التاريخ الشخصي للغابة والصحراء مزكرات الشاعر محمد المكي ابراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 02:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-26-2010, 08:39 AM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التاريخ الشخصي للغابة والصحراء مزكرات الشاعر محمد المكي ابراهيم

    الاستاذ والاديب الدبلوماسي الشاعر محمد المكي ابراهيم انسان يآثرك بأدبه وتواضعه الجم، فهو علم من اعلام الفكر والادب والشعر فى السودان لقد بدا فى الفترة الاخيرة فى تدوين مزكراته فى مقالات فى صحيفة السوداني تحت عنوان التاريخ الشخصي للغابة والصحراء فرايت ان اشرك قراء واعضاء المنبر فى هذه المقالات والتى تنبع اهميتها من رجل عاش تلك الاحداث، بل وكان آحد صناعها ليحكي ويثرد ويفك طلاسم فترة دار فيها الكثير من الجدل، فالكثير من النقاد يؤرخ لها بأنها كانت البدايات الاولى لمناقشة مسألة الهوية السودانية أو ما يسمى بالسودانوية كما تطرق لها من قبل المرحوم حمزة الملك طمبل ومعاوية محمد نور والمرحوم الشاعر محمد المهدى المجذوب فى اشعاره.

    التاريخ الشخصى للغابة والصحراء (1-2)

    بقلم: محمد المكي ابراهيم

    أقدمت في العام1962 على خطوة غيرت تاريخ حياتي فقد حولتني من دارس قانون إلى مشتغل بالثقافة ومن قاض أو محام إلى دبلوماسي يقضي معظم أيام عمره في الغربة والاتصال بالعوالم الاجنبية. ففي ذلك العام صارحت عائلتي برغبتي في قضاء العطلة الصيفية في ألمانيا فتكرموا مشكورين وأمدوني بأربعين جنيهاً سودانياً من جنيهات تلك الأيام اشتريت منها تذكرة الباخرة من وادي حلفا إلى أسوان في مصر ثم تذكرة العبور من اسكندرية إلى أثينا. أما السفر من الخرطوم إلى حلفا قد تكلفت به جامعة الخرطوم باعتبار انه من حق الطالب ان ينال منها تصريحاً بالسفر على نفقتها في عطلته الصيفية إلى أي جهة بالسودان. وكل ذلك غيض من فيض من أفضال تلك الجامعة العريقة على طلابها فقد كانت تطعمنا وتسقينا وتتكفل بنظافة ملابسنا وترتيب غرفنا في السكن الجامعي هذا إلى جانب ما تختار لنا من جيد المناهج وأفاضل الاساتذة.
    في ابريل من ذلك العام بدأت العطلة الصيفية بعد أداء الامتحانات في مارس وظهور نتائجها التي نقلتني بنجاح إلى السنة الرابعة بكلية الحقوق وهي السنة قبل النهائية في كلية ذلك الزمان. وكان معنا في الرحلة خلق كثير على رأسهم الشاعر عبد المجيد عبد الرحمن «القاضي فالمحامي فيما بعد» الذي كان قائد فرقتنا فقد قام بنفس الرحلة في العام الماضي ولكنه كان يحلق في عامنا ذاك نحو سموات ابعد في اسكندنافيا. ومع ذلك فقد خرج عن مسار رحلته ليقودنا إلى هوهنشافتلرن من ضواحي ميونخ في ألمانيا الغربية ويقدمنا لرب العمل الذي قضينا الجزء الأكبر من الصيفية في خدمته.
    عبد المجيد شاعر مفطور له صوت إذاعي رنان وطريقة رائعة في الإلقاء ومحفوظ وافر متجدد من الشعر والنوادر والنكات ونسب رفيع يرتفع به إلى أحد أمراء المهدية الكبار. ولكنه كان يعيش تحت ظل قدر أسطوري مثل تلك الأقدار المكتوبة التي تسيطر على أبطال الميثولوجيا الإغريقية وتوجههم إلى المصير المحتوم. فقد كان مكتمل القناعة بأنه سيموت صغيراً أسوة بأخوته الذكور الذين سبقوه إلى ذلك المصير وتسللوا نحو الردى واحداً بعد الآخر. وقد عاش «أمجد بك» كما كنت أناديه تحت ظل ذلك القدر المقدور ومات في سن صغيرة نسبياً دون الستين وكنا قد تشتتنا حينها في المنافي والمهاجر ولم يبلغني خبر وفاته إلا مؤخراً فألف رحمة علي قلبه المعذب الشاعر وسيرته الجميلة العاطرة.
    قادنا عبد المجيد إلى وادي حلفا وركبنا باخرة الشلال إلى أسوان حيث شاهدنا التماثيل الفرعونية الضخمة وقد عملت فيها يد الحضارة بآلاتها ومفجراتها تمهيداً لنقلها إلى مأمن أمين قبل ان يغرقها السد العالي. ومن ثم أخذنا «المفتخر» إلى القاهرة وأوينا إلى فندق من رخيص فنادقها.
    وخرج بنا عبد المجيد في غزوات إلى جامعتها حيث شهدنا درساً في اللغة الانجليزية لأحد أساتذتها كان قد وفق إلى نطق الإنجليزية بطريقة الأمريكيين وكانت القاعة ممتلئة بطلاب جلسوا في النوافذ والأبواب جاءوا ليسمعوا أستاذهم يتحدث بنفس طريقة أبطال السيما الأمريكيين. وفي مقصف الجامعة التقينا بالشاعر سيد أحمد الحردلو لدقائق قصار. وفي إحدى الأمسيات أخذنا حسن أبو كدوك «إن لم تخني الذاكرة» إلى شقة واسعة تجمع فيها طلاب سودانيون ومصريون ليسمعوا سهرة الخميس لام كلثوم. وأعجبني فيهم إصغائهم اليقظ إلى كل ما تنشد الست ثم انطلاقهم جميعاً- كأنما استجابة لإشارة مايسترو غير مرئي- ليكرروا وراءها: إنما للصبر حدود.
    لم ننس ان نزور المتحف المصري وساحة التحرير وميدان الأوبرا ولم يكن الحريق قد أتى بعد على دارها أما باب الحديد وتمثال رمسيس العملاق فلم تكن بحاجة للزيارة إذ أن القطار أوصلنا إليها أول القدوم. وكان شارع عماد الدين في أواخر أيامه في ذلك الأوان ونساء مهزولات متشحات بالسواد ينادين علينا: يا أبوسمارة ويا أبو طويلة فنهرب منهن إلى داخل فندقنا.
    كانت القاهرة القديمة تلفظ أنفاسها تحت وطأة التعاليم الجديدة لثورة يوليو وكان الفرنسيون والبريطانيون قد غادروها بعد الأحداث الدامية في حرب بورسعيد قبل ست سنوات. وفي ذلك الوقت بالذات كان الدور قد جاء على الجالية اليونانية الفقيرة التي كان عليها ان تغادر مصر عائدة إلى وطنها القديم الذي نسيته أو كادت.
    وحين ركبنا الباخرة لتعبر بنا المتوسط كانت غالبية الركاب من ابناء أثينا الفقراء الذين لم يعرفوا لهم وطناً في الدنيا سوى مصر وبعضهم قد ولد فيها وأجاد لغتها وتعلق بثقافتها.
    في الجزء الأول من الرحلة كنت أسخر من المسافرين المصابين بدوار البحر مستغرباً كيف تجرى عليهم كل تلك البهدلة في حين أسلم منها انا الغرباوي الذي لم ير البحر ولم يركبه في حياته سوى تلك المرة. وقادني الاستكبار إلى عنبر للمسافرين كان موصد الأبواب لأرى أحوال من كانوا فيهه فإذا قبيلة كاملة من اليونانيين المصريين وقد انهمكوا جميعاً في إخراج ما في أجوافهم وعند ذلك شعرت بيد قوية تتعلق بأحشائي وتخرج منها ليس فقط عشاء الأمس وإفطار اليوم وإنما أيضاً لبن الأمومة الذي رضعته قبل نيف وعشرين عاماً. ومن تلك اللحظة إلى نهاية العبور المتوسطي كنت مريضاً وملقى على قفاي على سطح سفينة تتأرجح مع الأمواج تحت سماء مظلمة خالية من النجوم.
    كانت أثينا مدينة صغيرة هادئة مليئة بالمطاعم الصغيرة التي تسمح لك بالتسلل إلى مطبخها لتري بنفسك أنواع الطعام التي تقدمها وتختار منها ما يناسبك. وفي كل مكان كانوا يقدمون شراب الأوزو وفي بعض المقاهي كان صاحب المحل يقدم بنفسه رقصات اليونان الشعبية. وفي فندقنا كان فلاح من الشمال يعالج طفلته الصغيرة العذبة من مرض عضال وكان يأنس إلينا متحدثاً بخليط من اليونانية ولغة الإشارة وحين حانت لحظة الوداع بكى ومسح دموعه بأكمام جاكتته السوداء التي لم يكني يغيرها أبداً.
    كانت اليونان في ذلك الزمان بلدا صغيراً متخلفاً مكتظاً بالناس الذين يتحدثون العربية وكان موظف الفندق يستعين بالموسيقى العربية ليسهر الليل في حراسة الفندق وخدمة النزلاء وفيما بعد ذلك بسنوات كنت أعمل في إحدى سفاراتنا بشرق أوروبا وكان طلابنا القادمون عبر أثينا يشتكون من يونانيين يتحدثون العربية يتظاهرون بالرغبة في مساعدتهم في تغيير ما معهم من عملات ويجردونهم من كل النقود الصغيرة التي أعدوها لمواجهة المجهول. ولكن ذلك لم يكن يحدث حين نزلنا بلاد اليونان وفي تلك الأيام البريئة كان أقرب ما رأينا إلى الغش هو سائق التاكسي الذي طلبناه لمشوار من مشاويرنا السياحية فمضى في عكس الاتجاه المطلوب ليصل إلى قمة واحد من جبال المدينة السبعة «أو أكثر أو أقل» وهنالك أطفأ المحرك وتدحرج إلى السفح موفراً على نفسه الوقود ولم يكن يقصد إلى تكليفنا فوق طاقتنا بزيادة أميال العداد وإنما كان يتحايل على دنياه برشاقة وذكاء. أما الآن وقد استهلكتنا حروبنا على شعوبنا وبلغنا قاع التخلف فقد أصبح المصريون وغير المصريين يهاجرون إلى اليونان ويعملون في خدمتها فخورين بأنهم قد انضموا إلى قبيلة الهجرة والاغتراب.
    حين آن الرحيل من أثينا أخذنا قطار الشرق الأوروبي إلى ميونخ في ألمانيا الغربية «التي تحولت إلى ألمانيا بلا شرق أو غرب» مروراً بيوغسلافيا «أين هي اليوم» والنمسا. وكان ذلك سفراً مضنياً طويلاً تعلمنا فيه كيف يكون النوم في وضع الجلوس وذلك لم نألفه في «قطار الغرب» العتيد فما كان يطيب لنا النوم إلا في الوضع الأفقي بعد ان يفسح لنا قليلاً أو كثيرا أحد رفاقنا في «القمرة» أما الأوروبيون فقد عودونا أن نراهم مستغرقين في النوم وهم جلوس في الطائرات والقطارات ومترو الأنفاق وحتى في مقاعد الحمامات.
    في محطة ميونخ وهي نهاية مطافنا كانت قد بقيت معي سبعة وعشرون من الجنيهات السودانية صرفت بعضها في بنك الصرافة كان الجنيه بأحد عشر ماركا وأكثر. وربما كان ذلك هو الشئ الوحيد الذي أحسست أننا نتفوق فيه على الألمان ففي كل أنحاء المباراة الحضارية رحت اكتشف ان القوم قد سبقونا بمراحل عديدة ولكنني لم أفقد أبداً أمل اللحاق بهم. وهي روح كانت شائعة في الأدب السياسي الأوروبي الذي راح يبنى افتراضات شديدة التفاؤل عن افريقيا المستقلة وما تذخر به من إمكانات وما هي موعودة به من التقدم والرفاهية وقد عشت كل خيبات الأمل التي تلت وفي منتصف الستينيات قرأت كتاباً رائجاً عنوانه «PAFRIQUE EST MAL-PARTI» أفريقيا على البداية الخطأ. ولم تكن قراءة ذلك الكتاب سوى تأمين على نتيجة توصلت إليها بالحدس الشعري وعبرت عنها في قصائد كثيرة منها قصيدة «الشرف القديمة» والتي جاء فيها:
    أفريقيا الجرح الطويل، بذاءة فوق البحار
    أبد من الطرر القديمة قائح ألما وعار
    لن يعبر التاريخ lن أبوابك الحمراء
    يا أنشوطة النوم الذليل
    ويا ملاءات الغبار
    ولكن ذلك لم يمنعني من العودة لنفس الموضوع في قصيدة أمتي مفترضاً ان افريقيا هي التي تنهض وتترك بلادنا في العراء:
    أفريقيا نهضت لدقات الطبول
    تطهرت في نهرها القديس
    قدمت الذبائح والفداء
    وهنا بإحداث السهول تحك أمتنا عجيزتها وتلتحف الملاءة
    يا خوفها الملعون من مرآي الدم القاني
    يسيل على موائدها
    ويمنعها التضاحك والمواء؟
    ولقد ظل معي الهاجس الأفريقي طوال السنين في حياتي الفنية كما في حيات الدبلوماسية فرأيت تجارب أفريقية في التقدم والنمو أفضل مما أتيح للسودان بكثير مثل التجربة التنزانية علي عهد المعلمو نايريري وتجربة السنغال علي عهد الرئيس سنغور ورأيت تجارب أسوأ من السودان بكثير مثل تنزانيا بعد الرئيس نايريري وزائير على عهد موبوتو سيسي سيكو لكني لم أشهد ما هو أسوأ من غينيا على عهد سيكوتوري فقد وجدت مدينة كولونيالية وخطها الشيب ممنوع فيها التعاطي بالسياسة ومكروه فيها حيازة الورق وكل ما يتعلق بالطباعة خوف استخدامها لأغراض سياسية.
    وفي رحلة العودة -بعد عام ونصف من الإقامة في ألمانيا كتبت «الشرف القديمة» معارضاً قصيدتي السابقة مختتماً الرحلة عبر المتوسط بهذه الكلمات:
    هذي سواحلنا تطل
    لمرة أخرى أغادر دخنة الميناء
    يصمت نورس تبع السفين إلى هنا
    القارة الأخرى بها تاريخنا، ثاراتنا، أقدارنا
    ووعودنا للعام الرحب السعيد
    بحفنتين من العطاء
    حفنتان لا أكثر ولكن وا أسفاه لا زلنا نرى «العالم الرحب السعيد» يتبرع لنا من عام لعام بما يقيم أودنا من الأرز والذرة ليطعم لاجئينا ونازحينا ومشردي حروبنا الهمجية السخيفة.
    تميزت ألمانيا الستينيات بروح الندم والتكفير عن خطاياها في الحرب الأخيرة وانسياقها وراء الدعاية العنصرية التي جعلتها تحارب العالم اجمع وجعلتها تتصرف باحتقار نحو كل الأعراق والأجناس. ولم يكن ذلك تيارا فكرياً أو تنظيراً لدى مجموعات من المثقفين وإنما كان روحاً شعبياً عاماً وفي كل مطاعم ومقاهي ألمانيا لم تكن تعدم من يستأذن عليك ليقول لك ا نك مخلوق بشري مثله تماماً وأنه لا يفهم كيف كان عكس ذلك يقال لهم. وكان ذلك البوح البشري الدافئ يتكرر برتابة تدعو للضجر كما انه اقترن بدرجات من الثمل جعلتنا نستقبله بنوع من الفتور ثم بقدر من العداء وبالنتيجة استحدثنا لذلك النوع من الأماكن اسما هو «مقاهي الكمراد» لأن روادها يبدءون مواعظهم بقولهم أيها الرفيق الكمراد.
    ومع الزمن استبعدنا تلك الأماكن من نطاق تجوالنا
                  

01-26-2010, 08:42 AM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التاريخ الشخصي للغابة والصحراء مزكرات الشاعر محمد المكي ابراهيم (Re: Saifeldin Gibreel)

    التاريخ الشخصي للغابة والصحراء.. «2-2»

    بقلم: محمد المكي ابراهيم

    لقد تغيرت ألمانيا بعد ذلك كثيراً وتغير الناس فيها من النقيض إلى النقيض وصار ذوو الرؤوس الحليقة يحرقون مساكن المهاجرين الأتراك وأطفالهم ولم تعد هي نفس البلاد التي أحببناها ذات يوم.
    في ذلك المناخ الودود كان سؤال الهوية مطروحاً على الدوام وكان أناس لطيفون خرجوا من تحت أنقاض الحرب يريدون ان يعرفوا إذا كنت زنجياً من افريقيا أو عربياً من الشرق الأوسط وأخطاء كنت تستطيع ان تعلمهم رقصة أفريقية أو أغنية عربية. وحين تقول أنك عربي كان نفس الأشخاص الطيبون يصارحونك أن فكرهتم عن اشكال العرب كانت مغايرة تماماًم. وبالمقابل لم يكن يسيرا عليهم ان يفهموا ان أشخاصاً يتفاهمون بينهم بالعربية يمكن ان يكونوا عرباً تماماً مثل عبد الناصر وملك الأردن الشاب المحبوب. وكان كل ذلك جديراً بأن يفتح أذهاننا على غرابتنا وضعف انتماءاتنا العربية والأفريقية بذات الوقت. واقتضانا ذلك كثيراً من الحيرة والتفكير ليهتدي إلى حقيقة كوننا سودانيين وكوننا خلطة جميلة ومتفردة من أعراق عربية وأفريقية وأن تلك الخلطة ربما كانت هي المسئولة عن تفرد الشعب السوداني وذكاؤه وقدرته الفائقة على التعلق بالمثل العليا.
    -----
    إنني مصر على ان ذلك الاكتشاف أمر ممعن البساطة ولم يكن ب حاجة لعبقرية أو تحليل متعمق أو قراءات في أدب المستشرقين أو تأثر بهم وبين هلالين أقسم برأس أبي أنني لم أقرأ حتى اليوم ترمنجهام وذلك الآخر الذي روجت ألسنة السوء أننا قرأناه وتأثرنا به وأنا أعرف تماماً آن تلك الفرية مقحمة إقحاماً ليذكرنا مروجها أنه متمكن عظيم الباع وأنه ليس أقل من إدوارد سعيد مقدرة على نقد الاستشراق والمستشرقين وإظهار ما هم عليه من التفاهة وحقارة الشأن.
    لقد سجلت مراراً وتكراراً ان تسمية الغابة والصحراء من ابتكار الاستاذ النور وكنا قد أدرنا بيننا حوار حول تلك الشئون وكانت له أفكار سباقة عن التكوينية العرقية للسودان ولكننا لم نتطرق إلى تكوين مدرسة شعرية أو غير شعرية حول تلك المفاهيم ولم يدر ذلك ببالي إلا بعد عودتي من ألمانيا، بزمان فقد تركته هنالك وعدت في يوليو 3691م لألتحق بالجامعة من جديد والتقي فيها بمحمد عبد الحي ويوسف عيدابي ونؤسس معاً لاتجاه في الشعر السوداني ينطلق من تلك الأسس.
    في صباح أحد أيام اغسطس 3691م نقر باب غرفتي اثنان من الشباب راح أحدهما «يوسف عيدابي» يقدم نف سه ورفيقه:
    - نحن شاعران ونريد ان نتعرف بك ونقرأ لك. أنا يوسف عيدابي من كلية الحقوق وهذا صديق ي محمد عبد الحي وهو حالياً في كلية العلوم ويسعى في هجرها إلى كلية الآداب.
    كانا يتمتعان بوسامة هائلة وكان ليوسف أسلوب في الحديث يقطر براءة ومرحاً حقيقياً يحببه إلى القلوب. وكان محمد قليل الكلام يغوص في صمت متأمل وفيما بعد وجدت لديه انفجارات من المرح وقدرة على المعابثة ولكن ليس معي شخصياً فقد كان يعاملني بتوقير كبير وكانت علاقته ب ي شبيهة بعلاقتي مع النور الذي كنت أتتطلع إليه باحترام ونوع من التتلمذ في بداية تعارفنا. وقد دأبنا على لقاء بعضنا البعض وتخطيط مشاريعنا الثقافية معاً نحن الثلاثة ولكن سرعان ما انضم إلينا عدد كبير من أصدقاء يوسف ومحمد على رأسهم الشاعر علي عبد القيوم والمعماري الفنان صابر أبو عمر «له الرحمة» والبروفيسور طه أمير.
    تعرضت مجموعتنا لهزة قوية حين تركنا يوسف مغادراً السودان للدراسة بالخارج حيث بقى إلى أن نال درجة الدكتوراة وفي غيابه توثقت علاقتي بمحمد بشكل كبير. وفي واحد من إضرابات الجامعة اقفلوا الجامعة وطلبوا منا مغادرة الداخليات إلى حين أشعار آخر. وكان متوقعاً ان لا يستغرق ذلك طويل زمان فدعاني محمد للبقاء معه في بيت جدته «لها الرحمة والغفران» بدلاً من السفر إلى مدني «في حالته» والأبيض «في حالتي» ولقد تأخر ف تح الجامعة أكثر مما توقعنا وامتدت أقامتنا عند جدته المبرورة إلى قريب من الشهر وكان ذلك ال شهر هو الميلاد الحقيقي لتيار الغابة والصحراء فقد رويت لمحمد طرفاً من تجربتي الألمانية وأطلعته على الآثار الباقية لتلك التجربة فوجدت منه تجاوباً كبيراً إذ استطاع ان يرى بعين الشاعر عذابات الهوية وذلك قبل ان يخوض تجربة الهجرة ولقاء العملاق الأوروبي بخمس سنوات أو يزيد. وشرعنا في تعميق الفكرة وإضاءة جوانبها وأطلعت محمداً على بعض الفصول التي سجلتها من كتابي عن الفكر السوداني وهو محاولة لاستكشاف العناصر المكونة للثقافة السودانية في بدايات تخلقها في العصر الفونجي وإعادة ترتيب مراحل نشوء الفكر السوداني على ضوء التزامه بتلك العناصر الأصلية.
    كانت مراجعي تملأ حقيبة صغيرة حوت معظم ما نشر من التراث السوداني في ذلك الزمان وكانت معظم محتوياتها من دواوين الشعر وهو الأمر الذي عاتبني فيه كثيرون ممن لم يشهدوا ظروف التأليف والنشر وظنوا أنني منحاز للشعر كمرجع للتاريخ الثقافي غير دارين أن الكثير من الأعمال المطبوعة المتاحة حالياً لم تكن متاحة في ذلك الزمان وان ما يعتبرونه مأخذا كان في الحقيقة ضريبة لزمان التأليف. ففي ذلك الزمان لم يكن كتاب الطبقات قد حقق ونشر على يدي محققه الجليل «البروفيسور يوسف فضل» ولم يطبع من مؤلفات أبو سليم سوى منشورات المهدية. وقد درجت المؤلفات السابقة على «الفكر السوداني» على تصنيف الكتابات السودانية بطريقة مدرسية إلى تقليديين ومجددين وقد اعتمدت بدلاً عن ذلك على التغيرات السياسية والاجتماعية الكبارى في التاريخ السوداني وصنفت لكل واحدة منها بابا فهنالك فكر للعصر الفونجي اعتبرته أصيلاً ومبتكراً وهنالك باب للعصر التركي الذي اعتبرته عصراً مقلدا وغير أًيل وفي متابعتي للحركةخ المهدية ثبت لي انها عصر من عصور الإبداع والتجديد. وعند الانتقال إلى عصر الكولونيالية البريطانية صنفت عدة أجيال هي جيل المهدويين المهزومين وورثة الهزيمة من بينهم وأحفاد الهزيمة وهم باكورة إنتاج المدرسة النظامية في السودان. ومن بعد ذلك وضعت يدي على جيل الرواد وهم المؤسسون الحقيقيون للحداثة السودانية وقد وقفت طويلاً عند الهزة المزلزلة التي تعرضوا لها في وثبة 4291م والسنوات العجاف التي تلتها. وانتهى بحثي مؤقتاً عند الجهاد السياسي لجيل الرواد الذي أسفر عن استقلال البلاد.
    كتبت في ختام ذلك الكتيب هذه الكلمات:
    « أن البحث في الفكر السوداني لا يكتمل بوصولنا إلى هذه النقطة بالحديث عن جيل الريادة ولا بد من التطرق إلى الجيلين اللاحقين ودورهما في إثراء ذلك الفكر وتطويره» ومضيت مستطرداً إلى القول بأن «الجيلي الذي يتلو الرواد مباشرة هو في نظري جيل اليقظة في الثقافة السودانية وهو جيل العطاء المتخصص المستأني وهو جيل الدراسات فوق الجامعية وجيل التأليف الغزير والنضوج الفكري والعاطفي.. انه جيل سعد الدين فوزي وهنري رياض وجمال محمد أحمد ومحمد المهدي ا لمجذوب وعبد الله الطيب وبشير محمد سعيد ورصفاؤهم من أفاضل المثقفين السودانيين.. أما الجيل اللاحق فأنا آمل ان يكون جيل الوعي وان يندرج أسمه في التاريخ بتلك الصورة بصف ته وريثاً لمجهودات تلك الإجبارية العظيمة من الرجال والفرص التي يتيحها له الاستقلال وظروف العصر ليكتسب وعياً كاملاً بذاته وبعصره.
    بينما كنت أجاهد متنقلاً ين المادة الخام لذلك البحث وإعداد مخطوطته الأولى كان محمد ينغمس في إعداد واحد من أهم أعماله واحقها بالخلود فقد كان يكتب قصيدته الكبرى عن «العودة إلى سنار» وما كادت عطلتنا الإجبارية تنتهي حتى كان محمد قد فرغ من مسودتها الأولى وظنى انه عكف عليها بالتعديل والتحوير إلى ان قيض ا لله لها سبل النشر بعد ذلك بسنوات. وبفضل وقفته الطويلة أمام السلطنة الزرقاء أكد محمد على عصر الفونج في السودان بصورة أوضح كثيراً من تحليلاتي في «الفكر السوداني» وإشادتي بأصالته وتطويعه معارفه القليلة للعيش والتوطن في بلاد السودان.
    وفي فترة من الفترات اللاحقة وجد من يقول لماذا سلطنة الفونج- لماذا عام 4051 وفي تاريخ السودان ممالك وسلطنات أخرى ربما كانت اكثر بهاء من السلطنة الزرقاء. ولم يفطن أولئك البعض إلى ان المسألة ليست يا نصيباً جزافياً ولا هي خاضعة لأحكام الهوى الشخصي، فواقع ا لحال ان السلطنة الزرقاء بداية حقيقية للسودان الحديث وهي تاريخ حي متحرك وليست جزء من التاريخ الميت المنبت. وكان يسعدنا ان تكون البداية من ميروي أو كوش لولا ان تلك الحضارات الباهرة بادت مفرداتها وأًبحت جزءاً من لحمة الماضي وانضمت لغاتها إلى اللغات الميتة بينما قامت السلطنة الزرقاء بضم بلادنا إلى عالم جديد هو عالم الثق افة العربية التي لا تزال حية ومتفاعلة في وجداننا. واصبح علينا ان نستخدم المفردات الجديدة لندون موقفنا الحضاري ونقدم مساهمتنا في تطهير الدين وتبسيطه وتطويع اللغة للبيئة السودانية وإبداع مسرب جديد من مسارب الحضارة بتشكيلنا للثقافة العربية وإعادة صياغتها في لبوسها الأفريقي الناشئ عن المناخ السوداني.
    ليس لتيار الغابة والصحراء أى فضل في خلق الثقافة السودانية فهي حقيقة وجودية سابقة لذلك التيار. بل ان الغابة والصحراء تدين بوجودها للثقافة السودانية بحكم أنها مجرد توصيف لما هو كائن في الثقافة وليس فرضا لواقع جديد علي تلك الثقافة. ومن انتصارات هذا التيار ان النقد الحديث صار ينسب إليه عدداً من المبدعين الذين عارضوا الحركة أول ظهورها كالشاعرين صلاح أحمد إبراهيم ومصطفى سند ممن تحدثوا علنا ضدها ولكن مجمل إنتاج الشاعرين -الذي سبقها والذي تلاها- ينضم إلى منظومة الشعر السوداني الساعي لتمميز نفسه عن بقية آداب اللغة العربية في بلادها الأخرى. والواقع اننا تلقينا الطابع السوداني في الشعر عن محمد المهدي المجذوب وصلاح نفسه ومع ذلك فقد تأثر الشاعر الكبير بالظن السائد عن كون الغابة والصحراء نسخة أخرى من حركة الزنوجة التي قادها سنغور ورايمي سيزار كما تأثر بعدم استلطافه للشاعر النور عثمان ف دار بينهما ذلك السجال الشهير حيث كان النور يقول «ليست عربياً ولكن» بينما راح صلاح يؤكد «بل نحن عرب العرب». ولكن من يقرأ دوواين الشاعر يجد فيها التصاقاً بالموضوع السوداني كمادة للشعر ويجد فيها قدرة تخييلية وتعبيرية تخرج بصلاح من نطاق جيله وانتماءه «السابق» للماركسية وترتفع به كثيراً عن بدائية الواقعية الاشتراكية وفظاظة تعبيرها الفني. وبالنسبة لرصيفه الآخر الشاعر سند فإن هواه العروبي جعله يتوجس منا ظاناً أننا ضد العروبة وتجلياتها السودانية غير عالم أننا اقرب الناس إليه فنا وفهما. وكان سند قد اختصني شخصياً بكثير من سوء الفهم فلكوني درست في فرنسا وعشت في السنغاال نسب الكثير من شعري إلى الفرنسيين حتى أنه اعتبر «الخلاسية» تأثرا ببودلير الذي للمصادفة كان يتعشق امرأة خلاسية بينما أنا -وهو وكافة معشوقاتنا- خلاسيون من أرحام عرب- أفريقية وقد مضى أسلافنا على ذلك النهج قبل ان يولد بودلير بألف أو بخمسمائة عام على أسوأ الفروض.
    زاملت صلاحاً في بعثة السودان الدائمة بنيويورك وامتدت زمالتنا نحو عامين ومع ذلك لم نتحدث ولا مرة واحدة في شأن الغابة والصحراء والواقع أننا كنا مشغولين عن الشعر والأدب بشئون السياسة إذ كنا نعمل في بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة، وكان صلاح يمر بأزمة وجودية لعل سببها انه اصبح موظفاً للمرة الثانية في حياته وكانت تجربته الأولى في وزارة المالية التي بقى فيها لزمان قصير ليهجرها ويترك «السودان نفسه ليعمل في إذاعة غانا على تلك الأيام المجيدة- أيام الزعيم الخالد كوامي نكروما. ولم تكن تجربته الأولى مريحة ولا سعيدة فمن ينظر في أرشيف مجلة «الصباح الجديد» لصاحبها حسين عثمان منصور سيجد فيها مساجلة قاسية مع صلاح حيث كان صاحب المجلة يتهم صلاحاً باستغلال منصبه في الوزارة ليزيد العبء الضريبي للمجلة. وكان حسين منصور يكتب هجوماً قاسياً بعنوان «يا وزير المالية احمني من موظفك الصغير» وفي تجربته الثانية وجد صلاح نفسه في موقع المسئؤلية وزيراً مفوضاً ونائباً للمندوب الدائم فكان يمشي على حبل مشدود لا يريد ان يظلم أحداً ولا ان يحابي أحداً ولعله لحراجة موقفه ولأسباب أخرى لا أعلمها كان قد توقف عن كتابة الشعر والخوض في أموره. ولم يعد صلاح إلى مطلق الكتابة إلا بعد صدامه مع دولة النميري وانتقاله إلى باريس.
                  

01-26-2010, 11:53 AM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التاريخ الشخصي للغابة والصحراء مزكرات الشاعر محمد المكي ابراهيم (Re: Saifeldin Gibreel)

    حيّاك الغمام وحيّاه أ. سيف الدين جبريل، فقد أتحفنا الشاعر الكبير الأستاذ محمد المكي إبراهيم بباقة ألحان وذكريات ثرية. ذاك ما عشناه وهو يمخر بنا عباب البحر قاصداً أثينا ومنها لألمانيا وعودته لإكمال دراسة القانون ومن ثمّ الولوج للسلك الدبلوماسي وهيامه الكبير بأمته التي كتب فيها أروع الدرر.

    لقد تحصلت شخصيا في بواكير أيامي على ديوا أمتي وقرأته لأكثر من مائة مرة حتى إهترأ وتشظى بين يدي، وما من أحدً إلتقيته في تلك الفترة، إلا وكان حافظا لتلك الأشعار عن ظهر قلب. لقد شكلت تلك الأناشيد والقصائد فينا موجةً من الثقة بالنفس، إذ ما دلفت تقرأ اكتوبرياته المفعمة بالثورة والغنائية وقطار الغرب بغرابته وجدته على أشعار ذلك الزمان. لقد كنتُ أقول لأصدقائي دوماً: ومدوا بساط الحب واغتفروا الذنوب وباركوا هذه الشهور الضائعة، وكنا نردد كل أشعاره ونحفظها عن ظهر قلب. حقاً شاعرنا ود المكي عاش عمره كله باراً بشعبه، يغني له ويطبطب عليه ويثور حتى يفلق الحصى ومنه تعلم كثيرون يكتبون الشعر الآن كيف يكون الوفاء للكلمة الحرة، تخرج كالرصاصات الحية في وجه طغاة التأريخ وجبابرته.

    وفوق هذا وذاك وكما تفضلت شخصيا، فإن استاذنا الكبير يتمتع بتواضع جم، هو تواضع العلماء و نزعة المتصوفة. إنه إنسانٌ جديرٌ بان يُحتفى به من قِبل أبناء السودان، الذين أحبوا أشعاره الباذخة وأناشيده الصادحة، وهم كثر، يسدون أرجاء الكون، فلماذا لا نأخذ زمام المبادرة سوياً وندعو لتشكيل لجنة قومية تكون من مهامها التحضير لجعل ذلك الحدث الكبير ممكنا، فكم من أُناسٍ رأيناهم يُكرمون وهم أقل قامة وهامة من أديبنا الأريب الذي خدم أمته قرابة الثلاث عقود، سفيرا ومبشرا وشاعراً، إختار التغني لنا، فصار جديراً بالإستقرار في أعماق ذاكرتنا التي شكلها أمثاله من الرائعين الجميلين.

    (عدل بواسطة عبدالأله زمراوي on 01-26-2010, 11:56 AM)

                  

01-26-2010, 12:07 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التاريخ الشخصي للغابة والصحراء مزكرات الشاعر محمد المكي ابراهيم (Re: عبدالأله زمراوي)

    (*)
                  

01-26-2010, 04:42 PM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التاريخ الشخصي للغابة والصحراء مزكرات الشاعر محمد المكي ابراهيم (Re: كمال علي الزين)

    Quote: وفوق هذا وذاك وكما تفضلت شخصيا، فإن استاذنا الكبير يتمتع بتواضع جم، هو تواضع العلماء و نزعة المتصوفة. إنه إنسانٌ جديرٌ بان يُحتفى به من قِبل أبناء السودان، الذين أحبوا أشعاره الباذخة وأناشيده الصادحة، وهم كثر، يسدون أرجاء الكون، فلماذا لا نأخذ زمام المبادرة سوياً وندعو لتشكيل لجنة قومية تكون من مهامها التحضير لجعل ذلك الحدث الكبير ممكنا، فكم من أُناسٍ رأيناهم يُكرمون وهم أقل قامة وهامة من أديبنا الأريب الذي خدم أمته قرابة الثلاث عقود، سفيرا ومبشرا وشاعراً، إختار التغني لنا، فصار جديراً بالإستقرار في أعماق ذاكرتنا التي شكلها أمثاله من الرائعين الجميلين


    الشاعر الاديب عبدالاله زمراوي... نعم ان ودالمكي يستحق التكريم من الشعب السودانى هذا الرجل الذى خلق لاكتوبر وهجآ من خلال اشعاره واكتوبرياته..فغير انه اديب فأنه متأدب مع الصغير والكبير له عوالمه الخاصة انه لشخص متفرد فى عالم ملئ بالجحود..لذلك اضم صوتى لصوتك لاعطاء الرجل حقه فله دين علينا...
                  

01-26-2010, 04:45 PM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التاريخ الشخصي للغابة والصحراء مزكرات الشاعر محمد المكي ابراهيم (Re: Saifeldin Gibreel)

    Quote: كمال علي الزين
    :


    كمال علي الذين لعلك بخير... تحياتنا لي ناس كاب الجداد وناس الجريف بطرفكم( البنت التى طارت عصافيرها كيف)

    محبتى
    سيف
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de