|
Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
المقال نقلاً عن سودانايل.
Quote: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم .. الى عائشه ام ضنب !!! .. بقلم: محمد الحسن محمد عثمان السبت, 30 يناير 2010 19:59 كانت خرطوم الستينات والسبعينيات زينة المدائن .. جميله ونظيفه تسر الناظرين .. كان سكانها محدودين وحدودها معروفه والجمال يمتد حتى لاسماء الاحياء.... العمارات وحى الزهور وحى الصحافه... ولم تكن هناك احياء مثل حكومه دقست وقانون مافى.... وكان سكان كل حى يعرفون بعضهم بل وحتى سكان الاحياء المجاوره وبالرغم من انهم من قبائل مختلفه فقد صهرتهم الخرطوم واصبحوا كاسره واحده متعاضده متكاتفه لها كبارها ومضحكيها وحتى صعاليقها ........ المواصلات متوفره والشوارع معبده والمواطنيين يحبون ويتعاطفون مع بعضهم البعض والسواقه كانت ذوق وكان من الطبيعى ان تتوقف عربتان فى تقاطع وكل سائق يعزم على الآخر ان يتقدم اولا
كان التعليم الحكومى هو الاصل والفصول غير مزدحمه والتعليم مجانى والمعلم مؤهل ومؤتمن ويؤدى واجبه بالتزام وكنا لانعرف الدروس الخصوصيه وكانت درة التعليم وسنامه الجميله ومستحيله جامعة الخرطوم والتى يدخلها الطالب بالبوكسنق ولايدخلها لانه دباب فرقع دبابه (حسب افادات مدير الجامعه الاخيره) ولم تكن الجامعه مؤسسه تعليميه فقط وانما كانت مناره ثقافيه
كانت الندوات الادبيه تعقد فى منتديات العاصمه ويعطر اجواءها كلمات محجوب شريف و تاج السر الحسن وعثمان خالد
كانت المستشفيات فى العاصمه مؤهله واطباؤها مميزين ومخلصين والعلاج مجانى ولايسافر المرضى للخارج لطلب العلاج ولم تعرف الخرطوم المستوصفات والعلاج التجارى
كانت الخرطوم تعمل نهارا وبجد ونزاهه وتسهر ليلا على انغام مصطفى سيد احمد ووردى وكابلى مع البنت الحديقه والحنينه السكره وياهاجر
وكانت حدائق الخرطوم تتفتح فيها الازاهر وتفوح منها العطور وهى تحتضن قصص الحب البرىء لاتكدرها شرطه شعبيه او مجتمعيه او نظام عام فقد كانت الخرطوم آمنه ونظامها محفوظ قبل هذه المسميات... فالخرطوم كانت تبارك كل الاديان الاسلام والمسيحيه واليهوديه وحتى المجوسى يمارس طقوسه فى حريه ........ والخرطوم كما احتضنت كل الاديان كانت تحتضن وفى حنان كل الاجناس الامريكى والاوربى والاسيوى والافريقى يتمازجون فى مؤسساتها العلميه وفى اسواقها ويسهرون سويا فى النادى اليونانى والالمانى والامريكى والهندى وكانت صالة غردون جى.ام.اتش. تستقبل اعرق فرق الموسيقى الاوربيه لتنشر الطرب الراقى فى اجواء الخرطوم
والخرطوم استضاف مسرحها القومى فريد شوقى وفهد بلان وطربت بغناء مريم ماكيبا و الست ام كلثوم
وفى قاعة الصداقه سعدت الخرطوم بنزار قبانى وعبد الرحمن الابنودى
ولم تكن ايام الخرطوم كلها لهو وطرب...... فالخرطوم كانت مناضله وتاريخها حافل بالمواقف الوطنيه وكان رجالها ابطالا لايعرف الخوف طريقه الى قلوبهم اسقطوا نظامين عسكريين وسكبوا دماؤهم رخيصه من اجل الحريه والديمقراطيه وقفوا مع لوممبا وساندوا مانديللا واستقبلوا عبد الناصر بعد النكسه استقبال الابطال فكانت اللاءات الثلاثه واسسوا بموقفهم هذا للصمود ورد العدوان
وكانت الخرطوم مسالمه لم تتلوث يداها بكثرة جرائم القتل واغتصاب الاطفال .......... واذكر اننا احصينا جرائم القتل فى سنه من السنوات فى كل منطقة الثورات فكانت اربعه كلها ارتكبت فى منازل الخمور اى ان مرتكبيها كانوا فاقدى الوعى
اما خرطوم اليوم خرطوم الانقاذ فهى خرطوم اخرى خرطوم مشوهه ...خرطوم مسخ ...خرطوم شيطانيه .... ترتدى لبوس الرهبان وتفعل افعال الشياطين ...... خرطوم كسيحه متسخه تمتلى شوارعها بالعربات وحوادثها نهارا وبالرعب ليلا حيث تنتشر فيها عصابات ال(.........)ز التى تهاجم الحدائق العامه والاحياء فى تحالف مع حيوانات مفترسه مجهولة الهويه وقيل ان احدهم اتى بها لتزداد ملياراته وعندما فشل مشروعه كما فشل مشروعهم الحضارى اطلقها فى شوارع العاصمه لشىء فى نفسه ونفس يعقوب فعضت واكلت ومازالت تسرح وتمرح تنشر الخوف المطلوب
خرطوم اليوم تتطاول فى البنيان الحرام ورغم هذا الشغب العمرانى (كما اسماه منصور خالد) فان المئات من الاطفال ضحايا الحروب يعيشون فى المجارى وياكلون من النفايات ......... وخرطوم اليوم بلا قلب وبلا ضمير فالمئات من اطفالها الابرياء الغير شرعيين يلقون حتفهم فى مكبات النفايات وتاكلهم الكلاب ...ويالعار الخرطوم التى حجزت فى احدى مستوصفاتها جثمان القاضى العادل العالم صلاح حسن ورفض المستوصف دفن الجثمان الا بعد الدفع ولم يشفع للجثمان الطاهر ان اليوم جمعه والبنوك مقفله
خرطوم اليوم نضب فيها الابداع وجفت فيها منابع الشعر واصبحت تكشف مع اغنية القرد ...القرد ...والنبق .....النبق ..... وترقص على انغام راجل المراه حلو حلاه........... وانقطع سيل المبدعين عن زيارتها واصبح زوارها رجال غسيل الاموال
ترهلت الخرطوم واصبح لها كروش وشلاضيم وبلا حدود وتفوح منها رائحة الفساد النتنه ...... وغيرت حتى اسماء حدائقها فقد كانت 6ابريل وحديقة القرشى ... اسماء لها معانى واصبحت الآن حدائق (حبيبى مفلس) وحديقة (ابوى بشوفنى )
وغاب عن الخرطوم دورها السياسى .... الخرطوم التى هزت نظام نميرى عندما زاد السكر قرش صمتت فى لامبالاة عندما زيد السكر الف جنيه !!
لقد افتقدنا الخرطوم الجميله الرائعه الشجاعه التى كانت تخيف الحكام ونحن نعيش اليوم فى خرطوم تنام مبكرا خائفه مرتجفه من كلاب مفترسه ومن عاشه ام ضنب !!
محمد الحسن محمد عثمان
قاضى سابق
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! (Re: عبدالرحيم أبراهيم العبيد)
|
لافض الله فوك يا عبدالاله
ولا فض الله فاه صديقك مولانا محمد الحسن
فقد أجاد توصيف الحالة بقلمه السيال
ولقد كتب سابقا المقال الآتى :
ماذا دهانا !!/محمد الحسن محمد عثمان قاضى سابق Jul 8, 2008,
ماذا دهانا !!
غادرت السودان فى اكتوبر من عام 89 بعد ان اضطرتنى الظروف لذلك وكنت حزينا على فراق وطنى الذى عشت فيه اجمل ايام عمرى ...وبالرغم من ان وطنى من ناحية تقدم او خدمات لايرقى لمستوى البلد الذى ذهبت اليه ويعد من افقر بلاد العالم فقد كان يتميز بانسانه الجميل وتلك الصفات التى يتميز بها عن سائر خلق الله والذى لاينافسه فيها اى جنس آخر وقد خبرت التعامل مع كل اطياف البشر فى العالم شرقه وغربه شماله وجنوبه والذين جمعتهم معى تلك المدينه (العالم) نيويورك فقد كان انسان بلادى يتميز بالامانه والصدق والاخلاص مما جعل الطلب عليه عاليا لكل صاحب عمل فى الغربه وقد راينا فى السبعينات كيف كان الخليجيون يتوافدون لبلادنا جماعات ومعهم عقودات العمل طلبا للايدى العامله السودانيه بعد ان خبروا الرعيل الاول من المغتربين فوجدوهم يتميزون عن اقرانهم فى الدول الاخرى ....كنا طيبين وحنينين لايقابلك اجنبى فى اى مكان فى العالم تعامل مع سودانى حتى يخجل تواضعك بالحديث عن السودانيين وروعة التعامل معهم ...كنت لااصدق اننا متميزون حتى سافرت فى اول رحله لليونان فى السبعينات وكنا طلبه وفى مطار اثينا سالنا موظف المطار سودانيين فاجبنا بنعم فختم جوازاتنا وقال تفضلوا مرحبا بكم اما الآخرين من الدول العربيه فتم تفتيشهم وعندما اكملنا رحلتنا ونحن عائدين لم يكن تقديرنا لثمن التذكره من المدينه للمطار صحيحا فوقفنا محتارين امام شباك التذاكر فنزلت اجنبيه من البص وقالت هل انتم سودانيين؟ فقلنا نعم فقالت مامشكلتكم ؟ فصمتنا خجلا فحدثها التذكرجى فاكملت المبلغ وقالت لنا (انها سويديه وقد زاملت سودانى عرفت من خلاله انكم ارقى وانبل شعب فى العالم) ...وفى مصر التقيت بطالب سودانى حكى لى ان احد الاخوه المصريين قابله فى الطريق واصر ان يكرمه وفعلا قاده لمطعم حيث اكرمه غاية الكرم وحكى له خكايته مع السودانيين عندما كان مغتربا فى ليبيا ومرض مرضا شديد ا وطويلا وحمله بنى جلدته الذين كان يسكن معهم فى مرتبه ووضعوه فى الشارع فجاء جيرانه السودانيين وحملوه واسكنوه معهم وعالجوه حتى شفى فعزم على ان يكرم اى سودانى يقابله وجاء الى نيويورك جماعات من السودانيين هم الرعيل الاول فى الهجره الى امريكا وحملوا معهم نفس الاخلاق العاليه والقيم التى كنا تسود فى ذلك الحين وسرعان مااصبح بفضلهم العامل السودانى مرغوبا لدى اصحاب العمل حتى ان اليهود وهم كما هو معروف اكثر الناس حرصا على اموالهم اصبح السودانيين يحوذون على ثقتهم الكامله وسرعان ماتم تعيين الكثير من السودانيين مديريين لاعمال التجار اليهود والامريكان وتم تعيين السودانيات فى مهنة الكاشيروحكى لى احد الاخوان ان اليهوديه الثريه كانت تاتمنه على حسابها فى البنك فيقوم بالتحصيل والتوريد والسحب وعندما تسافر يدير الحسابات كامله وهى غائبه حتى تعود وكان احد الاخوان من مدينة كسلا مسئولا عن عقارات مليونير يهودى من تحصيل ايجارات وتوريدها والسحب لاعمال الصيانه وعندما غادر الاخ نهائيا للسودان تاثر المليونير كثيرا واصبخ يواصل ارسال مبالغ له فى السودان اما فى الوطن وفى ذلك الزمن الجميل كنا لانحس بالحسد ولم نعرف الحقد كانت النفوس صافيه وجميله وحدثنى احد التجار ان العاده كانت عندهم فى السوق عندما يفتح دكانه وياتيه زبون فى الصباح ويعقبه زبون آخر فانه يطلب من الزبون الثانى ان يذهب لجاره لانه لم يستفتح بعد وفى ذلك الزمن الذى ولى كانت الاخوه صادقه وكانت الجيره سند وكانت الزماله صداقه والصداقه اخوه والاخوه والقربه انصهار كامل ....كان المرتشى بيننا منبوذا ومعزولا ومطاطىء الراس فى خجل وكان الفاسد يفقد ثقة الناس .....كان العامل امينا ولايحتاج لمراقبه لانجاز عمله وانما رقيبه ضميره وكانت الضمائير حيه تتدفق حيويه تلوم وتعنف ...كانت الابتسامه تزين وجوهنا والشعور بالسعاده يظللنا ......... كنا نشتاق للسودان ونحن فيه ونحبه اكثر من انفسنا وحتى فى مظاهراتنا كانت هتافاتنا (سودانا فوق ........ سودانا فوق ) وكان فوق حقا وجئت لاقيم فى السودان الذى لم يفارقنى كل هذه السنيين صاحيا وحتى فى الاحلام ....وكنت احلم طوال غربتى بعودتى لذلك البلد الجميل الذى تركته ولذلك الشعب الطيب الذى فارقته ....... فوجدت سودانا غير الذى تركته واناسا غير الذين عرفتهم تلاشت قيما كثيرا واضمحلت عادات جميله وتوارت الطيبه وحب الخير للاخرين واينعت الانانيه وتفشى الحسد والحقد بحثت عن الصداقه فوجدتها قد اصبحت عدما وصارت الاخوه طمعا وحسدا وصارت الزماله زمالة المصالح المشتركه والجيره اصبحت حكايات من الماضى ....وانهار كل شىء جميل فى حياتنا ...تفشى الفساد والرشوه حتى عمت فئات ومهن لم نكن نتخيل ان الفساد يمكن ان يحوم حولها ...تلاشت الامانه والصدق والثقه بين الناس وتفشى الفساد بمعناه الواسع حتى اصبحت حقيقه احس ان هؤلاء الذين وجدتهم فى السودان ليس هم الشعب السودانى الذى تركته وان الانقاذ اتت ومعها شعب آخر من كوكب آخر حل محل الشعب السودانى فهؤلاء الذين اركب معهم فى المواصلات ليسوا هم الشعب السودانى والذين اتعامل معهم فى الاسواق اكيد انهم ليسوا شعبى فاخلاقهم ليست اخلاقه وتعاملهم غير تعامله حتى اقربائى ليسوا اقربائى ولا اصدقائى هم اصدقائى صحيح انهم يشبهونهم شكلا ولكن بعيدين عنهم مضمونا ....... هل ممكن يكون سودانيين هؤلاء الشباب الذين يحتالون على خالهم المغترب الذى رباهم فى 5مليون جنيه وخال مغترب ربى ابن اخته وعندما شب عن الطوق زوج له ابنته ومنحه منزلا وعندما عاد الخال وجد ان منزله الذى افنى فى بنائه سنين الغربه ان هذا المنزل ذو الثلاثه طوابق معروض للبيع وان الذى يريد ان يبيعه هو ابن اخته وزوج ابنته الذى احسن فيه ؟؟؟ وتتوالى القصص المحزنة ومغترب مريض مرضا خطيرا قرر أن يقضى جزء مما تبقى له من أيام في هذه الحياة مع أهله فى السودان وطلب من أخيه أن يحجز له غرفه في احدى المستشفيات وقال له الأخ ان الغرفه بمبلغ 160 الف فى اليوم وعندما جاء للمستشفى ارتابت زوجته فى المبلغ لانها تقيم فى السودان واتضح لها ان المبلغ 60 الف فى اليوم وليس 160 الف كما ذكر الاخ !!!! هل هؤلاء نحن الذين قال فينا اسماعيل حسن لو ماجيت من زى ديل وااسفاى ؟؟؟!! كان الواحد ياتمن جاره الذى تجاور قطعته منزله ويسلمه كل اوراق القطعه ليبنى له ويرسل له الاموال من الغربه وهو قد لايعرف كامل اسمه ومع ذلك ياتى ليستلم قطعته واوراقه....وحدثنى استاذ لابنتى انه فى الزمن الجميل اشترى عربه من زميله المغترب ولكن الزميل لظروف سافر بدون ان يستلم المبلغ فقام الاستاذ بشراء قطعة ارض بهذه الملايين الثلاثه(ثمن العربه) واتصل بزميله واخبره بانه عندما يعود سيتنازل عن القطعه لصالحه وقضى المغترب وقتا طويلا وعندما عاد بلغ ثمن القطعه 70 مليونا واوفى الاستاذ وتنازل عن القطعه لزميله اما فى هذا الزمن المكندك فقد احتال ابن على ابيه فى مبلغ 200مليون جنيه وتم الاحتيال عن طريق صديق الابن ياترى فى اى زمن نعيش نحن ؟ اما فى السوق فاصبح التجار يعلقون على جارهم التاجر الذى تم الاحتيال عليه وافلس (الفار دقس ) هل هذا الذى قتل صديقه منذ مرحلة الثانوى العالى (لايفرقهم الا النوم ) وقطع راسه وقسم لحمه كيمان وكل ذلك من اجل 8 مليون و3 كيلو ذهب وكان طوال فترة البحث عن القتيل يؤم اهل القتيل فى الصلاه !! هل هذا من بنى وطنى ؟؟!! ومن احفاد المك نمر والمهدى ومهيره بت عبود وعلى عبد اللطيف وود حبوبه ؟؟ وماذا عن هذا الذى صرح لصديقه وهو فرح بحصده ملايين الدولارات من شركات التامين لسقوط طائراته !! وماذا عن اولئك الذين اصبحوا يخلطون الخيش بالشرموط ليباع على اساس انه شرموط !! ان اخطر ماقامت به الانقاذ هو فصل الدين عن الاخلاق وغالبا ماتجد ابطال هذه المآسى يصلون الفرض تتبعه النوافل وعلامة الصلاة تعلو وجوههم والمسبحه لاتفارق اياديهم وان فارقتها فهى تتجه نحو اللحيه لتداعبها ففى عهد الانقاذ اصبح لاغضاضه بين المنكر والفساد والاحتيال ومداومة الحج وارتياد المساجد فهناك كثيرون اصبحوا يطبقوا مقولة كل شىء بدربه واننى اتفق مع الذين يعزون السبب للانقاذ ولكنى اتساءل لماذا لاارى الدهشه فى وجوه الناس او الاستنكار ؟ولماذا يتفادى الناس ان يسالوا انفسهم الى اين؟؟ وتتوالى الاسئله فهل تكفى هذه ال19 عاما من عمر الانقاذ لانهيار كل هذه القيم والمثل والاخلاق التى كنا نتميز بها ؟؟ وهل كانت هذه المثل والقيم هشه وغير اصيله لدرجة ان 19 عاما تمحوها عن الوجود؟؟وهل فارقنا الى الابد ذلك الشعب السودانى النادر بكل قيمه ومثله وتعامله الراقى ؟؟؟ ولماذا نعود نحن المغتربين لوطن قد ازيل عن الوجود ؟؟وماطعم الوطن وماطعم الحياه؟؟
محمد الحسن محمد عثمان قاضى سابق [email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! (Re: أبو ساندرا)
|
Quote: وسوف يكون هذا البوست وجبتي اليومية ، أحرص على مطالعته والمشاركة فيه بوست ضل في هجير المنبر العام الذي قلما تطالع فيه كتابة ذات فائدة حتى ولو بقصد المتعة والضحك المعافى ناهيك عن الأفكار والآراء والتثاقف
شكرآ يا مولانا عبدالإله زمراوي ولك التحية ولمولانا رفيقك |
هلا وغلا ابوساندرا...
هذا الظل هو ظلك العالي، فتلألأ على جبينه وقد جاء الوقتُ لكي نحكي بعضاً من ذكرياتٍ جميلة وحزينة، فيها الكثير من الرؤى الشخصية التي تشكلّت عبر هذه السنين....
ونعود..ز
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! (Re: حمزاوي)
|
كنّا شباباً ناهضاً، بدأنا العمل في عدة مكاتب محاماة ومن بعد تفرقنا أيدي سبأ، فمنا من إختار العمل في حقل القضاء الواقف ومنا من إختار العمل في النيابة العامة (وكان معظمنا غير ميال) لهذه الأخيرة ومنّا من إختار التنافس الشرس لولوج القضاء الجالس، واخترتُ لنفسي هذا التحدي، وأمامي كانت سيرة القضاة من أمثال المحجوب وأبيل ألير وعبد المجيد إمام وغيرهم تنير لي الدرب الشاق وتضعني في موقف التحدي الكبير.
أعلنت السلطة القضائية عن حوجتها لتعيين قضاة لتولي العمل كقضاة من الدرجة الثالثة وكانت البلاد تمور من أقصاها لأقصاها بإضرابات القضاة وقوانين سبتمبر 1983 والإجتماعات السرية التي كانت تُعقد في مكتبنا بالسوق العربي والإعتقالات التي طالت كثيراً من المحامين ومن بينهم سليمان دهب وإضرابات الطلاب ودخول النميري في تحدٍ صارخٍ للشعب وتخبطه الذي أودى به الى الهاوية فيما بعد (أبريل 1985).
في تلك الأجواء العاصفة، توكلتُ على الحي القيوم ودفعتُ بطلبي وحُدد لي موعدٌ (عند الساعة السادسة) مساءً لمقابلة اللجنة المشكلة من رئيس القضاء مولانا صلاح الدين شبيكة رئيسا وعضوية أبوقصيصة وزكي عبدالرحمن والقاضي الشرعي مولانا حنفي إبراهيم....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
عدتُ لمنزلي بناحية السجانة، ممنياً النفس بلقاء الأصدقاء وقلب الأمور على أوجهها والتنبوء بمآلات المعاينة التي تمت برئاسة الهيئة القضائية، هكذا كان إسمها قبل أن تُحوّل الى السلطة القضائية. كان جُل أصدقائي يحثونني على الإستعداد المبكر للعمل قاضياً وكنت اردد دائماٍ بأنني ما زلت غير مطمئن لسير المعاينة او ربما هنالك أُناسٌ لهم ظهورٌ كظهور الثور، يلجون من خلالها كل مرفق بفعل الواسطة تلك الأداة اللعينة التي أقعدت بألوطن في ظل الأنظمة الشمولية التي لا يستطيع أحد أن يلجم فسادها أو يعرّيها أو يحاكمها!
وفي صباح يومٍ أغر من صباحات الخرطوم، وجدت إسمي من ضمن الذين تم تعيينهم للعمل في السلطة القضائية وتم تغيير إسم الوظيفة من قاضٍ للدرجة الثالثة الى (عامل قضائي) حيث تم تغيير الهيكل القضائي إبّان تلك الهوجة لتناسب العهد الجديد (عهد قضاة الطوارىء والعدالة الناجزة)، تلك العدالة العرجاء الشمطاء التي قصمت ظهر القضاء في السودان,
تجولتُ مع أقراني في كل أقسام الشرطة بالعاصمة المثلثة وزرنا سجن كوبر ذلك السجن العجيب الذي ستأتيني اليه الأقدار مراراً فيما بعد، كان ذلك إبان إعدام الأستاذ محمود محمد طه، متخفياً مع مولانا الحسن ومن بعد لزيارة الموقوفين بعد إنتفاضة إبريل 1985 وكان من بينهم رجالات مايو وسدنتهم.
ونعود....
| |
|
|
|
|
|
|
|