك، بالبساطة التي يتنفس بها، دون أن يصطدم بأشد أسرار الإبداع الأدبي زخما. وعندما ودعني، تركني مضمخا بالحنين إلي ذلك الزمان الذي كانت فيه الحياة أكثر بساطة، وكان المرء يستمتع بلذة اضاعة ساعات وساعات للحديث في الأدب وحسب.
    ومع ذلك، لم يرسخ شيء مما قلناه في ذهني كرسوخ عبارة بورخيس: 'الكتاب يفكرون الآن بالفشل أو النجاح'. ولقد قلت هذا الكلام بطريقة أو بأخري لعدد كبير من الكتاب الشباب الذين ألتقي بهم في هذا العالم. ولحسن الحظ اني لم أرهم جميعا يسعون إلي انهاء رواية كيفما اتفق ليقدموها في الموعد المحدد لمسابقة ما. ورأيتهم يسقطون في مهاوي القنوط بسبب نقد مضاد أو لرفض مخطوطاتهم في دار نشر. لقد سمعت مايرو بارغاس يوسا يقول يوما: 'في اللحظة التي يجلس فيها أي كاتب ليكتب، فإنه يقرر إن كان سيصبح كاتبا جيدا أم كاتبا رديئا'. ومع ذلك، فقد جاء إلي بيتي بمدينة مكسيكو بعد عدة سنوات من ذلك شاب في الثالثة والعشرين من العمر، كان قد نشر روايته الأولي قبل ستة شهور، وكان يشعر بالنصر في تلك الليلة لأنه سلم لتوه مخطوط روايته الثانية إلي ناشر. أبديت له حيرتي لتسرعه وهو مايزال في بداية الطريق، فرد علي باستهتار لازلت أرغب في تذكره علي أنه استهتار لا إرادي: 'أنت عليك أن تفكر كثيرا قبل أن تكتب لأن العالم بأسره ينتظر ما ستكتبه، أما أنا فأستطيع أن أكتب بسرعة، لأن قلة من الناس يقرأونني'. عندئذ، وبايحاء مبهر، فهمت مغزي عبارة بارغاس يوسا: فذلك الشاب قرر سلفا أن يكون كاتبا رديئا، كما كان في الواقع، إلي أن حصل علي وظيفة جيدة في مؤسسة لبيع السيارات المستعملة، ولم يعد بعدها إلي إضاعة وقته في الكتابة. ومع ذلك، أفكر الآن بأن مصيره ربما كان قد تبدل لو أنه تعلم الحديث في الأدب قبل أن يتعلم الكتابة. فهناك هذه الأيام عبارة شائعة تقول: 'نريد قليلا من الأعمال وكثيرا من الأقوال'. وهي عبارة مشحونة طبعا بخيانة سياسية عظمي. ولكنها صالحة للأدب أيضا.
    لقد قلت منذ شهور عديدة لجومي غارسيا اكوست ان الشيء الوحيد الذي يفوق الموسيقي هو الحديث عن الموسيقي، وفي الليلة الماضية، كنت علي وشك أن أقول الكلام ذاته عن الأدب. لكنني ترويت قليلا، فالواقع أن الشيء الوحيد الذي يفوق الحديث في الادب هو صناعة الأدب الجيد.
                  

02-12-2010, 07:48 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    لعله أحد الأدباء. وقف في القرن الماضي قبالة شلالات "نياجارا". لم يجد ما يقوله في غمرة ذلك السحر. سوى ترديد اسم تلك الشلالات.

    "نياجارا نياجارا".

    "الخضرة.. الخضرة في شهر فبراير". أول ما راعني رؤيته من فانكوفر. كنت قبل ما يزيد من الساعة قليلا قد تركت ادمنتون غارقة في الجليد، وقد بدت مثل عامل طاحونة في أحد أحياء كوستي الفقيرة، وكان المشهد برمته من وراء نافذة الطيارة فاتنا وبديعا، حتى كاد الاستغراق فيه أن ينسيني المهمة السريعة التي قدمت من أجلها، لو لا مكالمات إلهام التي تدرك جيدا ولعي اللا محدود ببعض مفاتن هذا العالم، وهي ذات المكالمات التي أخذت تزيح عن كاهلي شيئا من لوعة الحنين إلى اسرتي الصغيرة. ما راعني ثانية مرأى الأحذية النظيفة لسكان تلك المدينة. وهذا ما يدركه الغارقين في وحل الجليد بشعور أقرب إلى الحسرة. ولم تكن الرحلة خالية تماما من الآثار الشاحبة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر في الجارة الكبرى أمريكا.

    "هل رفع الناس الأحذية في وجه بوش أثناء حفل تنصيب أوباما رئيسا بينما تقله طيارة مروحية من البيت الأبيض إلى حيث يحتويه في كتاب التاريخ سطر يليق بأسوأ رئيس أمريكي مر على البيت الأبيض"؟.

    هذا سؤال، تم طرحه من قبل أحد مقدمي البرامج السياسية يومها في احدى قنوات التلفزة الأمريكية. أعجبتني الإجابة "لا". لكن الاستدراك بدا بليغا "لا.. ولكن مجرد رؤيته وهو ينأى داخل تلك المروحية بعيدا سبب كاف للشعور بالراحة". لكأن المجيب قرأ قصة ماركيز "ملاك عجوز بجناحين". تذكرت ذلك، بينما أقف قبالة موظفة الخطوط الجوية المعروفة باسم "ويست جيت"، وهي تخبر من تليني في الصف أن عليها أن تسعى صوب موظفة أخرى، وكان ذلك يعني ببساطة شديدة أن اسمي ينطوي في حد ذاته على معنى "إرهابي"، برغم امتياز المواطنة الكندية التي أتمتع بها منذ فترة.

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 02-12-2010, 07:50 AM)

                  

02-12-2010, 06:06 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: نجلس القرفصاء على هذا الهامش لنستمتع ...


    أبا جهينة:

    سعيد بأصالتك دائما.. وبك.. أخي المبدع.
                  

02-12-2010, 06:49 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    كانت تشير إلى السابعة وعشرين دقيقة من صباح شتائي قريب، حين أذن لي بالدخول أخيرا عبر بوابة المسح الأمني إلى صالة المغادرة في مطار ادمنتون، والعالم وراء حواجز الزجاج لا يزال غارقا في الظلمة، لم تتكشف ملامحه بعد، وقد بدت وجوه المسافرين المحيطة بي مغمورة بسكينة لها أكثر من سبب، وهي تنتظر أن يؤذن لها بالدخول إلى متن الطائرة في أية لحظة بعد الثامنة. أنهيت قراءة الفصل الأول المنشور أعلاه من كتاب ماركيز. أثناء ذلك، وأنا أطالع إشارته تلك إلى معجزة أمريكية تدعى "فوكنر"، تذكرت بوضوح تام ما أورده عنه من قبل في مقال حمل عنوان "وليم جيفرسون كلينتون"، الذي حين قابله ماركيز لأول مرة بدا في هيئة بحَّار مشرب بحمرة، وهو يقرأ لهم في تلك الجلسة من ذاكرته مقاطع كاملة من أكثر المناطق تعقيدا من أسلوب فوكنر، لقد بدا لمعشر كتاب الكاريبي أشبه بصورة جذابة ومختلفة تماما لتلك الصورة المتكونة في مخيلاتهم عن "الرئيس الأمريكي"، وهي ذات الصورة المتكونة في فكر سمير أمين للرئيس الأمريكي بوصفه "مندوبا للمبيعات"، لكن ماركيز يقرر لاحقا أنه لحظة أن رأى كلينتون بعد سنوات في أعاقب "ملابسات مونيكا"، وقد نال منه أعداؤه تماما، بدا له منهكا حزينا وراء ذلك المظهر الدبلوماسي المتماسك، حتى أنه قرر أن ما أصاب كلينتون وقتها أشبه بذلك النوع من التعب الذي يصيب الطائرات، "إنه تعب الحديد".

    وضعت كتاب ماركيز وتلك التأملات التي أثارها في نفسي جانبا، وقد أغواني دلال الطبيعة وسحرها وراء الحوائط الزجاجية، كان الأمر أشبه بشوق سكان المدينة إلى رؤية اليوم وهو يُولد عبر كل ذلك المدى المتسع للأرض الخلاء المحيطة بالمطار، لقد كان ظهور الفجر وتلوناته المتدرجة من الرمادي.. إلى الحليبي.. إلى البياض الرائق وهو يمسح بيده على سهوب الجليد المترامية أمرا أشبه حقا بالغبطة.

    وراء ذلك الحاجز، وعلى مقربة، بدت صور الطائرات المتفرقة هنا وهناك وهي تُعد لوجهاتها أقرب إلى إبل تعلف بعناية شديدة، وكل هذا قادني إلى ذكرى الحالم الكبير بشُّار الكتبي، الذي طوَّر لديه ملكة أن يرى الأشياء على غير ما يراها الناس عادة عليه. وقتها حلَّ ضيفا علينا قدم للتو من ليبيا. كنت أتقاسم شقة السطوح تلك في مصر الجديدة بالقاهرة مع أحمد عبدالمكرم، وهي ذات الشقة التي ألهمتني بتأثير من شجو المنفى المتكاثف نصَّ "زاوية لرجل وحيد في بناية". الوقت ليلا، وثمة طائرة مضيئة تتجه صوب المطار على علو منخفض، حين وضع بشار يده على ذقنه، وأنوار الحياة الصاخبة تلامس فرحة عينيه الطفولية متهادية من أسفل البناية، وتساءل: "برنس، ما الذي تعنيه لك هذه الطائرة"؟.
                  

02-12-2010, 11:24 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    لقد تحدث ماركيز عن وليم فوكنر في أكثر من مكان وغالبا باحترام كبير. هنا صورة لفوكنر (1954) ومقال يتناوله:


    180px-William_Faulkner_01_KMJ.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





    Quote: وليم فوكنر.. درس في التواضع


    سمير الشريف 11 سبتمبر 2009


    لقد أخجلتم تواضعي حين رأيت منكم كل هذه الحفاوة ، فإذا كانت الصخب والعنف قد حازت من التقدير ما جعلكم تمنحوني جائزة نوبل فإن ذلك لا يحول دون كشف شخصيتي ، فما أنا غير فلاح فقير يهتز لحصاد الطبيعة ، فلاح قد علم نفسه بنفسه.

    هذا بعض مما إرتجله”فوكنر” صاحب” الرواية الذائعة الصيت” الصخب والعنف” عندما علم بنيله جائزة نوبل ووجهت له الدعوة لحضور تسلمها.

    لم ينل فوكنر من التعليم قسطا كافيا ، فقد ترك المدرسة قبل أن يتم تعليمه الثانوي ، لكنه عوض ما فاته بدراسة الشعر الرومانسي الذي ملأ صميم حياته وروى عطشه.

    كان لصديقه”فيل ستون” الأثر الأكبر على تنمية مواهب “فوكنر” الأدبية حتى أن شخصية هذا الصديق ظهرت مجسدة في أعمال فوكنر في شخص”هافن ستيفنسن” ، لكن اهتمام “فوكنر” بالأدب لم يحل دون رغبته بمتابعة تعليمه فالتحق بجامعة ولاية الميسيسبي وغادرها بعد عام واحد بسبب ضعفه البائن في لغته الإنجليزية ،

    اشتغل “فوكنر” في أكثر من عمل ، نجارا ودهانا وموزع بريد ، وكان خلال تلك الأعمال يعاني صراعا داخليا سبب له كثيرا من الآلام ، كان حائرا بين أن يتفرغ للقراءة والإبداع و إكمال دراسته وبين الحصول على قوت يومه ، إلا أن صديقه لم يبتعد عنه خلال أزمته وخفف عنه الكثير.

    نشر “فوكنر” ديوانه الأول عام 1924حيث كانت بداية اهتمامه بالشعر وتميزت قصائده بالشطحات الرومانسية التي استوحاها من ريف الجنوب الأمريكي.

    عاد الضيق يغزو قلب “فوكنر” من جديد عندما لم يجد ديوانه الأول أي رواج ، معتقدا أن مدينة “اكسفورد” لا تفتح أبوابها للنابهين فغادرها إلى” نيواورليانز”وتعرف فيها على صديقه”اندرسون” الذي اقترح عليه بعد أن رأى اهتمامه واستعداده الأدبي – أن يجرب الكتابة الروائية.

    لم يترك “فوكنر” الفرصة تضيع من يده فتحمس للفكرة منكبا على روايته الأولى” راتب الجنود”التي كشفت ضياع الجيل في العصر الحديث وغربته.

    إنهمر سيل الأبداع من قلم “فوكنر”وكتب روايته الثانية “البعوض”التي كرسها للسخرية من الطبقة التي تسمي نفسها مثقفة في مدينة”نيواورليانز” ، وبعد كتابته للروايتين ، شعر أن الرواية عمل سهل ومربح ويعود عليه ببعض المال ، لكن الشهرة لم ترحب بفوكنر نتيجة هذه الإبداعات التي كانت بداية عهد جديد من الكتابة التي عرف بها ، أعني روايته” الصخب والعنف”التي مثلت بعمقها ونضجها درجة نالت بها جائزة نوبل.

    فما الذي أضافه فوكنر” حتى استحق الجائزة في حين لاقت كتاباته الأخرى عدم الانتشار؟

    عندما كتب “فوكنر” رواياته الأولى لم يكن قد وصل للمفتاح السحري الذي مكنه من دخول عالم الرواية: التركيز على خصوصية “فوكنر”بغوصه في أعماق البيئة التي ألهمته الكثير ، سواء على مستوى ذكرياته في الجنوب الأمريكي ، أو الأسطورة التي تميز بها ، أو نتيجة للواقعية التي عالجها بموهبته الخاصة وأسلوبه المميز.

    توقف النقد المعاصر أمام أدبيات”فوكنر” متعمقا فيها ومستخرجا آراء نقدية ، حيث كرس بعض النقاد عملهم لعقد مقارنة بين “فوكنر” و” بلزاك”محددين لكل منهما خصائصه وما يتميز به عن الآخر ، ونقاط الاتصال والالتقاء بينهما.

    ” الصخب والعنف” التي تسجل بأمانة صدق التجربة التي عاشها الجنوب الأمريكي خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب موزعة على محورين: أولهما الاستياء من الحاضر ورفضه ، وثانيهما البحث عن الماضي الذي لم يعد له وجود. أما رواية “فوكنر”: “الضوء في أغسطس”والتي تتمحور حول فكرة أن الحياة في القرن العشرين لا تستحق أن تعاش ، فإنها تذكرنا بأدب الاغتراب عند “اليوت” و”سويفت”و”بريخت”و”كامو”. ولعل مما يميز “فوكنر” – غير أسلوبه – كما قال “اندريه مالرو” أن أصدق موضوع يمتاز به فوكنر هو الشخص الذي لا يمكن إصلاحه ، وهذا ما توضحه بشكل لا يحتمل التأويل شخصية”جو كريسماس” الذي صرخ قائلا: إنني متعب من الجري ومن اضطراري أن أحمل حياتي كسلة من البيض”

    رواية “الصخب والعنف” ترجمت للعربية على يد اكثر من مترجم ، غير أن أنضجها وأوفاها ترجمة المبدع الموسوعي “جبرا إبراهيم جبرا” الذي مهر ترجمته بمقدمة جميلة وضعها أول الرواية شارحا أسلوب فوكنر ومحللا شخصياتها ، الأمر الذي يسهّل على المتلقي مطالعة النص بمتعة ، خاصة من لم يتمرس على أسلوب فوكنر ، أسلوب فوكنر الذي أثر إيجابا على الكثير من الروائيين عالميا وعربيا ومحليا ، وهذا ما يستحق وقفة خاصة أخرى.


    http://www.doroob.com/?p=39048
                  

02-13-2010, 08:08 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    هذه فانكوفر في شهر فبراير إذن: خضرة وأحذية نظيفة. المناخ ولا ريب، يرسم على وجوه الناس شيئا مريحا أقرب إلى الإبتسامة. حين عدتُ إلى ادمنتون ليلا، واجهني صف طويل داخل النفق من المتأهبين للدخول إلى طائرة في الجوار. كان يرتسم على وجوههم جميعا شعور من ينتظر دوره لإلقاء النظرة الأخيرة على ميت. قال بشَّار في وقفته تلك "للطائرة أحلام اللقاء ودموع الفراق". هذا ما أتذكره الآن. في وقفتي تلك، رانيا إلى الفجر الحليبي، بدا لي أن بطائرتنا تلك ما يجعل ادمنتون تتنفس الصعداء وما يجعلها تعاني وطأة الفقد في آن. لم تأخذ مهمتي في فانكوفر سوى وقت قصير. أمضيت ساعات متفقدا المجال الحيوي لمدينة يداعب وجهها مطر ظلّ يهمي بكل ذلك الحنان حتى النهاية. كنت أقف أمام "برج الشمس"، قبالة ميناء داخلي، أتطلع بهدوء إلى الشطء الآخر، حيث تتصاعد من ورائه الأبنية متسلقة سلسلة جبلية ذات لون طحلبي داكن، ولم يكن ثمة ما يعكِّر الصفو سوى حركة متسول ذي حساسية مرضية، وهذا أمر غريب، كنت أعتقد أن المتسولين يتمتعون دائما بقدر وافر من بجاحة يتفاوت مقداري خشونتها ونعومتها من متسول لآخر. أخيرا، تركت له الجمل بما حمل. قادتني قدماي إلى محطة القطار الأثرية التي بناها الانجليز بواجهتها ذات الأعمدة الرومانية في أزمنة خلت قريبا من الميناء التي يفوق حجم تجارتها السنوي مبلغ أربعين بليون من الدولارات.
                  

02-13-2010, 09:30 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    "أوباما يكذب، ولا تزال وكالة الاستخبارات الأمريكية تمارس التعذيب في كندا". لا شيء يمكن أن يثير الدهشة في مدينة كبيرة مثل فانكوفر. وذلك شاب أبيض. يعلّق حول عنقه لافتة احتجاجية قريبا من أحد ملاعب مسابقات الأولمبيات الشتوية المقامة حاليا في عروس "الباسيفك". يذرع الرصيف جيئة وذهابا وعلى وجهه شعور محائد. وهناك، على مقربة منه، أغلق البوليس الطريق المؤدية إلى الملاعب أمام السيارات. لا أظن أن أحدا من المارة قد التفت إليه غيري. كان أشبه بقطعة تذكارية من عصر الثورات السحيق لا ضرر منها. واصلت طريقي منحدرا صوب مياه المحيط من شرق شارع "جورجيا" إلى أن انتهى بي المطاف بصورة ما إلى محطة القطار الأثرية، حيث وجدتني أسير داخل أحد كباري المشاة العلوية المؤدية إليها من داخل المحيط، فقط كنت أتبع الناس، وقد ابتسمت أثناء ذلك لمغنية كانت تصدح بإحدى أغنيات الريف المطهمة بحنين البقاء الأبدي إلى جانب المحبّ، وحين عدت بعد نحو الساعة وجدت في مكانها رجلا ينفخ في آلة أنغاما جنائزية وأمامه قطعة مخملية لتلقي نقود المارة، وقد بدا كمن يلاعب حيّة هندية غير منظورة، ربما لهذا بدت قطعته خالية تماما من النقود. انتهى بي المشي إلى موقف "البص البحري". أجابني حارس أن العبور إلى الضفة الأخرى يستغرق نحو إثنتي عشرة دقيقة. وجدتها سانحة طيبة لتكوين رؤية شاملة لوسط المدينة من ذلك البعد. حتى أنني فكرت في إمكانية حدوث مغامرة مكثفة على الجانب الآخر تصلح مادة لكتابة رواية. كنت جائعا وخيارات الطعام الكثيرة المتاحة تطيل من عمر المعدة الخاوية. فكرت هناك في بعض الأكلات اليابانية.. الصينية.. التركية.. وحتى اللبنانية. لكنني وضعت رحالي في الأخير داخل أحد مطاعم "ماكدونالدز". طلبت "ساوس ويست جيكن كومبو". وجلست إلى الداخل مطلا عليه وعلى المحيط في آن. كنت متعبا بعد جولة طويلة نسبيا على الأقدام في أعقاب مغادرتي للبص البحري. كنت مشاء حقيقيا في القاهرة. أمشي من شارع عرابي إلى المطرية بلا توقف. هنا أجدني مربوطا إلى مقعد السيارة أغلب الوقت. أمامي بدت عجوز منكبة على طعامها. إلى يميني، بدا عاملا بناء تعود أصولهما إلى السلفادور تقريبا، لا يزالان برغم ارتفاع أجرهما يأكلان بنفس المسكنة التي صاحبت نشأتهماالأولى، وكأن الطعام عبء، لكأن المضغ لا يتم سوى عبر الذكريات الحزينة. غير بعيد من العجوز، جلس زوجان ابيضان في عمر الورد. كانت جميلة تأكل بسرعة ودقة وتصميم غريب وعيناها لم تغادرا صدر الأفق البعيد لحظة واحدة. فجأة نهضت العجوز. دفعت البوابة الداخلية نحو فسحة صيفية ملحقة بالمطعم. رأيتها عبر الزجاج. تبحث في مقلب فضلات الطعام. تضع شيئا داخل كيس أبيض شفاف. قبل أن تعود إلى الداخل بنفس الهدوء والرصانة وتغادر. لا شك أنها مدينة تنطوي برغم جمالها على قدر عال من القبح.
                  

02-13-2010, 06:28 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: حمدالله على السلامة يا ابوالعيال



    أم العيال:


    جميلة دائما العودة إلى مينائك الآمنة.
                  

02-13-2010, 09:54 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    وبلغت درجة الحرارة في فانكوفر أول من أمس ثماني درجات مئوية، ومن المتوقع أن ترتفع خلال الأيام المقبلة، وتشير التوقعات إلى أن الأمطار في طريقها للتساقط سواء في المدينة الواقعة على ساحل المحيط الهادئ أو في جبال «ويسلر وسيبرس».

    وفحص المدربون مسار السباق أمس، قبل انطلاق أول سباقات التزلج الألبي يوم السبت المقبل، فيما تنطلق الحصة التدريبية الأولى اليوم، في المقرات التي لا تزال رغم كل ذلك تتلقى عبارات الثناء.

    وقال مدير السباقات في «الاتحاد الدولي للتزلج»، غوتنر أوغارا «أرض السباق في حالة طيبة، لكنها ناعمة للغاية. لا يجب السير عليها كثيراً»، قبل أن يحذر «لا يجب التعامل مع ذلك بسخرية».

    وأوضح أوغارا أن الطقس مخيف «ما يقلق هو درجات الحرارة والتوقعات بشأنها. المخاوف إزاء إمكانية أن تمطر في نهاية الأسبوع مرتفعة جداً». وأضاف «إن مسار السباق به ثلاث مراحل: في الأعلى شتاء، وفي الوسط شتاء متأخر، وفي الأسفل ربيع».

    وأشار مدير السباقات قبل السباق الأبرز في الأولمبياد الشتوي إلى أن «المنحدر جدير حقاً بدورة أولمبية، بكل التحديات التي يتضمنها».

    وعلى العكس من ويسلر، فإن المخاوف في جبال «سيبرس»، التي ترتفع 950 متراً تكمن في نقص الثلوج، ولم يتمكن الصحافيون أول من أمس من حضور أول تدريب، وأشارت مصادر إعلامية إلى أن المنظمين يستخدمون أنابيب تنتج الثلوج الجافة لإعداد أماكن السباقات، في إجراء يضاف إلى نقل الجليد بالمروحيات والشاحنات.

    وقال تيم غايدا، نائب المدير الرياضي في اللجنة المنظمة «ليس لدينا ما نخفيه»، مضيفاً «إن هذا الإجراء يسمح لنا بالتركيز على أن تكون أماكن السباق في أفضل حالة ممكنة أمام الرياضيين».

    وستقام السبت المقبل أول منافسة تشهد توزيع ميداليات في الدورة في جبال «سيبرس».

    غياب المكافآت

    تسعى اللجنة الأولمبية الدولية إلى الاستمرار دون تقديم مكافآت مادية للفائزين في الألعاب الأولمبية، رغم الأرباح المتزايدة من عائدات الإعلان، وحقوق البث التلفزيوني.

    وقال نائب رئيس اللجنة، توماس باخ «لن نقوم بتوزيع مكافآت على الأبطال الأولمبيين. ما يعنينا في اللجنة الأولمبية الدولية هو دفع اللجان الأولمبية الوطنية كي تخلق للرياضيين أجواء جيدة».

    روسيا والمنشطات

    أكد البلجيكي جاك روج، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية للسلطات الروسية، أنه ينتظر منهم اتخاذ إجراءات رادعة في مجال مكافحة المنشطات.

    وقال روج إنه التقى الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، وكذلك وزير الرياضة الروسي لتوضيح مخاوف اللجنة الأولمبية الدولية قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في فانكوفر في كندا.

    وقال روج على هامش اجتماعات اللجنة الأولمبية الدولية، والتي تستمر لمدة يومين في فانكوفر «أؤكد على الإجراءات الرادعة في مكافحة المنشطات».

    وتعمل الوكالة النرويجية لمكافحة المنشطات حالياً كمستشار للسلطات الروسية لمكافحة المنشطات.

    وقال روج «الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) وافقت على إمكانية استفادة السلطات الروسية من نصائح ومشورة السلطات النرويجية، ولذلك قلت نعم، وأبلغنا السلطات الروسية بذلك، وننتظر منهم الاستجابة».

    وسقط الكثير من الرياضيين الروس في اختبارات الكشف عن المنشطات خلال العام 2009، ومنهم يفغيني ديمينيتيف، ويوليا تشيبالوفا البطلان الأولمبيان في سباق اختراق الضاحية بالتزلج.

    وجاءت جميع النتائج الإيجابية من خلال عينات أخذت من اللاعبين خلال البطولات والمسابقات وليست خارجها.

    شوارزينيغر يحمل الشعلة

    قال مسؤولو اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية، إن أرنولد شوارزينيغر حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية سيسلم شعلة الأولمبياد إلى سيباستيان كو بعد غد، وذلك قبل حفل افتتاح فعاليات الدورة.

    وسيكون شوارزينيغر وكو، الفائز سابقاً بميداليتين أولمبيتين ذهبيتين في العدو، والذي يترأس حالياً اللجنة المنظمة لأولمبياد 2012 الصيفي، من بين المشاركين في حمل الشعلة صباح بعد غد في فانكوفر، وذلك في ختام رحلتها التي تستغرق 106 أيام.

    كما سيكون من بين المشاركين في حملها أيضاً والتر غريتزيك، والد لاعب الهوكي الشهير واين غريتزكي، ورائدة الفضاء جوليا بايت، ولاعب الهوكي السابق ريتشارد برودور.

    وقال جون فورلونغ، الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لأولمبياد فانكوفر الشتوي «نحتاج بوضوح إلى نهاية كبيرة».

    ولم يصرح أي من مسؤولي اللجنة المنظمة بأي شيء عن الشخص الذي سيحمل الشعلة في ختام رحلته، ويوقد بها المرجل (الموقد) الأولمبي خلال حفل الافتتاح على استاد «بي سي بليس» رغم أن واين غريتزكي نفسه يبدو مرشحاً لذلك.

    ويتزامن ختام مسيرة الشعلة وكذلك إقامة حفل الافتتاح مع مسيرة لمناهضي «أولمبياد فانكوفر»، حيث تتوقع الشرطة أن يصل عدد المحتجين المشاركين في هذه المسيرة إلى 1500 محتج.

    وقال ديف كوب، نائب رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد فانكوفر «أبلغنا اللجنة الأولمبية الدولية بما نتوقعه، كما أبلغتنا الشرطة بأن الاحتجاجات المتوقعة ينتظر أن تكون سلمية، ولا تخرج عن النطاق الشرعي».

    وصرح جاك روج، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية إلى المراسلين قائلاً «ليست مشكلة بالنسبة لنا. نتقبل الاحتجاج. نسمح للناس بالاحتجاج. إنها حرية ديمقراطية للتعبير. ما نريده هو ألا تحدث أعمال عنف، ونريد من الناس احترام قانون البلد، ومن ثم لن تحدث أي مشكلات».

    وقال روج إنه لا يستطيع التعليق على تقرير عن منع أحد المراسلين الصحافيين الأمريكيين والناشط في مجال مناهضة الأولمبياد من الدخول إلى المدينة لدى وصوله لمطار فانكوفر، وقال روج «لست منوطاً بذلك».

    وأوضح روج أن منع المراسلين من اجتياز الحدود قرار يتعلق بالسلطات العامة في كندا، «ولست منوطاً بالتعليق عليه. لا نعطي تعليمات في هذا الشأن».

    جاهزية أرجنتينية

    استقر ثلاثة من أعضاء البعثة الأولمبية الأرجنتينية في المقر الأولمبي لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية «فانكوفر 2010» أول من أمس استعداداً لانطلاق.

    وبدأ الأخوة كريستيان وماكارينا وماريا بيلين سيماري بيركنر تدريباتهم في القرية الأولمبية أول من أمس على مرحلتين، بعد أن وصلوا إلى كندا في الخامس من الشهر الجاري مقبلين من إيطاليا.

    وتدرب اللاعبون صباح أول من أمس في ساحة للتزلج الألبي، فيما خصصوا الفترة المسائية لتدريبات الجيمنازيوم.

    وأبرز الأخوة هشاشة الجليد في بعض مناطق ساحة التزلج، نظراً لارتفاع درجات الحرارة في المدينة الكندية عن المعدلات المنتظرة.

    وسيكون كريستيان سيماري هو من يحمل علم الأرجنتين خلال حفل افتتاح الأولمبياد الشتوي، كما فعل من قبل خلال أولمبياد «سولت ليك سيتي» العام 2002.

    وقال المتزلج (29 عاماً)، الذي سيبدأ مشواره في الدورة يوم السبت المقبل «إنني فخور للغاية، لا أعرف إذا ما كانت هذه هي دورتي الأولمبية الأخيرة، لكن أن أحمل العلم كما فعلت العام 2002، وهو فخر كبير لي».

    وأكد رئيس البعثة الأرجنتينية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية «فانكوفر 2010»، كريستيان أتانس، أن قرية «ويسلر» الأولمبية «تكتسي بالمزيد من الألوان، حيث نشاهد بعض الرياضيين في قاعات الطعام وفي صالة الألعاب الرياضية».

    وتنتظر البعثة الأرجنتينية وصول كل من روبين غونزاليس (47 عاماً) الذي يخوض منافسات (المزلقة/لوج) يومي 13 و14 من الشهر الجاري في رابع مشاركة أولمبية له في أربعة عقود مختلفة، وكارلوس لانيس الذي يشارك في سباق التزلج 15 كيلومتراً (اختراق الضاحية) في 15 الجاري.

    وتكتمل البعثة اليوم بوصول آخر اثنين من أعضائها السبعة، وهما نيكول غاستالدي، وأغوستين توريس، اللذان يشاركان أيضاً في منافسات التزلج الألبي.

    مزيد من التذاكر

    أعلنت اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الشتوية «فانكوفر 2010» أول من أمس، أنها ستطرح للبيع المزيد من التذاكر.

    وقال كالي دينتون، مسؤول التذاكر في اللجنة المنظمة للدورة «نتوقع أن يكون لدينا مئات التذاكر الإضافية في كل سباق، وربما أكثر في بعض الحالات».

    وسيكون نهائي مسابقة هوكي الجليد للرجال يوم 28 فبراير الجاري على صالة «كندا هوكي بليس»، هو اللقاء الوحيد الذي لن يشهد تذاكر متاحة، بعد أن بيعت جميع تذاكر الملعب، وعددها 19 ألف تذكرة.

    وجاءت تلك التذاكر الإضافية من أماكن كانت مخصصة في البداية للمصورين، وستباع التذاكر الجديدة خلال الأسبوع الجاري والأسبوع المقبل.

    وتم إلى الآن عرض 6. 1 مليون تذكرة للبيع، وتأمل اللجنة المنظمة في بيع جميع التذاكر وجني 215 مليون دولار كندي، كما تأمل في تجنب وجود مقاعد خالية في ملاعب نفدت جميع تذاكرها كما يحدث في دورات أخرى.

    ودائماً ما أثير حديث حول عدم قيام الجهات الراعية باستخدام التذاكر التي تمنح لها، ويأمل دينتون في حل هذه المشكلة في فانكوفر وفي ويسلر، مقر رياضات الجليد.

    وقال «نعمل مع شركائنا جنباً إلى جنب للتأكد من شغل جميع المقاعد».

    تواصل اجتماعي

    قالت اللجنة الأولمبية الدولية، إنها تشجع الرياضيين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية «فانكوفر 2010» على سرد تجربتهم الأولمبية على شبكات التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«تويتر»، مع فرض سلسلة من المحظورات.

    وحذرت اللجنة الأولمبية الدولية من وجود أي ربح تجاري وراء الأمر، أو من أي انتهاك للميثاق الأولمبي.

    وأنهت اللجنة في بيان لها أول من أمس، الجدل الذي أثير خلال الأيام الماضية حول احتمالات منع الأمر، قائلة «إننا نشجع الرياضيين على شغل صفحات خاصة بهم خلال الدورة، الأمر مقبول تماماً».

    ونوهت اللجنة إلى ضرورة أن تكون التعليقات بصيغة المتكلم، وفي حالة إدراج صور، لا ينبغي أن تكون من فعاليات المنافسات أو من الاحتفالات، فضلاً عن ضرورة الحصول على موافقة في حالة ظهور أشخاص آخرين في تلك الصور.

    وأضافت «إن مقاطع الفيديو مقبولة، طالما كانت خارج المنشآت الأولمبية، ولا يجب أن تشير التعليقات عليها إلى الرعاة أو الرياضيين الأولمبيين».

    وحذرت اللجنة من أن «الشراكة التجارية مع أحد المواقع أو إحدى صفحات (فيس بوك أو تويتر)، تضع الأمر برمته في سياق آخر ليس مقبولاً تحت أي ظرف من الظروف».

    وكانت المتزلجة الأمريكية ليندساي فون، التي تتطلع إلى الفوز بخمس ميداليات ذهبية خلال أولمبياد فانكوفر الشتوي، هي أول من يحتفل بهذا القرار.

    وجاء احتفال فون تحديداً عبر صفحتها الخاصة في شبكة «تويتر» التي تسمح بتعليقات مقتضبة، حيث قالت «على العكس مما قيل، سمحوا لي باستخدام (تويتر وفيس بوك) خلال الدورة. رائع».

    وأضافت مازحة «هل اعتقدتم أنكم ستتخلصون مني بهذه السهولة؟ لقد عدت». وكانت فون قد تركت رسالة قبل أيام عدة، قالت فيها إن عليها التوقف عن سطر التعليقات امتثالاً للوائح الأولمبية.

    أما بوب كوندرون، المدير الإعلامي في اللجنة الأولمبية الأمريكية، فقال إن «(أولمبياد فانكوفر) سيكون دورة ألعاب (تويتر)».
                  

02-13-2010, 10:51 PM

Abobakr Shadad
<aAbobakr Shadad
تاريخ التسجيل: 01-26-2010
مجموع المشاركات: 1624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: Osman Musa)

    .....
    .....
    أخى الكريم عبد الحميد

    شكرا لهذة السياحة الرائعة وهذه النزهة الممتعة من ادب الرحلات

    ...

    (عدل بواسطة Abobakr Shadad on 02-13-2010, 10:57 PM)
    (عدل بواسطة Abobakr Shadad on 02-14-2010, 08:33 PM)

                  

02-14-2010, 01:16 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: Abobakr Shadad)

    ماركيز نفسه، أخبرنا من قبل أن نجاح الكاتب يتوقف إلى حد بعيد على تقريب المسافة بين الكتابة كتصور وبين تحققات تلك الكتابة عمليا على الورق. بالنسبة لي لم أعثر على ذلك الفرق الشاسع بين تصوري لمدينة فانكوفر وبين فانكوفر الواقعية وهذا أمر نادر في ظل سيادة سحر "المديا" وجاذبية "هوليوود" والمقدرة الهائلة التي يملكانها على صعيد الإيهام بحقائق مصطنعة للأشياء والناس. حين بدا لي العالم في ذلك الصباح من كل ذلك العلو، أدركت أن ماركيز ربما يبالغ قليلا في وصف مخاوفه من الطيران منساقا وراء خياله الجامح غير المروَّد، ففي مقال له حمل عنوان "أنا الآخر"، يقول "انني أطير دوما وأنا خائف، حتى أنني لا أنتبه إلى كيفية معاملتهم لي (يقصد طاقم الضيافة داخل الطائرة)، وأكرس كل طاقتي لتثبيت مقعدي بيدي كي أساعد الطائرة على البقاء محلقة في الجو، أوأحاول منع الأطفال من الركض في الممرات خشية أن يثقبوا أرضية الطائرة". يدعم تلك الفرضية، ويبدو لي هنا أن مقال ماركيز (طائرة الحسناء النائمة)، يأتي كرؤى نقيضة لتلك الرؤى المبالغ فيها لمسألة الخوف من الطيران، إن الوصف الشاعري الحاذق لتلك الحسناء أمر لا يتم في زعمي عقله جماليا إلا عبر مسافة نفسية مستقرة تسمح بعمق صوفي للتأمل، وهي نفس المسافة التي جعلتني أرى العالم في ذلك الصباح ومن كل ذلك العلو الشاهق كلوحة من أعمال سلفادور دالي في قمة نضوجه الفني. يقول ماركيز في مفتتح الكتابة:

    "كانت حسناء جميلة، ذات بشرة ناعمة لها لون الخبز وعينين مثل حبتي لوز خضراوين، شعرها ناعم وأسود وطويل يصل حتى خصرها، وبها نفحة من عراقة شرقية يمكن لها أن تكون من بوليفيا أومن الفيليبين على حد سواء.

    كانت ملابسها تنم عن ذوق رصين: سترة من الكتان الأبيض، وبلوزة من الحرير مزينة بأزهار باهتة جدا، وبنطال من كتان خام وحذاء مخطط طولانيا وله لون أزهار البوغامبيليا.

    حين رأيتها تقف في الصف للصعود إلى طائرة نيويورك في مطار شارل ديغول في باريس، فكرت: "هذه هي أجمل امرأة رأيتها في حياتي". أفسحت لها الطريق. وحين وصلت إلى المقعد الذي خصصوه لي على بطاقة الصعود إلى الطائرة، وجدتها جالسة على المقعد المجاور. واستطعت أن أسائل نفسي وأنا مبهور الأنفاس: من هو عاثر الحظ منا في تلك المصادفة الرهيبة".

    أثار حيرتي أن ماركيز يكتب بقدر كبير من الحرية الداخلية في ظل غيرة محتملة من زوجته طيبة الذكر "مارسيدس"!.
                  

02-14-2010, 05:18 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    1017.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-14-2010, 07:42 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    عثمان موسى أخي:

    لوهلة، بدت لي المدينة شديدة الشبه بمدينتك السابقة: نيويورك. مثل هذه المدن مهمة على صعيد الرؤية الشاملة للعالم. حضورها كخلفية في لاوعي الكاتب أثناء رصد أحداث في قرية نائية مثل "دومة ودحامد" يساعد كثيرا في تنقية ما هو جوهري عما هو غير جوهري. (تحياتي وكثير تقديري) كما تقول أنت للناس بمحبة.
                  

02-14-2010, 08:46 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    إلى حين متابعة السرد:


    Quote: فانكوفر
    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


    فانكوفر (Vancouver) مدينة كندية تقع جنوبي غرب ولاية كولومبيا البريطانية، سميت على اسم القبطان جورج فانكوفر, أكبر مدينة في ولاية كولمبيا البريطانية تعداد سكانها 2.180.737 نسمة حسب إحصاء 2006. تشكل جزئا من تجمع حضري ضخما يشمل عدة مدن تسمى ب فانكوفر الكبرى.


    تقع فانكوفر في جنوب غربي كولومبيا البريطانية على بعد نحو 40كم شمالي الحدود الفاصلة بين كندا والولايات المتحدة كميناء طبيعي يقع على مدخل بورارد، الأمر الذي يجعل للمدينة أهمية خاصة. ويمكن للسفن أن تستخدم الميناء طوال العام لأن مياهه لا تتجمد. وتعتبر فانكوفر مدخل كندا إلى المحيط الهادئ.


    موقع فانكوفر في الولاية تغطي فانكوفر مساحة 115 كم² من الساحل الجنوبي لمدخل بورارد. وللمدينة وضع متميز حيث تقع بالقرب من الجبال الساحلية والمحيط. ساعدت الجبال المحيطة بها والرياح الدافئة الآتية من المحيط في أن يكون لها طقس لطيف معتدل بالرغم من أنها تقع في أقصى الشمال. ومتوسط درجات الحرارة في فانكوفر 2°م في يناير و17°م في يوليو. وتسمى منطقة فانكوفر الحضرية فانكوفر الكبرى، وتحتل 2,786 كم²، وهي ثالثة كبرى المناطق الحضرية في كندا بعد مونتريال وتورونتو بالنسبة لعدد السكان.

    بدأ أول استيطان دائم في الموقع الذي هو حاليًا فانكوفر بالقرب من المنجرة (المنشرة) التي بنيت في عام 1865. كان لوجود مصادر الأخشاب الغنية أثره في سرعة الاستقرار بالمدينة. وفي عام 1884 اختارت السكك الحديدية الباسيفيكية الكندية هذا الموقع ليكون الطرف الغربي الأخير لخطوط السكك الحديدية الكندية الأولى عبر القارة.

    تعتبر فانكوفر أكبر مركز لتجارتي الجملة والتجزئة في غربي كندا. ويعمل حوالي 100,000 عامل في فانكوفر الكبرى في الشركات التجارية. وتوجد بها المكاتب الرئيسية لمعظم الشركات العاملة في كولومبيا البريطانية. وتعتبر السياحة من أكثر الأنشطة المتطورة والمستوعبة للعمالة.

    يرتكز اقتصاد المقاطعة علي مواردها الطبيعية، وبالدرجة الأولي علي غاباتها الشاسعة والتي تغطي قرابة ال 56% من إجمالي مساحة المقاطعة. تغطي منتجات المقاطعة من ورق وأخشاب ما يقارب النصف من احتياجات كندا كلها. يعتبر قطاع السياحة ثاني أكبر مورد لاقتصاد المقاطعة. يزور المقاطعة كل عام قرابة 15 مليون سائح. وتبلغ مساحة المنتزهات بالمقاطعة إجمالا 5 ملايين فدان، وتبقي سلسلة جبال الروكي أكبر معلم سياحي بالمقاطعة. أما ساحل المقاطعة بشواطئه، وطرق رياضة المشي علي الأقدام، ومستعمرات الفنانين، والحيوانات البرية، ومشاهدة الحيتان، يعتبر أيضا من أبرز المعالم السياحية.

    في عام 1995 حصلت مدينة فانكوفر علي الميدالية الفضية للمرتبة الثانية من بين 118 دولة علي أساس الحياة المعيشية والبيئة، جاء ذلك في إصدار لمنظمة Corporate Resources Group السويسرية في جنيف. [2] وكذالك من المدن الأكثر غلاءاً. سوف تقيم فيها ألعاب أولمبية عام 2010.


    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D9%86%D9%83%D9%88%D9%81%D8%B1


    lk_22.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-14-2010, 07:39 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    هل يمكن للمرء رؤية الأسرار الثاوية في قاع المحيط بالعين المجردة فقط؟.

    من مدرج مطار ادمنتون المبتل بندى الصباح المذاب في ذلك الصباح الجليدي بوسائل مجهولة لأمثالي، صعدت الطائرة مرتقاها الصعب بسلاسة تحاكي نعومة رابية الأجواء المرتفعة، ثم استوت على الجودي، وأخذت تغذي تدريجيا وبخطى صامتة ذلك الخبب السريع لحصان الهواء المترع حد المرح المشوب بتوجسات غامضة بمذاجه المعتدل البهي. لدقائق قليلة، بدت القمة مستوية لا نهاية لها في انبساطها الممتد فوق السحب البيضاء الكثيفة، التي أخذت على عاتقها مهمة حمل ظل الطائرة داخل دائرة قذحية أشبه بالهالة، وهناك من داخل قلبي أخذ صوت الجوقة يتلو بخشوع ورهبة أناجيل تمجيد الإنسان في سعيه الدائم صوب كمال مستحيل. ليس "الوصول" هنا بمقدس. ما هو مقدس هنا هو "محاولة الوصول".
                  

02-14-2010, 09:53 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: شكرا لهذة السياحة الرائعة وهذه النزهة الممتعة من ادب الرحلات


    أخي أبوبكر زميل أيام الدراسة في جامعة الزقازيق الرائعة حقا:


    جميل أن تلقي على أخيك تحية بعد كل هذه السنوات.


    جميل كذلك أن أراك الآن مطلا على العالم عبر كل هذا المستوى القدير من التأهل العلمي أوالنضج.


    يسرّني دائما أن أرى رصفائي في مرحلة من المراحل على درجة أوأخرى من التحقق.


    كن بألف خير.
                  

02-14-2010, 10:59 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    أخذت السُّحب البيضاء الكثيفة ترق شيئا بعد شيء، إلى أن غدت أشبه ما تكون بسطح البحيرة الرائقة الشفافة، وهناك بعيدا بعيدا خلف تلك الستارة المائية الرقيقة المتِّموجة بلطف بدت التجمعات العمرانية كمدن غارقة ومنسية في قاع محيط سحيق. وسألني فجأة أحد أفراد طاقم الضيافة داخل الطائرة عما أنا بحاجة إليه في تلك اللحظة. "كوفي، دبل دبل"، أجبته. وبدأت أتأمله وهو يصنع كوب القهوة بدقة كاهن. الموقع الذي نطل منه على العالم يكسبنا أشياء ويفقدنا أشياء. هذا الرجل يسمى هنا "المضيف" وعلى الأرض يدعى "النادل". والمهام تكاد أن تكون نفس المهام. وهذه الطائرة، قد تحمل إلى فانكوفر الفرح أوالحزن، مثلما تحمل الآن من ادمنتون الفقد والتخلص من العبء في آن. وبدأت أتصفح شيئا من ماركيز على بعد 39108 قدم فوق سطح البحر وبمعدل سرعة وصلت إلى 525 ميلا جويا في الساعة.

    "منذ بضعة أيام، وعند استيقاظي في سريري بمكسيكو، قرأت في احدى الصحف أنني قد ألقيت محاضرة أدبية في اليوم الفائت في مدينة بالمادي غران كاناريا بجزر الكناري، على الجانب الآخر من المحيط. ولم يكتفِ المراسل الصحفي الدقيق بايراد رواية مفصلة للحدث، بل أنه قدم كذلك موجزا موحيا لمحاضرتي. لكن أكثر ما فتنني هو أن الموضوعات المطروحة كانت أكثر جاذبية مما أستطيعه. ولم يكن فيها سوى عيب واحد وحيد: فأنا لم أكن في مدينة بالما، لا في اليوم الفائت ولا خلال السنوات الاثنتين والعشرين الماضية. كما أنني لم ألق في حياتي محاضرة واحدة حول أي موضوع في أي مكان من العالم".
                  

02-15-2010, 06:11 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    نتابع تفاصيل الرحلة وفى انتظار تلك اللحظات وغيابك من حمودي وانيس
                  

02-15-2010, 07:06 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: elsharief)

    gerald-martin-bio.jpg Hosting at Sudaneseonline.com






    في القاهرة، وطوال سنوات الغربة الممتدة كليل الأرامل الطويل، ظللت أواجه هذا العالم بالسلاح الوحيد الذي أجيده: الورقة البيضاء والقلم، والكتاب حين أشعر على نحو غامض بدنو خيانتهما. إن العذاب الوحيد الذي قد يطالني هو أن يتم وضعي داخل قصر منيف بعيدا من ذلك الثالوث المقدس. أحيانا، أضحك في سري من فكرة الزنازين الضيقة المغلقة الكابية لحظة أن تنطوي على القرطاس والقلم والخيال الطليق. مسكونا في لاوعيي بالقوة الهائلة لمعدات الكتابة والتأمل، ذهبت إلى فانكوفر، وبرفقتي ذات الأصدقاء القدامى، ولكنني كنت مزودا في هذه المرة بحبّ إلهام والولدين محمد وأنيس اللامحدود، ويا للحنين حين يُولد قبل أن يحلّ موعد الفراق!.
                  

02-15-2010, 08:16 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    في الواقع، ما رأيته خلال تلك الساعات لأول مرة، لم يكن فانكوفر، كان قطرة من فانكوفر، لكنها بدت لي كافية لنسج حكاية يمكن لي أن أرويها قبالة نهر الشيخوخة الرتيب لأحفادي، "لقد خشيت وقتها من غضب الجدة إلهام، ومع ذلك، لم أستطع مقاومة إغراء الإجابة عندما سألتني عبر الهاتف عن أخبار الطقس في فانكوفر ككندية بالتأقلم، كان ذلك في منتصف فبراير وادمنتون ترتعش أطرافها من شدة البرد، وثياب النساء على الطرقات المؤشر الوحيد الذي يمكن بواسطته معرفة أحوال المناخ على ظهر هذه البسيطة أوتلك". لكن تلك حكاية لا يحين أوانها في غير الحضور الحميم لأولئك الأحفاد.






    في مقال "الحب في الجو، يقول ماركيز:

    "أما الطائرات، فقد أعتبرت لسنوات طويلة مكانا يحظر الحب فيه. بل ان حزاما في المقعد كان يبدو لنا وكأنه بديل مهذب لحزام العفة. وربما كرد فعل لهذا العقاب شاعت الخرافة العالمية عن المضيفات سهلات المنال، اللواتي نسبت إليهن مخيلتنا المراهقة اتقان جميع الممارسات الشبقة. وحدث منذ سنوات طويلة أن أشيع في بارانكيا أن بيتا للدعارة سيفتتح في الحي الراقي من المدينة لتبيع فيه متعهن أجمل خادمات الجو ممن يعملن في شركات الطيران العالمية. وقد ذهبنا جميعنا في تلك الليلة بالذات: ابتداء من السيد المحافظ وبطانته كلها وحتى أدنى الصحفيين أجرا. ووجدنا هناك بالفعل سربا من الفتيات الفاتنات بأزياء تحمل اشارات جميع أجواء العالم: أسوجيات شركة "ساس" وألمانيات "لوفتهانزا" وأمازونيات "بان أميركان" الكونيات. وكانت تراودنا رغبة جامحة في أن تكون تلك الأكذوبة الكبيرة صحيحة وحقيقية، حتى أن معظمنا تظاهر بأنه لم ينتبه إلى أنهن جميعا خلاسيات مثل خلاسياتنا، وأنهن يتكلمن القشتالية دون لكنة، وبلهجة تشبه إلى حد يعجز عنه الوصف اللهجة المتداولة في مصنع الأحلام الذي تملكه بيلار تيرنيرا".
                  

02-15-2010, 02:26 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: نتابع تفاصيل الرحلة وفى انتظار تلك اللحظات وغيابك من حمودي وانيس


    الشريف الشريف:

    تعرف، وأنا هناك، غنوا لي واتكلموا معاي بالتلفون. محمد الكبير على بعد أيام الآن من سنته الثالثة. الكلام زي موهبة كبيرة لسة بتحاول تفك خط التعبير. لو أننا لم نحرق المراحل عادة وبدأنا تعلم وتطبيق كل شيء زي مراحل نمو الكائن المختلفة نكون طلنا حاجات كتيرة ليها قيمة, مثلا _ ودا من واقع الخطل_ الخطاب التقدمي على صعيده الفكري والسياسي السائد في السودان لا يزال يتمركز حول الدولة وكيفية الوصول إلى عصا موسى أوسلطتها. ثمة أشكال أخرى للسلط قارة داخل بنية المجتمع تتحكم في ما يدور على سطحه على نحو جوهري. إننا لا نستطيع الإدعاء في تصوري بتقديم تقدمي واحد إلى العالم من غير هدم وإعادة تفكيك البنى الذهنية المكوِّنة لوعيه. دمت أخا عزيزا.
                  

02-15-2010, 10:00 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    ماركس، سمير أمين، وهربرت ماركوز، هذا الثلاثي قفز إلى ذهني دفعة واحدة، حين أنهيت حديثين عابرين مع عاملين من عمال النظافة داخل أحد التجمعات التجارية الضخمة في فانكوفر.

    كانت تبدو عليهما تعابير الأسى المكتوم المسالم ولغتهما الانجليزية أشبه ما تكون بمحاولات محمد وأنيس لحظة أن يرغبا بجدية في الحديث عن أمر خطير مثل العثور على قطعة حلوى لذيذة منسية عند أحد الأركان فرغت عُلبتها منذ أيام.

    أحدهما صيني والآخر من لاتين أميركا.

    تقمصت وقتها دور عامل قدم إلى المدينة حديثا، ويرغب في آن على الحصول على وظيفة وشقة، قبل أن يستقدم عائلته من محافظة أخرى؛ كيما أجد أرضية مشتركة تصلح لتبادل حوار بيني وبينهما.

    اللاتيني، أخبرني أنه يتقاضى مبلغ تسعة دولارات وأربعين سنتا في الساعة. الصيني، أفادني أنه يسكن بعيدا ناحية الشرق، مع أقرباء زوجته، موضحا أن بالإمكان العثور على "غرفة وصالة" في منطقة طرفية لقاء 800 دولار. وهذا يعني ببساطة وحسب وظيفة اللاتيني أن على المرء أن ينفق نصف الشهر متعفنا داخل وظيفة هامشية لتوفير مستلزمات الإيجار فقط. إنني لم أتطرق بعد إلى وجود عفاريت شهرية أخرى مثل فواتير الهاتف والكهرباء والمواصلات وغيرها.

    هذا العالم البهي، الذي يدعى "مدينة فانكوفر"، تتمتع به قلّة من الناس، أنصت لحوار عابر بين فردين من أفراد تلك القلة داخل مصعد في طريقي إلى الطابق العشرين، الأول سيذهب لمشاهدة عروض تُجرى في نهاية الأسبوع على خشبة مسرح ما، الآخر تلقى دعوة مجانية مثل رفيقه ولكن لمشاهدة بعض فعاليات دورة الألعاب الشتوية المقامة حاليا في المدينة. بدا وكأنني لم أكن إلى جوارهما. يا لتلك الطلاقة!.
                  

02-15-2010, 10:16 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    samirsudan20amin_5614.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    سمير أمين



    Marcuse2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    هربرت ماركوز



    marx.gif Hosting at Sudaneseonline.com

    ماركس
                  

02-16-2010, 07:57 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    يبدو لي الآن أن تأمل المدينة على خلفية أفكار كل من ماركس وماركوز وأمين، مسألة لا يتسع لها مقام السرد هنا، لكن فانكوفر تظل في نهاية المطاف حقلا عمليا للتفكر حول أمور مثل الطبقة المسحوقة في المجتمع، خلق الحاجات الزائفة، وعملية تدوير الدولار المستعرة، على الرغم مما تتركه عند النظرة الأولى من أثر طيب على العين.

    خلال تلك السياحة، بدت لي المدينة كفضاء نموذجي لسيادة مفهوم العلامات. كل شيء موضح ومرسوم بدقة. لعل الشيء الوحيد الذي ذكرني بالعالم الرابع يتمثل في الوجود الصريح المعلن والكثيف لقوات حفظ الأمن من بوليس وغيره. وهو أمر مرده في تصوري إلى بدء دورة الأولمبياد الشتوية والشحنات الإعلامية السائدة بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر في أمريكا. لكن هذه القوات المتأهبة بدت لي على الدوام كمصادر للإبتسامة والإستجابة للمساعدة بحسّ عال من الأريحية. يقال في علم الاجتماع إن السلطة كلما وهنت قبضتها كأداة للسيطرة كلما أعلنت عن وجودها المادي من خلال إحدى الوسائل القهرية مثل وضع دبابة على مداخل العاصمة المثلثة الرئيسية.

    لعل عمر البشير ينام الآن وتحت وسادته مسدس وخريطة تفصيلية للهروب إلى حيث لا يقبل به أحد.

    لم تمض سوى دقيقة واحدة على آخر مكالمة لها، حتى طلبتني أم العيال مرة أخرى، وقد بدت على درجة عالية من الانزعاج والقلق، قالت إنها تخشى أن يأخذني تأمل البحيرات في أوقات مختلفة وأنسى المهمة التي قدمت من أجلها إلى فانكوفر.
                  

02-16-2010, 06:17 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    كان الحنين خلال تلك الساعات في فانكوفر قد بلغ بي منتهاه إلى أسرتي الصغيرة في ادمنتون. الظلام بوادره شرعت في تلوين وجه المدينة مبكرا في حوالي الرابعة تقريبا. هكذا، قررت أن أتجه صوب محطة المترو "فانكوفر سيتي سنتر". واستغليت أول قطار في الطريق إلى المطار ناحية ضاحية "ريتشموند". وفي عزمي أن أغرق داخل تلك العزلة الحميمة التي تتيحها لي عادة تصورات ماركيز لنفسه والناس والأشياء. أثناء ذلك، على بعد خطوات قليلة من فندق "فريمنت ماكدونالد"، سألني عابر سبيل والحيرة تلف كيانه كله، إن كنت أعرف مكانا لبيع الخمور قريبا من "هذه الناحية". أجبته وقد رسخ في ذهني أن مدينة فانكوفر لها تسمية أخرى "مدينة لا أحد". كما لسكانها الأصليين، ليس للغرباء فيها علامات تميزهم. وكان بوسعي أن أمنحه إجابة أخرى تزيد من حيرته تلك لو أن في قلبي ميل لمزاح ثقيل. "أجل، يا سيدي، سِر في هذا الاتجاه من شارع "شرق جورجيا" الذي نقف عليه الآن، بعد التقاطع السابع تحديدا، استدر يسارا، عند ناصية البناية الثانية على اليمين، في الطابق الأرضي، يوجد هناك محل لبيع الخمور". هكذا، يبدو لي الأذى أحيانا كعملية لا تحتاج إلى قدر كبير من البراعة.
                  

02-17-2010, 11:46 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    خواطر على متن طائرة المساء أوالعودة:

    (صرت أحس بالزهو وأنا أكتب.. أعيد صياغة الحقيقة وأشكلها كما أحب أن تكون.. كنت أجمع بين الكذب والحقيقة جمعاً لا انفصام له.. هذا الصراع بين الحقيقة والخيال.. بين الله الخالق وبين الإنسان الخالق, أسكر قلبي للحظة... لقد أخذ طيناً وخلق منه العالم, وأنا آخذ الكلمات... وبينما بشر الله يموتون فإن بشري سوف يعيشون).‏


    من (تقرير إلى غريكو)
                  

02-18-2010, 07:16 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    حوالي الخامسة مساء، حين أنهيت وجبتي الأخيرة في المطار، هاتفتني إلهام، وهي تتساءل عن إمكانية العودة إلى ادمنتون من خلال سفرية مبكرة، عوضا عن سفريتي المقرر إقلاعها في التاسعة وأربعين دقيقة. بدا لي العرض كعادتي في مثل هذه الأحوال مغريا، وإن شابته بعض الرواسب الغامضة في اللاوعي مثل القدر وموروث حكايات الموت وأسبابه، أذكر من حكايات أمي هنا "إنه القدر، كان من الممكن أن يكون حيّا لولا أنه قام بتبديل الباص في آخر لحظة". لكنَّ الحب كما يحلو لي التلاعب بعبارة ماركيز "أقوى من الموت".
                  

02-19-2010, 12:41 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش رحلة خاطفة إلى فانكوفر (Re: عبد الحميد البرنس)

    sudansudansudansudansudansudansudan59.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de