كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 حفل تأبين و احياء الذكرى الاولى لرحيل عقيد / دكتور محمد محجوب عثمان ( توثيق مصور )
|
أقامت اسرة الراحل عقيد/ م الدكتور محمد محجوب عثمان حفل تأبين و احياء الذكرى الاولى
لرحيله مساء الجمعة 15 يناير 2010 بقاعة اتحاد المصارف بشارع الجمهورية ، و أم الحفل
جمع غفير من اسرة الراحل و أصدقائه و رفقاء دربه .
السيرة الذاتية للراحل:
* ولد محمد محجوب فى أم درمان حى الشهداء (حى السيد المكى ) عام 1935 وهو السادس فى ترتيب
اخوانه بعد عثمان و امنة و عبد الخالق و على و فاطمة و محمد ثم هدى .
* درس الاولية بمدرسة شيخ الطاهر بأم درمان 1944 – 1948 .
* ثم مدرسة ام درمان الوسطى 1948 – 1952 ثم ام درمكان الثانوية الاهلية 1952 – 1956 .
* التحق بالكلية الحربية 1956 و تخرج منها برتبة الملازم ثانى 1958 ، و حال دخوله القوات
المسلحة نشط ضمن تنظيم الضباط الاحرار و نقل الى الفاشر ( القيادة الغربية ) .
* عاد 1959 و شارك مع زملائه فى نفس السنة فى انقلاب على حامد ضد ديكتاتورية الفريق عبود .
* حكم عليه بالاعدام و خفف الى السجن المؤبد و تنقل بين سجون كوبر – مدنى و الروصيرص و أطلق
سراحه بعد ثورة اكتوبر .
* سافر بعدها الى تشكوسلوفاكيا 1965 و التحق بجامعة 17 نوفمبر لدراسى الاقتصاد السياسى و تخرج
منها 1969 .
* تزوج من ابنة خالته ثريا الشيخ 1970 و انجب منها ابنته الوحيدة هدى محجوب .
* و فى نفس السنة تم ارجاعه للقوات المسلحة برتبة رائد و أعفى من الخدمة بقرار 16 نوفمبر 1970
مع زملائه بابكر النور و فاروق عثمان حمد الله و هاشم العطا و مجموعة كبيرة من الضباط الاحرار .
شارك فى حركة 19 يوليو التصحيحية 1971 ضد نظام مايو و كان حينئذ خارج السودان و بقى متنقلا بين
موسكو – براغ و خلال هذه الفترة حصل على الدكتوراه فى الاقتصاد السياسى .
* فى 1975 صار ممثلا للحزب الشيوعى السودانى فى مجلة قضايا السلم و الاشتراكية .
* رجع الى السودان بعد انتفاضة 1985 و تفرغ للعمل الحزبى الى ان تم اعتقاله من قبل حكومة الانقاذ .
* تنقل بين سجون كوبر و شالا و كسلا .
* تم اطلاق سراحه فى 1991 و بعدها سافر الى مدينة مالمو بالسويد حيث بدأت رحلته مع المرض الذى
صارعه طويلا الى ان وافته المنية فى 18 يناير 2009 .
* له عدة مخطوطات صدر منها كتاب الجيش و السياسة 2003 .
* له العديد من المقالات فى عدد من الصحف و المجلات و المواقع الاالكترونية
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حفل تأبين و احياء الذكرى الاولى لرحيل عقيد / دكتور محمد محجوب عثمان ( توثيق مصور ) (Re: انور التكينة)
|
كلمة السفير الرشيد ابوشامة :
قال الله تعالى في محكم تنزيله مخاطباً رسوله الكريم (إنك ميت وانهم ميتون)
مادام امرنا كذلك أي أن نبينا محمد وهو خير الخلق مصيره إلي زوال فعلينا أن نسلم في رضاء وقبول بمصيرنا نحن بني البشر. اللهم عبدك محمد محجوب عثمان قد جاءك خاضعاً ذليلاً نسألك أن تسبغ عليه من رحمتك وعفوك وغفرانك، انك سميع مجيب.
رأيت الاخ محمد محجوب أول ما رايته في الكلية الحربية وكان يتقدمني بسنة دراسية واحدة من سنتي الكلية. وقد تعجبت بينى وبين نفسي أن يطول زمان رؤيتي للاخ محمد كل هذه السنين، وتجمعنا سوياً جغرافية المكان. فمنزلنا الذي يقع في شارع الزعيم الأزهري الحالي بحي بيت المال يقف بينه وبين منزل الاخ المرحوم محمد جامع الضرير العتيق والذي يعطي اشارة المرور للقادم من منزلنا شرقاً إلي منزل الاخ محمد جنوباً في بداية حي الشهداء. علماً باني قد كنت ادلف يومياً جيئة وذهاباً أمام ذلك المنزل وانا في طريقي من أو إلي مدرسة ام درمان الاميرية الوسطى ولكن وبعد أن التقيت الاخ محمد في الكلية الحربية لم استنكر نفسي ما اثار تعجبي في البداية حيث وجدت الاخ محمد هادئاً، وقوراً، رزين الطباع، ساكن النفس وقليل الحركة، ما اخفاه عن انظارنا ونحن نجوب تلك الشوارع ذهاباً إلي المدرسة أو إلي السوق أو إلي السينما ودار الرياضة أو احياناً كنا نركض خلف كرة القدم التي كان يتبارى فيها صبية ام درمان حياً ضد الأخر. اغلب ظني أن الاخ محمد لم يكن يشارك في تلك النشاطات التي كان الصبية يقضون فيها جل اوقاتهم خاصة في موسم الاجازات. ولكن ماذا كان يعمل الاخ محمد دون تلك الأنشطة العجيبة بل الشقاوة والشيطنة التي درج عليها الصبية في احياء ام درمان المختلفة. اغلب ظني أيضا أن الجو العام في داخل منزله في ذلك الوقت قد قاده إلي استثمار الوقت في الاطلاع والقراءة، ذلك ما أكتسبه وراثة عن والده المغفور له محجوب افندي عثمان.
انقضت فترة الكلية الحربية بحلوها ومرها وتخرج محمد برتبة ملازم ثاني، ونقل إلي سلاح الخدمة بالخرطوم بحري وذهبت انا إلي القيادة الغربية، مدينة نيالا مركز جنوب دارفور. سمعت وانا هناك في غرب السودان باخبار الانقلاب الفاشل الذي قاده المرحوم الكباشي علي حامد وكان من ضحاياه الاخ محمد محجوب سجناً مؤبداً وهو مازال حتى ذلك الوقت ضابطاً صغيراً برتبة ملازم ثاني. تأملت كثيراً في واقعة ذلك الانقلاب خاصة صغار الضباط من رتبة الملازم والذين كانوا وقوداً له. المرحوم فاروق حمد الله، المرحوم فايز حسين، المرحوم مصطفى عثمان اورتشي، المرحوم عبد المنعم محمد احمد، الشهيد عبد المنعم الهاموش، الاخ المرحوم محمد محجوب عثمان، الاخ إبراهيم احمد أبو زيد والاخ صلاح عبد العال.
كل هؤلاء الضباط الصغار من رتبة الملازم ثاني قد انزلقوا على صغر سنهم ورتبهم في هاوية الانقلابات العسكرية وقد كانوا جميعهم حضوراً في الاجتماع الخاص بالانقلاب والذي عقد بمنزل المرحوم البكباشي يعقوب كبيدة بالخرطوم بحري.
افادني احد الاخوة من اولئك الضباط والذين كانوا وجوداً في الاجتماع أن شخصاً قد دخل عليهم يرتدي بدلة كاملة ويحمل في يده حقيبة سامسونيت واخذ مقعده مشاركاً في الاجتماع وقد عرفوا فيما بعد أن الشخص المعني يسمى الرشيد الطاهر بكر يعمل محامياً وفي نفس الوقت رئيساً لجماعة الاخوان المسلمين وقد تساءل محدثي من اولئك الضباط أن كانوا يقومون بعملهم ذاك لمصلحة الاخوان المسلمين.. ومازال السؤال قائماً في تقديري حتى الان. الشاهد أن الاخ المرحوم محمد محجوب قد اخبرني بعد ما يزيد على العشرين عاماً من ذلك الحدث بان صداقة قد نمت في السجن بينه وبين المرحوم الرشيد الطاهر وقرأ على بعضاً من نصوص المراسلات الشخصية التي كان يبعث بها اليه الرشيد الطاهر بعدما افترقا من داخل السجن.
هناك واقعة لها دلالاتها أيضا جديرة بالذكر ، كان بعض من صغار الضباط المشاركون في تلك المحاولة الانقلابية من سلاح الاشارة وقد اخبرني محدثي من اولئك الضباط بان قائد سلاح الاشارة القائمقام عمر حاج موسى قد فاجأهم ذات صباح وهو يتحدث إليهم بالصوت العالي بان محاولة للقيام بانقلاب عسكري سوف تجرى في الليلة القادمة وامرهم بتجهيز عربات اللاسلكي وتوزيعها في أماكن محددة لرصد تحركات الانقلابيين والابلاغ عنها باللاسلكي لحظة بلحظة ، وسلمهم الأمر كتابة كما هو الشأن المتبع في ذلك الوقت. وقع الخبر عليهم وقوع الصاعقة لانهم هم انفسهم قد كانوا مشاركون في التأمر ولما تبين لهم بان انقلابهم قد أصبح مكشوفاً اسرعوا بارسال احدهم وهو المرحوم عبد المنعم الهاموش (وكان قد جاء من القيادة الغربية لدورة اشارة منعقدة بالسلاح) ارسلوه عاجلاً وفي يده الأمر المكتوب بتوزيع عربات اللاسلكي إلي البكباشي علي حامد بمدرسة المشاة لالغاء كل الترتيبات بعد ما انكشف أمر الانقلاب إلا أن البكباشي علي حامد قد نحى الأمر المكتوب جانباً وامر قائلاً بان كل الترتيبات قائمة في مواعيدها مما جعل اولئك الضباط الصغار المشاركون في المحاولة إلي التراجع عنها وقد افلتوا من العقاب عدا المرحوم الملازم فايز حسن الذي اصر على القيام بدوره المحدد له بالرغم من معرفته التامة بما قاله القائمقام عمر حاج موسى وبالطبع قد لقى الاخ المرحوم فايز جزاءه بعد انكشاف أمر الانقلاب واحباطه في منتصف الليل.
تساءلت كثيراً عن موقف الاخ المرحوم محمد محجوب بعد أن أصبح أمر الانقلاب مكشوفاً، والاخ محمد محجوب قد كان يعمل في سلاح الخدمة الملاصق لسلاح الاشارة بل المتداخل معه علماً بان الملازم إبراهيم أبو زيد قد كان أيضا يعمل في سلاح الخدمة وكن من المتراجعين الذين افلتوا من الجزاء بعد ما بلغه من حديث القائمقام عمر حاج موسى.
الح على ذلك التساؤل فترة من الزمن إلا اني قد عرفت مؤخراً من الاخ الضابط الفاتح المقبول بان المرحوم محمد محجوب لم يكن وقتها متواجداً في سلاح الخدمة بالخرطوم بحري وانما كان دارساً في مدرسة المشاة بام درمان في دورة ضباط اصاغر وربما كان قد التقى هناك بالبكباشي علي حامد احد المعلمين بالمدرسة في ذلك الوقت.
في محاولة من التحليل لموقف القائمقام عمر حاج موسى المعلن بالصوت العالي أمام الضباط في سلاح الاشارة ، أن القائمقام عمر- وهو مشهود له بالذكاء- قد عرف أو ظن بان بعض ضباطه من سلاح الاشارة مشاركون في المحاولة الانقلابية ، واراد أن ينقذهم من التورط فيها بطريقة غير مباشرة ، وكان ما كان من أمر الإعلان امامهم بعلم القيادة موعد المحاولة الانقلابية واتخاذها الإجراءات لضباطها في الوقت المحدد.
خرج الاخ المرحوم محمد محجوب من السجن- كما خرج الاخرون- بعد قيام ثورة أكتوبر وسقوط نظام 17 نوفمبر ولكنه حالما غادر السودان للدراسة في أوروبا الشرقية ولم يعد إلا بعد أن اعيد إلي الخدمة العسكرية برتبة رائد عند قيام انقلاب 25 مايو. أيضا لم يبق الاخ محمد كثيراً في الجيش حيث احيل إلي التقاعد في نوفمبر 1970م ضمن لفيف من الضباط صنفوا في مواقع اليسار وشملت فيمن شملت الثلاثة اعضاء في مجلس قيادة ثورة مايو بابكر النور وفاروق حمد الله وهاشم العطا.
وايضا بعدها سافر إلي المانيا الشرقية للعلاج في حين وقع في الخرطوم انقلاب هاشم العطا في يوليو 1971م وسمى محمد عضواً في مجلس قيادة ثورته وحينها وقع لبس كبير عما إذا محمداً بالطائرة البريطانية التي انزلها الليبون في مطار بني غازي والتي اتت تحمل ضمن من حملت بابكر النور وفاروق حمد الله. وتفرخت اشاعات أن الليبيين لم يتعرفوا على محمد عندما اقتادوا فاروق وبابكر النور إلي خارج الطائرة أما محمد فقد عادت به الطائرة ضمن من عادت إلي لندن ولكن وبعد أن انحسرت موجة الاشاعات عرفنا بان محمداً وبالرغم من اتصالاته التلفونية من المانيا الشرقية مع رفيقيه في لندن حول العودة معهما إلي الخرطوم في نفس الطائرة إلا أن الالمان الشرقيون قد نصحوه -لاعتبارات امنية- بعدم اللحاق برفيقيه في لندن للسفر معهما في طائرة واحدة وابدوا استعدادهم لنقله بطائرة خاصة إلي الخرطوم إذا ما اقتضى الحال.
تصاعدت الاحداث كما هو معروف وبقى محمد في اوربا الشرقية حيث انتقل إلي تشيكوسلوفاكيا واكمل دراسته في الاقتصاد حيث تحصل على درجة الدكتوراه ولم يعد إلي السودان إلا بعد الانتفاضة الشعبية في ابريل عام 1985م والاطاحة بنظام 25 مايو. قفل قادة الانتفاضة العسكرية الباب أمام عودة المفصولين تعسفياً في فترة مايو إلي الجيش ولكنهم فتحوا منفذاً لهم للتعويض عن الاجحاف الذي حاق بهم وقد نال الاخ محمد نصيبه في ذلك حيث تمت ترقيته من رائد إلي عقيد.م. ونال بعض التعويضات المالية مثله مثل الآخرين الذي فصلوا تعسفياً.
كما ذكرت بادئ ذي بدء أن حيز الجغرافية المكانية في ام درمان رغم اتساعه لم يتح لي فرصة اللقاء مع الاخ محمد أو التعرف اليه وكذلك السنة اليتيمة التي قضيناها بالكلية الحربية لم تكن بطبيعتها سانحة بعد النظام والضبط والربط وغيره من لوازم العسكرية الصارمة ، إلا أن عملي بالبعثة الدبلوماسية في تشيكوسلوفاكيا عام 1976م قد هيأ لي الفرصة الضائعة في الالتقاء بالاخ محمد والتعرف عليه من كثب.
واقول بكل تقدير وشكر بان الاخ محمد قد اخذ المبادأة في الاتصال رغم حساسية الظروف وجاءني زائراً بالمنزل ولم اتردد انا في رد الزيارة إليه ومواصلة الاتصال به والتعرف عليه من قرب هو واسرته. وبعد أن عدنا كلينا إلي قواعدنا في السودان لم ينقطع حبل الوصل بل ازداد متانة وقوة.
لاسفي الشديد أن الاخ محمد حينما غادر إلي السويد عند بداية حكم الانقاذ لم اكن متواجداً ولم احظ بمقابلته والي أن جاءنا النبأ الفاجع في العام الماضي.
رحم الله الاخ محمد فقد كان نقي السريرة، مهذب النفس ، متحضر في الطباع، انيقاً في المظهر، رزيناً وقوراً في المخبر، مثقف واسع الاطلاع. مجيداً لاكثر من لغة اجنبية.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حفل تأبين و احياء الذكرى الاولى لرحيل عقيد / دكتور محمد محجوب عثمان ( توثيق مصور ) (Re: أبو ساندرا)
|
يرحم الله بواسع رحمته الصديق والقائد / الدكتور محمد محجوب عثمان..
والتحية لأسرته الكريمة.
في العام 1978 م كنت في ضيافته ببراغ - ولأنه ليس كل الكلام مباح الاّ أنني سوف أزيد.
كنت أحمل معي إصدارة " كتاب- عشرون عاماً من النضال" -للمناضلة فاطمة إبراهيم".
قال لي: شكراً ومازحاً أضاف! أكنت تحمل كل هذا وفي مرة واحدة؟
قضينا بعض الوقت مع الكاتب الفلسطيني الراحل"يرحمه الله" / أميل حبيبي صاحب " رواية المتشائل" علي نهر الفولتافا.
محمد محجوب عثمان كان قلبه بحجم الأمة السودانية وكان بيته ملاذاّ للمغبونين من المطاردين من نظام نميري الفاشي آنذاك.
وعقله ووجدانه كان بحجم هذا الكون كله.
القائد الفلسطيني - الشهيد/ ماجد أبو شرار كان يعشق - الشهيد عبد الخالق محجوب .
و لسان حاله -محمد محجوب من ذاك الأسد.
وأنا النوبي من شمال السودان كنت أعشق محمد محجوب عثمان لأن قلبه وعقله كان بحجم آمال أشواقنا بأمة سودانية مجيدة.
ودائما أقول في غياب القامات الكبيرة مسئوليات جسيمة. اللهم دعنا نكمل مشوارهم .
اللهم أجعل مثواهم رياض من الجنة. أنهم رجالٌ من دهب.
أنهم قناديلنا المضيئة للزمن القادم شاء من شاء وأبي من أبي.
أشواقهم هو شعاع الزمن الآتي لا محالة.
عبد الناصر عبد الحميد يوسف
| |
|
|
|
|
|
|
| |
انور التكينة
باسط المكي
Dr Salah Al Bander
أبو ساندرا
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست