كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
أعْـلق على صخرة الصبر شوقاً إليها .. مرثية أستاذ سعود ، حفيد الزبير باشا لزوجته الراحلة نادية
|
رحلت عنا قبل أكثر من ثلاثة أشهر تقريباً ، وتحديداً فجر الثلاثاء الموافق 6 أكتوبر 2009م ، أختنا العزيزة الشهيدة الراحلة نادية إلياس الزبير باشا ، بعد ثلاثة شهور من العذاب والضنك والألم مصحوبة بسبع عمليات جراحية في بطنها وذلك في مستشفى المواساة بالدمام لمحاولة إصلاح خطأ طبي ارتكبه أحد الأطباء في مستشفى المواساة – فرع القطيف !؟
رحلت نادية شهيدة .. فهنيئاً لها بذلك ، ولتسمو روحها إلى جنان الله وعليائه .. ولها تحج الأدعية وتهمي الرحمات .. عليها شآبيب الرحمة والمغفرة ، غاليتنا الراحلة نادية (أم دعاء) .
( ليمو )
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أعْـلق على صخرة الصبر شوقاً إليها .. مرثية أستاذ سعود ، حفيد الزبير باشا لزوجته الراحلة ناد (Re: abdulhalim altilib)
|
والآن .. وبعد أن هدأت عاصفة الأحزان قليلاً في دواخل أخينا العزيز الأستاذ سعود أسعد الزبير باشا على رحيل صنو روحه ورفيقة دربه .. نادية ، زوجته وحبيبته وأم بناته .. لجأ إلى القريض ودلف إلى واحة الشعر عله يستجم بها من وعثاء ألم الفراق .. وعذابات رحيلها المفاجئ .. ولأنها كانت تشاركه كل لحظة من لحظات حياته العملية في مجال التدريس ، وتحمل عنه أعباء المذاكرة مع بناتهم وتعاونه أحياناً كثيرة في كل ما يتعلق بالتدريس .. وتتبادل معه قراءة كتب الأدب والشعر وخلافها .. وهو المعلم الذي أفنى زهرة شبابه في التدريس والإدارة المدرسية.. لكل ذلك ، دفن أحزانه بين كتب الأدب والشعر يلتهمها التهاماً ، عله يتجاوز بها محنته الأليمة في فراقها المباغت .
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أعْـلق على صخرة الصبر شوقاً إليها .. مرثية أستاذ سعود ، حفيد الزبير باشا لزوجته الراحلة ناد (Re: abdulhalim altilib)
|
فهنا حفيد الزبير باشا ، أخونا أستاذ سعود ، وبعد صدمة الرحيل المباغت لزوجته نادية .. أفاق على عالم جديد وحقائق جديدة .. أفاق على بيتٍ غابت عنه نفس روحه وقلبه وعقله المدبر .. غابت عنه زينة النساء وأطيبهن روحاً ، وأرجحهن عقلاً ، وأقواهن شخصيةً .. غابت ست الدار ومدبرته ، والقائمة عليه .. رضي الله عنها وأرضاها .. وكان البيت في وجودها ناعم وسعيد حيث كانت تضم الجميع تحت جناحيها .. والآن أصبح يحس وكأن الدهر قد تجهم له ولبناته ، فلذات كبده وذلك بعد رحيلها .. وكأني به يستذكر أبيات عبدالرحمن صدقي وهو يخاطب زوجته الراحلة :
يا أخت ذي الرونق الموشى من عمري وعدل نفسي من الدنيا وأولادي قد ذقت بعدك يتماً حز في كبدي وذاقه في ربيع العمر أكبادي كنا على أيكة الدنيا ورفرفها نختال في نشوةٍ وإسعاد ..
و .. لذا جاءت مرثيته التالية وهي تصور حاله من بعدها .. بعد الرحيل ، حيث يتحسس دروب الهروب من الذكريات .. لأنه يكاد لا يصدق أن الوداع الأخير يكون أخيرا .. حتى بتنا نراه يتلفت يميناً ويسارا ويعلق على صخرة الصبر شوقاً إليها :
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أعْـلق على صخرة الصبر شوقاً إليها .. مرثية أستاذ سعود ، حفيد الزبير باشا لزوجته الراحلة ناد (Re: abdulhalim altilib)
|
وفي المبتدأ تقدمة من ناظم المرثية : الأستاذ سعود أسعد الزبير باشا رحمه :
ونعلم أن السعادة في النفس حساً .... شعوراً ونوقن أن مصير الذي يجمعون و ما يملكون وما يحملون ... وما يخبئون هباءٌ ... هباءٌ هباءٌ هو المال و المجد و العنفوان هباء ستذهب أحلامنا .. آمالنا .. بناتنا... أولادنا وأعمارنا هباءٌ ... هباءٌ ويخلد فينا شذى الراحلين فعنّا إلينا همو يرحلون تغلغل فينا ذاك الرحيل الذي يطول فنحن على أهبة الرحيل وقد نلتقي أو لا نلتقي ويبقى على هذه الأرض ما يستحق الحياة سعود أسعد
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أعْـلق على صخرة الصبر شوقاً إليها .. مرثية أستاذ سعود ، حفيد الزبير باشا لزوجته الراحلة ناد (Re: abdulhalim altilib)
|
مرثـيــة
إلى المقيمة الراحلة الزوجة الغالية / نادية إلياس الزبير باشا
في جنات الفردوس الأعلى عند مليكٍ مقتدر ،،
=============
كقنديل في هدأة الليل ..
أدماه سيف الظلام ..
و أرَّقـه سهرٌ لا ينام ..
فيذوي ويذوي ..
ويرسل أناته الصامتات ..
وتنطق عيناه ..
دمعاً .. دماء ..
ويصرخ من غير صوتٍ ..
يبوح بلا أحرفٍ من كلام ..
* * *
يجئ و يمضي بما هو أفصح ..
أوضح مما نظنُّ ..
فيحفر آثاره في النفوس ..
ويكتب أخباره في القلوب ..
فيبقى يدوم مدى رحلة العمر ..
حتى نقول وداعاً ..
فلم يرض إلا الخلود ..
إلا البقاء ..
إلا الدوام ..
* * *
ترى في ناظري شتات المنافي ..
وشوق المرافي ..
و أحلام تسهر ..
تسهر تجري وراء السراب ..
وأقرأ قصة عشقٍ قديم ..
أقلـِّـب كل سطور الكتاب ..
ولا أصدق أن الوداع الأخير يكون أخيراً ..
يكون وداعاً ..
و أغرق جوف بحور الظلام ..
* * *
نحاول نحن جميعا ..
تلمس درب الهروب من الذكريات ..
ونحسب أشياءنا ..
كلها ستصبح يوماً موات ..
و لكننا حين نمضي سنمضي ..
و تخلد من بعدنا الذكريات ..
فهيهات .. هيهات .. تفني ..
هي الباقيات .. هي الباقيات ..
* * *
تلفت يميناً يساراً ..
أعلق على صخرة الصبر شوقاً إليها ..
إلى دوحةٍ من عطاء ..
ستورق من صخرة الصبر دوماً ..
غصون الوفاء ..
كما أورقت أمس طهر (الدعاء) ..
و شُّم (الإباء) ونيل (المرام)
و(نجوان) تشرق في ناظري (ابتهال)(1)
لتهمس في مسمع الكون ..
مقطوعةً من جميل الغناء .. * * *
(1) : ( دعاء – إباء – مرام – نجوان – ابتهال ) .. كريمات الفقيدة الراحلة نادية .
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
|