|
ما الذي تنتظره أحزاب جوبا ، أطلال تبكي عليها أم هزيمة تبكي منها؟
|
هذه الأحزاب التي تسمي نفسها تحالف جوبا ، مضافا إليها الحزب الاتحادي الديمقراطي ، لم تحسن الأداء أبدا خلال تاريخها البعيد والقريب . كلها أحزاب جوفاء وخرقاء ، وتستحق الحال الذي هي عليه . هذه الأحزاب أسهمت بضعفها أحيانا وبقوتها أحيانا أخرى في إضعاف السلطة التي كانت تمسك بها هي نفسها . ويمكنكم مراجعة تاريخ الحركة السياسية في السودان منذ الاستقلال لتتفقوا معي في هذا الرأي . فكم مرة آلت السلطة إلى هذه الأحزاب وكم مرة فرّطت هي في هذه السلطة؟ هي استلمت السلطة من الاستعمار ، لكنها أعانت الانقلابيين على هدم سلطة الشعب فسلمتها لهم ، ثم عادت تستنجد بالشعب مرة أخرى وتتباكى على السلطة وعلى الديمقراطية. وعدنا بعد أكتوبر 64 لكن حالنا لم ينصلح فدخلنا إلى البرلمان نتبارى في الخطب والهمز واللمز ، ثم دبّرنا المكايد والمؤامرات فكان السقوط ، وعادت الديكتاتورية المتربصة بالشعب وسلطته ، ثم انطلق النحيب من جديد ، وتباكت الأحزاب فوق اللبن المسكوب ، ولكن هيهات ، فالسنوات التي مرت كانت طويلة جدا ، وكانت مملة جدا ، وكادت الأحزاب أن تنسى ، وانخرطت في مصالحات ومكايدات من نوع جديد، وكانت التضحيات كبيرة وغالية .. لكن الشعب انتفض ، واسترد حقّوقه السياسية وعادت الأحزاب إلى حالها . جدل بيزنطي ، تعديلات وزارية ، حلّ الحكومة ، تبديل المواقف ، التردد القاتل تجاه مسألة الحرب والسلام ، وتآمر حزب على اخوته ، واستلم السلطة ، ودخلنا في أطول سيناريو يفرضه علينا أحد الآحزاب .. أطلت الجبهة الإسلامية وكأنها قطعة من جهنم ، تنكّرت لكل مبادئها كحزب كان يعتبر شريكا في العملية الديمقراطية حتى قبل قراءة البيان رقم واحد . نسي الإسلاميون كل ما ساقونا إليه وأقنعونا به من قبل - ونحن طلابا - إلى مواجهة سلطة مايو العسكرية . نسوا أنهم ظلوا مستهدفين من الحكومات العسكرية وأن الشعب والجماهير ظلت تحميهم وتدافع عنهم ليس حبا فيهم ولكن باعتبارهم مواطنين لهم حقوق المواطنة ولهم تطلعاتهم وآمالهم .
|
|
|
|
|
|