|
|
 الأشجار تنمو لأعلي ...مأساة إنسانية
|
مدخل أول :-
أحد زملائنا فيما يخص هذه الأنشطة ...بكثير من التعالي ...قال لي كلامكم كتير ماعندي وقت أقراهو ...إنتو موضوعكم شنو
ونحن نري ان ننقل مارأيناه دون مبالغة ...هذا الأمر ساعد كثير في تصور الناس للمأساة ومن ثم تبرعهم
منذ ذلك الوقت أصبحت ارسل له رسالة نصية قصيرة بالمبلغ المطلوب لحالة إنسانية دون تعريفها
لم يدفع مليما أحمرا حتي الآن
لم يقرأ ولم يتبرع والمحاضرة التي ألقاها علي مسامعي كانت اطول مما يحتاجه هذا المقال من وقت لقراءته
وجدته في أحد المطاعم يلتهم دجاجة كبيرة بملحقاتها من الطحينة والجرجير والشطة الحمراء
كنت أرتشف كوبا من الشاي الحمر
المستفاد من هذه المقاربة
ان وقت إلتهام دجاجة حتي لايتبقي منها سوي حفنة عظام هو وقت إرتشاف كوب من الشاي الأحمر تراعي فيه مقتضيات الكيف
نصف ساعة من الزمن
ثم إلتقينا في حفل ساهر ببيت الفنون
لا بأس ...فهذا وقتنا الخاص نمضيه كيفما إتفق ...في الأكل أو الشرب أو الرقص ..
بس نبطل الفلسفة ...تجاه مجهودات الاخرين
إليه أهدي هذه القصة في إنشغاله الزائف
ثم الون المطلوب كعادتي معه باللون الأحمر
عسي ...ولعل
__________
مدخل ثاني
كانت جدتي لأمي تقول
موت الضنا حاار ...ثم تتنهد بحسرة
قالت ذلك في وقت حصدت فيه الملاريا أرواح الصغار بقريتنا الصغيرة
التي إرتفع فيها نحيب الأمهات في المنازل ...والمستشفيات...وحتي في السيارات المتهالكة وهي تغالب الطريق الترابي بحثا عن عناية طبية أفضل في الأبيض حاضرة شمال كردفان
الموت لاينتظر
هاتفني أمس الأول أحد زملائنا العاملين بمركز تطوير المخبوزات يطلب مد يد العون من مجموعتنا التي ذكر أن عدد من الموظفين أخبروه عن نشاطاتها
والقصة :-
أن إبن أخيه معاذ الذي يبلغ من العمر سنة وبضع شهور يعاني من مرض يقعده عن النمو بصورة طبيعية وأن نفس المرض تسبب في وفاة أخت لمعاذ وأخ في السنوات الماضية
وأن الأطباء نصحوهم بإدراكه بتدخل جراحي في جمهورية مصر وإلا أن مصيره سيكون موتا قريبا
يقول الأطباء ان التدخل الجراحي نسب نجاحه كبيرة
إذن مالعائق؟
الفقر ...وقلة الحيلة ...وأكذوبة توطين العلاج بالداخل
القمسيون الطبي يمارس ( مسكنته الطبية ) بكتابة التوصيات إلي بسطاء الناس بالسفر إلي الخارج
أي خارج ياهؤلاء ...قاتل الله المبالغة
وتكلفة العلاج من يتحملها في ظل أنظمة تأمين علاجي متهالكة وعاجزة ويدها مغلولة ؟؟
المهم ....
زرناهم أمس الأول بمنزلهم بالسلمة مربع واحد ...
كان الفقر حاضرا في كل التفاصيل
معاوية والد الطفل يعمل كحرس جامعي بجامعة الخرطوم يتقاضي مرتبا شهريا 250 جنيه ( مائة دولار )
سعر زجاجة للعطر باريسية ...والأحذية الجلدية الفاخرة ...ويقل كثيرا عن أسعار الحقائب ذات الديباجات العالمية وبدلات السهرة الرجالية
( تسوق مشروع ...لو لازمه تصدق مفروض)
والدته ربة منزل ...اتت مهرولة تحمل إبنها الصغير ...
هي أيضا صغيرة ...متي تزوجت ؟
ومتي إختبرها الموت بإختطاف إبن وإبنة ؟
أي حزنٍ؟
وأي صبرٍ ؟
وأي خوف ٍ؟ ...
ينتظر أسرة فقدت من أبنائها إثنين وثالث في الطريق يمضي ...كم هو مؤلم أن تنظر لإبنك المريض ...وهو يخطو خطوات واسعة تجاه مصير علمته أنت بالتجربة ...
وأي تجربة ؟
تجربة علي قسوتها ...لافائدة لها في هذه الأحوال ...سوي الإرتفاع بالإدراك ان الموت قادم لامحالة
والشفاء ممكن ....ولكن الفقر عائق
أي معادلة ؟
لمعاوية طفل آخر نجاه الله من مصير أخوته ...رحمة من الله وحكمة ...صحيحا...سليما
يتقافز هنا وهناك
ويحاول أن يلفت انظار والده بطريقة مزعجة
ونحن نحاول أن نلم بأطراف القصة لنعرف كيف يمكننا ان نساعد
الطفل مزعج
لاوالده يزجره ...لاعمه يفعل ...لا والدته
لكأن الجميع إتفقوا علي عدم مضايقته
بدا لي لكأنهم يشكرونه انه أتي سليماً ...فليفعل مايشاء
ووالدته طيبة ...أتتنا متأخرة تحمل معاذ بطريقة خاصة ذلك ان المرض يجعل جسده رخوا غير قادر علي الجلوس أو أن يحبو أو ان يمشي
علي السرير راقد ...او علي صدر أمه
سنة وثلاثة شهور وهو علي هذه الحال
ومن قبل تسعة أشهر وعشر في بطنها
أتت متأخرة بثوب رقيق هدته صابونات الغسيل وذهبت بلونه
ليس عليها من زينة ...إلا كحل أسود في عينيها اللتين هدهما الحزن
كحل أسود ؟؟؟
ثنائية الحداد والتجمل
كم يبدو الفقر كالحا
حينما لاتمتلك المراة من ادوات الزينة سوي ( قنينة كحل غير جيد )
لم يكن تعظيم الأم صدفة
( أمك ثم من ..........
هذه الأم علي عمرها الصغير فجعت مرتين
الوجع يكمن في التفاصيل
وأبوه فجع مرتين
العجز يكمن في التفاصيل
تفاصيل الدمع ...والكفن ...والبكاء ...وذكريات الأطفال ..تغيير الحفاظات وروابط الرضاعة ...واللعب الصغيرة...كلمات الأطفال الأولي ...والأطباق واكواب الضيوف التي هشموها بشقاوتهم ...والجنيهات القليلة ..ومشاوير الأطباء
معاناة التسنين ...وجداول التطعيم
والأحذية التي تصدر الأصوات المزعجة والحبيبة علي القلب في آن
الألم ...والأمل
والأسامي التي أضحت ذكريات
معاوية يقص قصته الحزينة ويذكر انه لم يلجأ للناس ...إلا انه يقبل المساعدة من خاصته الذين يعلمون وضعه
يقول ذلك والدمع يكاد ان يطفر من عينيه
يديه ترتجف
وصوته ملئ بالتأثر وهو يقول
( والله أمو دي بطلت المرقة ...الناس عاذرنها ...بجوها يعزوها في حاجاتهم ...مابتقدر تطلع ...ليها سنة ماطلعت )
( الزكاة أدتني قروش التذاكر والمالية حولت لي 750 دولار للقاهرة وجمال الوالي 250 دولار ومن هنا وهناك ...هسة عندي 5500 جنيه )
( في واحد قبل كدة وداني لزول مدير في السكة حديد وهناك قال لي الزول دة بعد مايشوف ورقك بدينا مليونين ...إنت مليون وانا مليون ...قلت ليهو أديني ورقي انا ما محتال )
الأخلاق تبدو بوجهها الساطع ...عندما تختبر
وأي إختبار ؟
المهم ...
تكلفة العملية والإقامة والإعاشة
عشرة مليون بالقديم
تبقت منها ...أربعة مليون ونصف
ونحن شهود علي صحة القصة ...ورقة الحال ...والوضع الصحي لمعاذ
الوقت يمضي
ونحن في إختبار
هذه الأسرة بلغت من اليأس أنهم قرروا السفر إلي القاهرة
هكذا ...بما لديهم من مال لايفي بمتطلبات العلاج
المالية نبهتهم أنه وخلال إسبوع من الآن ستقوم بإسترداد مبلغ ال750 دولار إذا لم يباشرو العلاج ...هذا الأمر يفهمه ناس الحسابات
هاتفته صباح اليوم أبشره بأن زميلتنا التي زارته جمعت حتي الان مليون جنيه ...لم تسعه الفرحة
ثم طلبت منه ان ينتظر حتي إكتمال المبلغ
قال لي مابقدر ...الله كريم
ياعمر .....تااااني يموت واحد؟؟؟
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الأشجار تنمو لأعلي ...مأساة إنسانية (Re: عمر عشاري)
|
Quote: اضافة لوائح جديدة لقانون المنبر العام
22- سوف يتم مسح اى بوست للتزكية او ضياع كلمة السر او خلافه فى المنبر العام
23-يمنع منعا بات جمع التبرعات خارج نطاق منظمة الموقع والتى سوف ترى النور قريبا
وشكرا |
أثناء تصفحي للموقع وجدت مداخلة تحتتوي علي القوانين اعلاه
وحتي لايكون الأمر جمعا للتبرعات
فإني أكتب لكم هاتف عم الطفل المقصود 0128799918
لمن أراد زيارتهم والتبرع مباشرة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عمر عشاري
naeem ali
Hussein Mallasi
Elawad
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست