هكذا تكلم وليد مادبو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 02:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2010, 07:46 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هكذا تكلم وليد مادبو

    مقدمة لابد منها

    الديموقراطية وعي وسلوك وليس جعجعة من غير طحين
    هذا هو حزب الامة 2010 كما وصفه وليد مادبو في موقع سودانيل

    اعرف تماما ان هناك منتسبين لهذا الحزب يمتلكون باس وورد وقادرين على الرد والتفنيد والتبرير ايضا
    البوست ده حيظل فوق لحدت الانتخابات...ولن يجدي الجهل او التجاهل
    وما تعلمناه من السودان الجديد (ما فيش حد احسن من حد) وليس هناك قداسة في السياسة السودانيين كلهم ملة واحدة يرفع الانسان او يحط من قدره سلوكه واخلاقه واخلاقياته فقط وليس حسبه ونسبه

    (عدل بواسطة adil amin on 02-11-2010, 07:47 AM)

                  

02-11-2010, 07:47 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    Quote: الصفحة الرئيسية منبر الرأي د. الوليد آدم مادبو ثنائية الشاويش والدرويش ... بقلم: د. الوليد أدم مادبو
    ثنائية الشاويش والدرويش ... بقلم: د. الوليد أدم مادبو
    الأربعاء, 10 فبراير 2010 11:35

    (تعليق علي السلطوية المركزية لترشيحات حزب الأمة القومي)

    إنفعلت أحدي السيدات اللائي حضرن الجرتك ( جرتك العروس) بالرقصات واللبسات إلي حد الإنبهار فقالت، هكذا ودونما أدني إستشعار لواقع التحول الإجتماعي (كونها حبوبة) والجسدي (إذ لم يتبق من الهيكل إلا َّ ظله ومن الشكل إلاَّ مثله) " أنا قررت أرجع وأرقص رقيص العروس من جديد." لم تدم هذه البحبوحة المعنوية طويلاً، فقد إستيقظت علي قهقهة الصحبات. وقبل أن تجرؤ علي إستفسارهن قلن لها "وماذا ستفعلين في أبو فلان؟ فإستفاقت ولم تألو وذلك جزاء المتنكرين. ونحن نقول ماذا سيفعل السيد "الإمام" في إرثه المترع بالفشل وقد أعلن ترشيحه علي إستحياء أمام مجموعة من الوجهاء الخرطوميين والوجيهات؟ أي نصح يملك أن يقدمه هؤلاء وقد لبوَّا الدعوة من باب اللياقة والأدب وليست من دافع المرافعة والكسب؟ أم أنه أغفل واقع التحدي الميداني فإستحال إلي نجم إعلامي؟ أي رجح يرجوه زعيم تصدعت الارض من تحت قدميه حتي بات كالراقص بلا ساق؟ هل مازال متوهماً أن الإشكاليات التي أثيرت بشأن المؤتمر السابع لم تكن إلاَّ "زوبعة في فنجان" او كما قال؟ علماً بأن اللجنة التي كونت رغم قسمتها الضيزي )التيار العام/جناح "الإمام": ٢/٦( قد فشلت مرتين في تقريب الشقة ناهيك أن تكون قد أفلحت في حل الإشكاليات حلاً مبدئياً يمهد لتقنين مبدأ المؤسسية ويُفسح المجال لمنهجية تكون هي الديدن في حل المشاكل المستقبلية بعيداً عن الغوغائية، الإلتوائية والطبطبة شبه أبوية.

                  

02-11-2010, 07:48 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    Quote: (1)

    لقد كان المقصود من محاولات التسويف، الإستعباط وأفانين التنقل الإنتقائي بين دستوري ٢٠٠٣ و ٢٠٠٩م كسب الوقت حتي تتمكن مجموعة "الإمام" من ملئ القوائم ومن ثم إضاعة الفرصة في الترشيحات للتيار العام. إستدركت جماعة التيار العام هذه المكيدة فأودعت طعنها في مؤسسات الحزب لدي مجلس الأحزاب، الذي تعامل معها بمهنية لا تخلو من روح سودانية تُفَضِل - قدر الإمكان- حل الإمور بالحُسني، إذ قد طلب منها السيد "الإمام" إعطائه فرصة للتوصل إلي حل مُرضي. الغريب في الأمر أن مفهوم "الحل المرضي" قد شمل المساومة، الإبتزاز او التهديد المباشر، كل شئ غير الألية ولا حتي الموضوعية التي تؤطر لحل المشاكل مهما تفاقمت علي أسس حضرية. لم يزل هذا الأمر مُستمراً حتي تلبسنا بعنجهية الروايعية التي تقول "ياتشربي يا أكسر قرنكي!"

    كل هذا يحدث في طائفة لم يعرف عنها حتي حين التدني إلي درك التنافس الدنيوي القح ومع جماعة كانت الأكثر إلتزاماً بموجهاته كراعِ (بل هي حتي الأن لم تزل محترفة بقوامته). هل فعل "الإمام" ما من شانه أن يحافظ علي اللُحمة القومية، الرابطة الدينية والنفرة الجهادية أم أنه أثر العاجلة فقرر الرقص علي أنغام الإستبداد، الشمولية والنرجسية؟ إن أناساً كانوا علي مستوي التضحية بأرواحهم يكتبون اليوم غرافيت علي الحائط ينددون بإمامهم (الإمام سليط لسان قليل إحسان) وغيرها من العبارات التي لا تليق وشأو الائمة (إن يك وأحداً منهم) الذين إمتدحهم الله في كتابه بقوله ((( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ )) الأنبياء 73 ... هل لأنهم جهلوا قدره، أم أنهم أحسوا إستخفافاً منه بأقدارهم؟ كيف إستحالت قلعة الصمود والوطنية إلي مغارة للسماسرة، البهلونات وأشباه الجنرالات؟ أبمثل هؤلاء يريد "الإمام" إصلاح ما تهدم من بنيان؟ أخاله يتخير "الأخلاء"، وقد كان السيد عبدالرحمن ينتقي النجباء: المحجوب، إبراهيم أحمد، نقدالله، امين التوم، عبدالله خليل إلي آخره. لمصلحة من يتم تشويه الشخصية الانصارية التي عُرفت بالزهد، التُقي، التجرد، الورع والصدق؟

    إن الخصائص التي يرفضها "الإمام": الآنفة، الكبرياء، العِزة، إلي آخره، هي ذات الخصائص التي هيأت لقيام المهدية، والاَّ لكنا في إنتظارها حتي اليوم، وقد أدركها أناس بعد إنتصارها (هم الوحيدون ودون إستغراب يتم تصدير النواب إليهم)؟ ولينظر "الإمام" من اي الابواب تؤتي قلعة الصمود. كيف تتنزل المُثل إلي هذا الدرك وقد كان حرئُّ بها أن تترفع إلي أفق بهئ؟ هل يكتفي "الإمام" بالإحتفاء بالليبرالية ولا يعمل علي تفعيلها؟ أم أنه إكتفي منها باليسير: النجومية، الزخرفية والإحتفال بأعياد الميلاد؟ أي حمد يرجوه رجل يجهز علي إرثه بهذه الطريقة؟
                  

02-11-2010, 07:49 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    Quote: (2)

    لا أعجب من مثقفين يحتفلون بعيد ميلاد "الإمام" فسنوية الميلاد امر يستحق التبجيل، لكني أعجب من قناعتهم بموافقة هذا التاريخ لميلاد عيسي بن مريم، لقد زعموا أن تاريخ ميلاد "الإمام" قد وافق ميلاد عيسي بن مريم. ماذا لو علموا أن ميلاد المسيح هو في ١٢/٧؟ (راجع محمد في الإنجيل، قيس الكلبي). بمعني أنهم يضفون قدسية علي العمل العام، إذ يوقنون بدلالات ميتافزقية ماورائية لمولد شخص معين. لنا أن نتسأل كيف يتظاهر أناس بالليبرالية ويتحصنون بقلعة التقليدانية؟ أمنَّ سوء فهم لليبرالية التي أجلَّ ما تقيم الحرية الفردية، أم برغماتية الجأتهم إليها مجتمعاتهم التي تُعاني من حالة إحتقان أُبأس تجلياته النفاق؟ متي كان هؤلاء يؤمنون بالقوامة الدينية أصلاً حتي يؤمنوا بالإمامية. أغلب ظني أنهم يندهون هُبل (يطلبونه في الشدائد) ليست قناعة به ولكن رب إله يفي بحاجاتهم النفسية أدعي من أخر يؤرقهم، إذ يطالبهم مغالبة الإزدواجية الأخلاقية التي يعيشونها للإمتثال بقيم طالما طالبوا الأخرين الإمتثال بها:- ألاَّ تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان. إنهم، أي نخب المركز، تخشي أشد ما تخشي زحف قوي الريف السوداني ولذا فقد آثرت الإصطفاف الطائفي علي المد الشعبي الذي سيكونون أول ضحاياه لأن الطوفان يقضي أول ما يقضي علي الغثاء. إنه يتملقونه لذات الأسباب التي يظن القارئ أنهم سيمقتونه من أجلها -- التنكب علي القيم المؤسسية والإستهزاء بالمرجعيات الدستورية.

    ليت شوقي كان حيَّا فينشد:

    والعلمانيون أنت أمامهم

    لولاء دعاء القوم والغلواء

    أنصفت أهل الجهالة من أهل النُهي

    فالكل في حق الحياة سواء
                  

02-11-2010, 07:51 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    Quote: (3)

    بالرغم عن أنني غير مؤمن بجدوي الإنتخابات، إذ أننا نعيش محنة إنسانية لا يمكن تجاوزها لعقد صفقة سياسية إلاَّ من خلال إصلاحات مؤسسية وبنيوية، إلاَّ أنني سأتخذها مثالاً لإبراز عجز النخبة وإفلاسها الأخلاقي (كمشكل سلوكي) وتبيان أن هنالك خلل بنيوي في قانون الإنتخابات (الذي وصفه واحدُُ من حكماء السياسة السودانية، د. الطيب زين العابدين بأنه أفضل قانون للإنتخابات إذ جمع بين النسبية والجغرافية) (صحيفة الصحافة – العدد 5946). لو أن غيرك قالها يا أبا سوسن!

    أ‌. إن هذا القانون لم يُصمم وفق رؤي فلسفية، ناهيك عن أن تكون هنالك منهجية، إنما الكيد المُستبطن/ المُعلن للإلتفاف حول إرادة الريف السوداني. كل السودان يتنافس علي (٦٠٪) "وهم" قد ضمنوا مقاعدهم في النسبة النسوية (٢٥٪) والعامة (١٥٪) (علماً بأن النسبية هي وسيلة من وسائل التمثيل الإيجابي الذي من المفترض أن تستفيد منه النسوة اللائي عانين تاريخياً من ظروف التهميش الإقتصادي والإقصاء السياسي - الإجتماعي). لقد حسمت النتيجة سلفاً لصالح المركز وإلاَّ فمن يحدد الترتيب في القائمة، وعلي أي أسس يُبني؟ إن الوزيرة الجديرة والباحثة المقتدرة، السيدة/ حياة يحي المهدي، تدرج رقم ١٠، في حين أن السيدة/ رباح الصادق تدرج رقم ٣ في القائمة النسوية علماً بأن الاخيرة ليس لها بلاء ولا عطاء إنما إنتماء للمكتب السياسي الذي ولجت إليه من كلية "الإمام" أو كلية المبدعين (لا ندري كم عدد المبدعين في حزب الأمة، إنما الغلبة للمجاهدين الذين أتوا في الهجرتين من غرب السودان، هؤلاء يتم إستدعائهم في الضراء ويؤثر غيرهم في السراء). إن ظروف الأستاذة/ سارة نقد الله المهنية منعتها في الأغلب من الترشح لكنها رشحت شقيقتها السيدة/ فاطمة عبدالله عبدالرحمن نقدالله وإلاَّ لكانت في المرتبة الرابعة، فكيف تفهم محاولات الإحلال والإبدال بسيدات مغتربات وفي الوطن من هنَّ مُصطفات، صابرات ومرابطات؟

    إن تميز البروفسير/ الشيخ محجوب جعفر الأخلاقي والمهني يؤهله لأن يكون علي رأس القائمة (فقد أُدرج رقم ١)، لكن بلاءه السياسي يتقاصر به قليلاً (إذ أنه يتغيب فترات التمحيص ويظهر في لحظات الإنفراج). أمَّا إذا أعتمد السجل الإنتخابي فهو حتماً سيتراجع لأنه كان الأخير (رقم ٢٠) الذي أغلق الباب بعده في منحي السباق للمكتب السياسي السابق. المُلاحظ أن القائمة القومية تقدم من تقدم فيها بحكم قرابته من "الإمام" وقد كان من المفترض ان يدرج فيها أيضاً أصحاب التميز العلمي، والتفرد الفكري من ابناء الانصار ومناضلي حزب الأمة. أين إبراهيم البدوي، التجاني سيسه، بشير عمر، حامد البشير، الصادق أبو نفيسه إذا سلمنا بضرورة إستبعاد "المشاغبين"؟ من يكون عبدالرحمن الغالي هذا بالنسبة لهؤلاء حتي يُدرج رقم ٢ في القائمة القومية؟ إن من كان حظه في هذا الحزب "طار" يتطاول علي من سَعِيتُهم في القدم رجال. فاللهم نسأل الصبر والسلوان.

    ب‌. في غياب المؤسسية، كون القوائم حزبية لايعني الجماهيرية أو الشعوبية إنما الإصطفائية المركزية (وإذا شئت السلطوية). ذلك أن القوائم تُحدد إتحادياً. وإذ ذاك هو الحل فهل النخبة النسوية قيمة علي شرائح المجتمع بأسره؟ تحت أي سقف يمكن أن تتبلور هذه الرؤي؟ هل هذه جماعة ضغط ام مجموعة معنية بتصميم سياسات، تنفيذها ومتابعتها؟

    ج. إستبعاد المستقلات من القوائم فيه إحتكار، وإلزام الناخبين بالتصويت الأحادي (تِك علي القائمة وليست علي الأفراد)، كما فيه إبتسار لمفهوم التمثيلية. قد يحتج المرء بالتفعيلية (قضايا المرأة لا تنعزل عن قضايا المجتمع)، كيف إذن أصبحت القائمة منفصلة؟ كيف تسمي نسبية إذ هي مغلقة؟ لماذا لا نفسح المجال للناخبين للإختيار ما بين المرشحين/المرشحات؟ علماً بأنه ليس هنالك حزب له تصور عن إمكانية النهوض بالمرأة، ولذا فالكل يعول علي الأشخاص، خاصة أن النساء صاحبات المشاريع الفكرية الحقيقية غير منظمات سياسياً مما يخلق إشكالية في ملئ المقاعد (ليست لأنهن غير مقتدرات بل لانهن مُغَيَّبات) وإقحامهن بطريقة توفيقية/تلفيقية يكون فيه تضحية بالموضوعية. إن تأرجح المثقفة وإزدواجيتها تجعلها تتهيب الخوض في ميدان التنوير الذي لا يمكن أن يكون شأناً ديوانياً. فهل النسوة اللائي ضُمَّن ضُمَّن لحرصهن علي قضايا المرآة أم إذعانهن للنظام البطريقي الذي إستبقي المرآة في خانة المتاع؟

    (4)

    بعد أن تعرضنا للخلل البنيوي فيلزمنا أن نتعرض للشائهة المسلكية والتي يمثل حزب الأمة القومي أحدي تمثلاتها. لم يجد مجلس الأحزاب بدًا من إعطاء قيادة حزب الأمة "جناح الإمام" اجل محدد في الرد علي مذكرة الطعن بعد أن كثرت المماطلة ونفد صبر التيار العام مما جعله يستحث الجهات الرسمية التي تعاملت معه بمهنية عالية وإحترافية أشبه بإحترافية الجيل الأول من كوادر الخدمة المدنية. سنحت فرصة لقيادة الحزب في هذه الأثناء لإستخدام لجنة الإنتخابات المركزية في ممارسة الضغط علي المكاتب الولائية وذلك بالحصول علي إعتماد إنتخابي مقابل إحتراف العضو بالمؤسسة المطعون في شرعيتها والتعهد بسحب التوقيع الذي أسنده ثمانية وعشرون شخصاً لدي سجل الأحزاب. وهذا في حد ذاته خرق، ليست فقط لدستور الحزب، لكنه أيضاً إستهزاء بقواعد اللعبة العامة وتندر بقانون الإنتخابات الذي يمنح فرصة التقاضي للخصمين حتي من داخل الحزب الواحد. ثانياً، إن محاولات الإبتزاز هذه تُعتبر سابقة ومسلك غير سليم تنتهجه قيادة الحزب وقد كان الأحري أن تشجع كافة المنتمين التمسك بالقيمة الحضارية في فض النزاعات الفردية والجماعية. (انظر حالنا وحال الأمريكان الذين أرغموا رئيساً لهم، ريتشارد نيكسون، بالإستقالة لمجرد إتهامهم له بمحاولة التدخل للتأثير في مجريات العدالة).

    إن رجالات حزب الأمة الذين قدموا إليه من الباب، شيدوا بنيانه بأموالهم وعززوا عرموصة بدمائهم لم يساوموا في أعز من ذلك، بل آثروا الصبر علي البلواء، فما الذي أغري بهم الأمين العام حتي ظن أنهم يساومون علي مبادئهم مقابل دوائر إنتخابية إرتسمت تضاريسها منهجاً في وجدانهم قبل أن تستحيل إلي حدود في خارطة جغرافية. إن تصرف قيادات المكاتب السياسية الولائية أكبر دليل علي أن قلعة الصمود تظل صامدة رغم إجتياحها بالخفافيش، القنافذ والجرذان. ولنأخذ الأمثلة الآتية:-

    ولاية النيل الأبيض: رغم إختيار المكتب السياسي السابق له بالإجماع، رفض مولانا/ حامد محمد حامد أن يعطي هذه المؤسسات الباطلة حق التفضل عليه برمز إستقر بمنحنياته في سويداء قلبه قبل أن يستحيل إلي رسم ينقشه الفنانون ويتاجر به المنافقون. أنظر لرجال مثل مولانا/ حامد محمد حامد (الحائز علي أعلي أصوات في إنتخابات ٢٠٠٣م ورئيس المكتب السياسي السابق)، بذلوا شبابهم وشيبتهم في خدمة هذا الحزب يجدون أنفسهم مُضطرين للترشيح مُستقلين لأن "الإمام" قد إستخدم "وضع اليد" لإقصائهم لا لشئ إلاَّ لانهم قالوا لا، لا لن نورث، وإذا ورثنا فلن يورث أبناؤنا. فقد مضي عهد الإنقياد الأعمي والإذعان المطلق. إن العقل الإنساني قد تروحن وإذا لم، فقد تعلمن. وفي الحالتين فلن يتخذ شخصاً مرشداً له إلاَّ وهو علي مستوي عال من النقاء الروحي أو النفاذ الفكري. الحقيقة التي يجب أن يدركها كافة المُرشحين أن ٨٠٪ من الناخبين أعمارهم دون الأربعين. فليكونوا مستعدين للتعامل معهم بأساليب غير التي إعتمدوا من قبل. وليذهبوا فليجربوا شعاراتهم القديمة وليروا إذا لم يُرجموا بالحجارة، وليركزوا إذا لم يُلجموا بالعبارة.

    شمال كردفان: وإذ أحس المكتب السياسي إستهادفاً لرموزه ومحاولة لإقصائهم قسرياً، فقد إختاروا المناضل الجسور بكري عديل مُرشحهم لمنصب الوالي. إعتبر المركز هذا الإختيار تحدياً له لأن بكري عديل يُعد من المناؤيين الذين يصرحون دوماً بقناعتهم في أن رئيس الحزب هو أكبر عائق للمؤسسية والتقدمية، وأن أي محاولة للإلتفاف حول هذه الحقيقة تُعتبر هدراً للطاقة وإضاعة للوقت. حاول "الإمام" في لقاء خاص إثناء المرشح عن عزمته، فتمسك الأخير مُحترماً رغبة الجماهير. مما دفع الأول لإستخدام اﻠڤيتو ورشح مولانا/ محمد المهدي حسن مكانه (وليشرب أهل الولاية من أي الرهود شاءوا!!)

    ولاية الشمالية: إختارت مؤسسات الحزب الشرعية السيد/ عبدالله الزبير الملك، رئيس الحزب في الولاية، مُرشحاً لمنصب الوالي. رفض المركز إعتماده، وإعتمد مكانه السيد/ بشري عبدالحميد، مغترب لأكثر من ثلاثين عاماً بالسعودية، بحجة أن الأول غير ملتزم بمؤسسات الحزب الحالية، فقرر الملك أن يترشح مستقلاً. أنظر، أبن الملك الزبير، أحد المؤسسين الخمسة والممولين للحزب قبل أن يتعرف قادته علي الجيوب الأجنبية، يترشح مُستقلاً. فأيُّ مستقبل يُرجي لحزب يتعمد تهديم ركائزه يهذه الطريقة؟ (أي حزب يقبل وشاية المخبرين في المناضلين؟)

    جنوب كردفان: إحتدم التنافس قاعدياً بين السيد/ الظاهر خليل (رئيس المكتب السياسي في ولاية الخرطوم) والسيد/ حبيب سرنوب (مغترب أكثر من عشرين عاماً) فحاز الأول علي ٢٤ صوتاً، وحاز الأخر علي صوتين. طلب المركز من الظاهر التنازل فأكد الأخير إلتزامه بقرارات الولاية ورفض التنازل. لله درهم هؤلاء الرجال الذين يرفضوا الإستكانة والخنوع ولو أن تُصاغ لهم في شكل لقمة روحية وجلسة مع "سيدي الإمام!" بإعتذاره، أخرج حبيب سرنوب الجميع من هذا الحرج فلم يجد المركز بُداً من إعتماد الظاهر في القائمة التي أُسندت لدي المفوضية. لكن المجموعة أياها نكصت علي عقبيها، إذ صعب عليها تحمل أحد أهم قادة "التيار العام" في قائمتها فقررت التقدم بعريضة لإزالته وأخرين هما يحي ساتي وزين العابدين قادم بعد قفل باب الترشيح، مما يعني ضياع الولاية علي حزب الأمة بشقيه. أي غصة هذه التي تجعل القائد يضحي بالجهاز الإداري (الذي قُيض له الفوز في الإنتخابات السابقة وبغيابه سيكون الفشل حتماً حليفه) لينقض علي مجموعة، جُل جُرمها أنها عملت علي تصويبه في شأن إجرائي؟ أي محنة هذه التي نحن فيها؟ أي فتنة هذه بالله عليكم؟ صدق خلف الأحمر إذ أنشد:

    لنا صَاحبُ مُولَعُ بالخلافْ كــَثيرُ الخطاء قَلِيلُ الصَّــــــوُابْ

    ألَجَّ لـــجاجاً مِن الـخُنْفُسَاءْ وَأزْهــــي إذَا ما مَشَي مِنْ غُرَابْ

    (شرح ديوان أبي الطيب المتنبئ (ص11)- لأبي البقاء العكبري)

                  

02-11-2010, 07:52 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    Quote: جنوب دارفور: تقدم المكتب السياسي الولائي بإسم المهندس/ حسين إبراهيم صالح مُرشحاً لمنصب الوالي فإعتمده المركز شريطة أن يعترف بشرعية المؤسسات القائمة. إعتذر حسين إبراهيم صالح وقرر خوض الإنتخابات مُستقلاً إذا ما أصر الحزب علي موقفه. إستدعته الرئاسة وهيئت له شرف اللقاء بالرئيس (الذي هو رئيس أو "إمام" حسب ما تدعيه الضرورة ويقتضيه الموقف) الذي طالبه بالتنازل لرجل يَفْضُله من الناحية المالية هو السيد/ موسي مهدي إسحاق. قد يبطل عجب القارئ إذا علم أن الأخير هو صهر العقيد/ صديق محمد إسماعيل الذي ما زال يعتمده "الإمام" أميناً عاما ًللحزب. وأنا أتسأل هل كان المحجوب وأمين التوم يقومان بدور الياور أو الملازم فيفتحان الطريق للإمام؟ إن لم يكن أحدهم ملكاً فليتصرف كالملوك (هكذا تقول الحكمة البريطانية)! هكذا تقول الحكمة البريطانية. إذن فالأمين العام يفضل القرابة الرحمية علي تلكم الروحية لأنه يديرها كشأن عائلي وليست كمرفق عام يتمايز الناس فيه علي قدر تفاوتهم في الملكات والمؤهلات. وسؤالي: متي كان الأنصار يتفاضلون بالمال وهم من إزدروا الدنيا حتي فاتوها ولم تفتهم (إذ لم يكونوا يوماً حريصين عليها)؟ أبمِثل هذه القَيم السالبة يريد "الإمام" وحاشيته أن يُنشئوا الناشئة؟ إذن، ما الفرق بينهم وبين الإمبريالية الإسلامية والطائفة الماسونية التي تحكم البلاد وتتحكم في مصائر العباد؟
                  

02-11-2010, 07:54 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    Quote: شمال دارفور: أجري المكتب السياسي تصويتاً نال فيه رئيس المكتب السياسي، د. بيطري/ محمد أدم عبدالكريم ٩٠ صوتاً، مقابل ١٦ صوتاً لإسماعيل كُتر. إن رجحان كفة محمد أدم عبدالكريم لم تعجب "عُصابة المركز" لأنه يعتبر من قادة التيار العام فأجروا إنتخابات في المكتب السياسي المركزي حضرها ٤٢ من مجمل ١٦٥ (بمعني أن الإجتماع غير قانوني) صوت ٢٧ منهم لإسماعيل كُتر، كما نال محمد أدم عبد الكريم ١٥ صوتاً. لقد أجري المركز إنتخابات الغرض منها تفنيد الإجراء الولائي، لكنها الحبكة التي قُصد منها إضفاء شرعية علي شأن كيدي. إتصل"الإمام" شخصياً بمحمد أدم عبد الكريم وأبلغه بأن الأمر يسير لا يتجاوزشرط الإقرار بشرعية المؤسسات الحالية مقابل إعتماده مُرشحاً لمنصب الوالي بولاية شمال دارفور. رفض الاخير أداء القسم مما تسبب في حرمانه من الترشيح كما إنتزع منه حق الإعتماد للمرشحين الأخرين بإعتباره القيادي الأول للحزب بالولاية وأعطي الأستاذ/ إسماعيل كُتر (مُضمن لدي الصحيفة صورة من الخطاب الذي مهرته سارة نقد الله بإمضائها). بخلاف التجاوز الإجرائي، فإن المقارنة بين كُتر ومحمد أدم عبد الكريم تكاد تكون منعدمة. لقد أطاح المهندس/ صالح عبدالله في إنتخابات ١٩٩٦م بالأستاذ/ إسماعيل كُتر ممَّا الجأ الأخير لترك صفوف المؤتمر الوطني وجعله يؤثر الإنضمام إلي حزب الامة. منذ ذاك الحين وهو يشاكس محمد أدم عبد الكريم، مُرشح الدائرة الجنوبية (شمال الفاشر) الذي فاز فيها بعد عام من تخرجه (١٩٨٦م). من حينها ومحمد أدم عبدالكريم ينافح عن قضايا دارفور والوطن معولاً علي الروح القومية، تاركاً للأخرين الإنزلاق في مهاوي العنصرية. رغم السلطوية والأساليب التعسفية التي إنتهجها المركز في المحاولة لإقصاء قيادات التيار العام، مما أضطر بعضهم للإستقالة، التجميد أو الإنسحاب، فإن قائمة التيار العام تظل راجحة بقامات رجالها وتفردهم النوعي. لعل ما إستعرضناه من نماذج يبرهن علي صحة قولنا في حزب الأمة "جناح الإمام" قد حرص علي الترشيح في مناطق لا تعتبر تاريخياً من دوائر النفوذ لحزب الأمة. كما أهمل بل أضاع مناطق في دارفور خاصة -- كانت مضمونة لحزب الأمة، مثل أم كدادة التي ظل الحزب يفوز فيها منذ عام ١٩٥٣م، مكجر أم دخن، أم خير أزوم، السريف، الواحة، كبكابية وشمال كتم (دار زغاوة). إن نتائج الترشيح متتالية بعد ما مورست فيها كل افانين الإصطفاء الطائفي كالأتي (التيار العام/ جناح "الإمام"): (شمال كردفان: ٩/١١)؛ (جنوب كردفان: ٦/٤)؛ (شمال دارفور: ١٩/٧)؛ (غرب دارفور: ٣/٣)؛ (جنوب دارفور: ١٤/١٥)؛ (النيل الأبيض: ٣/١١)؛ (القضارف: ٠/٩)؛ (الجزيرة: ١/٢٥)؛ (سنار: ٦/٣)؛ (النيل الأزرق: ٠/٣).
                  

02-11-2010, 07:55 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    Quote: (5)

    إن بؤس المعرفة بالخارطة السياسية الإجتماعية الذي نجم عن غياب القيادات ذات الوزن الثقيل، ضعف التنسيق، إنعدام التمويل، لا ننسي الإنشقاقات الداخلية والتحولات الديموغرافية التي حدثت جراء التصحر والحروب تجعل أي محاولة للتكهن بنتائج الإنتخابات عسيرة إذا لم تكن مُستحيلة. إما أن جناح الإمام سيمني بهزيمة نكراء، إذا تخلصت جماعة التيارالعام إلتزمت وقررت التنسيق مع المؤتمر الوطني، الحركة الشعبية، الجن الأحمر أو الأصفر، كل شخص، أي فعل أو تنازل لتمريغ أنف الطائفية في التراب. إن مجرد الإصطفاف الطائفي يُنبئنا بأن "الإمام" قد رشح أبنائه في ولاية النيل الأبيض علماً بانه كثيراً ما كان يتشدق فيقول أنهم ينتمون جينياً إلي كافة أنحاء السودان. فلماذا لا يترشحون في الشمالية، دارفور أو كردفان. ما الذي غرَّهم بتندلتي، أم رمته أو النعيمة حتي ظنوا أنهم سيتوراثون أهلها مثلما يتوارثون الخيل، البغال والحمير؟ إنها ثقافة الطاعة، بمعني الإذعان والإنقياد، التي هيئ لها المسيد ووطدت لها الولاية الروحية في منطقة الوسط السوداني. ستفاجئ الجماعة لأنها لا تعلم أنه بالقدر الذي يبدو فيه الوسط عصِّياً علي التغيير، فأنه سهل الإختراق.
                  

02-11-2010, 07:57 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    Quote: (6)

    لقد أوضحت في مقالات لي سابقة أن هذه المناطق قد إستقبلت المهدي منتصراً ولم تترقبه منتظراً، ولذا فإن لها درجة عالية من البراغمتية تستدفعها للتعامل مع الواقع السياسي الجديد بنوع من الواقعية يعرف الدكتور/ نافع علي نافع كيف، ومتي يطلبها ولأي غاية يستخدمها (بخلاف غرب السودان الذي أخذ الأمر محمل الجد مهما كلفه من رهق مادي وروحي قبل أن يكتشف فصول المسرحية فيعمد إلي الخروج منها مُتحسراً). بالنسبة للأخير فإن المُعترك الحقيقي هو دارفور، رغم محاولات الإيهام فإن نجاحهم في كل السودان يُعد إخفاقاً إذا أخفقوا في دارفور، والعكس غير صحيح، كيف يمكن أن يتحالف التيار العام مع المؤتمر الوطني دون ان يتنازل عن مواقفه المبدئية من القضية الدارفورية؟ هل يمكن أن تحدث للمؤتمر الوطني صحوة أخلاقية فيُقرر إنصاف شعب دارفور؟ حتي الأخرين لم يستطيعوا أن يصمدوا في وجه الإغراءات السياسية والأطماع الشخصية وأحالوا القضية الدارفورية إلي الأدارج الخلفية رغم تمسكهم بها كشرط لخوض الإنتخابات في مؤتمر جوبا. في مثل هذه الملمات التي تؤطر لها الشخصيات أكثر مما تقنن لها المشروعيات كل له بواكي إلا دارفور. ألم يأن لأبناء دارفور أن يعووا ان الحزبية قد أضحت في حد ذاتها سوقاً للمناقصة في الأصوات البشرية، بل، منذ متي كانت هي ساحة للمشافهة والمشاهرة في القضايا الوطنية؟ إنْ الترشيحات الرئاسية إلاَّ عروض أولية للمقايضة (٣ مليون دولار، لا (٥)، نزل شوية، طلع شوية إلي أخره من حالات السوقه والسبابة) للتنازل في المرحلة الثانوية. من لم يورثه أباه شاة وأبقاراً فقد أورثه بشراً وأحجاراً يتاجر فيها ليؤمن مستقبله ومستقبل عياله المادي والمعنوي. ألم أقل لكم أنها أرض فضيحة تلك التي نسكنها.

    أَرضُ ضيِّقةُ هــي تلك الأرض الـــتي نـــسكنهــا

    وتسكــــننا. أَرض ضيِّقــة لا تَتّســع لإجـــتمـــــاع

    قصــير بيــن نبيّ وجــنرال. وإذا تـعارك ديـــكان

    عــــلي دجــــاجـة وعــلي خُـــــيَلاء، تـــطايــــــر

    ريــــشهما عــــن الأســــوار. أَرض ضــــــيِّقة لا

    حــميمية فـيها لنكاح بين ذكر الحـمـــام وأُنـثـــــي

    الحمام. أَرضُ فضيحةُ. أَرضُ صفراءُ الصــيــف

    ينــقر الشـــوك فــيها وجــه الـــصخر لتزجـــــية

    الوقت، حــتي لـــو قـــالت قــصائدنــا عـكــــــس

    ذلك، وأمــــدَّتها بـمخــتــارات مــــن أَوصـــــاف

    الفــردوس لإشبــــاع جــــوع الهــــوية إلـــــــــي

    جمــاليات.

    (أرض ضيقة من ديوان أثر الفراشة (ص121-122)- محمود درويش)

                  

02-11-2010, 07:59 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    Quote: (7)

    قبل أن ندلف للتكلم عن الشخصيات، نود ان ننوه إلي بعض الإشكاليات، إن الإشكالية الإنتخابية لم تختصر علي دارفور، كردفان والنيل الأبيض إنما تعدتها إلي الجزيرة أبا، فاتيكان العقيدة الإنصارية. هذا مما إرتاعت له المؤسسسية الرجعية فقررت التدخل دونما هوادة، إنما قيصرية تقنن للوراثية والشرعية الأبوية. إن المكتب السياسي الشرعي بالجزيرة أبا قد إختار رئيسه السيد/ ياسر جراب مُرشحاً للدائرة إلاَّ أن مؤسسة الرئاسة قد إستبدلته بإبن عم "الإمام"، السيد/ حامد الصادق حامد حامد رغم أن مؤتمرهم العام (مؤتمر الجزيرة أبا) قد حضرته الرئاسة، خاطبته وباركته! ولكنها تجاوزتهم متما ما علمت بموقفهم من الخروقات الدستورية التي أشرفت عليها جماعة تناطح اليوم وتكافح كي تجد دائرة جغرافية أو موقعاً في قائمة قومية، دعك من قدراتهم الذهنية التي لاترقي إلي مستوي إحداث هندسة دستورية وتصاميم مؤسسية تُخرج البلاد من أزمتها الوجودية.

    ولنبداء بالأمين العام، فقد ذهب الأخير للترشيح في (أم لباسة، جنوب دارفور) إلاَّ أن أهل المنطقة قرروا ترشيح إبنهم د. أحمد عبد المُكرم، أستاذ بجامعة زالنجي. عندما تمنعوا ورفضوا التنازل، تم شطب مرشحهم وإدرج عنوة إسم العقيد/ صديق محمد إسماعيل. إن أحدهم لايكاد يتعدي التدريب الأولي الذي تلقاه من الشاويش وقبلما يفيق يجد نفسه في حضرة الدرويش!

    ثانياً، إعتمد المكتب السياسي لولاية الخرطوم سكرتير الحزب علي مستوي الولاية الأستاذ/ الهادي محمد إبراهيم مُرشحاً للدائرة رقم ٦ (محلية الأمير الثانية)، غير أن "الأمام" تدخل في إطار التخطيط العام لإنقاذ أحد قادة القوات الخاصة، شطب الهادي محمد إبراهيم وأعتمد اللواء فضل الله برمه.

    ثالثاً، إقُترح البروفسير/ عبدالرحمن دوسة الترشيح في دائرة النصر (مايو الجنوبية)، إكتشف الأخير أن هذه الدائرة ليست لديها حتي لجنه حزبية، اصر علي أن يوضع في الدائرة القومية. لقد أخرجه تمنعهم عن وقاره المعهود وإمتثاله المشهود، فتكلم بلغة فيها بعض الوعد الوعيد. بعدها إمتثلوا له لأنه أخر "الغرابة" المتخلقين المؤهلين الذين لديهم إرث أدبي وإجتماعي يُغنيهم عن التزلف لأبناء الألهة! إذا راجعت قائمة الإصطفاف الطائفي تجده مدرجاً رقم ٣ مباشرة بعد الطبيب/ عبدالرحمن الغالي الذي أدرج رقم ٢ رغم أن دوسة قد أحرز أصواتً عالية في المؤتمر السادس (٢٠٠٣م) مقارنة بالأول الذي لم يجرؤ للترشح يوماً وعندما ادرج إسمه خطاءاً في قائمة المرشحين للمكتب السياسي عام ٢٠٠٣م جاء رقم ٥٤. لكنه دخل المكتب السياسي بحكم موقعه من التعيين، نائب الأمين العام، علماً بأن الدستور (تجد مكانه فراغ في الموقع الإلكتروني للحزب) ينص فقط علي أحقية الرئيس والأمين العام في الإنضمام للمكتب السياسي بحكم مواقعهم. وأنا لا أدري ما الذي يضطرهم إلي مثل هذه الالاعيب؟ لماذا يغرقون ذممهم في شؤون دنيوية/عرضية؟ اليست لديهم حق إلهي ( ناري هذه أوقدها ربي) وحق وطني (البلد بلدنا ونحن سياده)؟ لماذا يضيعون وقتاً في البحث عن الشرعية (مثلما تفعل الانظمة العسكرية)؟ يدهش المرء إذا علم أن كل هذه التجاوزات تمهر بقلم رئيسة لجنة الإنتخابات لدي حزب الامة، الأستاذة/ سارة نقد الله. هل ضحت الأستاذه الجليلة بإرثها النضالي، كسبها المعرفي، أريحيتها الإجتماعية، تميزها المهني وخانتها التاريخية في سبيل كسب رضا "الإمام" ام أن المحنة الإنسانية التي تعيشها قد جعلتها تطلب الشفاء في شكل التفشي من أناس لا يملكوا أن يخلقوا ذباباً وأن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذون منه، ضعف الطالب والمطلوب. في أثناء كتابتي لهذا المقال تقدمت لجنة الإنتخابات بالحزب بعد إنقضاء الاجل المحدد لإعتماد الأسماء بطلب لسحب إسم الظاهر خليل، أحد أهم قادة التيار العام. رفضت اللجنة الرسمية هذا الطلب لأنه غير مبرر (إلاَّ من رائحة الخنق الشخصي) ولا يمكن تمريره إلاَّ بطلب شخصي من الظاهر خليل نفسه وبقية أعضاء المجموعة المندرجة تحت القائمة. هل تليق مثل هذه التصرفات بالأستاذه؟ ألم يكن من الأحري ترك مثل هذه التجاوزات للشخصيات "البدون" (وهم ُ كثرُ) في حزبها؟ ألم أقل لكم أنها أرض فضيحة؟

    أرضُ ضيِّقة لا ساحة فيها تــكــــفـي لمـعركــة

    حــقيقيّة مــع عَــدُوّ خــارجيّ، ولا قـاعة تســـع

    المجتمعين لصوغ ديباجة عريضة عن ســـــلامِِ

    كَــــذِب. ومــع ذلك، أو لــــــذلك... يقــولــــون

    إن أحــد الآلهة الضـــجرين إخـــــتارها كــهفاً

    للــخلوة، والإخـــتفاء عـــن المــتطفلين الذيــن

    سرعان ما سرقوا قرون أكباشنا، وإستخدموها

    ســلاحاً لإبــعادنا عن بــاب الــكهف المــُقَدَّس!

    (أرض ضيقة من ديوان أثر الفراشة (ص121-122)- محمود درويش)
                  

02-11-2010, 08:08 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    Quote: الخاتمة

    إن وحدة حزب الامة تبدو كالجميلة ومستحيلة لأنها تعتمد علي تفعيل الديمقراطية كألية يمكن بها تجاوز الشخصانية، الأمر الذي يقاومه "الإمام" بشدة لأنه يفقده هيمنته علي الحزب ومن ثم يفقده حقه في توريث الحزب لأبنائه وبناته. هلا نظر إلي ما حوله ليعلم أن التوريث غير ممكن وإذا حدث فإنه سيحدث علي حساب التماسك الوجداني للطائفة التي أرقها الشقاق، والحزب الذي أفلسه بؤس الأفاق والشعب الذي أرهقته محاولات الخروج من الأنفاق (واحداً تلو الأخر)؟ أي مملكة هذه التي يمكن ان تُقام من دون دارفور وكردفان وأي شعب هذا الذي يمكن أن يُقَوَّم في غياب ركيزة الأخلاق؟

    في مرض الموت، كان أحرص ما قال وصية إكتنزها للحظة الفراق لان بها تحيا الأمم وتنعدم "ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور." قالها سيد الأولين والأخرين ولم يدم بعدها ليال حتي لحق بالرفيق الأعلي، لأنه كان يعلم بأن تزوير إرادة الشعب والمحاولات اليائسة لتجييرها سيورث غُبناً تستحيل به وحدة القوم وتضمحل فيه عروتهم. فإن أوثق ما تمسك به قومُُ الصدق، وأجل ما راعوا الشوري، وارقي ما ضمروا المحبة. لقد كانت ساحة الأنصارية وسمائها الحزبي تزخران بهذه الخصال حتي إندس فيهم قوم نُكر وساسة شُتر أثروا الإنقياد وخانوا الإعتقاد. إن ما يصيب الطائفة لايعنيهم وما تعانيه البلاد لا يحزنهم لأنهم إنما إنتدبوا لهدم الكيان من داخله وجُيشوا لدحض الحجة لا لإنفاذها.

    لقد عجز حزب الأمة بشقيه (التيار العام وجناح "الإمام") عن بلورة رؤي كان يمكن أن تسهم في إنقاذ شعب من محنته وما ذلك إلاَّ لأنه إمتثل لقيادة كانت تري حلاً اوحداً، ذاك الذي لا يخرج دارفور من دائرة نفوذها. وها هي دارفور قد خرجت، ومن بعدها كردفان، والنيل الأبيض إلي أخره، فماذا هم فاعلون؟ إن الشعب يبحث عن قيادة صادقة يلتف حولها وعن إستراتيجية يعمل علي إنفاذها؟ فهل سيعلنوا عن انفسهم أم أنهم سيظلوا يعملوا في الدهاليز يترقبون لحظة الإنعتاق؟ لقد أعلن "الإمام" عن مساره فليحددوا هم مُرحالهم -- إستنقاذ أهلهم من الفناء الذي هو كائن ما لم توجد صيغة حضارية للتعامل مع الجنوب المنفصل. كيف يوكلونه للتفاكر نيابة عن شعوبهم وهو من هو في نيابة التحالف مع عصابة المركز المُتحصنة ضد قوي الريف السوداني؟ أما إنهم لو إنتظروه، فإن هذا الكائن له مقدرة علي إهدار طاقتهم الروحية والذهنية دون ان يكل، يمل أو يهتز له رمش. "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد الله علي مافي قلبه وهو ألد الخصام (204) وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويُهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد (205) وإذا قيل له إتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد (206)" صدق الله العظيم - (سورة البقرة)


    .....
    شكرا الوليد ما دبو

    وتقبلو تحيات الحملة الوطنية لاستئصال شلل الافكار(الجرعة) الاخيرة


    هكذا تكلم











    محمود محمد طه....المحجوب...ابيل الير...فرانسيس دينق...جون قرنق....عمر القراي...عبدالوهاب الافندي..طه ابو قرجة...محمد سليمان...محمد عثمان الميرغني....امين حامد....وليد مادبو..












    ز


                  

02-11-2010, 09:26 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    (عدل بواسطة adil amin on 02-15-2010, 12:29 PM)

                  

02-12-2010, 04:30 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    نواصل مع مخازي حزب الامة عبرالعصور في الهامش

    ومن كتاب افريكاريتس-النوبة وحروب الابادة)


    Quote: النوبة في السياسة السودانية
    لقد عاملت المعارضة السودانية النوبة معاملة أفضل بقليل مقارنة بحكومة الرئيس عمر البشير الحالية .
    و عندما كان حزب الأمة في الحكومة ، كان هو القوة الرئيسية خلف سياسة المليشايات والحملة ضد النوبة . ويتحمل الصادق المهدي ، رئيس الوزراء آنذاك ، الجزء الأكبر من مسئولية ما يجري حالياً من مأساة حقوق الإنسان في جبال النوبة ، وكذلك مبارك الفاضل ، وزير الداخلية، و عبدالرسول النور حاكم كردفان ، و بعض الشخصيات القيادية في حزب الأمة كفضل الله برمة ناصر. كما أنضم بعض سياسي حزب الأمة ، كرئيس اللجنة البرلمانية السابق حريكة عز الدين ، إلى الحكومة العسكرية الحالية ، و هو يواصل المشاركة في الحملات العسكرية.
    أما الآن وهم في المعارضة ، فإنهم يتشدقون بكلمات "الديمقراطية" و "حقوق الإنسان".
    ولكن ليس هناك من مؤشر بأن حزب الأمة قد غير موقفه تجاه النوبة . فالحزب ما يزال يرى أن البقارة هم إحدى دوائره السياسية الرئيسية ، وعتقد أن مساندته للنظرية التوسعية للبقارة هو أفضل طريق لكسب قياداتهم الذين هم مع الحكومة الآن . و لم يعبر حزب الأمة حتى عن ندمه ، ناهيك عن تقديم الإعتذار عن جرائمه في جبال النوبة . و لا يزال النوبة يتشككون في نوايا حزب الأمة ، كما يعارض الحزب بشدة السماح للنوبة بتقرير مصيرهم .
    لقد طال إنتظار بيان واضح من حزب الأمة يقر فيه بجرائمه الماضية في جبال النوبة و يعلن إقراره بمبدأ إحترام كل حقوق شعب النوبة . وحتى يتم تأكيد مثل هذا الإلتزام ، فإن شكوك النوبة الخاصة بأن حزب الأمة لديه نفس سياسة الحكومة الحالية سيكون لها ما يبررها.
    إ
    ن الحزب الإتحادي الديمقراطي ليس له مثل هذا السجل السيء في جبال النوبة ، و لكنه ما زال حزباً يمثل مصلحة محلية ضيقة ، بدلاً من أن يكون حزبا قوميا حقيقاً


    ناس حزب الامة الديموقراطيين حتى انخاع المسجلين معانا في البورد يجو بيجاي
    درس العصر مجان المرة دي

    ويورونا اذا كان هناك فرق بين سياسة الجنجويد في دارفور بتاعةعمر البشير تختلف من سياسة المراحيل بتاعة الامام تقدس سره...في القتل الرخيص للمكونات الزنجية للمجتمع السوداني في كردفان ودارفور
    .......
    الوثيقةالثانية هي رؤية الامام للحركةاشعبية في كتيباته التي يصدرها تباعا...ويظنها الاتباع والمريدين حجر الرشيد
    ....
    ابقو معنا
                  

02-14-2010, 11:21 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    Quote: فيما يبدو ان نلخص الى ان القيادة التقليدية , ذات القاعدة الطائفية في الخرطوم , تفتقر الى العزم لتحقيق تسوية عادلة , إذ هي في الثمانينات مازالت عديمة الرغبة في هذه المهمة مثلما كان حالها قبل عشرين عاماً رغم توفر مقترحات جيدة التوثيق توصي بحلول أساسية .
    أن الدروس التي خلفتها حكومة الصادق المهدي المدنية في الثلاثين من يونيو تلوح بوضوح على الجدران التي تتخذ داخلها القرارات العامة بالخرطوم ولا شك في انه ليس هناك اي ضمان للبقاء في الحكم , مالم تتم مواجهة أسباب الحرب الاهلية وتتوفر لها الحلول .


    ابيل الير/كتاب جنوب السودان والتمادي في نقد المواثيق والعهود


    (عدل بواسطة adil amin on 02-14-2010, 11:22 AM)

                  

02-14-2010, 12:08 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    الاحزاب السياسية
    التنظيمات السياسية التى تعلن الاتزام بهذا الميثاق الوطني يجوز لها ان تسجل نفسها بالاسماء التى تختارها ما دامت لا تتناقض فى مضمونها مع مع نص الميثاق
    بالنسبة للاحزاب الحالية يؤخذ على حزب الامة القيد الانصارى وعلى الحزب الاتحادى الديموقراطى القيد الختمي وعلى الحركة الشعبية لتحرير السودان القيد القبلى وعلى الحزب الشيوعى القيد الماركسي وعلى الاحزاب الاسلامية الحديثة القيد الثيوقراطى وعلى احزاب العروبة القيد القومى وعلى الاحزاب الافريقية القيد العرقي
    هذه القيود جزء من الواقع ولا يمكن ان تلغى بالقانون ولا جرة قلم ولكن تطالب هذه الاحزاب بتطوير نفسها فى اتجاه اربع امور هى
    -مباديء الميثاق الوطنى
    - الانفتاح القومى
    - الانفتاح الديموقراطي فى تكويناتها
    - شفافية تستجلي الاحزاب تضع احكاما واضحة يلتزم بها الحزب المعنى وتتكون بموجب هذا القانون محكمة خاصة بالاحزاب السياسية للنظر فى اي مخالفات وانزال العقوبة المستحقة

    المصدر: على طريق الهجرة الثانية /رؤى فى الديموقراطية والعروبة والاسلام-منشورات الامة صفحة 75


    انتهى الاقتباس

    هذه عينة من رؤاه الفطيرة التي يصدرها في كتيباته ثم تذهب ادراج الرياح

    والان في 2010...

    هل يا ترى الحركة الشعبية(رادكالية عرقية) خاصة بالدينكا والجنوبيين كما كان يطلق عليها الامام ويعبر عنها بالقيد القبلي في كتابه اعلاه.. وقدخرج الملايين في الخرطوم لاستقبال الدينكاوي د.قرنق الله يرحمه ورايت علم الحركة الشعبية يرفرف في مروي

    الامام في متاهته...الوحيد الذى لا يؤمن ولا يحترم مشروع السودان الجديد و سعى لاجهاضةبكل السبل كما فعل مع اتفاقيةاديس ابابا ونميري(المصالحة الوطنية 1978/راجع كتاب ابيل الير).. السودان الجديدالذى بدا يحترمه الجميع بما في ذلك الترابي واتجه جنوبا..ليجب ما قبله من اعمال مشينة في حق الجنوبيين...وبقى الامام مع مشروعه الجديد(السودان العريض)..نتمنى من مريديه الذين لم تكتمل فيهم شروط الاستيقاظ ان يفسرو لنا البيان والتبيين اعلاه..وهل تحرر حزب الامةمن قيد الدين؟؟!! ويراسه امام في 2010

    (عدل بواسطة adil amin on 02-14-2010, 12:09 PM)
    (عدل بواسطة adil amin on 02-14-2010, 12:11 PM)
    (عدل بواسطة adil amin on 02-14-2010, 12:12 PM)

                  

02-15-2010, 11:17 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    عشان تعرفو تماما
    انه ليس هناك ادنى علاقة بين الديموقراطية وحزب الامة من ساسو لى راسو
    اما كوادرهم في هذا البورد المهزوزة والمذبذبة والتي لم تكتمل فيها شروط الاستيقاظ بعد

    لن تجدهم ابدا في بوست مجدد بالحقائق او الوثائق

    والايام دي محتلفين بان الحزب اضحى (بالحجم العائلي) بعد ان عاد الفرع للاصل

    Quote: ويتحمل الصادق المهدي ، رئيس الوزراء آنذاك ، الجزء الأكبر من مسئولية ما يجري حالياً من مأساة حقوق الإنسان في جبال النوبة ، وكذلك مبارك الفاضل ، وزير الداخلية،


    وطبعا احتقارهم المستمر لابناء الهامش لم يمتد الي جبال النوبة فقط بل حتى دارفور..والاساءة التي يلحقونها بابناء القبائل هناك منذ ايام التجمع لعربي والمهندس مسار واحداث دارفور 1988(راجع السودان حروب الموارد والهوية هوامش الفصل الثامن-دارفور)..فماذا بقي لحزب الامة من رصيد في الهامش ليترشح الامام الصادق ومبارك لراسة الجمهورية..وقد اساءوا لابناء المسيرية مادبو الاب الذى اضحى انا السودان ومادبو الابن الذى وضعهم في محك كهذا ولم يسلم من بلطجة الابناء...
    كان اجدى لهذا الحزب المركزي المترف ان يترشح الامام وقريبه مبارك لمنصب والي الخرطوم..حيث النادي الالماني وميدان السبق ولعب البولو وبرنامج حقيبة الفن والهلم جرا...ويتركو ناس الهامش..لرياح السودان الجديد..تضمد جراحات النازحين...وتصنع الامل الجديد القادم مع ياسر عرمان...
    .....
    شكرا مرة اخرى وليد مادبو
    ونواصل لاحقا مع رسالة د.قرنق للسيد الصادق المهدي
    ....
    وفوق لحدت الانتخابات..
                  

02-17-2010, 12:46 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    ولان حزب الامة الذى اضحى حزب الصادق المهدي وعائلته

    اضحى اصر على اهلنا في الهامش




    لم يكتفي بقتلهم بصورة وبائية فى الماضي
    بل سعى ولا زال في اجهاض مشروعهم السودان الجديد الذى تاخر في دارفور وكردفان كثيرا بسبب خطرفات الامام ومعاداته لنيفاشا والاستهانة بها..ومشروع السودان العريض الهلامي الذي يدعيه


    وهذه رسالة جون قرنق للبراعم في البورد



    Quote: رسالة الدكتور جون قرنق إلى الصادق المهدي

    السيد الصادق المهدي

    رئيس حزب الأمة، ورئيس الوزراء السابق

    كان علي أن أدع عدم التصديق جانباً وأنا أقرأ خطابك بتاريخ 22 ديسمبر 9991م، والذي وزعته للرأي العام قبل أن أتسلمه أنا.. ومن الواضح أنك قصدت من هذا الخطاب أن تقدم عرضاً للجمهور، وطالما كان هذا هو قصدك، إذن فليكن كما تريد. لقد جاء خطابك متناقضاً ومرتبكاً، ومجافياً للحقائق، وحمل قدراً كبيراً من الادعاءات والمزاعم الكاذبة، وأعتقد أنك كنت تعرف أنني لا يمكن أن أترك مثل هذه الرسالة تمر دون رد، لقد سعيت إذن وعملت من أجل هذا الرد المستحق.

    لقد استهللت رسالتك بأكاذيب صارخة عن دور حزبك، فقد قلت: «لقد اعترفت قيادة حزب الأمة منذ عام4691م بالعوامل السياسية والثقافية والاقتصادية في الأزمة السودانية التي عكستها الحرب الأهلية..» لقد كنت رئيساً للوزراء، مرتين منذ عام 4691م، ولم تتح الفرصة لأي زعيم سياسي أو حزب سوداني مرتين خلال تاريخنا الحديث لتصحيح الأوضاع في البلاد، وبددها، مثلما فعلت. وحقيقة، لو كان ما ذكرته صحيحاً، لما تورطت البلاد في حربين لعينتين.. إن الشعب السوداني لا يعاني من فقدان الذاكرة.. وهو يعرف حقائق التاريخ. وطالما اخترت أنت، عام4691م كبداية، إذن دعنا نراجع الحقائق بدءاً من تلك الفترة.. إن عام4691م معروف في تاريخ الحرب الأهلية في السودان باعتباره العام الذي حدثت فيه ثورة أكتوبر، ومؤتمر المائدة المستديرة حول ما يسمى بـ «مشكلة جنوب السودان» والنتائج التي تمخض عنها.. وإذا ما كانت هناك جهة واحدة تتحمل المسؤولية واللوم حول فشل وعدم تطبيق مقررات المؤتمر ـ بغض النظر عن قيمة تلك المقررات ـ فهي حزب الأمة.

    إن نصيبك من المسؤولية ـ ياسيادة رئيس الوزراء السابق ـ ضخم وكبير، لأنك أنت من نظم ودبر مع حسن الترابي الدعوة الخطيرة، لأول مرة في تاريخ السودان الحديث لقيام دستور إسلامي في بلد متعدد الأديان والثقافات مثل السودان.. ومنذ ذلك الوقت انتكست مسيرة السياسة السودانية وانحدرت حتى وصلت إلى قاع الجحيم مع وصول سلطة الجبهة الإسلامية الفاشية عام9891م. إن الشعب السوداني يتوقع منكم الاعتذار والتكفير عن مسؤوليتكم في الكارثة التي نعيشها اليوم، بدلاً من الأكاذيب والدعاوى غير الصحيحة عن أن حزبكم ظل يعترف بالتعدد الثقافي والديني في السودان. أما ادعاءاتكم عن ان حزبكم ـ وطبعاً تحت قيادتكم ـ «ظل يقوم بمهمة صعبة في ريادة الأفكار الجديدة عن التنوع.. الخ». فهي ادعاءات زائفة، بقدر ما هي مغيظة. ومن حقنا أن نتساءل ونتعجب: من إذن المسؤول عن الأفكار القديمة؟.. إن ريادة الأفكار الجديدة هو وصف يصعب تماماً أن نطلقه على الرجل والحزب الذي ظلت دعوته الأساسية هي فرض الأسلمة والتعريب على جنوب السودان.. وفي هذا الخصوص دعني أذكرك بالمحاضرة التي القيتها في الخليج منذ فترة ليست بعيدة، والتي ذكرت فيها، وبلا خجل، وبالمفتوح، عن ضرورة تعريب وأسلمة جنوب السودان.. وقد تكررت هذه الأفكار في بحثك المعنون «مستقبل الإسلام والعروبة في السودان» والذي أشرت أنا إلى فقرات منه من صفحتي 411 ـ 511، في خطابي في كوكادام في 02 مارس 6891م، وقد استهللت خطابي ذاك بالطلب من ممثلي حزب الأمة أن لا يحبطوا من صراحتي.. نحن لم ننس كلماتنا في ذلك الوقت، ولن نفعل ذلك الآن. ودعنا أيضاً لا ننسى أن هؤلاء الذين ناصروا فكرة السودان الجديد، والتي تريد الآن أن تغتصب أبوتها وتنسبها لنفسك، قد حوكموا في الخرطوم من قبل حكومتك، عندما كنت رئيساً للوزراء، باعتبارهم طابوراً خامساً. فإذا كان الشعب السوداني يغفر، يجب الا نتوقع منه أن ينسى.. أن أرشيف الفترتين اللتين توليت فيهما رئاسة الوزراء متاحة للتاريخ، كما هو الحال بالنسبة لفترة المهدية، والكثير من السودانيين، خاصة الجنوبيين، لا يرغبون في تذكيرهم بهذه الفترات، وأكثر ما يثير أيضاً، إشارتك إلى دوركم في حل النزاعات بين قبائل التماس الجنوبية والشمالية. ودعني أذكر، يا سيادة رئيس الوزراء السابق ـ أنه لم يكن هناك عهد في تاريخ الحرب الأهلية في السودان شهد تصعيداً للنزاعات بين قبائل التماس لدرجة يصعب التحكم فيها، مثل ما حدث في عهدكم، وقد كانت تلك هي بداية المذابح المنظمة التي لم تتوقف. إن المليشيات القبلية، التي يطلق عليها الضحايا من الجنوبيين اسم«المرحلين»، هي من صناعة حكومتكم. وما فعلته الجبهة الإسلامية، وببساطة، هي أنها واصلت سياسة المليشيات القبلية الحكومية، التي بادرت بها حكومتكم، وسمّتها «القوات الصديقة». وفي نموذجكم للسودان فإن المواطنين يقسمون إلى قبائل صديقة، وأخرى غير صديقة.

    إن الخلافات والنزاعات حول الماء والمراعي ليست شيئاً جديداً على قبائل التماس في بحر الغزال، دارفور، وكردفان، لكنها كانت دائماً ما يتم تسويتها عن طريق زعماء القبائل، ولم ينسق أهلنا على جانبي مناطق التماس إلى سياسة التطهير العرقي المريضة. إن حكومتكم هي التي حولت مليشيات أنيانيا «2» إلى مليشيات قبلية حكومية، ولا بد أن حكومة الجبهة الإسلامية قد درست أرشيف نظامكم جيداً قبل أن تصل إلى ما يسمى بـ «اتفاقية الخرطوم للسلام».

    إن سجل الأعمال البشعة التي ارتكبتها حكومتكم يتضمن أيضاً اللامبالاة الواضحة تجاه مصير أبناء الدينكا الذين راحوا ضحية هذه السياسات الغادرة.. وعندما قرع اثنان من أساتذة الجامعة الوطنيين «د. عشاري أحمد محمود ود. سليمان بلدو» أجراس الإنذار حول مذبحة «الضعين» وبدلاً من التحقيق في هذه الاتهامات الخطيرة، اختارت حكومتكم أن تصوب ناحية حاملي الرسالة وأن تصفهم بأنهم طابور خامس.

    وفي الحقيقة، فإن إعادة بعث الاسترقاق في مناطق التماس في بحر الغزال يمكن إرجاعه إلى عهد حكومتكم، وهي حقيقة تم توثيقها ببراعة عن طريق الأستاذين عشاري وبلدو وعدد من الشهود المحايدين. وبعد، هل لنا أن نفاجأ إذا توافق هذا الأمر مع خطكم؟

    كذلك فقد أشرت إلى تعاونكم معنا من أجل السلام والديمقراطية وإعادة بناء السودان، ولاحترامك والتزامك بالاتفاقيات المتعلقة بهذا الأمر، ولكن وللأسف، فإن هذه أيضاً مقولة لا تستند إلى حقائق. فالتعاون بيننا لم يبدأ مع قيام التجمع الوطني الديمقراطي، بل له تاريخ طويل.. ومنعرج.

    في عام6891م، التقينا في كوكادام، إثيوبيا، وكان حزبكم من أوائل الأحزاب التي وقعت على إعلان كوكادام الصادر عن الاجتماع، لكن سرعان ما تنصلتم من ذلك عندما أصبحت رئيساً للوزراء. وبعد عامين، وقعنا اتفاقاً مع الميرغني «مبادرة السلام السودانية بين الحزب الإتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية عام8891م». وبرغم التأييد الشعبي الهائل للاتفاقية، كما عبر عن ذلك الاستقبال الكبير للميرغني في مطار الخرطوم بعد عودته من أديس أبابا، فإن أجهزة الإعلام الحكومية التي تقع تحت سيطرتكم، لم تجد في ذلك حدثاً يستحق التغطية وقد وفرت المناورات البارعة لحكومتكم في تعويق الاتفاقية الوقت للجبهة الإسلامية للتحضير لانقلابها وفي الحقيقة فإن ضم الجبهة لحكومتكم، وخطواتكم البطيئة نحو السلام، أعطى الجبهة الفرصة والوسيلة المناسبة لتنفيذ مخططها تحت الحصانة الكاملة. ورغم ذلك، ولإعطاء كل ذي حق حقه، فإن حزب الأمة قد لعب دوراً هاماً، مع الآخرين، في التوصل إلى مقررات أسمرا المرجعية في يونيو5991م. ولكن أن تنسب لنفسك ولحزبك الفضل في ضم الحركة الشعبية لتحرير السودان للتجمع، كما جاء في رسالتكم، فإن في ذلك تزويرًا وتشويهًا خطيرًا للتاريخ. إن كل الذين شاركوا في مؤتمر أسمرا 5991م يعرفون أن الحركة الشعبية كانت بمثابة الراعي والمنظم لذلك الاجتماع، والكل يعرف الدور الذي لعبته الحركة الشعبية من أجل إنجاح المؤتمر. كذلك فإن من الأشياء التي تُذهب العقل أن نقرأ في رسالتك عن فضلك وفضل حزبك على الحركة في ضمها للتجمع.. إن هذا سخف لا يمكن تفسيره أو تبريره. كذلك فقد نسبت لنفسك الفضل في«تقديم الحركة الشعبية للرأي العام العربي الذي كان يبادلها الشكوك». إن الدول العربية التي زرتها خلال مرحلتنا النضالية، هي مصر، ليبيا، واليمن، وليس لك أو لحزبك أي دور في ترتيب هذه الزيارات. وفي الحقيقة أنك لعبت دوراً سلبياً في هذا الخصوص. إن التكنولوجيا قد جعلت من الصعب إخفاء شيء في هذا العالم، فمعلوماتنا توضح أنك لعبت دوراً معاكساً لما تقوله، وأينما ذهبت في العالم العربي فإن التقارير تقول إنك تشن حملات على الحركة الشعبية، متى ما وجدت الفرصة. ولتوضيح الحقائق، فإن عدداً من المتعاطفين مع الحركة في العالم العربي كانوا يسألوننا أسئلة محرجة مثل: «ما هي المشكلة بينكم وبين رئيس الوزراء السابق؟».

    السيد رئيس الوزراء السابق

    منذ مؤتمر أسمرا 5991م، كان للحركة الشعبية وحزب الأمة علاقات عمل جيدة، داخل وخارج التجمع الوطني، لكن، ومنذ خروجك من السودان تغير المناخ داخل التجمع الوطني. لقد شعرنا برغبة في إعادة صياغة كل مواثيق ومؤسسات التجمع الوطني. وفي كثير من المرات حاولت جر التجمع لكي يبصم على مشروعك للمصالحة مع نظام الجبهة، وقد نجح التجمع في مقاومة وصد هذه المحاولات. وفي الحقيقة، وأسمح لي هنا أن أستعير صفحة من قاموسك، فإن أعداداً من السودانيين قد حذرونا من أنك قد جئت للتجمع كـ «طابور خامس» للجبهة الإسلامية، وقد أشارت اتفاقيات جنيف وجيبوتي وعلاقتك المتحسنة مع الجبهة، إلى وجود شيء من الحقيقة في هذه الأقاويل. ثم مضت رسالتك لتحدد النقاط التي حدث فيها تباين في وجهات النظر بيننا، ومن جانبي يمكن أن أضيف نقاطاً أخرى. أولى هذه النقاط التي أشرت إليها كانت عملية السلام في إطار الإيقاد، والتي تريد توسيعها لتشمل القضايا التي لم تعالجها. وفي الحقيقة أن ما لم تشمله مبادرة الإيقاد ليس «قضايا» ولكن«أطراف»، وهي إشراك التجمع الوطني الديمقراطي في مبادرة الإيقاد، وإشراك مصر كدولة لها مصالح مشروعة واهتمام بالسودان.. وفيما يختص بالموضوع الأول فقد اتخذت هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي قراراً واضحاً يطالب بإشراك التجمع في مفاوضات الإيقاد «مارس8991م». وقد وقعت الحركة على ذلك القرار، لكنها ذكّرت الجميع، وبلا استثناء، بأن قرار ضم التجمع إلى مفاوضات الإيقاد من اختصاص ثلاثة أطراف، هي طرفا التفاوض: الحكومة والحركة الشعبية، والوسطاء. لذلك فإن من الظلم اتهام الحركة الشعبية بعدم التعاطف مع ضم التجمع لمفاوضات الإيقاد، فقرار هيئة القيادة يوضح ويحسم موقف الحركة بشكل واضح. ونحن من جانبنا واثقون من موقف الوسطاء من موضوع ضم التجمع للمفاوضات، ولكننا غير واثقين من موقف حلفائك الجدد في الخرطوم الذين ما زالوا حتى الآن يلوذون بالصمت حول هذا الموضوع. وقد حدث فعلاً تردد، وأثيرت بعض المخاوف من قبل بعض أعضائنا من خطر ضم بعض أطراف التجمع لمبادرة الإيقاد، من أن ذلك قد يؤدي لتعطيل بعض نقاط إعلان مبادئ الإيقاد، خاصة البند المتعلق بالعلاقة بين الدين الدولة. وقد اتضح بعد اتفاق جيبوتي أن تلك المخاوف لم تكن بغير أساس، فقد عمد الاتفاق إلى محاولة طمس بنود إعلان المبادئ، وهو الهدف الذي قاتلت من أجله الجبهة الإسلامية بضراوة. أن اتفاق جيبوتي هو دمج غير شرعي بين إعلان مبادئ الإيقاد، ومقررات أسمرا، الخطاب المتناقض الذي اعتادت عليه الجبهة الإسلامية. أما فيما يتعلق بضم مصر إلى مفاوضات الإيقاد، فقد جاهدت الحركة الشعبية، وبالتشاور مع مصر، من أجل ضم مصر إلى منبر شركاء الإيقاد. كما أنك ادّعيت أن الحركة قد غيرت موقفها من المبادرة المصرية ـ الليبية المشتركة. إن هذا ليس مجرد سوء فهم لموقفنا، لكنه تشويه له. إن موقفنا كان واضحاً دائماً، وقد أوضحناه في طرابلس عندما أيدنا المبادرة، ويمكن تلخيصه في ثلاث نقاط.

    ـ عدم جواز وجود مبادرتين في وقت واحد، لهذا فمن الضروري إيجاد صلة بين المبادرة المشتركة ومبادرة الإيقاد، أو التنسيق بينهما، لحرمان نظام الجبهة من عادته في التسويف عن طريق استغلال تعدد المبادرات.

    ـ ضرورة أن يستجيب النظام لمطالب تهيئة المناخ للحوار، بما في ذلك إلغاء قانون التوالي ورفع الحظر عن الأحزاب السياسية.

    ـ أن يكون للتجمع الوطني موقف تفاوضي موحد قبل الخوض في المفاوضات مع نظام الجبهة، وأن يتم مناقشة موضوع الوقف الشامل لإطلاق النار في إطار الحل الشامل. إن كلاً من مصر وليبيا، اللذين لدينا معهما قنوات اتصال مفتوحة، على علم كامل بموقفنا. وقد ذهبت إلى القاهرة وطرابلس لشرح موقف الحركة، كما عقدت مؤتمراً صحفياً في القاهرة شرحت فيه هذا الموقف بلا أي لبس. لذلك فنحن لا نرى في نقلك وتفسيرك الشائه لموقفنا إلا محاولة لتعكير المياه بيننا وبين هذين البلدين. ولحسن الحظ فإن لهذين البلدين تاريخًا طويلاً، وهم ينظرون للمواقف بعين فاحصة، على عكس ما يفترض بعض الساسة السودانيين. وقد اتجهت رسالتك إلى جانب آخر محاولة تشويهه، وهو الوضع على الساحة الدولية: شبح الحل الدولي المفروض من فوق رؤوس السودانيين، وادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان. وقد أشرت إلى مناقشاتك مع «لاعبين مهمين» في المجتمع الدولي قادتك دون شك إلى أن الحركة الشعبية والحكومة السودانية مسؤوليتان عن إطالة أمد الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان.

    يا سيادة رئيس الوزراء السابق

    نحن نعيش في عالم شفاف لا تخفى فيه الحقائق، ولا يمكن تمرير عبارات مثل هذه علينا، فنحن أيضاً لدينا اتصالات مع «لاعبين مهمين» في المجتمع الدولي. أنا لا أعتقد بوجود أي خطر لتدخل عسكري أجنبي في السودان إن نظريتك حول احتمال فرض حلول دولية على السودانيين هي نظرية مضللة قصدت بها خداع الغافلين، ومحاولة غير أخلاقية لتعبئة الشمال، وما يجاوره، على أسس عنصرية دينية، ولعل هذا يعتبر من أسباب تمريرك لقضية تدويل الأزمة السودانية في إعلان طرابلس وهو الأمر الذي أثرته معك، وقلت لك إنه قضية مفتعلة ستتسبب في بذر الشقاق والخلاف داخل التجمع الوطني، وقد اعتذرت أنت عن ذلك.

    ورغم هذا، فإني أود أن أؤكد للجميع، وبلا استثناء، أن الحركة الشعبية تنظيم ناضج يحتكم ويلتزم بمبادئه، وهو أمر يعرفه الشعب السوداني.. ولعدة سنوات ظل موقفنا ثابتاً في رفض الدعوات التي جاءتنا من هؤلاء «اللاعبين المهمين» للقبول بوقف شامل لإطلاق النار قبل التوصل إلى حل سياسي شامل.. كما أننا لم نطلب أبداً من الآخرين أن يحاربوا معركتنا نيابة عنا.

    إن مما يُذهب العقل أن تأتي الاتهامات بتدويل الحرب في السودان، من نفس الرجل الذي كان يبحث عن تدخل دولي من الأمم المتحدة يعيده إلى السلطة بمثلما حدث مع إريستيد في هاييتي. كما أن «مناحتك» التي أقمتها عن إطالة أمد الحرب تظل بلا معنى.. لقد كان من الممكن أن ينعم السودان بالسلام منذ عام 6891م لولا مراوغتك في تطبيق إعلان كوكادام في عام 6891م، ثم اتفاقية السلام السودانية في عام 8891م، دع عنك حوار الساعات التسع الذي دار بيننا في عام 6891م.

    ونجيء إلى إتهاماتك ومساءلاتك المدهشة لسجل الحركة الشعبية في مجال حقوق الإنسان، والأسوأ من ذلك هو مقارنتك لها مع السياسات المؤسسية للجبهة الإسلامية في هذا المجال. وقد أسميتها «مدهشة» لأنك آخر شخص يمكن أن يعطينا محاضرات عن انتهاكات حقوق الإنسان، ومن يعيش في بيت من زجاج عليه ألا يقذف الآخرين بالحجارة.. وبالرغم من عدم أهمية ملاحظاتك، وعدم ملاءمتها للخط العام لرسالتك، فسنرد عليها ومرة أخرى، قد سعيت من أجل إثارة هذا الموضوع وللحصول على رد عليه.. ولك ما تريد.

    إن الحركة الشعبية/ الجيش الشعبي لتحرير السودان، كما تعلم، ليست حكومة ملزمة بالمواثيق والاتفاقيات الدولية المعروفة، إنها حركة تحرير تخوض حرباً من أجل قضية عادلة، لكنها رغم هذا تلتزم بقوانين الحرب الدولية المعروفة، وبالتعامل الحسن مع المدنيين الأبرياء، ومع أسرى الحرب.. وفي هذا المجال فإن سجلنا عبارة عن كتاب مفتوح للجميع، خاصة هؤلاء الذين يعملون في محيطنا.

    إن هناك أكثر من «04» منظمة طوعية تعمل في المناطق المحررة، وهؤلاء هم أقدر الناس على الحكم على سجلنا في مجال حقوق الإنسان، وليس أولئك الذين يقررون من أماكن قصية في العالم. لقد بنيت اتهاماتك على أقاويل، وتقارير صحفية، وتقارير لمنظمات حقوق الإنسان الدولية، معظمها مبني على الأقاويل، وتعتمد على مصادر ثانوية مشكوك فيها، كذلك يجب أن أن تعلم أن الحركة الشعبية تعتمد على التأييد والدعم الذي تلقاه من المجتمع المحلي، ومع هذا، وبحكم الطبيعة البشرية، فإن بعض التجاوزات تحدث من المقاتلين، وعندما يتم ضبط مثل هذه التجاوزات فإن مرتكبيها يحالون للمحاكمة طبقاً للقوانين. وفي أثناء الحرب، وأنت أكثر من يعلم ذلك، فقد احتفظنا بالآلاف من الأسرى العسكريين، رغم ما يكلفنا ذلك من مشقة وجهد.. وقد توافقنا أن الانفعالات الإنسانية أكثر ما تكون في قمة فورانها، أثناء الحرب، وبالتالي فإنه أفضل وقت للحكم فيه على مدى احترام حقوق الإنسان هو أثناء الحرب. ولقد غرسنا في جنودنا مبادئ الجيش الشعبي لتحرير السودان التي تقول «إن هدف القتال ليس قتل جندي العدو، ولكن تجريده من القدرة على القتال».. و«إن قتل جندي العدو غير المسلح، أو بعد تجريده من السلاح تعد جريمة».. وقد وقع في أسرنا أعداد كبيرة من الجنود كانوا تحت قيادتك عندما كنت رئيساً للوزراء.. فهل لي أن أسألك كم من جنود الجيش الشعبي أسرهم الجيش واحتفظ بهم عندما كنت رئيساً للوزراء؟

    إن التاريخ يقول إنه وبالنسبة لجيشك، فإن أفضل مقاتل جنوبي، حتى إذا كان مجرداً من السلاح، هو الجندي الميت. وعندما كنت رئيساً للوزراء، أعلن رئيس هيئة الأركان اللواء عبدالعظيم صديق «أن الجيش قد أسر «72» من مقاتلي الجيش الشعبي، ولكن تم قتلهم جميعاً لإراحتهم من الألم الذي كانوا يعيشون فيه». إن مثل هذا السلوك يذكر الجنوبيين بفترة المهدية، عندما تم إبادة قبائل جنوبية بكاملها. وطالما أنك نسيت، وصارت لديك الجرأة لدرجة أنك نصبت نفسك قيماً على حقوق الإنسان، فدعنا نذكرك بمذابح جوبا، واو بور التي وقعت في الستينيات، عندما كنت رئيساً للوزراء.

    إن هذه الأحداث المؤسفة تعيد للذهن ذكريات مؤلمة أخرى. إن اللامبالاة وعدم إظهار ـ الأسف على مصير مواطنين سودانيين مثلك شمل حتى أقرب حلفائك من الساسة الجنوبيين. إن قصة وليام دينق ستبقى دائماً محفورة في نفوسنا وذاكرتنا.. ولا شيء سيمحوها. إن وليام دينق الذي يفترض أنه حليفك المقرب قُتل ببشاعة بواسطة الجيش عندما كان حزبك في الحكم.. فماذا فعلت في ذلك..؟ إن جهودك المتواصلة النشطة من أجل تقديم قتلة عمك الإمام الهادي أثناء حكم نميري، للمحاكمة، تعطينا صورة أخرى: أنه وفي رؤيتك للسودان فإن المواطنين ينقسمون إلى درجات، ولهذا، وحتى هذه اللحظة فإن قتلة وليام دينق لم يتم تقديمهم للمحاكمة رغم أنك أصبحت في قيادة الحكومة مرتين، ورغم أنك تعرف هؤلاء القتلة جيداً يا سيادة رئيس الوزراء. ولا أستطيع أن أختتم هذه الفقرة في موضوع حقوق الإنسان، الذي فتحته أنت، دون أن أشير إلى«حادثة» بور التي حدثت في الستينيات عندما كنت رئيساً للوزراء لقد ذهبت إلى بور.. وبكيت بحرقة على قبر أحد ضباط الجيش الذين قُتلوا في معركة مع حركة «أنيانيا». ويروى أنك، بطريقة أو بأخرى، أمرت الجيش بالانتقام لمقتل ذلك الضابط.. ولم يكن غريباً بعد رحيلك للخرطوم مباشرة، أن يدبر الجيش وبأعصاب باردة مذبحة يقتل فيها «03» من زعماء وسلاطين القبائل، كان من بينهم السلطان أجانق دوت. وبعض أبناء هؤلاء الزعماء هم قادة الآن في الجيش الشعبي لتحرير السودان وهم قد يغفرون، لكن لا تتوقع منهم أن ينسوا، ومن قبيل تفتيح الجروح وزيادة الآلام أن تأتي أنت، لتحاضرهم عن حقوق الإنسان.

    يا سيادة رئيس الوزراء السابق

    في أثناء مداولات المؤتمر الإفريقي الجامع الذي عُقد بكمبالا عام4991م، قدم عدد من الأفارقة الذين يعيشون في أمريكا اقتراحاً بمطالبة تجار الرقيق الغربيين بتقديم تعويضات عن عملهم ذاك. وقد دار حوار مثمر ورفيع حول هذا الأمر، لكن في النهاية تمت إجازة الاقتراح الذي يطلب من أبناء تجار الرقيق تقديم هذه التعويضات. وفي حالة السودان، فقد قدم محمد إبراهيم نقد كتابه الموثق عن الرق في السودان في فترة المهدية.. ولن يكون مفاجئاً أن يتقدم بعض أبناء الجنوب بطلب تعويضات من عائلة المهدي عن تجارة الرق التي تمت في عهدهم.. وربما يجب التذكير بأن بعضاً من ثورة آل المهدي الحالية كان عائدها من تجارة الرق، ويمكن توثيق ذلك من كتاب نقد.

    إننا نتوقع منك اعتذاراً وتكفيراً عن هذا الأمر في إطار أي مصالحة وطنية حقيقية، بدلاً من هذا النوع من المحاضرات عن حقوق الإنسان التي لا تفعل شيئاً سوى استثارة الذكريات المؤلمة.إن عدم ملاءمتك للحديث عن حقوق الإنسان ليس محصوراً بالانتهاكات أثناء الحرب، سواء كان هذا في الستينيات أو في الثمانينيات، ولكن يشمل أيضاً سجلك في مجال الديمقراطية الحافل بالكثير الذي يجب ذكره. ألم تكن أنت وحزبك وراء إبعاد أعضاء منتخبين من البرلمان، وحظر حزب سياسي شرعي، ووراء استحداث مادة الردة في مشروع الدستور، نفس التهمة التي أُدين بها شيخ الرابعة والسبعين من عمره وهو محمود محمد طه وأعدم في عهد النميري؟

    إذن بأي حق تعطينا محاضرات عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وماضيك وحاضرك ملطخان بالانتهاكات الفاضحة والقاسية.. مع غطرسة وتكبر.إن مشكلتك أنك تظن أن الماضي خارج الحسابات، وأن الحاضر وحده هو الذي يحاسب عليه، بينما المستقبل متروك للأقدار.

    لقد زعمت في رسالتك أن الحركة الشعبية «احتفظت دائماً بمسافة تنظيمية وسياسية بينها وبين التجمع».. وأنها «كانت في التجمع.. ولم تكن فيه».. إن هذا أيضاً تشويه للواقع وللحقائق.إن هؤلاء الذين حضروا مؤتمر أسمرا 5991م يشهدون على التضحيات التي قدمتها الحركة من أجل التكيف مع التجمع وجعله يعمل، ولعل هذا يفسر التمثيل البسيط الذي قبلت به الحركة في هيئة قيادة التجمع وفي مكتبه التنفيذي.. وكان يجب عليك أن تقدر هذه الشهامة التي أبدتها وأظهرتها قيادة الحركة في مؤتمر أسمرا، بدلاً من مهاجمتها.

    كذلك فقد أشرت إلى اقتراحاتك لتعديل هيكل التجمع والتي لاقت رفضاً واسعاً من الجميع، إنني أود أن أؤكد للجميع وبلا استثناء التزام الحركة الصارم تجاه التجمع الوطني الديمقراطي، سواء في الميدان العسكري أو السياسي. وفي المجال العسكري، كما تعلم، فإن الحركة هي القوة الأكبر، وهذه تضحية ما بعدها تضحية.إن هذا لم يحدث عبر نداء فارغ للهجرة لم يجد آذاناً صاغية، ولكن عبر خطة علمية مستمرة وعبر التزام وقيادة واعية. لكن ربما تعتقد أن المجال السياسي هو الأهم، وربما تمضي في قولك بأن حزبك هو صاحب الشعبية الأكبر في السودان.. لكني أتحدى هذا الزعم: فهل صحيح أن حزبك هو صاحب الأغلبية في السودان؟ إن الحركة الشعبية لم تدخل في أي انتخابات مع حزب الأمة، وبالتالي توجد هناك مقاييس موضوعية للمقارنة في هذا المجال، لأن مسألة «الشعبية» هنا مسألة نسبية، كما أن مسألة الشعبية الأكبر هذه، لم تنعكس في التجمع الوطني الديمقراطي. فقبل مغادرتك الخرطوم للانضمام للتجمع الوطني الديمقراطي في عام «6991م»، كان التبرير الذي يقال لنا عن ضعف حجم عملية التجنيد في حزب الأمة هو وجودك في رهينة لدى نظام الخرطوم. وعندما خرجت أخيراً من السودان ووجهت نداء الهجرة لأنصارك ليلحقوا بك، لم تحدث أي زيادة تذكر في حجم التجنيد. كما تعلم فأنا رئيس القيادة الموحدة لقوات التجمع الوطني الديمقراطي، والواقع يقول إن لواء السودان الجديد يضم بين صفوفه أعداداً من أبناء شمال السودان يفوق حجم كل قوات حزب الأمة، هذا بدون أن نذكر الجنوبيين، والذين أفترض أنهم سودانيون أيضاً.

    لهذا فأنا لا أرى أي بُعد موضوعي لزعمك بأن حزبك هو الأكبر في السودان. وإذا كان الشماليون الموجودون في لواء السودان الجديد قد قدموا أرواحهم ودماءهم طواعية فداءاً لقضية الحركة الشعبية، فلماذا لن يقدموا لها أصواتهم في أي انتخابات حرة في السودان.

    إن زعمك بأن حزبك هو حزب الأغلبية في السودان، إذن ليس إلا تشويهًا جديدًا للواقع ووهم لا تسنده الحقائق.

    يا سيادة رئيس الوزراء السابق

    إن وصفك لزملائك في التجمع الوطني الديمقراطي بأنهم «حطب يابس» يعني أكثر من مجرد التباين في وجهات النظر.. إن الذين تسميهم بـ «الحطب اليابس» هم نفس القوى التي نأمل في مشاركتها مهام الفترة الانتقالية في السودان، إلا إذا كنت تعتقد أن مصير السودان أن يحكمه حزب واحد، بل رجل واحد. إن هذا أمر يتعذر إقناعنا به، وهو الذي يجعلنا نقبل أن نتعايش ونتعاون مع جميع السياسيين، حتى مع أصحاب الأوزان الميتة تاريخياً. إن الفشل في التعايش والتكيف مع وجهات نظر الآخرين، بغض النظر عن مدى اختلافهم معنا، لا تنبئ السودان الجديد بأي خير. وباعتبارك الرجل الذي يصور نفسه الآب الروحي ورسول الديمقراطية للسودان، فمن المفترض أن تكون أكثر الناس تقديراً للديمقراطية لأنها هي القوة الحاسمة القادرة على إعطاء كل شخص حجمه الطبيعي. وبالنسبة إلينا نحن الذين ولدنا كأناس عاديين، ليست لدينا أي مشكلة في التعامل مع هذه الحقيقة.

    لكن ربما كانت المشكلة مع هؤلاء الذين يعتقدون أن السماء وسمتهم بقدرات خارقة فوق طاقة البشر، تضعهم فوق بقية البشر.. هؤلاء سيفشلون دائماً في التعامل مع أي مناخ ديمقراطي، وخاصة إذا كان مثل ديمقراطيتنا التي يزينها التنوع والتعدد في مستويات مختلفة. لقد دهشت وأنا أقرأ في رسالتك إن لقاء جيبوتي كان من المخطط له أن يكون لقاء ً«عادياً» لكنه تحول إلى شيء آخر. إنها مرة أخرى قدراتك الجلية في أن تنجز في ثلاث ساعات ما عجزنا نحن عن إنجازه خلال عشر سنوات من التفاوض مع الجبهة الإسلامية.. ويا للحسرة، فإنه لا زملاءك في التجمع الوطني الديمقراطي «اجتماع كمبالا» ولا تجمع الداخل لم يشاركوك البهجة في اتفاق جيبوتي.. كما لم تكن أنت مبتهجاً برد فعلهم، وهذا ما أشرت إليه بـ«الحشد المصطنع» في القاهرة.. وبحسبما أعلم فإن حشد القاهرة هذا قد تم بمشاركة كل أحزاب التجمع الوطني. كما أن الموقف الذي اتخذه اجتماع القاهرة قد تم تأكيده في الاجتماع الذي عقدته هيئة القيادة في كمبالا، والذي تعرض فيه حزب الأمة لنقد شديد بسبب عثرة جيبوتي. وبالتأكيد فإن اجتماع كمبالا لم يكن، وبأي معنى، حشداً مصطنعاً، وربما لم يخيرك أحد بأن أحد الأسباب التي يقدمها السودانيون للبطء في التحرك الشعبي «الانتفاضة» لإزالة نظام الجبهة هو خوفهم من أن تؤدي لإعادة بعض أصحاب «الأوزان الميتة» للسلطة.. كما أن كثيرًا من السودانيين يلوموننا على قبولنا لبعض المسؤولين تاريخياً عن الأزمة، كأعضاء في التجمع. وقد أشرت في رسالتك لزيارتي لواشنطن، واستخلصت منها ما يناسب حملتك الدعائية، وألمحت إلى أن الحركة الشعبية تعمل لحساب واشنطون. هذا بالطبع افتراءات وإدعاءات خبيثة تريد أن تشوه بها صورة الحركة لدى بعض الدوائر التي تعرفها.

    والمدهش أنك لم تجد غضاضة في أن تسلم الحكومة الأمريكية نسخة من الرسالة التي بعثت بها إليّ أليست هذه هي نفس واشنطون التي تحاول إبعاد نفسك منها واتهامنا بممالاتها؟

    يا سيادة رئيس الوزراء السابق

    إن الشعب السوداني يعرف تاريخ وسجل الحركة الشعبية كحركة وطنية مستقلة تقف ضد المظالم والتحيزات. لقد ظلت الحركة الشعبية ثابتة عند مواقفها السياسية حول كل القضايا: شروط الوحدة، العلاقة بين الدين والدولة، واحترام التنوع والتعدد في السودان.. وهكذا سواء في واشنطون، أو القاهرة أو طرابلس، أو أي مكان آخر فنحن متمسكون بمواقفنا المبدئية. وإذا ما اتفقت معنا واشنطون، أو أي عاصمة أخرى، في مواقفنا، فإن هذا مما نرحِّب به. ثم مضيت في اتهام الحركة الشعبية بمعارضة مشاركة التجمع الوطني في مفاوضات الإيقاد، وبتكرارها للاقتراحات المرفوضة التي قدمها المبعوث الأمريكي هاري جونستون، وكلا الاتهامين باطلان وظالمان. إن الحركة الشعبية تؤيد قرار التجمع الوطني في مارس 8991م بهذا الشأن، وقد أكدت بوضوح موقفها هذا في اجتماع كمبالا ورحبت بمشاركة التجمع في الإيقاد. ولكن بقيت إشكاليات طريقة المشاركة، وموقف الوسطاء وحكومة الجبهة. أما فيما يتعلق بالإجراءات التي اقترحتها لضم التجمع الوطني للجنة الفنية لوفد الحركة، فقد قصد به أن يكون إجراءاً انتقالياً حتى تقرر الأطراف المعنية مسألة مشاركة التجمع الوطني الكاملة في المفاوضات. ولقد كنا نتوقع أن تلاقي خطوتنا هذه المباركة والثناء، وليس اللوم، لأننا قصدنا به إيجاد وسيلة سريعة لإشراك التجمع في المفاوضات.. ولقد عقدت جولة مفاوضات واحدة بعد اجتماع كمبالا، ولو كانت دعوتنا تلك قد وجدت الاستجابة، لكان قد تم تأكيد مشاركة التجمع في المفاوضات، واختبار جدية أصدقائك الجدد في الخرطوم في قبول مشاركة التجمع.

    أما فيما يتعلق بالتباين في وجهات النظر بين واشنطون والعواصم الأخرى حول مبادرات السلام، فإن هذا أمر لا علاقة للحركة به. وإن موقفنا حول المبادرة المصرية الليبية المشتركة واضح جداً، ولكنك حاولت أن تكسب بعض النقاط من خلال تعبئة هذه الدول ضدنا. إننا نرحب، وبحرارة، بالمبادرة المصرية الليبية المشتركة على أساس النقاط التي ذكرناها سابقاً، والتي تتوافق مع إعلان طرابلس ومع مصلحة وحدة بلادنا.. السودان الجديد. ولضمان المشاركة المصرية الليبية، فقد اقترحنا تكوين «منبر شركاء الإيقاد الأفارقة» والذي سيضم مصر وليبيا، إلى جانب سبع دول إفريقية أخرى.. فبحق السماء: ماهي العلاقة بين موقف الحركة الشعبية، واقتراحات وفد هاري جونستون، والتي قلت إننا كررناها في كمبالا؟. والغريب أنك أنت شخصياً استعرت شيئاً من اقتراحنا حول منبر شركاء الإيقاد الأفارقة، عندما اقترحت لـ «مؤتمرك الجامع» آلية وساطة سمّيتها «2 + 5» تضم جيراننا من الشمال الإفريقي والقرن الإفريقي، بمساندة منبر شركاء الإيقاد.لقد وصفت خطابي في كمبالا بأنه كان قاسياً وحاداً وظالماً. وفي الحقيقة أنه كان حاداً في موضوعيته. لقد استهللت خطابي ذاك بمقولة للدكتور فرانسيس دينق يقول فيها «إن الذي يفرق في السودان، هو المسكوت عنه». أنا اؤمن فعلاً بأن الوقت قد حان للتوقف عن دفن رؤوسنا في الرمال، وإخفاء خلافاتنا تحت الغطاء، نحن مدينون للشعب السوداني بأن نقول الحقيقة، وأن نتوقف عن تغطية الأخطاء بجدار مزيّف. لقد أثبتت رسالتك أننا كنا على حق، عندما ألمحت إلى أنك وحزبك فوق المساءلة لأنكم تمثلون الأغلبية في السودان. كذلك فقد زعمت عجبًا عندما قلت بأن حزبك «كان له الدور الأكبر بين الأحزاب الشمالية في إيجاد السياسات الجديدة التي تستجيب لقضايا المجموعات السودانية المهمشة». إن هذه فعلاً مقولات ضخمة تكشف كل البلاء الموجود في السودان القديم: الاعتقاد عند بعض الساسة أن لهم حقاً تاريخياً وأبدياً في ملكية السودان، إن لم يكن حقاً سماوياً مقدساً. لكن على كل حال.. شكراً لك على المدخل.وحقيقة، طالما كانت هنالك قوى مهمشة، فلا بد من وجود قوى مهمشة. وواحد من المهمشين هو شخصكم، وقد قمتم بتعريف أنفسكم عبر مقولة أنكم كنتم صاحب الدور الكبير في قضايا المجموعات المهمشة. هل أحتاج إلى مزيد من القول؟!.وصفت رسالتكم اللغة التي استخدمتها في خطابي في كمبالا بأنها تبنت «اللغة السياسية لبعض المثقفين الشماليين الذي فقدوا مواقعهم والذين يرغبون في دفع الحركة الشعبية لتخوض بالنيابة عنهم معاركهم الخاسرة إن الحركة الشعبية ـ يا سيادة رئيس الوزراء السابق ـ ليست معروضة في سوق الرقيق أو سوق المواشي، وأنت أول من يعلم ذلك.. كم مرة رفضنا دعواتك لتكوين تحالف ثنائي بيننا يستبعد الآخرين؟ وبالرغم من أني لا أعرف هؤلاء الأفراد أصحاب القضايا الخاسرة، لكني أعرف جيداً إن لا أحد يمكن أن يستخدم الحركة الشعبية لتخوض له معاركه، خاسرة كانت أم غير خاسرة. إن هذا جزء أساسي من المشكلة، فبعض القوى السياسية لديها قدر من الوقاحة لتفكر أنها يمكن أن تشق طريقها نحو السلطة مستخدمة الآخرين في ذلك.كما أن هناك تلميحات فاسدة في اتهاماتك هذي، وهي أن الشماليين في الحركة الشعبية هم الذين يتولون التفكير والتنظير وهم بالتالي يضللون الحركة.. إن هذه الأفكار المضللة ليست جديدة، كما أنها ليست محصورة فيك وحدك. إنها فكرة منتشرة عند بعض القوى السياسية الشمالية التي فشلت محاولاتها في استخدام الحركة الشعبية كوسيلة للوصول للسلطة.. فما هي الحقيقة في هذا الادعاء؟ لقد أسست الحركة الشعبية لرؤيتها للسودان الجديد في ما منفستو الحركة الذي أعلن في يوليو3891م، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك شمالي واحد عضو في الحركة الشعبية. إذن فإن رؤية الحركة الشعبية «والتي تم تحديدها بدون وجود أي شمالي فيها» هي التي جذبت الشماليين لعضوية الحركة. إنه تشويه فظيع لحقائق التاريخ، إن لم يكن شوفينية متعصبة، أن يفكر أي شخص أن الشماليين في الحركة الشعبية هم الذين يتولون التفكير والتنظير.

    أخيراً: وبالإشارة إلى ما سمّيته سعيك الإستراتيجي «نحو السلام العادل، الديمقراطية، الاستقرار الإقليمي، واستعادة مكانة السودان بين الأمم» إن هذه عبارات خطابية جوفاء كما تدلنا على ذلك حقائق الواقع البائس، والتي عددناها سابقاً. إن السودان الجديد الذي ينعم بالسلام والديمقراطية واحترام المجتمع الدولي لا يمكن ولادته على أيدي هؤلاء الذين يركزون جل همهم على تعبئة الخمر القديمة في قنانٍ جديدة، مهما كان جمال هذه القناني. إن المؤشرات تدل على أن مشروعك للحل السياسي الشامل هو صيغة مموهة للمصالحة مع نظام الجبهة الإسلامية، وإستسلام له، بخلاف مصالحتك مع نظام نميري في عام7791م. لقد حذرتك في خطابي في اجتماع هيئة القيادة بأسمرا في يونيو9991م من هذا المشروع البائس، وكانت نصيحتي لك أن من الأفضل أن تبقى أنت وحزب الأمة داخل التجمع الوطني الديمقراطي بدلاً من الالتحاق بسفينة الجبهة الإسلامية الغارقة.. لقد اكتفى اجتماع كمبالا بتوجيه النقد لحزب الأمة، وكما تعلم فإننا لم نضغط من أجل استبعاد حزب الأمة من التجمع، ولا يزال هذا هو موقفنا.

    في الختام، أشرت إلى قلقك ومخاوفك من المتغيرات الإقليمية والدولية، ونحن في بحثنا عن السلام والعدل والمساواة منذ عام3891م، لم نحد أبداً عن أهدافنا المبدئية، على الرغم من رمال السياسة الإقليمية والدولية المتحركة. نحن نناضل من أجل العدالة، المساواة لكل القوميات والثقافات، ومن أجل إتاحة فرص متكافئة وأرضية سياسية ممهدة للجميع، بغض النظر عن الدين، العرق، أو الجنس. وفي ظل مثل هذه الأوضاع فقط تتحقق الوحدة ويصبح السودان الجديد ممكناً، ولن يكون للديمقراطية معنى إلا في ظل السودان الجديد. إن هذه قيمة أساسية ثابتة وغير خاضعة للمتغيرات الإقليمية والدولية. وعلى كل، فإن تعبيراتك المبتهجة بالمتغيرات التي حدثت لصالح الجبهة الإسلامية تكشف أشياء كثيرة. ومن وجهة نظرنا، فإن العائد من التمسك بالمبادئ الأساسية أهم بكثير من العائد من ما سميته «تقلص مساحة العناد عند الجبهة الإسلامية». إن للحركة الشعبية سجلاً حافلاً في البحث عن السلام. ومنذ أيام نميري تحادثنا مع كل الحكومات في الخرطوم، بما في ذلك حكومتك وحكومة الجبهة الإسلامية، ولهذا فليس بمقدور أحد أن يتهمنا بأننا استئصاليون، وهذه واحدة من العبارات الطنانة التي بدأت تسود في خطابك مؤخراً، مع كلمة «تدويل المشكلة». وقد عقدنا مع الجبهة الإسلامية وحدها أكثر من عشر جولات تفاوضية مختلفة. لهذا، فنحن نعرف، أكثر من الآخرين، طبيعة هذا الوحش، وبالتأكيد لسنا علي استعداد لقبول افتراضاتك المثيرة للسخرية، خاصة عندما يتعلق بالصورة الخداعة لنظام الجبهة «المعدل» التي يروج لها بعض اللاهثين من أجل استعادة سلطة وهمية.

    وأخيراً تقبل تحياتي

    جون قرنق دي مابيور

    13/يناير/0002م ياي

    كوش الجديدة ـ السودان
                  

02-17-2010, 12:50 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم وليد مادبو (Re: adil amin)

    Quote: 22 ديسمبر 9991م

    الدكتور/ جون قرنق دي مابيور

    رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان

    قائد قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان

    أخي العزيز:

    لقد التفتت قيادة حزب الأمة، ومنذ 4691م للجوانب السياسية والثقافية والاقتصادية لأزمة السودان القومية المتمثلة في الحرب الأهلية، شكل ذلك قفزة نحو تحويل الرأي السياسي الشمالي في هذا الصدد.. لا بد أنك تدرك أن حزب الأمة قد بادر ومنذ ذلك الوقت بالمبادرة وسط الرأي السياسي الشمالي بكل الأفكار التي يسرت العبور من الصورة القديمة للجديدة، أي: الاعتراف بالتعددية الثقافية، قيام الحقوق الدستورية على المواطنة، تضمين المواثيق الدولية لحقوق الإنسان في دستور البلاد المستقبلي، التحرك لعقد اتفاقيات سلام بين قبائل التماس والتفويت على نظام الجبهة أن يدرج تلك القبائل في «حربه المقدسة».. المبادرة بضم الحركة الشعبية للتجمع الوطني الديمقراطي، ثم تقديمها أي الحركة ـ للرأي العام العربي بوجه يتجاوز الشكوك المتبادلة بين الطرفين. لقد قامت بيننا ومنذ أن اتخذنا قرارنا بالتعاون من أجل إقامة السلام والديمقراطية وإعادة هيكلة السودان، قامت بيننا علاقة مقدرة من حيث الإتفاقيات التي وصلنا إليها والطرق التي اتبعناها لتنفيذ مقرراتنا لتحقيق التطلعات المشروعة لأهل السودان، ولكننا أخيراً فشلنا في التفاهم حول بعض الأمور:-

    - لقد ألححنا على مراجعة الإيقاد توسيعاً لها لتشمل الجوانب الناقصة، ولم تكونوا متحمسين بقدر كافٍ تجاه هذه المراجعة.

    - شجعنا المبادرة المشتركة كوسيلة مهمة تعالج قصور الإيقاد وتكملها، رحبتم بالمبادرة المشتركة بداية ثم اتخذتم موقفاً مغايراً بعد ذلك، أما مراجعة الإيقاد التي اقترحتموها كبديل للمبادرة المشتركة فقد جاءت مجحفة بصورة لم يستغرب معها رفضنا لها.

    - مع نهاية 8991م تعاظمت مخاوفنا من احتمالات حدوث التدخل الدولي بصورة تمر فوق رؤوس السودانيين، ومن بلقنة السودان الداهمة. ربما لم يكن لديكم مخاوف من هذا القبيل، على أية حال فإن مداولاتنا مع شخصيات بارزة في المجتمع الدولي جعلتنا أكيدين من أن الحركة الشعبية وجيشها يعتبران صنوين لنظام الجبهة في المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان وعن استدامة الحرب.

    إن بلقنة السودان التي نخشاها لا تُرى عبر ثنائية شمال-جنوب فحسب، بل كظاهرة تراجعية شاملة.. إنكم لا تمثلون سبباً في تلك المخاوف، ولكن ضحايا متوقعة لها. على كل حال فإن أهم سببين لتباين رؤانا هما: سرعة السير نحو الحل السياسي الشامل، وهامش تحرك الأحزاب تحت مظلة التجمع الوطني الديمقراطي.

    1ـ لقد رأينا في حزب الأمة، وبدءاً بمايو 8991م والأحداث التي قادت إلى حرب القرن الإفريقي وحرب البحيرات العظمى، إن خارطة إقليمنا الجغسياسي بدأت تتشكل بصورة جديدة وتفتح الباب لتحالفات لم تكن متوقعة من قبل.. وأنذر ذلك حسب تحليلنا بزوال مساحة الدعم العسكري واللوجستي التي كنا نتمتع بها حتى ذلك الوقت.

    2ـ في 7991م لاحظنا تغيراً في لغة النظام ظهر في قبوله المتأخر بإعلان مبادي الإيقاد، وقبوله بالمواطنة كأساس للحقوق الدستورية، وتبنيه لبعض مقررات أسمرا 5991م خاصة مبدأ تقرير المصير للجنوب، ثم تعيين لجنة «قومية» للدستور للقيام بكتابة مسودة لدستور يكفل التعددية السياسية.

    إن توسيع هامش المعارضة الداخلية وانكماش فرص العمل العسكري، والمخاوف من أخطار أجندة التداول الخبيث وخطر البلقنة الداهم، كل ذلك أقنعنا بالتحرك السريع بحثاً عن حل سياسي شامل مهدت له الظروف الجديدة. إن الأحداث الداخلية والخارجية التي رأيناها تقترب ومن ثم توقعنا حدوثها فاجأت معظم حلفائنا في التجمع. اختلاف القراءات هذا سبب اختلافاً في سرعة التحرك، وهو مكمن الشكوك التي نتجت.

    3ـ لقد كنتم في التجمع، ولكن لم تكونوا تعملون بالتجمع. احتفظتم لأنفسكم بمسافة تنظيمية وسياسية نسبية. بينما حاولنا نحن انتشال التجمع من سباته الذي أظهره كما لو كان مسماه هو: لا أحد يفعل شيئاً..

    Nobody Does Anything NDA!..

    في مارس7991م اقترحنا برنامجاً نفيرياً من عشر نقاط لاستصحاب الإنجازات العسكرية، واقترحنا مجموعة عمل - Task Force- لتحقيقه. أقر برنامج نفيري ولكن دون إقرار مجموعة العمل، والنتيجة: لم يفعل أحد شيئاً. في فبراير 8991م انتقد مؤتمر حزب الأمة الرابع هياكل التجمع وأداءه. كتبنا مذكرة موسعة ساقت إنجازات الماضي وإعاقات الحاضر، واقترحت برنامجاً إصلاحياً لإعادة هيكلة التنظيم وتوسيعه وتفعيله.. ولكن بلا جدوى!.. بعد عدة محاولات فاشلة لإصلاح التجمع وتفعيله قررنا أن نحرر أنفسنا من ذلك الموات، وذلك بمواصلة نشاطنا الحزبي مع الارتباط بالمرجعيات المتفق عليها، وبعد أن صار هذا ااتجاه تقليداً معروفاً في التجمع سعينا لتقنينه باقتراح إصدار قرار يؤمن ذلك في يونيو 9991م. أعلنا أننا سنقابل أي شخص في سعينا نحو الحل السياسي الشامل. كان آخر اجتماع لهيئة قيادة التجمع في القاهرة قد دعا لوضع ورقة عمل للتفاوض، فقدم حزب الأمة ورقة عمل مستصحبة لكل المرجعيات السابقة. وكان متوقعاً للقائنا بالبشير في جيبوتي أن يكون لقاءً عادياً لتبادل وجهات النظر حول كيفية تفعيل المبادرة المصرية الليبية، ولموازنة لقاء جنيف بالترابي، ولإتاحة فرصة لنا لشرح ضرورة إجراءات بناء الثقة.. عوضاً عن هذا التبادل البسيط وجدنا البشير متطلعاً لصفقة أكبر: كان مستعداً للتوقيع على ملخص لورقة العمل التي قدمناها، لذلك لم نتردد في الموافقة. إن الذين قاسوا الاتفاق بحسناته قدروه، ولكننا لم ندهش لرد الفعل السلبي لاجتماع «مجموعة» القاهرة لعلمنا لأي درجة كان مطبوخاً.. ولكن وبالرغم من أننا لاحظنا التغير في نظرتك نحو توسيع الإيقاد ونحو المبادرة المشتركة عقب زيارتك الأخيرة لواشنطن بصورة تتطابق مع الموقف الأمريكي في الأمر، إلا أننا فوجئنا بموقفك العنيف ضد جيبوتي. لقد مثل خطابك في كمبالا في ديسمبر 9991م هجوماً مريراً ومجحفاً وشائهاً على حزب يمثل رأي الأغلبية في السودان، كما أنه وعبر الممارسة ـ له القدح المعلى في العطاء بين الأحزاب الشمالية في صياغة السياسات الجديدة لحل قضايا الجماعات السودانية المهمشة. وحوى لغة تتبنى تبنياً شاملاً للخطاب السياسي لبعض شُذاذ الآفاق من المثقفين الشماليين الذين يطمعون في تجنيد الجيش الشعبي ليحارب من أجل «أهدافهم اليائسة» التي ليست لديهم الرغبة ولا الزخم الجماهيري للقتال من أجلها. إنك تعلم أننا ومراعاة لمعانٍ أكبر، تحملنا كل تجاوزاتكم:-

    في أكثر من مناسبة قدمتم لحكومة السودان خطة لتكوين دولتين كونفدراليتين بتقسيم السلطة المركزية بين الحركة ونظام الجبهة، ورسمتم حدوداً جديدة للدولتين.. كل ذلك يناقض بصورة صارخة مقررات أسمرا وكل اتفاقيات التجمع الماضية. كنتم جزءاً من أحد مقررات أسمرا 5991م بأن تمثلوا التجمع في عملية الإيقاد وتسعوا لتوسيعها في جوانب أخرى.. وقد كان الظن دوماً أن نظام الخرطوم هو الذي يرفض توسيع الإيقاد، حتى بدا جلياً أن الحركة الشعبية هي حاملة لواء الرفض. وحينما اقترحتم مشاركة التجمع، لم يزد اقتراحكم عن ترديد ما جاء في مسودة وفد السيد جونستون المرفوضة. تبنيتم علناً المبادرة المصرية الليبية حيث وقعت الحركة على إعلان طرابلس في أغسطس 9991م، ولكنكم لاحقاً وفي نفس العام راجعتم موقفكم وتحولتم نحو الموقف الرافض للمبادرة المشتركة مبدئياً.. إذًا فبمقياس الالتزام بمرجعيات التجمع يبدو سجل الحركة فقيراً جداً. ولو خضعت تحركات حزب الأمة لتمحيصٍ مماثل، خاصة اتفاق جيبوتي ـ لثبت أن موقف حزب الأمة ظل دوماً متسقاً مع مرجعيات التجمع. إن ملف الجيش الشعبي لحقوق الإنسان لدى الكثير من المراقبين المحايدين قد أعاق حملات المعارضة ضد انتهاكات نظام الجبهة لحقوق الإنسان إن لم يكن أوقفها كليةً. فالدورة الخامسة والخمسين للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في 9991م، وتقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول انتهاكات حقوق الإنسان في 1998م، والمنظمات العاملة في السودان خاصة الأربع الكبار التي ساقت ملاحظاتها في خطابها للأمين العام للأمم المتحدة في نوفمبر 8991م، والشاهد على حقوق الإنسان الأمريكية American based Human Rights Watch في ديسمبر 9991م، وعدة مقالات في الصحافة الأمريكية، كلها ساوت بين انتهاكات الجيش الشعبي لحقوق الإنسان وبين انتهاكات النظام.نقول، مهما بلغت درجة استيائنا من ظلم وقسوة هجومكم على حزب الأمة، وتمسكنا بصحة موقفنا. فإننا لن ندع رد الفعل يحيدنا عن سعينا الإستراتيجي نحو السلام ـ الديمقراطية ـ الاستقرار الإقليمي ـ وإعادة وضع السودان في «المجتمع الدولي».

    1ـ لقد فشلت أجندة الجبهة الإسلامية في إنعاش الاقتصاد، أو كسب الحرب الأهلية، أو اجتثاث المعارضة، أو التمدد إقليمياً، أو إقامة دولة ومجتمع قابل لأن يُعرض كنموذج إسلامي.

    2ـ في المقابل فإن المقاومة المسلحة، والمعارضة السياسية، والاستجابة الإقليمية، وتفاعل المجتمع الدولي، كل ذلك ساهم في عزل نظام الخرطوم وإحكام محاصرته.

    3ـ أمام ثبات المعارضة وفشل النظام، وأمام انقساماته الداخلية، غيّر النظام اتجاهه متيحاً هامشاً أكبر للحريات داخل البلاد، وغيّر خطابه الإقليمي نحو حسن الجوار، وغيّر أجندته الدولية، فانكمشت «مساحة التصلب» لدى الجبهة.. بالنسبة لنا انكمشت فرص الضغط العسكري والحصار الدبلوماسي، ولكن فرص العمل السياسي تضاعفت. كما أن فرصة الوصول للحل السياسي لمشكلات السودان أو الفشل فيه مما يتيح لمزيد من الضغط السياسي صارت سانحة.

    4ـ إن توقع أن يظل جيراننا الإقليميون على مواقفهم السابقة تجاه المعارضة السودانية في هذه الظروف يعد ضرباً من التمني. وإذا غضضنا الطرف عن استجابتهم للتغيير في لغة النظام الدبلوماسية، فإن أجندة جيراننا القومية قد انقلبت رأساً على عقب بسبب أولويات أمنية داخلية، ومتطلبات حرب القرن وحرب البحيرات العظمى. جيراننا هؤلاء نبلاء ويعلمون أن لنا قضية عادلة، لذلك فمن الممكن أن نتوقع ربطهم للتطبيع مع السودان بحل مشكلات السودان الداخلية.

    5ـ إن نتائج رصدنا للوضع السياسي الداخلي والموقف الإقليمي والتطورات داخل النظام تشير إلى فرص الوصول لاتفاقية سلام وبرنامج للتحول الديمقراطي، وكل بنودنا في أسمرا صارت كبيرة. كل ما نحتاج إليه هو القرار بشأن آلية التنفيذ، معايير الضمان، والإجراءات الانتقالية.

    هذا السيناريو عملي وبإمكانه إنجاز اتفاقية سلام لتحقيق تطلعات شعب السودان المشروعة، وإذا فشل النظام في التجاوب فإنه سيخلق الديناميكية لضغط سياسي لن يستطيع مقاومته. هنالك سيناريوهان بديلان:

    ـ سيناريو استئصالي يتحدى النظام ويقتلعه من الجذور بالرغم من أنه يُرضي أحلام الكثيرين الذين عانوا كثيراً من هذا النظام.. ولكن الوسائل لتحقيقه ليست متوفرة. كل الممكن هو خلق حالة توتر مستمرة في السودان، وهذا بإمكانه أن يفكك الدولة والمجتمع ويصومل البلاد. استمرار المأساة الإنسانية المتعلقة بالحرب يخلق المناخ المحتمل للتدخل الدولي.. التدخل إذا تم فلن يهدف لحلٍ شامل لمشكلات السودان، وببساطة يطبق برنامجاً على غرار ما حدث في كوسوفو أو تيمور الشرقية. إنه مدخل لاستقطاب قومي وعالمي خطير. استقطاب يمكن أن يشكل مبعثاً للإسلاموية المتحالفة مع الاحتجاج والغضب الإسلاموي عبر العالم. إن التدخلات الدولية المفروضة سالبة المفعول، فهي تعطي النظام فرصة أن يبدو كمنافح ضد الاستعمار الحديث ومدافع عن الإسلام والسيادة الوطنية. كلا السيناريوهين لا تؤمن عواقبه، وبغيض تماماً من وجهة النظر الوطنية.

    6ـ إن التطورات داخل السودان خاصة بعد 21/21/9991م يمكن أن تؤدي إلى أحد التطورات الأربعة التالية:

    أ/ أن ينجح الترابي في إبطال الإنقلاب ضده.

    ب/ إن نجاح البشير يغريه في تطوير ديكتاتورية عسكرية محضة.

    ت/ أن يلجأ الطرفان لحل النزاع عبر القوة، حاثين تقهقر البلاد نحو الصوملة.

    ث/ حدوث المزيد من المآسي التي تحتم التدخل الأجنبي.

    الاحتمالات الأربعة فاجعة بالنسبة للسودان، ويمكن تجنبها عبر إستراتيجية للمعارضة تكون ناجعة وواقعية ومناسبة. إن قراءة حزب الأمة ومداولاته مع الوطنيين، ومناقشاته مع الجيران ومع أعضاء في المجتمع الدولي، تشير نحو البرنامج الآتي:-

    أ/ عقد مؤتمر قومي جامع لمناقشة وحل كل المشكلات القومية، يحقق اتفاقية للحل السياسي الشامل.

    ب/ يحكم المؤتمر القومي إعلان مبادئ للحل الشامل.

    ت/ على آلية الوساطة للمؤتمر أن تحدد زمان ومكان وعضوية وأجندة المؤتمر، كما تقدم بعد استشارة أطراف النزاع إعلاناً للمبادئ. يجب أن تتكون آلية الوساطة من «اثنين + خمسة» يمثلون جيراننا في شمال إفريقيا وفي القرن الإفريقي، وتعضد بشركاء الإيقاد.

    ث/ وحتى يصل المؤتمر للاتفاقية، تحكم البلاد بدستور انتقالي، وتكتب مسودة الدستور الانتقالي لجنة فنية تصوغه من المصادر التالية:-

    1ـ مسودة الدستور التي قدمتها اللجنة القومية.

    2ـ إعلان مبادئ الإيقاد.

    3ـ مقررات أسمرا 5991م.

    4ـ نداء الوطن.

    ج/ يجيز الدستور الانتقالي قمة من قيادة البلاد السياسية تعمل كجسم تشريعي.

    ح/ تعيين حكومة قومية انتقالية لحكم البلاد حتى يجري الاستفتاء والانتخابات العامة التي تحددها اتفاقية الحل السياسي الشامل عبر المؤتمر القومي الجامع.

    وأخيراً، تفضل بقبول أطيب التمنيات

    الصادق المهدي

    رئيس حزب الأمة


    المصدرالنصوص الكاملة للرسائل المتبادلة بين السيد الصادق المهدي وجون قرنق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de