صحيفة الرأي العام تتحدث عن لقاء بين البشير ووساركوزي في الدوحة اليوم؟؟

Quote: الخميس4/2/2010 م باريس – الراية: في إطار احتفالية استثنائية جندت لها مختلف فعاليات قصر الإليزيه؛ حل سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد ضيفا على الرئيس نيكولا ساركوزي في الموعد الأول من أجندة زيارته الرسمية لفرنسا، والتي تستمرحتى الرابع من الشهر الجاري. حيث جمع الطرفان غذاء عمل استمر لساعة كاملة تناولا فيه مختلف قضايا الساعة، ومختلف الملفات محل الاهتمام المشترك. قبل أن ينهض الرئيس الفرنسي لتقليد سموه وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط أكبر؛ والذي يمثل أعلى الأوسمة الفرنسية. وقد وصف مصدر الإليزيه هذا اللقاء في حديث لـالراية بأنه سياسي بامتياز، والذي جسّد حوار الشركاء والحلفاء وحوار الصديق للصديق. حيث تجاوز بكل المعايير حدود التعاون أو الشراكة السياسية أو الاقتصادية التي قد تتوقف أمام مساعي تعزيز التعاون الثنائي وتكثيف المعاهدات أو العقود، ليلتحق بالأحرى بأفق الشراكة الاستراتيجية والتحالف التاريخي الذي يؤسس لقواعد نهائية للتكامل والتحالف الاستراتجي. وقد وصف مصدرالإليزيه في هذا الصدد الزيارة بالتاريخية، وفق ما تؤسّس له من آفاق مضافة للتعاون والشراكة التي يسعى بشأنها الرئيس ساركوزي، وبالقياس إلى الدور الذي يلعبه سمو ولي العهد الذي يشغل منصب نائب قائد القوات المسلحة القطرية، وهو دور مهم في كل المجالات الدفاعية والعسكرية . وأضاف: "فهو وفق مختلف مناصبه على أعلى هرم الدولة في قطر يلعب سموه دوراً على درجة من الأهمية في التقريب بين البلدين.". وقال: " هذه هي الزيارة الثانية لسمو ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لفرنسا، فقد سبق وأن التقى الرئيس نيكولا ساركوزي سمو ولي العهد في مارس 2004 في أول زيارة لسموه، بعد توليه منصب ولي العهد خارج قطر، وهذا دليل على مدى عمق العلاقة المميزة والاستثنائية بين البلدين. وسبق أن التقيا كذلك في إطار زيارة الدولة التي قام بها الرئيس نيكولا ساركوزى للدوحة، في يناير 2008، وهى الاولى لرئيس دولة فرنسي منذ عام 1996، لافتتاح ليسيه فولتير بالدوحة". وحول طبيعة الحوار الذي جمع سموه والرئيس الفرنسي ذكر مصدر الإليزيه لـ الراية:" لقد شدّد الرئيس نيكولا ساركوزي في هذا اللقاء على أن قطر هي شريك وحليف وصديق لفرنسا في المنطقة" وأضاف: " لقد انصب جهد الرئيس ساركوزي خلال الفترة الأخيرة باتجاه تعزيز الشراكة الفرنسية مع بلدان الخليج، خاصة مع قطر. وذلك ليس فقط بتعزيز التعاون الاقتصادي، بل أن يجعل من قطر والشركاء في منطقة الخليج حلفاء حقيقيين لفرنسا. وشركاء من الناحية الاقتصادية والاستراتجية والسياسية بحيث يتم خلق قطب لتحالف حقيقي في المنطقة في خدمة السلام ". وقال: " لقد تعرّض الطرفان لمختلف الملفات محل الاهتمام المشترك منها الملف اللبناني والجهود المشتركة بين قطر وفرنسا الذاهبة باتجاه المساعدة في حل الأزمة اللبنانية . كما تعرّضا لملف الأزمة في دافور. فكما هو معلوم أن كلاً من فرنسا وقطر تجهدان من أجل إيجاد مخرج لهذه الأزمة. وتبذل قطرفي هذه الآونة جهوداً كبيرة في اتجاه الوساطة وجمع الأطراف. نحن ندعم الوساطة القطرية تماماً ونحن نحاول أن ندفع الجميع من أجل أن يجلس الجميع للجلوس لطاولة الحوار. " وأضاف: "كما يجب ألا ننسى صيرورة ملف العلاقات مع سوريا والتقدم الهائل الذي حصل في هذا الاتجاه. وفق التزام سوريا بتعهداتها ، وتنفيذها لما وعدت به، بكل ما يمثله ذلك من إنجاز على درجة من الأهمية...". وفي الوقت الذي أسس فيه هذا اللقاء لفرصة مضافة للقيادتين للتباحث بشأن مختلف ملفات التعاون التي تربط بين البلدين، إلا أن محور الحوار قد دار بالأحرى، يواصل مصدر الإليزيه لـالراية، حول علاقات التعاون الثنائية بشكل عام، بحيث لم تحتل مسألة العقود على سبيل المثال قلب المحادثات. حيث إن ارادة الرئيس وإرادة ولي العهد انصبت على خوض حديث سياسي على أعلى المستويات، وفق ما يمكن أن نتصوّر تحققه بين الشركاء والحلفاء والأصدقاء. وأضاف: " لقد شدّد الرئيس ساركوزي على أن الشراكة التي تجمع بين فرنسا وقطر هي أبعد من حدود الشراكة الاقتصادية بل هي شراكة استراتيجية بالمعنى الحرف للكلمة". وأوضح: "ان فرنسا موجودة استراتجياً في المنطقة من خلال جملة المعاهدات العسكرية والاستراتجية مع دول المنطقة، ولكنها قد تعزّزت أكثر مع وجود القاعدة العسكرية الفرنسية في أبوظبي. فوفق ذلك صارت فرنسا موجودة عسكرياً إلى جانب حلفائها وشركائها في المنطقة. وعلى أتم الاستعداد للتدخل من أجل حماية أمن واستقرار المنطقة؛ هذا الاستقرار الذي هو جد أساسي لأمن واستقرار العالم." وأضاف مصدر الإليزيه لـالراية: " لقد شدّد الرئيس الفرنسي على المكانة التي تحتلها قطر في الحسابات الفرنسية، ليس فقط كشريك وحليف وضعت فرنسا معه اليد في اليد منذ فترة ليست بالقصيرة، ولكن أيضاً للدور الحداثي الذي يلعبه في المنطقة. فإن قطر أصبحت اليوم بؤرة للتطور، والاستقرار. وبالقياس إلى الدور الاستثنائي والفريد الذي ما فتئت تلعبه، والذي ما كان لغيرها أن يلعبه، في سياق الواسطة وتقريب المسافة بين الشرق والغرب". وقال: " إن الرئيس الفرنسي يعتبر أن أكبر تحدٍ كان يواجه القرن الواحد والعشرين هو تفادي هذا الصدام الانتحاري الذي كان يهدّد الشرق والغرب. وهو يعتبر في هذا السياق أن قطر تؤسس لجسر متين يربط بين العالم العربي والإسلامي والغرب." وحول ملف التعاون الثنائي في مجال الدفاع أكد مصدر الإليزيه لـالراية أن المباحثات لم تتطرق للعقود أو صفقات شراء الطائرات وخلافه.... بل إن الرئيس ساركوزي – وهذا يعكس الصورة التي يبحث الرئيس الفرنسي على أن تكون عليها العلاقات بين البلدين- شدّد على أن ما يجمع بين فرنسا وقطر في سياق الشراكة العسكرية ليست هي علاقة بيع وشراء أسلحة أو معدات عسكرية، بل هي علاقة شراكة استراتجية حقيقية. فالغرض ليس أن نبيع أسلحة ونشتري أسلحة بل إن نقوم معاً اليد في اليد بشراكة عسكرية تكون فيها فرنسا على أتم استعداد لتوفيرمعارفها التكنولوجية وخبراتها المتقدمة في هذا المجال لحليفتها قطر. فإن قطر تسعى دائما للحصول على أعلى مستوى للمعرفة والخبرة والتكنولوجيا، وفرنسا على أتم استعداد للالتزام بتوفير كل ما تحتاجه قطر في هذا الاتجاه. والعمل اليد في اليد من أجل التعاون المعني في كل المجالات، ومنها تبادل ونقل التجارب في البلدين لما فيه مصلحة الجميع . من ناحية أخرى يذكر مصدر الإليزيه أن الملف الإيراني قد احتل ركناً من هذه المحادثات، دون أن يكون هناك جديد في هذا السياق. حيث جدّد الرئيس ساركوزي تأكيده ضرورة أن تأخذ إيران العبر وتنفذ ما يطالب به المجتمع الدولى ومجلس الأمن والاستفادة من جملة المقترحات الواردة لتفكيك الأزمة. وان فرنسا كانت وما زالت على موقفها مع ضرورة إبقاء الأبواب مفتوحة امام الاتصالات والمباحثات، وهو الموقف الذي تشدّد بشأنه قطر، وذلك في انتظارأن يقتنع الإيرانيين بالوساطة الدولية، وقبول المقترحات ."فإن العقوبات ليست هي غاية في ذاتها، بل هي مجرد وسيلة ردع". وأضاف: "لقد شدّد الرئيس ساركوزي بهذا الصدد بأنه يجب على الجميع؛ كل حسب إمكاناته، أن يبذل ما في جهده من أجل تفادي الأزمة، وإقناع السلطات الأيرانية بقبول الوساطة الدولية." ونفى مصدر الإليزيه أن يكون سمو ولي العهد قد حمل أو نقل رسالة خطية من ايران رؤغم أنه قد يكون قد نقل وجهة النظر الإيرانية بالقياس إلى دخوله في حوار مباشر مع الأطراف الإيرانية قبل قدومه لباريس. وقال:" إن الحوار كان حوار تشاور بين حليفين وصديقين وشريكين وبالتالي فإن ما كان يتم هو في هذا السياق التشاوري". وعن الرمز الذي تحمله هذه الحفاوة الاستثنائية بزيارة سمو ولي العهد قال مصدر الإليزيه: " إن سموه يمثل أعلى رموز السلطة في قطر، ونحن نستقبله على اعلى مستوى للأهمية التي نعطيها لقطر ." وأضاف: "لا شك أن ثمة رمزاً باتجاه الاستمرارية لأن الصداقة التي نبنيها مع حلفائنا نطمح لأن تكون دائمة. والصداقة التي تجمع اليوم بين الزعيمين نيكولا ساركوزي وسمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني هي جد مهمة وعميقة، وكان الأمير اول رئيس عربي يزور الرئيس نيكولا ساركوزي بعد انتخابه رئيساً للجمهورية الفرنسية....ونحن نبحث عن استمرار هذه الشراكة أبعد من الأشخاص بكل تأكيد." وأضاف: " على أن ما يمكن التأكيد عليه أن هذا اللقاء الاستثنائي الذي جمع الرئيس نيكولا ساركوزي وسمو ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يتسجل في سياق الفلسفة السياسية والصفحة الجديدة التي يسعى الرئيس الفرنسي لفتحها مع منطقة الخليج اليوم، والتي تركز على تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والعسكري والاستراتيجي على المستوى نفسه والأهمية، والتأكيد على التشاور المستمر وتبادل وجهات النظر مع رموز المنطقة كحلفاء وشركاء ستراتيجيين."