|
وليلي... ذات الفاكهة المٌقدّسه....
|
إنفَجَرَ عصام مبسوطاً, فرِحاً, كأنه قبضَ علي فُساءِ عصفور ملّون. تمددت إبتسامته بعرضِ وجهه وباحت بسرِّ دهشته الّتي لم يستطع كتمها من أحد. هكذا كان إحساسه عندما إلتقي بِليلي للمرِّةِ الأولي, و كان ذلك في ظهيرةِ يوم من أيام يونيو الغائظه, والشّمس في منتصف السّماء تٌفرغ حممها علي الأرض دون رحمة. كانت الأرض تغلي وتتلّوي ألماً تحت أشِّعَتِها الحارِقه كأنّها جُعِلتْ أكثر قٌرباً من الأرض التي إكتسبت بلامح جحيمية. شوارع القريه كٌّلها تقود إلي مُنتَصَفِها الّذي إختفت منه الحياة تماماً بسبب الحر.فقد تحوّلت الأرض إلي ملاءة من صفيحٍ محمّي, واختبأ الظّل تحت الأقدام, تمددّ الشّارع الرّئيسي الوحيد كلسانٍ بركانيٍّ ساخن يسيل حتّي الحواف السّفلي من الّسماء, فيتماها معها كأنّه معبّد بلُعاب شيطان, تحرسه علي جنبتيه حيطان جالوص تطاولت علي كُلّ شئ حتّي معاول الزّمن, تفوح منها رائحة روث البهائم الطّاغية تٌغطّي أجساد الأغنام والقطط والكلاب ضالّه, والتي تجمّعت في تراصٍّ وتلاصقٍ حميمٍ ومؤلم علي ظِلّ الحيطان الضّيق, والذّي يمتد لقدمين فقط. حتّي الزّواحف والسّحالي تَرْكنَ الأشجار وتلوّنت بلونٍ رمادي لتجدُ مكانها مُتنكرةً بين هذه المخلوقات المتباينه و التي لا يجمع بينها إلاّ أنّها خٌلِقتْ جميعٌها تحت رحمة شمس لا قلب لها. في نهاية هذا الشّارع المِقلاة, تجمّعت طيور صغيره ترفرف بأجنحتها الملوّنه تُصدر أصواتاً جزِله كأنها إكتشفت سر الحياة. رغم لزوجة الهواء وقسوته, كونت تلك الطيور سحابة بيضاء, قريبة من الأرض إشفاقاُ عليها, إقتربت تلك الطيور من الأرض, مُحدثةً بقعة ظل صغيره, تتحرّك تحتها لتغطي فتاة رقيقة الجسد, تحمل في وجْهُها ألوان تلك العصافير وتدلِقَها علي كلِّ قوامها الّذي يتقدّمها منساباً, سابقاً ظلاً صغيراً بحجمِ قدميها, فمرّت دون إكتراث بالحيوانات التي كانت تستظل بالحائط ذو الرائحة المنبعثه من صلبه المكّون من روث البهائم, تبعتها تلك الحيوانات والّزواحف, كٌلَّها في مسيرةٍ واحده كأنها منوّمةً مغنطيسياً. كانت ليلي تمشي بإهمالٍ واضح ودون إكتراث لما حولها, ليس في مشيتها شئ من أنوثه, لكَنّها تتدفّق في هدوءٍ ميّاع مٌحدِثةً ضجيجاً ساكناً وهي تتجوّل في الشّوارع ولا تعرف أنّها ومشيتها غير المكترثه ما هي إلاّ نداء اَخر من نداءات الطبيعه ومقدرتها في تحريك سواكن الرجال والنساء وكل مخلوقات الأرض, تٌغطّي رأسها طرحة بيضاء شفّافة, تغض بها الطرف من عنقها البارز, ينزل منه عقداً بسيطاً فيتجوّل هو الأخر دون إكتراث محاكياً صاحبته, ليجد نفسه يتلاعب في صدرٍ عالٍ محبوسةً أنفاسه, و لولا ضيق فتحة الفستان العليا وتشبّثه بما بداخله من فاكهةً مُقدّسة لقذف بنهديها إلي السماء...
بجيكم راجع.....
(عدل بواسطة ibrahim kojan on 01-03-2010, 10:58 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وليلي... ذات الفاكهة المٌقدّسه.... (Re: Osman Musa)
|
Quote: وعامك سعيد . ليلى دى اصلها كدى . فى المفاجأة الأولى . اها . منتظرين على مقربة . واصل الطواف . ... أنشاءالله لقيت الاهل بخير ؟ تحياتى |
ود موسي سلامات..
ياخ الاهل كلهم جميلين وكويسين انت عامل كيف .. خليني من ليلي... و حاجات تانيه المهم هنا والله الواحد من صبح الرحمن يدوررررر لامن ربنا يغفر ليهو وبرضو اليوم ما بكفي.. الله غالب!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وليلي... ذات الفاكهة المٌقدّسه.... (Re: فادية اليمني)
|
Quote: انك تكوجننا بكتاباتك الرائعة فتلك الانطوانيت وهذه الـ ليلى
فما انت فاعلا بنا بالله عليك
تعال... و خدنا واسرح بنا
لكى نستلذ بطعم حروفك... وانت بطعم الفاكهة
سنة حلـوة علـــيك |
وسنه حلوة عليك يا فاديه اليمني ...
لك السلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وليلي... ذات الفاكهة المٌقدّسه.... (Re: Ahmed al Qurashi)
|
Quote: عزيزى الرائع/ ابراهيم كوجان
كل سنة وانت طيب
ونحن حضور ومتابعة لهذا الجمال
منتظرين المزيد
مودتى |
صديقي الاعز التحايا العاطرات...
ياخ من شرور الكتابه في زمن الجري وراء الاشياء التي نحبها وتملح حياتنا بالجنون . أنها تسحب جنون الاسترسال في مثل ما اكتب وتجعل الخيال سجين الوجع اليومي . والموضوع اعلاه هو تجربه أردت بها الاجابه علي سؤال ( هل يا تري أستطيع أن أكتب وانا ملطخ بدماء اللهث اليومي في السودان؟؟) الاجابه نعم ولكن بتعب من يحمل نصف شوارع أم درمان علي كتفه ,, ولكن حتما سأواصل
لك الود كما تعرف
ابراهيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وليلي... ذات الفاكهة المٌقدّسه.... (Re: ابو جهينة)
|
Quote: لزول الحبوب كوجان سلام كبير و كل سنة و إنت طيب رجعت لندن ولا لسع ؟؟؟ تشرفت بمقابلتك و خصوصا لا أنسى ليلة أمدرمان الفتيحاب واصل .. متابعك
دمتم |
سلام يا ابوجهينه....
وشكرا علي التوصيلة التي لا تنسي
ابقي عشره علي اسرار التوصيله( لكن ما ضياع بي مزاج)...............
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وليلي... ذات الفاكهة المٌقدّسه.... (Re: ابو جهينة)
|
Quote: الزول الحبوب كوجان سلام كبير و كل سنة و إنت طيب رجعت لندن ولا لسع ؟؟؟ تشرفت بمقابلتك و خصوصا لا أنسى ليلة أمدرمان الفتيحاب واصل .. متابعك
دمتم |
ياصديقي أوبو جهينه الف حمدلله علي السلامه.....
ياخ كانت ليلي لاتنسي.. أقصد ليلة التوصيله الواحد ماعارف بيتو وين والله كلام....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وليلي... ذات الفاكهة المٌقدّسه.... (Re: محمد المرتضى حامد)
|
كانت ليلي تمشي بإهمالٍ واضح ودون إكتراث لما حولها, ليس في مشيتها شئ من أنوثه, لكَنّها تتدفّق في هدوءٍ ميّاع مٌحدِثةً ضجيجاً ساكناً وهي تتجوّل في الشّوارع ولا تعرف أنّها ومشيتها غير المكترثه ما هي إلاّ نداء اَخر من نداءات الطبيعه ومقدرتها في تحريك سواكن الرجال والنساء وكل مخلوقات الأرض, تٌغطّي رأسها طرحة بيضاء شفّافة, تغض بها الطرف من عنقها البارز, ينزل منه عقداً بسيطاً فيتجوّل هو الأخر دون إكتراث محاكياً صاحبته, ليجد نفسه يتلاعب في صدرٍ عالٍ محبوسةً أنفاسه, و لولا ضيق فتحة الفستان العليا وتشبّثه بما بداخله من فاكهةً مُقدّسة لقذف بنهديها إلي السماء...
يالله يا أبوخليل يأخى !! يأخ عندك لسه أنوثه أكثر من كده ؟ حبست أنفاسنا زى حبسة صدر ليلى !! إنتو الكلام ده بتجيبوا من وين ؟؟؟!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وليلي... ذات الفاكهة المٌقدّسه.... (Re: المسافر)
|
إلتفتت بعنقِ حمامة لِتلقي عليه التّحيه, فتناثرة َ طرحتها من علي رأسِها مثل شراع سفينه قبل أنْ تسقط علي الأرض, فأُصِيبت برزاز خجلٍ ريفيٍ مفاجئ وعندما إنحنت لألتقاطها, سالت رمال ساعتها العليامارّةً بمضيق خَصرها فأحدثت هفيفاً مُتَقطّعاً قبل أن ينصبّ في ساقان ممتلئتان, لتكتمل الساعه تمام الواحده ظُهراً. وقتها فقط عرف عصام أنّ الحر قد إنتزع الجلد من باطن قدميه, فرقص في مكانه من الوجع ودار كدرويش مُغْمض العينين كمن يريد ملاقاة ربّه وعندما إستدرك حاله وجدها قد إختفت بين ثنايا الغيظ. ثُمّ تسمّرَ في مكانه مذهولاً بلا حراك حتّي ظنّت الحيوانات الطّليقه بالشّارع أنّه شجرةٍ نافقه فجلسن تحت ظِلّه. لم يبرح مكانه ولم يتحرك إلي أن جاوزت الّساعه الّثانيه, أفاق من ذهوله ذاك برائحة اللحم المشوي التي بدأت تتصاعد من قدميه. ودون أن يُحدَث صوتاً حتّي لا يزعج الحيوانات تحته, تحرّكَ ماشياً ثُمّ تسارعت خطواته المتأرجحه كبنودول الساعه ثُمّ جارياً من الموت الذي يتصاعد من باطن الأرض, تبعه في في هذا الطّواف المٌؤلم, كلباً ضالّاً, يتطاول عليه, يختبئ تحته, يسبقه, ثُمّ يتقدمه, عندما توقّف لينتهره عرف أنّ ذلك الكلب الضال هو ...ظِلّه, فتعجّب لإحاحه!. دلف إلي منزلهم بسرعة قطٍ مزعور, لم يلق التحيه علي أحد, لم يتحدّث مع أحد, ألقي بذاته الممسوسه بليلي, تحت (الزير) لتبرد.
يتبع.......
| |
|
|
|
|
|
|
|