من الحكاوى المؤثره التى سردها الشيخ "بابكر بدرى" فى سفره الخالد "تاريخ حياتى" انه قد وقع فى منافسه غراميه مع الزبير باشا...والمرأه موضوع المنافسه الذكوريه تدعى ب "البقيع"...شابةٌ يافعه مليحه قوامها كفريع البان
وقد كانت حُب الشيخ "بابكر بدرى" الأول...وربما-كذلك- الأخير:
نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحبُ إلا للحبيب الأولِ
أو-إذا إستهدفنا السودانَويه- لأنشد الشيخ مترنماً:
حليل غرامى الأول...ذكرى لا تتحول
من فؤادى وروحى...ولى للحبيب الأول
ويبدو أن روح الشيخ الوثّابه لم تأبه-كثيراً- للفوارق (الطبقيه) بين جندى صغير فى حملة "ود النجومى"...وبين صقر زمانه-الملك بدون مُلك- الزبير باشا!
ويبدو-كذلك- أن إختيار "البقيع" لم يصب فى مصلحة الطموح والفتوه والثقه بالنفس...ففضلت-كالكثيرات من بنات جنسها- لغة المال والجاه...غير آبهه بالفوارق السنيه بينها (بت الاربعتاشر) وبين الزبير الهَرِم...!
ليس هذا فحسب...فلم تسأل "البقيع" نفسها-كمثيلاتها من الجميلات الطموحات- عن مصدر هذا المال الوفير...وعن كنه التوازنات السياسوإجتماعيه التى رتب وفقها هرم الحياه آنئذٍ...ولم-بالطبع- تشحذُ همم تفكيرها لتلمس آفاق المستقبل...!
فأموال "الزبير باشا"-مثلها مثل أموال الكثيرين فى زماننا هذا- أتت عبر نشاط يشكل وصمة عار فى جبين الإنسانيه عموماً...وجبيننا نحن-معشر السودانَويون-خصوصاً...!
لا نريد أن نتحدث عن الفوارق الثوريه بين الغريمين...ولا نريد ان نقحم لغة التحالف مع الإستعمار –اللغه كثيرة الحدود والشربكه- فالتنافس كان إنسانى الطابع...ومن هنا تأتى إنسانية اللوم...!
ومن حكاوى الشيخ "بابكر بدرى" ذات المغزى والصِله هى حكاية زواجه من بت ريف مصريه...وكيف أن صديقاً له-أثناء سيرهم نحو منزل الصديق- قد نبأه بأنهم سيجدون البيت مرتباً...وسوف يقدم لهم ما لذّ وطاب من الأرز باللبن الرايب المُسَكَّر..والديوان المبخر,,,,وقد وجد الشيخ الأمر-تماماً- كما وصفه له صديقه....فقرر-على الفور- الزواج من بت ريف مصريه...!
صوره أخرى للفوراق الحياتيه بيننا كشعوب إستهلاكيه مظهريه وبين شعوب أخرى مدبره صحيحة القراءه لتقلبات الحياه...صوره إن لم نعيها نحن -ولم تعيها المرأه السودانيه على وجها الخصوص- لهرب الكثيرون-منا- نحو بنات الريف والشعوب المجاوره...!
بالرجوع الى قصة "البقيع"...فقد علمتُ أن أحفادها يعضون بنان الندم على إختيار حبوبتهم المتسرع...وبالتالى ضياع مجد كان طوع بنانها...فإندثرت طموحاتها تحت رمال الصحراء المُصفره..
ولكن هلى تعى-شديدة الدلال والنرجسيه- المرأه السودانيه دلالات تطور الحياه...وتصحح أخطاء الحبوبات...أم تخدرها دقات دلوكة الحكامه:
تلاته قدور محلبيه
وتلاته قدور سرتيه
وتلاته قدور ريحه نيه
ونسيبتو قالت شويه
ف"تنبرش" أمام أقرب (ليلى علوى)...غير آبهة بشيلة مال السحت وقدور ذهب الارض المنهوب...ومنظر الزوج الهرِم ذو البطن المُكرشه والدقن المُحمشه...؟؟!!
mekki
فتحي البحيري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست