|
|
 بيان من الدكتور عبد الله علي إبراهيم عن رفض المفوضية ترشيحه
|
تفاءلوا بالوطن تجدوه
عن رفض المفوضية لترشحي لرئاسة الجمهورية
تلقيت في ما بعد ظهر اليوم خطاباً من المفوضية القومية يرفض فيه ترشحي لرئاسة الجمهورية بالنظر لعدم استكمالي نيل تزكية الولايات الثماني عشرة المقررة. وقد قدم لي الخطاب السيد أبل إلير في مكتبه في جو أراد به الإعزاز. وشكرني لطلبي خدمة الوطن.
وفي ما يلي تعليقي على واقعة خروجي من مولد الرئاسة.
أرجو بهذ الكلمة أن أنقل لمن ناصروني بقوة في الترشيح لرئاسة الجمهورية الخبر غير السار عن هذا الترشيح. فقد تلقيت رسمياً من المفوضية ما يفيد أن طلبي الترشيح لم يستوفِ الشروط. وكان واضحاً لي منذ تقديم طلبي للمفوضية في يوم 27 الجاري أنه لم يستوفِ تلك الشروط. فبينما استكمَلت التزكية المطلوبة في (15) ولاية بجملة مزكين بلغت فوق الستة عشر ألف ناخب تعذَّر عليَّ الحصول على التزكية المقررة من (3) ولايات جنوبية. وكنت بين أمرين تجاه هذا الطلب الناقص. فكرت في الانسحاب المبكر خارج دائرة المفوضية. ولكنه لم يقع لي. فقد أردت للمفوضية والناس أن يروا ثمرة جهد فريقي الانتخابي المتفاني؛ حيث تيسَّر له بلوغ الناس. فأردت بتقديم طلبي لمفوضية الانتخابات، رغم نقصه، مواصلة احتجاجي على مطالب التزكية التعجيزية التي شكت منها حتى الأحزاب الراسخة؛ حتى طلبت تمديد أجل التقديم.
وددت لو كانت شروط الترشيح ومتطلباتها من ضمن ما اعترض عليه المرشحون غيري. ولكنهم قبلوها عن يد صاغرين. بل أخذوا "يتزابون" في معدلات تحقيقها وسط مظاهر شغبية. فقد سبق لي وحدي الاحتجاج للمفوضية على شرط "الفيش" للمرشح. وقلت لهم أن يحترمونا كرجال عمل عام ولا يتدنون بنا إلى مصاف الأشقياء من المزورين والمشبوهين. وأسعدني أنهم أسقطوا هذا الشرط. واحتججت على وجوب توقيع المزكي على الاستمارة المعدة. وقلت إنه شرط ما كان ينبغي وضعه في بلد تسوده أمية متفاقمة. فنصحوني بكتابة رقم تلفون المزكي أو أي رقم مناسب من حوله. فقد كان من رأيي أننا سنرتكب عاراً ما بعده عار إن سألنا الناخب المكرم أن "يبصم" كما رأيت بعض المرشحين يفعلون بمؤيديهم. وهذا بداية استحقار الناخب. كما احتججت على تأخير صدور استمارة التزكية حتى صنعت واحدة بنفسي بعد سؤال المفوضية عما يمكن أن تحتويه. وأردت بتقديم طلبي الناقص استمراري في هذا النهج النقدي لجعل النيابة عن الناس أمراً ميسوراً لا تتربص به الدولة بالاستحالات والجبايات. لن تكون هذه الانتخابات الأخيرة ولا ينبغي أن تكون سابقتها السيئة سنة فينا. فلا ينبغي أن تكون الديمقراطية سباقاً مجرداً على الكراسي يأكل فيه القوي الضعيف. كانت عقيدتي دائماً أن نحرص على أن تكون ممارستنا السياسة للديقراطية تربية ناقدة وشفافة حتى تجعل الديمقراطية فينا عادة. وهي التربية التي كانت نصب عيني وما تزال. وبغير ذلك تذهب الديمقراطية المرتجلة كما أتت في الدورة "الخبيثة" المعلومة.
تعودت كرجل مخضرم في العمل العام على التعامل مع خبر السوء. ولكن حزَّ في نفسي أن نقص مادة ترشيحي مما سيتأذى منها آخرون. إنني جد حزين لفريقي من الشباب المتفاني الذي لم يدخر وسعاً لجعل ترشيحي ممكناً. وكذلك لمن ناصروني فخرجوا يفدونني مالاً وقولاً. وكذلك كل حسني النية والظن ممن استقبلوا بشارتي الانتخابية بالحسنى. وستجمعنا طريق آخر لسؤدد السودان.
فلتدم أنت أيها الوطن
عبد الله علي إبراهيم
|
|
 
|
|
|
|
خالد أحمد بابكر
طلال عفيفي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست