كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة)

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 07:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-05-2010, 02:33 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة)

    أعرفه كما أعرف تماما صوت بطني لحظة جوع ممض. لا أدري متى وأين وكيف بدأت علاقتي به. لكن المؤكد أنه ظل يلازمني عبر أغلب مراحل حياتي المختلفة.

    مرة أقول من باب العزاء لنفسي إنه (يا صابر) ليس سوى وهم. مرة أخرى يخال لي لسبب أوآخر أنه عصي على رؤية كل الناس. ومع ذلك، كنت ولا أزال أراه دائما هنا أوهناك. يجلس قبالتي داخل مركبة عامة. يمشي إلى جواري بخطى أثيرية منصتا لوقع أقدامي على جانب شارع مقفر آخر الليل. أوينطوي على نفسه بمعدة خاوية عند ركن معتم من احدى الغرف الكثيرة التي أنفقت فيها سنواتي المقتربة من الستين حثيثا.

    زوجتي ماريا التي تصغرني بنحو العشرين عاما تقول إنها لا تراه. ولكن تتفهم من واقع خبرتها الخاصة ما يحدث لي. قالت ذات مساء بعيد كمن يحاول جاهدا أن يمحو أسى بأسى إن والدها الذي جاء إلى كندا لاجئا من ضواحي احدى مدن بوليفيا المجهولة قبل أربعين عاما ظل يراه بدوره بنفس الملامح الحزينة لكلب جائع حتى الممات.

    وقتها سأل الممرضة المتابعة أن تتركه وحيدا في غرفته الكائنة داخل أحد المباني السكنية المخصصة لكبار السن في المدينة. قال لها في ما يشبه اللغز وهو يغمز بعينه اليسرى كعاشق عريق إنه يتوقع زيارة خاصة لن تأخذ من وقته الكثير. بعد نحو الساعة تقريبا عادت تطرق الباب قبل أن تدفعه إلى الداخل برفق. كان هناك، يتمدد على سريره الصغير بلا حراك، وعلى فمه شبح إبتسامة. ماريا قالت ما لا يزال يثير حيرة الممرضة لحظة أن أخبرتها برحيل والدها أنه لم تكن تتوقع أن الموت يمكن أن يكون قريبا إلى هذه الدرجة من رجل ظل يأكل على ذلك النحو حتى وهو على أعتاب الثمانين.

    أذكر في أحد أيام هذا الشتاء أننا دعونا زوجين شابين من جماعة مسيحية تنتمي إليها زوجتي تدعى "شهود يهوا " لتناول وجبة الغذاء في مطعم صيني قريب. كانا قد حضرا من السلفادور قبل نحو العام كمهاجرين جديدين. فجأة أخذ الزوج يتحدث عنه. بينما أخذت زوجته توافقه بإيماءة حزينة برأسها من حين لحين.

    قال "كانت أمي تشعر بفم صغير يمتص من ثديها الآخر كلما شرعت في رضاعتي". فم أشبه بالظل في ليالي الريف الداجية. لا تراه. لكنه موجود دائما هناك. ما إن تغمره بقعة من الضوء حتى يطل بعينين جاحظتين وجسد منهك هزيل كما لو أن الطعام لا وجود له في هذا العالم. كنت أصغي إليه بحواسي كلها قبل أن أنتبه على حين غرة إلى تلك الغلالة الرقيقة وهي تظلل عيني ماريا كغيمة على وشك الهطول.

    بعدها مضت الدقائق ثقيلة متباطئة. وبدا ألا شيء آخر يمكن أن يقال. فقط كانت تُسمع الضجة الأليفة لآنية الطعام. وذلك اللغط الحميم المتناهي من الموائد المجاورة من آن لآن. حين بدأت أتطلع إلى ندف الجليد المتساقطة في الخارج كعادة قديمة رأيته وهو يلوح لي بيده من وراء مدخل المطعم الزجاجي ذي الإضاءة الخافتة. "لعلك تراه في هذه اللحظة"، سألني الزوج بشيء من الحزن، وقال: " ياإلهي، خلت أني تركته ورائي هناك"!.

    في ذلك المساء، قالت ماريا إن والدها في أيامه الأخيرة كان يراه في هيئة رجل نحيل يشبه حطام ذكريات بعيدة مات أغلب أطرافها. وما إن يراه حتى يضرب بنصائح الأطباء عرض الحائط. ويشرع لسبب ما في تناول كميات كبيرة من الطعام تكفي في كل مرة لإشباع كتيبة منهكة من جيش الكولونيل جرمان بوش أيام حربه الضروس التي أوصلت غوالبرتو فيلارول إلى سدة الحكم قبل أن يتحول الأمر برمته في ظرف أقل من ثلاث سنوات إلى كارثة ألقت بوالدها في أحد المطاعم الكندية غاسلا للأطباق وسط الكثير من الآمال الثورية الغابرة.

    لا أذكر قط أنني سمعته وهو يتكلم طوال علاقتي الممتدة معه. كان عادة ما يجلس حزينا يتأملني وأتأمله في صمت. ذات مرة رأيته في القاهرة وهو يطل من عيون أطفال في أسمال بالية كانوا يحدقون من بعد في فترينة لعرض الحلويات في شارع مزدحم. أوهكذا خيل لي. المشاعر وحدها تطل من العيون. وهو شيء كائن. له ملامح ووجود يحجبه القرب الشديد غالبا. قيل إنه لا يظهر سوى لأناس يعايشون ظرفا كالذي عايشته معظم أيام عمري. الآن، ماالذي يجعله يلوح لي بيده من وراء مدخل المطعم الزجاجي ذي الإضاءة الخافتة؟.

    "إنه يظهر لك في هذه اللحظة (يا سابر)"، تقول ماريا بأسى، وتضمني إليها طويلا، يحدث ذلك على الأرجح حوالي الثالثة بعد منتصف كل ليلة تقريبا حين تفتقد وجودي إلى جوارها داخل غرفة النوم بعد فترة قد تطول أوتقصر.

    آنذاك، كان أول ما أحس رائحة جسدها الدافئة وهي تتسلل إلى أنفي من وقفتها عارية القدمين داخل أحد قمصان نومها الشفافة بينما تميل مستندة بكتفها الأيسر على باب المطبخ المشرع تراقب بحنان غامر محاولة تجاهلي له ببحث مضن عن شيء آخر منسي أو لا وجود له أتصور وقتها أني سأعثر عليه مختبئا داخل درج ما.
                  

01-05-2010, 02:46 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    كتاب القاهرة الطيبة (مجموعة النصوص القصصية الثانية للكاتب/ معدة للنشر).
                  

01-05-2010, 09:29 PM

elham ahmed
<aelham ahmed
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    ابو العيال


    كم نحن فخورين بك

    محمد انيس امهم
                  

01-05-2010, 10:07 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: elham ahmed)

    *****
                  

01-05-2010, 10:58 PM

عرفة محمد سعيد
<aعرفة محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 11-08-2009
مجموع المشاركات: 443

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: ابو جهينة)

    عندما تنتشر روح الحياة في المنبر

    ويورق المكان

    وتفوح روائح عبقة في ارجائه ..

    نعلم حينها انك هنا ..

    تنثر درراً كعادتك

    ونتهافت

    وندخل حيث انت وما تنثر

    ونهديك السلامات والامنيات الطيبة

    ونتابعك

                  

01-06-2010, 05:37 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عرفة محمد سعيد)

    Quote: محمد انيس امهم



    أم العيال:

    أحبكم كما لو أن قلبي بين ثلاث أصابع تقلبه كيف تشاء.
                  

01-06-2010, 07:07 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    العزيز "أبوجهينة":

    هذا النصّ بالنسبة لمساري قد نقلني إلى منطقة أخرى من الكتابة. بدأته قبل أربع سنوات تقريبا. لم ألتفت إليه سوى أخيرا. أدين هنا بمشاعر طيبة للمبدع الجميل فضيلي جماع الذي تدخل وقتها بنصيحة نقدية جيدة، نصها:

    Quote: الأديب حقا/ عبد الحميد البرنس

    أعجبني تكنيك السرد حتى اللحظة. نظرتي لمكابدة الكتابة بمختلف أجناسها ربما تختلف. كنت وددت لو جاء مردود القاريء feedback في خاتمة النص أو بعد مرحلة يقطع فيها كاتب النص شوطا أطول. من تداعي السرد أكاد أجزم أن هذا العمل الإبداعي ذو قابلية للتمدد والإندياح بدرجة أكبر مما نتصور. تداخل أكثر من قاريء وانفعالهم بجزيئات عمل هو في طور التخلق والإبتكار ، وتعليقات البعض وأحكامهم الفطير وكانهم يشاهدون مباراة كرة قدم، هذا النمط من متابعة ميلاد الكتابة الإبداعية -في اعتقادي- يسهم في زعزعة تركيز الكاتب distraction-حتى لو استطاب كاتب النص هذا الكورال غير المنسجم!!

    أناشد البرنس أن ينتبه إلى أنه ابتكر "ثيمة" ذكية لاندياح السرد. إعط القاص (المبدع) في داخلك خصوصية الجلوس إلى هذا "الشيء" بعيدا عنا ثم عد إلينا وحدثنا عنه على مسافات طوال ، أو بعد أن تفرغ جعبتك منه.

    ما الذي ذكرني بواقعية جارسيا ماركيث السحرية وأنا أتابع الشخص "الطيف"-"الوهم" في هذا النص؟ لا نية عندي لعقد مقارنة‘ فأنا أومن بتشابه الإبداع الإنساني. نصك جميل وقابل للإندياح أكثر. إصرف عن ذهنك الجمهور واجلس لوحدك مع هذا "الشيء" ثم أطلعنا في الختام على حكايته كلها.

    هل قلت شيئا مفيدا؟ أرجو كذلك.



    أفدت منها كثيرا. في المقابل، حين عدت لمتابعة الكتابة، وجدت عنتا ومشقة عظيمة لإستعادة تلك الحالة النفسية والشعورية التي كنت وقتها أكتب من داخلها. حتى وقت قريب، وعلى مدى سنوات وجودي في كندا، ظللت أكتب عبر لوحة الحروف العربية في هذا الموقع، أنقر على الحروف لتشكيل كل كلمة حرفا حرفا، وفي مثل هذه الحال لم يكن لدي ثمة طريقة لحفظ ما أكتب، لقد كنت مجبرا لهذه الأسباب الفنية للتخلي عن خصوصيتي ككاتب في مقابل أن ينعم الإنسان في داخلي بما يمكن للكتابة أن تعمل على تفريغه من شحنات شعورية.

    مودتي
                  

01-06-2010, 07:10 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    فاتني أن أشير إلى مصدر الحالات الأولى لهذا النصّ:

    الشيء..
                  

01-06-2010, 09:28 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    الأخ عبد الحميد يا ملك الكتابه لا أميرها
    حاف من نعل وحالق حلقت فوق سماوات إبداعك تحليق الدروايش فى تطياف
    جذبتهم. قرأتك كثيرا فى سرى هذه الأيام من زوايا متفرقات فثملت
    حتى كدت أن أرى بكرة تطوافى هرة متوحشة ومستوحشه فطرائق اللسع
    النحلى الدائر فى حلق كمسارات الكواكب فى جنس مجراتها أحدث
    فى لذة من ألم وأمل طفرت لها النفس ترقص بلا ساق ولا خاصره
    مختصرة للمتعة فى واقع أشبه بالحلم فيا عزيزى أنت كاتب
    بأنياب وضروس وقواطع فلا تتردد فى أن تنشر ما لديك.






    ولك وللإسره السلام ولى معك حديث ربما يطول



    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 01-06-2010, 09:34 AM)

                  

01-06-2010, 02:23 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عرفة محمد سعيد)

    عارفة يا عرفة معنى أن تلتقي عالما لا يزال في داخلك في صورة إنسانة زميلة تطل من صورة بروفايل عبر مسافة قصيرة هي سنوات طويلة من الغياب؟. (ولدي الصغير، أنيس، يهجم الآن، على أبيه)، نواصل:
                  

01-06-2010, 06:55 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عرفة محمد سعيد)

    سلام (يا عرفة لك ولسيف أخي والأولاد) وتحية بعد غياب تليق بمقامك الرفيع وشكر لكلمات في حق أخيك لا تزال تبث في نفسي فرحا طفوليا ظلّ يلازمني كلما بدا العالم لعيني مكانا صالحا للعيش ما ينفك الأصدقاء والصديقات يضفون عليه لمسات عيونهم الحانية. لكنكم أرهقتم قلبي بكل تلك الذكريات المبثوثة في منبر (ناس الزقازيق). أمر كل يوم من هناك ولكن في صمت مَن يُباصر وقتا ممحوقا. رأيتكم الآن وعلى أرواحكم آثار الزمن. ثم رأيتكم عبر تلك الصور التي أُخذت في تلك الأيام. هذه أنت، هذا سيف، هذا عادل الجعلي، هذه سامية إسماعيل، هذا زناتي، هذه بنت عبدالله ابتهاج، مها، خالدة، جمال فارح، منى يونس، عبدالسميع دفع الله، رأيتكم كلكم ماضيا وحاضرا، فتذكرت عالما بأكمله.


    كونوا جميعا بألف خير.
                  

01-07-2010, 01:13 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: الأخ عبد الحميد يا ملك الكتابه لا أميرها



    المنصور ودالمفتاح أخي:

    عساك طيب..

    إنني أحاول فقط أن أعقل جماليا وضعية الإنسان حين يتم انتزاعه من وسط ثقافي اجتماعي ومن ثم إعادة توطينه قسريا داخل وسط ثقافي واجتماعي أكثر تعقيدا.

    مودتي
                  

01-07-2010, 02:02 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)
                  

01-07-2010, 08:56 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    هذا النص، كما سبقت الاشارة ينتمي إلى محموعتي الثانية: (كتاب القاهرة الطيبة)، ثمة قصص أخرى لم أخرجها للناس بعد تنتمي لنفس المجموعة الجديدة، لكن أغلب نصوص المجموعة الجديدة يمكن العثور عليه في بوست عثمان موسى:


    عبد الحميد البرنس _ كتا بات تتشعلق وتت... وتسر القلب


    أرجو أن تكون هذه النصوص قد شكلت نقلة نوعية عن نصوص المجموعة الأولى، التي سبق وأن أشارت إليها أكثر من جهة، مثل:


    http://www.aawsat.com/details.asp?section=19&issueno=87...cle=142155&feature=1



    http://qadaya.net/node/3299


    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147490893


    http://books.ios.st/Front/Blogs/index.asp

    Quote: تداعيات في بلاد بعيدة ( نصوص قصصية )



    *المؤلف : عبد الحميد البرنس



    *الناشر : المؤلف – خاص * القاهرة 2002







    " تداعيات في بلاد بعيدة " المجموعة القصصية الأولى للكاتب السوداني المقيم بالقاهرة عبد الحميد البرنس ، صدرت مؤخراً على نفقته، لتشير إلى أمرين : الأول الوعد بكتاب متميز في القصة والثاني محنة النشر وفوضاه في بلادنا العربية حيث يضطر كاتب متميز إلى طباعة عمله على نفقته الخاصة ، بينما تلفظ المطابع يوميا عشرات بل مئات الكتب عديمة القيمة . تشتمل المجموعة على ثماني قصص أو تداعيات قصصية بالفعل ، تتراوح بين الومضة القصصية وبين مشروع الرواية ، وقد جاءت على النحو التالي :



    " طريق – عودة ، وقفة ، غلام ، صديق حيرة ، خليفة ، تداعيات في بلاد بعيدة "







    http://www.alriyadh.com/Contents/09-12-2002/Mainpage/Thkafa_3134.php
                  

01-07-2010, 10:05 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    تداعيات في بلاد بعيدة " المجموعة القصصية الأولى للكاتب السوداني المقيم بالقاهرة عبد الحميد البرنس ، صدرت مؤخراً على نفقته، لتشير إلى أمرين : الأول الوعد بكتاب متميز في القصة والثاني محنة النشر وفوضاه في بلادنا العربية حيث يضطر كاتب متميز إلى طباعة عمله على نفقته الخاصة ، بينما تلفظ المطابع يوميا عشرات بل مئات الكتب عديمة القيمة . تشتمل المجموعة على ثماني قصص أو تداعيات قصصية بالفعل ، تتراوح بين الومضة القصصية وبين مشروع الرواية ، وقد جاءت على النحو التالي :


    " طريق – عودة ، وقفة ، غلام ، صديق حيرة ، خليفة ، تداعيات في بلاد بعيدة "
                  

01-08-2010, 03:42 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: ابو جهينة)

    أبا جهينة (في غربة الجديد/ سلطة الإبداع/ جرأة المغامرة):
                  

01-08-2010, 07:09 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    قبل يومين فقط، حين طالعت ذلك الخبر، في أعقاب بحث روتيني، شعرت (أبا جهينة) وكأن ذلك المحرر قد قام بوضعي في مكان الضحية، وهو يشير إلى واقعة أن مجموعة "تداعيات في بلاد بعيدة" قد رأت النور من خلال "نفقة المؤلف الخاصة"، في وقت "تلفظ المطابع يوميا عشرات بل مئات الكتب عديمة القيمة"، حسب تعبيره أعلاه.

    يطيب لي هنا الإشارة إلى أن واقعة نشر المجموعة المشار إليها وفق ذلك النحو "أمر لا يحزنني"، ليس من المهم في تصوري الموقع الذي نطل من خلاله على العالم، بقدر أهمية قناعتنا الذاتية أن ما نكتبه يملك القدرة وحده على السفر من أي موقع كان إلى مناطق جغرافية وإنسانية وزمانية بعيدة. كما إن مدير التلفزيون ليس بوسعه في العالم الثالث أن يجعل من شقيقه مضطربا، ليس بوسع دور النشر الكبيرة كذلك صناعة كاتب قدير، الدعاية المكثفة غير قادرة جوهريا على خلق ما يمكن تسميته "عملا إبداعيا"، هذا ما أخذت أدركه قبل نحو العقدين تقريبا وأنا أرى في قاع المكتبات المصرية كل تلك الكتب ل"مبدعي الفترة الناصرية"، وقد اختفت في وهدة نسيانها الأبدي أسفل طبقات سميكة من تراب الزمن الساخر.



    نواصل:
                  

01-09-2010, 04:20 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    إلى حين عودة:
                  

01-14-2010, 07:46 AM

elham ahmed
<aelham ahmed
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    على سبيل الحب
                  

01-14-2010, 07:57 AM

ندى عثمان حسن
<aندى عثمان حسن
تاريخ التسجيل: 11-20-2009
مجموع المشاركات: 875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: elham ahmed)


    صعب توصيف إحساسنا بعد قراءة نص مستفز وعميق


    بس لكن مرور على سبيل التحايا.
                  

01-14-2010, 06:31 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: ندى عثمان حسن)

    أبا جهينة:

    الإبداع في المقام الأول وفق تصوري يستمد سلطته من داخله، مدى هذه السلطة هو الذي يحدد في الأخير درجة بقائه أوفنائه، أشكال السلطة الخارجية سواء تجلت في علاقتها بما نكتب في هيئة دعاية سلبا أوايجابا تظل في النهاية محدودة الأثر حين يتعلق الأمر بمقاييس مثل الأصالة أوالجودة أوغير ذلك من المسميات. Vincent van Gogh المغمور وقتها كان على وعي عميق بمثل هكذا فرضية وهو يرسم على نحو مفارق لما هو سائد. قرأت قبل شهور قليلة كتابا يتناول أعماله وسيرته. لفت انتباهي كما أوضحت لك من قبل في بوست "مرثية للطيب صالح" أنه قبل أن يغادر Nuenen إلى عالم المدن الرحب أهدى واحدا من أفضل أعماله an autumn landscape إلى صديق مالبث أن لفت نظره إلى أن اللوحة خالية من توقيع. في البدء، أعلن أنه سيقوم بالتوقيع على عمله لاحقا، إلا إنه سرعان ما استدرك قائلا:

    actually it isn't necessary, they will surely recognize my work later on and write about me when I am dead and gone
                  

01-15-2010, 08:02 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: على سبيل الحب


    وأربع سنوات من خطى حياتنا معا لا نزال نمشيها على ذات الطريق ولكن بتوهج اللحظة الأولى نفسها أويزيد، أحبك.
                  

01-15-2010, 11:40 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: صعب توصيف إحساسنا بعد قراءة نص مستفز وعميق


    العزيزة ندى عثمان حسن:

    أشكرك.

    حضور ذو أثر راق.

    من بين كل نصوصي الأخرى، بدأ يأخذ هذا النصّ على حداثة عمره موقعا خاصّا في قلبي، وهو أمر غريب أن يشعر كاتب ما بما يشبه صلة القرابة الروحية مع أحد نصوصه. لعلها صلة أشبه بتلك الصلة التي لا تزال تربطني بآخر (عبارة) كتبتها منهيا بعد سنوات طويلة نصّا آخر قديما بالغ القصر نسبيا، وهو ضمن مجموعة (تداعيات في بلاد بعيدة)، لا أدري.. لكن النص ظلّ وقتها كل تلك الفترة معلقا في الفراغ بلا أساس إلى أن جاءت تلك العبارة. ربما يرى قاريء أوقارئة أنني أبالغ وهذا حق لكن ذلك ما ظللت ولا أزال أحسّه:



    صديق

    وتسمَّرتْ نظراتي على شاشة " التلفاز ". أشعركأن بـِركة من الأسى تندلق على قلبي . منذ ساعة ،ساعة واحدة ، لا أكثر ، هاتفني صلاح . " أنا في انتظارك "، قلت له . وأفقت ، آخر الليل ، على نهاية " الإرسال " ، وعلى وقع طرقاته المتتالية . " ها... قد وصل "، تمتمت عبر الممر المُفضي إلى الصَّالة في شرود . و فتحت الباب . " إزيك "، قلت له . وأخذته برفق إلى الداخل . وهناك ، في الخفاء ، بين جدران الغرفة الأسمنتية الباردة الرطبة ، ارتمى على صدري ، وشرع مثل طفل وليد في البكاء . " ما بك " ، سألته . لم يُجب . آنئذٍ خرجت إلى البلكونة ريثما يهدأ قليلا ً... كان بكاؤه يأتيني خافتاً مُتقطِّعاً على فترات ..... كنت أنظر إلى أعلى ........ كانت السماء النجمية الداكنة بعيدة ونائية تماما ً.
                  

01-17-2010, 07:54 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    لمزيد من القراءة.
                  

01-19-2010, 10:52 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    لا يزال ( الكائن ) كائنٌ فينا
    متابعة يا أبا محمد البرنس
                  

01-20-2010, 00:11 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: ابو جهينة)

    Quote: لا يزال ( الكائن ) كائنٌ فينا


    أما مسألة هذا الكائن، فتبدو لي أحيانا أقرب، أبا جهينة، إلى مسألة:

    مَن يعرف يطلب معرفة مَن لا يعرف لمعرفة ما يعرف.



    شكرا، للمرور والتحية والمتابعة أخي.
                  

01-21-2010, 09:37 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كائن (نص قصصي من كتاب القاهرة الطيبة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    the_persistence_of_memory_1931_salvador_dalisudansudansudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de