|
|
 الدويمـــات في العالــم جنّــة لو هــام بها الرشيـــد لجُــنّ.. الطيب عبدالله الشيخ حاج مدني
|
الكاتب: الطيب عبدالله الشيخ حاج مدني
لقد سبق وأن كتبتُ كتابيَ الصغير في عام 1979م في السنواتِ الأولىَ لغُربتي التي بدأتْ في عام 1977م بالإمارات العربية المُتحِدة والتي جئتُها وأنا في عزِ الشباب ، ودونتُ في هذا الكتاب الصغير كل إنطباعاتي وأنا أدلفُ داخل سور الغُربة كتجرُبةٍ فريدة في حياتي وبدأتُ أُمارسُ حياتي من خِلال تمازُج بشري ومُتعدِد حيثُ خليط من الجنسيات منها العربية والآسيوية والأفريقية ، ولأن بلاد الخليج سوق واسع للعمالة الوافدة ، كانت المدينة وكأنها مقر للأمم المتحدة وغير المتحدة .
وبعدها تطورت مراحل حياتي وأسرتي بعد غيبة تقدر بسنوات تبلغ ال (29) حيث حزمنا حقائبنا بعضها ملىء بملابسنا وأغراضنا الشخصية وبعضها ملىء بالذكريات الكثيرة واستعنا على حملها كلها بتأجير «كونتينر» وهي قاطرة عفش .. وجئنا إلى الوطن الحبيب وبدأت قراءة ملامح الواقع وملامح المجتمع وأتحسس طريقي معتمداً على الخرائط القديمة قبل 1977م وكان مفروض أن أشتري دليلاً جديداً يفيدني على معرفة خريطة الطريق كما نسمع من عرب فلسطين كثيراً بالأرض المحتلة ...
بدأتُ أُمارسُ حياتي على هامِش ذِكريات الأمس حتى أستطيع أن أجمع وأسترد أنفاسي حتى أتأقلم على التواؤم مع إيقاع الحياة السريع وقد استطعت أن أكتب بجريدة الأحداث الرائدة مايساوي سبع مقالات أعجبت الكثيرين من الأهل والأصدقاء وشدتهم هذه الذكريات إلى الماضي الجميل البديع أو الزمن الجميل الرائع الذي كان يختزن الجماليات والروائع وقد كانت هذه الذكريات عن مدينتي الكبيرة أم درمان أو العاصمة المثلثة أو كما تسمى اليوم ولاية الخرطوم، وهذه المرة أود أن أخرج عن هذه الدائرة وأتطلع فعلاً إلى العودة للريف وإلى قريتي الحبيبة بشمال الوطن حيث مدينتي شندي ، وجنوبها وعلى وجه التحديد قريتي الدويمات والفجيجة وكلاهما أنا أنتسب إليهما . والقريتان تقعان جنوب شندي على بعد 12-16 كلم على الشريط النيلي بل تنامان في حضن النيل الخالد وتتوسدان الرمال الذهبية وتفترشان الحقول المخضرة اليانعة والحبلى بشتى أنواع الفاكهة من مانجو وقريب وبرتقال وليمون وتلفها النخيل الباسقات كما تلف ثياب الحرير خصر العروسة ... وإذا تحدثنا في البداية عن الفجيجة فهي وطن الوالدين والأجداد وسكانها ينتمون إلى أسرة واحدة جدها حاج مدني وهو الخليفة العالم ود أم جدين ينتمي نسبة إلى سيدي أبي بكر الصديق «رضي الله عنه» وهم من حفظة القرآن والفقه المالكي وهو سلالة ممتدة حتى نوري بشمال البلاد ينتسبون إلى الشيخ الكبير محمد عبد الرحمن بن حمدتو وشيخ الأعسر ثم سيدي أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) وحاج مدني هو جد الخليفة عبد الله ود شيخ الذي توفى في مارس 1991م – الموافق15 رمضان بالفجيجة . سوف نتحدث عنه حينما نأتي لنسوح في قرية الدويمات ، وأما جدة ناس الفجيجة زوجة حاج مدني فهي أم طبول بت مجاور فهي إمرأة ذات شخصية قوية ونفوذ عائلي وأُسري شمولي وذات سطوة وكلمة مسموعة وقرارات لها تأثير في تزويج أبناء الأسرة كلها وأحفادها وحفيداتها وقد حكى لنا الأهل أن التجار من أبناء الفجيجة الذين يأتون في موسم الإجازات يودعون أموالهم لديها وينتظرون تحديد واختيار العروسة من طرفها وهي التي تقوم بتكملة كل مراسم ولوازم العرس ، وطبعاً الفجيجة كلها عائلة واحدة تسكن في حوش واحد من بني عمومة وبني خؤولة والذين تزوجوا من خارج الفجيجة فهم قلة نذكر على سبيل المثال : أولاد العم : أحمد الصادق الشيخ ، وحاج علي حسن الشريف ، وبابكر علي الشريف وقد تزوجوا من عمنا حسن ود حمودة ، وحسن ود السميت .. ويعد خروجا عن سيطرة حبوبة أم طبول أو أم قشور حينما سأل أحد الضيوف الخليفة حاج مدني «هل هذا منزل أم طبول؟» .
أما الذين انتسبوا للفجيجة من مدن وقرى أخرى فهم قلة محدودة وهم : عثمان وقيع الله المغواري من المغاوير غرب شندي حيث تزوج «ستنا بت حاج مدني» وأولاده محمد والطيب وهما أولاد عمة الخليفة عبد الله ود شيخ وكذلك ناس ود أب راس وناس سر الختم وأسرتهم وهم من الشايقية ود الحبش وقد تزوجوا من أخواتنا بنات الأشراف على وحسن وحبيب الله وهؤلاء ينتهي نسبهم إلى الشيخ عبد الباسط وهو جد الخليفة عبد الله من أمه عشة بت حبيب وشقيقها الرجل الصالح جدنا الشريف ودحبيب حسب معلوماتنا التي نشرت بكتاب «الأحفاد والأجداد « والذي كان هدية ودرة نادرة من الإبن البار للفجيجة الأستاذ الأديب مجاور عبد الله الأمين شقيق ابن خالتي أم طبول الإبنة رحمه الله رحمة واسعة وكان فقده كبيراً على جميع أهل التضامن حيث كان يتمتع بأدب جم وثقافة عالية ونادرة وكان رقيقاً حنوناً وصديقاً للجميع وكان معلماً فذّاً وسط المعلمين بوزارة التربية والتعليم ذو ذكاء وقاد وكان أديباً وشاعراً وخطيباً له سيرة عطرة وقدر كبير بمنطقة شندي وكل المواقع التي عمل بها كالدلنج – شندي – التضامن – ليبيا . نسأل الله أن يكون مثواه الفردوس الأعلى مع الخالدين ..... ولن تسعني الحروف ان أوفيه رثاءً فقد شقّ عليّ فقده وأظلمت الفجيجة برحيله ولنا في كتاب «الأحفاد والأجداد» الذي بذل جهداً مقدراً في إعداده فقد ربط كل الفجيجة بشبكة من المحنة وقام بتعريف الناس بصلاتهم وأرحامهم جزاه الله خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناته ,,,,
والحديث عن الفجيجة يطول فهي مقر خلفاء الحمتو باب والمشايخة البكرية – ومسجدهم هو ثالث مسجد في السودان أسس على التقوى وقد أفادني والدنا الخليفة عبد الله ودشيخ أنه كانت تأتيهم أفواج من ود بدر لتلقي علوم القرآن والفقه المالكي «مختصر الشيخ خليل» والفوج به (50) رجلاً وأن أشجار الدوم التي كانت أمام المسجد القديم تروى من موية محاية الشرافة. الفقيه محمد عبد الرحمن ود أسيد منزله بالفجيجة وكذلك عمه وأجداده حاج مدني وكل الأسرة وحتى الخليفة عبد الله ود شيخ كان مقيماً بها إلا أنه رحل للدويمات وأصبح يصلي بخلوتهم العتيقة إلى أن تم تشييد مسجد بها ، أذكر أن سعادة السفير الدكتور/ عبد اللطيف عبد الحميد إبراهيم سفير سابقاً بالإمارات كان قد قدم محاضرة عن تاريخ الإسلام في السودان وقد تحدث عن الفجيجة على أساس أنها من أقدم المدارس الدينية بالسودان.
المشايخة الذين لهم بها مقامات: الشيخ عبد الباسط وله صلة رحم بالرجل الصالح الشريف محمد الأمين الخاتم راجل كركوج ومقام الشيخ «أبوسبيب» جد العمراب ثم الشيخ ضويب سرحان صاحب القبة المعروفة وكذلك جدنا الشيخ الصالح : الشريف ودحبيب وهو خال الوالد الخليفة عبد الله فهم إمتداد للدوحة الشريفة «آل البيت» ومن المعالم التاريخية بفجيجة الدين: ورشة الوابور الزراعي لمشروع قندتو والذي تأسس عام 1925م وإدارته كلها بالفجيجة والبيارة والورشة ، مساكن الفنيين أذكر منهم: الطيب رجب ثم سرايا المفتش الزراعي المصري /الإنجليزي وغيرهم .....
ومن ظرفاء الفجيجة عمنا خلف الله ود الخضر الشاعر والذي قال في أخوالي أولاد يوسف: «أولاد يوسف حليلهم بيونسوا البمشيلون
ومابيهملوا في الهيلون»
وقد قال في والدنا الخليفة عبدالله ود شيخ :
الخليفة عبد الله إمام الجماعة الصلى
دكانه وسط الحلة لاباع سمح ولاخلى
ومن الحكماء عمنا الطيب ود عثمان المغواري فهو صمد المشروع وله المعرفة الكاملة بمواسم الزراعة وسقايتها وحصادها وله مشورة كبيرة وسط أهله..
وفجيجة الدين كانت تضم أعداداً من حفظة القرآن أمثال الآباء: صالح ود إمام والفكي الزاكي وعمنا مدني ود محمد ود حاج مدني وهم كُثر ومن الشخصيات اللامعة وبذلوا جهداً في العمل العام وخدمة المنطقة أخونا الحاج إمام محمد الحاج (ود جقو) وخالنا أزرق مجاور أو محمد يوسف مجاور وقد شيّد مدرسة ثانوية عامة للأولاد على حسابه الخاص , رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته ....
وبهذه القرية نساء عرفن بالورع ودراسة العلم وكان لهن كتاب في الفقه وأذكر حبوبتنا : بت أمونه ، والآن وبعد هذه السياحة في قرية العائلة الواحد جدها ,,, والواحدة حبوبتها ننتقل إلى قرية الدويمات المجاورة لها والتي تقع شمالها وأقدم لها بهذا المطلع:
(الدويمات في العالم جنّة لو هام بها الرشيد لجُنّ)
فهي القرية التي ولدتُ فيها وترعرعت على رمالها البيضاء الطاهرة حيث النيل لها قلادة تزيّن جِيدها فقد عشقت دومها خاصة المكانة الأحلى من البرتكانة وصاحبتها الحاجة (أم الحسين) جارتنا وهكذا كان يقول شقيقنا الأكبر أبو بكر عبد الله الشيخ الأستاذ والذي رحل عن دنيانا في 1986-1987م رحمه الله رحمة واسعة .
فالدويمات عشقت جروفها المخضرة وجنائنها ونخيلها الباسقة (ناس الخالة فاطمة بت السميت) وأشهر جنائنها جنينة عمنا ود أحمد وكذلك جنينة الحسن ود الأمين وبها كانت تقام أفراح الأعراس وكنا نلتقط منها التمر هندي الفاكهة الشهية عن طريق الجبادة –
والدويمات هي المنزل والموطن لوالدنا الخليفة عبد الله بعد رحولهم من الفجيجة وبها متجره الصغير العتيق – والدويمات بها خلوه (خلوة الحمتوياب) وهي قديمة قدم التاريخ ويدرس فيها القرآن على يد الشيخ سيدنا الوالد الفكي مدني ود أبو الحسن وهو الوافد من الجزيرة إسلانج أصل ناس أبوي الفكي عبد الله ود أم حقين والفكي الأمين ووالدنا الشيخ إدريس الصادق الذي كان أستاذاً بالمعهد العلمي بأمدرمان والذي كان يسكن معه شقيقنا الأكبر الأستاذ/ بابكر قبل أن يرسله والده لقاهرة المعز للدراسة بالأزهر الشريف وعاد منها في 1955م – وبالمناسبة شقيقنا الأستاذ/ بابكر كان كعادة الأسرة مشهورين بالخطابة حيث كان له تسجيل بركن السودان (أخرج أيها المستعمر من بلادي أخرج كما خرج إبليس من الجنة) وكان معه من الدويمات الأخ أحمد محمد البشير والذي كان معروفاً بأنه «أخو بابكر» والدويمات بها ضرائح أهلنا وأبواتنا السادة/ الحمتوياب حاج مدني وولده شيخ ثم ود أُسيد ثم والدنا الخليفة عبد الله ثم بابكر عبد الله وكذلك سيدنا الفكي مدني وقبورهم تٍَُزار , كما يوجد مُصلّى العيد ويسمى (مَيْعة الصلاة) وأذكُر أن هنالك رجالاً صالحين حول الخليفة منهم: عمنا محمد مدني الشفيع سادن الخلوة المقُرّب من الخليفة لصلته الرحمية به فهو الذي يقوم بالإشراف على الخلوة وتجهيز حلقات الذِكر ومُولد الأحد والخميس ثم المُولد الكبير حيث ينصب الصاري الشهير وأذكر من المادحين أصحاب الأصوات الجميلة سليمان محمد هادي , ومحمود ومصطفى حسن «مرحباً بالمصطفى يامرحبا «ومن الرجال حول الخليفة اذكر العم على ود بابكر جد احمد البشير لأُمه والعم محمد صالح أبو شقة والعم ازيرق والعم العبيد ود كيقة ومحمد ابراهيم حسب النبى وعمنا محمد ود أبو فاق وأحمودي وبابكر ود الريدة ونفس هذا الرهط من الرجال ومنهم سيدنا الفكى مدنى الذى يصلي بالخلوة وصلاة الجمعة يصلون خلف الخليفة بمسجد الفجيجة قبل تشييد مسجد الدويمات لاحقاً ...
ومناسبة الأعياد كانت تعنى لنا الكثير نحن أبناء الخليفة عبد الله فهو الخليفة الإمام والطقوس المتبعه هو أن نخرج معه للعراء ومعنا جمعٌ من ناس الفجيجة الذين يصلون معه وهو حامل (الشُعبة) وهى عصا طويلةٍ للخطابة .
ونمُر من البداية على ضرائح الأجداد ونقرأ الفاتحة ترحماً عليهم حتى إذا ما انتهينا من الصلاة قمنا بالمعايده وكذلك المعايدة للفقيرات من نساء الحمنتوياب المصليات خلفنا ثم نعود للمنزل من طريق غير الطريق الأول كالسُنة ثم نعُدُ الإفطار لعدد من الناس بالمنزل ثم نحمل الصواني المُعدّه والجرادل الكبيرة بفطور العيد إلى شجرة الخلوة , وهذا نهج متبع كل عيد في بيت الخليفة حيث يصلي معه ناس الدويمات والطنضب والعشرة والكمير والرازقية ثم الأعراب الذين يقيمون بالمواقع الطرفية (الخلاء) ويتناولون الإفطار تحت ظل شجرة الخلوة الكبيرة والظليلة ..وأنا أحِنُّ لكل ذلك لكل هذه المشاهد فقد كان الخليفة أباً للجميع وليس أباً لنا وعاشت كذلك الوالدة (سرارة) في الدويمات معززين محبوبين , ودار الخليفة مفتوحة للجميع من المحبين والمريدين والمعيدين .. إنها فعلاً أيام وسنوات تاريخية لقيناها كما هي منذ مولدنا وهذه هي الدويمات الجميلة بكل تعدد جنسياتها من ناس كبوشية وشايقية ودناقلة وأنصار وختمية وحمتوياب ومجاوراب وكلهم أحباب . ومن معالم الدويمات الشهيرة ديوان عمنا (ود أحمد) محمد أحمد محمد خير الرجل الأنصاري المثقف زوج خالتنا الكبيرة بنت الأمير علي عثمان سالا وخالاتنا أمهات عبد الله وعبد الرحمن وقاسم وعبد القادر وعبد الرحيم وديوان عمنا ودأحمد كان بمثابة النادي الثقافي والاجتماعي حيث لم تك هناك أندية ويؤمه من غير ناس البلد الزوار من المعلمين ومساعدين طبيين وموظفي الحكومة من الزراعيين حيث كان هو شيخ الزراعة , والناس يسمعون الراديو الوحيد بمنزله العامر وكان الراديو يعمل بالبطارية التي تمتلئ بالمروحة الشهيرة على قمة الديوان وأنا وشقيقي الراحل فتح الرحمن نحظى بالمجلات القديمة من آخر ساعة والمصور لنقوم بتجليد كراسة المدرسة وكان يحبنا كثيراً وكنا بمثابة الأشقاء لأولاده وكان يكن تقديراً خالصاً لوالدنا الخليفة عبد الله وقد كان يرسل له نسخاً من الكتب والمجلات كمجلة (العربي) للدكتور أحمد ذكي وأذكر أن عمنا ود أحمد كان يملك فتوغرافاً للإسطوانات بها أغاني كرومة والفلاتية وعبد الله الماحي وكان له صحف ومنشورات تاريخية وله اتصالات واسعة مع الإمام عبد الرحمن المهدي حيث كان أكبر وكلائه .. فقد كان رحمه الله يمثل أكبر معلم وتذكار للدويمات بل في مركز شندي ودائرة الزراعة عامة .. ومن أبنائه المرحوم أحمد الصغيّر وهو الابن الأكبر أبو إخواننا محمود ومصطفى وهو أيضاً موسوعة كبيرة من أشتات الأخبار والتاريخ والسياسة ..
وكذلك من أبنائه الكبار عبد الله رحمه الله فقد كان رمزاً للعاملين من أجل رفعة الدويمات بل كل التضامن حيث كان رئيس المنطقة وكذلك ركناً هاماً من أركان حزب الأمة القومي – رحمه الله وأحسن إليه .. ومن تاريخ الدويمات أمهات شهيرات أذكر منهن الحبوبات أم الفين زوجة يوسف مجاور وأم سرارة وام طبول وأم ست البنات وقد كانت امرأة ذات شخصية قوية وتاجرة جعيصة وهي أنصارية أصلاً وهي بنت عم زوجة الإمام محمد أحمد المهدي (بت حاج) ونذكر الحبوبة فاطمة الكشافة وقد كانت تاجرة أيضاً وهي والدة عمنا كبيدة والد إخواننا أحمد والصادق وجعفر والفاضل وقد سألت الأخ السفير السابق بالخارجية جعفر كبيدة عن سر اسم الكشافة وأفادني أنها كانت صاحبة عيون جميلة واسعة يعني كأغنية «العيون كشافة قطر» ونذكر الحبوبة الزينبية صاحبة الحكمة والنوادر ونذكر الحبوبة أم بلينة مادحة الشيخ حسن ودحسونة .
ونذكر عمنا حسونة ود السميت الرجل النشط الذي سعى لتأسيس مسجد الدويمات وقد بذل نفسه لخدمة المنطقة وقد كان أباً للدويمات وأذكر أن أختنا (بلالة) قد تحدت أخينا علي بليل حينما كان مسجد الدويمات تحت التشييد حيث سألها من هو إمامكم فقالت له عمي عبد الله ود شيخ في تحدٍّ وقد كان أول إمام له بعد أن استأذن الناس الأهل بالفجيجة.
نذكر الخالة فاطمة بت النعمة أم مصطفى حسن وإخواته بت المُنى أم حسين شندي وأخواتها الذين كانوا بمثابة الشقيقات لوالدتنا سرارة .
ونذكر أشقاءنا ناس عامر الأمين وعمر وآمنه ولابد من ذكر خالاتنا «أم الحسن» وفاطمة بنات خليفة فقد كانتا كشقيقات لوالدتنا سرارة وأولاد فاطمة هما عبد الواحد وشريف وسعيد .. ونذكر من الدويمات مشايخة الخط عمنا مدني ود شيخ (حمتويابي) وخالنا الطاهر يوسف مجاور (مجاورابي) – وأذكر أجدادي أولاد شوش عبد الرحمن والرشيد واللذان كانا يحدثانا عن المهدية وسيوفها وحرابها – وجدنا المهدي شقيق حبوبة (أم ألفين) رحمهم الله رحمة واسعة والدويمات بها عمنا عباس ود حمزه (الطّهار) ونذكر فيها الفنانين بالدلوكة رجب ومرزوق ثم أحمد الجنينة (جنينة أزرق) ثم أخيراً ابن الدويمات البار حسين شندي والذي صحبته معي في سيرتنا لأم درمان حي العمدة أيام زواجي.
وتذكرت من خطب السادة الحمتوياب في الأعياد: (يابني آدم ياصاحب الشيب المليح والعمل القبيح أكثر الزاد فإن السفر طويل) ثم يردد الخليفة: (أين الأكاسرة ، أين القياصرة ، أين ملوك الروم أين النمروز أبن كنعان أين ثمود ذي الأوتاد وإرم ذات العماد أين فرعون بن قارون وهامان أين آدم أبو البشر أين محمد سيد البشر) « القبر حفرة من النار أو روضه من رياض الجنة « .
(من كان باطنه مع الله حسنا كان ظاهره مع الناس مليحا).
هذه هي الدويمات في سطور مختصرة ,,, فهي عزّي وهي مجدّي وهي التاريخ وهي (الحمتوياب) أهل التقوى والصلاح.
,, وتحياتي لكل أهلي وأحبابي بالتضامن ,,
مع تحياتنا لجميع اهلنا واحبابنا بقرى التضامن
|
|
 
|
|
|
|
keiga2000
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست