ترهلت الخرطوم واصبح لها كروش وشلاضيم وبلا حدود وتفوح منها رائحة الفساد النتنه

Quote: انا من الذين عاشو تلك الخرطوم (خرطوم مولانا محمد الحسن كاتب المقال ) عشتها طفلا في الخمسينات وصبيا وشابا في الستينات والسبعينات وخرجت عندما بدءت اشارات الطوفان الذي حول تلك الي هذه قادمة ...للاسف معظم من جعل من تلك الخرطوم هذه الخرطوم المترهلة المتخمة بالفساد والقهر والظلم عاشو تلك الخرطوم ولكنهم لم يروها كما هي هادئة جميلة طيبة ودودة محبة حيث كان كل ذلك يثير شياطين سكنتهم وحجبت بصرهم وبصيرتهم وجعلتهم يكرهونها ويستعدون لزمن يجعلو منها ما هي عليه اليوم ...كانت جامعة الخرطوم كالخرطوم هادئة جميلة ودودة محبة ترقص طربا بقدر ما تجتهد علما ومعرفة حتي قاعة الامتحانات التي كان يجب ان تكون بعبعا مخيفا من هول وخشية الامتحانات صارت حينها مركزا لا شعاع ادبي ومسرحي ولكن ذلك كذلك لم يفلت من شياطينهم التي كانت تستعد وفي ذلك المساء الجميل من عام في الستينات اتي اليها المحبون افرادا وجماعات ليشاهدو ويستمتعو بنتاج فني وموسيقي راقص من خلق وابداع تنوع عرقي واثني سوداني بهيج وكان عبق البخور يملا المكان والجمع فرح مبتهج مبهور ولكن هم وشياطينهم كانو قد استعدو بخلق سياج حول الحاضريين عند مداخل ومخارج القاعة ثم فجاءة اغلقوها واطفئو الانوار وامطرو الجمع الحاضر وبينهم ضيوف من دول اجنبية وسفراء ووووو بوابل من الحديد والكراسي وفي دقائق صارت القاعة ساحة لعراك غير متكافئي كل يحاول ان يخرج فيجد الابواب مقفلة والقاعة التي كانت منتشية بطرب ورقص وغناء جميلو تفوح بعبق البخور صارت صراخا وغضبا ولعنات وضرب وهشيما وفي ظلام دامس تمكن الجمع من الخروج ولكن بعد ان فقد طالبا في سنته الاولي روحه وجرح من جرح وصارت القاعة تلك الي قاعة كالخرطوم هذه متخمة بالجراحات ..... ذلكم كان بيانهم بالعمل الاول وامتد نشاط شيطانهم في كل المحاور حتي صار السودان كما هو عليه الان فاشلا معاقا والخرطوم كما ذكرت يا مولانا .... والله المستعان وانا لله وانا اليه راجعون