|
من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد
|
يا أهل حوشنا سلام جاكم بعد غيبة طويلة ... وكل عام وأنتم بخير.
بمناسبة احتفال النادي السوداني بسلطنة عمان بعيد الاستقلال الرابع والخمسين المجيد، فقد شاركت بقصة قصيرة من مخزون الذاكرة في الاحتفال الذي أقيم بهذه الذكرى العطرة بالنادي الاجتماعي للجالية السودانية بسلطنة عمان. حدثت وقائع هذه القصة بعد مرور بضعة أشهر فقط من تاريخ إعلان الاستقلال في يناير 1956، وكنت شخصيا أحد شهود العيان عليها، وطلبت من الحضور تلمس المغزى من روايتها بعد مرور ما يربو على نصف قرن من حدوثها.
واستجابة لرغبة العديدمن الأصدقاء، هأنذا أنقلها إلى المنبر من خلال هذا (البوست) راجيا أن تحظى بتعليقات الأعضاء ومداخلاتهم، فإلى القصة ...
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: محمد أحمد الخضر)
|
كنت وقتها قد أكملت المرحلة الدراسية الوسطى بمدرسة عطبرة الأهلية، حيث فرغنا للتو من الجلوس لامتحان الدخول للمدارس الثانوية، وعدت إلى مدينة هيا التقاطع حيث كانت تقيم الأسرة في انتظار إعلان النتيجة. لقد سميت هذه المدينة بتقاطع هيا لأنها كانت ملتقى لطرق السكة الحديد (هيا كسلا، وهيا بورتسودان، وهيا عطبرة) وتعج دائما بالقطارات والمسافرين من كل نواحي السودان. كان سائقو وكماسرة قطارات كسلا عند وصولهم إلى هيا يُستبدلون بآخرين يكملون الرحلة إلى بورتسودان، ويبقى أولئك في هيا إلى حين عودة القطار في اليوم التالي ليعودوا به إلى كسلا وهكذا دواليك، ولذلك توطدت صلاتهم مع مجتمع وأهل البلدة، ومن بينهم والدي، رحمه الله، وأذكر من أولئك السائقين العم محمود، بطل هذه الرواية، الذي كان صديقا حميماً للوالد، وكانت تبدو علية كل سمات الزعامة والمهابة.
كانت تغلب على سكان المدينة ثقافة السكة حديد ومصطلحاتها الفريدة، وتقاليدها الخاصة، وأهمها دقة المواعيد لدرجة أن أوقات الآذان لبعض الصلوات كانت تعرف بوصول قطارات معينة، فآذان المغرب مثلا كان يرفع في بعض الأحيان عندما يسمع المؤذن صافرة القطار 67 خارج سنافور المحطة طالبا الإذن بالدخول. لا بد من هذه المقدمة لتشكل خلفية لهذه القصة التي سأحكي لكم وقائعها فيما يلي من سطور.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: محمد أحمد الخضر)
|
• في ذات يوم من شهر مايو أو يونيو 1956، كنت في محطة السكة حديد بهيا في وداع بعض الزملاء والأصدقاء الذين كانوا من بين المسافرين القادمين من عطبرة والمنتظرين للقطار القادم من بورتسودان لمواصلة رحلتهم إلى كسلا.
• وصل القطار في حوالي الساعة الثالثة مساء، وبعد توقف في المحطة دام حوالي ساعة كاملة، أطلق ناظر المحطة صافرته تنبيهاً للمسافرين لركوب القطار. ثم أطلق كمساري الفرملة الصافرة الثانية ملوحا لسائق القطار بالشارة الخضراء تأكيداً لتمام الاستعداد للتحرك، وأن كل شيء على ما يرام.
• لوحت لأصدقائي بالوداع، ثم اتجهت عائدا إلى البيت . لاحظت وأنا بالقرب من القاطرة البخارية أن السائق هو العم محمود بلحمه ودمه، وكان نازلاً من المنامة (عربة استراحة السائقين) إلى الأرض يحمل في احدي يديه إبريقا للوضوء وفي الأخرى سجادة صغيرة للصلاة. افترش عم محمود السجادة وبدأ الوضوء غير عابئ بصافرات ناظر المحطة والكمساري التي كانت تشنف آذان المسافرين والمودعين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: الزاكى عبد الحميد)
|
الأستاذ / محمد أحمد الخضر مرحبًا بعودتك مع ذكرى الإستقلال
Quote: حدثت وقائع هذه القصة بعد مرور بضعة أشهر فقط من تاريخ إعلان الاستقلال في يناير 1956، وكنت شخصيا أحد شهود العيان عليها، وطلبت من الحضور تلمس المغزى من روايتها بعد مرور ما يربو على نصف قرن من حدوثها. |
هذه قصة الحديث فيها ذو شجون ياودالخدر عندما سمعتها منك وانت تتلوها من على منبر النادي الإجتماعي للجالية السودانية بمسقط ، قلت في نفسي : عمنا سائق القطار يكون أول من أسس لعدم إهتمامنا نحن السودانيون بالزمن ، هذا هو إنطباعي الأول ، ربما لأنني مهمومة بأهمية الوقت ، متمنية أن تزول أعراض الإعراض عن الإلتزام بالمواعيد ... وأما بعد أن قرأت القصة الآن تناوشتني أعراض حمى التأويل والتعليل :
Quote: يا شيخ حرام عليك، يا خي الحسنة الوحيدة التي ورثناها من الاستعمار الذي غادرنا قبل أيام هي الانضباط واحترام المواعيد، ثم يا أخي الشريعة سمحت للمسافر بأن يقصر ويجمع الصلاة، تقوم انت تضيق الواسع وتؤخر القطر على مسمع ومرأى من كل الناس لا تقديراً لمسئوليتك ولا مراعاة لشعور المسافرين؟؟!! |
عين الحق ...
Quote: عند سماعه لهذا الكلام انتفض عمك محمود كالأسد، ووسط دهشة الحاضرين ألقى خطبة عصماء اختتمها بقوله أن الاستعمار البغيض قد خرج من البلاد إلى غير رجعة، وأننا أصبحنا أحراراً في بلادنا، كرماء لضيوفنا، ولن نسمح لأذناب الاستعمار بالسيطرة علينا، أو لأي أحد بأن يتدخل في عملنا أو يملي إرادته علينا، ثم هتف بأعلى صوته: يسقط يسقط الاستعمار، يسقط أذناب الاستعمار... من تخاذل ليس منا |
الحرية حلوة زي العافية ، وطبعًا عمنا محمود اكتوى بنار الإستعمار ، وعبّر بما يراه مناسبًا من وجهة نظره ، ولكن ... الا توافقني في أن ذلك التصرف يحسب إفراطًا أدى لتفريط ؟
لك التحية ولنا عودة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: سمية الحسن طلحة)
|
كتبت الأخت سمية بت طلحة:
Quote: وأما بعد أن قرأت القصة الآن تناوشتني أعراض حمى التأويل والتعليل |
هذا هو عين المطلوب أن (تتناوش القراء حمى التأويل والتعليل) وأن تتباين الرؤى حول وقائع القصة ومغزاها بعد مرور هذه السنوات الطويلة. ولا زلت أتمنى أن يشارك القراء الكرام كل من الزاوية التي يختارها لتأويل وتحليل ما حدث يومها. ولك ياسليلة الكرام اطيب المنى لتشريفك لنا بهذا الحضور البهي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: محمد أحمد الخضر)
|
كتب الأخ الزاكي عبد الحميد:
Quote: فهم عمك محمود لمعنى الاستقلال فهم شاركه فيه كثيرون وأسسوا بذلك قاعدة رخوة لمجتمع بدأ لتوه يتنفس أنسام الاستقلال ... |
كان يفترض أن يأتي تعليقي على مداخلة الأخ الزاكي منذ الأمس ولكن يبدو أنني قد ارتكبت خطأ فنيا أدى لعدم ظهوره، فللأخ الزاكي العتبى حتى يرضى.
من المؤسف يا أخي الزاكي أن الكثيرين كانوا ولا زالوا يعتقدون أن نيلنا للاستقلال هو هدف في حد ذاته، وتجاهلوا المسئوليات الالحضارية المترتبة عليه، ودونك على سبيل المثال ما نعانيه من عدم احترام المواعيدالذي أصبح واحدا من صفاتنا المميزة بكل أسف، والذي أراك تشكو منه دائما.
أشكرك كثير على مبادرتك الشفيفة وفي انتظار عودتك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: محمد أحمد الخضر)
|
Quote: هل تعلم أنا في زمن الصغر كنت أتمنى أكون ناظر محطة أو سواق قطر؟َ! ياخي كانوا مالين عيني بشكل!!! |
نحن طبعا طموحاتنا ما بتقارب هذا السقف يا العشاء
انا زمن الصغر كنت اتمنى اكون سواق سفنجة تخشيبة واجي الموقف جنب الجزارة والناس متلمين لوزن اللحمة وناس هناك فارشين خضار وواحدين منتظرين عربية تجي توديهم السوق ويلا اخوك يجي خافس ليهم بالعربية من جوة الحلة ومشنق الطاقية وتكون في هبيّب منوّمة ليك ريش النعام لا وراء واقوم اديها ليك كوز محلات الخيران الجوة الحلة وتووووووووش اجي ابركن جنبهم وادى ليك الابنص دوسات ولسان حالي يقول ( لقيتوني كيف)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: عماد الشبلي)
|
Quote: أولاً من يوم الليلة سننعم على المسنوح بلقب جديد ونسميه (المسنوح الأكبر) قال سناحة قريبك قال؟! هسه لزوم الختا شنو؟؟ هوي يالمسنوح الأكبر أرعى بقيدك. |
دحين جربت قدمت ليك حجاج ايام زمان ونمت معاهم في الواطة والمداح جنبكم داقين الطار؟
دحين ما جاتك بكية حنان لابيك او جدك او حبوبتك المسافرة؟
دحين نشّفتوا ليهم البصل والويكيييييي
دحين حصل استقبلتهم وهم جايين من الحجاز شايلين الطواقي والساعات والسبح والفرش العجمي ؟
اخخخخخخخخخخخخخخخخخخ من ايام زمان ما فيها سناحات اصلا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: الطيب شيقوق)
|
Quote: دحين جربت قدمت ليك حجاج ايام زمان ونمت معاهم في الواطة والمداح جنبكم داقين الطار؟ |
يا مسنوح يا أكبر يمين بالله متذكر يوم وداع أبوي للحج في سنة 1950 والمودعين راكبين المركب من قريتنا في غرب النيل بالشمالية وهم يرددون مدحة ( صلاة في سلامي على خير الأنام) وغيرها من المدائح لنبويةإلى أن أوصلوه إلى محطة السكة حديد بكريمة. دحين مر عليك جنس دا؟؟!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: محمد أحمد الخضر)
|
Quote: وهم يرددون مدحة ( صلاة في سلامي على خير الأنام) وغيرها من المدائح لنبويةإلى أن أوصلوه إلى محطة السكة حديد بكريمة. دحين مر عليك جنس دا؟؟!! |
اللورد كتشنر - يا ود الخضر - وفي حملة غزوه للسودان في نهاية القرن التاسع عشر يقال توقف عند مدينة فركة وخاطب الاهالي قائلا لهم انه جاء مكلفا من حكومة صاحبة الجلالة لحماية الاسلام والمسلمين من محمد احمد ( المتمهدي ) عدو الاسلام لانه منع الحج ولكن مالم يقله كتشنر ان المهدي منع الحج من اجل الجهاد ثم عدد بعض المواقف التي اعتبرها بعض العلماء خروجا للمهدي عن بعض المذاهب الدينية.
شوفت اللعب كيف؟
بعدين مدينة فركة دى وين يا استاذنا
انا بعرف الفركة بالحيل واينما وردت تلك المفردة الجميلة تلازمها مفردتان هما القرمصيص والبرش الاحمر والبرش الاحمر نفسه انواع اجملها واغلاها ما يسمى بالدقّة وسميت هكذا لانها تصنع من الضفيرة الناعمة ثم تلّون تشكيليا بما يسمى التفتة والتفتة هي مجموعة من عينات البدرة الملونة .
ومن البروش الكبشور والصارموجة وغيرها .نواصل خليك معانا يا استاذنا الكلس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: محمد أحمد الخضر)
|
مولانا حسن طه:
Quote: قرات القصة والمداخلات وتنازعتني أشياء وأشياء فسرحت بعيدا مع الاستقلال الذي أخاف ان اقول عنه والذي لا اتمناه : "الذي كان " وعن القطار وسفرياته الجميلة التي لا تنسي وأهلنا الطيبين في ذاك الوقت الطيب |
عزيزي حسن من أهداف البوست أن نقرن الاستقلال بما حدث بعده، وتم اختيار السكة الحديد كنموذج لذلك، إلى جانب فتح المجال لذكرياتنا الحبيبة مع القطار الذي لعب دورا حيويا وهاما في صهر السودانيين ودمجهم في وطن واحد.
عليك الله يا مولانا لا تبخل علينا بذكرياتك في هذا الخصوص.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: محمد أحمد الخضر)
|
أستاذنا ود الخضر
القصة جميلة ومغزاها كبير، وقد ذكرتني بأسفار القطار وبأيام السكة الحديد التي كانت عنواناً للدقة والنظام، وماأحلى سفر القطار، والوقوف عند المحطات التي تصطف على جنبات القضيب لأميالٍ وأميال، زمن الروقة وعندما كان إيقاع الحياة هادئاً ورزينا، وعندما كان حبل المهلة يربط ويفضِّل، وأنا لا أبالي عندما أقول بأن الإستقلال قد أتى مبكراً، والبكاء عليه أولى كثيراً من الإحتفال به.
تسلم يا جليل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: الطيب شيقوق)
|
محمد عثمان محمود:
Quote: زمن الروقة وعندما كان إيقاع الحياة هادئاً ورزينا، وعندما كان حبل المهلة يربط ويفضِّل، وأنا لا أبالي عندما أقول بأن الإستقلال قد أتى مبكراً، والبكاء عليه أولى كثيراً من الإحتفال به. |
الحبيب الغالي محمد عثمان شرفتنا بطلتك البهية وأvجو أن تواصل معنا مشوار هذا البوست . رأيك عن الاستقلال يعتنقه الكثيرون ويستحق التأمل. تسلم يا عظيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: محمد أحمد الخضر)
|
استاذي ود الخدر الفي الصورة دي الصغيرة و الوحيدة "لين" اتت للدنيا بعد أن اكملت سبعة اشهر فقط في بطن امها وهي من مواليد ابها و تغريكم هي وأخوانها الذكور السلام. ابننا عثمان حسين العبد ة(البوشي) كتب هذه الأنطباعات عن رحلة قطار بورسودان لعطبرة قطار الشوق رحلة من بورتسودان لعطبرة
الدنية صيف تقيل وحر يفسخ الشوارع رطوبة تقيلة لامن تلاقى الطين يلصق فى نعلاتك وكل مسافة تاخذ وقفة علشان تنفض الطين من السفنجة وطبعا اذا كانت السفنجة تعبانة يكون عندك وقفتين وقفة لنفض الطين والتانية لى دخيل نخرة السفنجة التعبانة كل مرة تتملص وتطر للقوف لدخيل النخرة مرة اخرى – والناس خلاص على مشارف الاجازة الصيفية فىبورتسودان( برغود) لاادرى من اين اتى هذا الاسم الذى لصق فى زهن كثير من اهلنا – الناس تلقاها كل يومين تلاتة فى سوق البر لشراء الهدايا – للتجهيز لرحلة الصيف الى الارض الحبيبة فتوار -- وتلاقى الناس من قبال ثلاثة شهور مجهزة الحجوزات للقطر – وخبرك يكون سيطة زايع انك مسافر وتلاقى ظروف الجوابات دى ماتديك الدرب المرسل رسالة حنين لاهلة والمرسل المصيريفات لامة وابوة وولاداته – تلاقى برغود تعج باجواء السفر وينابك شعور جميل انك اما تقضى رمضان او يصادف الاجازة عيد الاضحى --- اهى وتبداء الرحلة اما تاخدلك تكسى احمر لمحطة القطار فى حى السكة حديد حيث يرتبط القطار بزكرى لن تنسى ابدا بالسيد الشامخ شموخ القطار السيد ابوزيد بركات وكان زلك الرجل يسهل لجميع اهل فتوار مايريدون او يحبون لسفرهم وغيرهم من الناس --- -- واياك وتنسى ورقة الحجز ( المنفستو ويكون ومعاه كروت التزاكر لعدد العائلة المسافرين حيث كانت هناك نصف تزكرة للصغار وياويلك لو كنت عزابى ومادافع التزكرة عندك حلين اما تنزل محطة سلوم او لو الكمسارى ود حلال يحلك منة انك احد اقارب السيد ابوزيد بركات (ماقتلكم ) ويبدا قطار الشوق رحلتة التى كانت تعتبر طويلة جدا لانها اطول مسافة كنا نقطعها فى بلاد السودان الشاسع --وتلاقى القطر مكروب لى اضنية من الركاب جميع القبائل فى الكراسى الخشبية الجميلة المتقابلة وكل مرة تسمع لك غارة فى مكان يازول عفصط الولد انت مابتشوف انت البيخليك ترقدة فى الدرب اشنو -- وهناك يصيح العسكرى ياناس الشنطة دى حقت منو مافى زول يجاوبة – وتلاقى الناس ماده راسة بى شبابيك القطر متل الجداد الكاتلو العطش – يازول اسرع ارفع الشنطة وتكون شنطة مرسال جاياك فى اخر دقائق --اهى داير تختها وين براك شايف المحل وتحتار – اهى معاكم سلامة عليك الله سلم على خالى – وهناك عليك سلم على الوليدات وماتنسى المصاريف والجواب -- وهنا تسمع صافرة العملاق – تشير الى الانطلاق – وبالفعل يلوح اهالى بورتسودان المودعين لاهاليهم – وداعا الى عودة الى برغود ثم تبداء حركة قطارنا ليست على عجل وكنة يجرجر عجلاتة وصوت الحكة تسمعا جوه -- وتبداء الرحلة الجميلة والمرهقة رقم جمالها وبعد مسافة تجد عويل الاطفال قد بداء يخف والناس بداءت تكرس من كتر الحر والغارة – والعطش وينتظم كل على كرسية واخرون على الممشى والاخرون بجوانب ابواب القطار والذى انطلق وبداء الناس يشمون رائحة الزيفة --ويرفع احدهم راسة بالله عليك الله دى حالة دى دابنا فى سلوم ---حيث البرد الغارس ومزارع سلوم الجميلة ثم تبدا حملة الكمسارى ويرافقة العسكرى والدنية نص الليل يازول صحى الزول القبلك دى وين تزكرتك قدام مع اخوى – وانت وين تزاكركم تراها دى ويقوم الكمسارى باتاشيرة على التزاكر ثم يتخطى الناس وهو طالع على اطراف الكنب -- يازول ماتنزل جزمتك دى مابتشوف --- وتسمر الرحلة -- وتبيح علينا الواطة فى مسمار حيث الرمال الغزيرة وتلاقى الهدندوة يكوركو والباعة المتجولين ---- شاى –شاى –شاى // والاخر جنى الجداد مستوى يا – جبنة جبنة جبنة – وتلاقى يازول البروش وتقاريق السعف ماتديك الدرب والنطاعة – وغيرها من الفنادك المصنوعة من جزوع الاشجار – وتلقى اخر يصيح - مساويك –مساويك – مساويك
والعجب لونزلت لقيت واحد مسوى لية فول حار والناس مدفسين فى الراجل لمن هو زاتو مايعرف ربحان ولاخسران فى الشغلة المهم برنامج لامن تسمع يازول اجرى اجرى السنفور فتح وفجاه تحمل ماشريتة وتتفرك جرى شديد لان القطار بدا يتحرك وببطء شديد جدا يقادر تلك البلدة الجميلة التى تحضنها الرمال الذهبية البلورية --- وينطلق قطارونا على عجل متجة الى بلد الحديد والنار عطبرة ثم فجاءة يهدى السرعة فى شنو ياناس والله قالو فى واحد وقع من القطر --- وينتظر القطار الساعة حتى يتم الانضباط ويحرك عجلاتة وفى بالة تكملة الرحلة بسلام وتنهرك المرى المشلخة لاورى هوى ياجنى مالك مابتشوف -- معليش ياحاجة وانت تكون الساعة ديك مزنوق لانك دنكلت فى الفطور الصباح -- وفجاه تشم ريحة الطعمية اللزيزة زات المزاق الخاص وتجد نفس المرى نفسها تدنكليك ساندوتش وتقوليك امسك ااوليد افطر وتقلبك طيبتك وطيبة الشايقية – وتتطر لاخذ الساندوتش وتاشر لجماعتك هوى ماتعاينو لى بالفطور افطروا --- وهنى يكون القطار قد اطلق صافرتة العزبة لمشارف الحديقة والدجاية والروجل تللك المحطات التى لاينساها من سافر بالقطار --- ثم تاتيك اشلاقات الجيش ثم ترى دخان ماسبيو من بعيد ويطلق العملاق صافرتة بقية الدخول لعطبرة الحلوة - فيها ناس طيبن – وتسمع عجلات القطا ر بصوت الفرامل الصارخ المعهود لدى الجميع لكى تهدى السرعة للشروع فى الدخول لمحطة عطبرة الحلوة زات الطابع الخاص – ويتوقف القطار ماخذا نفس طويل كانة حمار جارى كارو موية – ويتنهد حتى ياخذ قسطا طويل من الراحة ليواصل رحلتة لاهلى الشوايقة – وينزلو اهل البلد وتقابلك ازيار عطبرة ديك الكبيرة وقلييييدة وتطمن وفيها موية حلوة حلاوة يضربك الماس لانك جاى من بلدا مويتة مرة مرارة الملح وتعوضك مياه عطبرة مياه النيل الاصلية التى تلسع فى اللسان زى ماس حجر البطارية الجديد -- ثم تحمل عقائبك للذهاب الى احد بيوت الفتاورة -- او بيت العزابة بقية مواصلة الرحلة للقرية الجميلة ---
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: حسن طه محمد)
|
عزيزي، كل عام والجميع بخير, الإنجليز حكمونا بأكثر أبنائهم وطنبة وأكثرهم احتراما للتاج البريطاني، فقط تذكر ما ترجمته أنت ، تلك الترجمة الفخيمة،قصص كانتربري السودانية، كبف كان أولئك الشبان الإنجليز من إداريين ، وبيطريين وأطباء وممرضات، كيف كانوا يقطعون الوهاد والوديان على ظهور الجمال والثيران لأداء واجباتهم نحو التاج البريطاني ، وليس لخدمة المواطن السوداني، فأخلصوا وأجادوا الأداء وأحبهم الشعب السوداني. لكن من جاء بعدهم من الوطنيين، لمن كان ولاؤهم؟؟ استلموا سلطة الإنجليز ركبوا سياراتهم ، جلسوا في مكاتبهم، واستمتعوا بمنازلهم وحدائقها، أتذكر جيداً صورة السجينة التي كان يؤتى بها من السجن لكي ""تهبب"" الإنجليزي بالبنكا punkaأو punkah ، طيلة جلوسه بالمكتب ، ودون مقابل ، واستمرت هذه الممارسة المذلة حتى بعد خروج المستعمر المصري البريطاني وحتى دخول الكهرباء مدينتنا. كان المفتش الإنجليزي يمر يومياُ أمام منزلنا على ظهر حصانه متفقداً الشوارع ونظافتها جاء بعدهم السودانيون وركبوا عربات اللاندروفر لا ليتفقدواالشوارع ولكن لقضاء حوائج نسائهم وتفسيحهن، من جاؤا بعد الإنجليز ، الذين كان ولاؤهم للتاج البريطاني، كان ولاؤهم للسيدين ، فبئس الولاء. ذكر دونالد هاولي أنه ، وهو المستعمر خريج أوكسفورد ، لم يتمكن من شراء الثلاجة إلا بعد أن قضى 10 سنوات في السودان واليوم أي مراسلة مرتشٍ يسنطبع ، من قولةتيت ، شراء ثلاجة، وحسب هاولي نفسه، فإنه ،وحتى خروج المستعمر ، لم توفر الحكومة مكيفاً إلا لموظف واحد ، ألا وهو الحاكم العام!! وكان مدير شركة شل هوصاحب المكيف الثاني، اليوم شوف المكاتب وشوف أي هلفوت عنده مكيف شوف فرش الموكيت ، وشوف ، لو تصدق ، التايلانديين وهم ينظفون مكاتب أمانة الولاية، أي فجور ، وأي افتراء على الشعب هذا!! خرج المستعمر ، وأوهمونا بأنا أحرار : ""أولاد بلد نقعد نقوم علي كيفنا!!!"" و ""البلد بلدنا ونحن أسيادا!!"" خربنا أكبر شبكة سكة حديد في أفريفيا، أكبر مشروع زراعي تحت إدارة واحدة في العالم، مشروع الجزيرة ، معروض للبيع لكل شذاذ الآفاق من جميع أنحاء الدنيا، هجرنا اللغة الإنجليزية في مدارسنا وجامعاتناـ ففقدنا حتى اللغة العربية!! سمعت ، وأنا طفل صغير ، الشاعر يقول في ليلة سياسية: ""الله يقِدَّهم ...ناساً زُرُق شينين!!"" ورأيت السادة لابسي البدل الأنيقة، وذلك الرجل ، عليه الرحمة ، الذي كان، كما وصفته لوالديَّ عليهما السلام، ""لمن يضحك بيشبه السمكة"" يكادون يموتون ضحكاً!!
الله يقِدَّهم ...ناساً زُرُق شينين!!
نلك كانت أولى خطوات تمزيق بلادنا.
هي الحكاية ياود الخضر بقت علي صلاة عمك محمود!!؟؟
تحياتي
ً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: dardiri satti)
|
محمد الشيخ:
Quote: وتلاقى القطر مكروب لى اضنية من الركاب جميع القبائل فى الكراسى الخشبية الجميلة المتقابلة وكل مرة تسمع لك غارة فى مكان يازول عفصط الولد انت مابتشوف انت البيخليك ترقدة فى الدرب اشنو -- وهناك يصيح العسكرى ياناس الشنطة دى حقت منو مافى زول يجاوبة – وتلاقى الناس ماده راسة بى شبابيك القطر متل الجداد الكاتلو العطش – |
أخي العزيز ود الشيخ أشكرك على هذه المداخلة البديعة، وأهنئ الابن عثمان حسين على هذا الوصف الرائع الدقيق لرحلة القطار من بورتسودان إلى عطبرة. طبعا نحن كنا نركب من تقاطع هيا التي كان يصلها هذا القطار الساعة التاسعة والنصف مساء علما بأنه يغادر بورتسودان الساعة الواحدة ظهرا (فتأمل). وهات يا مدافرة ومحامرة إلى أن نجد لنا مكانا في الممشى، أو طرف كنبة في درجة رابعة أو ثالثة. وبعد محطة محطتين تهدأ الخواطر وهات يا ونسة تبدأ في أغلب الأحيان بالسؤال التقليدي: انت يا اللخو من وين؟ أنا مشبهك على زول، وتستمر الونسة إلى أن يكثر التثاؤب ويغلب النعاس على الجميع ويتكئ الجميع على بعضهم البعض أو إن كنت محظوظا تجد لك فسحة صغيرة تتكرفس فيها. أجمل ما في هذا القطار أنه كان يصل عطبرة حوالي الساعة السادسة صباحا. لقدأعجبني كثيرا وصف الابن عثمان لمدينة عطبرة والقطار مقبل عليها في الصباح الباكر.
أكرر الشكر وأنتظر تكملة الرحلة إلى فتوار وأوعى تكون بقطر كريمة، مع تحياتي الخاصة للصغيرة (لينا).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من دييييك ... وعيييك. مشاركة إسفيرية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد (Re: محمد أحمد الخضر)
|
الدرديري ساتي:
Quote: كبف كان أولئك الشبان الإنجليز من إداريين ، وبيطريين وأطباء وممرضات، كيف كانوا يقطعون الوهاد والوديان على ظهور الجمال والثيران لأداء واجباتهم نحو التاج البريطاني |
أهو دا الشيء المحير فعلا. في رأي عمك محمود دا كان استعمار وبس. وبكل أسف أظن أن ذلك كان رأي الكثيرين من الذين سودونوا الخواجات. وشكرا يا درديري على ملاحظاتك الهامة وربنا يصلح الحال.
| |
|
|
|
|
|
|
|