أخر عام في تاريخ السودان الموحّد ... بقلم: الفاضل عباس محمد علي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 12:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-13-2010, 10:36 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10821

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أخر عام في تاريخ السودان الموحّد ... بقلم: الفاضل عباس محمد علي

    -
    أخر عام في تاريخ السودان الموحّد ... بقلم: الفاضل عباس محمد علي-أبو ظبي-

    بسم الله الرحمن الرحيم


    لقد بدأ العدّ التنازلي للانتخابات الرئاسية بالسودان التي يفصلنا عنها شهران فقط، و التي بات مؤكدا أن مرشح المؤتمر الوطني الرئيس السوداني الحالي عمر البشير سيكتسحها بفارق شاسع؛ فالدولة كلها مسخّرة له، و أحزاب المعارضة من الناحية الأخرى لم تتهيأ تماما لمثل هذه الانتخابات، و منها ما هددّ بمقاطعتها كليةً، خاصة الأحزاب الشعبية الكبرى - الأمة و الاتحادي الديمقراطي الأصل- صاحبة الوجود الراسخ بين أهل السودان؛ و حتى لو لم يقاطع هذان الحزبان الانتخابات فان فرصتهما في الفوز ضئيلة للغاية لأن الحزب الحاكم ظل في السلطة منذ 30 يونيو 1989، و تمرّس في لعبة الانتخابات كما دلت على ذلك انتخابات المحامين التي كسبها في المرتين السابقتين بعمليات تزوير ماهرة و معقدة، كأنما أراد أن يتدرب لغيرها من الانتخابات، وأن يثبت لنفسه و للآخرين مقدراته الخرافية على تمرير ما يريد من أجندة حتى في أكبر مؤسسة للقانونين بالبلاد مكتظة بالأساتيذ الجهابيذ و الساسة الفطاحل؛ و عموما فإن المؤتمر الوطني لن يتخلى عن السلطة، و دون ذلك خرت القتاد كما ردد زعماؤه كثيرا؛ و النتيجة المأساوية المعروفة سلفا لفوز الرئيس البشير هي:-

    1. انفصال جنوب السودان خلال عام أو أقل، و إعلان دولة "السودان الجديد" و عاصمتها جوبا، و بالطبع فإن الأقوام الأفريقية الصرفة الأخرى بالمناطق المتاخمة للجنوب في جبال النوبة و جنوب النيل الأزرق و منطقة أبيي ستفضّل الانضمام للجنوب، فهي أصلا ممثلة في الحركة الشعبية و الجيش الشعبي منذ قيامهما عام 1982.

    2. و ستظل مشكلة دارفور بلا حل، كما ظلت منذ اندلاعها سنة 2003، و ستتفاقم العدائيات وتتردّى أوضاع اللاجئين و المهجّرين، و ستصبح دارفور كذلك أقرب للانضمام لدولة "السودان الجديد" ، بل هذا ما أعلنه زعماء الحركات الحاملة للسلاح مسبّقا مراراً و تكرارا.

    3. ما تبقى من السودان عبارة عن أرض صحراوية يشقها النيل وتعتبر في ذيل دول العالم الثالث من حيث الفساد الإداري والمالي والسياسي والكثافة السكانية و التخلف الاقتصادي و عدم الاستقرار و الاحتقان المفرط و الاستقطاب بين العلمانيين و الأصوليين الذي لن يزيده فوز المؤتمر الوطني و انفصال الجنوب بتوابعه إلا ضغثاً على إبالة، و هو أقرب من حيث الشبه لشمال اليمن غير أن ثلث سكانه أعاجم (محس و دناقلة و بجة).

    هذه الأوضاع ليست في رحم الغيب يصعب التكهن بها، بل هي التجسيد المتوقع لإستراتيجية الإسلاميين الحاكمين الرامية لشيء واحد: إقامة إمارة إسلامية بشمال السودان على غرار نظام طالبان السابق بإفغانستان والمحاكم الشرعية الحالية بالصومال؛ و ليس هنالك أي هم لدى المؤتمر الوطني الحاكم يتعلق بمعاش الناس أو التحول الاجتماعي أو التعليم أو البنية التحتية أو الموقف من الاقتصاد العالمي و الأسرة الكونية و علاقات الجوار... الخ، فكل هذه الأمور ستحل بها البركة و ستتم معالجتها و حسمها بسرعة خيالية بمجرد تحكيم الشريعة، و ستقف إلى جانب السودان الملائكة و الأسراب الصديقة من الجان المسلم مثلما كانت تحارب مع المجاهدين في الجنوب (كما أخبرونا فى صيف العبور) حتى كتب النصر للجيش الشمالي و ذهب جيش جون قرنق مذموما مدحورا؛ تلك أوهام كذّبها التاريخ، و لكن الخرافة لا زالت تعشعش في رؤوس المتأسلمين الذين يحكمون السودان منذ عشرين سنة.

    و المؤتمر الوطني لم يكلف نفسه بأي دراسات تتعلق بوحدة السودان أو التوازن بين شعوبه و ثقافاته و إثنياته المختلفة، و لا بمستقبل الزراعة و الصناعة و الطاقة في البلاد، و لا بقضايا التنمية التي ستمكن السودان من التعايش مع ظروف العصر و تعقيداته، فهو غير معني بمثل هذه المسائل طالما هو أصلاً في السلطة بلا منازع لعقدين من الزمان، و ليس هنالك عاقل يتخلى عن السلطة بمحض إرادته. و من ناحية أخرى فإن الناخبين لم يطالبوا مرشح المؤتمر أو أي مرشح آخر بماهية برامجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، و بكيفية حله لمسائل توزيع الثروة و السلطة، و فلسفته الخاصة بحل مشكلة الأقليات و القضاء على التفرقة العنصرية السائدة و إرساء مبادئ المساواة بين الناس بغض النظر عن الدين أو العنصر..الخ. فالناس مغلوبون على أمرهم، يكابدون العيش من دغش الصبح الى مغيب الشمس، و مثقفوهم و كوادرهم النقابية مشتتون في أركان الأرض، و من بقي منهم أسكته الكبت و الإرهاب و الزيارات المتعددة لبيوت الأشباح، و يلح عليهم السؤال البسيط : لماذا يا ترى تنوء ظهورنا بتبعات الكفاح ضد هذا النظام المتسلط بينما يلوذ الآخرون بالدول الغربية و العربية و يتقلبون في نعماء العيش؟ رغم ذلك، على كل حال، هنالك من بقوا ممسكين بالجمر وما بدّلوا تبديلا، ولواء الانتفاضة القادمة معقود بنواصيهم.

    و هكذا فإن الرياح تهب في أشرعة البشير لعلها تستدرجه إلى مصير محتوم، بما في ذلك الرياح الشمالية من صوب الريف ( أي الكنانة) التى لا تمانع فى إقامة إمارة إسلامية بالسودان ولا تقبلها فى غزة، ومعروف أن من يقف وراء النظام المصري هو أمريكا والغرب كله؛ فلقد كنا نحسب أن مصر ستنزعج من احتمال انفصال الجنوب، و لكن نراها تلوذ بالصمت المريب، وهي تعلم جيدا أن انفصال جنوب السودان أصبح وشيكا، و أن العام الحالي هو آخر سنة للبودي بوليتيك السوداني بشكلة المعروف منذ عام 1822م، وأن فوز عمر البشير و جماعة المؤتمر الوطني هو الضمانة الكاملة لانفصال الجنوب و جبال النوبة و أبيي و جنوب النيل الأزرق و دارفور، فالمخابرات المصرية لها تواجد في السودان يفوق التصور، و كان لها دائما مشاركة مباشرة في الأجهزة التنفيذية (أتذكرون محمد عبد الحليم وأخاه أحمد؟)، ولها مراكز دراسية متخصصة في شؤون السودان، و لها خبراء يدّعون الإلمام بالشأن السوداني، وقد أصابونا بالغثيان من كثرة ظهورهم على شاشات التلفاز، و هي تزعم أنها أقرب إلينا من حبل الوريد؛ فلماذا سكتت مصر عن الحديث المباح كأن الأمر لا يعنيها؟! لا بد أن الحسابات المصرية تسير على النحو التالي، كما يشير المنطق:

    1. ترغب أمريكا في انفصال الجنوب، و خير لمصر أن تسعى للجنوب مباشرة و تعقد معه ما تيسّر من اتفاقيات ثنائية ( على غرار اتفاقيات كامب ديفيد مع إسرائيل)، و ليس هنالك مصلحة مشتركة في حقيقة الأمر غير مياه النيل، و هذه لا يحتاج لها الجنوب في المستقبل المنظور إذ تهطل الأمطار هناك معظم أيام السنة و الزراعة مطرية مائة بالمائة و ليس هنالك مشروع ري و لا طلمبة سحب واحدة على النيل و روافده بالجنوب، و هي اتفاقيات ستتم بضمانات أمريكية، و ربما تتضمن مليارا آخرا أو مليارين من الدولارات في شكل قمح أمريكي، و ليذهب الشمال إلى الجحيم، فالنفس أولى من الصاحب، أليس كذلك؟

    2. لا تنسى مصر أن الديمقراطية في شمال السودان دائما تجلب المشاكل وتأتي بالأصوات الحرة التي تتحدث عن الظلم و حصة مياه النيل و الأراضي المحتلة في حلايب و غيرها، فلا أقل من دعم البشير (علي طريقة الجان الذى تملك زمامه أفضل من الذى لا تعرف عنه شيئاً) لأنه مؤدب و ابن حلال و لا يثرثر عن هذه المسائل، وسيخضع للابتزاز وسيفعل ما يريده النظام المصري، خاصة بعد انفصال الجنوب ببتروله و غازه و موارده الأخرى، و سيكون تحت رحمة النظام المصري الذي يتوسط بينه وبين الولايات المتحدة.

    3. مصر دائما تفضل السودان الضعيف المشغول بنفسه و مشاكله، و إذا لم يكن كذلك فإنها كثيرا ما تؤجج فيه عدم الاستقرار و الفتنة، و هذه فرصة تاريخية لإضعافه بالضربة القاضية التي تجعله يتشظّى كأنه صحن صيني هوى عليه فأس و مطرقة صماء في آن واحد، وعلى الأقل لن يستطيع في القريب العاجل أن ينهض زراعيا و يهدد المنتجات المصرية كالبرتقال والبلح و الأوطة مما تصدّره مصر (أو تعيد تصديره) لدول الخليج والبحر الأبيض المتوسط..

    4. لا زالت العقلية الخديوية في مصر تحسب السودان جزءاً من مصر، و ما حق تقرير المصير الذي انتزعه الشعب السوداني بعد ثورة 23 يوليو إلا نتيجة لتهور ضباط مصريين مشكوك في ولائهم لمصر مثل اللواء محمد نجيب.. و نتيجة لخيانة الزعماء الذين أطعمتهم الحكومة المصرية و كست عظامهم لحما مثل إسماعيل الأزهري و غيره من الاتحاديين الذين انقلبوا عليها فجأة بنهاية عام 1955 و طالبوا بإعلان الاستقلال من داخل البرلمان، و هذه فرصة لاسترداد شمال السودان على الأقل... (المال تلته ولا كتلته)....و هذا بالضبط ما أعرب عنه غازي سليمان قبل بضعة سنوات عندما قال بأنه بمجرد إعلان انفصال الجنوب .. سيطالب بانضمام شمال السودان لمصر فورا، دون أي شروط أو تحفظات.. و لعل ذلك من إسقاطات عقله الباطن لما اختزنه من موائد السفير المصري و غيره من نشطاء المخابرات المصرية بالخرطوم.... و غازي مثال للانتهازي الشمالي الذي يرخي لجامه لمن يدفع أكثر؛ باختصار، يبدو أن هناك من أغرى المصريين مرة أخرى بثمة وحدة جعلتهم يراهنون على فوز البشير الذي سيعقبه انفصال الجنوب، وليس مستبعداً أن يكون البشير نفسه عليماً ومتواطئاً مع هذا السيناريو، فهو أيضا صديق صدوق لغازي سليمان ( و غازي صلاح الدين كذلك.).. و النظام المصري راض عنه تماما و ما أنفك يزكّيه و يسوّقه و يدافع عنه ظالما أو مظلوما.

    مهما كانت حسابات الأخوة المصريين، فإن الولايات المتحدة ما زالت تأخذ حكومة البشير باللين و تسايسها بالحسنى لحاجة في نفس يعقوب؛ أما السبب الظاهر للعلن فهو حرصها على اتفاقية نيفاشا، ليس من منظور الراحل جون قرنق الذي أراد لها أن تقود إلى سلام و ديمقراطية... و من ثم استقرار وتوزيع عادل للثروة و السلطة يمهد الأرض لسودان جديد موحد يضم الشمال و الجنوب، و لكن من المنظور الآخر الذي أسفرت عنه التطورات بعد رحيل جون قرنق و الذي يتلخص في ضرورة إجراء الاستفتاء في مواعيده بغض النظر عن نتائجه؛ و من الواضح أن فوز البشير في انتخابات الرئاسية سيعقبه رفض جنوبي لنظامه باعتباره ملكاً للأقلية الإسلاموية التي تبشر بجعل السودان دولة للخلافة الإسلامية، و هي دولة سيعود الجنوبيون فيها مرة أخرى لدورهم كمواطنين من الدرجة الثانية، يدفعون الجزية و هم صاغرون...... و بالتالي فان الاستفتاء سيتمخض عن الانفصال، و ذلك خيار لن يأخذ المخابرات الامريكية على حين غرة، بل هو حلم قديم ظل يراود الغرب منذ مئات السنين.... الحلم بخلق دولة مسيحية ناطقة باللغة الانجليزية في جنوب السودان تضع حداً لانسياب الثقافة العربية / الإسلامية جنوب الصحراء، وتكون بمثابة جدار فولاذي عازل كذلك الذى طمروه على حدود غزة مع مصر، وعندها سيلتئم الجنوبيون مع أبناء عمومتهم وخؤولتهم من القبائل النيلية والبانتوية الحاكمة فى يوغندا وكينيا، وربما تنشأ دولة شرق إفريقية جديدة، ذات شوكة نفطية ولها منافذ لبحر أقرب عند ميناء ممبسا، تحت الرعاية الأمريكية اللصيقة، وذلك ما سيلقي هوى كذلك في نفس إسرائيل والصهيونية والصليبية العالمية، وياحبذا لو تحالفت إثيوبيا (المسيحية كذلك) مع هذه الدولة الجديدة......حينذاك تصبح جميع منابع النيل في أيدي الأفارقة المسيحيين المتمكّنين في رقعة هائلة تشمل جنوب السودان ويوغندا وكينيا وإثيوبيا (وربما إرتريا كذلك),....وتصبح مصر في موقف لاتحسد عليه....وحقاً من يزرع الريح يجني العاصفة......ومن لا ينظر إلا تحت رجليه يعش أبد الدهر بين الحفر...(أو كما يقول المثل السوداني: التسوّى كريت فى القرض تلقا فى جلدها).

    لا تغيب هذه التطورات عن فطنة القوى الوطنية السودانية، ولكن مثقفيها وناشطيها لا يفصحون عن رايهم فيها بدرجة كافية، ولا يتعدى خطابهم الراهن المطالبة باستحقاقات التحول الديمقراطي، وربما المقصود هو لجم آليات البطش والترويع وإبطال مفعول القوانين والإجراءات الأمنية القمعية قبل الشروع في المنازلة الفاصلة مع نظام البشير؛ ولكن البشير ورهطه لن يسلموا رؤوسهم على أطباق من فضة، وما انفكوا يستثمرون تردد المعارضة وإحجامها عن المواجهة المباشرة لاكتساب مزيد من الشرعية، كأنهم يقولون للأسرة الدولية: ( ليس هنالك معارضة تذكر لنظامنا، وسنمضى فى الانتخابات المباركة من كل الأطراف لتصبح شرعيتنا علي رؤوس الأشهاد شرقاً وغرباً).

    وفى هذا الأثناء يقترب السودان حثيثاً من القاع....قاع الانفراط والصوملة والحرب والفتن، ما ظهر منها وما بطن......ونحن جميعاً واقفون علي حافة الهاوية كأنا نفكر جدياً فى الانتحار الجماعي.... وإلا، ما هذه الإستكانة؟ ما هذا الصمت ومصير بلادنا يتلاعب به صبية أغرار ليست لديهم خبرة إلا فى إدارة الاتحادات الطلابية؟ ألا يدرك أولو النهى والألباب مآلات الواقع الذى نعيشه اليوم؟ ألا يعرفون أن بلادنا تسرع الخطى نحو الضمور والانحسار إلى غير رجعة...نزولاً عند رغائب ثلة من الأصوليين المصابين بلوثة الشمولية وكراهية الأفارقة....جاؤوا للسلطة بإنقلاب عسكري نفذه مائة مجند متمنطق بالزي العسكري....يقودودون بضع مجنزرات وناقلات جنود؟؟.......وبعد عشرين عاماً في السلطة، جاء زمان الحصاد....وهو تمزيق السودان ووضع ما تبقى منه تحت رحمة النظام المصري...الذى هو بدوره تحت إمرة الصهيونية والامبريالية الأمريكية......ما هذا القعود والانتظار البائس؟ ألم تعلمنا حركة الدكتور خليل ابراهيم فى مايو من العام الماضي أن هذا النظام عبارة عن نمر من ورق؟ فقد دخلت حركة العدل والمساواة إلى قلب أم درمان وكادت أن تستولي علي السلطة بمليشيا غير نظامية، على ظهور بضع لاندكروزرات معدلة تعديلاً طفيفاً، وفى ذلك دروس لا يستهان بها....خاصة إذا تذكرنا أنهم قطعوا أكثر من ألف ميل ليبلغوا أم درمان ولم ياتوا من خور عمر أو معسكر الشجرة أو قاعدة وادى سيدنا كما فعلت جميع الانقلابات التى حدثت فى تاريخ السودان.....

    أين ذلك الشعب الذى أزاح الجنرال عبود والمشير نميري لأسباب أقل بكثير من تلك التى تدعوه اليوم للإنتفاضة؟ أم أن كل شيء محسوب وبانتظار اللحظة المناسبة؟ ربما هناك وميض نار تحت الرماد.......عموماً لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون.

    وعلى كل حال، ثمة بوادر طيبة للمقاومة الشعبية متمثلة فى موقف الأحزاب الكبرى من الإنتخابات.....فإن هى واصلت التصعيد لمعركتها مع لجنة الانتخابات لدرجة المقاطعة تكون قد وجهت صفعة للنظام فى مكانها تماماً وساهمت فى عزلته الدولية...ولو عزفت عن الانتخابات وظلت تكشف المزيد من عمليات التزوير التى صاحبت مرحلة التسجيل، فإن محاولات النظام لاكتساب الشرعية تنهار من أساسها...وفي ذلك تشجيع لمحكمة الجنايات الدولية لمواصلة جهودها لإلقاء القبض على الرئيس البشير المطلوب أمامها فى قضايا أوشك العالم أن ينساها فى زخم الانتخابات السودانية.

    ويبدو أن المقاومة ستتصاعد فى الشهور القادمة إذا أصر المؤتمر الوطني على خوض الانتخابات رغم مقاطعة الأحزاب، خاصة بعد زوال القوانين المقيدة للحريات، ولن يصمد هذا النظام أمام أي حراك جماهيري يدوم لأكثر من أربع وعشرين ساعة.......فالحشود التى خرجت لاستقبال السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي هي بالمناسبة نفس الحشود التى خرجت قبل ذلك بعامين لاستقبال جون قرنق... وهي نفس الجماهير المسيّسة والواعية التي لا زالت تحمل جذوة أكتوبر لتدق عنان السماء....ولو خرجت للمرة الثالثة فإن ذلك سيكون اليوم الختامي للمؤتمر الوطني.....ولا مخرج للسودان البتة من المأزق الراهن إلا بانتفاضة من هذا القبيل، مصحوبة بإضراب مدني شامل....وفى تلك اللحظة سيخرج من رحم الجيش والقوات الأمنية من ينحاز للشارع....أليس هذا هو بالضبط السناريو الذى خبرناه من قبل فى 21 أكتوبر 1964 وفى أبريل 1985 ؟ لا سبيل سواه فى الأشهر القليلة القادمة ...وإلا فالطوفان. والسلام.
                  

01-14-2010, 06:19 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10821

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخر عام في تاريخ السودان الموحّد ... بقلم: الفاضل عباس محمد علي (Re: Nasr)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de