|
قصة زول اسمو صبرى - لكل مرشحى الرئاسة
|
مأساة حقيقية مؤلمة اسمه صبرى حضر الى السعودية اثر موت شقيقه الاكبر بحادث فى طريق تبوك حقل ولان شقيقه كان العائل للاسرة
التى مات ربها كان لزاما على صبرى ان يبداْ مشوار الاغتراب ليحافظ على تلك الاسرة التى تضم سبعة بنات0
استقبلنى فى حقل حين حضرت لها فى 92 ووقتها كان السودانين قلة فى هذه المنطقة-و من اول يوم شدتنى اليه بساطته و روحه المرحة كان بسيط الى درجة ومع ذلك كان يحب النكتة و يرويها
رغم داء الضغط الذى كان مصاب به كحال معظم المغتربين- استمرت حياته على هذا الحال حتى كان عام 2002 حيث اصيب بفشل كلوى قلب حياته راسا على عقب رفضت المستشفى له الغسيل بحجة انه اجنبى -ولا ادرى اى
عرف هذا واى انسانية هذه بل اى دين هذا الذى يمنع العلاج عن مريض بحجة انه اجنبى اخذوه لحم و رموه عضم0
وعاد الى اولاده مكسور الخاطر يحمل هموم الدنيا على راسه وكله امل ان يجد فى بلاده ما يخفف اّلامه و يحفظ كرامته
ويعيد انسانيته التى اهدرها عرب الاسلام
فى السودان بداْ الغسيل و كانت بداياته بالقروش قبل ان يكون مجانا اسما فقط حيث هناك حقن و محاليل لابد من شرائها
ولانه لا يعمل صرف كل مدخراته وهو فى هذا الحالة اذا بكليتة تتعفن اى قدر هذا كلية متعطلة وبعد كدا تتعفن-
ذهب الى المستوصف وكانت التكلفة العالية والتى لا يملك منها شىْ باعت زوجته كل ذهبها ودخل المستوصف اجرو له العملية ولكنهم لم يستخرجوا الكلية قالوا له العملية صعبة و الافضل تكون على حالها
تخيلو انسان به عضو متعفن ويقال له خليك كدة و ياريت ارجعوا له فلوسه -باع المنزل الذى ياْوى اطفاله وذهب الى
الاردن ليس ليزرع انما ليخرج هذه الكلى المتعفنه وهناك تمت عملية الازاله بنجاح وعاد الى السودان ليواصل الغسيل
يذهب مرتين من الحاج يوسف الى الخرطوم ليغسل واستمر على هذا الحال سنين فى مرة من المرات وهو راكب الركشة لتوصله
الى الظلط انقلبت الركشة وانكسرت الركبة و لان علاجها يحتاج الى سبعة مليون تركها و عوضا عنها استعان بعكازه و بكتف
زوجته احسان ليصاب بعدها بغضروف وايه يعنى القضروف انسى
ومضت حياته على هذا المنوال له طفلين و زوجة اخذو يتنقلون كل فترة من غرفة الى غرفة
ومن راكوبة الى راكوبة كيف عايشين لا اعرف ( الله كريم ) زرته واخى آخر مرة وقال لنا اول الشهر راحل هناك
جنب المقابر حتى لا اتعبهم حين ياتى موعد الرحول0
هاتفنى امس يساْل و يستفسر عن صحة احد الاخوان والاصدقاء ويساْلنى ان ادعو انا واخوانى فى الغربة الله ان يشفى ذاك الصديق
يا سبحان الله انسان ليس به عضو فى جسمه معافى و بعد هذا يساْل عن الناس ويدعو الله ان يشفيهم
اليوم وبعد صلاة العصر جرس الجوال يضرب المتصل صبرى وانا مع زحمة الشغل ارد ايوة يا صبرى مافى جديد ساتصل
بك فى المساء --ياعم كمال انا عوض صبرى الوالد اتوفى
بتقول شنو؟ شرب ماء كثير وجاهو ضيق نفس شلناه عشان نوديه المستشفى مات قبل ان يصل لا حول و لا قوة الا بالله---
لك الله يا عوض ابن الخامسة عشر لك الله يا احسان ايتهاالمراْة الصالحة الفاضلة الصابرة الصائمة
مات صبرى فى بلاد المسلمين دون ان يتحصل على شىء من ديوان الذكاة وكيف يتحصل وهو الذى لا يعرف احد ليتوسط
له وفشلت انا فى التوسط له عند ذلك الثرى والذى يقال انه ذو ايادى بيضاء على المحتاجين فشلت رغم ان قريبى
له كلمة عند ذاك الرجل سنوات وانا استجدى لم تنفع فيها تلفونات و لا زيارات ويبدو ان فى بلدى حتى الاحسان له ناس معينين يوجه لهم مات صبرى ونال من احسان زوجته افضل الاحسان
مات ليجعلنى ابكى عليه وابكى على حال كل مغترب بل وابكى اكثر على وطن اسمه السودان يستعبد ابناءه فى الغربة
و يطردوا فى نهاية المطاف ليموتو فيه مرضا وجوعا و اهمالا مات صبرى قبل ان يدخل المستشفى حتى لا تحجز جثته
حين يعجز ولده عن سداد رسوم المستشفى مثل ذاك القاضى الذى حجز المستوصف جثمانه لان ذويه لم يدفعوا الرسوم-
مات له الرحمة مات ليحرمنى من الرد على ام ليماء
و ليكتب مشاركته فى البوست المعنى بان سنوات غربته التى تعدت العشرين ضاعت سراب ولن يجنى منها اطفاله غير الذكرة الاليمة
و ليقول لنا اين السودان الذى تتحدثون عنه هل هو ذاك الوطن الذى يبيع فيه الانسان منزل اطفاله من اجل العلاج
هل هو ذاك الوطن الذى تصوم فيه الزوجة حتى توفر فيه لقمة لوديها؟؟ وحتى تصون النفس الاْمارة بالسوء ؟؟ ام هو البلد
الذى تصرف فيه الزكاة للعاملين عليها فقط و تحجز فيه الجثث من اجل سداد الرسوم ؟؟
مات صبرى ليجسد ماْساة مغترب ضاع فى الغربة وضاع اكثر فى وطنه
اللهم ارحمه رحمة واسعة و اسكنه فسيح جناتك
والطف بزوجته واولاده وكن عونا لهم يا ربى يا الله0000
(صبرى----احسان---عوض هل يا ترى تجسدت هذه الاسماء معانى
وحملت صفاتها و لماذا كانت اسماءهم هكذا)
كمال العجمى - السعودية
|
|
|
|
|
|