غطرسة الإسلام السياسي د. عبد الحميد الأنصاري - جريدة الاتحاد 20 يناير 2010م

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 05:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-20-2010, 07:01 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
غطرسة الإسلام السياسي د. عبد الحميد الأنصاري - جريدة الاتحاد 20 يناير 2010م


    د. عبد الحميد الأنصاري

    غطرسة الإسلام السياسي

    أصدر الشيخ يوسف القرضاوي فتوى خطيرة ضد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إذ طالب -من فوق منبر الجمعة- برجم عباس حتى الموت في مكة، على خلفية اتهامه بطلب تأجيل التصويت على تقرير "جولدستون". وجاء أبومازن إلى الدوحة وقال في لقائه برؤساء تحرير الصحف القطرية: إن الشيخ القرضاوي قال إن الجرم الذي ارتكبه محمود عباس يستحق عليه الرجم في مكة، ولكن يا أخي أنت رجل فقيه، والله سبحانه وتعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ) إلى آخر الآية، أي أنه يجب عليك أن تتأكد وتتحقق، أما وقد تحقق فلماذا لم يعد عن فتواه؟ خاصة أن الفتوى لا تزال قائمة... يريد أن يرجمني الأخ في مكة"! وأشار في معرض حديثه إلى أن هناك ثلاثين دولة طلبت تأجيل التصويت على التقرير، وقام الرئيس الفلسطيني بإطلاع الحضور على مقطع فيديو يظهر السفير الباكستاني يطلب من الأمم المتحدة باسم المجموعات العربية والإسلامية وعدم الانحياز في مجلس حقوق الإنسان، تأجيل البت في قرار تقرير جولدستون. ثم قال: من الذي طلب التأجيل؟ كل هؤلاء طلبوا، أنتم تتهموني أنا -موجهاً حديثه للإعلاميين القطريين- وبناء عليه الشيخ القرضاوي طالب برجمي في الكعبة. وأضاف: "أنا لا أمزح، ولا يجوز للشيخ القرضاوي وهو رجل دين من أعظم رجال الفكر الإسلامي في العالم الإسلامي، أن يبني فتوى -أو فتيا في اللغة العربية الصحيحة- على إشاعات ودعايات". لكن الشيخ القرضاوي أبى أن يتراجع عن فتواه، وهذا ما دفع اللجنة المركزية لحركة "فتح" إلى إدانة حملة التحريض ضد أبومازن والقيادة الفلسطينية، وساوت بين الحملة التي تشنها إسرائيل والتي يشنها القرضاوي، وقالت: "إن أهداف الحملة مكشوفة سواء من إسرائيل أو من القرضاوي وقواه الظلامية". كما شنت السلطة الفلسطينية في رام الله حملة على القرضاوي عبر المساجد، وخصص خطباء الجمعة خطبهم لمهاجمته وانتقاد تصريحاته ضد أبومازن، مؤكدين أن بيوت الله يجب أن تتنزه وأن تكون بمنأى عن قذف وتجريح الأشخاص والهيئات، فالمساجد وجدت لتجمع المسلمين وتؤلف بينهم لا لتفرقهم، لذلك يجب أن تكون بعيدة عن التخريب والتهجم وإصدار الأحكام بدون وجه حق، وطالبوا القرضاوي بعدم الانحياز لطرف سياسي ضد آخر -يقصدون "حماس"- وألا يستغل الدين لأغراض شخصية أو حزبية أو فئوية، وطالبوه بالاعتذار للشعب الفلسطيني لأن الإساءة للرئيس إساءة للشعب، وأن الواجب الديني يحتم على القرضاوي التراجع عن تصريحاته فالرجوع عن الخطأ فضيلة.

    ولكن أنَّى للقرضاوي أن يتراجع اليوم وهو الذي لم يتراجع عن فتوى أو رأي قط! ليس في أدبيات "الإخوان"، ثقافة التراجع عن الخطأ أو فضيلة الاعتذار، "الإخوان لا يعتذرون"، هكذا قال مرشدهم وهي مقولة مشهورة، ولا أذكر أن الشيخ القرضاوي تراجع عن رأي حتى بعد أن تبين خطأه، بالأمس أنكر صدور فتوى من الشيخ شلتوت بجواز التعبد بمذهب الجعفرية كسائر مذاهب أهل السنة، وواجهوه بالوثائق والمستندات المؤكدة، لكنه لم يعترف بخطئه، وعندما أصدر فتواه في نقابة المحامين المصريين (2004/8/31) بأن خطف الأميركيين وقتلهم واجب حتى يخرجوا فوراً من العراق لا فرق بين مدني وعسكري، لأن المدني يخدم العسكري، فقام الإرهابيون بذبح الرهينتين الأميركيين المدنيين في مشهد مأساوي مروع، قامت الدنيا عليه وقالت "الاتحاد" إن هؤلاء ضحايا فتاوى الرعب، لكن القرضاوي لم يتراجع بل راوغ واتهم الجميع بأنهم تجنوا عليه لتشويه صورته وأن وراء الحملة أعداء الإسلام والموساد وعبيد أميركا! إن انحيازات القرضاوي لـ"حماس" لا تحتاج توضيحاً، فهواه معها ظالمة أو مظلومة، فـ"حماس" ربيبة "الإخوان" وتدين لهم بالولاء الأيديولوجي، ولا يخفي القرضاوي نصرته ومساندته لـ"حماس" وهو الذي أفتى لها بشرعية العمليات الانتحارية حتى في أطفال ونساء اليهود لأنهم محتلون، واعتبر العمل الانتحاري "أسمى أنواع الجهاد" وتفاخر بمقولة: إذا كان الغرب عنده القنابل الذرية فعندنا القنابل البشرية، وقال إن الحوار مع اليهود لا يكون إلا بالقنابل! ولم يصدر عن الشيخ أي تصريح أو فتوى ضد "حماس" رغم سلسلة الأخطاء -بل الخطايا- ضد القضية، بدءاً من انقلابها الدموي الذي يعد أكبر انقسام في القضية واستيلائها على غزة وتصفيتها لإخوة النضال من "فتح" ومن الجماعات الجهادية بغزة -"جند أنصار الله" وغيرها- ومروراً بمأساة غزة واستمرار معاناتها، وأخيراً برفضها وتهربها من المصالحة ونقضها لاتفاقية مكة... لم يصدر القرضاوي أي نقد ضد "حماس" حتى عندما أرسلت خطاباً إلى خامنئي تبتهل فيه إلى الله أن يحفظه ونجاد، في إشارة إلى تضامنها مع إيران ضد "الفتنة الشيعية" التي أثارها القرضاوي. إن القرضاوي دائماً بالمرصاد للسلطة الفلسطينية وقادتها، ولعلنا نتذكر وقوفه على المنبر ومطالبته عرفات -رحمه الله- بالتنحي، انتقده عبدالرحمن الراشد حينها وقال: لا يجوز التحريض ضد رئيس دولة أخرى من على منابر دول أخرى، ولا يجوز أن يحوّل الإمام رأيه السياسي إلى خطبة صلاة، لكن القرضاوي لم يتراجع وأصر على حقه في التدخل في الشؤون السياسية كما يشاء وقال: إن الراشد وأمثاله يريدوننا أن نتحدث في الحيض والنفاس، وقال أنصاره: "لحوم العلماء مسمومة" ولكنهم يراوغون، إذ لم يطالب أحد بمنع الأئمة والخطباء من الاهتمام بأمور المسلمين وإصلاح ذات بينهم وتبصيرهم بحقائق دينهم وتوعيتهم بالتحديات المحيطة والارتقاء بمداركهم، لكن العقلاء يدركون ويميزون الفرق بين "السياسة" بالمفهوم النافع والصالح والذي يجمع أمر المسلمين ويعزز المشترك الديني والوطني والإنساني بينهم و"التسييس" الضار المفسد الذي يمارسه بعض خطباء الإسلام السياسي، هذا "التسييس" الذي يشحن الجماهير ويجيشها لتكون مع طرف سياسي ضد آخر، ويؤجج مشاعر الكراهية والبغضاء ويحرّض ويثير الروح الطائفية ويروّج للانتماءات الضيقة ويعمق الفرقة والانقسامات والتوجهات الحزبية الضيقة، بهدف تصفية الحسابات مع المخالفين والخصوم السياسيين، هذا استغلال مرفوض للمنابر الدينية، وعلى الجهات الدينية المسؤولة التدخل وإبعاد هؤلاء عن منابر بيوت الله، الناس يدركون ويميزون بين السياسة النافعة والتسييس المفسد ومن حقهم أن يردوا على الفقيه إذا نقل صراعات الشوارع إلى بيوت الله، ولحمه مثل لحم غيره ولا سلطة دينية ولا كهنوت في ديننا، وعلى المثقفين جميعاً التصدّي لخطورة توظيف بيوت الله في خدمة أهداف سياسية حزبية خطرة على مستقبل أجيالنا ومجتمعاتنا، علينا جميعاً الوقوف في وجه غطرسة الإسلام السياسي واستعلائه ومحاولته فرض الوصاية الدينية على المجتمع.

    جريدة الاتحاد
    الأربعاء 5 صفر 1431 - 20 يناير 2010م
    www.alittihad.ae



    جميع الحقوق محفوظة © 2010، شركة أبوظبي للإعلام.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de