سناء جعفر تثرثر بحميمة عن "ظواهر موجعة " واولها "الانتحار" نقلا عن الاحداث الاثنين 25 ينائر

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 01:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-25-2010, 03:17 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سناء جعفر تثرثر بحميمة عن "ظواهر موجعة " واولها "الانتحار" نقلا عن الاحداث الاثنين 25 ينائر

    Quote: ثــرثــرة حمـيـمــة .. ظــواهــر مــوجعــة (1) الانتـحـار

    فتاة تلقي بنفسها من أعلى الجسر وتلقى حتفها.. رجل يشنق نفسه.. شاب يتجرع السم.. طفلة تحاول الانتحار.. إنها أخبار تلاحقنا وتفزعنا وتجعلنا نحوقل ونحزن ونحتسب.. لكن بعد برهة قصيرة وأثناء ركضنا اللاهث في سكك الدنيا ننساها أو نتناساها.. حتى يداهمنا خبر آخر عن قريب أو غريب آخر تخلص من حياته تاركاً وراءه الحسرة في قلوب أهله ومعارفه مصحوبة بآلاف الأسئلة الحائرة.. في الآونة الأخيرة كثرت أخبار حوادث الانتحار التي نقرأها بأسى شديد لأن غالبية مرتكبي هذا الفعل البائس من فئة الشباب الذين يعوّل عليهم في مستقبل أسرة أو أمة..
    والانتحار هو قتل النفس بطريقة متعمدة وإنهاء الحياة وفق الإرادة الشخصية للمنتحر الذي ربط فكرة الموت بالراحة من وضع لم يستطع التعامل معه فقرر الخلاص منه بالتخلص من حياته...
    لماذا ينتحرون؟! هل هو الفقر؟! هل هي البطالة؟! هل هي التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية التي تعصف بمجتمعنا وتجعله يتأرجح كقطعة ورق التصقت بقرن ثور مجنون؟! كيف نستطيع أن نقلل من حجم هذا الهدر البشري؟! وما هو دور الدولة والمجتمع في معالجة هذه الظاهرة؟!.. لا شك فيه أن زيادة حالات الانتحار في السودان تدل على تراجع الصحة النفسية وانتشار الهموم بين شريحة واسعة من الناس.. ولا فرق في ذلك بين متعلم وجاهل.. فقير وغني.. رجل وامرأة وطفل.. كما تدل أيضاً على اتساع رقعة الفراغ الروحي والإيماني وتدني الوعي بتعاليم كل الأديان التي أكدت على تحريم قتل النفس.. ففي ديننا الإسلامي الحنيف قال الحق سبحانه وتعالى في محكم تنزيله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} النساء29.. كما أتى في صحيح البخاري عن النبي (( ) أنه قال: «من تردّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردّى فيها خالداً مخلداً ومن تحسّى سمًّا فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحسَّاه في نار جهنم».
    من الواضح أن مجتمعنا يمر بتحولات جذرية أضافت إليه قيم مستحدثة ومحت من وجوده قيم أخرى كانت موجودة.. فزلزلت أركان تماسكنا الذي كنا نظنه متيناً وقادراً على الصمود في وجه أعتى العواصف.. فإذا بنا نكتشف انه طبقة هشة انهارت بسهولة كاشفة عن هوة مخيفة ينزلق إليها كل يوم عدد اكبر ممن سبقهم إلى أسطح الجسور أو أعمدة المراوح أو جحيم السم..
    لم يعد الانتحار حادثاً فردياً يقع في فترات متباعدة... بل أصبح خبراً يباغتنا بين يوم وآخر.. يفجعنا ويجعلنا نفكر في مرتكبه الذي واتته الشجاعة كي يزهق روحه بيده بوسيلة قد تكون مؤلمة ومهينة له ولمن يعرفه.. لكنه جبن عن مواجهة الأزمة التي تعترض طريقه.. هذا الشخص الذي فقد إيمانه بنفسه وبقدراته وبربه وأصبح مثلاً سيئاً لغيره هل كان من الممكن إنقاذه؟! فالإقدام على الانتحار لا يكون وليد اللحظة.. بل تسبقه إشارات وإرهاصات ظاهرة للعيان.. وربما كان يطلق نداءات استغاثة خفية لمن حوله ظناً منه بأن أحدهم سوف يلتقطها..
    قد نلتمس العذر للمنتحرين الذين يعانون من الأمراض النفسية والعقلية كالاكتئاب والفصام والإدمان لأنهم لا يستطيعون السيطرة على أفكارهم المظلمة التي قد تدفعهم دفعاً تجاه الموت.. لكن كيف نعذر الشخص الذي يقرر وهو في كامل أهليته العقلية أن يتخلص من حياته؟! أظن أن عذره الوحيد يكون (الجُبن) نعم.. هو شخص جبان واتته شجاعة لحظية لارتكاب جريمة في حق نفسه ومجتمعه ودينه بينما تنصلت عنه هذه الشجاعة وهو أحوج ما يكون إليها فلجأ للهروب من مشاكله المادية أو النفسية أو العاطفية أو الاجتماعية التي أيقن أنها عصية على الحل وركوناً إلى ظن أن حياته ملك له وحده.. وهو ظن أناني وغبي ويضعنا في مواجهة أسئلة مهمة.. هل نعتبر الانتحار خياراً مشروعاً يندرج تحت بند الحرية الشخصية ولا يحق لنا محاسبة مرتكبه أم نتعامل معه كجريمة يقابلها عقاب؟! وهل ننظر للمنتحر كضحية أم كمرتكب لجريمة يجب أن يعاقب عليها؟!.. هل نحتاج إلى تشريع قوانين تطبق لردع أصحاب النوايا الانتحارية في حال فشلهم في التخلص من حياتهم أم إلى وعي إضافي ينشر في وسائل الإعلام المقرؤة والمسموعة أسوة بإعلانات الزيت والصابون والأثاث؟!
    لا شك بأن التغييرات التي يمر بها المجتمع السوداني في كل المجالات شكلت ضغوطاً نفسية قاسية على بعض الأفراد.. أضعفتهم وهزت ثقتهم في المستقبل.. رسمت لهم صورة قاتمة عن أيام قادمة أشد حلكة وأصبح الانتحار هو الحل المنطقي للتخلص من هذه الضغوط.. الخطير في تزايد حالات الانتحار إنها تنقله من خانة الفعل المرفوض المستهجن إلى خانة الفعل المقبول العادي.. وبالتالي تشجع أصحاب الفكرة الكامنة المترددين في التنفيذ على الشروع فيه باعتباره حلاً سهلاً للخلاص من المشاكل مهما كانت.. لذلك يجب أن يسعى العامة قبل العلماء إلى نشر الوعي الرافض للفكرة.. يجب أن نتخلى عن تبلدنا واعتيادنا على قبول الانتحار كخيار شخصي.. وتبصير المجتمع بمضاره على المستويين الخاص والعام..
    أحياناً تراودني فكرة خيالية بإنشاء خط هاتفي مفتوح أربع وعشرين ساعة يومياً لاستقبال مكالمات راغبي الانتحار ومحاورتهم ومحاولة إقناعهم بأن الانتحار ليس حلاً لأي أزمة يمر بها الإنسان وأن هناك الكثير من الحلول الأخرى الممكنة التي أعماه سواد تفكيره عن رؤيتها.. وان إرادة الحياة أقوى من أي مشكلة وانه لا بد من وجود مخرج من أي محنة هم يحتاجون إلى جرعة أمل.. شعلة ضوء تبدد عتمة النفق المظلم .. يحتاجون إلى دعم نفسي يسند إيمانهم المتهاوي وثقتهم المهزوزة..
    أيها الناس.. انتبهوا لمن حولكم... للأقربين منكم.. تفقدوا أحوالهم وتحسسوا مواطن أوجاعهم.. مدوا لهم يد العون.. فرب كلمة طيبة أو تربيته حانية على كتف أحدهم تشعره بأن الدنيا لا زالت بخير.. وان أسوأ الأمور مآلها إلى حل.. لا تتركوهم في ظلمتهم.. أعينوهم على رؤية الجزء المضئ من الحياة.. أنقذوهم قبل أن يبتلعهم يأسهم.. أنقذوهم..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de