السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 05:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-04-2010, 09:24 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي

    بسم الله الرحمن الرحيم



    سارة الفاضل : سيرة عظيمة ومسيرة مُشرِّفة



    توفيق منصور (أبو مي)



    الدكتورة الراحلة سارة الفاضل (الأنصارية) السودانية، امرأة عظيمة .. أكثر من متميزة .. فخر لكل سوداني .. عزة وشرف .. عراقة وأصالة .. أمة وأم .. قدوة تقتدى .. مثال يُحتذى، وركن هام من أركان تاريخنا سواء كان على مستوى المرأة وكفاحها، أو العمل والسياسة أو الأسرة .. أتت لدنيانا لتؤدي رسالة مقدسة .. رسالة لم تكن ككل الرسالات الأنثوية الطبيعية بل زادت عليها .. ما جاءتنا لتتزوج وتنجب وتربي فحسب .. بل لأمر أنفع وأكبر وأجدى .. لأمر يشمل ذاك وما بعده ..

    حياتها كانت بذلاً وعطاءً وتضحية وصبراً .. أتت لتعمل من أجل غدٍ أفضل وأرحب .. نمت وترعرعت في بيت واسم وتاريخ يجعلها دوماً أميرة .. أميرة تأمر وتنهى وسط أهلها وعشيرتها، وذلك تحت أي ظرفٍ كان، ولكنها وفي صمتٍ آثرت الجد والاجتهاد والمثابرة والكفاح من اجل شعبٍ .. ينوم في الجهل .. يرتع في الأمية .. تضرب الأمراض بأطنابها فيه يمنة ويسارا .. شعب كبَّلته الدسائس والأحقاد والمؤامرات ..

    الأميرة سارة الفاضل، لم تكن كسائر الأميرات .. فهي أميرة تحس وتشعر، وتنفعل وتتفاعل، وتعلم مدى احتياج أهل بلادها لدقيق العصيدة والكسرة والقراصة، وليس الكيك .. أميرة ولا كل الأميرات، بل أكرمهن وأعظمهن شأناً .. خرجت متعبة من مكتبها للمستشفى ومن ثم لربها .. صعدت روحها حاملة بين جوانحها هم أسرة وحزبٍ ودولةٍ في حالةِ مخاضٍ و(تخصيب) .. أسلمت الأمانة وهي في حالة عملٍ وقلبٍ مشغول بالبلاد ..

    الأميرة سارة الفاضل .. لم تكن كسائر الأميرات .. بل كانت (تكنس وتغسل وتطبخ وتمسح) .. عملت في عطلاتها الجامعية متبرعة بالمستشفيات، وتشرفت بعضويتها العشرات من الجمعيات .. أسست وترأست من أجل الناس جمعية (الناس للناس) للم شمل الناس ..

    سيرتها وما وُثِّق عنها تقول أنها ربَّت فأحسنت، ولأهلها المهندس والطبيب والسياسي أهدت، وكل نتاجها من (البنون) على خلقٍ وأدبٍ وعلى هدي أسلافه الغر الميامين يسير .. وعليه فإن المرحومة ومن خلال خصالها ونتاجها ستكون دوماً بيننا حاضرة .. و(الجينات) المبدعة ستبقى .. والمشوار الطيب سيُكمَّل وبه يهتدى .. (فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض … صدق الله العظيم) ..



    قد مات قوم وما ماتت مكارمهم ***** وعاش قوم وهم في الناس أموات



    سارة الفاضل كجبل شامخ وثابت واجهت المصاعب والإحن، والبلايا والمحن، وعليه فإن اسمها يأتي في سجل العظيمات من نساء بلادنا اللواتي آزرن أزواجهن، وحفظن بيوتهن، واشتغلن من أجل بلادهن، وذهبن وتركن مِن ورائهن .. الرجل العظيم، والنسل العظيم، والأنموذج العظيم الذي به يُقتدى .. وصدق من قال :-



    فلو كان النساء كما ذكرت ***** لفضلت النساء على الرجال

    وما التأنيث لاسم الشمس عيب ***** وما التذكير فخر للهلال



    سارة الفاضل .. أميرة جابت الدنيا على الدابة والكومر والطائرة والقطار .. وحيثما حلت كانت أميرة .. أميرة في السجن، وأميرة في دور العلم، وأميرة في المكتب .. أميرة في الداخل وسفيرة في الغربة .. طلبت العلم هنا وهناك .. من أمدرمان الثانوية لنيويورك .. وأينما حلت كانت لؤلؤة مضيئة .. في الثانوية قادت مظاهرة .. في أمريكا نهلت من العلم، وكانت رقماً في اتحاد الطلاب العرب، ورقماً في إتحاد طلبة أفريقيا .. اعتُقلت .. قُدمت لمحكمة عسكرية .. سُجنت .. امتهنت السياسة من أجل شعبها، ولكن لم تنسها السياسة هواياتها (للفلكلور) السوداني، ولتراث بلادها، والعناية بحديقتها، وإدارة منزلها وشؤون زوجها الذي كانت تُغيّبه مشاغل الوطن عنها كثيرا ..

    سارة الفاضل .. امرأة ولا كل النساء .. امرأة أقوى من الرجال .. وُصِفت بأم الأنصار وكاتمة الأسرار وبأسطورة العمل السري وبالسيدة الأولى .. وُصِفت بالسيدة القوية .. السيدة التي لا تخلط الأوراق على مستوى الرحم والأهل والسياسة .. السيدة التي تؤمن بالعمل المؤسساتي .. السيدة التي وعلى مستوى بيتها ومكتبها تمارس الديمقراطية .. السيدة التي تغوص في السياسة المحلية وتعقيداتها، وكذا الخارجية إقليمية ودولية ..

    نسأل الله أن يلهم زوج فقيدتنا وأسرتها وذويها وكل من كافح وعمل معها الصبر والسلوان .. وأن يسكنها بجوار السيدة خديجة رضي الله عنها في (بيت في الجنة من قصبٍ .. لا صخب فيه ولا نصب) وأي قصبٍ ذاك؟ إنما هو قصب الجنة الذي وصفه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت) ..

    وختاماً نشير إلى أن فقيدتنا كانت تؤرقها دوماً قضايا المرأة مما حداها (كما روي عنها) لأن (تصرخ) في إحدى الجلسات التمهيدية (لاجتماعٍ ما) تقرر أن لا تشارك فيه المرأة، قائلة “أتريدون النهوض بالسودان والنصف الآخر معطل ؟”.. وكسبت هي .. وسُمع صوت المرأة عالياً ومؤثراً ومشاركاً في ذاك الاجتماع .. وعليه نسأل أجهزتنا النسوية بهذه المناسبة .. مدنية أم رسمية .. أين (موسوعة المرأة السودانية) ؟!. والتي من المفترض أن تضم بين دفتيها المتميز من نسائنا ممن غادرن هذه الفانية، وكذلك اللاتي ما زلن يبدعن وعلى الدرب سائرات .. وعموماً نحن في انتظار هذه الموسوعة لتشكل نزلاً لجميع المكافحات والمبدعات، ولتثري مكتبتنا السودانية بأريج الطيبات ..

    ويا (تلفزيونا) أتتك مادة طيبة لم نكن نتمنى أن يأتي يومها، فهلا أتحفتنا بحلقة خاصة عن فقيدتنا لتشكل نبراساً لبناتنا ومزيداً من التوثيق لمن تستحق أن يُوثق لها ..

    توفيق عبدا لرحيم منصور (أبو مي)

    الرباط: المملكة المغربية/ في 17/2/2008..



                  

02-04-2010, 09:29 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    محمد سيد احمد عبد الهادي. يؤبن السيدة سارة الفاضل فى الذكرى السنوية لرحيلها









    فى الذكري السنوية

    لرحيل السيدة سارة الفاضل





    فى مثل هذا الأسبوع من العام الماضي 2008 ،فقدت الساحة السياسية السودانية علماً من أعلامها وفقدت الديمقراطية مدافعاً صلباً .ولم يكن فقد المرأة السودانية اقل ، بل فقدت المرأة السودانية وجها مشرقا ، لقد كانت السيدة ٍسارة الفاضل (طيب الله ثراها ) وجها للمرأة السودانية الجسورة ،ووجها للمرأة السودانية الأصيلة، ووجها للمرأة السودانية المناضلة فقد ساهمت فى النضال من اجل استعادة الحرية والديمقراطية للشعب السوداني طيلة حكم مايو وحتى رحيلها.



    فى الساحة النضالية ؛ دخلت السيدة سارة (طيب الله ثراها) المعتقلات والسجون وأروقة أجهزة الأمن من اجل الحرية والديمقراطية وإسقاط النظم الدكتاتورية ، وهى المرأة الوحيدة ليس على نطاق السودان بل على نطاق العالم العربي التي دخلت السجون والمعتقلات السياسية ولفترات طويلة مقاومة للقهر منادية بالحريات العامة والديمقراطية. لم تسبقها فى ذلك إلا المناضلة الجزائرية " جميلة بوحريد" التي انضمت إلى جيش التحرير و آرقت الاستعمار الفرنسي حتى رحيله من الجزائر . فأصبحت السيدة سارة (طيب الله ثراها) رمزا ليس فقط للمرأة السودانية المناضلة بل رمزا للمرأة العربية المناضلة.



    فى الساحة السياسية ؛ تبوأت السيدة سارة (طيب الله ثراها) أعلى المواقع فى حزب الأمة بنضالها واجتهادها و خبرتها السياسية . لقد كانت السيدة سارة (طيب الله ثراها) مدرسة فى أدبيات العمل السياسي المشترك والحوار والخلاف السياسي. فقد أسهمت بمرونتها أسهاما كبيرا فى الاتفاق على "إعلان القاهرة عام 2003" ، الذي كان له أثراً فعالا فى ذلك الحين . وكان لها إسهاماً فعالاً فى كثير من الأحيان فى إزالة التوترات بين حزب الأمة والقوى السياسية الأخرى ، وقد شهدت ذلك بنفسي حيث إنني نقلت منها عدة مرات توضيحات هامة إلى القيادة العليا للحزب الاتحادي الديمقراطي مما أزالت الكثير من اللبس و سوء الفهم بين الحزبين. كما اذكر انها كانت دائما تقول " يا خوي نحن لا نعتبر الحزب الاتحادي منافس لحزب الأمة ، نحن نعتبر هذين الحزبين الكبيرين مكملان لبعض ، وهما صمام الأمان للديمقراطية والوحدة في السودان، وقوته هى قوتنا." لقد كانت السيدة سارة (طيب الله ثراها) تتقن الحوار مع كل القوى السياسية السودانية وذلك بأسلوبها الهادئ و الواضح، فهي ليس لها في المراوغة شأن بل كانت تتقن الحوار الجاد الواضح الغير جارح.



    فى الساحة الاجتماعية ؛ بالرغم من انشغالها المتواصل بمهامها السياسية إلا ان ذلك لم ينسها اهتمامها بالأمور الاجتماعية . كانت امرأة مواصلة لكل القطاعات بمختلف أطيافها ، فى الفرح والترح ، فقد كانت تفرد كثيراً من وقتها للاجتماعيات، التي تمثل إحدى أركان

    2





    طبيعة المجتمع السوداني. فعلى سبيل المثال لا الحصر، كانت كثيراً ما تلبي شخصياً دعوات الحضور إلي الحولية السنوية للسيد على الميرغني ، كلما سمحت ظروفها.

    كما تتجلى إنسانيتها في انه ما من احد من الأحباب او المعارف نزل بمستشفى بامدرمان وإلا كانت تصله يوميا من دارها العامرة ما تمليه عليها الواجبات الإنسانية، له ولمرافقيه.



    هذه هى السيدة سارة الفاضل محمود (طيب الله ثراها)، السياسية، المناضلة، الإنسانة . وهذا جزء يسير من سيرتها العطرة التي تعجز الأقلام مهما كتبت الوفاء بحقها.

    و لا يسعنا إلا ان نسأل الله ان يرحمها ويوسع مدخلها ، آملين أن يتبع ذويها خطاها الخيرة.





    محمد سـيد احمد عبد الهادي

    ابوظبى

                  

02-04-2010, 09:30 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    ونسة مع السيدة سارة الفاضل
    أولادنا كلهم مؤهلين لحكم السودان.. وإنتو عندكم منو غير الصادق
    عندما اتصلت بالسيدة سارة الفاضل زوجة السيد الصادق المهدي وطلبت منها الموافقة على هذه الونسة، تحفظت هي على الحوارات في الجوانب الخاصة إلا انها وافقت بتحفظ.. ذهبت إليها في منزلهم العامر بالملازمين. استقبلتني في الطابق الارضي: أهلاً يا ولدي.. وابتدأنا الاسئلة وكانت اجاباتها حاضرة وسريعة وتلقائية.. إلا انها لم تنس ان تذكرني في النهاية او تحذرني بمعنى أصح: غايتو ما تمشي تقولني كلام ما قلته زي ما بعملوا بعض الصحافيين.. وهذا كل ما قالته..
    اتونس معاها خليفة حسن بله
    تصوير عصام عمر
    * في البداية عندما قلت للزملاء في الجريدة اني متجه الآن لمقابلة السيدة سارة الفاضل، قالوا لي اذن انت ستحاور السيدة القوية..
    - (تضحك)
    * هل أنت فعلاً السيدة القوية؟
    - أتمنى أن لا أكون السيدة الضعيفة في أي حال من الاحوال لكن اسألك عن قوية بياتو معنى؟ فإذا كانت قوة عزيمة أو قوة في الاصلاح أو قوة في العمل اتمنى أن أكون كذلك..
    * ولو قلت لك اني فهمت انك السيدة الحاكمة في الحزب وفي البيت..
    - أبداً.. الحزب عندو مؤسسات وهي البتعمل قراراته وبالمناسبة البيت ذاتو بقى عندو مؤسساتو...
    * كيف هي مؤسسات البيت اذا فهمنا مؤسسات الحزب؟
    - يعني انحنا في بيتنا هنا ما بنتخذ قرار في موضوع كبير أو صغير إلا باجتماع يعقد لكل أعضاء الاسرة زوجات الأب الاثنين والأبناء والبنات كلهم ونتخذ قراراتنا اذا الموضوع بيخص أسرتنا الصغيرة دي..
    * وين الازواج والزوجات للأبناء؟
    - أنا جاياك.. اذا كان القرار بيمس الاسرة الكبيرة بندعو ليه أصهارنا..
    * ده شغل سياسة بقى؟
    - في الحقيقة نحنا نقلنا العمل السياسي ومؤسساتو للبيت.. حتى النواحي المالية بقت مؤسسة.
    * بمعنى؟
    - يعني كل ما يمتلكه الامام من مال في الدنيا الزايلة دي عمله في شركة كلنا فيها حملة أسهم عندنا جمعية عمومية ومكتب تنفيذي ومستشارين نستعين بيهم من بره فكل شئ في بيتنا ده يمشي بالطريقة دي..
    * بالطريقة الديمقراطية؟
    - أيوه بالديمقراطية والمؤسسية.
    * مرات بتحتاجي تعملي لوبي عشان تمرري موضوع في اجتماع الاسرة؟
    - اللوبي ده جزء من الديمقراطية ومن حق كل زول انو يعمل لوبي لوجهة النظر البفتكرها صاح ينجح أو يفشل بتوقف على وجهة نظر الآخرين المعاك.
    * بترتضي النتيجة مهما كانت؟
    - طعباً..
    * دون أن تبدي غضبك عليها؟
    - ممكن تبدي غضبك اذا بقت النتيجة ضدك شديد وتزعل لكن كمان بتلتزم بيها لانك ارتضيت القاعدة..
    * في اجتماعات الاسرة هل للسيد الصادق صوت واحد زي العند واحد من اولاده؟
    - بكون عنده نفس الصوت لكن في الآخر اذا الحاجة بقت النتيجة ضد اقلية وعددها لا يستهان بيها يقوم يفتش مخرج عشان الاقلية الكبيرة دي ما تضام ودي طبعاً الديمقراطية..
    * .............؟
    - لا، الرأي بمشي لكن بتعديلات طفيفة ترضي الاقلية.
    * حاسة انو عملية وزن المعادلة البعملها السيد الصادق دي كويسة؟.
    - شوف نحنا شعب اتعود على مسألة الجودية بعدين هي قد تكون سلاح ذو حدين.. لكن نحنا بناخد في الاعتبار خبرته وحنكته وتحليلاته وانا بالنسبة لي مش لأني زوجته لكن بالمعايشة لقيت تحليلاته في حاجات كتيرة جداً جداً هي الصائبة والغالبة والراجحة..
    * مثلاً؟
    - مثلاً في مؤتمر القمة الانعقد في الرياض وهو قام رسل ليهم توصيات تقريباً 80% كانت هي التوصيات الطلع بيها المؤتمر.. وبرضو رأيه في مسألة العراق وحرب ايران وهو بالمناسبة كان نشاز مع رأي العرب في الآخر كان هو الصواب رأيه في انتهاء الشيوعية في كتابه الديمقراطية وراجعه وأخيراً رأيه في نيفاشا.
    * قاعدة تشوفي اخطاء السيد الصادق في السياسة؟
    - طبعاً لو في بقولها ليهو..
    * اذن طوالي انتو في جلسات نقاش سياسية؟
    - ده الاحساس الغالب عند الناس لكن نحن في بيتنا عندنا همومنا الآخرى البنناقشها.. صحي بيتنا فيهو سياسة كتيرة مع زوارنا وناسنا وكده لكن انا وقت ألاقي الامام براي ما بفتح معاه اي موضوع في السياسة لانوا يا ابني الحياة حتبقى مملة جداً..
    * لكن واضح انو بيتكم كله متفرغ للسياسة بداية بالسيد الصادق وانتي والاولاد والبنات اتجاههم للسياسة بيؤكد رغبتكم في السياسة..
    - لا والله بالنسبة لاولادنا انا كنت راغبة تماماً انهم ما يدخلوها ابداً.. وكنت بتمنى انهم يبعدوا عنها.
    * ليه؟
    - السياسية شقاء وتعب اصلو ما معقول.
    * يعني ما عندكم دور في دخولهم السياسة؟
    - والله دخلوها دون أي ايعاز مننا.. لكن كمان دي رغبتهم..
    * بتقبلوها ليهم لانها بتحقق نجومية مثلاً؟
    - لا ما بنظر ليها من الناحية دي لكن من ناحية مردودها للمجتمع.. شوف يا ولدي نحنا كان ممكن نعيش مرتاحين ماكلين وشاربين ولابسين ونسافر نتفسح ونعمل نجومية بطرق أخرى أقل ضرر وأقل تشريد وسجون وتعب، واقل حرمان من اولادك وزوجك بمعنى الزوجة والزوج..
    * كدي خلينا في الحرمان من الزوج دي عانيتي في الحتة دي اكيد؟
    - طبعاً.. أنا مثلاً متزوجة من الامام لمدة 44 سنة حتي الآن والله الفترة القعدتها مع الامام ما بتساوي ربعها.. ولو دايره نجومية مريحة ممكن اعملها في عدد من الاهتمامات انا مؤهلة اعملها فيها..
    * زي شنو مثلاً؟..
    - أنا مثلاً بحب الفلكلور وبحب التراث السوداني سواء كان ملبس او مأكل أو مظهر او مسكن ممكن كان اعمل في احياء التراث السوداني لكن الزول بشوف انو انت مواطن البلد دي ليها حق عليك.
    * يعني قدركم السياسة..
    - أنا شاعرة كده..
    * ومجبرين عليها؟
    - ما مجبرين لأنو انحنا عندنا أولاد ما عندهم علاقة بالسياسة.. انحنا زوجتين عندنا عشرة اولاد ستة بنات واربعة اولاد ما كلهم شغالين في السياسة الشغالين فقط ثلاثة اربعة بس..
    * الباقين وين؟
    - فيهم أستاذ الجامعة وفيهم الزراعية والصيدلانية وبتدرس في جامعة والطبيبة والمهندس.
    * أمكن لانو صوت السياسة غالب بنعتبر بيت الصادق كله سياسة..
    - صحي وامكن تاني لانو الاشتغلو سياسة مننا صوتهم هو الغالب..
    * بتتفقي معاي في انو صوت بنات السيد الصادق في السياسة أعلى من صوت أولاده؟
    - شوف البشتغلوا سياسة من الاولاد أو البنات كلهم شغالين بدرجات ممتازة.
    * طيب لو جينا وقربنا آراءهم في السياسة هل بختلفوا معاكم كجيل؟
    - جيب أي محضر وقائع جلسة من جلسات المكتب السياسي لحزب الامة بتلقى فيه آراء متباينة جداً أي زول بقول رأيه..
    * وقت ترجعي البيت وتبقى أمهم ما بتناقشيهم ليه قبيل اختلفوا معاك في الرأي؟
    - لو عملت كده بكون هزمت مشروعي كله.. أنا بسببي لأني مرقت في مظاهرة في أم درمان الثانوية طلعوا بنات المهدي من المدارس وعملوا لينا مدرسة المهدي الثانوية، ودي برضو ما استمرت لانو تاني دخلوا الجامعات مع الناس.
    * طيب هل في اجتماعات الأسرة حصل انك اتفقتي في الرأي مع السيدة حفية الزوجة الاولى للسيد الصادق؟
    - كتير.. قد نتفق وقد نختلف وده ممكن يحصل برضو في الجمعية العمومية لمؤسساتنا الاقتصادية لكن بنطلع بره اخوات..
    * يعني ما عندكم حساسية النسوان العاديات زوجة وضرتها؟
    - دي حاجة فطرية.. كضابة لو قلت ليك ما بتحصل حاجة زي دي بين زوجتين لراجل واحد ونحنا ما ملائكة قد تكون الحساسية موجودة لكن لا تعني انك ما تشوف الحقيقة..
    * خلينا نعرفك بصورة قريبة.. هل انتي اصلاً من بيت المهدي أم كان زواجك من الامام هو مدخلك لهذا البيت العريق؟
    - أنا بنت المهدي الوسط أمي بت المهدي وأبوي ود المهدي.. أبوي الفاضل محمود عبد الكريم هو ولد ساتي علي اللي هو ولد حاج شريف، والمهدي ود حاج شريف ومتزوج بت المهدي أمي بت عبد الرحمن المهدي..
    * معناها انت عندك في بيت المهدي زي ما عند السيد الصادق؟
    - بالضبط..
    * زواجك من السيد الصادق كان عادي؟
    - ما عادي.. لأنو السيدة حفية بت خالتي أخت أمي.. أمي وخالي الصديق وخالتي شامة أم حفية أخوات بنات أم وأبو.. وأنا وحفية اتولدنا في بيت واحد.. لذلك هو ما عادي لكنه تم ومشى بطريقة ممتازة وهسة أنا وحفية عايشين في بيت واحد بعد ما الانقاذ شالت بيت الامام المهدي وبقت هيئة شؤون الانصار ما عندها بيت الامام طلع من بيت ود نوباوي للهيئة وجينا نحن الاثنين نعيش هنا مع الامام.
    * لكن أي واحدة في حياتها المنفصلة؟
    - طبعاً أي واحدة بحياتها المنفصلة من مطبخ وأماكن..
    * هل حصل انكم تدخلتم في زواج أولادكم ولو بطريقة غير مباشرة؟
    - شوف أنا وحفية قريبات جداً من الامام، هي بنت عمته زي ما أنا بت عمته ونحنا الثلاثة حبوبتنا وجدنا واحد عشان كده من البداية هو قال لي أولادنا حكاية انت داير منو وراغب في منو دي ما بتحكمها قواعد أو قوانين لكن بقدر الامكان حقو تبعدوا من الاقرباء.. لأنو دمنا قريب من بعض جداً ولو حصل أولادنا اتزوجوا أقرباءهم ده قد يصيب أولادهم بضعف ومشاكل صحية بس للسبب ده..
    * وابتعدوا عن الاقرباء؟
    - اتنين بس فيهم شبهة قرابة اللي هي زوجة صديق وهي جدها أبو أمها السيد عبد الله الفاضل وأبوها من ناس البرير والامام الحلو متزوج رنده وهو ود الخليفة علي الحلو ونحنا بنعتبر الخلفاء اقرباءنا برضو.. عبد الرحمن الغالي انصاري بس.. عادل شريف والواثق البرير ومرتضى كمال خلف الله ديل حتى اتجاهاتهم ما انصاريه..
    * أنا كنت داير أسألك عن ده.. يعني معناها ما في شرط لانصارية الزوج أو الزوجة لأولادكم؟
    - لا.. ديل حتى اتجاهات أسرهم ما أنصار وفي دي ربنا نحنا اكرمنا.. وربنا اكرمنا أنا وحفية حتى في عدد الأولاد أي واحدة مننا عندها ثلاثة بنات وولدين يعني بالقسطاط ودي موزونة الهياً..
    * انت عايشتي تجربة السيدة وصال في زواجها من الدكتور حسن الترابي؟
    - لا أنا كنت في أمريكا في الدراسة هناك لكن وأنا راجعة من أمريكا وكان وقتها خالي الصديق اتنقل للدار الآخرة عليه رحمة الله، نزلت ليهم في باريس عشان أعزي وصال قبل ما أجي السودان.. لكن ما عشت فترة قبل زواجها.
    * لكن سمعت عن احداث ما قبل الزواج..
    - هي كانت حالة غريبة في بيتنا.. السيد الصادق كان موافق أبوها كان متحفظ..
    * هسة بتتعاملوا عادي مع بيت الترابي؟
    - هسة وانت داخل علينا انا كنت بتكلم مع وصال.. اولاد د. حسن الترابي عاشوا معانا هنا في البيت ده واتولدوا هنا.. اولاده بقولوا لي أمي وأولادي بقولوا ليها أمي ونحن أصلاً ما عندنا عمتي وخالتي كلهم أمي وأبوي..
    * لكن بالضرورة أيام الانقاذ الاولى واعتقال السيد الامام حصل شوية توتر..
    - مؤكد..
    * اذن الأبناء بدفعوا ثمن خلافات سياسية للآباء..
    - صحيح لأنهم عاطفياً هم عاشوا في حتة واحدة.. مثلاً أيام انقلاب مايو والجماعة ديل في السجون الامام والترابي طبعاً بنمشي اتنين للزيارة مثلاً وتقعد واحدة مننا الثلاثة أنا وحفية ووصال مع الاطفال وهي بتكون أمهم وكان عدد الاولاد الوقت داك 12 وصال عندها 4 وانا عندي 4 وحفية عندها 4 البتقعد دي بتكون أمهم كلهم.
    * و..............؟
    - مثلاً يوم صديق ولد وصال كان في جنوبي ضربو والله أنا شفقت عليه ذي ما بشفق على عبد الرحمن وأمكن أكتر لا نوم لا اكل وقلق شديد..
    * كونك واحدة من بيت المهدي الكبير والعريق ده ما حاسة انو اعتقلك مقارنة بي اقرانك؟
    - طبعاً.. اعتقال شديد انت ما سمعت بالمثل البقول الاسم مرفعين سيدو.. (تضحك) بحدك من أشياء كتيرة انت في نفسك تعملها زيك وزي أي زول آخر لكن غايتو من ما تتذكري انتي منو تقيفي..
    * لكن في نفس الوقت أداك فرصة انك تسافري بره السودان في وقت باكر جداً وتقري وكده؟
    - أيوه... شوف هو سلاح ذو حدين يا رفعك يا كمان نزلك للحضيض لانو الوقعة من العالي مؤلمة.
    * طالما جبنا سيرة الدراسة نسألك بالضرورة عن دراستك الجامعية.. أنا بتخيل انها في العلوم السياسية؟
    - لا.. انا درست علم اجتماع واجناس حتى الماجستير برضو فيها وناس جامعة الاحفاد ادوني دكتوراه فخرية قبل 3 سنوات..
    * متين دخلتي السياسة رسمياً؟
    - أنا في امريكا كنت في اتحاد الطلاب العرب واتحاد الطلبة الافارقة وأنا بعد سفري بي 3 أسابيع حصل انقلاب عبود رجعت دخلت معارضة نظام عبود.. بعد مايو وبعد ما انسجن كل الناس انا بقيت في السياسة بالدرب العديل ومسؤولة مباشرة..
    * لكن حياتك كسياسية اطول من حياتك كزوجة؟
    - كتير جداً لكن السياسة ظلت تخصم دوماً من حياتي كزوجة لكن الواحد عزاءه في انو تظهر قبل ما نرحل للدار الآخرة نتيجة ما قمنا به..
    * لم تظهر أي نتيجة بعد؟
    - في حاجات ظهرت لكن النتيجة الدايرنها نحنا اننا نبقى ديمقراطيين وناس تداول سلمي للسلطة وتنتهي الخلافات الماعندها حد..
    * متفائلة بمستقبل السودان؟
    - أيوه لأنو السودانيين طيبين واستاهلوا كل خير وتانياً السودان واعد والشعب السوداني ده عندو عبقرية وانا بتمنى يحصل انفراج لكل ازماتنا بطريقة مبتكرة من الشعب السوداني المعلم..
    * بتشوفي ايجابيات نميري؟
    - العملو فينا نميري كشعب سوداني كبير هو البدأ الخراب ده كله.. الانهيار الاقتصادي ابتدأ بنميري التنمية والاستثمار بغير اولويات وما مر شده ابتداها نميري الدكتاتورية والسجون وانواع العذاب والاهانة عملها نميري ما كانت عندنا في السودان برضو الحرامية ابتدت مع مايو..
    * انا قصدت تتكلمي لي عن ايجابيات نميري؟
    - والله الايجابية الشايفاها انا هي الطفرة الحصلت للمرأة في عهده ودي قد ما تكون مست المرأة في الجذور لكنها أدت المرأة المتعلمة الفرصة لترتقي.
    * وايجابيات الانقاذ؟
    - (بعد صمت طويل) والله الا انهم مؤخراً وافقوا على ان يكون هناك حوار وجلوس في طاولات المفاوضات لكن برضو سلبوها من معناها.
    * (نضحك) يعني يا سيدة سارة حتى الايجابية الوحيدة للانقاذ لكنتيها في النهاية..
    - (نضحك) ما قادرة أشوف والله..
    * انتي مصدقة الانشقاق بين الوطني والمؤتمر الشعبي؟
    - الانشقاق حقيقي لكن انا ما مصدقة انهم ما حيرجعوا تاني.. وهم ناس الشعبي ديل دايرين الناس يصدقوهم يقولوا انو كل العملوه زمان غلط.. لكن احتمال يرجعوا تاني لي بعض.. احتمال كبير..
    * هل عندكم أمل في نيل الغالبية في الانتخابات القادمة؟
    - اذا هي انتخابات نزيهة وقبلها تعداد سكاني نزيه حزب الامة حيفوز بالاغلبية.
    * يعني السيد الصادق هو رئيس الوزراء القادم؟
    - هو انتو عندكم غيرو منو؟.. أنا ما شايفه غير الامام الاصلح لحكم السودان نحنا هسة في ضياع..
    * أمنيتك انو يرجع يحكم السودان؟
    - أنا لو بمرادي انو ما يبقى تاني رئيس وزراء..
    * رأيك شنو في الرأي البقول انو عيب السيد الصادق في ناسو؟
    - أنا اشتغلت في الديمقراطيتين ومع ناس من شتى الاحزاب وسافرت في وفود لمؤتمرات في الخارج وسافرت لاتفاقية نيروبي في شهر 11 والله الناس العندنا نحنا فيهم نور من ناحية الوطنية والجدية والله وقت اشوف ناس الاحزاب التانيين بقول ناسنا فيهم نور ناسنا اكتر جدية واكتر نزاهة واكتر اخلاص..
    * منو الفي اولادكم ممكن يحكم السودان أو بمعنى اقرب بشبه ابوه سياسياً؟
    - كل اولادنا مؤهلين لحكم السودان، وكل واحد منهم فيه شئ من ابوه..
    * خلينا ندخل معك في البيت.. هل بتهتمي بتفاصيل البيت اليومية؟
    - طبعاً والا اكون عملت نفسي ماكينة سياسة انا بشوف جنينتي وبشوف نضافة البيت وفرشو ومخزني فيه شنو.
    * بتختاري الاكل؟
    - ايوه وبرسل للخضار وبدخل المطبخ اشوف طبخوه كيفن..
    * معناها ما بتطبخي؟
    - لا لانه هسة ضهري واجعني لكن زمان كنت مرات بطبخ رغم انو معاي طباخ طول عمري لكن في حاجات متخصصة فيها.
    * زي شنو؟
    - زي فطور الامام ما ممكن اوكله على زول. يعني هو بشرب شوربه لازم اعملها براي بالاضافة للاشراف على غسيل ومكوة هدوموه.
    * بتختاري ليه يلبس شنو؟
    - لا دوري بنتهي في انو هدومو تكون مغسلة ومكوية ومرتبة..
    * بتتضايقي اذا كان مشغول بكتابة او قراية او اجتماع وانت محتاجة ليه في موضوع بعيد عن كل هذا؟
    - طبعاً.. كتير يكون محتاجة اناقشه في حاجة اساسية في البيت هسة مثلاً انا محتاجة بشدة ألاقيه اناقشه في موضوع سفري للعلاج بره السودان ما لاقياهو وبكون زهجانة والتلفون ما بديك الفرصة الكافية.
    * لكن بتلقى ليه العذر؟
    - عاد كان ما لقيت ليه العذر اسوي شنو؟
    * شعرت الآن بمدى تعبك الكبير؟
    - يا ولدي هي الدنيا دي دار راحة؟ ما دار راحة.
    * لكن على الاقل ما شايلة هم اقتصادياً طالما الشركة شغالة واموركم فيها مرتبة..
    - كدي يا ولدي انا اسألك في حاجة في البلد دي مرتبة؟ (تضحك) عاد نسوي شنو؟ البيجيبو الله كله كويس وانحنا اتعودنا اننا نعيش حالة الفقر المدقع وحالة اللقا المريح..
    * يعني يا سيدة سارة انتو عشتو حالات فقر؟
    - كيفن ما عشنا.. الانقلابات كلها عشنا فيها فقر.. زمن مايو كله كنا عايشين فقر لانهم بعد احداث الجزيرة أبا شالوا مننا أي حاجة لدرجة بعنا أي حاجة عندنا عشان نعيش بعدما منعو الناس حتى انهم يدونا هدية.. حتى الهدية يصادروها مننا..
    * طبعاً ما كان ممكن أسألك عن عمرك لكن من هذه الجلسة اشعر انك صغيرة مقارنة بسيرتك واسهامك في الحياة السياسية والعامة؟
    - صغيرة أنا؟.. أنا اكبر من السيد الصادق بي سنة.
    * ما غريبة؟
    - ما غريبة ولا حاجة، السيدة خديجة رضى الله عنها كانت اكبر من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأم الامام ذاتها كانت أكبر من أبوه بي سنتين.

    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147512003
                  

02-04-2010, 09:32 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    العدد رقم: الاربعاء 9170 2008-07-29

    رثاء لسارة الفاضل محمود عبد الكريم

    في شهادة شاهد من أهلها




    عندما غيب الأجل المحتوم السيدة سارة الفاضل محمود زوج الامام الصادق المهدي بموتها المفاجئ في يوم الشؤم ذاك السادس من فبراير 2008م، اهتزت اركان الوطن وعمته الفاجعة وتخطت حدوده الى حيث ما كان ويكون من سودانيين في دول المهجر، والكثير منهم هاتفوا باكين يعزون في هذه السيدة الكريمة ذات العطاء الوطني المميز، وصاحبة العزيمة القوية الماضية وهي تقف خلف زوجها المناضل الجسور تشد من أزره تشاركه صولات وابتلاءات جهاده الدؤوب من اجل رفعة الوطن وارساء دعائم الحكم الديمقراطي المعافى فيه بغير كلل او وجل مهما ترتب على ذلك من صنوف للعذاب سجنا وحرمانا وشظفا في العيش قاست ويلاته.
    وتأبى سارة ان تتحول عن درب السياسة الشائك الذي دأب يجلب لها العذاب تلو العذاب، والمحن تلو المحن حتى بعد ان جَد ما يستدعي ذلك الترك من غير حرج.
    اذكر انني في زيارة لي لها في منزلها بالملازمين بعد ان تقلد زوجها الصادق إمامة الانصار نصحت لها ان تعتزل العمل في السياسة وتتفرغ لمهامها الجديدة أماً لمريدي الامام، فكان ردها على بأدب جم: كيف تطلب مني يا خالي ان اترك عملا دخلت فيه بقناعة قبل اربعين سنة؟ فقلت لها: يكفيك انك قد اعددت بناتك ليخلفنك فيه والحمد لله قد صرن ملء السمع والبصر.. ودار الحوار بيننا من غير ان تقتنع بوجهة نظري التي كنت أهدف من ورائها كي لا تتعرض زوجة امام الانصار لمشاحنات الخصوم الحزبيين وغيرهم في الصحف مع ما يحمل ذلك من تجريح يتأذى منه جسم الانصار الكبير.
    وفي رثائها المرحومة سارة ذكر زوجها المكلوم الامام الصادق الكثير من محاسن خلقها وعطائها الثر، وهو محق، ومن ضمن ما ذكر اريحيتها وكرمها الفياض من غير تكلف او منّ او اذى بتقديمها الهدايا الرمزية لضيوف منزلها عملا بالاثر القائل (تهادوا تحابوا). واذكر لكم تصديقا لذلك انها يرحمها الله كانت قد اهدتني شالاً دموراً ومقطع (قنجة) خطته جلابية (جبة انصارية) لابني وليد المغترب في لندن ليرتديها في المناسبات الوطنية مع غيره من بني وطنه تمسكا بالهوية السودانية.
    وعندما اعتقل نظام نميري سارة الفاضل واختها حفية مأمون حسين زوجة الصادق الثانية ليضغط بهما نميري على الصادق ليجعله ينكسر ويتزحزح عن ادارة المعارضة الشرسة من الخارج، ولكن هيهات فقد خاب أمله، اودع نظام نميري زوجتي المعارض الصادق سارة وحفية سجن امدرمان وهو عين السجن الذي كان يسمى (الساير) في المهدية، وكان لسارة وحفية وقتها طفلان رضيعان لعلهما محمد احمد والبشرى، والبشرى الذي أقام خبر التحاقه بالعمل في جهاز الامن صدقا او كذبا، اقام الدنيا ولم يقعدها لانه ابن الصادق المهدي، وهكذا الشأن في الرأس الكبيرة تسلط عليها الاضواء حتى في شؤونها الخاصة مهما صغرت هذه الشؤون، وكان يؤتي بهذين الرضيعين وينتظرهما في ظل جدار سور كلية تدريب معلمات المدارس الوسطى المواجهة لسجن امدرمان انتظاراً للزمن الذي يسمح فيه بادخالهما لوالدتيهما ليرضعانهما. رأيت هذا المشهد المؤلم عندما كنت أعمل مسجلا لكلية المعلمات المذكورة، وكان من ذلك العهد القهري تعلق صورة نميري في مكاتبنا فوق رؤوسنا رغم أنوفنا. اجراء غير ديمقراطي وغير تربوي اطلاقاً يوحي للطلبة والطالبات بتعظيم الحاكم الطاغية ويعلم النفاق والمداهنة، وارجو ألا يكون ذلك كذلك اليوم في عهد الانقاذ مع اللجام المرخي الذي يكبحها ويمسكها به شريكها في السلطة!.
    كانت سارة الفاضل هي الوكيل لزوجها المناضل الصادق المهدي في السودان اثناء منفاه، او هكذا كان يُبان لنا، فكانت هي التي تسرب الخطابات والاخبار اليه، وتوزع المنشورات والخطابات التي ترد منه بفعالية ومقدرة فريدة ساعدتها على اكتسابها لها ثقافتها العالية والمران الطويل في العمل السري الذي وفره لها موقعها الاسري كزوجة لزعيم سياسي عنيد ظل يناضل من فوق الارض، ومن تحت الارض في كل حقب الديكتاتوريات الطويلة التي إبتليت بها بلادنا.
    وكان كلما دخل بيتها المضياف زائر مشفق يسأل عن زعيمه الصادق المهدي ويتلهف لسماع اخباره عندما يكون زوجها هذا المتعب المرهق لها نزيلا في السجن او منفيا بعيدا في اصقاع الدنيا، الا وخرج هذا الزائر يتأبط منشورا هادفا في أدب مقاومة الانظمة الشمولية يدسه في طيات عمامته ان كان الزائر رجلا، اما ان كانت الزائرة امراة فعليها ان تخفي المنشور في تجاويف ملابسها، وكانت المرحومة باذن الله سارة تنصح زوارها بتوخي الحذر وهم يحملون هذه المنشورات حتى لا يعرضوا انفسهم للخطر، ولم يكن كل الذين حملوا هذه المنشورات او واجهوا الطغيان بطريقة او اخرى قد سلموا من ملاحقات وعذابات عناصر الامن الشمولي الرهيبة، لكن لسان حالهم كان يقول: في سبيل المبادئ وانعتاق الاوطان من حكم الطغيان تهون الابتلاءات مهما كانت فظيعة وقاسية، والانصار اكثر من غيرهم كانوا قد قتلوا وحرقوا وعذبوا في بيوت الاشباح وعيروا بأنهم مرتزقة، وهذا لا يعني انهم كانوا وحدهم الذي واجه الابتلاء، لكنهم مع الشرفاء من غيرهم واجهوا كل ذلك بكل شجاعة وإباء وشمم، وثبتوا على مبادئهم لاخر رمق من حياتهم، وهكذا بقيت سارة الفاضل ثابتة على مبدأها تناضل لاخر يوم من حياتها واستطاعت مع زوجها ان يضعا بناءهما سواء في اسرتهما الخاصة او في كيان الانصار الجامع في المسار الوطني الصحيح تحملا للاعباء الجسام التي تفضي لاعلاء شأن الوطني في نكران للذات وترفع عن الصغائر.
    ونحن نقرأ في تحصيل سارة الفاضل العلمي المرموق معاني كبيرة تتعدى شخصها العزيز لتتمثل في نهج جدها لأمها الامام الاكبر السيد عبد الرحمن المهدي الذي سمح لها، بل وأعانها على ان تنهل العلم من الجامعات الامريكية البعيدة في زمن كان المجتمع المتخلف في بلادنا ينكر على الفتاة السودانية الالتحاق بالجامعة الوحيدة عندنا وهي جامعة الخرطوم تحاشيا من ان تجلس الفتاة جنبا لجنب مع الفتي في قاعة المحاضرات، ويجدر بنا هنا ان نشير بتقدير عظيم لمناصرة الامام عبد الرحمن المهدي عليه الرحمة، لتعليم المرأة الى أبعد الحدود، تعليم المرأة الحديث الذي كان رائده ومؤسسه في بلادنا صديقه ومستشاره ومريده الشيخ بابكر بدري ذلكم المربي الجليل العالم الواسع الافق مؤسس مدارس الاحفاد العريقة التي وصل بها إبنه المرحوم البروفيسور يوسف بدري الى مرحلة جامعة الاحفاد للبنات قبل ان يسلمها بروفيسور يوسف الى ابنه الدكتور قاسم بدري ليجري تطويرها على يديه بتوفيق من الله ان شاء الله.
    وجامعة الاحفاد للبنات ذات السمعة الطيبة والقدم الراسخ في الاداء العلمي التي لا تضاهيها جامعة من الجامعات الحديثة في بلادنا مع انفتاح على الاوساط التعليمية في الخارج وعلى مجتمعنا المدني في الداخل تطويراً له في مختلف المجالات الانسانية والخدمية، وهي تولي رعاية خاصة لطالباتها الوافدات من مختلف اقاليم السودان المهمشة خاصة من جنوب بلادنا وغربها ومن شرقها ومن النيل الابيض الاقليم الذي لا يحس بتهميشه أحد الى ان يعم البلاء.
    وللمرحومة سارة الفاضل محمود عطاؤها المقدر في أروقة هذه الجامعة العظيمة ولا أخالني اكون قد جافيت الحقيقة اذا قلت لكم ان سارة الفاضل كانت كادرا ضمن منظومة هذه الجامعة قبل ان تقلدها الاحفاد درجة الدكتوراة الفخرية اعترافا بفضلها.
    المرحومة سارة في رفع فراش مأتمها قد رثاها زوجها الموجع القلب الصابر على مر فراقها مرضاة للرب وقدوة للاخرين، رثاها ببعض ما فيها من صفات حميدة، وهو المتكلم اللبق في شؤون غيره فكيف يكون الكلام إذن في خاصة نفسه، والمرحومة سارة جزء من نفسه المكلومة الحزينة فله العزاء في خطبه الجلل ويلزمه الله الصبر، ورثاها خالها السيد الامام احمد المهدي واستمطر لها من ربها الرحيم شآبيب رحمته، ورثتها قريبتها وتلميذتها سارة نقد الله الاكاديمية بالجامعة الاهلية والسياسية النشطة في حزب الامة القومي، عددت مناقبها واوردت مجالات العطاء المتعددة التي سبقت فيها الفقيدة كل النساء في وطنها وكان لها في كل ذلك القدح المعلى، هذا وقد رثاها جمع غفير من بني وطنها فمن خارج محيط اسرتها وحزبها وكيان الانصار تكلم ايضا في تأبينها الاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني والاستاذ فتح الرحمن شيلا ممثل الحزب الاتحادي الديمقراطي نيابة عن السيد محمد عثمان الميرغني، ونعاها الاستاذ ياسر عرمان نيابة عن حزب الحركة الشعبية، الحزب الذي كانت تحاوره سارة ممثلة لحزبها من موقعها الحزبي مساعدة لرئيس الحزب قبل ساعات من رحيلها الى رحاب ربها، كانت تحاور الحركة الشعبية باجندة حزبها تتلمس السبل لايجاد مدخل لتوحيد كلمة كل الاحزاب لاخراج السودان من مهددات وحدته ونمائه وديمقراطية حكمه كما يفعل اركان حزبها مع الاحزاب الاخرى..
    اللهم ارحم فقيدة الوطن سارة الفاضل محمود وانزلها في فردوسك الاعلى .. آمين.



    http://www.alayaam.info/index.php?type=3&id=2147510417
                  

02-04-2010, 09:36 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    د/ حامد البشير

    سارة الفاضل محمود ... والأجندات المؤجلة للمرأة السودانية

    كثر الناعون للسيدة الجليلة سارة الفاضل محمود زوج الامام الصادق المهدي وأم بناته وأولاده، وتنوع الناعون واختلفت مشاربهم الفكرية يميناً ويساراً ومن الوسط الفسيح ومن المسلمين والمسيحيين ومن اصحاب المعتقدات الكريمة.
    وأجمع الجميع على أن الفقيدة كانت واهبة نفسها للعمل العام وللصالح العام وهي نبيلة وفاضلة لكل من عرفها وتعامل معها أو سمع عنها، ويقيني أن الناس لو اختلفوا معها في الحياة فقد اجمعوا حولها عند الموت، كما وقد اجمعوا على الحزن عليها في رمزية بسطت (فراش) الحزن على أرجاء الوطن الفسيح وخارج حدوده (في القبل الأربعة)، وما كان حزن الناس إلا لشمائل إنسانية سمحة وصافية ميزت سيرة الراحلة حتى في العمل العام الذي كثيراً ما تميز بالخشونة في بعض جوانبه، وقد كانت في مسيرتها السياسية والاجتماعية أقرب إلى نقطة الالتقاء عند الخلاف حيث - والحق يقال - خلال أكثر من ربع قرن عرفتها وتعاملت معها، لم أسمع منها ما يعبر عن خصومة حتى في أحلك وأدق المواقف التي ربما استدعت أو استوجبت ذلك في إطار التدافع والخصوم السياسي المعهود في السودان والذي في خلال السبعينيات من القرن الماضي، قد ألقى بها في غياهب الجب وفي السجن حتى وهي أم مرضع ولكن لقد كان السجان (وكذا السلطان) رحيماً في نظرها لأنه سمح للرضيع برضعتين في اليوم تنقص ولا تزيد ورغم كل ذلك لقد كانت كبيرة تتأبى على الصغائر وعلى الضغائن ودائماً ما تبحث عن نقاط الالتقاء مع الآخرين حتى ان بعض الغلاة (الصقور) من حزبها قد يعتبرونها )حمامة) مهادنة، وهي في كل ذلك كانت تمثل تيار السودانوية – ان جاز التعبير- في الممارسة الحياتية اليومية وفي العمل السياسي العام، وهو تيار يستمد معناه من السماحة السودانية المعهودة في الاجتماع وفي السياسة أحياناً رغم رسوخه في الأدب لكونه مدرسة أعقبت تأسيس مدرسة الغابة والصحراء الأدبية السودانية في الستينيات من القرن الماضي، ان تيار (السودانوية) السياسي هو ما عرف حديثاً بمصطلح الجهاد المدني وهو سودنة أو التقاء وتلاقح سوداني مع التيار النضالي العالمي المعروف بتيار اللاعنف (non-violence) الذي أسسه وانتمى إليه المهاتما غاندي ومارتن لوثر كنج ونيلسون مانديلا وياسر عرفات وغيرهم من عظماء التاريخ الحديث.

    سارة الفاضل كانت تمثل ملمحاً سودانياً من ذلك التيار العالمي، وذلك ليس لذاتها بل ربما (وهو الأرجح) لكونها تنتمي إلى فصيل المرأة التي كم دفعت فاتورة العنف السياسي في السودان الذي خلفت حروبه الأهلية أكثر من ثلاثة ملايين من النساء الأرامل خلال الخمسين سنة الأخيرة منذ نشوب الحرب الأهلية في جنوب السودان (1955) إلى إعادة إنتاجها في حرب دارفور المتجددة: للأسف لقد أضحى الناس في السودان يؤرخون لحياتهم بموت الأعزاء ويحسبون أعمارهم بسنوات الحروب لا بسنوات السلم، وذلك على عكس سارة التي كانت تحفظ التاريخ المعاصر في السودان وتعرفه بسنوات (وفجوات) الهدنة والسلام على قلتها ان تواتر وتمدد تلك الحروب في السودان هو (بلاشك) شاهد على الفشل القومي وعلى الاحباط )الوطني). لكن لقد كان اسهام المرأة السودانية هو الاصرار- رغم كل ذلك- على خيار الجهاد المدني والذي أصبحت سارة أماً له كما وصفها زوجها ناعياً، بهذه المعاني كانت سارة لا تمثل شخصاً بل تياراً نضالياً للمرأة السودانية ولاسهامها المتفرد في ضخ حيوية وقيمة وبعد إنساني من نوع جديد (هو اللاعنف) في التدافع السياسي وذلك في سعيه المحموم نحو ايجاد نقطة التقاء وتوازن وسلام اجتماعي (social equilibrium) ان دور المرأة المغيب أو الهامشي في العمل السياسي يمثل فرصة ضائعة Lost) opportunity ) في بحث أبناء الوطن عن ذلك التوازن المفقود والذي نتج عنه الفشل القومي في الالتقاء حول صيغة سياسية مستقرة، (مقبولة) ومتفق عليها تضع حداً لمعاناة الإنسان السوداني وتغير الصورة النمطية التي رسخت وتأكدت من جديد في الذهن العالمي حول السودان، رجل افريقيا المريض (سابقاً) والمحتضر (حالياً). كانت ذخيرة سارة وسرها الأعظم هي أنها تخرجت في مدرسة حياة أم درمان، تلك المدينة التي صاغتها الإرادة السودانية الجمعية حينما كانت في عنفوانها وألقها وفي أبهى صورها خلال الثمانينيات من القرن التاسع عشر (1885)، حيث كان التقاء الناس في أم درمان متفرداً ليس لكونه من مختلف جهات وجبهات السودان بل لأنه كان لقاءً معنوياً عارماً جسدته الإرادة الجمعية والتوحد الوجداني وصياغة المصير المشترك والذي أدى بدوره لبزوغ الشعور القومي الناضج الذي أحاط بميلاد وطن (حدادي مدادي) ولد (بأسنانه) من رحم وصلب المهدية، أم درمان هي السودان في أبهى صوره قبل التشويه الذي أصابه من جراء جراحات وحروق ونتوءات الشمولية والتي أصابها الحمق أخيراً حتى رأت الضرورة في إعادة تفصيل وتخطيط ذلك الوطن العملاق ليكون على مقاس لعبة (toy) أطلق عليها مثلث حمدي أو مثلث الإنقاذ: ان سارة كانت تمثل إمتداداً لروح المرأة السودانية ولروح السودان ونبضه و(جتته) و(جبته) الكبيرة من زمن المهدية إلى قبيل محاولات إعادة التفصيل تلك.

    وربما قد اكسبتها تجربتها الأكاديمية الناضجة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال حقبة الستينيات فهماً عميقاً للواقع السوداني المتشابك في الاجتماع وفي السياسة، ولا عجب إذ ان تلك هي فترة حراك الحقوق المدنية (civil rights movement) التي كاد يقودها )بالجهاد المدني) واللاعنف الرجل النبيل مارتن لوثر كنج الذي أعاد كتابة التاريخ الإنساني في الدولة التي قدر لها ان تكون الأعظم والأكثر نفوذاً في عالم اليوم )ونحن لها بالمرصاد كما يقولون). ان إحدى الجوانب الايجابية ذات الدلالات الكبرى والبعيدة المدى على مسيرة المرأة السودانية وعلى مجمل مشوار النهضة والمشروع القومي السوداني هو رمزية الخيار الذي أختارته سارة (المرأة) في العمل العام على مختلف مستوياته، العمل الطوعي والنسوي والإنساني والتدرج في العمل السياسي التنظيمي وصولاً إلى مراتب قيادية مع التجويد والتفاني (حتى الموت).

    لقد كان أمامها خيار الحياة المخملية ولكنها تأبت عليها كدأب رابحة الكنانية ومهيرة ومندي ومنونة، وكدأب الغالبية من النساء اللائي يحملن (رسالة) نحو الوطن ونحو التغيير، وان الرمزية الكبرى في اختيار المرأة خيار العمل العام هو ما يعنيه ذلك من تسليط للضوء على الفرص المتاحة أمام المرأة السودانية من عطاء وعمل واثبات ذات لمجتمع مازال حتى في بعض فئاته (الحديثة) يشكك في مقدرات المرأة خارج المنزل وخارج محيط الأسرة وخارج الإطار العام لتكريس المجتمع الذكوري المفعم بالشيفونية وبالباترياركي . (patriarchy) سارة كانت تصحيحاً لنهج اجتماعي – ثقافي ينتقص من قدر المرأة وقدر الوطن وفوق ذلك يرفضه الشرع القويم والفطرة السليمة والثقافة السودانية في صورتها السودانوية الصرفة قبل تدجينها بمسوح الثقافة الفارسية الكسروية لفترة ما قبل الإسلام التي استصحبها كثير من مفكري الإسلام السياسي في العصر الحديث والتي كم أحاطت المرأة بسياج من المتاريس والتكبيل الذي أسهم كثيراً في القعود الحضاري الذي ألم بمجتمعاتنا الإسلامية والشرقية.

    لقد كانت تلك الرمزية الدلالية لخروج وتصدى المرأة (سارة) للعمل العام هي التي يجب ان تحتفي بها المرأة السودانية وهي تخلع عن ذاتها جلباب الحزن العميق الذي تدثرت به لموت سارة وبفقد الكثيرات من رائدات الصحوة النسوية أمثال السيدة نفيسة كامل والسيدة ملكة الدار وأمد الله في أعمار الأحياء منهن ومتعهن بالصحة أمثال السيدة حاجة كاشف والسيدة فاطمة أحمد إبراهيم والسيدة سعاد الفاتح والسيدة سعاد إبراهيم أحمد والسيدة سعاد إبراهيم عيسى والسيدة خالدة زاهر والسيدة فهيمة زاهر والسيدة ربيكا قرنق والسيدة بلقيس بدري وغيرهن من نساء السودان الفضليات الطاهرات اللائي دافعن عن المرأة في ظروف كان الدفاع عنها دونه (خرط) القتاد، وما زلن يدافعن وقد انجبن جيلاً أكبر وأكثر عدداً من الناهضات على طريق الجيل الأول رغم ظروف الشمولية والقهر السياسي وقهر المرأة ومصادرة حقوقها باسم الدين أحياناً وباسم الثقافة أحياناً أخرى.
    لقد كانت سارة جزءاً وامتداداً لذلك الاصرار.. اصرار المرأة على العطاء والنهوض والاسهام في صنع الحياة وصنع التغيير، وذلك انطلاقاً من ان النساء لسن نصف المجتمع كما اشيع بل هن شقائق الرجال ، وهن اللائي يلدن ذلك المجتمع.

    ان أي مجتمع ينكر ويحجم عطاء نسائه هو بلاشك مجتمع يصادر حيثيات وجوده وأسس استمراريته ونهضته ونضجه وسيظل ابد الدهر مجتمعاً يافعاً شافعاً يتأرجح بين الجاهلية وبين ما قبلها وبين العصور الوسطى والعصور الوسيطة.

    بهذه المعاني فإن سارة تمثل قيمة نضالية ومرحلة تطورية مهمة لادماج المرأة بفاعلية في العمل العام وفي قيادة حركة التغيير الكبرى التي ينتظرها المجتمع السوداني، ان دور المرأة في العمل السياسي القيادي يجب ان يكون مركز ثقل في عملية التغيير ومحور أساسي وضروري لنجاح ولبلوغ ذلك التغيير المنشود.
    اللهم أرحم سارة الفاضل محمود عبد الكريم... لقد كانت سارة؛ سارة وفاضلة ومحمودة وكريمة... وحفية أيضاً.

                  

02-04-2010, 09:52 AM

طه كروم

تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 1328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    رحم الله المناضلة الفاضلة الدكتورة سارة الفاضل

    وجعل البركة فى ذريتها .. الدكتورة مريم وأخوانها

                  

02-04-2010, 10:03 AM

اكرام الصادق الحسن
<aاكرام الصادق الحسن
تاريخ التسجيل: 12-13-2009
مجموع المشاركات: 992

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: طه كروم)


    شكلت أول امراة تصل لمنصب عضو الأمانة الخماسية في حزب سوداني منذ العام 1986، كما كان لها إسهامات في تأسيس العمل النسوي بالحزب، والعمل المعارض للنظام المايوي بالخارج، والمعارض لنظام الإنقاذ بالداخل بعد هجرة رئيس الحزب في 1996م.

    الاسم: سارا الفاضل محمود عبد الكريم.

    الميلاد: أمدرمان 15 نوفمبر عام 1933م.

    المراحل الأكاديمية:

    قبل المدرسي: روضة الراهبات- أمدرمان.

    الابتدائي: مدرسة الإمام عبد الرحمن بودنوباوي.

    المتوسط: مدرسة أم درمان الحكومية الوسطى.

    الثانوي العالي: مدرسة أم درمان الثانوية.

    الدراسات الجامعية: بكالريوس علم اجتماع جامعة western college for women بأكسفورد أوهايو، الولايات المتحدة الأمريكية-1961

    الدراسات فوق الجامعية:

    ماجستير في علم الأجناس- جامعة نيويورك، نيويورك- الولايات المتحدة الأمريكية، 1962م

    حازت على الدكتوراة الفخرية من جامعة الأحفاد للبنات في أبريل 2004م.

    العمل:

    عضو مجلس إدارة الخطوط الجوية السودانية 1986- 1989م.

    عملت بالتدريس في مدرسة المهدي الثانوية لمدة خمسة شهور. 1062- 1963م.

    أثناء العطلات في فترة وجودها بأمريكا عملت في الأمم المتحدة- قسم الدراسات والبحوث الاجتماعية، كما عملت في الإجازات الصغيرة في مستشفيات معالجة الإدمان ومعاهد العناية بالكبار والمعاقين. (1958- 1962)

    العمل الاجتماعي:

    • بدأت نشاطها الاجتماعي والسياسي منذ الخمسينات ثم تواصل بعد عودتها للبلاد.

    • عملت بجمعية نهضة المرأة في قسم محو الأمية الأبجدية والأمية الحرفية قبل سفرها لأمريكا. (1950- 1958)

    • عملت سكرتيرة لجمعية الحفيد الثقافية التي كونها شباب أسرة المهدي برئاسة السيد الصادق لتكون ملتقى هادف للشباب من أسرة الإمام عبد الرحمن المهدي.

    • عضو مؤسس لجمعية الخريجات السودانيات في 1963م.

    • أسست مع أخريات جمعية الصحوة النسوية الخيرية في فترة الديمقراطية الثالثة.

    • عملت مع الأب فيلوثاوس وآخرين في جمعية مكافحة المخدرات.

    • عضو مؤسس في مجلس الطفولة والتنمية العربية وعضو مجلس أمناء لفترتين في ثمانينات القرن العشرين.

    • عضو ندوة العميد.

    • عضو الجمعية العالمية الخيرية للنساء.

    • عضو مجلس جامعة الأحفاد للبنات.

    • عضو مجلس مؤسسي الجامعة الأهلية.

    • عضو مجلس جامعة المليك.

    العمل السياسي:

    • عضو متعاون مع مجموعة العمل السري بحزب الأمة ضد نظام 17 نوفمبر 1958 بقيادة الفريق عبود.

    • شاركت في جميع المظاهرات أيام ثورة أكتوبر.

    • مثلت حزب الأمة مع آخرين في الجبهة القومية المتحدة عام 1964م.

    • قامت وأخريات في ديسمبر 1964م بتكوين أول أمانة للمرأة في حزب سوداني تقيم مؤتمرها العام وتكتب دستورها وتصبح ذات طابع مؤسسي لا عمل موسمي كما جرت العادة قبل ذلك.

    •قامت عام 1975م وأخريات بتكوين أول أمانة نسوية لهيئة شئون الأنصار وكانت والسيدة رقية عبد الله المهدي أعضاء في المجلس الاستشاري لهيئة شئون الأنصار.

    • في فترة مايو أثناء غياب القيادات في السجون أو الهجرة كانت تقوم بالعمل التنسيقي والتواصلي بين القوة السياسية وأثناء عمل الجبهة الوطنية التي كانت تقود معارضة النظام المايوي، كانت تقوم بذات الدور بالنسبة للأحزاب المكونة للجبهة.

    • أثناء فترة مايو تعرضت للسجن في فترتين مجموعهما سنتان قضتهما بسجن أمدرمان العمومي.

    • حوكمت أمام محكمة عسكرية بعد إخفاق انتفاضة يوليو 1976م وتعرضت لكثير من التعذيب الجسماني والنفسي. وكانت أول امرأة سودانية تقدم لمحاكمة عسكرية وثاني امرأة عربية تحاكم عسكريا بعد جميلة بو حريد الجزائرية.

    • بعد المصالحة رأى الحزب خروجها لانجلترا لتقود العمل الخارجي للحزب. عادت بعد فترة لتشترك في العمل الحزبي.

    • سافرت لانجلترا مستصحبة السيدة رحمة عبد الله، في رحلة علاجية لانجلترا في 1981م، وفي أثنائها أعلن النميري قوانين سبتمبر 1983م وسجن قيادات الأنصار وحزب الأمة وأفتى بتكفيرهم على أساس خطبة السيد الصادق المهدي المعارضة للقوانين في عيد الأضحى المبارك لعام 1403هجرية (18 سبتمبر 1983م).

    • أنشأت مكتب المعارضة بلندن والذي قام بإصدار المنشورات واستفتاء علماء المسلمين حول الموقف الديني الصحيح من معارضة قوانين سبتمبر، واتصل بجميع منظمات حقوق الإنسان الإقليمية والعالمية، ولاحقت هي والفريق العامل بالمكتب من كوادر حزب الأمة النظام في كل المحافل الإسلامية وغيرها فاضحة أمر النظام ومفندة حججه، وأصبح مكتب لندن قبلة للمعارضة السودانية عامة في دول المهجر، كما كان يرسل المنشورات والكتيبات المعارضة لتوزع بالداخل في ظروف أمنية قاهرة مستغلا شبكة محكمة السرية من القنوات للتوزيع. قام المكتب بالإشراف على طباعة العديد من الكتب والمنشورات السياسية المعارضة والفكرية، وسميت هذه المطبوعات مكتبة شباب الأمة وسربت كلها إلى داخل البلاد.

    • عادت بعد الانتفاضة وكرمها حزبها بانتخابها في مؤتمره العام سنة 1985م عضوا في الأمانة الخماسية العامة أعلى المراكز القيادية في الحزب.

    • تولت مهمة التنظيم في الحزب أثناء الديمقراطية الثالثة وفي الانتخابات كانت المسؤولة عن دوائر حزب الأمة في العاصمة.

    • في انقلاب الإنقاذ كانت أول من دخل السجن في اليوم الأول للانقلاب، وسجنت ثلاثة مرات في عهد الإنقاذ، أما التحقيق والاستجواب فبلا عد ولا حدود.

    • شاركت في المؤتمر الاستثنائي بالقاهرة في أغسطس 2000م وشرفت بتعيينها مساعد للرئيس بالشئون الخارجية في التنظيم الانتقالي (2000-2003م) وأوليت قيادة قطاع العلاقات الخارجية والذي عملت به حتى قيام المؤتمر العام السادس للحزب أبريل 2003م.

    • ترأست لجنة الهيكل والدستور وهي أحدى لجان المؤتمر العام السادس في 2003.

    • شغلت بعد المؤتمر السادس منصب مساعد الرئيس لشؤون منظمات المجتمع المدني، وعضو مجلس الحكماء في حزب الأمة، وعضو مجلس التنسيق الأعلى، كما انتخبت عضوا بالمكتب السياسي للحزب.

    المؤتمرات التي شاركت فيها:

    • ترأست الوفد المشارك في فعاليات مؤتمر أحزاب عدم الانحياز المنعقد في القاهرة عام 1986م.

    • ترأست وفد الحزب المشارك في مؤتمر الأحزاب الحاكمة في طرابلس ليبيا عام 1987م.

    • شاركت في مؤتمر المناطق التي تعاني من الحروب في أفريقيا المنعقد في زمبابوي عام 1987م.

    • شاركت في مؤتمر البيئة المنعقد في لندن عام 1988م.

    • شاركت في مؤتمر المرأة العالمي بموسكو عام 1988م.

    • شاركت في مؤتمر المرأة والسلام المنعقد في روما عام 1989م.

    • قادت وفد السودان في مؤتمر السكان الذي أقامته الأمم المتحدة في تونس عام 1989م.

    • شاركت في مؤتمر المرأة والسلام المنعقد في هولندا عام 1999م.

    • ترأست وفد الحزب للتفاوض مع الحركة الشعبية في أبريل 2003م حيث أصدر الوفدان بيان كمبالا الذي حدد الأطر والأسس للتعاون بين الطرفين.

    • في مايو 2003م سافرت لإريتريا لحضور ورشة عمل نظمها التجمع وأمريكا للسلام وما بعده، وفي أثناء وجودها والسيد صلاح إبراهيم في إريتريا استغلا السانحة لإنعاش العلاقات مع إريتريا في المجالات المختلفة.

    • سافرت للقاهرة لتتويج مجهودات كمبالا وأسمرا بإعلان القاهرة التاريخي 24 يونيو 2003م

    • اختيرت كعضو في وفد التفاوض مع الحركة الشعبية لتحرير السودان للوصول للإجماع الوطني في ديسمبر 2007م. ولعبت دورا أساسيا في تقريب وجهات النظر والدفع نحو اللقاء المثمر بين الحزبين.

    الهوايات والمناشط:

    • تلقت كورسات في الديكور وفي تنسيق الزهور في جامعة نبراسكا، أوماها، الولايات المتحدة 1959م.

    • مهتمة بالبستنة.

    • خبيرة في تصميم وصنع الأزياء والزينة التقليدية السودانية.

    • خبيرة في التصميم الداخلي ومهتمة بالمعمار ومن أشهر تصاميمها القطية في منزلها والتي جمعت فيها بين الخبرة التقليدية والعصرية.

    الأسرة:

    تزوجت من السيد الصادق المهدي في 28 فبراير 1963م. ولها ثلاث بنات وولدين، وعدد من الأحفاد والحفيدات.

    الوفاة:

    توفيت في الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء الموافق 6 فبراير 2008م، وقد أحست بالألم أثناء اجتماع كانت تشارك فيه بين حزبها وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان يهدف للوصول لإجماع حول القضايا الوطنية، حيث فاضت روحها الطاهرة إلى رحمة مولاها بعد خروجها من الاجتماع وحال وصولها للمستشفى.








































































































                  

02-04-2010, 10:08 AM

اكرام الصادق الحسن
<aاكرام الصادق الحسن
تاريخ التسجيل: 12-13-2009
مجموع المشاركات: 992

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: اكرام الصادق الحسن)

    الف رحمة ونور علي السيده ساره الفاضل محمود

    والله كانت نعم الام لكل ابناء وبنات الانصار وحزب الامة

    ولك التحية اخي /عمر فضل المولي بارك الله فيك
                  

02-04-2010, 11:43 AM

عفاف ابوكشوه
<aعفاف ابوكشوه
تاريخ التسجيل: 11-10-2005
مجموع المشاركات: 2016

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: اكرام الصادق الحسن)

    اللهم ارحم المناضلة الجسورة

    السيدة سارة الفاضل

    حبيبة الكل شجرة الضل

    وشكرا استاذ عمر

    ارجو رفد البوست بكل ماكتب عنها من رثاء

    وكتبت رثاء بصحيفة الميدان عبر عمودي الاسبوعي

    افق مفتوح وسبق ان نشر في كتيب بمناسبة الذكري الاولي لرحيل ام الكل

    ربنا يرحمها ويحسن مثواها

    مودتي
                  

02-04-2010, 02:17 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عفاف ابوكشوه)

    قال الشاعر المبدع المكي مصطفي عثمان

    في رثاء السيدة سارا الفاضل :

    فكان حظك في الأزواج من أسرِت في ظل حضرته الألبابُ والفكر

    نذرت عُمرِك للأوطان ساخيةً لحب شعبك منك القلب ينفطر

    أفلت شمساً فبات الكون في ظُلمٍ وبات شعبي علي الأحزان يصطبر
                  

02-04-2010, 02:31 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    شكرا الاميرة اكرام الصادق

    رحم الله امنا سارا الفاضل واسكنها فسيح جناته
                  

02-04-2010, 04:45 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عفاف ابوكشوه)

    Quote: اللهم ارحم المناضلة الجسورة

    السيدة سارة الفاضل

    حبيبة الكل شجرة الضل

    وشكرا استاذ عمر

    ارجو رفد البوست بكل ماكتب عنها من رثاء

    وكتبت رثاء بصحيفة الميدان عبر عمودي الاسبوعي

    افق مفتوح وسبق ان نشر في كتيب بمناسبة الذكري الاولي لرحيل ام الكل

    ربنا يرحمها ويحسن مثواها

    مودتي




    شكرا الاستاذة عفاف ابو كشوه لهذه المداخلةالطيبة

    سوف اجتهد لرفد البوست بما كتب عن الراحلة المقيمة الاستاذة المناضلة سارا الفاضل

    اسال الله لها الرحمة والمغفرة
                  

02-05-2010, 09:26 PM

Hayat Hussien

تاريخ التسجيل: 10-29-2009
مجموع المشاركات: 612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: اكرام الصادق الحسن)

    الف رحمه ونور علي روحها والله كانت اميرة بحق والكل يشهد لها بذلك لقد اسعدني الحظ والتقيتها

    بتونس . وقد بهرتني بادبها الجم وتواضعهاواناقتها الهادئه في غير صخب.فليرحمها ربي وينزلها

    مع الابرار (إن الابرار لفي نعيم) صدق الله العظيم والعزاء موصول لكل نساء بلادي.


    حياة حسين
                  

02-06-2010, 09:42 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: Hayat Hussien)

    Quote: الف رحمه ونور علي روحها والله كانت اميرة بحق والكل يشهد لها بذلك لقد اسعدني الحظ والتقيتها

    بتونس . وقد بهرتني بادبها الجم وتواضعهاواناقتها الهادئه في غير صخب.فليرحمها ربي وينزلها

    مع الابرار (إن الابرار لفي نعيم) صدق الله العظيم والعزاء موصول لكل نساء بلادي.


    حياة حسين




    شكرا الاخت حياة حسين لهذه لشهادة الحق في حق الراحلة المقية سارا الفاضل
                  

02-04-2010, 03:18 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: طه كروم)

    Quote: رحم الله المناضلة الفاضلة الدكتورة سارة الفاضل

    وجعل البركة فى ذريتها .. الدكتورة مريم وأخوانها



    شكرا الاخ طه للمداخلة
                  

02-04-2010, 03:25 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    ضد الاغلال
    خالد عويس

    فقد جلل !!
    الخميس, 05 نوفمبر 2009 00:48 خالد عويس



    - لم تكن السيدة سارة الفاضل، رحمها الله، إمرأة عادية على الإطلاق !!

    - فهي، ويشهد لها التاريخ بذلك، لعبت أدوارا سياسية كبيرة لجهة الديمقراطية والحرية في السودان !!

    - السيدة سارة الفاضل، نذرت حياتها لقضايا الديمقراطية والحرية، ولم تلن لها قناة أبدا، في منازلة الأنظمة الديكتاتورية، والوقوف بصلابة ضدها !!

    - وكانت إلى جانب السيد الصادق المهدي في أحلك الظروف وأقساها، تقوم بدورها كربة بيت، وتقوم بدورها الوطني، ضاربة أروع الأمثلة على قدرة المرأة السودانية، ليس فقط على دعم زوجها، حين يكون زعيما سياسيا، وإنما، أيضا، في الاضطلاع بدور سياسي ونضالي خطير، تكون فيه على الدوام، تحت الخطر !!

    - عرفت السيدة سارة الفاضل عن كثب، وكم تألمت لرحيلها.فهي كانت إلى جانبنا في أحلك الأيام.كانت تمثل على نحو ما (أما) لكلّ السودانيين، ببيتها وقلبها المفتوحين دائما، وبثقتها في المستقبل، وبقدرتها على تفجير الأمل في الآخرين.

    - كانت السيدة سارة الفاضل في مقدمة صفوف المناضلين، حين توارى الكثيرون، وكانت تجهر بـ(لا) داوية في وجه الديكتاتورية البشع، حين آثر الكثيرون (الصمت) !

    - لم تصمت، ولم تهن، ولم تقنع أبدا بدور صغير يقيها ويقي أسرتها شرور الديكتاتورية.

    - لا، كانت على النقيض، واحدة من اللواتي يشار إليهن بالبنان في مسيرة النضال الوطني من أجل استعادة الديمقراطية، ورفع الظلم عن الناس !!

    - ألا رحمها الله، وأسكنها فسيح جناته.

    - ألا ألهم الله ذويها الصبر وحسن العزاء !!

    - ألا خفف الله من مصاب السيد الصادق المهدي وأسرته الكريمة، على هذا الفقد الذي لا يمسهم وحدهم، فالسيدة سارة كانت أمنا جميعا، وكان بيتها، بيتنا جميعا، وكان ظلها الوارف، يقينا جميعا الحر، حر الظلم، والديكتاتورية.

    - هذا قدر السيد الصادق المهدي، أن يمضي رفيق عمره وصديقه المرحوم د.عمر نورالدائم، ثم لا يبرح أن يخطف الموت أيضا احدى رفيقتي دربه الطويل الشاق، درب النضال المجيد، والكفاح المستمر!!

    - والخسارة ليست خسارة السيد الصادق المهدي وحده، ولا آل المهدي وحدهم، ولا حزب الأمة فقط، وإنما خسارة السودان لإمرأة متعلمة مثقفة شريفة، عاشت حياتها كلها وهي تكافح من أجل الآخرين، ولم تحصل على شيء لنفسها.

    - فلا هي عاشت حياة أسرية مستقرة، طالما أن كلّ نظام باطش كان يأخذ السيد الصادق المهدي إلى المعتقل، ويأخذها هي أيضا، ولا أبطرتها السلطة حين رأس السيد الصادق المهدي الوزارة، ولا أنفت من نذر حياتها لأجل الوطن.

    - هكذا تكون الحياة.وهكذا يجب أن يكون حبّ الوطن.وهكذا يجب أن تكون المحافظة على المباديء.

    - رحم الله السيدة سارة الفاضل، ندعو الله لها أن يجعلها مع الصديقين والشهداء
    http://www.khalidowais.com/index.php?option=com_content...3-00-09-26&Itemid=43
                  

02-04-2010, 04:15 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    اللهم ارحمها واغفر لها
    وصبر زوجها واسرتها واهلها واصدقائها وعضوية حزبها على فقدها.

    سيده قويه مصادمه نحترمها حتى ان اختلفنا او اتفقنا معها.
    رائده بالنسبه لنساء جيلها.


    اتمنى يا اخي عمر ان تشنروا لها بعض اسهامتها الخاصه ايا كانت
    مجالاتها.

    شكرا لك.
                  

02-04-2010, 05:07 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: Tragie Mustafa)

    Quote: اللهم ارحمها واغفر لها
    وصبر زوجها واسرتها واهلها واصدقائها وعضوية حزبها على فقدها.

    سيده قويه مصادمه نحترمها حتى ان اختلفنا او اتفقنا معها.
    رائده بالنسبه لنساء جيلها.


    اتمنى يا اخي عمر ان تشنروا لها بعض اسهامتها الخاصه ايا كانت
    مجالاتها.

    شكرا لك.


    شكرا الاستاذة المناضلة تراجي مصطفى لهذه المداخلة الطيبة من شخصكم الكريم
                  

02-04-2010, 08:11 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    رحم الله السيدة الفاضلة والمناضلة والمصادمة التي لم تتزحزح عن مواقفها المبدئة تجاه القيم النبيلة حتى لقيت الله
                  

02-04-2010, 08:43 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
                  

02-05-2010, 00:37 AM

اسماء الحسينى

تاريخ التسجيل: 01-27-2010
مجموع المشاركات: 296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: Al-Mansour Jaafar)

    الأخ العزيز عمر عبد الله فضل المولى والإخوة الكرام المتداخلون

    أشهد أنكم لم تقولوا إلا صدقا ولم تنطقوا إلا حقا

    رحم الله السيدة سارة الفاضل المهدى رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته

    وقد كان لى شرف معرفة الراحلة العظيمة والقرب منها

    وقد كانت بحق كانت امرأة تجمع بين حدة الذكاء والثقافة العالية

    والتواضع الجم والبساطة والإخلاص والصبر والمثابرة ،

    وكانت من أشد السودانيين الذين عرفت إعتزازا بسودانيتها
                  

02-05-2010, 00:38 AM

اسماء الحسينى

تاريخ التسجيل: 01-27-2010
مجموع المشاركات: 296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: Al-Mansour Jaafar)

    الأخ العزيز عمر عبد الله فضل المولى والإخوة الكرام المتداخلون

    أشهد أنكم لم تقولوا إلا صدقا ولم تنطقوا إلا حقا

    رحم الله السيدة سارة الفاضل المهدى رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته

    وقد كان لى شرف معرفة الراحلة العظيمة والقرب منها

    وقد كانت بحق كانت امرأة تجمع بين حدة الذكاء والثقافة العالية

    والتواضع الجم والبساطة والإخلاص والصبر والمثابرة ،

    وكانت من أشد السودانيين الذين عرفت إعتزازا بسودانيتها
                  

02-05-2010, 04:04 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: اسماء الحسينى)

    Quote: الأخ العزيز عمر عبد الله فضل المولى والإخوة الكرام المتداخلون

    أشهد أنكم لم تقولوا إلا صدقا ولم تنطقوا إلا حقا

    رحم الله السيدة سارة الفاضل المهدى رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته

    وقد كان لى شرف معرفة الراحلة العظيمة والقرب منها

    وقد كانت بحق كانت امرأة تجمع بين حدة الذكاء والثقافة العالية

    والتواضع الجم والبساطة والإخلاص والصبر والمثابرة ،

    وكانت من أشد السودانيين الذين عرفت إعتزازا بسودانيتها


    شكرا الاستاذة الكبيرة والصحفية الالمعية اسماء الحسيني لشهادة الحق في حق الراحلة المقيمة سارا الفاضل
    والف مرحب بك في سودانيز اضافة نوعية
                  

02-06-2010, 11:07 AM

اسماء الحسينى

تاريخ التسجيل: 01-27-2010
مجموع المشاركات: 296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الأخ العزيز الأستاذ عمر عبد الله فضل المولى والإخوة الأعزاء المتداخلون

    كتبت قبل فترة مقالا ذكرت فيه بعض مواقف الراحلة العزيزة السيدة سارة الفاضل رحمها الله

    أورده لكم هنا ،وإن جاء ذلك فى سياق الحديث عن زوجها السيد الصادق المهدى :



    تكريم السيد الصادق المهدى ....تكريم للسودان
    أسماء الحسينى
    [email protected]

    كرمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان مؤخرا السيد الصادق المهدى رئيس حزب الامة وإمام الأنصار بمناسبة مرور 25عاما على تأسيسها ،على رأس ثلاثين شخصية عربية رائدة ،وقالت المنظمة فى حيثيات تكريمه إنه مفكر إسلامى بارزومناضل صلب فى الدفاع عن الديمقراطية ،عمل على معارضة النظم العسكرية فى بلاده ،وكان من أوائل المنادين بضرورة الحل السياسى لمسألة الجنوب ،وأصدر كتابه الشهير "مسألة الجنوب"عام 1964،نادى فيه بالأفكارالتي كانت اساس الاجماع الوطني لاحقا بان مشكلة الجنوب لا يمكن ان تحل حلا عسكريا ، كما يعارض الحل العسكرى لمشكلة دارفور.
    و قالت المنظمة العربية لحقوق الانسان أنها تدين للسيد الصادق المهدى بمواقف لاتنساها ،فعندما أقدمت الحكومة المصرية على منع جمعيتها العمومية فى عام 1986لم يفتح لها أبواب الخرطوم لاستضافتها فحسب ،بل وأبدى استعدادا لاستضافة المنظمة ذاتها التى قررت السلطات المصرية إعتبار وجودها غير قانونى فى مصر ،وافتتح جمعيتها العمومية فى الخرطوم وأجرى حوارا مفتوحا مع قياداتها ،واضافت المنظمة انها عبرت عن إمتنانها للسيد الصادق عبر العديد من المواقف التى دعمت دعوته لاستعادة الديمقراطية والحريات العامة فى السودان وتعزيز المصالحة والاستقرار فى ربوع البلاد .
    ولم يكن هذا التكريم للسيد الصادق المهدى هو الاول من نوعه ،فقد تم تكريمه فى الآونة الأخيرة من اكثر من جهة ،واختاره معهد الدراسات الموضوعية بالهند ضمن أعظم مائة شخصية من قادة المسلمين فى القرن العشرين .
                  

02-06-2010, 06:15 PM

اسماء الحسينى

تاريخ التسجيل: 01-27-2010
مجموع المشاركات: 296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: اسماء الحسينى)

    والحقيقة ان السيد الصادق المهدى لايمثل الوجه المشرق للسودان فحسب ،وإنما لعالميه العربى والإسلامى بأسرهما ،وهو موضع تقدير واحترام الأوساط الفكرية والثقافية والسياسية فى العالم بأسره ،بما يملكه من عقلية مستنيرة ورؤى تقدمية وروح ديمقراطية ،يجمع فى شخصه فى توافق وإنسجام بين روح العصر واصالة الموروث ،وكل هذه الصفات تؤهله للعب دور اكبرلصالح وطنه العربى وامته الإسلامية ،بل ولصالح الإنسانية جمعاء ،التى يعصف بكيانها الآن صراع الحضارات والأديان والقوميات .
    كان يمكن للسيد الصادق أن يفعل ذلك بشكل اكبر ،لولا مسئوليته العميقة تجاه وطنه السودان ....وسيظل يحفظ له التاريخ انه كان خلال وجوده فى الحكم او خارجه مثالا لطهارة اليد وعفة اللسان والاعتدال وتقديم المصالح الوطنية العليا وعدم الإرتهان لأى قوة داخلية أو خارجية لغير صالح وطنه ،وكذلك حفاظه على قواعد الديمقراطية لايحيد عنها .
    وفى سنواته التى قضاها فى منفاه الإختيارى بمصر عقب قيام حكم الإنقاذ عام 1989استطاع السيد الصادق أن يؤسس لأكبر قنوات للوصل بين مصر والسودان ....جاء إلى القاهرة عقب خروجه إلى أسمرة فى عملية "تهتدون "،و خلال وجودها بها لم يحدث تغييرات كبيرة فى العلاقة بين مصر وحزب الامة وكيان الانصار ،بل بينها وبين السودان كله ،ولم تكن مصر تعفيه فى بادىء الأمر بمسئوليها ومثقفيها من المسئولية عن تدهور العلاقات بين البلدين قبل وصول حكم الإنقاذ ،ولكن الغريب أن من كانوا يلومون السيد الصادق فى مصر على مواقفه تجاه بلدهم وإلغائه التكامل الذى أقاموه مع نظام الرئيس جعفر نميرى كانوا يكنون له احتراما كبيرا فى الوقت ذاته ،احتراما لشخصيته الجديرة بكل احترام وتقدير ،واعترافا بمكانته وعلمه ،وحتى الأوساط الشعبية المصرية التى كانت فى ذلك الوقت تتشكك كثيرا بل وتخون اى معارضة عربية خارج بلدانها كانت تكن له ذات الاحترام .
    وقد أدرك السيد الصادق خلال إقامته فى مصر هذه المشاعر التى ما فتىء يعبر عنها بصدق الدكتور مصطفى الفقى المفكر المصرى ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب ومساعد وزير الخارجية سابقا ،يقول الفقى أنه أثناء دراسته فى بريطانيا لنيل الدكتوراة فى الستينات من القرن الماضى حضر محاضرة للسيد الصادق فى اكبر جامعات بريطانيا ،واستمع إليه بفخر شديد ،وهو يتحدث بلغة إنجليزية راقية ،فيعبر افضل تعبير عن قضايا وطنه وأمته ،ويضيف الفقى :وبعد إنتهاء المحاضرة سألنى من كان يجلس إلى جوارى من أى البلاد أنت ،فقلت له :لقد جئت من المنطقة التى أتى إليكم منها هذا الزعيم العظيم الذى كان يحدثكم منذ قليل .
                  

02-06-2010, 06:44 PM

اسماء الحسينى

تاريخ التسجيل: 01-27-2010
مجموع المشاركات: 296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: اسماء الحسينى)

    وفى سنوات إقامته بمصر تخلقت وتحلقت حول السيد الصادق مجموعة كبيرة من شتى ألوان الطيف فى مصر ،ينتمون لأحزاب شتى ،ومذاهب متعددة ،ومهن مختلفة ،وأعمار متفاوتة ،بينهم مفكرون وعلماء ورجال دين وسياسيون وناشطون وصحفيون واساتذة جامعات ورجال اعمال ،مسلمون ومسيحيون ،رجال ونساء ،معارضون وحكوميون ،شباب وشيب .....أصبحوا جميعا فيما بعد نواة للوبى كبير ينمو الآن فى مصر ،ويدفع بقوة من أجل فهم أكبر وعلاقات افضل وروابط أقوى وتلاحم وتعاضد مع السودان .
    وقد كنت أحد أولئك الذين اقتربوا من السيد الصادق المهدى فنهلوا من نور علمه ونالهم قبس من ضياء وطنيته ومضاء عزيمته ،وإليه يعود فضل كبير فى توجيهى للإهتمام بالسودان وقضاياه ،فمنذ خطواتى الاولى على درب السودان الحبيب ساهم السيد الصادق فى توسيع إدراكى لهذا السودان بكل تعدده وتنوعه وتاريخه وتراثه وقدراته وامتداداته ،وأذكر انه وهو المعارض لنظام الحكم فى بلده لم يكن معارضا لوطنه ،وانه كان يحدثنى بكل موضوعية وإيجابية عن هذا الوطن وهذا البلد الذى يؤمن به أشد الإيمان ،والذى تتمحور حوله روحه وحياته ،وكان يدفعنى دفعا نحو السودان ،ويوجهنى بطرق غير مباشرة إلى قراءة تاريخه والإلتحام ببنيه ،وكان يتوقع منى أن أكون شيئا جديدا مختلفا ،وطلب منى زيارة السودان الذى كان منفيا عنه آنذاك ،لأتعرف على حقائق الأوضاع على أرض الواقع ،وكان يسر كثيرا حينما بدأ عملى الصحفى ينمو ويكبر بإتجاه السودان ،ولا أذكر أنه لامنى أو عاتبنى يوما كما يفعل بعض الساسة أحيانا بشأن أى موضوع كتبت أو أيا من زملائى ،وبعضها موضوعات تهاجمه أو تنتقده أو تخالفه الرأى .
    ربما كان يأمل أويرى فى وفى بعض زملائى الآخرين من الصحفيين جيلا آخر مختلف قديضيف شيئا جديدا للعلاقات بين البلدين التى كان يطمح دوما إلى بنائها على أسس أقوى وأفضل من ذى قبل .
    وقد أولانى وقيادات حزبه ثقة عظيمة واهتماما كبيرا ،وكانوا يدعوننى لاجتماعات حزب الأمة المغلقة فى بعض الأحيان خلال وجودهم بالقاهرة ،وهو مااعتبرته ولازلت شرفا كبيرا وثقة غالية أتمنى أن أكون أهلا لها .
                  

02-06-2010, 06:50 PM

اسماء الحسينى

تاريخ التسجيل: 01-27-2010
مجموع المشاركات: 296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: اسماء الحسينى)

    وعند عودة وفد المقدمة لحزب الأمة إلى الخرطوم بعد توقيع إتفاق جيبوتى مع الحكومة السودانية اختارنى السيد الصادق المهدى لأعود مع وفد الحزب ،وكانت هذه هى المرة الأولى التى أرى فيها السودان الذى ظللت أهتم بشئونه لبضع سنوات ،وكنت الصحفية المصرية الوحيدة المرافقة للوفد ،الذى كان يرأسه السيد مبارك الفاضل المهدى والدكتور عمر نور الدايم رحمه الله ،ويضم عددا من خيرة قيادات حزب الأمة ،من بينهم الاستاذ عبد الرسول النور والدكتور إبراهيم الأمين .
    وقد شعرت وقتها بعظم المسئولية الملقاة على عاتقى ،وتمنيت وقتها أن أكون حرفا جديدا يكتب فى صفحة تمنيتها بيضاء ناصعة مضيئة بين بلدى مصر من ناحية وحزب الأمة وكيان الأنصار بل والسودان كله من ناحية اخرى .
    وفى الخرطوم هالنى الحشد الجماهيرى المليونى الذى خرج لاستقبال العائدين ،ولم يكن يخطر على بالى أن أرى مثل هذا العدد يحتشد فى أى عاصمة عربية لأى سبب ....كان مشهدا أسطوريا سيظل محفورا فى ذاكرتى ماحييت.....تخيلت وقتها أن الثورة المهدية قد اندلعت من جديد ،وأنا أرى رايات الأنصار وحزب الأمة وصيحاتهم تبرق وتدوى فى سماء العاصمة المثلثة .
                  

02-06-2010, 06:53 PM

اسماء الحسينى

تاريخ التسجيل: 01-27-2010
مجموع المشاركات: 296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: اسماء الحسينى)

    وبعد الإستقبال الجماهيرى الحاشد للعائدين طلبت منى السيدة سارة الفاضل المهدى قرينة السيد الصادق -التى رحلت عن دنيانا مؤخرا رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته – التوجه معها إلى منزل الأسرة بالملازمين ‘فذهبت إلى المنزل الذى كان يخلو آنذاك من أصحابه الذين توزعوا وقتها بين أماكن شتى ،فبعضهم كان فى الخرطوم وآخرون فى القاهرة وأسمرة ،وقضيت مع السيدة سارة فى هذا المنزل الذى كان يفتقد أصحابه 12يوما، وشعرت وقتها أن السيدة سارة تحاول أن تكمل معى ما بدأه السيد الصادق ،وأنها تحاول أن تساعدنى لكى أرى السودان بكل تعدده وتنوعه السياسى والفكرى والدينى والإجتماعى والثقافى ،وكانت امرأة عظيمة بحق ،أحضرت لى الراحل الأستاذ الطيب محمد الطيب وأجلسته معى ساعات لكى يحدثنى عن تاريخ وتراث وثقافات أنحاء السودان المختلفة ،وهو ماقدرلى أن أراه بعد ذلك على أرض الواقع فى كل بقاع السودان التى زرت .
    واصطحبتنى السيدة سارة معها لزيارة جامعة الأحفاد هذا الصرح التعليمى الكبير ،وأيضا لزيارة رائدات العمل النسوى بالسودان ،الراحلة نفيسة كامل والسيدتين نفيسة الأمين ونفيسة المليك و كثيرات غيرهن ،،وساعدتنى لمقابلة أعداد من السياسيين ،وشجعتنى على زيارة الجنوب ،ودعت لى أعدادا كبيرة من الصحفيين لأتعرف عليهم .
                  

02-06-2010, 06:58 PM

اسماء الحسينى

تاريخ التسجيل: 01-27-2010
مجموع المشاركات: 296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: اسماء الحسينى)

    كانت أياما رائعة تلك التى قضيتها مع تلك السيدة العظيمة الراحلة سارة الفاضل...كنت أتخيل أننى أجلس مع أنديرا غاندى أو مارجريت تاتشر ....كانت امرأة تجمع بين حدة الذكاء والثقافة العالية والتواضع الجم والبساطة والإخلاص والصبر والمثابرة ،وكانت من أشد السودانيين الذين عرفت إعتزازا بسودانيتها ،وربما كانت هذه هى الرسالة التى تسعى لتوصيلها لى ،فكم قضينا ساعات طوال تحدثنى عن مراحل تشكيل السودان والحضارات التى قامت به من غابر الأزمان وحتى تاريخنا المعاصر ،وعن تاريخ المهدية ونضالها ضد المستعمر ،وعن جهاد حزب الأمة من أجل الديمقراطية فى السودان وعن كفاح المرأة السودانية عبر مسيرة نهضتها،وأيضا عن حياتها وحبها الكبير للسيد الصادق المهدى .
    وأنزلتنى فى بيت كريمتها الدكتورة مريم الذى كان خاليا من صاحبته التى كانت يومها فى صفوف جيش الأمة مع أخيها عبد الرحمن المهدى ،وقد تركت خلفها صغيرتها ثراء ،ولم تكن وقتها قد جاوزت العامين تقريبا ....كنت أجلس دوما فى تلك الأيام فى الحديقة الجميلة للمنزل التى دأبت السيدة سارة على العناية بها فى غياب زوجها وأبنائها ،وأدعو الله ملء قلبى أن يعيد للمنزل أصحابه سالمين .
                  

02-06-2010, 07:03 PM

اسماء الحسينى

تاريخ التسجيل: 01-27-2010
مجموع المشاركات: 296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: اسماء الحسينى)

    ولايزال السيد الصادق قادرا على إثارة الدهشة فى كل المنابر والأوساط بحيوية أفكاره وأطروحاته ،كمالايزال حاملا لواء الديمقراطية يعتبرها خيار الشعب السودانى وأفضل خيار لشعوب المنطقة ،وهو يعتبر الإلتزام بها واجبا وطنيا ،لأنها السبيل الوحيد الذى يمكن شعوبنا من القيام بدورها كاملا ،ويحقق المصالحة بين هذه الشعوب والأنظمة العربية ،كما يمهد لوحدة شعوبنا بإرادة شعبية وليس وفقا لتدابير فوقية لاتسمن ولا تغنى .

    وفى حفل المنظمة العربية لحقوق الإنسان الذى أقامته لتكريم الرواد فى العالم العربى كان السيد الصادق المهدى هو نجم الاحتفال والمحتفى الأول به ،وقد صفق له الحضور كثيرا كلما ذكر أحد المؤسسين فى المنظمة أحد مواقفه المشرفة فى دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان أو أشار إلى بعض أفكاره .
    وفى كلمته البليغة التى ألقاها السيد الصادق المهدى أشار إلى أنه ليس هناك خصومة بين العمامة الى يرتديها وحقوق الإنسان ،مؤكدا أن حقوق الإنسان من أصل ديننا الإسلامى .
    وشدد فى كلمته على ضرورة السير على درب النضال لبلوغ الأهداف ،ولكى تسود معانى حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية فى عالمنا العربى ومنطقتنا ،التى قال إنها أصبحت الآن تواجه استقطابا حادا بين خندقين ،أحدهما يسلب الحريات والآخر يطالب بها ،مؤكدا ضرورة تجسير الهوة بين الخندقين
    لتجنب خطر الغزاة والطغاة والغلاة .


                  

02-07-2010, 07:40 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: اسماء الحسينى)

    الشكر الجزيل وعاطر التحايا والاحترام للاخت والاستاذة
    اسماء الحسيني لاثراء البوست بهذه الكتابات القيمة .



    خواطر قلب ذبحه الرحيل
    سارا الفاضل والبدايات (1/2)
    رباح الصادق
    كان مقال الوداع لقراء الصحافة الأعزاء مؤقتا بالسبت الماضي، ولكنا ودعنا قُرَيبه أما لا كالأمهات، وانشغلنا بتلقي العزاء فعزمنا أن يحوي هذا المقال وداعين: وداعا لقراء الصحافة الأعزاء، ووداعا للحضور المادي اللطيف لسارا الفاضل محمود عبد الكريم محمد عبد القادر ساتي علي حاج شريف. لم تكن سارا معجبة بمفارقتنا الصحافة التي كانت من قرائها المداومين، ولكن العزاء أن ذلك يأتي في إطار رسالتها التي استشهدت دونها، وهي ردم الهوة بين شمال السودان وجنوبه. في هذه الخواطر حبسنا الدموع لأنها حصان جموح لو ركبناه لأردانا قتلى الحزن، وأسرجنا قلما باردا يود لو يدلق حبرا مثلجا بكل ما يعلم، ولكن هيهات، فلن تحد سارا كلماتنا، ولكن حسبنا أن نروي أشياء أو نوصل أفكار نحسب أنها لم تنل قدرا كافيا من التناول، في هذه الحلقة نتحدث عن بداياتها الباكرة والعلاقات الحميمة التي أطرتها أو نهلت من معينها، وفي الحلقة القادمة ننثر بعض الأفكار حولها وحول رحيلها الجسدي، وفي المقالين نهتم بالزوايا الأكثر خصوصية في حياة سارا باعتبار أن الشهادات حول الحياة العامة كانت الأعلى صوتا.
    شهادة ميلاد سارا كانت بحوزة جدها لأمها الإمام عبد الرحمن المهدي وضاعت وسط أوراقه، لكن زوجه الوفية آمنة بنت فرج الله كانت مؤرخة الأسرة حينما تعز الوثائق. قالت إن سارا ولدت في شتاء قارس والأرجح أن ذلك كان بشهر نوفمبر من العام 1933م، فجاءت الخامسة بعد أربع بنات وولد وأعقبتها بنتان، وكان أبوها يقول إنني أنجبت ست بنات وولدا وبنتا بمائة رجل!. ولما جاءت أنثى أُحبطت الأسرة فعزاها السيد عبد الرحمن بتسميتها (سارة)، فسرّت الناس طوال حياتها، ثم كأنها أخذت السرور معها ورفع من مضابط الأرض حين الرحيل. وحينما رأى أخوها الطاهر، وكان صغيرا في الثالثة، حاملتها وقد قطبت جبينها غاضبة قال لها: لا ترمها فستنفع يوما ما، لذلك كانت جدتها السيدة خديجة ابنة الخليفة شريف تسميها (البتنفعي). وهكذا دارت معاني وجودها حول أسمائها: سارة، وفاضلة، ومحمودة، وكريمة، وقادرة على الفعل، وسيدة ببذل المشقات (وساتي تعني سيد)، وكانت من أبرز أشراف السودان وأحراره، وكانت كذلك نافعة للبلاد وللعباد.
    انقضت حياة سارا الدنيوية يدور رحاها بين شاهدين: شاهد التطابق مع سيرة جدها الإمام في أمور كثيرة مع الفارق في ظروف كل منهما، وشاهد أنوثتها الذي حد من سقف ذكرها وهي حية حتى كأن موتها قد مزّق حجاب الأنوثة ذاك فانبجست أعين كثيرة تعدد مآثرها وتروي أبعاد دورها الوطني وعمقها الإنساني، ولم تعدم من يمتدحها بنسبة خصالها للرجولة بل حتى للشراسة والعنف، بينما كان ذلك عجز عن اكتناه معناها وقوتها وصلابتها وقدرتها التي لم تخل أبدا من إنسانية ولين ولطف!.
    أما تطابق سيرتها مع سيرة جدها الإمام فقد عاشا حياة مليئة بالبذل والعطاء معروفة بالسخاء اللامحدود، وبالذوق الملوكي الذي نسبه الإمام الصادق يوما ما وهو يتحدث عن الإمام عبد الرحمن لتراث سلطنة الفور التي تنحدر منها السيدة مقبولة والدة الإمام عبد الرحمن، فكلاهما كان مولعا بالإتقان مهتما بكمال الأشياء وجمالها وتشكيلها نفس الاهتمام بالبواطن، فقد أضفى الإمام عبد الرحمن على الشكل والمعمار والأزياء قيمة بعد أن لفظت المهدية بعض جوانبها في إعلائها لقيم الزهد وهجران الدنيا وقول قائلها (أنصارك المنصورة جمالهم باطن مو صورة).. كان كلاهما مهتما بالصورة، وهذا باب ولج فيه فلاسفة الجمال وعلماء التربية مؤكدين على دور جمال الصورة وأثرها على جمال الباطن! وتذكر سارا علاقتها المميزة بجدها وأنه كان يحبها منذ صغرها برغم أن علاقتها كانت مؤطرة باحترام تكنه له (لدرجة تقارب التقديس) فقد كان معجبا علاوة على حسن خلقها بإتقانها وترتيبها وحسن تدبيرها وحبها للجمال والزهور والتنسيق، وحينما جاء زواج إحدى بنات خالها قامت بواعز من نفسها بنجادة طقم للجلوس بشكل متقن فأعجب الإمام خاصة وأنها لم تنل تدريبا وكانت فتاة دون العشرين، فحفزها على ما قامت به. وكان يختارها لمقابلة ضيوفه الأجانب اعترافا بكياستها وحضورها الذكي.
    طلبت سارا من جدها أن تسافر لطلب العلم للخارج، وحينما زار السودان وفد من كلية النساء في جامعة سينسيناتي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1958م في إطار تخلص الأمريكان حينها من عزلتهم المجيدة، تحمس الإمام لفكرة إرسالها لتلك الكلية، وأبقى مداولاته مع الكلية والترتيبات اللاحقة كلها سرا حتى لا يعرقل الفكرة المعرقلون. حتى كان يوم الرحيل في أغسطس 1958م وعمل الإمام على أن يصادف ذلك يوم الدعوة التي نظمها السيد عبد الله الفاضل له بمناسبة سفره. فخطب الإمام عبد الرحمن في الجمع الأسري قائلا: إن العالم يتقدم ومن يتخلف عن مسيرته يقبر، والمرأة لها دور كبير في الأسرة وخارجها، وسأرسل سارا بنتي لتلقي العلم، فإما أن تنجح وتفتح بابا واسعا للمرأة السودانية أو تفشل فتغلق من خلفها الأبواب، وحريٌ بها النجاح وأراها أهله، وقد قيل "يتغرب خيارنا عشان يستر حاله وحالنا"، وآمل أن يكون اختياري هذا صحيحا. وكانت سارا حضرت للحفل بحقيبتها فقال للصادق ابن خالها أوصل أختك للمطار، وأعطاها الصادق يومها، كما روت لي، مصحفا ومسبحة!.
    ومما شبهت فيه الإمام اهتمامها بالناس وبكل تفاصيلهم مثلما تهتم بالقضايا العامة والمواقف الكبيرة، ولذلك قالت عنها معزية: كانت أمة، ورثاها راث: يقال فقدنا أما بل أمة تحكي النضال أطره العطاء!. هكذا حاكت جدها في الريادة وفي العطاء والسخاء والإحسان والاهتمام بالجمال والإتقان وفي أنها كانت مثله أمة، ورحلت في نحو عمر رحيله!. وقال الناس إن يوم تشييعها يذكر الناس بيوم تشييعه، وأفصح عن هذا الدكتور عبد الله حمدنا الله موردا أبيات المحجوب وصفا لذلك اليوم المهيب.
    وحاكت سارا خالها الصديق في التصدي الباسل للشمولية والشموليين، ولئن وقف الصديق في أغسطس الفجيعة ليلة أحداث المولد عام 1961م، يضمّد الجرحى وينقل الجثامين بيده، فقد فعلت ذات الشيء في مارس المجزرة عام 1970م يوم أحداث ودنوباوي مضمدة وموارية الجثامين.. وكان خالها يحبها ويعجب برجاحة عقلها وحينما يضرب المثل بالتصرف السليم كان يتمثل بها، وإن لم يكن متحمسا لسفرها للخارج للدراسة، وحينما توفى الإمام عبد الرحمن في مارس من عام 1959م وهي بأمريكا أحست برحيله بدون أن يبلغها الخبر الذي وصلها بعد نحو شهر. فمن الجوانب التي لم يشر لها أحد الشفافية الروحية البالغة التي كانت تمتلكها سارا، ولا أشك أنها كانت من المحدثين، قال النبي (ص) "إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ." كانت تحدّث بكثير مما يدور حولها فكأنها رأته رأي العين، وكانت لها علاقة وصال روحي قوية (وباللفظ العلمي المعروف تخاطر) مع بعض الناس على رأسهم زوجها وحبيبها الإمام الصادق، وكانت تعد نفسها زميلة له وأيضا عارفة بمقامه الروحي البالغ، وقد روت لي كم مرة تيقظت آناء الليل ونظرت له فرأته نائما يشع منه نورا.
    الشاهد، حينما توفي الإمام عبد الرحمن أرسل لها خالها مكتوبا يحذرها فيه من العودة للبلاد برا برغبة والده أن تكمل دراستها بأمريكا، قال لها لو عادت فإنه لن يستطيع الدفاع عنها وحمايتها، كما فعل جدها الإمام، في مواجهة رجال الأسرة ونسائها الرافضين للسفر، لذلك قضت طيلة فترة دراستها بأمريكا لا تعود لوطنها، تعمل إبان الإجازات في مختلف الأعمال، وتشارك في المناشط العامة حيث ترأست فرع أوهايو من اتحاد الطلاب الأفارقة بالأمريكتين كما روى الأستاذ على محمود حسنين.
    وحاكت أمها السيدة عائشة في كرمها وفي اهتمامها بالتكية واعتنائها بالضيوف. فقد كانت عائشة أساسية في منظومة الكرم الخاص بوالدها الإمام عبد الرحمن، وقد كانت تتنقل مع زوجها بين المشاريع الزراعية ولما استقر بها المقام بأم درمان عمل أخوها الصديق على ابتياع عدد من المنازل المجاورة لمنزلها حتى ينزل فيها كبار الضيوف إبان إقامتهم بالعاصمة أمثال نواب البرلمان وغيرهم وتشرف عائشة على خدمتهم. وكذلك كانت سارا موسوعة للضيافة والمسئولة عن استضافة الوفود الدبلوماسية كافة.
    وأخذت عن أبيها الفاضل حب المكتبات والمطالعة، وقالت إنها وأخواتها كن يشغفن الاطلاع منذ صباهن وكانت جدتهن السيدة نصرة كلما تراهن في ذلك الحال تقول لهن: "يا بنات عشة القراية الكتيرة دي خلوها بتسوي ليكن سردوب!" وقد ذكرت السيدة نفيسة المليك كيف تميزت أسرة الفاضل باتقاد الذكاء وحب المعرفة، فقد كان الفاضل مشهورا بمكتبته العامرة وكان يسافر لمصر وللبنان وغيرهما للبحث عن كتاب نادر، ولكن للأسف ضاعت تلك المكتبة العظيمة بتضافر سببين: حب تعميم الخير الذي تمتلكه سارا والبطش الآثم الذي تفعله الشمولية، فقد أقنعت أخوانها بإهدائها لمكتبة حزب الأمة إبان الديمقراطية الثالثة، وصادرها انقلاب يونيو 89 ضمن ما صادر ولما أعاد دار الحزب لم يعدها، وتعد إعادتها والأوراق الخاصة بالحزب التي أخذت حينها كلها من مطلوبات تهيئة المناخ التي يتحدث الناس عنها الآن.
    وأخذت عن أختها الأكبر هدى حب الحياكة والتدبير المنزلي وقالت إن هدى درست الخياطة في مدرسة الراهبات وكانت عندها مكتبة تامة خاصة بأمور التدبير المنزلي المختلفة وأنها أول من اهتمت بالبستنة وتنسيق الحدائق، وقد أخذت عنها كل هذا بدرجة الامتياز وبرعت فيه. وحينما سافرت لأمريكا درست سارا كهواية تنسيق الزهور على الطريقة اليابانية. ولعل كل ذلك هو ما حدا ببعض الناس أن يقول إنها كانت ربة منزل، وهذا الوصف لم يكن صحيحا، فقد ولجت سارا العمل العام وهي دارسة أولا وموظفة ثم معلمة، ثم تفرغت للعمل العام بشكل تام، ولم يكن حضورها داخل المنزل حضور كم فقد كانت دائبة التحرك خارجه ولكنه كان حضور كيف، ولم تكن ربة منزل وجدت طريقها سالكا للسياسة عبر زوجها كما توحي هذه الفكرة، بل كانت مشغولة بالعمل العام كهم أساسي وتهتم بالأمور المنزلية بشكل تلقائي هو جزء من شخصيتها الناشدة للكمال والجمال.
    تفتق عطاء سارا منذ صباها وشبابها الباكر، فكانت ملاك الرحمة الذي يرفرف على المرضى في الأسرة بالعناية والمتابعة والسهر، قال لها طبيبها إن علة الظهر التي كانت تعاني منها آخر أيامها سببها تعرضها لانزلاق في سن باكرة، قالت: كل أهلي الكبار كنت أمارضهم حين يمرضون وأقلبهم ذات اليمين وذات الشمال حتى لا تحدث لهم قرحة السرير، وأحملهم وأسوقهم في عجزهم. وكانت أعمالها وتميزها وإشرافها على جدتها السيدة خديجة وعلى ترتيب الحوش وغيره يدرون عليها العطاء من الإمام عبد الرحمن ووالدها وخالها فأوقف كل منهم لها راتبا، وكانت تنفق تلك الأموال على المساكين والمحتاجين، وتشتري الأقمشة وتخيط بنفسها ألبسة للفقراء والأطفال في حوش المهدي في الأعياد والمناسبات وقبل حلول الشتاء، وكان يعاونها في أعمالها مستخدمة من الحبشة اسمها (ألقة) وصبي سوداني يطلقون عليه اسم (علي سارة) تستأجرهم من حر مالها وهي فتاة لم تتزوج بعد!. لذلك لم يكن شعر الدكتور عبد الماجد (رحيل المرأة النخلة) إلا من باب أعذب الشعر أصدقه كما قال الدكتور زكي نجيب محمود في كتابه (مع الشعراء) مستنكرا المقولة القديمة: أعذب الشعر أكذبه.. قال عمر:
    قد كنت للفقراء أما
    والمساكين الرفيق
    كالدوحة الفرعاء
    موئل كل عصفور طليق
    أما قصة العصافير الطليقة، فقد انخرطت سارا باكرا في العمل العام عبر رابطة الأسرة التي زاملت فيها ابن خالها الصادق وكانوا يعملون في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية بحثا عن حرية البلاد واستقلالها، قال الصادق: لقد ظلمت سارا لأنها لم تنخرط في العمل العام لأنها زوجتي كما يظن الناس بل لقد تزوجتها لأنها كانت كذلك أصلا. قال الأستاذ عمر العمر: هل كان مطلوباً أن يتعرّض الإمام لكل هذا الفقد الفادح والجلل من أجل أن ينتزع براءته؟!يا للهول كم كُنّا قساة جلادين!
    وعملت في اللجنة التنفيذية لجمعية نهضة المرأة التي كانت ترأسها السيدة رحمة عبد الله والدة الصادق التي صارت نسيبتها فيما بعد، والتي جمعتها بها محبة لا محدودة وغير معهودة في العلاقات الشبيهة. كم شهدنا جلسات تجمعهما كأنما جمعت صفاء الدنيا وبهجتها. العلوم الأصيلة والمعرفة التي لم تقيّد بعد والتي تخرج كالسنا عن النجوم، والطرفات التي لا تنقطع، والظرف الذي لا يمتنع، والضحكات التي كأنما ترن داخل الأفئدة يتناغمان بها وتعب منها الأرواح وتحدق فيها الحدقات. جلسات انقطعت وذهب نصفها منذ ربع قرن ولا زالت في الوجدان ترن، وذهب الآن النصف الآخر فكأنما انقلب على الروح ظهر المجن!.
    نواصل غدا بإذن الله، وليبق ما بيننا




    خواطر قلب ذبحه الرحيل
    متفرّقات حول سارا الفاضل (2-2)
    رباح الصادق
    تحدثنا أمس عن بدايات سارا في الإحسان والريادة والعمل العام، وتحدث كثيرون عن دورها الوطني، وما زال ما وصفوه أقل مما يطفو من جبل الجليد وجبل الجليد يطفو ثلثه ويظل ثلثاه مغمورين تحت الماء: كم سجنت كم نفيت كم عملت في منظمات المجتمع المدني وفي مجالس الجامعات، وفي العمل السياسي الحزبي، وفي العمل الإنساني والإغاثي، وفي العمل النسوي. كم ابتكرت كم جدّدت كم أحسنت... إلخ.
    وكنت أحثها كثيراً على أن تدوّن ما قامت به من جلائل الأعمال لأنني أظن أنها ظلمت وغمطت حقوقها وبخّست أشياؤها، فقد بذلت ما ملكت يداها للوطن، ولكني لاحظت زهدها في ترديد أعمالها كأنما مستغنية عن علو الذكر في الدنيا مع أن من العمل الذي لا ينقطع بعد الرحيل الجسدي العلم الذي ينفع، وكذلك السنة الحسنة التي يتبعها الناس ولن يعرفها أحد لو لم تدوّن ويدوي ذكرها. وقلت لها يا أمي اتركي ما يصيبك من فخر وعايني لما يصيبنا من عزاء! لقد حرمنا منك في أحلك ظروفنا في الطفولة والمراهقة قضيتها ما بين السجون والمنافي، حيث لا شيء يعدل حضناً كحضنك وقرباً كقربك، ولو سجلت ما قمت به لكان لنا في ذلك عزاء أننا لم ندفع تلك الضرائب الباهظة سدى! وذلك برغم ما قامت به أمنا عرجون (مريم أحمد بشارة عبد العزيز)، حيث كانت تسهر علينا وتتابع أحوالنا وكنا نسميها أمنا الحقيقية، حتى علمنا أن سارا كانت أماً حقيقية أيضاً ليس لنا فحسب بل لبلاد بطولها وعرضها!
    وفي العام 2003 بدأت أسجل من سارا بعض الذكريات، ولكن ذلك المجهود وإن غطى أكثر الفترات صعوبة على التاريخ إلا أنه لم يتصل. ثم احتفيت كثيراً مؤخراً بورقة قدمتها في دورة الرباط الاستراتيجي التي أقامتها دائرة التنمية البشرية لحزب الأمة، وذلك قبل نحو أسبوع من رحيلها، سجلت فيها جانباً من عطائها داخل حزب الأمة. وكنت تراها ملتصقة بالمكتب تدوّن وتراجع، وأجلس أحياناً إلى جوارها أسألها عن تفاصيل ما تكتب وأدوّن أطراف خيوط لأجذب بها مستقبلاً المزيد. ولكن الله فعالٌ لما يريد.
    لم تدوّن سارا الفاضل أكثر ما قامت به، وذهبت خلسة فالحمد لله. قال الإمام الصادق وهو يذكّر فالذكرى تنفع المؤمنين: إذا لم تواصلي، وكل أبنائها بالروح والجسد، إذا لم يواصلوا المشوار بعدها ولو انهزمت للحزن ورغَّبتِ نفسك بالبكاء ترغب (فالنفس راغبة إذا رغبتها وإذا ترد إلى قليل تقنع!) وتكون سارا حينها قد فشلت ويكون رأس المال العظيم الذي تركته مذرياً للرياح! تذكري كيف كانت تجلد في مواجهة الأهوال والصعاب وقد مرّت بما مررت به. أقول: لقد مات والداها وهي بارة بهم وهي عينهم التي بها ينظرون ويدهم التي بها يفعلون ورجلهم التي بها يمشون، وذهبت هي وأنا أحدّث نفسي بالبر! وهي العقل الذي له نسمع، واليد التي بها نصنع، وهي عيني التي أرى بها وقلبي الذي أحس به لكأنما استمد من روحها طعم الأشياء! وأذكر أنها قالت لي يوماً كلاماً سمعته لعلها من خالتها رحمة أن الأم هي عين الرحمة التي ينظر الله بها لعبده فإن مات انفقأت، ونراها أماً ممتدة مساحات أمومتها وقد قال ابن أختها المفجوع القادم من كندا إنه في بلاده البعيدة كان يحس بغطائها عليه، ولعل ذلك مصداقاً للقول إن الأم هي عين الرحمة الإلهية، فالحمد لله. لأن سارا لم تكن محصورة في عدد محدود من الأولاد والبنات بل في بلاد ممتدة، وكانت أسرتها الممتدة تعتبرها عميدة وملاذاً، وقد تنادى أبناء أخوتها وبناتهن وأختها لوداعها الآن من قارات الدنيا المختلفة، وكذلك أبناء الروح جاءوا من الرياض وجدة ومسقط وغيرها من المدن الخارجية أما داخل السودان فإن الوفود ليس لها حصر. وأقيم لها عزاء في كل قارات الدنيا ودولها في أمريكا وفي أوربا وفي أفريقيا وفي آسيا وفي استراليا، وفي كل مدن السودان. لذلك نقول إن العزاء أن أحبابها بطول السودان وعرضه، ومحبتها بعرض السموات والأرض، وأن كل ذلك يصب دعاء صالحاً لها ورحمة ومغفرة بإذن الله.
    والحمد لله أن ربط على قلبنا فلم نقل سوى بحمده ولا حدنا عن ذكره وحففناها لحظة الرحيل وبعده بالقرآن وبالراتب وشيعناها بالتهليل وواريناها التراب قرب الأحبة أئمة الأنصار، ومن قاموا بجلائل الأعمال في القبة (العاجبة النظر). حفها من الآلاف الدعاء الصالح وشيّعتها القلوب المكلومة، ولأنها كانت تحب التميّز في كل شيء فقد أشار كثيرون لأن موقف تشييعها كان ولا شك مرضياً لها، ووداع الشعب السوداني لها والكلمات التي كتبت والمشاعر التي أسدلت عليها كانت فريدة ومميّزة ومتنوّعة وصادقة وحارة، وكان كل ذلك كرامة من رب العباد أكرمها بها، قال الشاعر عيشاب:
    ودعناك وداعاً بيه ترضى ويرضــــــــــــــــــــى
    وداعاً من قلوب المخلصين ما من قلوب المرضى
    وربنا يفرحك يوم النشور والعرضــــــــــــــــــــة
    ورحماته تنزل ليك دوام متطّــــــــــــــــــــــــــردة
    وقال الأستاذ الحاج وراق إنها إذا عاشت تسر، وإذا ناضلت تسر، وإذا ماتت تسر!، ذلك لأنها ماتت لردم الهوة بقوة! ومصداقاً لقوله فقد روى الحبيب آدم موسى سائق عربتها وآخر من كان معها إنها قالت له: والله يا آدم يا ولدي إن حالتي لا تسمح لي بالخروج لاجتماع لولا أن هذا الاجتماع مهم للغاية!! فتحمّلت ألمها وذهبت حتى لقيت ربها شهيدة الوطن..
    ومما قاله الناس عنها وأفاضوا سرورها وحبورها وصمودها، وما قيل ولم يكتب وجودها في كل الحواس (مثلما وجودها ما وراء الحواس الذي ذكرنا آنفاً) فكنت تسر لرؤيتها ولسماع حديثها وضحكتها، وللمسة كفها التي كانت تداوي بها المرضى وتطمئن بها المفزوع، كذلك كان عطرها الأخّاذ رابطاً بينها وبين أحبائها فكم من بكى مثلما بكى حضورها وسرورها رائحتها!! وأذكر أنني كنت حين سجنها ونحن أطفالاً في سبعينيات القرن العشرين أنتظر صرة ملابسها تأتي من السجن كل خميس لتغسل فأنحبس معها في غرفة أعب من ذلك العطر الغائب!
    وكان صبرها مضرباً للمثل، وحينما كان الأطباء يشاهدون نتائج التحاليل الخاصة بها في أمراضها المختلفة كانوا يتعجّبون من تماسكها البادي لكأنها لا تعاني شيئاً آخرهم طبيب العظام الذي حينما نظر لصورة الأشعة الخاصة بظهرها قال لها إن الناظر لهذه الصورة لن يصدق أن صاحبتها تمشي فهذه صورة شخص مشلول تماماً! ولم تكن تشكي الألم أو كان يوقفها عن أعمالها، قال الأستاذ المحبوب عبد السلام إنه تحدّث إلى طبيبها وتذكر قول المتنبي «إذا كانت النفوس عظاماً تعبت في مرادها الأجسام!».
    كذلك كان برها لصلة رحمها وسعيها لوصل القرابات الروحية وفي هذا الصدد جابت أفريقيا في نيجيريا والسنغال ومالي لوصل الأنصار هناك وعمل حلقة وصل بينهم وبين أنصار السودان.
    كان الشهر الأخير في الحياة الفانية لسارا التي تعيش حياة الخلود، كان مليئاً بالعطاء بصورة ملفتة، فقد ضغطت على آلامها ولعلها تجاوزتها وأماتتها عنوة فكانت كل يوم في حركة دؤوبة، وأمل متجدد، فهل كانت بإباء النسور وهي تحتضر كما قال الإمام مستشهداً بقول شاعر، أم كانت كغزالة المرحوم محمد عبد الحي التي أعقب برقها القتل؟:
    غزالة حلم زخرفي تهدّجـــــــــت إلى نبعها السحري في الليل تبتل
    فعالجها إذا أشرق البـــــدر صائد خفيف كنسم الريح ليس له نبل
    ولم أك أدري والشباب مطيّة إلى الجهل أن البرق يعقبه القتل
    والعزاء أنها ذهبت لدار الخلود وموازينها مثقلة بالعطاء والإحسان، وأنها بقيت أبداً روحاً ترفرف حولنا تدعو للجمال وللمحبّة وللصمود وللعطاء وللإحسان وللفضل وللكمال وللإتقان وللكرم وللشموخ وللإباء.. روح نحسها هي التي حجّرت أدمعنا وجففتها مع ذكر الله..
    والعزاء أنه حضرنا واتصل بنا وأبرق وكاتب كل حبيب من أصقاع الدنيا ومجاهل السودان، وقال: لم تكن أمكم وحدكم، كانت أم السودان، وقيل أم الأحرار، ونالت من الألقاب والأوسمة والنياشين المنثورة والمنظومة شعراً ما لم نحصره بعد! رثاها عدد من الشعراء والشاعرات على رأسهم الأستاذ سيد أحمد الحاردلو، والدكتور عمر عبد الماجد الذي قال:
    ولتهنئي بين الأصائل
    في مروج الضوء والكرم الإلهي الدفوق
    فلقد مددت لها الجسور
    وأنت بعدك في بدايات الطريق!
    اللهم لقد الجنة من باب الصابرين كما جاء بالحديث الشريف، وشهد الناس بتقواها فاحشرها في وفدهم يوم القيامة وقد قلت (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا). وشهدوا بأن موازينها مثقلة فاجعل عيشتها راضية كما قلت (فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ). وأغفر وارحم وتجاوز عما دون ذلك إنك أنت الله الأعز الكرم.. آمين.
    وفي الختام نعدك يا سارا ألا ننكسر وألا نهجر الجلد ولا ذكر الله ولا دعوتنا لك بالرحمة والإحسان الذي تستحقين وزيادة، وأن نعمل ما بوسعنا، إن شاء الله، لتعرف الأجيال القادمة من كانت سارا؟ ولماذا أحبها الناس غير مكريين، وجاءوها غير «حارين» لمائدة معاوية، ولماذا بكوها هكذا كأنها الوطن؟
                  

02-07-2010, 01:02 PM

اكرام الصادق الحسن
<aاكرام الصادق الحسن
تاريخ التسجيل: 12-13-2009
مجموع المشاركات: 992

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    لك التحية حبيبتي وصديقتي اسماء الحسيني

    اخت بلادي

    مازلتي تدهشينا بتوصلك الجميل وهمك العميق بالشان السوداني
    وايضا بالشان الاجتماعي السوداني لك كل الود
                  

02-07-2010, 01:18 PM

اكرام الصادق الحسن
<aاكرام الصادق الحسن
تاريخ التسجيل: 12-13-2009
مجموع المشاركات: 992

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: اكرام الصادق الحسن)

    Quote: ولايزال السيد الصادق قادرا على إثارة الدهشة فى كل المنابر والأوساط بحيوية أفكاره وأطروحاته ،كمالايزال حاملا لواء الديمقراطية يعتبرها خيار الشعب السودانى وأفضل خيار لشعوب المنطقة ،وهو يعتبر الإلتزام بها واجبا وطنيا ،لأنها السبيل الوحيد الذى يمكن شعوبنا من القيام بدورها كاملا ،ويحقق المصالحة بين هذه الشعوب والأنظمة العربية ،كما يمهد لوحدة شعوبنا بإرادة شعبية وليس وفقا لتدابير فوقية لاتسمن ولا تغنى .


    كما قال الحبيب /محمد عثمان ساتي
    (الي امام العالم )
    تبعتــــــــــك عن ود قديم عرفته وأعجبني المسعى فبايعت ثانيا
    وما كنت مغرورا ولا كنت غافلا ولكنني كنت الحصيف المثاليا
    أناصر خلي عـــن يقين بلا هوى واسمو به خلا خليلا وساميا
    أجــــــادله صدقا إذا صح عزمه ويشكو وأشكو له كل ما بيا
    أروح وأغــدو "للحبيب" ملازما فلا هو يسلوني ولا كنت ساليا
    كذا الصادق الصديق كان مجاهدا وما زال يغدو في البلاد مناديا
    ألا يا أيها الصحب الكرام تجمعوا ففي الصدر آمال عظام سماويه
    هلموا إلى نبع الغدير فأنهلوا لنبني صروح المجد جمعا أياديا
    ونمضي مع النور المشع حضارة منادين هيا كل شاد وشادية
    نروم المعالي وهي فينا ترومنا كلانا على ود وعهد مصافيا
    أضأنا الحنايا بالجهاد وبالتقى فلا الشمس تجفونا ولا النيل جافيا
    بذرنا بذور الخير في الناس كلهم فجاءت صفوف الخلق طرا هيا.. هيا


    ولك كل الحب والتقدير سيدي الامام وربنا يديم عليك العافيه
                  

02-07-2010, 02:59 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: اكرام الصادق الحسن)

    Quote: لك التحية حبيبتي وصديقتي اسماء الحسيني

    اخت بلادي

    مازلتي تدهشينا بتوصلك الجميل وهمك العميق بالشان السوداني
    وايضا بالشان الاجتماعي السوداني لك كل الود
                  

02-07-2010, 07:10 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    كما قال الحبيب /محمد عثمان ساتي
    (الي امام العالم )
    تبعتــــــــــك عن ود قديم عرفته وأعجبني المسعى فبايعت ثانيا
    وما كنت مغرورا ولا كنت غافلا ولكنني كنت الحصيف المثاليا
    أناصر خلي عـــن يقين بلا هوى واسمو به خلا خليلا وساميا
    أجــــــادله صدقا إذا صح عزمه ويشكو وأشكو له كل ما بيا
    أروح وأغــدو "للحبيب" ملازما فلا هو يسلوني ولا كنت ساليا
    كذا الصادق الصديق كان مجاهدا وما زال يغدو في البلاد مناديا
    ألا يا أيها الصحب الكرام تجمعوا ففي الصدر آمال عظام سماويه
    هلموا إلى نبع الغدير فأنهلوا لنبني صروح المجد جمعا أياديا
    ونمضي مع النور المشع حضارة منادين هيا كل شاد وشادية
    نروم المعالي وهي فينا ترومنا كلانا على ود وعهد مصافيا
    أضأنا الحنايا بالجهاد وبالتقى فلا الشمس تجفونا ولا النيل جافيا
    بذرنا بذور الخير في الناس كلهم فجاءت صفوف الخلق طرا هيا.. هيا


    ولك كل الحب والتقدير سيدي الامام وربنا يديم عليك العافيه
                  

02-07-2010, 07:40 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    في الذكرى الثانية للإم للراحلة المقيمة سارا الفاضل

    7/02/2010 | 03:12:23


    القي الإمام الصادق المهدي رئيس الحزب ليلة أمس السبت الموافق 6 فبراير 2010م وفي الذكرى الثانية للراحلة المقيمة الأم الرؤوم سارا الكل السيدة سارا الفاضل محمود كلمةً وفاءً وعرفاناً لها. وقد وقف الإمام فيها على المعاني السامية والخصال الكاملة السمحة التي يزيد التصاقها بالراحلة المقيمة عبر مرور الأيام والتي أصبحت بمثابة منارة في طريق السالكين من بعدها. فيما يلي نص الكلمة:


                  

02-07-2010, 08:27 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    القي الإمام الصادق المهدي رئيس الحزب ليلة أمس السبت الموافق 6 فبراير 2010م وفي الذكرى الثانية للراحلة المقيمة الأم الرؤوم سارا الكل السيدة سارا الفاضل محمود كلمةً وفاءً وعرفاناً لها. وقد وقف الإمام فيها على المعاني السامية والخصال الكاملة السمحة التي يزيد التصاقها بالراحلة المقيمة عبر مرور الأيام والتي أصبحت بمثابة منارة في طريق السالكين من بعدها. فيما يلي نص الكلمة:









    بسم الله الرحمن الرحيم

    6 فبراير 2010م



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه

    أخواني وأخواتي أبنائي وبناتي

    السلام عليكم جميعاً مع حفظ الألقاب والمقامات السامية وأشكر لجامعة الأحفاد ذلك الصرح التعليمي والاجتماعي السامق كما أشكر مركز سالمة لدراسات ومصادر المرأة المثابر على نشر كتابات النساء السودانيات، على تعاونهما مع أسرتنا في تنظيم هذه الذكرى.

    الذكرى نوع من الزيارة:

    اذكرونا مثل ذكرانا لكم

    ربّ ذكرى قرّبت من نزحا

    المسائل الحسية تتقادم ولكن المعنوية مع الوقت تتعاظم. لذلك من الناحية الحسية الحدث مهما كان عظيما يتناقص مع الزمن.

    كل ما لم يكن من صعب علي الأنفس

    سهل فيها إذا هو كانا!

    أما المعنويات فالبعد يدنيها فعظمة الرسالة المحمدية تزيد مع الأيام ومع بعد المكان فبعد 15 قرنا تشتد الحماسة لها وفي مناطق هي الأبعد من جزيرة العرب فالعروق النابضة اليوم في جسم أمتنا في غير البلاد العربية. كذلك سارا، وفي يومنا هذا الحضور المادي يتقادم أما المعنوي فيتعاظم: وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر. الحضور المعنوي يطل برأسه في كل مناسبة على نحو ما قال الشاعر في كليب:

    نبئت أن النار بعدك أوقدت

    واستب بعدك يا كليب المجلس

    وتحدثوا في أمر كل عظيمة

    لو كنت حاضر أمرهم لم ينبسوا

    يطل برأسه لدى كل سلوك مشابه على نحو ما قال نجم الدين:

    إن غيبت عني فلي بصر

    يرى محاسنها في كل إنسان

    بل في المعنويات الغياب يحث على الاستحضار على نحو ما قال ابن الفارض:

    أدر ذكر من أهوى ولو بملام

    فإن أحاديث الحبيب مدامي

    ما هي المعاني التي يزيد التصاقها بذكرى سارا مع الأيام وأذكرها معها؟

    أولها: قال النبي (ص): " إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".

    كانت الحبيبة معطونة بالإتقان إذا تعبّدت أو لبست أو طبخت أو وصلت رحمها، أو تحدثت أو كتبت أو حضّرت مجلساً أو فرشت سريرا كانت في كل ما تأتي رسولة إتقان.

    ثانيها: اطلعت على دراسات تظهر أن كثيرا من النساء ينجحن في الحياة العامة الأكاديمية أو الإدارية أو السياسية على حساب الأمومة. وأطالع هذه الأيام كتابا بعنوان: موت الغرب بقلم باتريك بوكانان جاء فيه: كل الجماعات السكانية الغربية صارت تتناقص مع الزمن لأن الأسر الغربية لا تتوالد بالنسبة الضرورية للاحتفاظ بأعدادها السكانية ومن أهم أسباب هذه الظاهرة ضعف التوالد لأن النساء وقد صرن ركيزة أساسية لسوق العمل قللن من التوالد وإن ولدن طمسن واجبات الأمومة. واستشهد بمقال السيدة الينور ملز إذ قالت: "الحقيقة أن أمثالي من النساء – شابات طموحات وبصحة جيدة انصرفن عن الولادة وصار همهن في أمرين: جمال المظهر وجمع المال".

    أما الفقيدة فقد كانت من أنشط العاملين في الحياة العامة وفي التوالد والأمومة. كانت مثلا حيا للجميع بين عالمين يتناقضان في كثير من الأحيان.

    وهناك نساء كثيرات يترجمن الحرص على المساواة تشبها بالرجال في طريقة كلامهم وفي مشيتهم فيهزمن الأنوثة وهي قيمة بيولوجية ونفسية واجتماعية في حد ذاتها. ويسلمن بتفوق الرجل بتقليده.

    أما الفقيدة فقد كانت تنتصر لحق الأنوثة في الندية الإيمانية والإنسانية حقا لها مع اختلافها اختلافا تكامليا لا تفاضليا.

    كما أن بعض نسائنا في الشرق ينطلقن من هزيمة معنوية أمام الحضارة الغربية فيتطلعن لتحرير على سلم التغريب أو الفرنجة.

    الفقيدة تطلعت لتحرير نسوي بلا تقليد للرجل ولا للحضارة الغربية.

    ثالثها: الإقدام. كأنها تشعر بأن نظرة غالبية الرجال والمجتمع السائد للمرأة أن تنزوي في المجلس وأن تلوذ بالصمت على نحو ما قال الشاعر في نمير:

    ويُقضى الأمر أن غابت نمير

    ولا يستأمرون وهم حضور!

    لماذا هذا؟

    ولماذا يغيب مجتمعنا النساء من أهم المناسبات التي تخصهن من حضور عقد الزواج ومن حضور تشييع ودفن الأعزاء؟ مع أن هذه واجبات إيمانية واجتماعية مأجورة إسلاميا ومحمودة اجتماعياً.

    كثير من التقاليد تعامل المرأة باعتبارها عورة وناقصة.

    أستاذة جامعية إذا ذهب زملاؤها لتعزيتها في عزيز فقدته يفضل كثيرون ألا تستقبلهم. وإذا دعيت سيدة ذات دور أكاديمي أو إداري في المجتمع لتكريم اجتماعي يمنعها ذووها. وإذا انتدبت لعمل خارج البلاد وهي في أعلى سلم الوظائف تطالب بإذن والدها أو زوجها وإلا تمنع تأشيرة الخروج. النظرة الدونية للمرأة هي المسئولة عن الاستخفاف بها والبطش بها كما نرى هذه الأيام ما حدث لبناتنا سناء، وعايدة، وزينب وملاك من تشويه لا يجد العقاب الرادع ولذلك يستمر. وهنا أهنئ تقوى على براءتها فهي لم تقتل المعتدي بل أعدمته.

    هذه الأٍسباب جعلت الفقيدة .. تبادر بالرأي وتتصدر الحضور لتقوم بدورها ولتنتزع للمرأة مكانها كمواطنة وكإنسانة.

    إن تقاعس المؤمنات عن دورهن في مجتمع اليوم نتيجته إقدام المتشبهات بالحضارة الغربية. تراثنا الإسلامي منذ خديجة، وفاطمة، وعائشة رضي الله عنهن. وتراثنا السوداني منذ مهيرة، ورابحة، دليل على أن الإقدام ليس حكراً على المتشبهات بالرجال أو بالغرب.

    رابعها: الكرم كانت تسعد بالضيافة وتحرص على إكرام الضيوف. ومن جنس الحرص على إكرام الآخرين تحرص على بذل الهدايا ما استطاعت إلى ذلك سبيلا كأنها مكلفة بتوزيع السرور على الناس. إن للكرم قيمة إنسانية. وإسلامية كبرى لذلك أكرم النبي(ص) وفادة بنت حاتم الطائي وذكر والدها بالخير وقال "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وقال تعالي مشيرا لأهل الكتاب: (وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ)[1]

    خامسها: الإبداع. وما كانت تصنع لي من طواقي وشالات وصديررات ونعلات وما صنعت بالحديقة في منزلنا والقطية الرائعة كانت لوحات من فنها التشكيلي والبستاني وقد اقترحت لها يوماً أن تؤسس بيت أزياء وطنية تنافس بيوت الأزياء الأجنبية وتتفوق عليها. قلت لها يوماً لقد ساعدتني كثيراً في نقل الزى الوطني للرجال من حالته الراكدة على نمط القرون الماضية.

    صحيح الثوب السوداني تطور من ثوب الزراق والفردة إلى هذه الباقة من الثياب الزاهية الألوان لدرجة أنني أراهن من يجلس قريباً منى في المناسبات الاحتفالية أن يجد اثنتين من السيدات يلبسن ثوباً من لون واحد واستغرب كيف يستطعن تحقيق هذه الدرجة من التنوع. ولكن مازالت الفرصة واسعة للاستمرار في تطوير الزى النسوي السوداني لمنافسة التطور المستمر في الأزياء الأجنبية مع الاحتفاظ بالاحتشام. أما أزياء الرجال الوطنية فالحاجة فيها للتطوير أكثر إلحاحاً فأنت تجد الرجال عندما يلبسون الأزياء الإفرنجية يتأنقون بصورة ملفتة. أما العمة والجلابية والعباية فكلها دقة واحدة قديمة.

    (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ)[2]؟ وجاء في الأثر تصنعوا لنسائكم مثلما يتصنعن لكم. وفي السيرة أن بعض النساء طلبن الطلاق لأن مظهر أزواجهن قميئ. ذهبت سارا إلى بارئها ولكن سنة تطوير الزى الوطني باقية ومحتاجة لمن يواصل العطاء فيها.

    بعض الناس لا يعطى الإبداع حقه. الجمال من مقاصد الله في الكون مثل الكمال:(وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ)[3].

    الفن وسائر الجماليات ليس كمالياً بل تفتح آفاقا على نحو ما قال الهادي آدم:

    لك يا صاحب الروائع أيَّ

    تجعل الفن بالخلود جديرا

    وهو ذات المعني الذي عناه ابن الفارض:

    ولا تك باللاهي عن اللهو جملة

    فهزل الملاهي جد نفس مجدة

    فطيف خيال الظل يهدى إليك في

    كرى اللهو ما عنه الستائر شقت

    سادسها:النظافة: النظافة قيمة صحية فكافة مطالب الصحة الوقائية للإنسان وللبيئة متعلقة بالنظافة. والنظافة قيمة دينية فكافة فروض الطهارة في الإسلام إنما تقوم على النظافة لذلك جاء في الأثر النظافة من الإيمان والنظافة قيمة جمالية تسر الناظرين مثلما القذارة تؤذيهم.

    النظافة في البدن وفي الملبس وفي البيئة المحيطة بالإنسان وقد كانت الحبيبة الراحلة مسكونة بالنظافة. إن استعداد البدن الإنساني للتلوث والقذارة والعفونة يفوق الكائنات الأخرى من نبات وحيوان فإذا أهمل الإنسان نظافة بدنه أو ملبسه أو بيئته فإنه يفسح مائدة دسمة للميكروبات والفيروسات ولا أعفن من فم بن آدم إذا هو أهمل نظافته مرات في اليوم الواحد. وفي السيرة أن امرأة شكت لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب قائلة عن زوجها:

    ومنهن من تسقى بعذب مبرد

    نقاخ فتكلم عند ذلك قرت

    ومنهن من تسقى بأخضر؟ أجن

    أجاجٍ فلو لا رحمة الله فرت

    فقبل مرافعتها للطلاق:

    سابعها: قال النبي (ص)"الأرواح أجناد مجندة فما تآلف منها ائتلف وما تخالف منها اختلف" وقبل الزواج كقريبة وزميلة في الأنشطة الاجتماعية وبعد الزواج شعرت أن ما يربطنا تجسيد لآية هي أروع ما يصف العلاقة الزوجية. قال تعالي:(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)[4].

    الإيمان هو أساس العلاقة بالكون فمن خلا من الإيمان عقله وقلبه لن يرتاح له ضمير ولن تتحقق له طمأنينة (أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[5]. والمحبة هي أساس العلاقة بين الناس في الإطار العام على نحو ما قال أبو ماضي:

    إن نفساً لم يشرق الحب فيها

    هي نفس لم تدر ما معناها

    وهي أساس العلاقة في الإطار العائلي على نحو ما قال العباس:

    وما الخال إلا ما خلا لك وده

    ولا العم إلا من بإحسانه عما

    وأضفت:

    وما الزوج إلا نصفان بعد افتراق بينهما لما

    ختاما:

    أكرر الشكر لكل من أحيا هذه الذكرى العطرة.

    ألا رحم الله سارا في الخالدين وأحسن عزاء كافة أعزائها وجعل المعاني التي عاشتها في حياتها نبراساً تربوياً لأجيال بلادنا جيلاً بعد جيل والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته







    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] سورة آل عمران الآية (115)

    [2] سورة الأعراف الآية (32)

    [3] سورة النحل الآية (6)

    [4] سورة الأعراف الآية (189)

    [5] سورة الرعد الآية (28)


                  

02-07-2010, 08:56 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    حفظ الله سيدي الامام الصادق المهدي
                  

02-08-2010, 09:13 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    كانت الحبيبة معطونة بالإتقان إذا تعبّدت أو لبست أو طبخت أو وصلت رحمها، أو تحدثت أو كتبت أو حضّرت مجلساً أو فرشت سريرا كانت في كل ما تأتي رسولة إتقان.
                  

02-08-2010, 02:34 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    سابعها: قال النبي (ص)"الأرواح أجناد مجندة فما تآلف منها ائتلف وما تخالف منها اختلف" وقبل الزواج كقريبة وزميلة في الأنشطة الاجتماعية وبعد الزواج شعرت أن ما يربطنا تجسيد لآية هي أروع ما يصف العلاقة الزوجية. قال تعالي:(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)[4].
                  

02-09-2010, 02:10 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    شاعرة الامة لنا مهدي

    تمر السنون و تبقى تليدة
    كما السنديانة شموخاً عنيدة
    ونجري لفقدك نهر الدموع
    فكم بأيادي الأمان ضممتي
    وكم بعيون الحنان بسمتي
    وكم بالمزايا أضئت الشموع
    تذكرت يوماً تضوعين فينا
    مسكاً و عنبر
    وريحان أنضر
    تذكرتُ سارا تذكرت أكثر
    سطوع البنفسج زهر الربيع
    يسربل ثوب الوقار رزينا
    وينقش في الخالدين وفينا
    مكارم خلق و نبل رفيع
    فهل مر عام؟
    وهل فارقتنا حبيبة قلب
    كبيرة لب
    رفيقة درب
    وأم الكرام؟
    فهل فارقتنا الركيزة الدعامة؟
    وهل فارقتنا الأبية الغمامة؟
    وهل فارقتنا ضماد السلامة؟
    وأم الجميع؟
    فمن يمسح الرأس الكليل؟
    ومن بنداه يُبَلّ الخليل؟
    ومن يسند الصدر المُعَنّى؟
    ومن ذا يحيل القفار لجنة؟
    ومن في الخطوب يردد لحنا؟
    ومن يزرع الصبر الجميل؟
    تذكّرت سارا
    جِمالاً لشَيْل
    وعدْلاً لميْل
    وضوءً لليل
    وفجراً بديعاً
    وظَهراً منيعاً
    وإلهام أمة
    علوّاً لهمة
    مسحتُ دموعي
    أضاءت ربوعي
    بذكرى
    وفكرة
    فأم الكرام الجميلة الوفية
    لم تبرحينا..فلا زلت حية
    --------------------------
    لنا مهدي

                  

02-18-2010, 07:50 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيدة سارا الفاضل سيرة عظيمة ومسيرة مشرفة ... الفقد الكبير لحزب الامة القومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de